محتويات
مفهوم الصراع الاجتماعي
ينشب الصراع الاجتماعي نتيجةً لغياب التوازن والانسجام والنظام في محيطٍ اجتماعيٍ معيّن، ويحدث أيضاً بسبب وجود حالات من عدم الرضا بخصوص الموارد الماديّة كالدخل أوالسلطة أوالملكيّة، أو بسبب جميع ما ذكر.
يشمل هذا الصراع المحيط الاجتماعي المعنيّ بالتوترات التي يخلقها طرفان أو أكثر من الجماعات، سواء كانت جماعات صغيرة (بسيطة)، أو كبيرة كـ (العشائر، والقبائل، والعائلات) ويمكن أن تحدث هذه الصراعات في التجمعات السكنيّة في المدن، وحتى أنها يمكن ان تنشب بين الأمم والشعوب.
تتجلّى الفكرة الأساسيّة في القول (أنّ قضيّة الصراع بين المجموعات البشريّة، هي في واقعها ظاهرة عضويّة في الحياة الإنسانيّة بشكلٍ عام)، حيث يسود التوتّر – الذي تتمخض عنه تلك الصراعات – الكثير من العلاقات السائدة بينهم.
تعريف مفهوم الصراع الاجتماعي
قدّم علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الاجتماع السياسي، عدداً من التعريفات التي أسهمت في التعريف عن معنى الصراع في أدبيّات العلوم الاجتماعيّة، ومنها:
- عرّف عالم الاجتماع الألماني (رالف داهرندوف) هذا الصراع على أنّه حصيلة تلك العلاقات بين الأفراد الذين يشتكون من اختلافٍ في الأحداث.
- ركّز عالم الاجتماع الأميركي المعاصر (لويس كوزر) اهتمامه بالنظريّةِ الوظيفيّة، وقدّم على إثرها مساهمةً في نظريّة هذا الصراع، وقد عرفت مساهمته تلك بـ (الصراع)، وتنص على أنّ الصراع هو عبارة عن مجابهةٍ حول الرغبة أو القيم في امتلاك القوّة والجاه أو حتّى الموارد النادرة.
- كوزر يظهر بأنّه لا ينحصر اهتمام الأطراف المتصارعة بكسب الأشياء المرغوب فيها، بل هي تهدف إلى وضع المناوئين أمام ثلاث حالات، حالة حياد، أو حلة إيقاع الضرر بهم، أو حالة القضاء التام عليهم.
أسباب الصراع الاجتماعي
- هناك مصطلح يعرف باسم (الرموز الثقافيّة)، وهو أحد الأسباب المؤدية إلى انسجام البشر أو خصامهم. يتجلّى الخصام هنا في الاختلاف على مفهوم (السلطة الماديّة)، فمن يملك الحقّ في السلطة وتملّكها، ولماذا؟، والإجابة عن هذا السؤل تؤدّي إلى اشتعال الصراعات.
- قضيّة العدالة الاجتماعيّة من وجهة نظرٍ ماركسيّة، تعتبر متغيّراً بنيويّاً في عمليّة إثارة الصراعات الاجتماعيّة.
مشروعيّة الصراع الاجتماعي
تركز النظريّات السوسيولوجيّة اهتمامها بالبحث لاستكشاف أسباب الصراعات الاجتماعيّة، وانعكاسات تلك الصراعات، محاولةً طرح عدد من الرؤى الفكريّة بخصوص إمكانيّة نفي هذا المفهوم أو محاولة التحكم به، وذلك من خلال البحث في استخدامات المفهوم وتوظيفها، لتبرير مجموعة من الغايات السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والفلسفيّة.
يعتبر الفكر النظري حول هذا المفهوم قديماً للغاية، أمّا النظريّة الماركسيّة حول الصراع الطبقي فقد نشأت نتيجة حصيلة تراكم الزاد المعرفي بخصوص هذه النظريّة، حيث إنّ الصراع الاجتماعي من وجهة نظر ماركس له جذور اقتصاديّة أساسه يتشكل من الطبقات الاجتماعيّة في المجموعات البشريّة، ومن هنا فإنّ الصراع الطبقي – بحسب ماركس – هو القوّة المحرّكة للتاريخ.
أما البعض الآخر مثل روبرت مالتوس، يرون بأنّ ثروات البلاد وقتل الملايين من الناس باستخدام وسائل العنف المختلفة والمتنوّعة، هي مسألة ضروريّة للتقدّم البشري، وبمعنى آخر فإنّ الصراع الاجتماعي يعتبر ضروريّاً وأساسيّاً في سبيل إحداث تغييراتٍ اجتماعيّة إيجابيّة.