جديد ما هي جرثومة الحمل

مقالات ذات صلة

جرثومة الحمل

تُعرَف جرثومة الحمل طبِّياً بداء المقوسات (بالإنجليزيّة: Toxoplasmosis)، ويُعزى حدوثها إلى نوع من الطفيليّات المعروفة بالتوكسوبلازما، أو المقوسة الغونديّة (بالإنجليزيّة: Toxoplasma gondii)، ومن الجدير بالذكر أنَّه لا تتجلَّى علامات الإصابة بهذه العدوى لدى العديد من الأشخاص، ولكنَّها قد تُؤدِّي إلى حدوث مشاكل خطيرة لدى البعض منهم، تحديداً أولئك الذين يُعانون من ضعف جهاز المناعة، أو الأطفال الذين تعرَّضت أمَّهاتهم لهذه العدوى لأوَّل مرَّة خلال فترة الحمل بهم، واستناداً إلى الإحصائيّات فإنَّ مُعدَّل الإصابة بداء المقوسات يتجاوز الستين مليون شخص في الولايات المُتَّحِدة،[١] وتجدر الإشارة إلى أنَّ التوكسوبلازما قد تنمو وتتضاعف في غضون سبعة أيّام من دخولها جسم الإنسان، ولكن تستغرق الأعراض فترة تتراوح من أسابيع إلى أشهر قبل ظهور أعراض الإصابة، وقد لا تظهر أيضاً، بحيث تبقى العدوى في جسم الشخص كامنة مدى الحياة، وقد تتمّ إعادة تنشيطها في بعض الحالات.[٢]

طرق انتقال جرثومة الحمل

قد ينتقل الطفيلي المُسبِّب لداء المقوسات من خلال عِدَّة طرق، وفيما يأتي بيان لأبرزها:[٣]

  • تناول اللحوم التي تحمل العدوى غير المطهوَّة، أو المُجمَّدة بشكل تامّ.
  • ممارسة الحفر، أو البستنة في الأتربة التي تحتوي على بُراز القطط المُلوَّث بالعدوى.
  • تغيير صندوق النفايات الخاص بالقطط المُصابة بالعدوى، إذ قد يُتيح ذلك انتقال العدوى إلى الآخرين عبر البُراز.
  • تناول أيّ شيء مُلوَّث ببُراز القطط المُصابة بالعدوى، بما في ذلك الفواكه، والخضروات التي لم يتمّ غسلها بشكل جيِّد.

أعراض جرثومة الحمل

تتماثل أعراض الإصابة بداء المقوسات مع أعراض الإنفلونزا، بحيث يتضمَّن ذلك المعاناة من الحُمَّى، أو صداع الرأس، أو آلام الجسم، أو التعب بطريقة غير اعتياديّة، وتترتَّب على الإصابة بهذه العدوى إلى جانب ضعف نظام المناعة مجموعة من الأعراض الأخرى، والتي يُمكن بيان أبرزها على النحو التالي:[٤]

  • الارتباك.
  • فقدان القدرة على التناسق.
  • النوبات.
  • حدوث مشاكل في التنفُّس.
  • زغللة العين (بالإنجليزيّة: Blurred vision).

تشخيص جرثومة الحمل

يتمّ إخضاع المرأة بشكل روتيني لاختبارات الكشف عن مناعة داء المقوسات قبل الحمل، أو أثناء الزيارة الأولى قبل الولادة، حيث يُمكِّن فحص الدم من تحديد ما إذا كان الجسم قد تعرَّض لهذه العدوى، ويُشار إلى أنَّ اختبار بزل الحبل السرِّي (بالإنجليزيّة: Cordocentesis) يُمكِّن من الكشف عمَّا إذا كانت العدوى قد حدثت أثناء الحمل أم لا.[٥]

علاج جرثومة الحمل

لا يُوصي الطبيب باتِّخاذ أيِّ إجراء في حال لم تتسبَّب العدوى بداء المقوسات بالمعاناة من أيّة أعراض، أمّا في الحالات التي يكون فيها المرض شديداً، أو مُستمرّاً، أو ترتَّب عليه حدوث بعض المضاعفات، والتأثير في العيون، أو أعضاء الجسم الداخليّة، فقد يَصِف الطبيب دواء البيريمياثين (بالإنجليزيّة: Pyrimethamine)، والسولفاديازين (بالإنجليزيّة: Sulfadiazine)، وقد يتطلَّب الأمر الاستمرار باستخدام هذه الأدوية مدى الحياة في حالات الإصابة بفيروس الإيدز، ويجدر الذكر أنَّ البيريمياثين من شأنه أن يتسبَّب بانخفاض مستويات أحد فيتامينات ب المعروف بحمض الفوليك في الجسم، ويترتب على ذلك تناول مُكمِّلات فيتامين ب طيلة فترة استخدام هذا الدواء.[٦]

يعتمد علاج داء المقوسات أثناء الحمل على مدى إصابة الجنين بالعدوى وشِدَّتها، ويتضمَّن العلاج في معظم الحالات وصف المُضادَّات الحيويّة وفقاً للمرحلة من الحمل؛ وذلك بهدف تقليل احتماليّة انتقال العدوى إلى الجنين، ويُشار إلى أنَّ سبيراميسين (بالإنجليزيّة: Spiramycin) يُمثِّل المُضادَّ الحيوي الذي يُنصَح باستخدامه في الثلث الأوَّل والثاني من الحمل، في حين يُستخدَم كلٌّ من دواء البيريمياثين والسولفاديازين إلى جانب ليوكوفورين (بالإنجليزيّة: Leucovorin) خلال الثلث الثالث، ونهاية الثلث الثاني من الحمل، ويتمّ اعتماد دواء البيريمياثين والسولفاديازين في الحالات التي يكون فيها الجنين مُصاباً بهذه العدوى كعلاج لهذه الحالة، ويُشار إلى أنَّ لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبيّة، سواء على صحَّة الأمّ أم الجنين، وبالتالي لا يُستحسن استخدامها مالم تكُن هناك ضرورة مُلحَّة لذلك.[٦]

مضاعفات جرثومة الحمل

تنطوي على الإصابة بداء المقوسات زيادة خطر حدوث بعض المضاعفات، ويجدر الذكر أنَّها قد تختلف اعتماداً على العُمر، والحالة الصحِّية للمُصاب، ويُمكن بيان ذلك على النحو التالي:[٧]

  • الأفراد الأصحَّاء: قد لا تتسبَّب هذه العدوى بحدوث أيّة مضاعفات على المدى البعيد لدى الأشخاص الذين يتمتَّعون بنظام مناعة قوي، ولكن قد تُؤدِّي هذه العدوى إلى المعاناة من التهابات العين التي قد تُؤدِّي إلى العمى إذا تُركت هذه الحالة دون علاج.
  • المُصابون بنقص المناعة: قد تترتَّب على الإصابة بهذه العدوى المعاناة من النوبات، والتهاب الدماغ الذي قد يُودي بحياة الشخص.
  • الأطفال الأصغر سنّاً: قد يتأثَّر الأطفال حديثو الولادة بهذا المرض بشكل خفيف في حال تعرُّضهم للعدوى، ولكن قد تُؤثِّر هذه العدوى في الجنين من خلال المشيمة في حال تعرَّضت المرأة للتوكسوبلازما لأوَّل مرَّة خلال فترة الحمل، وقد تترتَّب على ذلك معاناة بعض الأطفال الذين لم يولدوا بَعد من عِدَّة مضاعفات، والتي يُمكن بيانها على النحو التالي:[٨]
    • الطفح الجلدي.
    • تضرُّر الجهاز العصبي.
    • التخلُّف العقلي.
    • زيادة صلابة أنسجة الدماغ، وتُعرَف هذه الحالة بالتكلُّس الدماغي (بالإنجليزيّة: Cerebral calcification).
    • تلف الكبد.
    • اضطرابات العين.
    • موت الجنين، ويحدث ذلك في حالاتٍ نادرة.
    • الإجهاض.[٩]
    • العيوب الخلقيّة، أو مشاكل بعد ولادة الطفل.[٩]

عوامل خطر جرثومة الحمل

تُساهم العديد من العوامل في زيادة خطر المعاناة من المشاكل الصحِّية المُترتِّبة على الإصابة بداء المقوسات، ويُمكن بيان أبرزها على النحو التالي:[١٠]

  • الإصابة بفيروس الإيدز: سواء أكانت العدوى بداء المقوسات حديثة، أم قديمة وأُعيد تنشيطها.
  • الخضوع للعلاج الكيميائي: إذ يُؤثِّر العلاج الكيميائي سلباً في جهاز المناعة، وهذا يحول دون قدرة الجسم على التصدِّي للعدوى.
  • استخدام الأدوية المُثبِّطة للمناعة (بالإنجليزيّة: Immunosuppressant drugs): إذ تُؤثِّر هذه الأدوية في كفاءة جهاز المناعة، وقدرته على أداء وظائفه، بما في ذلك أدوية الستيرويد (بالإنجليزيّة: Steroid).

المراجع

  1. “toxoplasmosis”, www.medlineplus.gov, Retrieved 26-5-2019. Edited.
  2. “Toxoplasmosis”, www.kidshealth.org, Retrieved 26-5-2019. Edited.
  3. “Toxoplasmosis During Pregnancy”, www.healthlinkbc.ca, Retrieved 26-5-2019. Edited.
  4. “What Is Toxoplasmosis?”, www.webmd.com, Retrieved 26-5-2019. Edited.
  5. “Toxoplasmosis”, www.americanpregnancy.org, Retrieved 26-5-2019. Edited.
  6. ^ أ ب “Toxoplasmosis”, www.healthline.com, Retrieved 26-5-2019. Edited.
  7. “Everything you need to know about toxoplasmosis”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 26-5-2019. Edited.
  8. “Toxoplasmosis”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 26-5-2019. Edited.
  9. ^ أ ب “What are the risks of toxoplasmosis during pregnancy?”, www.nhs.uk, Retrieved 26-5-2019. Edited.
  10. “Toxoplasmosis”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26-5-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى