محتويات
'); } الفطرة هي نورٌ داخليٌّ في الإنسان، تُرشده إلى الحقّ، وتأتي الفطرة بمعنى الخَلق والابتداء؛[١] قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).[٢]
وآتيًا في هذا المقال حديثٌ عن مفهوم الفطرة والخصال التي اختصّت بها هذه الفطرة في الإسلام.
ما هي الفطرة؟
تنوعت عبارات العلماء في تعبيرهم عن مفهوم الفطرة، إلّا أنّ المعاني التي وضعوها لها متقاربةٌ، ومن هذه التعريفات:[٣]
- عرف الإمام النووي الفطرة بأنّها ولادة المولود متهيّأ نفسيًّا للإسلام مجبولًا عليه، فإذا كان أحد أبويه مسلمًا أو كلاهما؛ فإنّه يستمر على الإسلام في الدنيا والآخرة، بينما إذا كان أبواه غير مسلمين جرى عليه حكم والديه في الدنيا.
- عرّف الطيبيّ الفطرة كما نقل ابن حجر عنه؛ بأنّ المراد من الفطرة قدرة الإنسان على التهيؤ وقبول الدين الإسلامي الذي جبلت نفسه عليه، فإذا تُرك الإنسان على هذه الفطرة؛ فإنّه يستمر بها ويلزمها ولا يفارقها، ولكن الذي هذه الفطرة قد تتغيّر وتتلوّث بفعل الآفات البشرية، مثل: التقليد.
- عرّف أبو البقاء الفطرة بأنّها الصفات التي يتّصف بها كلّ مخلوقٍ في الوجود منذ أوّل خلقه.
- بين الفيروز آبادي الفطرة بأنّها كل مولود يولد على فطرة أي أن قلبه يجبل على قبوله لدين الحق.
- عرف المناوي الفطرة هي الجبلّة المستعدّة لقبول دين الحقّ.
- عرّف الراغب الفطرة بأنّها ما ركب الله -سبحانه وتعالى- في الإنسان من قوته على معرفة الإيمان.
- عرّف الشريف الفطرة بأنّها الخلقة التي خلق الله -سبحانه وتعالى- عليها الإنسان وجبله.
'); }
خصال فطرة
خلق الله -عزّ وجلّ- الإنسان على فطرة الإسلام، وجعل للفطرة خصالًا معيَّنةً، لا بد أن يقوم بها، وتتلخص هذه الخصال فيما أخرجه البخاريّ من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “الفِطْرَةُ خَمْسٌ -أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ-: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ”،[٤] وفيما يلي بيانٌ وتفصيلٌ لها.[٥]
قص الشوارب
وتختصّ هذه الخصلة بالرجال فقط؛ لما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “أَحْفُوا الشَّوارِبَ وأَعْفُوا اللِّحَى”.[٦][٧]
نتف الإبط
إزالة الشعر الموجود في منطقة الإبط، وهذه الخصلة خاصّة بالرجال والنساء.[٧]
تقليم الأظافر
هذه الخصلة للرجال والنساء؛ فلا بدّ على كليهما قصّ الأظافر وعدم إطالتها.[٧]
الاستحداد
المقصود بالاستحداد باعتباره خصلةً من خصال الفطرة؛ حلق شعر العانة عند الرجل؛ أي ما حول العضو الذكري، وعند الأنثى شعر القُبُل.[٨]
الختان
يعرف الختان على أنه القطع، والمقصود بالختان عند الذكر: هو قص قطعة من الجلد تغطي حشفة العضو الذكري عنده؛ فتتمّ إزالتها حتى تتضح الحشفة بشكلٍ كاملٍ،ويعرف الختان في وقتنا الحاليّ بالطهور.[٨]
المراجع
- ↑ “الإسلامُ دين الفِطْرةِ “، طريق الإسلام، 29/3/2013، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة الروم، آية:30
- ↑ “معنى الفطرة “، إسلام ويب، 18/7/2013، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5889، حديث صحيح .
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 460. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:259، حديث صحيح.
- ^ أ ب ت ” الحكم على حديث: (خمس من الفطرة) وشرحه “، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح (22/5/2017)، ” شرح حديث خمس من الفطرة”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.