محتويات
'); }
سورة التوحيد
السورة التي يطلق عليها اسم سورة التوحيد في القرآن الكريم هي سورة الإخلاص، وأما سبب إطلاق هذا المسمى عليها فذلك يعود إلى تضمن هذه السورة الكريمة لمفهوم توحيد الله -عز وجل- ونفي الشريك له.[١]
وقد شملت هذه السورة الفضيلة على أنواع التوحيد الثلاث مجتمعة؛ توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات؛ الأمر الذي أدى إلى إطلاق اسم سورة التوحيد عليها.[٢]
التعريف بسورة الإخلاص
تعد سورة الإخلاص إحدى السور القرآنية الهامة والتي يكاد يحفظها جميع المسلمين على اختلاف ألسنتهم ولغاتهم وأعمارهم، وفيما يأتي بيان لأبرز ما يتعلق بهذه السورة الكريمة:
'); }
عدد آياتها ومكان نزولها
سورة الإخلاص سورة مكية،[٣] وعدد آيات سورة الإخلاص أربع آيات فقط؛ لذا فهي تعد من قصار السور في القرآن الكريم، وآياتها الكريمة هي ما جاء في قوله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٤]
مقاصدها وموضوعاتها
بالرغم من قصر سورة الإخلاص إلا أنها تضمنت مقصداً هاماً وجوهرياً جعلها من السور المحورية في القرآن الكريم؛ وقد تم الإشارة إلى هذا المقصد سابقاً ألا وهو توحيد الله -عز وجل-، ومن مقاصد سورة الإخلاص أيضاً تنزيه الله -عز وجل- عن أي نقص، وإثبات تفرده -تبارك وتعالى- بجميع صفات الكمال، وأنه الإله الواحد والذي لا يشاركه أحد في أولهيته.[٣]
وبذلك تشتمل سورة الإخلاص على أهم أركان الإسلام والتي جاءت بها رسالة النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-؛ حيث إن أركان رسالة الإسلام أركان ثلاثة بيانها فيما يأتي:[٥]
- توحيد الله -تبارك وتعالى-.
- بيان أصل الأحكام الشرعية في العبادات والمعاملات.
- بيان أحوال الناس بعد الموت، وأحوال حسابهم وثوابهم أو عقابهم، وأحوال الدار الآخرة ويوم الحساب.
وقد تضمنت سورة الإخلاص الركن الأول والأهم؛ ألا وهو ركن التوحيد والذي يقوم عليه بقية أركان الإسلام ويتفرع منه جميع التفاصيل الأخرى المتعلقة بحياة المسلم وعباداته ومعاملاته، ولهذا السبب أيضاً تعدل هذه السورة ثلث القرآن.[٥]
سبب نزولها
جاء في سبب نزول سورة الإخلاص أن المشركين طلبوا من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يحدثهم عن الله -تبارك وتعالى- بأن يصف لهم نسبه وصفاته، فجاءت هذه السورة الكريمة رداً عليهم، ونفت أن يكون لله -سبحانه وتعالى- نسباً من خلال نفي وجود الولد أو الوالد، كما نزهته -سبحانه وتعالى- عن كل صفات النقص.[٥]
فضل سورة الإخلاص
لسورة الإخلاص فضائل عديدة، نبين أبرزها على النحو الآتي:[٢]
- أنها صفة الرحمن:
فقد جاء في الحديث الصحيح: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا علَى سَرِيَّةٍ، وكانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ في صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: سَلُوهُ لأيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ؟، فَسَأَلُوهُ، فَقالَ: لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وأَنَا أُحِبُّ أنْ أقْرَأَ بهَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أخْبِرُوهُ أنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ).[٦]
- تعدل ثلث القرآن:
قراءة سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ في لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالوا: وكيفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ).[٧]
- تحمي من الشر:
حيث جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما، فَقَرَأَ فِيهِما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ).[٨]
المراجع
- ↑ “السورة التي يطلق عليها سورة التوحيد”، إسلام ويب، 18/5/2004، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد كياد المجلاد (6/2/2018)، “فضل سورة الإخلاص”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1436)، كتاب المختصر في تفسير القرآن الكريم (الطبعة 3)، صفحة 604، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الإخلاص، آية:1-4
- ^ أ ب ت جعفر شرف الدين (1420)، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور (الطبعة 1)، لبنان:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 305، جزء 12. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:7375، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:811، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5017، صحيح.