كتب ومؤلفات

من مؤلف كتاب ألف ليلة وليلة

كتاب ألف ليلة و ليلة

أحد أكبر الموسوعات القصصيّة التي تصاعد حديث النّاس عنها كثيرًا، والتي تُعرف باسم (الّليالي العربيّة)، ترجع القصص في أصولها إلى القرون القديمة والوسطى لحضارات مختلفة كالمصريّة وبلاد الرّافدين والهنديّة وكذلك الفارسيّة، ولقد ذاع صِيت هذه السّلسلة القصصيّة في كلاسيكيّات الأدب العربيّ خاصّة والعالميّ عامّة. وإن أشهر القصص الموجودة في السّلسلة قصص علاء الدّين، والسّندباد البحّار، وعلي بابا. وإنّ تسمية الكتاب بهذا الاسم لا يعني أنّه يحتوي على 1001 قصّة إنّما للتّعبير عن العدد الكبير، فلقد تمّت إضافة القصص على مدار قرون إليها.[١][٢][٣]

مؤلف الكتاب

الرأي الأول

يعتقد بعض النُّقاد أن مؤلف كتاب ألف ليلة وليلة يعود لشخص واحد، ففي عام 1839م ترجم الأستاذ إدوارد وليم لين جزءًا لا بأس به من كتاب ألف ليلة وليلة، وكتب في مقدمة ترجمته حول أصل الكتاب يُثبتُ فيها أنّه عائد لشخص واحد فقط.[٤]

الرأي الثّاني

رجّح النُّقاد والعلماء أنّ مؤلف كتاب ألف ليلة وليلة لم يكن شخصًا واحدًا، إنّما ساهم في كتابته العديد من المؤلفين على مرّ الزّمان، وذلك لاحتواء الكتاب على تنوّع كبير على الصّعيد الجغرافيّ، كوُرود أحداث القصص في اليونان، وتركيّا، ومصر، والعراق، بل عزوا أنّ الارتجال في الكلام وبساطته واحتوائه على الأخطاء الُّلغوية الكثيرة والمُفردات العامّية لن تكون لكاتب عربيّ، فمالوا إلى أن يكون الكتاب قد نُقل مشافهة بداية، وأشاروا إلى المُترجمين الذين عُنُوا بترجمة بعض القصص إلى لغات أخرى. ثمّ تغيّرت السّلسلةُ القصصيّة بعد تعاقب العديد من القرون من إضافات للقصص من أماكن مخلتفة بشكل عشوائي في فترات متفاوتة، حتّى وصل إلى ستّة نماذج في منتصف القرن العشرين، وهي كالتّالي:[١][٤]

  • النسخة الأولى والثّانية كُتبت في القرن الثّامن الميلاديّ، من عمل الفارسيّ هزار أفسان.
  • النسخة الثّالثة كُتبت في القرن التّاسع الميلاديّ، والقصص فيها كما هي في ألف ليلة وليلة مع قصص أخرى.
  • النّسخة الرّابعة كُتبت في القرن العاشر الميلاديّ، من عمل الجهشيريّ.
  • النّسخة الخامسة كُتبت في القرن الثّاني عشر الميلاديّ، وهي سلسلة من الحكايات المصريّة.
  • النّسخة السّادسة امتدت كتابتها حتى القرن السّادس عشر، والقصص فيها بقيت كما القصص السّابقة بالإضافة إلى قصص في الحملات الصّليبيّة، وقصص أخرى أتى بها المغول إلى الشّرق الأوسط.

قصّة الكتاب

تدور أحداث قصّة الكتاب حول الملك شهريار وذلك بعد اكتشافه خيانة زوجته له، فقام بقتلها ثمّ تزوّج بأخرى ثمّ قتلها ليلًا، واستمرّ في ذلك الزّواج الذي يتبعه قتل في نهاية كلّ ليلة، حتّى أتى الدّورُ على إحدى النّساء المشهورات آنذاك، وهي ابنه الوزير وتُدعى شهرزاد، ولكنّها كانت ذكيّة فلقد وجدت طريقة تمنعُه من قتلها، فأصبحت تسرد له قصصًا بلا نهايات، بُغية أن يُبقي على حياتها لتُكمل القصّة في اليوم التّالي، واستمرّت في فعل ذلك حتّى الّليلة الألف، فكانت تلك المدّة كافية حتّى يعدل عن قراره فلم يقتلها.[١]

ترجمات الكتاب

كُتب ألف ليلة وليلة على شكل مخطوطات بداية، فكانت أقدمها في بغداد، ثمّ سوريا تليها مِصر، بالإضافة إلى النّقل مشافهة. وكُتبت القصص بأيد مختلفة على مرّ العصور ثمّ عُرِّبت لفئة من سكّان الشّرق الأوسط، حتّى فُتن الأوروبيون بسحر الحكايا في الشّرق. لذلك لم تكن هناك ألف ليلة وليلة قبل التّرجمة الأوروبيّة. وإنّ أول نُسخة من الكتاب تمّت ترجمتُها على يد الفرنسيّ أنطوان غالان، ثمّ تُرجمت النُّسخ الّلاحقة اعتمادًا عليها. إذ تمّت ترجمة الكتاب إلى لغات مختلفة، ومنها الإنجليزيّة، والألمانيّة، والفرنسيّة، و تُعدّ النُّسخة الإنجليزيّة لصاحبها إدوارد وليام أشهر هذه النُّسخ لاحتوائها على ملاحظات مُميّزة ودقيقة، وتُعدّ الأولى في هذا المجال. بينما كانت أول طبعة مكتوبة بالعربيّة من قبل مطبعة بولاق في القاهرة عام 1835م.[٥][٦][٧]

مواضيع الكتاب

تضُمّ السّلسلة القصصيّة العديد من الحكايا، ويعود ذلك لاختلاف البلاد التي أتت منها، خاصّة مع ما تحمله من أصناف مختلفة من الطّابع العربيّ من جهة إلى الفارسيّ والهنديّ من جهة أخرى. وإنّ ما يُميّز تلك القصص أنّها تَسرُد قيمًا روحيّة وأرضيّة، وتتطرّق إلى الثّنائيات مثل الشّر والخير، والشّياطين و الملائكة، لكن تبقى الشّخصيّات الرّئيسيّة للملك شهريار و شهرزاد زوجته التي قصّت عليه الكثير من القصص، فكان منها قصّة علاء الدّين، وقصّة الرّجل العجوز الأول و الغزالان، وقصّة العجوز الثّاني واثنين من الكلاب، وقصّة العجوز الثّالث، ويُمكن للقارئ كذلك أن يُلاحظ اختلاف الحقب في القصص، فثمّ هناك قصص في عهد ملوك فارس، والإسكندر الأكبر، حتّى الخلفاء والسّلاطين لم يخل ذكرهم أيضاً، وبعض قصص الملوك كقصّة الملك سليمان، إذ تُدهشك هذه السّلسلة في شمولها قصص القهوة، والتّبغ، والمدافع، وغيرها الكثير.[٨][٩]

المراجع

  1. ^ أ ب ت The Editors of Encyclopaedia Britannica (18-1-2019), “The Thousand and One Nights”، www.britannica.com, Retrieved 1-5-2019. Edited.
  2. “Thousand And One Nights”, www.encyclopedia.com,27-4-2019، Retrieved 1-5-2019. Edited.
  3. رائد وليد جرادات (2012)، “حكاية “الجارية تودد” من كتاب أف ليلة و ليلة”، مجلة جامعة دمشق، العدد 3+4، المجلد 28، صفحة 4-5. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد حسن الزيات، في أصول الأدب مقالات ومحاضرات في الأدب العربي، صفحة 66-59، بتصرّف.
  5. Anchi Hoh (26-10-2017), ” A Thousand and One Nights: Arabian Story-telling in World Literature”، blogs.loc.gov, Retrieved 1-5-2019. Edited.
  6. LUCIE TAYLOR (18-12-2016), “A thousand and one translations”، blog.oup.com, Retrieved 1-5-2019. Edited.
  7. “Edward William Lane, 1801-1876: Biographical Sketch”, www.loc.gov. Edited.
  8. Diane Thompson (3-12-2014), “Arabian Nights Study Guide”، novaonline.nvcc.edu, Retrieved 1-5-2019. Edited.
  9. أ.د. حسن حبشي، أ.د. عبد الرحمن عبد الله الشيخ، أ.د. محمد عناني وآخرون، كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية، صفحة 983، جزء 4. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

كتاب ألف ليلة و ليلة

أحد أكبر الموسوعات القصصيّة التي تصاعد حديث النّاس عنها كثيرًا، والتي تُعرف باسم (الّليالي العربيّة)، ترجع القصص في أصولها إلى القرون القديمة والوسطى لحضارات مختلفة كالمصريّة وبلاد الرّافدين والهنديّة وكذلك الفارسيّة، ولقد ذاع صِيت هذه السّلسلة القصصيّة في كلاسيكيّات الأدب العربيّ خاصّة والعالميّ عامّة. وإن أشهر القصص الموجودة في السّلسلة قصص علاء الدّين، والسّندباد البحّار، وعلي بابا. وإنّ تسمية الكتاب بهذا الاسم لا يعني أنّه يحتوي على 1001 قصّة إنّما للتّعبير عن العدد الكبير، فلقد تمّت إضافة القصص على مدار قرون إليها.[١][٢][٣]

مؤلف الكتاب

الرأي الأول

يعتقد بعض النُّقاد أن مؤلف كتاب ألف ليلة وليلة يعود لشخص واحد، ففي عام 1839م ترجم الأستاذ إدوارد وليم لين جزءًا لا بأس به من كتاب ألف ليلة وليلة، وكتب في مقدمة ترجمته حول أصل الكتاب يُثبتُ فيها أنّه عائد لشخص واحد فقط.[٤]

الرأي الثّاني

رجّح النُّقاد والعلماء أنّ مؤلف كتاب ألف ليلة وليلة لم يكن شخصًا واحدًا، إنّما ساهم في كتابته العديد من المؤلفين على مرّ الزّمان، وذلك لاحتواء الكتاب على تنوّع كبير على الصّعيد الجغرافيّ، كوُرود أحداث القصص في اليونان، وتركيّا، ومصر، والعراق، بل عزوا أنّ الارتجال في الكلام وبساطته واحتوائه على الأخطاء الُّلغوية الكثيرة والمُفردات العامّية لن تكون لكاتب عربيّ، فمالوا إلى أن يكون الكتاب قد نُقل مشافهة بداية، وأشاروا إلى المُترجمين الذين عُنُوا بترجمة بعض القصص إلى لغات أخرى. ثمّ تغيّرت السّلسلةُ القصصيّة بعد تعاقب العديد من القرون من إضافات للقصص من أماكن مخلتفة بشكل عشوائي في فترات متفاوتة، حتّى وصل إلى ستّة نماذج في منتصف القرن العشرين، وهي كالتّالي:[١][٤]

  • النسخة الأولى والثّانية كُتبت في القرن الثّامن الميلاديّ، من عمل الفارسيّ هزار أفسان.
  • النسخة الثّالثة كُتبت في القرن التّاسع الميلاديّ، والقصص فيها كما هي في ألف ليلة وليلة مع قصص أخرى.
  • النّسخة الرّابعة كُتبت في القرن العاشر الميلاديّ، من عمل الجهشيريّ.
  • النّسخة الخامسة كُتبت في القرن الثّاني عشر الميلاديّ، وهي سلسلة من الحكايات المصريّة.
  • النّسخة السّادسة امتدت كتابتها حتى القرن السّادس عشر، والقصص فيها بقيت كما القصص السّابقة بالإضافة إلى قصص في الحملات الصّليبيّة، وقصص أخرى أتى بها المغول إلى الشّرق الأوسط.

قصّة الكتاب

تدور أحداث قصّة الكتاب حول الملك شهريار وذلك بعد اكتشافه خيانة زوجته له، فقام بقتلها ثمّ تزوّج بأخرى ثمّ قتلها ليلًا، واستمرّ في ذلك الزّواج الذي يتبعه قتل في نهاية كلّ ليلة، حتّى أتى الدّورُ على إحدى النّساء المشهورات آنذاك، وهي ابنه الوزير وتُدعى شهرزاد، ولكنّها كانت ذكيّة فلقد وجدت طريقة تمنعُه من قتلها، فأصبحت تسرد له قصصًا بلا نهايات، بُغية أن يُبقي على حياتها لتُكمل القصّة في اليوم التّالي، واستمرّت في فعل ذلك حتّى الّليلة الألف، فكانت تلك المدّة كافية حتّى يعدل عن قراره فلم يقتلها.[١]

ترجمات الكتاب

كُتب ألف ليلة وليلة على شكل مخطوطات بداية، فكانت أقدمها في بغداد، ثمّ سوريا تليها مِصر، بالإضافة إلى النّقل مشافهة. وكُتبت القصص بأيد مختلفة على مرّ العصور ثمّ عُرِّبت لفئة من سكّان الشّرق الأوسط، حتّى فُتن الأوروبيون بسحر الحكايا في الشّرق. لذلك لم تكن هناك ألف ليلة وليلة قبل التّرجمة الأوروبيّة. وإنّ أول نُسخة من الكتاب تمّت ترجمتُها على يد الفرنسيّ أنطوان غالان، ثمّ تُرجمت النُّسخ الّلاحقة اعتمادًا عليها. إذ تمّت ترجمة الكتاب إلى لغات مختلفة، ومنها الإنجليزيّة، والألمانيّة، والفرنسيّة، و تُعدّ النُّسخة الإنجليزيّة لصاحبها إدوارد وليام أشهر هذه النُّسخ لاحتوائها على ملاحظات مُميّزة ودقيقة، وتُعدّ الأولى في هذا المجال. بينما كانت أول طبعة مكتوبة بالعربيّة من قبل مطبعة بولاق في القاهرة عام 1835م.[٥][٦][٧]

مواضيع الكتاب

تضُمّ السّلسلة القصصيّة العديد من الحكايا، ويعود ذلك لاختلاف البلاد التي أتت منها، خاصّة مع ما تحمله من أصناف مختلفة من الطّابع العربيّ من جهة إلى الفارسيّ والهنديّ من جهة أخرى. وإنّ ما يُميّز تلك القصص أنّها تَسرُد قيمًا روحيّة وأرضيّة، وتتطرّق إلى الثّنائيات مثل الشّر والخير، والشّياطين و الملائكة، لكن تبقى الشّخصيّات الرّئيسيّة للملك شهريار و شهرزاد زوجته التي قصّت عليه الكثير من القصص، فكان منها قصّة علاء الدّين، وقصّة الرّجل العجوز الأول و الغزالان، وقصّة العجوز الثّاني واثنين من الكلاب، وقصّة العجوز الثّالث، ويُمكن للقارئ كذلك أن يُلاحظ اختلاف الحقب في القصص، فثمّ هناك قصص في عهد ملوك فارس، والإسكندر الأكبر، حتّى الخلفاء والسّلاطين لم يخل ذكرهم أيضاً، وبعض قصص الملوك كقصّة الملك سليمان، إذ تُدهشك هذه السّلسلة في شمولها قصص القهوة، والتّبغ، والمدافع، وغيرها الكثير.[٨][٩]

المراجع

  1. ^ أ ب ت The Editors of Encyclopaedia Britannica (18-1-2019), “The Thousand and One Nights”، www.britannica.com, Retrieved 1-5-2019. Edited.
  2. “Thousand And One Nights”, www.encyclopedia.com,27-4-2019، Retrieved 1-5-2019. Edited.
  3. رائد وليد جرادات (2012)، “حكاية “الجارية تودد” من كتاب أف ليلة و ليلة”، مجلة جامعة دمشق، العدد 3+4، المجلد 28، صفحة 4-5. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد حسن الزيات، في أصول الأدب مقالات ومحاضرات في الأدب العربي، صفحة 66-59، بتصرّف.
  5. Anchi Hoh (26-10-2017), ” A Thousand and One Nights: Arabian Story-telling in World Literature”، blogs.loc.gov, Retrieved 1-5-2019. Edited.
  6. LUCIE TAYLOR (18-12-2016), “A thousand and one translations”، blog.oup.com, Retrieved 1-5-2019. Edited.
  7. “Edward William Lane, 1801-1876: Biographical Sketch”, www.loc.gov. Edited.
  8. Diane Thompson (3-12-2014), “Arabian Nights Study Guide”، novaonline.nvcc.edu, Retrieved 1-5-2019. Edited.
  9. أ.د. حسن حبشي، أ.د. عبد الرحمن عبد الله الشيخ، أ.د. محمد عناني وآخرون، كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية، صفحة 983، جزء 4. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

كتاب ألف ليلة و ليلة

أحد أكبر الموسوعات القصصيّة التي تصاعد حديث النّاس عنها كثيرًا، والتي تُعرف باسم (الّليالي العربيّة)، ترجع القصص في أصولها إلى القرون القديمة والوسطى لحضارات مختلفة كالمصريّة وبلاد الرّافدين والهنديّة وكذلك الفارسيّة، ولقد ذاع صِيت هذه السّلسلة القصصيّة في كلاسيكيّات الأدب العربيّ خاصّة والعالميّ عامّة. وإن أشهر القصص الموجودة في السّلسلة قصص علاء الدّين، والسّندباد البحّار، وعلي بابا. وإنّ تسمية الكتاب بهذا الاسم لا يعني أنّه يحتوي على 1001 قصّة إنّما للتّعبير عن العدد الكبير، فلقد تمّت إضافة القصص على مدار قرون إليها.[١][٢][٣]

مؤلف الكتاب

الرأي الأول

يعتقد بعض النُّقاد أن مؤلف كتاب ألف ليلة وليلة يعود لشخص واحد، ففي عام 1839م ترجم الأستاذ إدوارد وليم لين جزءًا لا بأس به من كتاب ألف ليلة وليلة، وكتب في مقدمة ترجمته حول أصل الكتاب يُثبتُ فيها أنّه عائد لشخص واحد فقط.[٤]

الرأي الثّاني

رجّح النُّقاد والعلماء أنّ مؤلف كتاب ألف ليلة وليلة لم يكن شخصًا واحدًا، إنّما ساهم في كتابته العديد من المؤلفين على مرّ الزّمان، وذلك لاحتواء الكتاب على تنوّع كبير على الصّعيد الجغرافيّ، كوُرود أحداث القصص في اليونان، وتركيّا، ومصر، والعراق، بل عزوا أنّ الارتجال في الكلام وبساطته واحتوائه على الأخطاء الُّلغوية الكثيرة والمُفردات العامّية لن تكون لكاتب عربيّ، فمالوا إلى أن يكون الكتاب قد نُقل مشافهة بداية، وأشاروا إلى المُترجمين الذين عُنُوا بترجمة بعض القصص إلى لغات أخرى. ثمّ تغيّرت السّلسلةُ القصصيّة بعد تعاقب العديد من القرون من إضافات للقصص من أماكن مخلتفة بشكل عشوائي في فترات متفاوتة، حتّى وصل إلى ستّة نماذج في منتصف القرن العشرين، وهي كالتّالي:[١][٤]

  • النسخة الأولى والثّانية كُتبت في القرن الثّامن الميلاديّ، من عمل الفارسيّ هزار أفسان.
  • النسخة الثّالثة كُتبت في القرن التّاسع الميلاديّ، والقصص فيها كما هي في ألف ليلة وليلة مع قصص أخرى.
  • النّسخة الرّابعة كُتبت في القرن العاشر الميلاديّ، من عمل الجهشيريّ.
  • النّسخة الخامسة كُتبت في القرن الثّاني عشر الميلاديّ، وهي سلسلة من الحكايات المصريّة.
  • النّسخة السّادسة امتدت كتابتها حتى القرن السّادس عشر، والقصص فيها بقيت كما القصص السّابقة بالإضافة إلى قصص في الحملات الصّليبيّة، وقصص أخرى أتى بها المغول إلى الشّرق الأوسط.

قصّة الكتاب

تدور أحداث قصّة الكتاب حول الملك شهريار وذلك بعد اكتشافه خيانة زوجته له، فقام بقتلها ثمّ تزوّج بأخرى ثمّ قتلها ليلًا، واستمرّ في ذلك الزّواج الذي يتبعه قتل في نهاية كلّ ليلة، حتّى أتى الدّورُ على إحدى النّساء المشهورات آنذاك، وهي ابنه الوزير وتُدعى شهرزاد، ولكنّها كانت ذكيّة فلقد وجدت طريقة تمنعُه من قتلها، فأصبحت تسرد له قصصًا بلا نهايات، بُغية أن يُبقي على حياتها لتُكمل القصّة في اليوم التّالي، واستمرّت في فعل ذلك حتّى الّليلة الألف، فكانت تلك المدّة كافية حتّى يعدل عن قراره فلم يقتلها.[١]

ترجمات الكتاب

كُتب ألف ليلة وليلة على شكل مخطوطات بداية، فكانت أقدمها في بغداد، ثمّ سوريا تليها مِصر، بالإضافة إلى النّقل مشافهة. وكُتبت القصص بأيد مختلفة على مرّ العصور ثمّ عُرِّبت لفئة من سكّان الشّرق الأوسط، حتّى فُتن الأوروبيون بسحر الحكايا في الشّرق. لذلك لم تكن هناك ألف ليلة وليلة قبل التّرجمة الأوروبيّة. وإنّ أول نُسخة من الكتاب تمّت ترجمتُها على يد الفرنسيّ أنطوان غالان، ثمّ تُرجمت النُّسخ الّلاحقة اعتمادًا عليها. إذ تمّت ترجمة الكتاب إلى لغات مختلفة، ومنها الإنجليزيّة، والألمانيّة، والفرنسيّة، و تُعدّ النُّسخة الإنجليزيّة لصاحبها إدوارد وليام أشهر هذه النُّسخ لاحتوائها على ملاحظات مُميّزة ودقيقة، وتُعدّ الأولى في هذا المجال. بينما كانت أول طبعة مكتوبة بالعربيّة من قبل مطبعة بولاق في القاهرة عام 1835م.[٥][٦][٧]

مواضيع الكتاب

تضُمّ السّلسلة القصصيّة العديد من الحكايا، ويعود ذلك لاختلاف البلاد التي أتت منها، خاصّة مع ما تحمله من أصناف مختلفة من الطّابع العربيّ من جهة إلى الفارسيّ والهنديّ من جهة أخرى. وإنّ ما يُميّز تلك القصص أنّها تَسرُد قيمًا روحيّة وأرضيّة، وتتطرّق إلى الثّنائيات مثل الشّر والخير، والشّياطين و الملائكة، لكن تبقى الشّخصيّات الرّئيسيّة للملك شهريار و شهرزاد زوجته التي قصّت عليه الكثير من القصص، فكان منها قصّة علاء الدّين، وقصّة الرّجل العجوز الأول و الغزالان، وقصّة العجوز الثّاني واثنين من الكلاب، وقصّة العجوز الثّالث، ويُمكن للقارئ كذلك أن يُلاحظ اختلاف الحقب في القصص، فثمّ هناك قصص في عهد ملوك فارس، والإسكندر الأكبر، حتّى الخلفاء والسّلاطين لم يخل ذكرهم أيضاً، وبعض قصص الملوك كقصّة الملك سليمان، إذ تُدهشك هذه السّلسلة في شمولها قصص القهوة، والتّبغ، والمدافع، وغيرها الكثير.[٨][٩]

المراجع

  1. ^ أ ب ت The Editors of Encyclopaedia Britannica (18-1-2019), “The Thousand and One Nights”، www.britannica.com, Retrieved 1-5-2019. Edited.
  2. “Thousand And One Nights”, www.encyclopedia.com,27-4-2019، Retrieved 1-5-2019. Edited.
  3. رائد وليد جرادات (2012)، “حكاية “الجارية تودد” من كتاب أف ليلة و ليلة”، مجلة جامعة دمشق، العدد 3+4، المجلد 28، صفحة 4-5. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد حسن الزيات، في أصول الأدب مقالات ومحاضرات في الأدب العربي، صفحة 66-59، بتصرّف.
  5. Anchi Hoh (26-10-2017), ” A Thousand and One Nights: Arabian Story-telling in World Literature”، blogs.loc.gov, Retrieved 1-5-2019. Edited.
  6. LUCIE TAYLOR (18-12-2016), “A thousand and one translations”، blog.oup.com, Retrieved 1-5-2019. Edited.
  7. “Edward William Lane, 1801-1876: Biographical Sketch”, www.loc.gov. Edited.
  8. Diane Thompson (3-12-2014), “Arabian Nights Study Guide”، novaonline.nvcc.edu, Retrieved 1-5-2019. Edited.
  9. أ.د. حسن حبشي، أ.د. عبد الرحمن عبد الله الشيخ، أ.د. محمد عناني وآخرون، كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية، صفحة 983، جزء 4. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

كتاب ألف ليلة و ليلة

أحد أكبر الموسوعات القصصيّة التي تصاعد حديث النّاس عنها كثيرًا، والتي تُعرف باسم (الّليالي العربيّة)، ترجع القصص في أصولها إلى القرون القديمة والوسطى لحضارات مختلفة كالمصريّة وبلاد الرّافدين والهنديّة وكذلك الفارسيّة، ولقد ذاع صِيت هذه السّلسلة القصصيّة في كلاسيكيّات الأدب العربيّ خاصّة والعالميّ عامّة. وإن أشهر القصص الموجودة في السّلسلة قصص علاء الدّين، والسّندباد البحّار، وعلي بابا. وإنّ تسمية الكتاب بهذا الاسم لا يعني أنّه يحتوي على 1001 قصّة إنّما للتّعبير عن العدد الكبير، فلقد تمّت إضافة القصص على مدار قرون إليها.[١][٢][٣]

مؤلف الكتاب

الرأي الأول

يعتقد بعض النُّقاد أن مؤلف كتاب ألف ليلة وليلة يعود لشخص واحد، ففي عام 1839م ترجم الأستاذ إدوارد وليم لين جزءًا لا بأس به من كتاب ألف ليلة وليلة، وكتب في مقدمة ترجمته حول أصل الكتاب يُثبتُ فيها أنّه عائد لشخص واحد فقط.[٤]

الرأي الثّاني

رجّح النُّقاد والعلماء أنّ مؤلف كتاب ألف ليلة وليلة لم يكن شخصًا واحدًا، إنّما ساهم في كتابته العديد من المؤلفين على مرّ الزّمان، وذلك لاحتواء الكتاب على تنوّع كبير على الصّعيد الجغرافيّ، كوُرود أحداث القصص في اليونان، وتركيّا، ومصر، والعراق، بل عزوا أنّ الارتجال في الكلام وبساطته واحتوائه على الأخطاء الُّلغوية الكثيرة والمُفردات العامّية لن تكون لكاتب عربيّ، فمالوا إلى أن يكون الكتاب قد نُقل مشافهة بداية، وأشاروا إلى المُترجمين الذين عُنُوا بترجمة بعض القصص إلى لغات أخرى. ثمّ تغيّرت السّلسلةُ القصصيّة بعد تعاقب العديد من القرون من إضافات للقصص من أماكن مخلتفة بشكل عشوائي في فترات متفاوتة، حتّى وصل إلى ستّة نماذج في منتصف القرن العشرين، وهي كالتّالي:[١][٤]

  • النسخة الأولى والثّانية كُتبت في القرن الثّامن الميلاديّ، من عمل الفارسيّ هزار أفسان.
  • النسخة الثّالثة كُتبت في القرن التّاسع الميلاديّ، والقصص فيها كما هي في ألف ليلة وليلة مع قصص أخرى.
  • النّسخة الرّابعة كُتبت في القرن العاشر الميلاديّ، من عمل الجهشيريّ.
  • النّسخة الخامسة كُتبت في القرن الثّاني عشر الميلاديّ، وهي سلسلة من الحكايات المصريّة.
  • النّسخة السّادسة امتدت كتابتها حتى القرن السّادس عشر، والقصص فيها بقيت كما القصص السّابقة بالإضافة إلى قصص في الحملات الصّليبيّة، وقصص أخرى أتى بها المغول إلى الشّرق الأوسط.

قصّة الكتاب

تدور أحداث قصّة الكتاب حول الملك شهريار وذلك بعد اكتشافه خيانة زوجته له، فقام بقتلها ثمّ تزوّج بأخرى ثمّ قتلها ليلًا، واستمرّ في ذلك الزّواج الذي يتبعه قتل في نهاية كلّ ليلة، حتّى أتى الدّورُ على إحدى النّساء المشهورات آنذاك، وهي ابنه الوزير وتُدعى شهرزاد، ولكنّها كانت ذكيّة فلقد وجدت طريقة تمنعُه من قتلها، فأصبحت تسرد له قصصًا بلا نهايات، بُغية أن يُبقي على حياتها لتُكمل القصّة في اليوم التّالي، واستمرّت في فعل ذلك حتّى الّليلة الألف، فكانت تلك المدّة كافية حتّى يعدل عن قراره فلم يقتلها.[١]

ترجمات الكتاب

كُتب ألف ليلة وليلة على شكل مخطوطات بداية، فكانت أقدمها في بغداد، ثمّ سوريا تليها مِصر، بالإضافة إلى النّقل مشافهة. وكُتبت القصص بأيد مختلفة على مرّ العصور ثمّ عُرِّبت لفئة من سكّان الشّرق الأوسط، حتّى فُتن الأوروبيون بسحر الحكايا في الشّرق. لذلك لم تكن هناك ألف ليلة وليلة قبل التّرجمة الأوروبيّة. وإنّ أول نُسخة من الكتاب تمّت ترجمتُها على يد الفرنسيّ أنطوان غالان، ثمّ تُرجمت النُّسخ الّلاحقة اعتمادًا عليها. إذ تمّت ترجمة الكتاب إلى لغات مختلفة، ومنها الإنجليزيّة، والألمانيّة، والفرنسيّة، و تُعدّ النُّسخة الإنجليزيّة لصاحبها إدوارد وليام أشهر هذه النُّسخ لاحتوائها على ملاحظات مُميّزة ودقيقة، وتُعدّ الأولى في هذا المجال. بينما كانت أول طبعة مكتوبة بالعربيّة من قبل مطبعة بولاق في القاهرة عام 1835م.[٥][٦][٧]

مواضيع الكتاب

تضُمّ السّلسلة القصصيّة العديد من الحكايا، ويعود ذلك لاختلاف البلاد التي أتت منها، خاصّة مع ما تحمله من أصناف مختلفة من الطّابع العربيّ من جهة إلى الفارسيّ والهنديّ من جهة أخرى. وإنّ ما يُميّز تلك القصص أنّها تَسرُد قيمًا روحيّة وأرضيّة، وتتطرّق إلى الثّنائيات مثل الشّر والخير، والشّياطين و الملائكة، لكن تبقى الشّخصيّات الرّئيسيّة للملك شهريار و شهرزاد زوجته التي قصّت عليه الكثير من القصص، فكان منها قصّة علاء الدّين، وقصّة الرّجل العجوز الأول و الغزالان، وقصّة العجوز الثّاني واثنين من الكلاب، وقصّة العجوز الثّالث، ويُمكن للقارئ كذلك أن يُلاحظ اختلاف الحقب في القصص، فثمّ هناك قصص في عهد ملوك فارس، والإسكندر الأكبر، حتّى الخلفاء والسّلاطين لم يخل ذكرهم أيضاً، وبعض قصص الملوك كقصّة الملك سليمان، إذ تُدهشك هذه السّلسلة في شمولها قصص القهوة، والتّبغ، والمدافع، وغيرها الكثير.[٨][٩]

المراجع

  1. ^ أ ب ت The Editors of Encyclopaedia Britannica (18-1-2019), “The Thousand and One Nights”، www.britannica.com, Retrieved 1-5-2019. Edited.
  2. “Thousand And One Nights”, www.encyclopedia.com,27-4-2019، Retrieved 1-5-2019. Edited.
  3. رائد وليد جرادات (2012)، “حكاية “الجارية تودد” من كتاب أف ليلة و ليلة”، مجلة جامعة دمشق، العدد 3+4، المجلد 28، صفحة 4-5. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد حسن الزيات، في أصول الأدب مقالات ومحاضرات في الأدب العربي، صفحة 66-59، بتصرّف.
  5. Anchi Hoh (26-10-2017), ” A Thousand and One Nights: Arabian Story-telling in World Literature”، blogs.loc.gov, Retrieved 1-5-2019. Edited.
  6. LUCIE TAYLOR (18-12-2016), “A thousand and one translations”، blog.oup.com, Retrieved 1-5-2019. Edited.
  7. “Edward William Lane, 1801-1876: Biographical Sketch”, www.loc.gov. Edited.
  8. Diane Thompson (3-12-2014), “Arabian Nights Study Guide”، novaonline.nvcc.edu, Retrieved 1-5-2019. Edited.
  9. أ.د. حسن حبشي، أ.د. عبد الرحمن عبد الله الشيخ، أ.د. محمد عناني وآخرون، كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية، صفحة 983، جزء 4. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى