السياحة في الدول الأجنبية

معلومات عن ماليزيا

ماليزيا

تقع ماليزيا (بالإنجليزية: Malaysia) جنوب شرق قارة آسيا، وتشكّلت بعد حصول اتحاد مالايا على الاستقلال في 31 آب/ أغسطس 1957م، واندماجه مع كلّ من ولاية سنغافورة، وسراوق (Sarawak)، وصباح (Sabah) (شمال بورنيو البريطانية سابقاً British North Borneo) لتشكِّل معاً دولة ماليزيا، علماً بأنّ سنغافورة غادرت الاتّحاد في 9 آب/ أغسطس 1965م. وتُعدّ ماليزيا إحدى أغنى بلدان العالم وأكثرها تطوّراً، وهي دولة متعدد الأعراق والأديان،[١] وتتمتّع بثقافة غنيّة ومتنوّعة تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد.[٢]

عاصمة ماليزيا

تُعدّ ماليزيا إحدى دول العالم ذات العواصم المتعدّدة، وتُعدّ مدينة بوتراجاي (Putrajaya)‏ المركز الإداريّ والقضائيّ للبلاد (العاصمة الإدارية)، أمّا مدينة كوالالمبور (Kuala Lumpur) فهي العاصمة الرسمية والملكيّة لها، حيث تمّ إدراجها كعاصمة رسمية لماليزيا في الوثائق الدولية، وتحتل الترتيب الأول من حيث الحجم فيها، وتُدعى أيضاً باسم قلب ماليزيا، وتقع في ولاية سلاغور (Selangor) في الجهة الوسطى الغربية من شبه جزيرة ماليزيا، وتندرج تحت قائمة الأراضي الاتحادية، وبما أنّها عاصمة للبلاد فمن الطبيعي أن تتركز فيها العديد من الأعمال التجارية، والثقافية، والاقتصادية لدولة ماليزيا.[٣]

تاريخ ماليزيا

يعود تاريخ ماليزيا إلى حوالي عام 1400م، فقد بدأ تاريخها من سلطنة ملقا (بالإنجليزية: Sultanate of Malacca) التي غطّت معظم الساحل الشرقي لشبه جزيرة ماليزيا وسومطرة، والتي برزت كحكومة مميّزة وكمركز تجاري رئيسي لتجارة التوابل، وكانت ملقا تعتنق الدين الإسلاميّ، وفي عام 1511م، بدأت الحقبة الاستعمارية في مالايا بعدما احتلّ البرتغالييون سلطنة ملقا، وفي عام 1641م احتلها الهولنديين، وبعدها سقطت في أيدي البريطانيين عام 1824م من خلال المعاهدة الأنجلو هولندية (بالإنجليزية: Anglo–Dutch Treaty)، واستمر الاستعمار البريطاني لفترة طويلة جداً مقارنة بغيره، وقد عمل البرطانيون على توحيد جميع الإدارات الماليزية التي كان يديرها حكام مالايا وكبار الشخصيات في الدولة، وخلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين بدأ سكان مالايا بالمناضلة من أجل القوميّة بعد دخول التعليم للدولة بالاستعانة بوسائل الإعلام كالصحف، وإنشاء الجمعيات.[٤]

وقد تمّ إنشاء اتحاد بين كل من شعب الملايو، والصينيين، والهنود، والتي أدّت تلك في النهاية إلى توقيع اتفاقية لندن في 8 شباط/فبراير 1956م، والتي أشارت إلى استقلال مالايا في 31 آب/ أغسطس 1957م، وبعد تحقيق الاستقلال وبالتحديد في 16 أيلول/سبتمبر 1963م، تمّ تشكيل دولة تُعرف حالياً باسم دولة ماليزيا (Malaysia).[٤]

جغرافية ماليزيا

تقع ماليزيا جنوب شرق آسيا، تماماً شمال خط الاستواء، وتبلغ مساحتها حوالي 329,847 كم2، وتتكون من قسمين غير متجاورين يفصل بينها بحر الصين الجنوبي، هما؛ شبه الجزيرة الماليزية الواقعة في شبه جزيرة مالايا، وتُعرَف أحياناً باسم ماليزيا الغربية أو (بالإنجليزية: Malaysia Barat)، وتحدها دولة تايلاند، والقسم الثاني ماليزيا الشرقية أو (بالإنجليزية: Malaysia Timur) الواقعة في جزيرة بورنيو، وتحدها دولتي إندونيسيا وبروناي، بينما تتمثل حدود البلاد البحرية في دول: سنغافورة، وفيتنام، والفلبين.[٥][٦]

تشتمل ماليزيا على مجموعة متنوعة من التضاريس، منها؛ الجزر الصغيرة مثل؛ جزيرة لابوان (Labuan)، ولانكاوي (Langkawi)، وبانجي (Banggi)، وبينانق (Penang)، وغيرهم، بالإضافة إلى ذلك يكثر وجود الشعاب المرجانية في المياه المحاذية للسواحل الماليزية، وتحتوي ماليزيا على العديد من الجبال، حيث تمتد جبال تيتي وانجسا (Titiwangsa Mountains) في شبه الجزيرة الماليزية من شمالها إلى جنوبها، وتكتسي بالغابات الاستوائية، في حين تتمثل جبال ماليزيا الشرقية في سلسلة جبال كروكر (Crocker Mountains)، ويُعدّ جبل كينابالو (Kinabalu) أعلى قمة فيها بارتفاع يصل إلى حوالي 4 كم، كما تضمّ الدولة مجموعة من الأنهار الطويلة والبحيرات والكهوف الجيرية،[٧] وتتمتّع ماليزيا بمناخ استوائيّ، أي أنّ طقسها يكون حاراً، ورطباً، وماطراً على مدار العام.[٨]

ديموغرافية ماليزيا

يبلغ عدد سكان ماليزيا الحالي ما يُقارب 32,408,048 نسمة، وذلك وفقاً لإحصائيّات عام 2020م، وبذلك تحتل المرتبة 45 في قائمة دول العالم من حيث عدد السكان،[٩] ويتوزّع السكان في أراضي ماليزيا بشكل غير متساوٍ، حيث يتركز حوالي 15 مليون نسمة في الأراضي المنخفضة من شبه الجزيرة الماليزية، وتضم الدولة العديد من المجموعات العرقية، إذ يشكّل الماليزيون من أصل هندي 8% من عدد السكان، ويشكّل الماليزيون الأصليون حوالي 58%، أمّا الماليزيون من الأعراق الصينية فيشكّلون حوالي 26%.[١٠] وتُعدّ اللغة الملايوية أو التي تُعرَف باسم بهاس ملايو (Bahasa Melayu) اللغة الرسمية في ماليزيا، وهناك العديد من اللغات الأخرى المنتشرة في الدولة؛ كاللغة الإنجليزيّة، والتايلانديّة (Thai)، والتيلوغوية (Telugu)، واللغة الماليالاميّة (Malayalam)، والتاميليّة (Tamil)، والبنجانبية (Panjabi)، والعديد من اللهجات الصينية، ويُعدّ الإسلام هو الدين الرسمي فيها، حيث يُشكّل المسلمون ما يُقارب 60.4%، وهم يشكّلون النسبة الأعلى في جميع الولايات باستثناء ولاية سراوق.[١١]

نظام الحكم في ماليزيا

نظام الحكم في ماليزيا ملكيّ دستوريّ فدراليّ شبيه بالنظام البريطانيّ، وتتألف الحكومة من مجلس الأعيان أو مجلس الشيوخ، ويضمّ 68 عضواً، ومن مجلس النواب الذي يضمّ 192عضواً، يمثلون الولايات الماليزاليّة الثلاثة عشر وإقليمين اتحاديّين، ويحكم الملك البلاد بمساعدة رئيس الوزراء الذي يتمّ منحه معظم السلطة الفعلية، ويتمّ انتخاب الملك الذي يُسمّى رئيس الدولة أو الحاكم الأعلى للدولة لمدة خمس سنوات من قبل مؤتمر الحكام أو مجلس الحكام (Conference of Rulers,).[١٠]

اقتصاد ماليزيا

يُعدّ الاقتصاد الماليزي اقتصاداً صناعياً وتسويقياً حديث النشأة؛ حيث يشغل المرتبة الخامسة والثلاثين ضمن أكبر مجموعات الاقتصاد العالمي، والمرتبة الرابعة بين مجموعات الاقتصاد في بلاد جنوب شرق آسيا، وتُعدّ ماليزيا ثالث أغنى الدول في جنوب شرق آسيا من ناحية إجمالي الناتج المحلي الفردي، بالإضافة إلى ذلك يتَّصف اقتصاد ماليزيا بمستوى عالٍ من التنوع والقوة، هذا إلى جانب كونها ثاني أكبر مصدر لمنتجات زيت النخيل على مستوى العالم بعد إندونيسيا، ويُضاف إلى زيت النخيل مجموعة رئيسية من الصادرات الماليزية بما فيها؛ المنتجات الإلكترونية والكهربائية، والبترول، والغاز الطبيعي المسال، والآلات، والمنتجات الكيميائية، والأجهزة العلمية والبصرية، والمنتجات الخشبية والمعدنية، والمطاط.[١٢]

تُعدّ ماليزيا من أسرع دول العالم نمواً من الناحية الاقتصادية، بالتحديد خلال منتصف عام 1997م، ويعود السبب في ذلك إلى دعم الاستثمار الأجنبي لاقتصادها من قِبل كلّ من الولايات المتحدة واليابان خلال فترة منتصف السبعينيات والثمانينيات، إذ بلغ متوسط النمو الاقتصادي السنوي خلال الأعوام 1988-1996م رقماً قياسيّاً قُدِّر بنحو 8% من متوسط النمو الإجمالي، وقد أدّى الازدهار الواضح في الاقتصاد الماليزي إلى انخفاض كبير في نسبة الفقر في الدولة.[١٠]

التعليم في ماليزيا

توفّر الحكومة الماليزيّة التعليم المجانيّ للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-18 عاماً في المدارس الحكومية، كما تنتشر فيها المدارس الخاصة التي تخضع للوائح الحكومة وسياساتها التعليمية، وينقسم التعليم فيها إلى مرحلتين: التعليم الابتدائي الذي يبدأ من 6-12 عاماً، وهو تعليمٌ إلزاميّ، والتعليم الثانوي الذي يبدأ في سن 12-18 عاماً، ويستطيع الطلاب الالتحاق بالمدارس المهنيّة أو التقنيّة بدلاً من دراسة السنوات الأربع الأخيرة من التعليم الثانوي، ويتمّ تدريس المناهج باللغة الماليزية (بهاس ملايو) بشكل رسميّ، كما يتمّ تدريس اللغة الصينيّة والتاميليّة في التعليم الابتدائي فقط، وتدرس اللغة الإنجليزيّة في المدارس كلغة ثانوية.[١١]

يتميّز نظام التعليم العالي في ماليزيا بخبرته الطويلة في التعليم الدولي التي تصل إلى 30 عاماً، وهو نظام ذو كفاءة عالية ويوفر الفرصة من أجل الحصول على مؤهل دوليّ بأسعار تنافسيّة، وتضمّ ماليزيا ما يزيد على 100 مؤسسة حكومية وخاصة بما فيها الفروع الأجنبية للجامعات ذات الكفاءة العالية من أيرلندا، والولايات المتحدة، وأستراليا، والمملكة المتحدة، ومن الجدير بالذكر أنّ تلك المؤسسات تموّلها الحكومة وتكون تحت إشراف وزارة التعليم الماليزيّة.[١٣]

الثقافة في ماليزيا

تتميّز ماليزيا بتنوُّع ثقافاتها، كثقافة شعوب المالايا، والثقافة الهندية، والثقافة الصينية، وثقافة أوراسيا، وثقافة السكان الأصليين فيها، كما تتميز بتنوّع الطعام، فهي تضمّ أروع المأكولات في العالم، وتشتهر بالمأكولات الحارة، ويُستخدم الأرز والنودلز بكثرة في أطعمتها، وتتوفّر فيها الفواكه الاستوائيّة، وبالنسبة للموسيقى فتتأثر بشكل كبير بالموسيقى الصينية والإسلامية، وتركّز على استخدام نوع من أنواع الطبول يُسمى (Gendang) بصورة كبيرة، بالإضافة إلى الربابة (وهي آلة وترية ولها قوس يعزف به)، والفلوت والبوق، وآلة (Serunai)، وهي أداة تشبه المزمار، ولها قصب مزدوج، أمّا الرقص ومسرحيات الرقص، فتعود معظمها إلى أصول هندية، وتايلاندية، وبرتغالية، كما تشتهر ماليزيا بمسرح الدمى والظلال (wayang kulit)، والحرف اليدوية مثل؛ الباتيك (Batik)، والنسيج، والمنتجات المصنوعة من الفضة أو النحاس، كما تتميز بامتلاكها أحد فنون القتال ويُدعى (Silat).[٢]

السياحة في ماليزيا

يتميّز قطاع السياحة في ماليزيا بالنمو السريع، فقد وصل عدد السياح فيها إلى ما يُقارب 7 ملايين سائح سنوياً، ويُعدّ قطاع السياحة ثالث أكبر مصدر للنقد الأجنبي في ماليزيا بعد قطاع الصناعة والبترول؛[١٠] ويعود السبب في ذلك إلى تنوُّع المناظر الطبيعية والثقافة والأنشطة فيها، ويُعدّ التجوّل في مدينة جورج تاون، وقضاء الوقت في غابة بورنيو التي يبلغ عمرها 130 مليون سنة، واستكشاف الجزر المعزولة، من أهمّ الأنشطة التي يتمّ ممارستها في ماليزيا، وتضمّ ماليزيا العديد من الأماكن التي يُمكن زيارتها للتنزه، ومنها ما يأتي:[١٤]

  • مدينة ملقا في ولاية ملقا.
  • مدينة جورج تاون في ولاية بينانق.
  • جزر فرهنتين في ولاية ترغكانو (Terengganu).
  • وادي دانوم (Danum Valley) في ولاية صباح.
  • مدينة ألور ستار (Alor Setar) في ولاية قدح (Kedah).
  • مدينة كوتا كينابالو (Kota Kinabalu) في ولاية صباح.
  • مدينة إيبوه (Ipoh) في ولاية فيرق (Perak).
  • مرتفعات كاميرون (Cameron Highlands) في ولاية فهغ (Pahang).
  • جزيرة بولاو تيومان (Pulau Tioman) في ولاية فهغ.
  • جزيرة بانكور (Pangkor Island) في ولاية فيرق.

المراجع

  1. “Malaysia”, www.nationsonline.org, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب “Malaysia”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  3. Benjamin Elisha Sawe (25-04-2017), “What Is The Capital Of Malaysia?”، www.worldatlas.com, Retrieved 07-09-2018. Edited.
  4. ^ أ ب “Malaysia Information”, www.malaysia.gov.my, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  5. “Malaysia”, www.britannica.com, Retrieved 9-5-2018. Edited.
  6. “Where is Malaysia Located?”, www.mapsofworld.com,5-8-2016، Retrieved 9-5-2018. Edited.
  7. “Malaysia Map”, www.mapsofworld.com,12-7-2017، Retrieved 10-5-2018. Edited.
  8. ” Climates to travel”, www.climatestotravel.com, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  9. “Malaysia Population”, www.worldometers.info, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث publicintell igence, Malaysia Country Handbook, Pages 16, 27, 36, 37, 41. Edited.
  11. ^ أ ب “Library of Congress – Federal Research Division “, Library of Congress – Federal Research Division , 9-2006, Pages 10, 11. Edited.
  12. Benjamin Elisha Sawe (25-4-2017), “The Economy Of Malaysia”، www.worldatlas.com, Retrieved 10-5-2018. Edited.
  13. “Malaysia Higher Education in Brief”, www.educationmalaysia.gov.my, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  14. Sam Bedford (31-5-2018), “The 10 Most Beautiful Places to Visit in Malaysia”، www.theculturetrip.com, Retrieved 14-7-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

ماليزيا

تقع ماليزيا (بالإنجليزية: Malaysia) جنوب شرق قارة آسيا، وتشكّلت بعد حصول اتحاد مالايا على الاستقلال في 31 آب/ أغسطس 1957م، واندماجه مع كلّ من ولاية سنغافورة، وسراوق (Sarawak)، وصباح (Sabah) (شمال بورنيو البريطانية سابقاً British North Borneo) لتشكِّل معاً دولة ماليزيا، علماً بأنّ سنغافورة غادرت الاتّحاد في 9 آب/ أغسطس 1965م. وتُعدّ ماليزيا إحدى أغنى بلدان العالم وأكثرها تطوّراً، وهي دولة متعدد الأعراق والأديان،[١] وتتمتّع بثقافة غنيّة ومتنوّعة تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد.[٢]

عاصمة ماليزيا

تُعدّ ماليزيا إحدى دول العالم ذات العواصم المتعدّدة، وتُعدّ مدينة بوتراجاي (Putrajaya)‏ المركز الإداريّ والقضائيّ للبلاد (العاصمة الإدارية)، أمّا مدينة كوالالمبور (Kuala Lumpur) فهي العاصمة الرسمية والملكيّة لها، حيث تمّ إدراجها كعاصمة رسمية لماليزيا في الوثائق الدولية، وتحتل الترتيب الأول من حيث الحجم فيها، وتُدعى أيضاً باسم قلب ماليزيا، وتقع في ولاية سلاغور (Selangor) في الجهة الوسطى الغربية من شبه جزيرة ماليزيا، وتندرج تحت قائمة الأراضي الاتحادية، وبما أنّها عاصمة للبلاد فمن الطبيعي أن تتركز فيها العديد من الأعمال التجارية، والثقافية، والاقتصادية لدولة ماليزيا.[٣]

تاريخ ماليزيا

يعود تاريخ ماليزيا إلى حوالي عام 1400م، فقد بدأ تاريخها من سلطنة ملقا (بالإنجليزية: Sultanate of Malacca) التي غطّت معظم الساحل الشرقي لشبه جزيرة ماليزيا وسومطرة، والتي برزت كحكومة مميّزة وكمركز تجاري رئيسي لتجارة التوابل، وكانت ملقا تعتنق الدين الإسلاميّ، وفي عام 1511م، بدأت الحقبة الاستعمارية في مالايا بعدما احتلّ البرتغالييون سلطنة ملقا، وفي عام 1641م احتلها الهولنديين، وبعدها سقطت في أيدي البريطانيين عام 1824م من خلال المعاهدة الأنجلو هولندية (بالإنجليزية: Anglo–Dutch Treaty)، واستمر الاستعمار البريطاني لفترة طويلة جداً مقارنة بغيره، وقد عمل البرطانيون على توحيد جميع الإدارات الماليزية التي كان يديرها حكام مالايا وكبار الشخصيات في الدولة، وخلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين بدأ سكان مالايا بالمناضلة من أجل القوميّة بعد دخول التعليم للدولة بالاستعانة بوسائل الإعلام كالصحف، وإنشاء الجمعيات.[٤]

وقد تمّ إنشاء اتحاد بين كل من شعب الملايو، والصينيين، والهنود، والتي أدّت تلك في النهاية إلى توقيع اتفاقية لندن في 8 شباط/فبراير 1956م، والتي أشارت إلى استقلال مالايا في 31 آب/ أغسطس 1957م، وبعد تحقيق الاستقلال وبالتحديد في 16 أيلول/سبتمبر 1963م، تمّ تشكيل دولة تُعرف حالياً باسم دولة ماليزيا (Malaysia).[٤]

جغرافية ماليزيا

تقع ماليزيا جنوب شرق آسيا، تماماً شمال خط الاستواء، وتبلغ مساحتها حوالي 329,847 كم2، وتتكون من قسمين غير متجاورين يفصل بينها بحر الصين الجنوبي، هما؛ شبه الجزيرة الماليزية الواقعة في شبه جزيرة مالايا، وتُعرَف أحياناً باسم ماليزيا الغربية أو (بالإنجليزية: Malaysia Barat)، وتحدها دولة تايلاند، والقسم الثاني ماليزيا الشرقية أو (بالإنجليزية: Malaysia Timur) الواقعة في جزيرة بورنيو، وتحدها دولتي إندونيسيا وبروناي، بينما تتمثل حدود البلاد البحرية في دول: سنغافورة، وفيتنام، والفلبين.[٥][٦]

تشتمل ماليزيا على مجموعة متنوعة من التضاريس، منها؛ الجزر الصغيرة مثل؛ جزيرة لابوان (Labuan)، ولانكاوي (Langkawi)، وبانجي (Banggi)، وبينانق (Penang)، وغيرهم، بالإضافة إلى ذلك يكثر وجود الشعاب المرجانية في المياه المحاذية للسواحل الماليزية، وتحتوي ماليزيا على العديد من الجبال، حيث تمتد جبال تيتي وانجسا (Titiwangsa Mountains) في شبه الجزيرة الماليزية من شمالها إلى جنوبها، وتكتسي بالغابات الاستوائية، في حين تتمثل جبال ماليزيا الشرقية في سلسلة جبال كروكر (Crocker Mountains)، ويُعدّ جبل كينابالو (Kinabalu) أعلى قمة فيها بارتفاع يصل إلى حوالي 4 كم، كما تضمّ الدولة مجموعة من الأنهار الطويلة والبحيرات والكهوف الجيرية،[٧] وتتمتّع ماليزيا بمناخ استوائيّ، أي أنّ طقسها يكون حاراً، ورطباً، وماطراً على مدار العام.[٨]

ديموغرافية ماليزيا

يبلغ عدد سكان ماليزيا الحالي ما يُقارب 32,408,048 نسمة، وذلك وفقاً لإحصائيّات عام 2020م، وبذلك تحتل المرتبة 45 في قائمة دول العالم من حيث عدد السكان،[٩] ويتوزّع السكان في أراضي ماليزيا بشكل غير متساوٍ، حيث يتركز حوالي 15 مليون نسمة في الأراضي المنخفضة من شبه الجزيرة الماليزية، وتضم الدولة العديد من المجموعات العرقية، إذ يشكّل الماليزيون من أصل هندي 8% من عدد السكان، ويشكّل الماليزيون الأصليون حوالي 58%، أمّا الماليزيون من الأعراق الصينية فيشكّلون حوالي 26%.[١٠] وتُعدّ اللغة الملايوية أو التي تُعرَف باسم بهاس ملايو (Bahasa Melayu) اللغة الرسمية في ماليزيا، وهناك العديد من اللغات الأخرى المنتشرة في الدولة؛ كاللغة الإنجليزيّة، والتايلانديّة (Thai)، والتيلوغوية (Telugu)، واللغة الماليالاميّة (Malayalam)، والتاميليّة (Tamil)، والبنجانبية (Panjabi)، والعديد من اللهجات الصينية، ويُعدّ الإسلام هو الدين الرسمي فيها، حيث يُشكّل المسلمون ما يُقارب 60.4%، وهم يشكّلون النسبة الأعلى في جميع الولايات باستثناء ولاية سراوق.[١١]

نظام الحكم في ماليزيا

نظام الحكم في ماليزيا ملكيّ دستوريّ فدراليّ شبيه بالنظام البريطانيّ، وتتألف الحكومة من مجلس الأعيان أو مجلس الشيوخ، ويضمّ 68 عضواً، ومن مجلس النواب الذي يضمّ 192عضواً، يمثلون الولايات الماليزاليّة الثلاثة عشر وإقليمين اتحاديّين، ويحكم الملك البلاد بمساعدة رئيس الوزراء الذي يتمّ منحه معظم السلطة الفعلية، ويتمّ انتخاب الملك الذي يُسمّى رئيس الدولة أو الحاكم الأعلى للدولة لمدة خمس سنوات من قبل مؤتمر الحكام أو مجلس الحكام (Conference of Rulers,).[١٠]

اقتصاد ماليزيا

يُعدّ الاقتصاد الماليزي اقتصاداً صناعياً وتسويقياً حديث النشأة؛ حيث يشغل المرتبة الخامسة والثلاثين ضمن أكبر مجموعات الاقتصاد العالمي، والمرتبة الرابعة بين مجموعات الاقتصاد في بلاد جنوب شرق آسيا، وتُعدّ ماليزيا ثالث أغنى الدول في جنوب شرق آسيا من ناحية إجمالي الناتج المحلي الفردي، بالإضافة إلى ذلك يتَّصف اقتصاد ماليزيا بمستوى عالٍ من التنوع والقوة، هذا إلى جانب كونها ثاني أكبر مصدر لمنتجات زيت النخيل على مستوى العالم بعد إندونيسيا، ويُضاف إلى زيت النخيل مجموعة رئيسية من الصادرات الماليزية بما فيها؛ المنتجات الإلكترونية والكهربائية، والبترول، والغاز الطبيعي المسال، والآلات، والمنتجات الكيميائية، والأجهزة العلمية والبصرية، والمنتجات الخشبية والمعدنية، والمطاط.[١٢]

تُعدّ ماليزيا من أسرع دول العالم نمواً من الناحية الاقتصادية، بالتحديد خلال منتصف عام 1997م، ويعود السبب في ذلك إلى دعم الاستثمار الأجنبي لاقتصادها من قِبل كلّ من الولايات المتحدة واليابان خلال فترة منتصف السبعينيات والثمانينيات، إذ بلغ متوسط النمو الاقتصادي السنوي خلال الأعوام 1988-1996م رقماً قياسيّاً قُدِّر بنحو 8% من متوسط النمو الإجمالي، وقد أدّى الازدهار الواضح في الاقتصاد الماليزي إلى انخفاض كبير في نسبة الفقر في الدولة.[١٠]

التعليم في ماليزيا

توفّر الحكومة الماليزيّة التعليم المجانيّ للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-18 عاماً في المدارس الحكومية، كما تنتشر فيها المدارس الخاصة التي تخضع للوائح الحكومة وسياساتها التعليمية، وينقسم التعليم فيها إلى مرحلتين: التعليم الابتدائي الذي يبدأ من 6-12 عاماً، وهو تعليمٌ إلزاميّ، والتعليم الثانوي الذي يبدأ في سن 12-18 عاماً، ويستطيع الطلاب الالتحاق بالمدارس المهنيّة أو التقنيّة بدلاً من دراسة السنوات الأربع الأخيرة من التعليم الثانوي، ويتمّ تدريس المناهج باللغة الماليزية (بهاس ملايو) بشكل رسميّ، كما يتمّ تدريس اللغة الصينيّة والتاميليّة في التعليم الابتدائي فقط، وتدرس اللغة الإنجليزيّة في المدارس كلغة ثانوية.[١١]

يتميّز نظام التعليم العالي في ماليزيا بخبرته الطويلة في التعليم الدولي التي تصل إلى 30 عاماً، وهو نظام ذو كفاءة عالية ويوفر الفرصة من أجل الحصول على مؤهل دوليّ بأسعار تنافسيّة، وتضمّ ماليزيا ما يزيد على 100 مؤسسة حكومية وخاصة بما فيها الفروع الأجنبية للجامعات ذات الكفاءة العالية من أيرلندا، والولايات المتحدة، وأستراليا، والمملكة المتحدة، ومن الجدير بالذكر أنّ تلك المؤسسات تموّلها الحكومة وتكون تحت إشراف وزارة التعليم الماليزيّة.[١٣]

الثقافة في ماليزيا

تتميّز ماليزيا بتنوُّع ثقافاتها، كثقافة شعوب المالايا، والثقافة الهندية، والثقافة الصينية، وثقافة أوراسيا، وثقافة السكان الأصليين فيها، كما تتميز بتنوّع الطعام، فهي تضمّ أروع المأكولات في العالم، وتشتهر بالمأكولات الحارة، ويُستخدم الأرز والنودلز بكثرة في أطعمتها، وتتوفّر فيها الفواكه الاستوائيّة، وبالنسبة للموسيقى فتتأثر بشكل كبير بالموسيقى الصينية والإسلامية، وتركّز على استخدام نوع من أنواع الطبول يُسمى (Gendang) بصورة كبيرة، بالإضافة إلى الربابة (وهي آلة وترية ولها قوس يعزف به)، والفلوت والبوق، وآلة (Serunai)، وهي أداة تشبه المزمار، ولها قصب مزدوج، أمّا الرقص ومسرحيات الرقص، فتعود معظمها إلى أصول هندية، وتايلاندية، وبرتغالية، كما تشتهر ماليزيا بمسرح الدمى والظلال (wayang kulit)، والحرف اليدوية مثل؛ الباتيك (Batik)، والنسيج، والمنتجات المصنوعة من الفضة أو النحاس، كما تتميز بامتلاكها أحد فنون القتال ويُدعى (Silat).[٢]

السياحة في ماليزيا

يتميّز قطاع السياحة في ماليزيا بالنمو السريع، فقد وصل عدد السياح فيها إلى ما يُقارب 7 ملايين سائح سنوياً، ويُعدّ قطاع السياحة ثالث أكبر مصدر للنقد الأجنبي في ماليزيا بعد قطاع الصناعة والبترول؛[١٠] ويعود السبب في ذلك إلى تنوُّع المناظر الطبيعية والثقافة والأنشطة فيها، ويُعدّ التجوّل في مدينة جورج تاون، وقضاء الوقت في غابة بورنيو التي يبلغ عمرها 130 مليون سنة، واستكشاف الجزر المعزولة، من أهمّ الأنشطة التي يتمّ ممارستها في ماليزيا، وتضمّ ماليزيا العديد من الأماكن التي يُمكن زيارتها للتنزه، ومنها ما يأتي:[١٤]

  • مدينة ملقا في ولاية ملقا.
  • مدينة جورج تاون في ولاية بينانق.
  • جزر فرهنتين في ولاية ترغكانو (Terengganu).
  • وادي دانوم (Danum Valley) في ولاية صباح.
  • مدينة ألور ستار (Alor Setar) في ولاية قدح (Kedah).
  • مدينة كوتا كينابالو (Kota Kinabalu) في ولاية صباح.
  • مدينة إيبوه (Ipoh) في ولاية فيرق (Perak).
  • مرتفعات كاميرون (Cameron Highlands) في ولاية فهغ (Pahang).
  • جزيرة بولاو تيومان (Pulau Tioman) في ولاية فهغ.
  • جزيرة بانكور (Pangkor Island) في ولاية فيرق.

المراجع

  1. “Malaysia”, www.nationsonline.org, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب “Malaysia”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  3. Benjamin Elisha Sawe (25-04-2017), “What Is The Capital Of Malaysia?”، www.worldatlas.com, Retrieved 07-09-2018. Edited.
  4. ^ أ ب “Malaysia Information”, www.malaysia.gov.my, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  5. “Malaysia”, www.britannica.com, Retrieved 9-5-2018. Edited.
  6. “Where is Malaysia Located?”, www.mapsofworld.com,5-8-2016، Retrieved 9-5-2018. Edited.
  7. “Malaysia Map”, www.mapsofworld.com,12-7-2017، Retrieved 10-5-2018. Edited.
  8. ” Climates to travel”, www.climatestotravel.com, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  9. “Malaysia Population”, www.worldometers.info, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث publicintell igence, Malaysia Country Handbook, Pages 16, 27, 36, 37, 41. Edited.
  11. ^ أ ب “Library of Congress – Federal Research Division “, Library of Congress – Federal Research Division , 9-2006, Pages 10, 11. Edited.
  12. Benjamin Elisha Sawe (25-4-2017), “The Economy Of Malaysia”، www.worldatlas.com, Retrieved 10-5-2018. Edited.
  13. “Malaysia Higher Education in Brief”, www.educationmalaysia.gov.my, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  14. Sam Bedford (31-5-2018), “The 10 Most Beautiful Places to Visit in Malaysia”، www.theculturetrip.com, Retrieved 14-7-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى