محتويات
فيروس الإيدز
تحدث الإصابة بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (بالإنجليزية: Acquired immunodeficiency syndrome)، والمعروفة اختصاراً بالإيدز (بالإنجليزية: AIDS) نتيجة الإصابة بفيروس العوز المناعيّ البشريّ (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus)، وهو ما يطلق عليه البعض مصطلح فيروس الإيدز، حيثُ تؤدي الإصابة بهذا الفيروس إلى مشاكل صحيّة مزمنة قد تهدّد حياة الشخص المصاب، وذلك نتيجة مهاجمة هذا الفيروس الجهاز المناعيّ للشخص، والذي بدوره يؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بالأمراض وأشكال العدوى المختلفة، وفي الحقيقة لا يوجد إلى الآن علاج قادر على القضاء على الفيروس بشكلٍ تامّ، ولكن توجد بعض الأدوية التي يمكن استخدامها للحدّ من سرعة تطور المرض، ولعلّ هذا ما أدّى إلى خفض نسبة الوفيّات الناتجة عن هذا المرض بنسبة كبيرة خلال السنوات الأخيرة الماضية.[١]
مكتشف فيروس الإيدز
يُعزى اكتشاف الفيروس المسبّب لمرض الإيدز للعالم الفرنسيّ لوك أنطوان مونتانييه (بالفرنسية: Luc Antoine Montagnier)، والعالم الأمريكيّ روبرت شارلز غالو (بالإنجليزية: Robert Charles Gallo)، وفي الحقيقة قد قام كل واحد من هذين العالمين باكتشاف الفيروس المسبّب لمرض الإيدز من خلال إجراء بحث منفصل، حيثُ قام العالم مونتانييه بنشر أول بحث يحتوي على وصفٍ كامل لخصائص الفيروس في شهر أيّار من عام 1983 وأطلق على الفيروس مصطلح الفيروس المرتبط باعتلال الغدد اللمفاويّة (بالإنجليزية: Lymphadenopathy-associated virus)، وفي الوقت نفسه تقريباً من عام 1984 أعلن العالم غالو اكتشافه للفيروس المسبّب لمرض الإيدز وأطلق عليه مصطلح فيروس تي- الليمفاويّ البشريّ (بالإنجليزية: Human T-cell lymphotropic viruses)، وبعد مقارنة أبحاث العالمين تبيّن أنّ كلا النتائج تعود إلى الفيروس نفسه، ممّا أدّى إلى حدوث خلاف بين العالمين، وبعد تسوية هذا الخلاف تمّ تكريم كلا العالمين لاكتشاف الفيروس وأُطلق على الفيروس في عام 1986 المصطلح المعروف حاليّاً وهو فيروس العوز المناعيّ البشريّ.[٢]
تاريخ فيروس الإيدز
يعتقد العلماء أنّ الفيروس المُسبّب لمرض الإيدز قد ظهر أول مرة في جمهوريّة الكونغو في أفريقيا، ويعتقد العلماء أيضاً أنّ مصدر انتقال الفيروس إلى البشر كان من أحد أنواع القرود والمعروفة بالشِمبانزي (بالإنجليزية: Chimpanzee)، عن طريق تلوّث دم الصيّادين بدّم الحيوان، حيثُ اشتهرت تجارة لحوم حيوانات الأدغال قبل عام 1931، ويُقدّر عدد الإصابات بالفيروس قبل عام 1980 بما يتراوح بين 100 و300 ألف حالة، وفي عام 1995 تمّ اعتبار مضاعفات الإصابة بمرض الإيدز المُسبّب الرئيسيّ لوفاة الأشخاص الذين تتراوح أعمراهم بين 25 و44 عاماً، وتمّ تسجيل ما يقارب 50 ألف حالة وفاة نتيجة الإصابة بالمرض، وتجدر الإشارة إلى أنّ أول دواءٍ لعلاج مرض الإيدز تمّ الإعلان عنه عام 1987 وهو دواء زيدوفيدين (بالإنجليزية: Zidovudine)، وبعد إنتاج أدوية مضادّات الفيروسات القهقريّة (بالإنجليزية: Antiretroviral drugs) ذات الكفاءة العالية عام 1997 أصبحت هذه الأدوية هي الخيار الأول للعلاج، وقد أدّت إلى خفض نسبة الوفيّات الناجمة عن المرض بما يقارب 47%، وعلى الرغم من أنّ الفيروس ما زال يُعدّ إلى الآن أحد أكثر الفيروسات المسبّبة للوباء في العالم إلّا أنّ تطور طرق علاج المرض أدّت إلى إمكانيّة السيطرة عليه بشكلٍ فعّال، وخفض نسبة انتقاله من الشخص المصاب إلى الأشخاص السليمين.[٣]
تشخيص الإصابة بفيروس الإيدز
هناك العديد من الاختبارات التشخيصيّة المختلفة التي يمكن إجراؤها لتشخيص الإصابة بالفيروس المُسبّب لمرض الإيدز، وفي ما يأتي بيانٌ لبعض هذه الاختبارات:[٤]
- اختبار الأجسام المضادّة: يُعدّ اختبار الكشف عن الأجسام المضادّة (بالإنجليزية: Antibodies) التي ينتجها الجسم ضد الفيروس في الدم أو اللعاب أحد أكثر الاختبارات التشخيصيّة المستخدمة في تشخيص الإصابة بالفيروس، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الطريقة لا يمكن تطبيقها إلّا بعد الإصابة بالفيروس بفترة تصل إلى ما يقارب 12 أسبوعاً، وهي الفترة التي يحتاجها الجسم لإنتاج هذه الأجسام المضادّة.
- اختبار مولّد الضدّ: يتمّ اللجوء إلى اختبار الكشف عن مولّد الضد (بالإنجليزية: Antigen) الخاص بالفيروس بعد الشكّ بالإصابة بالفيروس بشكلٍ مباشر، حيثُ يتمّ إنتاج مولّد الضد من قِبَل الفيروس في الجسم خلال فترة قصيرة جداً من وقت الإصابة بالعدوى، ممّا يسمح باتّخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتقال العدوى إلى شخص آخر.
- الاختبارات المنزليّة: تتوفّر بعض أجهزة الاختبارات المنزليّة للكشف عن الإصابة بالفيروس، وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال ظهور نتيجة إيجابيّة للإصابة بالفيروس تجدر مراجعة الطبيب لتأكيد التشخيص، أمّا في حال ظهور نتيجة سلبيّة للإصابة بالفيروس فتجدر إعادة الاختبار مرّة أخرى بعد عدّة أشهر للتأكد من عدم الإصابة بالعدوى.
- اختبارات تحديد مرحلة المرض: في حال تشخيص إصابة الشخص بالفيروس، يقوم الطبيب بإجراء عدد من الاختبارات الأخرى لتقييم مرحلة المرض، وطرق العلاج الممكنة، ومن هذه الاختبارات ما يأتي:
- اختبار الحِمل الفيروسيّ (بالإنجليزية: Viral load): وهو اختبار يتمّ من خلاله الكشف عن نسبة الفيروس في دم الشخص المصاب.
- اختبار عدد الخلايا التائيّة المعروفة بCD4: وهي الخلايا المعروفة علمياً بعنقود التمايز 4 أو كتلة التمايز 4 (بالإنجليزية: Cluster of differentiation 4)، وهي أحد أنواع خلايا الدم البيضاء المستهدفة من قِبَل الفيروس المسبّب لمرض الإيدز، حيثُ يقوم الفيروس بمهاجمتها والقضاء عليها.
- اختبار مقاومة الدواء: إذ إنّ بعض أنواع الفيروس المسبّب لمرض الإيدز تمتلك مقاومة ضد أنواع محدّدة من الأدوية المستخدمة في علاج المرض، لذلك يُجري الطبيب هذا الاختبار لتحديد العلاج المناسب للحالة.
- اختبارات الكشف عن المضاعفات الصحيّة: يقوم الطبيب في بعض الحالات بإجراء عدّة اختبارات أخرى للكشف عن حدوث أيّ مضاعفات صحيّة نتيجة الإصابة بالمرض، مثل اختبارات الكشف عن الإصابة بمرض السل، والتهاب الكبد، وتلف الكلى أو الكبد.
المراجع
- ↑ “HIV/AIDS Symptoms & causes”, www.mayoclinic.org,19-1-2018، Retrieved 30-9-2018. Edited.
- ↑ “Luc Montagnier—Discoverer of the AIDS Virus”, www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 30-9-2018. Edited.
- ↑ Rachel Nall, “The History of HIV and AIDS in the United States”، ww.healthline.com, Retrieved 30-9-2018. Edited.
- ↑ “HIV/AIDS Diagnosis & treatment”, www.mayoclinic.org,19-1-2018، Retrieved 30-9-2018. Edited.