اسئلة دينية

جديد ما هي مراحل خلق الإنسان

مقالات ذات صلة

مراحل خلق الإنسان

إنّ أول مرحلة من مراحل خلق الإنسان الأول هي الطين الذي يعتبر مزيجاً من الماء والتراب، فجسد الإنسان مُكوّن من هذا الطين، وقد وصفه الله عز وجل أنّه طين لازب، أي أنّه متماسك لزج، ثمّ ترك الله سبحانه وتعالى هذا الطين إلى أن تكوّن الحمأ المسنون، قال تعالى: (وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ مِن صَلصالٍ مِن حَمَإٍ مَسنونٍ)،[١] والحمأ هو الطين الأسود المُتغيّر، أما المسنون فقد اختلفت الآراء في معناه، فمنهم من قال إنّه المصور من سنة الوجه، ومنهم من قال إنّه المصبوب المفرغ، وقيل أيضاً إنّه المنتن، وقيل الأملس، ثمّ بعد ذلك مرحلة كونه صلصالاً، والصلصال هو الطين اليابس، وتكوّن بعد أن يبِس الطين، وهذا الصلصال يشبه الفخار، لكن لا يصبح فخاراً إلا إذا لامس النار، قال تعالى: (خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ)،[٢] وأخيراً نفخ الروح، أي بثّ الروح في جسد آدم عليه السلام.[٣]

مراحل خلق الإنسان في بطن أمه

تبدأ هذه المراحل بالنطفة، وذلك بعد أن خُلِق أول ذكر وأول أنثى، وتتكوّن النطفة بعد الجماع، بامتزاج ماء الرجل وماء المرأة، ثمّ تتكوّن العلقة، وهي قطعة من العلق وهو الدم الجامد، وقد سَمّى الله سبحانه وتعالى أول سورة نزلت في القرآن الكريم على اسمها، وبعد ذلك تتكوّن المضغه، وتبدأ هذه المرحلة في الأسبوع الثالث، والمضغة قطعة صغيرة من اللحم، ولها مرحلتان الأولى المضغة غير المخلقة، وتكون في الأسبوعين الثالث والرابع، لكن لا تظهر أعضاء الجنين فيها ولا تتمايز، والثانية المضغة المخلقة، وفيها تنمو الخلايا بعد الأسبوع الرابع، ويبدأ تكوين الإنسان في أحسن تقويم، وتنتهي بنهاية الشهر الثالث، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)،[٤] ثمّ تأتي مرحلة تكوّن العظام، وتَحوّل قطعة اللحم وهي المضغة إلى هيكل عظمي، ثمّ تُكتسى العظام باللحم والعضلات، وهذه المرحلة قبل الأخيرة، أما آخر مرحلة، فهي الخلق الآخر، وهي مرحلة نفخ الروح، وتأتي بعد أربعة أشهر من مرحلة العلقة.[٣]

عناصر خلق الإنسان الأول

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان من عنصرين اثنين، وهما الماء والتراب، فالماء هو العنصر الأول الذي أوجد الله سبحانه وتعالى به الإنسان، بل أوجد به كل شيء حي دون الملائكة والجن، فخلق الله عز وجل الملائكة من نور والجان من نار، قال تعالى: (أَوَلَم يَرَ الَّذينَ كَفَروا أَنَّ السَّماواتِ وَالأَرضَ كانَتا رَتقًا فَفَتَقناهُما وَجَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤمِنونَ)،[٥] أما العنصر الثاني فهو التراب، ويدخل في تكوين الإنسان كعنصر أساسي، فالنبات يخرج من التراب، والغذاء يأتي من النبات، والدم يأتي من الغذاء، ومن هذا الدم تأتي النطفة، وأخيراً يتكون الجنين من هذه النطفة، قال تعالى: (وَاللَّـهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ)،[٦] وقال العلماء رأياً آخر أيضاً فيما يخصّ أنّ أصل الإنسان من تراب، وهو أنّ الله عز وجل خلق سيدنا آدم من تراب، ثمّ خلق منه زوجه، ثمّ خلق الناس منهم بالتناسل، فيُعتبروا بهذه الحالة أنهم خُلقوا من تراب لأنّ أصلهم من تراب، فالفرع يتبع الأصل، وأثبت العلم أنّ جميع العناصر التي تدخل في تكوين الإنسان، هي نفسها عناصر التراب.[٧]

حكمة خلق الإنسان

أبدع الله سبحانه وتعالى في هذا الكون، ليُعلم عباده بقدرته وعلمه وعظيم صنعه، فما أن يعرف الإنسان عظمة خالقة، فيُقبل عليه وعلى عبادته، ولا يُشرك به أحداً، ويُقبل على طاعته ووطاعة رُسُله، وهذه غايته سبحانه وتعالى،[٨] قال الله عز وجل في كتابه العزيز: (اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا).[٩]

المراجع

  1. سورة الحجر، آية: 26.
  2. سورة الرحمن، آية: 14.
  3. ^ أ ب محمد سلامة الغنيمي (2014-1-1)، “أطوار خلق الإنسان في القرآن (بين الإعجاز التربوي والإعجاز العلمي) “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-1. بتصرّف.
  4. سورة الحج، آية: 5.
  5. سورة الأنبياء، آية: 30.
  6. سورة فاطر، آية: 11.
  7. محمد سلامة الغنيمي (2013-11-13)، “أطوار خلق الإنسان في القرآن بين الإعجاز التربوي والإعجاز العلمي “، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-1. بتصرّف.
  8. “موسوعة الفقه الإسلامي”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2017-12-1. بتصرّف.
  9. سورة الطلاق، آية: 12.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى