آلام الرأس

ما هي الشقيقة وعلاجها

نظرة حول الشقيقة

يعدّ الصداع النصفي أو الشقيقة أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) اضطرابًا معقّدًا يتميز بمعاناة المصاب من نوبات متكررة من الصداع والتي غالبًا ما تحدث في أحد جانبي الرأس فقط، وقد يُصاحب هذا الصداع ظهور العديد من الأعراض؛ فيمكن أن يُعاني المُصاب من التقيؤ والشعور بالغثيان، واضطرابات في الرؤية، إضافة إلى زيادة الحساسية تجاه سماع الأصوات أو التعرض إلى الضوء، وغالبًا ما تستمر هذه النوبات ما بين 4 ساعات إلى 3 أيام، ويُمكن أن تتكرر عدّة مرّات خلال الأسبوع لدى بعض الأفراد، في حين تحصل هذه النوبات لدى البعض الآخر مرة كل بضع سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشقيقة أكثر شيوعًا لدى النساء، ولكنها بشكل عام تُصنف من المشاكل الصحية التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب.[١][٢]

في الحقيقة يعاني بعض المصابين بالشقيقة من ظهور بعض العلامات قبل حدوث نوبة الشقيقة أو بالتزامن مع حدوثها، حيث تعرف هذه العلامات بالهالة (بالإنجليزية: Aura)، وهي علامات تحذيرية تنبّىء المُصاب باقتراب حدوث نوبة الشقيقة، وقد تتمثل الهالة بالمعاناة من اضطرابات بصرية؛ مثل: رؤية بقع مُعتمة أو ومضات ضوئية، أو قد تتمثل بحدوث اضطرابات أخرى كصعوبة التحدّث أو المعاناة من وخز أو تنميل في جهة واحدة من الوجه أو اليد أو الساق،[٣] وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ نسبة الانتشار الحالي لاضطراب الشقيقة تبلغ 10% حول العالم.[٤]

أعراض الشقيقة

تحدث الشقيقة في الصباح بشكل شائع؛ وعادةً ما يُعاني الفرد منها عند استيقاظه، ويمكن التنبؤ بالأوقات التي قد تحدث فيها أعراض الشقيقة عند بعض الناس؛ فمثلاً في الوقت الذي يسبق حدوث الدورة الشهرية، أو بعد القيام بعمل شاق، وتمر الشقيقة بأربع مراحل مختلفة، وفي الواقع قد لا يمرّ المصاب بكل هذه المراحل عند التعرّض لكلّ نوبة صُداع، ويمكن بيان مراحل نوبة الشقيقة بشيء من التفصيل كما يأتي:[٥]

  • البادرة: تبدأ المرحلة الأولى التي تعرف بالبادرة (بالإنجليزية: Prodrome) قبل فترة زمنية تصل إلى 24 ساعة من وقت حدوث نوبة الشقيقة، ويمكن أن تظهر بعض العلامات والأعراض المبكّرة في هذه المرحلة؛ كالتقلب غير المُبرر في المزاج، واحتباس السوائل في الجسم، وزيادة التبوّل، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتثاؤب غير المسيطر عليه.
  • الهالة: وهي المرحلة الثانية من مراحل الشقيقة، ويمكن أن تحدث قبل نوبة الصداع بقليل أو أثناء حدوثها، وتتمثّل الهالة برؤية وميض أو ضوء ساطع، أو خطوط متعرجة من الضوء، أو قد تتمثل الهالة بضعف بالعضلات، أو شعور المصاب كأنّ أحدًا قد لمسه أو أمسكه.
  • الصداع: تعدّ المرحلة الثالثة مرحلة حدوث نوبة الصداع، والتي عادةً ما تبدأ بالتدريج إلى أن تصل لتكون أكثر شدة، وكما ذكرنا سابقًًا في الغالب تكون نوبة الشقيقة على شكل ألم نابض في جهة واحدة من الرأس، وأحياناً قد تحدث النوبة دون المعاناة من ألم أو صُداع في الرأس، ومن الأعراض الأخرى التي قد تُصاحب الشقيقة ما يأتي:
    • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
    • زيادة التحسس من الروائح، والإزعاج، والإضاءة.
    • تفاقم الألم عند السعال، أو العطاس، أو الحركة.
  • مرحلة ما بعد النوبة: وهي المرحلة الأخيرة، ويشعر بها المُصاب بالإرهاق والتعب والتشويش، ويمكن لمرحلة ما بعد النوبة أن تستمر لمدة يوم كامل.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض مرض الشقيقة).

أنواع صداع الشقيقة

تتعدّد أنواع الشقيقة، ويمكن بيانها بشيء من التفصيل كما يأتي:[٦]

  • الشقيقة الكلاسيكية: (بالإنجليزية: Classic migraines) أو الشقيقة المعقّدة (بالإنجليزية: Complicated migraines) أو الشقيقة مع هالة، والتي تبدأ بحدوث الهالة التي تُنذر بالنوبة؛ والتي تستمر فترة زمنية تتراوح بين 15-30 دقيقة، وغالبًا ما تتضمّن حدوث اضطرابات وتغيرات في الرؤية تم التطرق إليها سابقًا، إضافة إلى إمكانية الفقدان المؤقت لجزء من الرؤية، وقد يرافق ذلك الشعور بضعف في جهة واحدة من الجسم، أو حدوث اضطراب في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يعاني المصاب من آلام الرأس التي تتركز في جهة واحدة أو في كلتا الجهتين، وأحياناً قد يتزامن حدوث هذه الآلام مع الهالة أو قد لا تحدث أصلاً.
  • الشقيقة الشائعة: (بالإنجليزية: Common migraines)، وتُسمى بالشقيقة دون هالة؛ وذلك بسبب حدوث نوبة الشقيقة دون المرور بمرحلة الهالة، ويحدث هذا النوع من الشقيقة لدى معظم المصابين، وقد يحدث هذا النوع ببطء مقارنة بالشقيقة الكلاسيكية، ويستمر لفترة أطول، إضافةً إلى أنه يؤثر بشكل أكبر في قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة اليومية، وقد يحدث الأم في جهة واحدة فقط من الرأس.
  • الشقيقة الصامتة: (بالإنجليزية: Silent migraines)، أو الشقيقة دون ألم الرأس، والتي تحدث دون أن يرافقها شعور بألم في الرأس؛ أو على الأقل لا يشعر بآلام الشقيقة المعتادة حول العينين، في حين يشعر المُصاب بأعراض الشقيقة الأخرى، وقد تتضمن وجود مرحلة الهالة، وكذلك يمكن أن يشعر المُصاب بالشقيقة الصامتة بحساسية تجاه الإضاءة والصوت كما في غيرها من الأنواع.
  • الشقيقة الفالجية: (بالإنجليزية: Hemiplegic Migraine)، يعد هذا النوع نادر الحدوث، وحقيقة تُشبه الشقيقة الفالجية السكتة الدماغية؛ حيث يعاني المصاب من ضعف مؤقت في جهة واحدة من الجسم؛ ويمكن أن يؤثر هذا الضعف في الوجه والذراع أو الساق، وقد يستمر ذلك لفترة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى أيام، وغالباً ما يتلاشى خلال 24 ساعة، وقد يحدث ألم الرأس قبل أو بعد ذلك.
  • الشقيقة الشبكية: (بالإنجليزية: Retinal migraines) أو الشقيقة العينية (بالإنجليزية: Ocular migraines)، تتسبب هذه الشقيقة بفقدان مؤقت للبصر في عين واحدة، والذي يعدّ شكلًا خاصًّا من أشكال الهالة، ويمكن أن يستمر ذلك من دقيقة واحدة إلى عدّة أشهر، وعادةً ما يستعيد المُصاب نظره الطبيعي بشكل كامل، وفي الحقيقة قد يكون هذا النوع من الشقيقة عَرَضًا لحالة أكثر خطورة من ذلك، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الإصابة بهذا النوع من الشقيقة.[٧]

أسباب الشقيقة

إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الشقيقة غير معروف، ويعتقد أغلب الباحثين أنّ حدوث تغيرات غير طبيعية في مستويات مواد معينة يتم إنتاجها في الدماغ بشكل طبيعي هو ما يُسبب المعاناة من نوبة الشقيقة، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع نسب هذه المواد إلى حدوث التهاب ينتُج عنه تورّم الأوعية الدموية في الدماغ؛ ممّا يؤدّي إلى إحداث ضغط على الأعصاب القريبة من هذه الأوعية والتسبب بالشعور بالألم، ومن ناحية أخرى توجد علاقة تربط بين الجينات وحدوث الشقيقة؛ فقد يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة جينات غير طبيعية مسؤولة عن التحكم بوظائف خلايا دماغية معينة.[٨]

ولمعرفة المزيد عن أسباب الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب الشقيقة).

العوامل المحفّزة لنوبات الشقيقة

توجد العديد من العوامل التي قد تحفِّز حدوث النوبات لدى المصابين بالشقيقة، وينبغي التأكيد على أن تأثير هذه العوامل في تحفيز نوبات الصداع يتفاوت من شخص إلى آخر، ولا يُشترط أن تُحفِز العوامل حدوث النوبات لجميع المصابين؛ إذ يُمكن أن يتعرض المصابون بالشقيقة لهذه العوامل المحفِزة ولا يشعرون بزيادة ظهور النوبات لديهم، ولذلك من المهم مراقبة تأثير العوامل المُحَفِّزة في ظهور نوبات الصداع وتسجيل العوامل التي يُلاحظ الفرد أنها تُحفِّز نوبات الشقيقة لديه والحرص على تجنبها،[٩] وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٠]

  • بعض العوامل البيئية: مثل: تغيُّرات الطقس، والتعرُّض لأشعة الشمس الساطعة، واستنشاق بعض الروائح وعوامل التلوث؛ كالأبخرة والمواد الكيميائية.
  • حدوث تغييرات في نمط وعدد ساعات النوم؛ كقلة النوم أو النوم الزائد.
  • التعرض لبعض الظروف التي قد تُسبب التوتر والضغط النفسي؛ سواء في العمل أو المنزل؛ كالزواج، أو الوفاة، أو الطلاق، أو ضغوطات العمل غير المتوقعة، أو ترك العمل.
  • التعرّض لإصابات جسدية؛ كإصابة الرأس.
  • الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
  • حدوث تغيُّرات هرمونية، ويجدر التنويه إلى تفاوت تأثير هرمون الإستروجين في تكرار وشدة نوبات الشقيقة لدى النساء؛ فقد يزداد الصداع سُوءاً لدى بعض النساء اللاتي يتناولن حبوب تنظيم الحمل المحتوية على هرمون الإستروجين أو اللاتي يلجأن للعلاج بالهرمونات البديلة، بينما يشعر البعض الآخر منهن بالتحسّن عند استخدام ما سبق، وعلى وجه مماثل تعاني بعض السيدات الحوامل من زيادة عدد أو شدة نوبات الصداع لديها خلال فترة الحمل، في حين تتحسّن وتقل أعراض النوبة لدى حوامل أخريات.[١٠][١١]
  • الصيام أو تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية أو عدم تناولها؛ وفي الحقيقة يجدر ذكر العديد من الأمثلة على الأطعمة التي وُجِد أنها تُحفز نوبات الشقيقة لدى بعض المصابين، مثل: الأطعمة التي تحتوي على الهستامين، والأطعمة التي تحتوي على مادة جلوتومات أُحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate)، والشوكولاتة، ومنتجات الألبان، والمحلِّيات الصناعية مثل الأسبارتام، والكافيين، واللحوم المعالجة، وأي مادة لها رائحة قوية، ومن الجدير بالإشارة أنّه وُجِد أنّ الإفراط في تناول الكافيين يؤدّي إلى تفاقم أعراض الشقيقة لدى العديد من الأفراد، في حين على العكس تمامًا يمكن للكافيين إيقاف أعراض الشقيقة لدى البعض الآخر.[١٢]

تشخيص الإصابة بالشقيقة

في الواقع لا يوجد اختبار محدد يمكن إجراؤه لتشخيص الإصابة بالشقيقة، ومن أجل ذلك يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي للمصاب واستبعاد المُسببات الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث النوبات، وذلك من خلال ما يأتي:[١٣]

  • التاريخ المرضي: إذ يجب تزويد الطبيب بالتاريخ المرضي الدقيق للمصاب وكافة التفاصيل المتعلّقة بالمعاناة من الصداع أو أي أعراض أخرى، ثم تحليل هذه المعلومات التي تتضمن عدد مرات التعرُِض لنوبات الصداع، ومدى شدة الألم الناتج عنها، والأعراض المصاحبة لذلك، إضافة إلى مدى تأثير الصداع في الأنشطة اليومية للمصاب، والتاريخ العائلي للمعاناة من الصداع، وكذلك تفاصيل أي علاج تم استخدامه سابقًا ومدى فعالية هذا العلاج في التخلّص من النوبات.
  • الفحص الشامل: كإجراء تقييم عصبي شامل للمصاب.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (تشخيص مرض الشقيقة).

علاج الشقيقة

يهدف علاج الشقيقة إلى إيقاف أعراض المرض ومنع تكرار حدوث نوباته في المستقبل، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على عدة عوامل تتضمن: شدة الصداع ومدى تكراره، ومصاحبة النوبة للشعور بالغثيان والتقيؤ، ووجود حالات مرضية أخرى لدى المصاب، إضافة إلى مدى تأثير النوبة عليه، ويُقسم علاج الشقيقة إلى شكلين، هما:[١٤]

  • الأدوية المسكّنة للألم: صُمّمت من أجل إيقاف أعراض الشقيقة، ويمكن تناول أدوية تسكين الألم خلال نوبة الصداع.
  • الأدوية الوقائية: تستخدم هذه الأدوية بانتظام بهدف التقليل من عدد النوبات أو شدتها، وغالبًا ما يكون استخدامها بشكل يومي.

الأدوية المسكنة للنوبة

تُستخدم الأدوية المسكنة للنوبة لتخفيف آلام الشقيقة والأعراض المرافقة لها، وإنّ الوقت المناسب لاستخدام هذه الأدوية هو عند بدء أعراض ونوبة الصداع،[١٤] وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٥]

  • مسكّنات الألم: يمكن أن تُساعد مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية كالآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) على تخفيف أعراض الشقيقة؛ وينصح بتناول هذه المسكنات في بداية التعرض للنوبة حيث تكون أكثر فعالية في هذه الفترة؛ إذ تمنح وقتًا كافيًا ليتم امتصاصه في الدورة الدموية ممّا يؤدي إلى تخفيف الأعراض، ومن الجدير بالذكر أن المسكنات التي تتوفر على شكل تحاميل تُعدّ الحل الأمثل في حال عدم قدرة المريض على بلع الأقراص الدوائية؛ كمن يُعاني من الغثيان والتقيؤ.
  • التريبتانات: (بالإنجليزية: Triptans)، في حال كانت مسكنات الألم غير فعّالة في تخفيف أعراض الشقيقة؛ فيمكن أن يوصي الطبيب باستخدام نوع من الأدوية يُسمّى بالتريبتانات كدواء مساند لمسكنات الألم؛ وهي أدوية خاصة تخفف وتُسكِّن ألم الشقيقة، ويُعتقد أن آلية عمل عائلة التريبتانات تتمثّل بعكس التغيرات الحاصلة في الدماغ التي قد تسبّب حدوث نوبة الشقيقة، ويجدر بالذكر أنّ هذه الأدوية قد تتسبّب بحدوث العديد من الآثار الجانبية التي عادةً ما تكون طفيفة وتختفي من تلقاء نفسها، ويُوصى بمراجعة الطبيب بعد إنهاء الفترة الأولى من العلاج بالتريبتانات؛ وذلك لمناقشة مدى فعاليته وتأثيره العلاجي على المصاب وإمكانية استمراره في استخدامه أو الاستعاضة عنه بدواء آخر.
  • مضادات القيء: (بالإنجليزية: Anti-emetics)، يمكن أن يصف الطبيب مضادات القيء إلى جانب مسكنات الألم أو التربيتانات في الحالات التي تكون نوبات الشقيقة مصحوبة بالشعور بالغثيان، وكما في مسكنات الألم فإنّ أفضل وقت يمكن استخدام مضادات التقيؤ فيه هو الوقت الذي تبدأ فيه أعراض الشقيقة بالظهور.
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٤]
    • الأدوية الأفيونية (بالإنجليزية:Opioid medication): عادةً ما يتم وصف الأدوية الأفيونية فقط في حال لم تُجدِ الأدوية الأخرى نفعًا مع المصاب أو في حال عدم استطاعة المصاب تناول الأدوية السابقة لعلاج الشقيقة؛ وذلك لإمكانية تسبّبها بالإدمان لدى المصاب.
    • ثنائي هيدروإرغوتامين ( بالإنجليزية: Dihydroergotamines).
    • لاسميتيدان (بالإنجليزية: Lasmiditan).

الأدوية الوقائية

يمكن الحدّ من تكرار نوبات الشقيقة بمساعدة الأدوية الوقائية على اختلاف أنواعها، حيث يهدف العلاج الوقائي إلى تقليل عدد مرات الإصابة بالشقيقة وكذلك تقليل مدى شدة النوبة ومدة استمرارها، ففي حال كان المريض يُعاني من تكرار نوبات الصداع أو شدتها، أو استمرارها لفترات طويلة؛ فيُمكن للطبيب أن يوصي بتناول الأدوية الوقائية،[١٤] حيث يتم اختيار الدواء المناسب بناءً على مدى تأثيره المحتمل في المشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها المصاب، إضافةً إلى الآثار الجانبية الخاصة بكل دواء، وتُوصف هذه الأدوية بجرعات منخفضة في البداية، ومن ثم يتم تدريجيًّا زيادة هذه الجرعة للوصول إلى ما يناسب وضع المصاب، وتحتاج هذه الأدوية فترة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تبدأ نتائجها بالظهور، وقد تستغرق فترة تتراوح ما بين ثمانية أسابيع إلى اثني عشر أسبوعًا للوصول إلى أقصى تأثيرٍ علاجي لها،[١٦] وفيما يأتي نتطرق لذكر بعض هذه الأدوية الوقائية:[١٤]

  • بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم: وتتضمن حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
  • بعض الأدوية المضادة للاكتئاب: كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتحديداً دواء أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline).
  • بعض الأدوية المضادة للتشنجات: (بالإنجليزية: Anti-seizure drugs)، مثل الفالبروات (بالإنجليزية: Valproate) والتوبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate).
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • حقن البوتوكس: (بالإنجليزية: Botox injections)، يمكن أن تمنع هذه الحقن حدوث الشقيقة لدى بعض البالغين، ويتم استخدامها كل 12 أسبوعًا تقريبًا.
    • الأجسام المضادة أحادية النسيلة الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين: (بالإنجليزية: Calcitonin gene-related peptide monoclonal antibodies)، وتُعد من أحدث الأدوية المُصرَّح باستخدامها مؤخّرًا من قبل منظمة الغذاء والدواء لعلاج الشقيقة، ويتم حقن المريض بها شهريًا.

ولمعرفة المزيد عن علاج الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج الصداع النصفي).

نصائح للمصابين بصداع الشقيقة

تُشكّل الأدوية المستخدمة في علاج ومنع حدوث نوبات الشقيقة والتي تم ذكرها سابقًا إحدى الطرق الممكن استخدامها لتخفيف الشقيقة؛ حيث توجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للمصاب اتباعها من أجل ذلك، بدءًا من اعتناء المصاب بنفسه، وفهم كيفية التعامل مع ألم الصداع في حال التعرض للنوبة، وفي الواقع إنّ الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع الشقيقة تكمن في معرفة كيفية إدارة السلوك ونمط الحياة عند مواجهة النوبة؛ وذلك إلى جانب تناول أدوية الشقيقة، إذ يمكن التقليل من شدة الصداع ومدى تكراره من خلال اتباع نمط حياة يُعزز الحياة الصحيّة الجيدة، وتتعدد النصائح والإرشادات التي يُمكن اتباعها من قِبل المُصابين بالشقيقة، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٧]

نصائح للتعامل مع نوبة الشقيقة عند ظهورها

في حال التعرض لنوبة الشقيقة يُمكن اتّباع الطرق التي سبق أن نجحت في المساعدة على تخطّي النوبة، والتي قد تتضمّن ما يأتي:[٨]

  • تناول أدوية الشقيقة التي وصفها الطبيب فور ظهور الأعراض.
  • شُرب السوائل خلال نوبة الصداع في حال لم يشعر المُصاب بالغثيان.
  • أخذ قسط من الراحة والاستلقاء في غرفة هادئة ومُعتمة.
  • الضغط على مكان الشعور بالألم أو فركه، ويمكن وضع قطعة قماش باردة على الرأس.
  • إجراء بعض تمارين الاسترخاء والتدليك.

يُمكن أن تؤثّر نوبة الشقيقة في قُدرة المصاب على القيادة بأمان سواء كان ذلك بسبب التعرض للنوبة أو بسبب تناول الأدوية، إذ يمكن أن يتعرض بعض المصابين أثناء القيادة لأعراض الشقيقة كحدوث دوخة أو صعوبة في التركيز أو اضطرابات بصرية؛ تجعل المصاب أو الآخرين عُرضة لخطر الحوادث والإصابات، ومن الجدير بالذكر أنه في حال التعرُّض للنوبة أثناء القيادة، يجب على المُصاب إيقاف السيارة على الفور واستخدام الأدوية المناسبة، مع ضرورة التأكيد على عدم القيادة مرة أخرى إلى حين انتهاء النوبة، كما يجب التأكد من أن الأدوية التي تم استخدامها لا تتداخل مع قدرة الشخص على القيادة بأمان.[١٨]

نصائح للحد من ظهور نوبات الشقيقة

للحد من ظهور نوبات الشقيقة، يُنصح باتباع الارشادات الآتية:[١٩]
  • النوم لساعات كافية؛ وذلك لأنّ قلة النوم قد تكون هي السبب الكامن وراء تحفيز ظهور الشقيقة.
  • تجنُّب محفزات الشقيقة؛ فقد يكون سبب التعرض لحدوث نوبة الشقيقة هو تناول بعض الأغذية التي من شأنها أن تُحفز النوبة لدى بعض الأشخاص، كما يمكن أن يكون التحفيز باستنشاق بعض مواد التنظيف أو مواد التجميل أو غير ذلك، فيُنصح بتوخي الحذر وتجنُّب أي من هذه المحفّزات، وفي هذا السياق يُشار إلى أهمية تخصيص مدوّنة لتسجيل العوامل المُحفّزة وعلاقتها بالشقيقة لديه.
  • السيطرة على التوتر وإجراء بعض التمارين التي تساعد على الاسترخاء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام؛ مع الحرص على اتباع نظام غذائي صحي؛ حيث يُمكن أن يُساعد ذلك على فقدان الوزن والمحافظة على صحة الجسم، ولتجنب تحفيز نوبة الشقيقة بسبب الرياضة العنيفة أو المفاجئة؛ يُنصح بالبدء بتمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة، وكذلك الحرص على شرب المياه بكميات كافية، وبشكل عام تُعد السباحة والمشي وركوب الدراجة من التمارين الرياضية الآمنة التي يُمكن ممارستها.[٢٠]

نصائح لتجنب الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية

إنّ الإفراط في تناول جرعات بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الشقيقة؛ مثل: الباراسيتامول، والأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) التي يُعدّ الآيبوبروفين أحدها، والتريبتانات؛ يُمكن أن يؤدي إلى ما يُسمّى بالصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache)، ويُعرف أيضًا بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound headaches)، ولتجنُّب حدوث ذلك؛ ينبغي استخدام الأدوية بحسب إرشادات الطبيب.[٢١]

نصائح خاصة بالنساء

نصائح خاصة بفترة الحمل والرضاعة

تُنصح النساء المرضعات والحوامل واللواتي يُخططن للحمل بمراجعة الطبيب في حال المعاناة من الشقيقة، وذلك لوصف الدواء الآمن والمناسب في كل حالة، إذ يمكن أن تتسبّب بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الشقيقة كالأسبرين والآيبوبروفين بحدوث مشاكل وعيوب خَلقيّة للجنين خلال فترة الحمل، كما يمكن أن تصل بعض الأدوية عبر حليب الأم المرضع إلى الرضيع مؤدية إلى حدوث مشاكل له، وعلى الصعيد الآخر تُنصح الحامل بممارسة تمارين الاسترخاء واستخدام الكمادات الباردة التي قد تساهم في تخفيف ألم الصداع، ومن الجدير بالذكر أن غالبية السيدات الحوامل اللواتي يعانين من الشقيقة تتحسن الأعراض لديهن أو تتوقف بدءًا من الشهر الثالث من الحمل تقريبًا.[٨]

نصائح خاصة باستخدام حبوب منع الحمل

كما ذكرنا يُمكن أن تُعاني بعض النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل من زيادة شدة نوبة الشقيقة لديهن، وفي مثل هذه الحالات تحدث نوبة الصداع لديهن خلال الأسبوع الأخير من الدورة؛ حيث يعود السبب إلى عدم احتواء آخر سبع حبوب من حبوب منع الحمل على الهرمونات في العادة؛ لذلك ينخفض مستوى هرمون الإستروجين في جسم المرأة بشكل حاد ليحفز بعدها ظهور نوبة الصداع، وفي مثل هذه الحالات تُنصح السيدات بمراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى أنّ تغيير نمط الحياة كتناول غذاء صحي والحصول على ساعات كافية من النوم يمكن أن يُحسن من الشقيقة، وعلى العكس تمامًا يمكن أن تشعر بعض السيدات بانخفاض عدد وشدة النوبات، في حين قد لا يتأثر الصداع لدى البعض الآخر بهذه الحبوب على الإطلاق، ولا يوجد سبب واضح لتفسير تلك الردود المختلفة.[٨]

فيديو الشقيقة وعلاجها

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن الشقيقة وعلاجها:

المراجع

  1. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  2. “Migraine”, www.brainandspine.org.uk, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  3. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  4. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 27-12-2019. Edited.
  5. “Migraine”, medlineplus.gov, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  6. “Migraines”, familydoctor.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  7. “What Type of Headache Do You Have?”, americanmigrainefoundation.org,9-5-2017، Retrieved 22-12-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Migraine”, www.womenshealth.gov, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  9. Am Fam Physician (1-11-2005), “Migraine Headaches: How to Deal with the Pain”، www.aafp.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب “Headache Hygiene – What is It?”, americanmigrainefoundation.org,12-4-2016، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  11. “Migraine And Pregnancy: What Moms-to-Be Need To Know”, americanmigrainefoundation.org,11-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  12. “Top 10 Migraine Triggers and How to Deal with Them”, americanmigrainefoundation.org,27-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  13. “Diagnosis”, www.migrainetrust.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  15. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  16. “Treatment of Migraine Headaches”, www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  17. “Migraines: Simple steps to head off the pain”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  18. “Can I drive with migraine?”, www.migrainetrust.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  19. Heidi Moawad, MD , “How to Prevent Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  20. Tolu Ajiboye, “How to Cope With Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  21. R Joshua Wootton, MDiv, PhDNarayan R Kissoon, MD, “Patient education: Migraines in adults (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نظرة حول الشقيقة

يعدّ الصداع النصفي أو الشقيقة أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) اضطرابًا معقّدًا يتميز بمعاناة المصاب من نوبات متكررة من الصداع والتي غالبًا ما تحدث في أحد جانبي الرأس فقط، وقد يُصاحب هذا الصداع ظهور العديد من الأعراض؛ فيمكن أن يُعاني المُصاب من التقيؤ والشعور بالغثيان، واضطرابات في الرؤية، إضافة إلى زيادة الحساسية تجاه سماع الأصوات أو التعرض إلى الضوء، وغالبًا ما تستمر هذه النوبات ما بين 4 ساعات إلى 3 أيام، ويُمكن أن تتكرر عدّة مرّات خلال الأسبوع لدى بعض الأفراد، في حين تحصل هذه النوبات لدى البعض الآخر مرة كل بضع سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشقيقة أكثر شيوعًا لدى النساء، ولكنها بشكل عام تُصنف من المشاكل الصحية التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب.[١][٢]

في الحقيقة يعاني بعض المصابين بالشقيقة من ظهور بعض العلامات قبل حدوث نوبة الشقيقة أو بالتزامن مع حدوثها، حيث تعرف هذه العلامات بالهالة (بالإنجليزية: Aura)، وهي علامات تحذيرية تنبّىء المُصاب باقتراب حدوث نوبة الشقيقة، وقد تتمثل الهالة بالمعاناة من اضطرابات بصرية؛ مثل: رؤية بقع مُعتمة أو ومضات ضوئية، أو قد تتمثل بحدوث اضطرابات أخرى كصعوبة التحدّث أو المعاناة من وخز أو تنميل في جهة واحدة من الوجه أو اليد أو الساق،[٣] وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ نسبة الانتشار الحالي لاضطراب الشقيقة تبلغ 10% حول العالم.[٤]

أعراض الشقيقة

تحدث الشقيقة في الصباح بشكل شائع؛ وعادةً ما يُعاني الفرد منها عند استيقاظه، ويمكن التنبؤ بالأوقات التي قد تحدث فيها أعراض الشقيقة عند بعض الناس؛ فمثلاً في الوقت الذي يسبق حدوث الدورة الشهرية، أو بعد القيام بعمل شاق، وتمر الشقيقة بأربع مراحل مختلفة، وفي الواقع قد لا يمرّ المصاب بكل هذه المراحل عند التعرّض لكلّ نوبة صُداع، ويمكن بيان مراحل نوبة الشقيقة بشيء من التفصيل كما يأتي:[٥]

  • البادرة: تبدأ المرحلة الأولى التي تعرف بالبادرة (بالإنجليزية: Prodrome) قبل فترة زمنية تصل إلى 24 ساعة من وقت حدوث نوبة الشقيقة، ويمكن أن تظهر بعض العلامات والأعراض المبكّرة في هذه المرحلة؛ كالتقلب غير المُبرر في المزاج، واحتباس السوائل في الجسم، وزيادة التبوّل، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتثاؤب غير المسيطر عليه.
  • الهالة: وهي المرحلة الثانية من مراحل الشقيقة، ويمكن أن تحدث قبل نوبة الصداع بقليل أو أثناء حدوثها، وتتمثّل الهالة برؤية وميض أو ضوء ساطع، أو خطوط متعرجة من الضوء، أو قد تتمثل الهالة بضعف بالعضلات، أو شعور المصاب كأنّ أحدًا قد لمسه أو أمسكه.
  • الصداع: تعدّ المرحلة الثالثة مرحلة حدوث نوبة الصداع، والتي عادةً ما تبدأ بالتدريج إلى أن تصل لتكون أكثر شدة، وكما ذكرنا سابقًًا في الغالب تكون نوبة الشقيقة على شكل ألم نابض في جهة واحدة من الرأس، وأحياناً قد تحدث النوبة دون المعاناة من ألم أو صُداع في الرأس، ومن الأعراض الأخرى التي قد تُصاحب الشقيقة ما يأتي:
    • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
    • زيادة التحسس من الروائح، والإزعاج، والإضاءة.
    • تفاقم الألم عند السعال، أو العطاس، أو الحركة.
  • مرحلة ما بعد النوبة: وهي المرحلة الأخيرة، ويشعر بها المُصاب بالإرهاق والتعب والتشويش، ويمكن لمرحلة ما بعد النوبة أن تستمر لمدة يوم كامل.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض مرض الشقيقة).

أنواع صداع الشقيقة

تتعدّد أنواع الشقيقة، ويمكن بيانها بشيء من التفصيل كما يأتي:[٦]

  • الشقيقة الكلاسيكية: (بالإنجليزية: Classic migraines) أو الشقيقة المعقّدة (بالإنجليزية: Complicated migraines) أو الشقيقة مع هالة، والتي تبدأ بحدوث الهالة التي تُنذر بالنوبة؛ والتي تستمر فترة زمنية تتراوح بين 15-30 دقيقة، وغالبًا ما تتضمّن حدوث اضطرابات وتغيرات في الرؤية تم التطرق إليها سابقًا، إضافة إلى إمكانية الفقدان المؤقت لجزء من الرؤية، وقد يرافق ذلك الشعور بضعف في جهة واحدة من الجسم، أو حدوث اضطراب في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يعاني المصاب من آلام الرأس التي تتركز في جهة واحدة أو في كلتا الجهتين، وأحياناً قد يتزامن حدوث هذه الآلام مع الهالة أو قد لا تحدث أصلاً.
  • الشقيقة الشائعة: (بالإنجليزية: Common migraines)، وتُسمى بالشقيقة دون هالة؛ وذلك بسبب حدوث نوبة الشقيقة دون المرور بمرحلة الهالة، ويحدث هذا النوع من الشقيقة لدى معظم المصابين، وقد يحدث هذا النوع ببطء مقارنة بالشقيقة الكلاسيكية، ويستمر لفترة أطول، إضافةً إلى أنه يؤثر بشكل أكبر في قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة اليومية، وقد يحدث الأم في جهة واحدة فقط من الرأس.
  • الشقيقة الصامتة: (بالإنجليزية: Silent migraines)، أو الشقيقة دون ألم الرأس، والتي تحدث دون أن يرافقها شعور بألم في الرأس؛ أو على الأقل لا يشعر بآلام الشقيقة المعتادة حول العينين، في حين يشعر المُصاب بأعراض الشقيقة الأخرى، وقد تتضمن وجود مرحلة الهالة، وكذلك يمكن أن يشعر المُصاب بالشقيقة الصامتة بحساسية تجاه الإضاءة والصوت كما في غيرها من الأنواع.
  • الشقيقة الفالجية: (بالإنجليزية: Hemiplegic Migraine)، يعد هذا النوع نادر الحدوث، وحقيقة تُشبه الشقيقة الفالجية السكتة الدماغية؛ حيث يعاني المصاب من ضعف مؤقت في جهة واحدة من الجسم؛ ويمكن أن يؤثر هذا الضعف في الوجه والذراع أو الساق، وقد يستمر ذلك لفترة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى أيام، وغالباً ما يتلاشى خلال 24 ساعة، وقد يحدث ألم الرأس قبل أو بعد ذلك.
  • الشقيقة الشبكية: (بالإنجليزية: Retinal migraines) أو الشقيقة العينية (بالإنجليزية: Ocular migraines)، تتسبب هذه الشقيقة بفقدان مؤقت للبصر في عين واحدة، والذي يعدّ شكلًا خاصًّا من أشكال الهالة، ويمكن أن يستمر ذلك من دقيقة واحدة إلى عدّة أشهر، وعادةً ما يستعيد المُصاب نظره الطبيعي بشكل كامل، وفي الحقيقة قد يكون هذا النوع من الشقيقة عَرَضًا لحالة أكثر خطورة من ذلك، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الإصابة بهذا النوع من الشقيقة.[٧]

أسباب الشقيقة

إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الشقيقة غير معروف، ويعتقد أغلب الباحثين أنّ حدوث تغيرات غير طبيعية في مستويات مواد معينة يتم إنتاجها في الدماغ بشكل طبيعي هو ما يُسبب المعاناة من نوبة الشقيقة، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع نسب هذه المواد إلى حدوث التهاب ينتُج عنه تورّم الأوعية الدموية في الدماغ؛ ممّا يؤدّي إلى إحداث ضغط على الأعصاب القريبة من هذه الأوعية والتسبب بالشعور بالألم، ومن ناحية أخرى توجد علاقة تربط بين الجينات وحدوث الشقيقة؛ فقد يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة جينات غير طبيعية مسؤولة عن التحكم بوظائف خلايا دماغية معينة.[٨]

ولمعرفة المزيد عن أسباب الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب الشقيقة).

العوامل المحفّزة لنوبات الشقيقة

توجد العديد من العوامل التي قد تحفِّز حدوث النوبات لدى المصابين بالشقيقة، وينبغي التأكيد على أن تأثير هذه العوامل في تحفيز نوبات الصداع يتفاوت من شخص إلى آخر، ولا يُشترط أن تُحفِز العوامل حدوث النوبات لجميع المصابين؛ إذ يُمكن أن يتعرض المصابون بالشقيقة لهذه العوامل المحفِزة ولا يشعرون بزيادة ظهور النوبات لديهم، ولذلك من المهم مراقبة تأثير العوامل المُحَفِّزة في ظهور نوبات الصداع وتسجيل العوامل التي يُلاحظ الفرد أنها تُحفِّز نوبات الشقيقة لديه والحرص على تجنبها،[٩] وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٠]

  • بعض العوامل البيئية: مثل: تغيُّرات الطقس، والتعرُّض لأشعة الشمس الساطعة، واستنشاق بعض الروائح وعوامل التلوث؛ كالأبخرة والمواد الكيميائية.
  • حدوث تغييرات في نمط وعدد ساعات النوم؛ كقلة النوم أو النوم الزائد.
  • التعرض لبعض الظروف التي قد تُسبب التوتر والضغط النفسي؛ سواء في العمل أو المنزل؛ كالزواج، أو الوفاة، أو الطلاق، أو ضغوطات العمل غير المتوقعة، أو ترك العمل.
  • التعرّض لإصابات جسدية؛ كإصابة الرأس.
  • الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
  • حدوث تغيُّرات هرمونية، ويجدر التنويه إلى تفاوت تأثير هرمون الإستروجين في تكرار وشدة نوبات الشقيقة لدى النساء؛ فقد يزداد الصداع سُوءاً لدى بعض النساء اللاتي يتناولن حبوب تنظيم الحمل المحتوية على هرمون الإستروجين أو اللاتي يلجأن للعلاج بالهرمونات البديلة، بينما يشعر البعض الآخر منهن بالتحسّن عند استخدام ما سبق، وعلى وجه مماثل تعاني بعض السيدات الحوامل من زيادة عدد أو شدة نوبات الصداع لديها خلال فترة الحمل، في حين تتحسّن وتقل أعراض النوبة لدى حوامل أخريات.[١٠][١١]
  • الصيام أو تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية أو عدم تناولها؛ وفي الحقيقة يجدر ذكر العديد من الأمثلة على الأطعمة التي وُجِد أنها تُحفز نوبات الشقيقة لدى بعض المصابين، مثل: الأطعمة التي تحتوي على الهستامين، والأطعمة التي تحتوي على مادة جلوتومات أُحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate)، والشوكولاتة، ومنتجات الألبان، والمحلِّيات الصناعية مثل الأسبارتام، والكافيين، واللحوم المعالجة، وأي مادة لها رائحة قوية، ومن الجدير بالإشارة أنّه وُجِد أنّ الإفراط في تناول الكافيين يؤدّي إلى تفاقم أعراض الشقيقة لدى العديد من الأفراد، في حين على العكس تمامًا يمكن للكافيين إيقاف أعراض الشقيقة لدى البعض الآخر.[١٢]

تشخيص الإصابة بالشقيقة

في الواقع لا يوجد اختبار محدد يمكن إجراؤه لتشخيص الإصابة بالشقيقة، ومن أجل ذلك يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي للمصاب واستبعاد المُسببات الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث النوبات، وذلك من خلال ما يأتي:[١٣]

  • التاريخ المرضي: إذ يجب تزويد الطبيب بالتاريخ المرضي الدقيق للمصاب وكافة التفاصيل المتعلّقة بالمعاناة من الصداع أو أي أعراض أخرى، ثم تحليل هذه المعلومات التي تتضمن عدد مرات التعرُِض لنوبات الصداع، ومدى شدة الألم الناتج عنها، والأعراض المصاحبة لذلك، إضافة إلى مدى تأثير الصداع في الأنشطة اليومية للمصاب، والتاريخ العائلي للمعاناة من الصداع، وكذلك تفاصيل أي علاج تم استخدامه سابقًا ومدى فعالية هذا العلاج في التخلّص من النوبات.
  • الفحص الشامل: كإجراء تقييم عصبي شامل للمصاب.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (تشخيص مرض الشقيقة).

علاج الشقيقة

يهدف علاج الشقيقة إلى إيقاف أعراض المرض ومنع تكرار حدوث نوباته في المستقبل، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على عدة عوامل تتضمن: شدة الصداع ومدى تكراره، ومصاحبة النوبة للشعور بالغثيان والتقيؤ، ووجود حالات مرضية أخرى لدى المصاب، إضافة إلى مدى تأثير النوبة عليه، ويُقسم علاج الشقيقة إلى شكلين، هما:[١٤]

  • الأدوية المسكّنة للألم: صُمّمت من أجل إيقاف أعراض الشقيقة، ويمكن تناول أدوية تسكين الألم خلال نوبة الصداع.
  • الأدوية الوقائية: تستخدم هذه الأدوية بانتظام بهدف التقليل من عدد النوبات أو شدتها، وغالبًا ما يكون استخدامها بشكل يومي.

الأدوية المسكنة للنوبة

تُستخدم الأدوية المسكنة للنوبة لتخفيف آلام الشقيقة والأعراض المرافقة لها، وإنّ الوقت المناسب لاستخدام هذه الأدوية هو عند بدء أعراض ونوبة الصداع،[١٤] وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٥]

  • مسكّنات الألم: يمكن أن تُساعد مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية كالآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) على تخفيف أعراض الشقيقة؛ وينصح بتناول هذه المسكنات في بداية التعرض للنوبة حيث تكون أكثر فعالية في هذه الفترة؛ إذ تمنح وقتًا كافيًا ليتم امتصاصه في الدورة الدموية ممّا يؤدي إلى تخفيف الأعراض، ومن الجدير بالذكر أن المسكنات التي تتوفر على شكل تحاميل تُعدّ الحل الأمثل في حال عدم قدرة المريض على بلع الأقراص الدوائية؛ كمن يُعاني من الغثيان والتقيؤ.
  • التريبتانات: (بالإنجليزية: Triptans)، في حال كانت مسكنات الألم غير فعّالة في تخفيف أعراض الشقيقة؛ فيمكن أن يوصي الطبيب باستخدام نوع من الأدوية يُسمّى بالتريبتانات كدواء مساند لمسكنات الألم؛ وهي أدوية خاصة تخفف وتُسكِّن ألم الشقيقة، ويُعتقد أن آلية عمل عائلة التريبتانات تتمثّل بعكس التغيرات الحاصلة في الدماغ التي قد تسبّب حدوث نوبة الشقيقة، ويجدر بالذكر أنّ هذه الأدوية قد تتسبّب بحدوث العديد من الآثار الجانبية التي عادةً ما تكون طفيفة وتختفي من تلقاء نفسها، ويُوصى بمراجعة الطبيب بعد إنهاء الفترة الأولى من العلاج بالتريبتانات؛ وذلك لمناقشة مدى فعاليته وتأثيره العلاجي على المصاب وإمكانية استمراره في استخدامه أو الاستعاضة عنه بدواء آخر.
  • مضادات القيء: (بالإنجليزية: Anti-emetics)، يمكن أن يصف الطبيب مضادات القيء إلى جانب مسكنات الألم أو التربيتانات في الحالات التي تكون نوبات الشقيقة مصحوبة بالشعور بالغثيان، وكما في مسكنات الألم فإنّ أفضل وقت يمكن استخدام مضادات التقيؤ فيه هو الوقت الذي تبدأ فيه أعراض الشقيقة بالظهور.
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٤]
    • الأدوية الأفيونية (بالإنجليزية:Opioid medication): عادةً ما يتم وصف الأدوية الأفيونية فقط في حال لم تُجدِ الأدوية الأخرى نفعًا مع المصاب أو في حال عدم استطاعة المصاب تناول الأدوية السابقة لعلاج الشقيقة؛ وذلك لإمكانية تسبّبها بالإدمان لدى المصاب.
    • ثنائي هيدروإرغوتامين ( بالإنجليزية: Dihydroergotamines).
    • لاسميتيدان (بالإنجليزية: Lasmiditan).

الأدوية الوقائية

يمكن الحدّ من تكرار نوبات الشقيقة بمساعدة الأدوية الوقائية على اختلاف أنواعها، حيث يهدف العلاج الوقائي إلى تقليل عدد مرات الإصابة بالشقيقة وكذلك تقليل مدى شدة النوبة ومدة استمرارها، ففي حال كان المريض يُعاني من تكرار نوبات الصداع أو شدتها، أو استمرارها لفترات طويلة؛ فيُمكن للطبيب أن يوصي بتناول الأدوية الوقائية،[١٤] حيث يتم اختيار الدواء المناسب بناءً على مدى تأثيره المحتمل في المشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها المصاب، إضافةً إلى الآثار الجانبية الخاصة بكل دواء، وتُوصف هذه الأدوية بجرعات منخفضة في البداية، ومن ثم يتم تدريجيًّا زيادة هذه الجرعة للوصول إلى ما يناسب وضع المصاب، وتحتاج هذه الأدوية فترة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تبدأ نتائجها بالظهور، وقد تستغرق فترة تتراوح ما بين ثمانية أسابيع إلى اثني عشر أسبوعًا للوصول إلى أقصى تأثيرٍ علاجي لها،[١٦] وفيما يأتي نتطرق لذكر بعض هذه الأدوية الوقائية:[١٤]

  • بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم: وتتضمن حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
  • بعض الأدوية المضادة للاكتئاب: كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتحديداً دواء أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline).
  • بعض الأدوية المضادة للتشنجات: (بالإنجليزية: Anti-seizure drugs)، مثل الفالبروات (بالإنجليزية: Valproate) والتوبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate).
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • حقن البوتوكس: (بالإنجليزية: Botox injections)، يمكن أن تمنع هذه الحقن حدوث الشقيقة لدى بعض البالغين، ويتم استخدامها كل 12 أسبوعًا تقريبًا.
    • الأجسام المضادة أحادية النسيلة الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين: (بالإنجليزية: Calcitonin gene-related peptide monoclonal antibodies)، وتُعد من أحدث الأدوية المُصرَّح باستخدامها مؤخّرًا من قبل منظمة الغذاء والدواء لعلاج الشقيقة، ويتم حقن المريض بها شهريًا.

ولمعرفة المزيد عن علاج الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج الصداع النصفي).

نصائح للمصابين بصداع الشقيقة

تُشكّل الأدوية المستخدمة في علاج ومنع حدوث نوبات الشقيقة والتي تم ذكرها سابقًا إحدى الطرق الممكن استخدامها لتخفيف الشقيقة؛ حيث توجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للمصاب اتباعها من أجل ذلك، بدءًا من اعتناء المصاب بنفسه، وفهم كيفية التعامل مع ألم الصداع في حال التعرض للنوبة، وفي الواقع إنّ الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع الشقيقة تكمن في معرفة كيفية إدارة السلوك ونمط الحياة عند مواجهة النوبة؛ وذلك إلى جانب تناول أدوية الشقيقة، إذ يمكن التقليل من شدة الصداع ومدى تكراره من خلال اتباع نمط حياة يُعزز الحياة الصحيّة الجيدة، وتتعدد النصائح والإرشادات التي يُمكن اتباعها من قِبل المُصابين بالشقيقة، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٧]

نصائح للتعامل مع نوبة الشقيقة عند ظهورها

في حال التعرض لنوبة الشقيقة يُمكن اتّباع الطرق التي سبق أن نجحت في المساعدة على تخطّي النوبة، والتي قد تتضمّن ما يأتي:[٨]

  • تناول أدوية الشقيقة التي وصفها الطبيب فور ظهور الأعراض.
  • شُرب السوائل خلال نوبة الصداع في حال لم يشعر المُصاب بالغثيان.
  • أخذ قسط من الراحة والاستلقاء في غرفة هادئة ومُعتمة.
  • الضغط على مكان الشعور بالألم أو فركه، ويمكن وضع قطعة قماش باردة على الرأس.
  • إجراء بعض تمارين الاسترخاء والتدليك.

يُمكن أن تؤثّر نوبة الشقيقة في قُدرة المصاب على القيادة بأمان سواء كان ذلك بسبب التعرض للنوبة أو بسبب تناول الأدوية، إذ يمكن أن يتعرض بعض المصابين أثناء القيادة لأعراض الشقيقة كحدوث دوخة أو صعوبة في التركيز أو اضطرابات بصرية؛ تجعل المصاب أو الآخرين عُرضة لخطر الحوادث والإصابات، ومن الجدير بالذكر أنه في حال التعرُّض للنوبة أثناء القيادة، يجب على المُصاب إيقاف السيارة على الفور واستخدام الأدوية المناسبة، مع ضرورة التأكيد على عدم القيادة مرة أخرى إلى حين انتهاء النوبة، كما يجب التأكد من أن الأدوية التي تم استخدامها لا تتداخل مع قدرة الشخص على القيادة بأمان.[١٨]

نصائح للحد من ظهور نوبات الشقيقة

للحد من ظهور نوبات الشقيقة، يُنصح باتباع الارشادات الآتية:[١٩]
  • النوم لساعات كافية؛ وذلك لأنّ قلة النوم قد تكون هي السبب الكامن وراء تحفيز ظهور الشقيقة.
  • تجنُّب محفزات الشقيقة؛ فقد يكون سبب التعرض لحدوث نوبة الشقيقة هو تناول بعض الأغذية التي من شأنها أن تُحفز النوبة لدى بعض الأشخاص، كما يمكن أن يكون التحفيز باستنشاق بعض مواد التنظيف أو مواد التجميل أو غير ذلك، فيُنصح بتوخي الحذر وتجنُّب أي من هذه المحفّزات، وفي هذا السياق يُشار إلى أهمية تخصيص مدوّنة لتسجيل العوامل المُحفّزة وعلاقتها بالشقيقة لديه.
  • السيطرة على التوتر وإجراء بعض التمارين التي تساعد على الاسترخاء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام؛ مع الحرص على اتباع نظام غذائي صحي؛ حيث يُمكن أن يُساعد ذلك على فقدان الوزن والمحافظة على صحة الجسم، ولتجنب تحفيز نوبة الشقيقة بسبب الرياضة العنيفة أو المفاجئة؛ يُنصح بالبدء بتمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة، وكذلك الحرص على شرب المياه بكميات كافية، وبشكل عام تُعد السباحة والمشي وركوب الدراجة من التمارين الرياضية الآمنة التي يُمكن ممارستها.[٢٠]

نصائح لتجنب الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية

إنّ الإفراط في تناول جرعات بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الشقيقة؛ مثل: الباراسيتامول، والأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) التي يُعدّ الآيبوبروفين أحدها، والتريبتانات؛ يُمكن أن يؤدي إلى ما يُسمّى بالصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache)، ويُعرف أيضًا بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound headaches)، ولتجنُّب حدوث ذلك؛ ينبغي استخدام الأدوية بحسب إرشادات الطبيب.[٢١]

نصائح خاصة بالنساء

نصائح خاصة بفترة الحمل والرضاعة

تُنصح النساء المرضعات والحوامل واللواتي يُخططن للحمل بمراجعة الطبيب في حال المعاناة من الشقيقة، وذلك لوصف الدواء الآمن والمناسب في كل حالة، إذ يمكن أن تتسبّب بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الشقيقة كالأسبرين والآيبوبروفين بحدوث مشاكل وعيوب خَلقيّة للجنين خلال فترة الحمل، كما يمكن أن تصل بعض الأدوية عبر حليب الأم المرضع إلى الرضيع مؤدية إلى حدوث مشاكل له، وعلى الصعيد الآخر تُنصح الحامل بممارسة تمارين الاسترخاء واستخدام الكمادات الباردة التي قد تساهم في تخفيف ألم الصداع، ومن الجدير بالذكر أن غالبية السيدات الحوامل اللواتي يعانين من الشقيقة تتحسن الأعراض لديهن أو تتوقف بدءًا من الشهر الثالث من الحمل تقريبًا.[٨]

نصائح خاصة باستخدام حبوب منع الحمل

كما ذكرنا يُمكن أن تُعاني بعض النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل من زيادة شدة نوبة الشقيقة لديهن، وفي مثل هذه الحالات تحدث نوبة الصداع لديهن خلال الأسبوع الأخير من الدورة؛ حيث يعود السبب إلى عدم احتواء آخر سبع حبوب من حبوب منع الحمل على الهرمونات في العادة؛ لذلك ينخفض مستوى هرمون الإستروجين في جسم المرأة بشكل حاد ليحفز بعدها ظهور نوبة الصداع، وفي مثل هذه الحالات تُنصح السيدات بمراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى أنّ تغيير نمط الحياة كتناول غذاء صحي والحصول على ساعات كافية من النوم يمكن أن يُحسن من الشقيقة، وعلى العكس تمامًا يمكن أن تشعر بعض السيدات بانخفاض عدد وشدة النوبات، في حين قد لا يتأثر الصداع لدى البعض الآخر بهذه الحبوب على الإطلاق، ولا يوجد سبب واضح لتفسير تلك الردود المختلفة.[٨]

فيديو الشقيقة وعلاجها

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن الشقيقة وعلاجها:

المراجع

  1. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  2. “Migraine”, www.brainandspine.org.uk, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  3. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  4. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 27-12-2019. Edited.
  5. “Migraine”, medlineplus.gov, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  6. “Migraines”, familydoctor.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  7. “What Type of Headache Do You Have?”, americanmigrainefoundation.org,9-5-2017، Retrieved 22-12-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Migraine”, www.womenshealth.gov, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  9. Am Fam Physician (1-11-2005), “Migraine Headaches: How to Deal with the Pain”، www.aafp.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب “Headache Hygiene – What is It?”, americanmigrainefoundation.org,12-4-2016، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  11. “Migraine And Pregnancy: What Moms-to-Be Need To Know”, americanmigrainefoundation.org,11-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  12. “Top 10 Migraine Triggers and How to Deal with Them”, americanmigrainefoundation.org,27-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  13. “Diagnosis”, www.migrainetrust.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  15. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  16. “Treatment of Migraine Headaches”, www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  17. “Migraines: Simple steps to head off the pain”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  18. “Can I drive with migraine?”, www.migrainetrust.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  19. Heidi Moawad, MD , “How to Prevent Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  20. Tolu Ajiboye, “How to Cope With Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  21. R Joshua Wootton, MDiv, PhDNarayan R Kissoon, MD, “Patient education: Migraines in adults (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نظرة حول الشقيقة

يعدّ الصداع النصفي أو الشقيقة أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) اضطرابًا معقّدًا يتميز بمعاناة المصاب من نوبات متكررة من الصداع والتي غالبًا ما تحدث في أحد جانبي الرأس فقط، وقد يُصاحب هذا الصداع ظهور العديد من الأعراض؛ فيمكن أن يُعاني المُصاب من التقيؤ والشعور بالغثيان، واضطرابات في الرؤية، إضافة إلى زيادة الحساسية تجاه سماع الأصوات أو التعرض إلى الضوء، وغالبًا ما تستمر هذه النوبات ما بين 4 ساعات إلى 3 أيام، ويُمكن أن تتكرر عدّة مرّات خلال الأسبوع لدى بعض الأفراد، في حين تحصل هذه النوبات لدى البعض الآخر مرة كل بضع سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشقيقة أكثر شيوعًا لدى النساء، ولكنها بشكل عام تُصنف من المشاكل الصحية التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب.[١][٢]

في الحقيقة يعاني بعض المصابين بالشقيقة من ظهور بعض العلامات قبل حدوث نوبة الشقيقة أو بالتزامن مع حدوثها، حيث تعرف هذه العلامات بالهالة (بالإنجليزية: Aura)، وهي علامات تحذيرية تنبّىء المُصاب باقتراب حدوث نوبة الشقيقة، وقد تتمثل الهالة بالمعاناة من اضطرابات بصرية؛ مثل: رؤية بقع مُعتمة أو ومضات ضوئية، أو قد تتمثل بحدوث اضطرابات أخرى كصعوبة التحدّث أو المعاناة من وخز أو تنميل في جهة واحدة من الوجه أو اليد أو الساق،[٣] وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ نسبة الانتشار الحالي لاضطراب الشقيقة تبلغ 10% حول العالم.[٤]

أعراض الشقيقة

تحدث الشقيقة في الصباح بشكل شائع؛ وعادةً ما يُعاني الفرد منها عند استيقاظه، ويمكن التنبؤ بالأوقات التي قد تحدث فيها أعراض الشقيقة عند بعض الناس؛ فمثلاً في الوقت الذي يسبق حدوث الدورة الشهرية، أو بعد القيام بعمل شاق، وتمر الشقيقة بأربع مراحل مختلفة، وفي الواقع قد لا يمرّ المصاب بكل هذه المراحل عند التعرّض لكلّ نوبة صُداع، ويمكن بيان مراحل نوبة الشقيقة بشيء من التفصيل كما يأتي:[٥]

  • البادرة: تبدأ المرحلة الأولى التي تعرف بالبادرة (بالإنجليزية: Prodrome) قبل فترة زمنية تصل إلى 24 ساعة من وقت حدوث نوبة الشقيقة، ويمكن أن تظهر بعض العلامات والأعراض المبكّرة في هذه المرحلة؛ كالتقلب غير المُبرر في المزاج، واحتباس السوائل في الجسم، وزيادة التبوّل، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتثاؤب غير المسيطر عليه.
  • الهالة: وهي المرحلة الثانية من مراحل الشقيقة، ويمكن أن تحدث قبل نوبة الصداع بقليل أو أثناء حدوثها، وتتمثّل الهالة برؤية وميض أو ضوء ساطع، أو خطوط متعرجة من الضوء، أو قد تتمثل الهالة بضعف بالعضلات، أو شعور المصاب كأنّ أحدًا قد لمسه أو أمسكه.
  • الصداع: تعدّ المرحلة الثالثة مرحلة حدوث نوبة الصداع، والتي عادةً ما تبدأ بالتدريج إلى أن تصل لتكون أكثر شدة، وكما ذكرنا سابقًًا في الغالب تكون نوبة الشقيقة على شكل ألم نابض في جهة واحدة من الرأس، وأحياناً قد تحدث النوبة دون المعاناة من ألم أو صُداع في الرأس، ومن الأعراض الأخرى التي قد تُصاحب الشقيقة ما يأتي:
    • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
    • زيادة التحسس من الروائح، والإزعاج، والإضاءة.
    • تفاقم الألم عند السعال، أو العطاس، أو الحركة.
  • مرحلة ما بعد النوبة: وهي المرحلة الأخيرة، ويشعر بها المُصاب بالإرهاق والتعب والتشويش، ويمكن لمرحلة ما بعد النوبة أن تستمر لمدة يوم كامل.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض مرض الشقيقة).

أنواع صداع الشقيقة

تتعدّد أنواع الشقيقة، ويمكن بيانها بشيء من التفصيل كما يأتي:[٦]

  • الشقيقة الكلاسيكية: (بالإنجليزية: Classic migraines) أو الشقيقة المعقّدة (بالإنجليزية: Complicated migraines) أو الشقيقة مع هالة، والتي تبدأ بحدوث الهالة التي تُنذر بالنوبة؛ والتي تستمر فترة زمنية تتراوح بين 15-30 دقيقة، وغالبًا ما تتضمّن حدوث اضطرابات وتغيرات في الرؤية تم التطرق إليها سابقًا، إضافة إلى إمكانية الفقدان المؤقت لجزء من الرؤية، وقد يرافق ذلك الشعور بضعف في جهة واحدة من الجسم، أو حدوث اضطراب في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يعاني المصاب من آلام الرأس التي تتركز في جهة واحدة أو في كلتا الجهتين، وأحياناً قد يتزامن حدوث هذه الآلام مع الهالة أو قد لا تحدث أصلاً.
  • الشقيقة الشائعة: (بالإنجليزية: Common migraines)، وتُسمى بالشقيقة دون هالة؛ وذلك بسبب حدوث نوبة الشقيقة دون المرور بمرحلة الهالة، ويحدث هذا النوع من الشقيقة لدى معظم المصابين، وقد يحدث هذا النوع ببطء مقارنة بالشقيقة الكلاسيكية، ويستمر لفترة أطول، إضافةً إلى أنه يؤثر بشكل أكبر في قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة اليومية، وقد يحدث الأم في جهة واحدة فقط من الرأس.
  • الشقيقة الصامتة: (بالإنجليزية: Silent migraines)، أو الشقيقة دون ألم الرأس، والتي تحدث دون أن يرافقها شعور بألم في الرأس؛ أو على الأقل لا يشعر بآلام الشقيقة المعتادة حول العينين، في حين يشعر المُصاب بأعراض الشقيقة الأخرى، وقد تتضمن وجود مرحلة الهالة، وكذلك يمكن أن يشعر المُصاب بالشقيقة الصامتة بحساسية تجاه الإضاءة والصوت كما في غيرها من الأنواع.
  • الشقيقة الفالجية: (بالإنجليزية: Hemiplegic Migraine)، يعد هذا النوع نادر الحدوث، وحقيقة تُشبه الشقيقة الفالجية السكتة الدماغية؛ حيث يعاني المصاب من ضعف مؤقت في جهة واحدة من الجسم؛ ويمكن أن يؤثر هذا الضعف في الوجه والذراع أو الساق، وقد يستمر ذلك لفترة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى أيام، وغالباً ما يتلاشى خلال 24 ساعة، وقد يحدث ألم الرأس قبل أو بعد ذلك.
  • الشقيقة الشبكية: (بالإنجليزية: Retinal migraines) أو الشقيقة العينية (بالإنجليزية: Ocular migraines)، تتسبب هذه الشقيقة بفقدان مؤقت للبصر في عين واحدة، والذي يعدّ شكلًا خاصًّا من أشكال الهالة، ويمكن أن يستمر ذلك من دقيقة واحدة إلى عدّة أشهر، وعادةً ما يستعيد المُصاب نظره الطبيعي بشكل كامل، وفي الحقيقة قد يكون هذا النوع من الشقيقة عَرَضًا لحالة أكثر خطورة من ذلك، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الإصابة بهذا النوع من الشقيقة.[٧]

أسباب الشقيقة

إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الشقيقة غير معروف، ويعتقد أغلب الباحثين أنّ حدوث تغيرات غير طبيعية في مستويات مواد معينة يتم إنتاجها في الدماغ بشكل طبيعي هو ما يُسبب المعاناة من نوبة الشقيقة، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع نسب هذه المواد إلى حدوث التهاب ينتُج عنه تورّم الأوعية الدموية في الدماغ؛ ممّا يؤدّي إلى إحداث ضغط على الأعصاب القريبة من هذه الأوعية والتسبب بالشعور بالألم، ومن ناحية أخرى توجد علاقة تربط بين الجينات وحدوث الشقيقة؛ فقد يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة جينات غير طبيعية مسؤولة عن التحكم بوظائف خلايا دماغية معينة.[٨]

ولمعرفة المزيد عن أسباب الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب الشقيقة).

العوامل المحفّزة لنوبات الشقيقة

توجد العديد من العوامل التي قد تحفِّز حدوث النوبات لدى المصابين بالشقيقة، وينبغي التأكيد على أن تأثير هذه العوامل في تحفيز نوبات الصداع يتفاوت من شخص إلى آخر، ولا يُشترط أن تُحفِز العوامل حدوث النوبات لجميع المصابين؛ إذ يُمكن أن يتعرض المصابون بالشقيقة لهذه العوامل المحفِزة ولا يشعرون بزيادة ظهور النوبات لديهم، ولذلك من المهم مراقبة تأثير العوامل المُحَفِّزة في ظهور نوبات الصداع وتسجيل العوامل التي يُلاحظ الفرد أنها تُحفِّز نوبات الشقيقة لديه والحرص على تجنبها،[٩] وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٠]

  • بعض العوامل البيئية: مثل: تغيُّرات الطقس، والتعرُّض لأشعة الشمس الساطعة، واستنشاق بعض الروائح وعوامل التلوث؛ كالأبخرة والمواد الكيميائية.
  • حدوث تغييرات في نمط وعدد ساعات النوم؛ كقلة النوم أو النوم الزائد.
  • التعرض لبعض الظروف التي قد تُسبب التوتر والضغط النفسي؛ سواء في العمل أو المنزل؛ كالزواج، أو الوفاة، أو الطلاق، أو ضغوطات العمل غير المتوقعة، أو ترك العمل.
  • التعرّض لإصابات جسدية؛ كإصابة الرأس.
  • الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
  • حدوث تغيُّرات هرمونية، ويجدر التنويه إلى تفاوت تأثير هرمون الإستروجين في تكرار وشدة نوبات الشقيقة لدى النساء؛ فقد يزداد الصداع سُوءاً لدى بعض النساء اللاتي يتناولن حبوب تنظيم الحمل المحتوية على هرمون الإستروجين أو اللاتي يلجأن للعلاج بالهرمونات البديلة، بينما يشعر البعض الآخر منهن بالتحسّن عند استخدام ما سبق، وعلى وجه مماثل تعاني بعض السيدات الحوامل من زيادة عدد أو شدة نوبات الصداع لديها خلال فترة الحمل، في حين تتحسّن وتقل أعراض النوبة لدى حوامل أخريات.[١٠][١١]
  • الصيام أو تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية أو عدم تناولها؛ وفي الحقيقة يجدر ذكر العديد من الأمثلة على الأطعمة التي وُجِد أنها تُحفز نوبات الشقيقة لدى بعض المصابين، مثل: الأطعمة التي تحتوي على الهستامين، والأطعمة التي تحتوي على مادة جلوتومات أُحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate)، والشوكولاتة، ومنتجات الألبان، والمحلِّيات الصناعية مثل الأسبارتام، والكافيين، واللحوم المعالجة، وأي مادة لها رائحة قوية، ومن الجدير بالإشارة أنّه وُجِد أنّ الإفراط في تناول الكافيين يؤدّي إلى تفاقم أعراض الشقيقة لدى العديد من الأفراد، في حين على العكس تمامًا يمكن للكافيين إيقاف أعراض الشقيقة لدى البعض الآخر.[١٢]

تشخيص الإصابة بالشقيقة

في الواقع لا يوجد اختبار محدد يمكن إجراؤه لتشخيص الإصابة بالشقيقة، ومن أجل ذلك يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي للمصاب واستبعاد المُسببات الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث النوبات، وذلك من خلال ما يأتي:[١٣]

  • التاريخ المرضي: إذ يجب تزويد الطبيب بالتاريخ المرضي الدقيق للمصاب وكافة التفاصيل المتعلّقة بالمعاناة من الصداع أو أي أعراض أخرى، ثم تحليل هذه المعلومات التي تتضمن عدد مرات التعرُِض لنوبات الصداع، ومدى شدة الألم الناتج عنها، والأعراض المصاحبة لذلك، إضافة إلى مدى تأثير الصداع في الأنشطة اليومية للمصاب، والتاريخ العائلي للمعاناة من الصداع، وكذلك تفاصيل أي علاج تم استخدامه سابقًا ومدى فعالية هذا العلاج في التخلّص من النوبات.
  • الفحص الشامل: كإجراء تقييم عصبي شامل للمصاب.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (تشخيص مرض الشقيقة).

علاج الشقيقة

يهدف علاج الشقيقة إلى إيقاف أعراض المرض ومنع تكرار حدوث نوباته في المستقبل، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على عدة عوامل تتضمن: شدة الصداع ومدى تكراره، ومصاحبة النوبة للشعور بالغثيان والتقيؤ، ووجود حالات مرضية أخرى لدى المصاب، إضافة إلى مدى تأثير النوبة عليه، ويُقسم علاج الشقيقة إلى شكلين، هما:[١٤]

  • الأدوية المسكّنة للألم: صُمّمت من أجل إيقاف أعراض الشقيقة، ويمكن تناول أدوية تسكين الألم خلال نوبة الصداع.
  • الأدوية الوقائية: تستخدم هذه الأدوية بانتظام بهدف التقليل من عدد النوبات أو شدتها، وغالبًا ما يكون استخدامها بشكل يومي.

الأدوية المسكنة للنوبة

تُستخدم الأدوية المسكنة للنوبة لتخفيف آلام الشقيقة والأعراض المرافقة لها، وإنّ الوقت المناسب لاستخدام هذه الأدوية هو عند بدء أعراض ونوبة الصداع،[١٤] وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٥]

  • مسكّنات الألم: يمكن أن تُساعد مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية كالآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) على تخفيف أعراض الشقيقة؛ وينصح بتناول هذه المسكنات في بداية التعرض للنوبة حيث تكون أكثر فعالية في هذه الفترة؛ إذ تمنح وقتًا كافيًا ليتم امتصاصه في الدورة الدموية ممّا يؤدي إلى تخفيف الأعراض، ومن الجدير بالذكر أن المسكنات التي تتوفر على شكل تحاميل تُعدّ الحل الأمثل في حال عدم قدرة المريض على بلع الأقراص الدوائية؛ كمن يُعاني من الغثيان والتقيؤ.
  • التريبتانات: (بالإنجليزية: Triptans)، في حال كانت مسكنات الألم غير فعّالة في تخفيف أعراض الشقيقة؛ فيمكن أن يوصي الطبيب باستخدام نوع من الأدوية يُسمّى بالتريبتانات كدواء مساند لمسكنات الألم؛ وهي أدوية خاصة تخفف وتُسكِّن ألم الشقيقة، ويُعتقد أن آلية عمل عائلة التريبتانات تتمثّل بعكس التغيرات الحاصلة في الدماغ التي قد تسبّب حدوث نوبة الشقيقة، ويجدر بالذكر أنّ هذه الأدوية قد تتسبّب بحدوث العديد من الآثار الجانبية التي عادةً ما تكون طفيفة وتختفي من تلقاء نفسها، ويُوصى بمراجعة الطبيب بعد إنهاء الفترة الأولى من العلاج بالتريبتانات؛ وذلك لمناقشة مدى فعاليته وتأثيره العلاجي على المصاب وإمكانية استمراره في استخدامه أو الاستعاضة عنه بدواء آخر.
  • مضادات القيء: (بالإنجليزية: Anti-emetics)، يمكن أن يصف الطبيب مضادات القيء إلى جانب مسكنات الألم أو التربيتانات في الحالات التي تكون نوبات الشقيقة مصحوبة بالشعور بالغثيان، وكما في مسكنات الألم فإنّ أفضل وقت يمكن استخدام مضادات التقيؤ فيه هو الوقت الذي تبدأ فيه أعراض الشقيقة بالظهور.
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٤]
    • الأدوية الأفيونية (بالإنجليزية:Opioid medication): عادةً ما يتم وصف الأدوية الأفيونية فقط في حال لم تُجدِ الأدوية الأخرى نفعًا مع المصاب أو في حال عدم استطاعة المصاب تناول الأدوية السابقة لعلاج الشقيقة؛ وذلك لإمكانية تسبّبها بالإدمان لدى المصاب.
    • ثنائي هيدروإرغوتامين ( بالإنجليزية: Dihydroergotamines).
    • لاسميتيدان (بالإنجليزية: Lasmiditan).

الأدوية الوقائية

يمكن الحدّ من تكرار نوبات الشقيقة بمساعدة الأدوية الوقائية على اختلاف أنواعها، حيث يهدف العلاج الوقائي إلى تقليل عدد مرات الإصابة بالشقيقة وكذلك تقليل مدى شدة النوبة ومدة استمرارها، ففي حال كان المريض يُعاني من تكرار نوبات الصداع أو شدتها، أو استمرارها لفترات طويلة؛ فيُمكن للطبيب أن يوصي بتناول الأدوية الوقائية،[١٤] حيث يتم اختيار الدواء المناسب بناءً على مدى تأثيره المحتمل في المشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها المصاب، إضافةً إلى الآثار الجانبية الخاصة بكل دواء، وتُوصف هذه الأدوية بجرعات منخفضة في البداية، ومن ثم يتم تدريجيًّا زيادة هذه الجرعة للوصول إلى ما يناسب وضع المصاب، وتحتاج هذه الأدوية فترة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تبدأ نتائجها بالظهور، وقد تستغرق فترة تتراوح ما بين ثمانية أسابيع إلى اثني عشر أسبوعًا للوصول إلى أقصى تأثيرٍ علاجي لها،[١٦] وفيما يأتي نتطرق لذكر بعض هذه الأدوية الوقائية:[١٤]

  • بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم: وتتضمن حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
  • بعض الأدوية المضادة للاكتئاب: كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتحديداً دواء أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline).
  • بعض الأدوية المضادة للتشنجات: (بالإنجليزية: Anti-seizure drugs)، مثل الفالبروات (بالإنجليزية: Valproate) والتوبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate).
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • حقن البوتوكس: (بالإنجليزية: Botox injections)، يمكن أن تمنع هذه الحقن حدوث الشقيقة لدى بعض البالغين، ويتم استخدامها كل 12 أسبوعًا تقريبًا.
    • الأجسام المضادة أحادية النسيلة الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين: (بالإنجليزية: Calcitonin gene-related peptide monoclonal antibodies)، وتُعد من أحدث الأدوية المُصرَّح باستخدامها مؤخّرًا من قبل منظمة الغذاء والدواء لعلاج الشقيقة، ويتم حقن المريض بها شهريًا.

ولمعرفة المزيد عن علاج الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج الصداع النصفي).

نصائح للمصابين بصداع الشقيقة

تُشكّل الأدوية المستخدمة في علاج ومنع حدوث نوبات الشقيقة والتي تم ذكرها سابقًا إحدى الطرق الممكن استخدامها لتخفيف الشقيقة؛ حيث توجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للمصاب اتباعها من أجل ذلك، بدءًا من اعتناء المصاب بنفسه، وفهم كيفية التعامل مع ألم الصداع في حال التعرض للنوبة، وفي الواقع إنّ الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع الشقيقة تكمن في معرفة كيفية إدارة السلوك ونمط الحياة عند مواجهة النوبة؛ وذلك إلى جانب تناول أدوية الشقيقة، إذ يمكن التقليل من شدة الصداع ومدى تكراره من خلال اتباع نمط حياة يُعزز الحياة الصحيّة الجيدة، وتتعدد النصائح والإرشادات التي يُمكن اتباعها من قِبل المُصابين بالشقيقة، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٧]

نصائح للتعامل مع نوبة الشقيقة عند ظهورها

في حال التعرض لنوبة الشقيقة يُمكن اتّباع الطرق التي سبق أن نجحت في المساعدة على تخطّي النوبة، والتي قد تتضمّن ما يأتي:[٨]

  • تناول أدوية الشقيقة التي وصفها الطبيب فور ظهور الأعراض.
  • شُرب السوائل خلال نوبة الصداع في حال لم يشعر المُصاب بالغثيان.
  • أخذ قسط من الراحة والاستلقاء في غرفة هادئة ومُعتمة.
  • الضغط على مكان الشعور بالألم أو فركه، ويمكن وضع قطعة قماش باردة على الرأس.
  • إجراء بعض تمارين الاسترخاء والتدليك.

يُمكن أن تؤثّر نوبة الشقيقة في قُدرة المصاب على القيادة بأمان سواء كان ذلك بسبب التعرض للنوبة أو بسبب تناول الأدوية، إذ يمكن أن يتعرض بعض المصابين أثناء القيادة لأعراض الشقيقة كحدوث دوخة أو صعوبة في التركيز أو اضطرابات بصرية؛ تجعل المصاب أو الآخرين عُرضة لخطر الحوادث والإصابات، ومن الجدير بالذكر أنه في حال التعرُّض للنوبة أثناء القيادة، يجب على المُصاب إيقاف السيارة على الفور واستخدام الأدوية المناسبة، مع ضرورة التأكيد على عدم القيادة مرة أخرى إلى حين انتهاء النوبة، كما يجب التأكد من أن الأدوية التي تم استخدامها لا تتداخل مع قدرة الشخص على القيادة بأمان.[١٨]

نصائح للحد من ظهور نوبات الشقيقة

للحد من ظهور نوبات الشقيقة، يُنصح باتباع الارشادات الآتية:[١٩]
  • النوم لساعات كافية؛ وذلك لأنّ قلة النوم قد تكون هي السبب الكامن وراء تحفيز ظهور الشقيقة.
  • تجنُّب محفزات الشقيقة؛ فقد يكون سبب التعرض لحدوث نوبة الشقيقة هو تناول بعض الأغذية التي من شأنها أن تُحفز النوبة لدى بعض الأشخاص، كما يمكن أن يكون التحفيز باستنشاق بعض مواد التنظيف أو مواد التجميل أو غير ذلك، فيُنصح بتوخي الحذر وتجنُّب أي من هذه المحفّزات، وفي هذا السياق يُشار إلى أهمية تخصيص مدوّنة لتسجيل العوامل المُحفّزة وعلاقتها بالشقيقة لديه.
  • السيطرة على التوتر وإجراء بعض التمارين التي تساعد على الاسترخاء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام؛ مع الحرص على اتباع نظام غذائي صحي؛ حيث يُمكن أن يُساعد ذلك على فقدان الوزن والمحافظة على صحة الجسم، ولتجنب تحفيز نوبة الشقيقة بسبب الرياضة العنيفة أو المفاجئة؛ يُنصح بالبدء بتمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة، وكذلك الحرص على شرب المياه بكميات كافية، وبشكل عام تُعد السباحة والمشي وركوب الدراجة من التمارين الرياضية الآمنة التي يُمكن ممارستها.[٢٠]

نصائح لتجنب الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية

إنّ الإفراط في تناول جرعات بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الشقيقة؛ مثل: الباراسيتامول، والأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) التي يُعدّ الآيبوبروفين أحدها، والتريبتانات؛ يُمكن أن يؤدي إلى ما يُسمّى بالصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache)، ويُعرف أيضًا بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound headaches)، ولتجنُّب حدوث ذلك؛ ينبغي استخدام الأدوية بحسب إرشادات الطبيب.[٢١]

نصائح خاصة بالنساء

نصائح خاصة بفترة الحمل والرضاعة

تُنصح النساء المرضعات والحوامل واللواتي يُخططن للحمل بمراجعة الطبيب في حال المعاناة من الشقيقة، وذلك لوصف الدواء الآمن والمناسب في كل حالة، إذ يمكن أن تتسبّب بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الشقيقة كالأسبرين والآيبوبروفين بحدوث مشاكل وعيوب خَلقيّة للجنين خلال فترة الحمل، كما يمكن أن تصل بعض الأدوية عبر حليب الأم المرضع إلى الرضيع مؤدية إلى حدوث مشاكل له، وعلى الصعيد الآخر تُنصح الحامل بممارسة تمارين الاسترخاء واستخدام الكمادات الباردة التي قد تساهم في تخفيف ألم الصداع، ومن الجدير بالذكر أن غالبية السيدات الحوامل اللواتي يعانين من الشقيقة تتحسن الأعراض لديهن أو تتوقف بدءًا من الشهر الثالث من الحمل تقريبًا.[٨]

نصائح خاصة باستخدام حبوب منع الحمل

كما ذكرنا يُمكن أن تُعاني بعض النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل من زيادة شدة نوبة الشقيقة لديهن، وفي مثل هذه الحالات تحدث نوبة الصداع لديهن خلال الأسبوع الأخير من الدورة؛ حيث يعود السبب إلى عدم احتواء آخر سبع حبوب من حبوب منع الحمل على الهرمونات في العادة؛ لذلك ينخفض مستوى هرمون الإستروجين في جسم المرأة بشكل حاد ليحفز بعدها ظهور نوبة الصداع، وفي مثل هذه الحالات تُنصح السيدات بمراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى أنّ تغيير نمط الحياة كتناول غذاء صحي والحصول على ساعات كافية من النوم يمكن أن يُحسن من الشقيقة، وعلى العكس تمامًا يمكن أن تشعر بعض السيدات بانخفاض عدد وشدة النوبات، في حين قد لا يتأثر الصداع لدى البعض الآخر بهذه الحبوب على الإطلاق، ولا يوجد سبب واضح لتفسير تلك الردود المختلفة.[٨]

فيديو الشقيقة وعلاجها

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن الشقيقة وعلاجها:

المراجع

  1. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  2. “Migraine”, www.brainandspine.org.uk, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  3. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  4. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 27-12-2019. Edited.
  5. “Migraine”, medlineplus.gov, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  6. “Migraines”, familydoctor.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  7. “What Type of Headache Do You Have?”, americanmigrainefoundation.org,9-5-2017، Retrieved 22-12-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Migraine”, www.womenshealth.gov, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  9. Am Fam Physician (1-11-2005), “Migraine Headaches: How to Deal with the Pain”، www.aafp.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب “Headache Hygiene – What is It?”, americanmigrainefoundation.org,12-4-2016، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  11. “Migraine And Pregnancy: What Moms-to-Be Need To Know”, americanmigrainefoundation.org,11-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  12. “Top 10 Migraine Triggers and How to Deal with Them”, americanmigrainefoundation.org,27-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  13. “Diagnosis”, www.migrainetrust.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  15. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  16. “Treatment of Migraine Headaches”, www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  17. “Migraines: Simple steps to head off the pain”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  18. “Can I drive with migraine?”, www.migrainetrust.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  19. Heidi Moawad, MD , “How to Prevent Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  20. Tolu Ajiboye, “How to Cope With Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  21. R Joshua Wootton, MDiv, PhDNarayan R Kissoon, MD, “Patient education: Migraines in adults (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نظرة حول الشقيقة

يعدّ الصداع النصفي أو الشقيقة أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) اضطرابًا معقّدًا يتميز بمعاناة المصاب من نوبات متكررة من الصداع والتي غالبًا ما تحدث في أحد جانبي الرأس فقط، وقد يُصاحب هذا الصداع ظهور العديد من الأعراض؛ فيمكن أن يُعاني المُصاب من التقيؤ والشعور بالغثيان، واضطرابات في الرؤية، إضافة إلى زيادة الحساسية تجاه سماع الأصوات أو التعرض إلى الضوء، وغالبًا ما تستمر هذه النوبات ما بين 4 ساعات إلى 3 أيام، ويُمكن أن تتكرر عدّة مرّات خلال الأسبوع لدى بعض الأفراد، في حين تحصل هذه النوبات لدى البعض الآخر مرة كل بضع سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشقيقة أكثر شيوعًا لدى النساء، ولكنها بشكل عام تُصنف من المشاكل الصحية التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب.[١][٢]

في الحقيقة يعاني بعض المصابين بالشقيقة من ظهور بعض العلامات قبل حدوث نوبة الشقيقة أو بالتزامن مع حدوثها، حيث تعرف هذه العلامات بالهالة (بالإنجليزية: Aura)، وهي علامات تحذيرية تنبّىء المُصاب باقتراب حدوث نوبة الشقيقة، وقد تتمثل الهالة بالمعاناة من اضطرابات بصرية؛ مثل: رؤية بقع مُعتمة أو ومضات ضوئية، أو قد تتمثل بحدوث اضطرابات أخرى كصعوبة التحدّث أو المعاناة من وخز أو تنميل في جهة واحدة من الوجه أو اليد أو الساق،[٣] وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ نسبة الانتشار الحالي لاضطراب الشقيقة تبلغ 10% حول العالم.[٤]

أعراض الشقيقة

تحدث الشقيقة في الصباح بشكل شائع؛ وعادةً ما يُعاني الفرد منها عند استيقاظه، ويمكن التنبؤ بالأوقات التي قد تحدث فيها أعراض الشقيقة عند بعض الناس؛ فمثلاً في الوقت الذي يسبق حدوث الدورة الشهرية، أو بعد القيام بعمل شاق، وتمر الشقيقة بأربع مراحل مختلفة، وفي الواقع قد لا يمرّ المصاب بكل هذه المراحل عند التعرّض لكلّ نوبة صُداع، ويمكن بيان مراحل نوبة الشقيقة بشيء من التفصيل كما يأتي:[٥]

  • البادرة: تبدأ المرحلة الأولى التي تعرف بالبادرة (بالإنجليزية: Prodrome) قبل فترة زمنية تصل إلى 24 ساعة من وقت حدوث نوبة الشقيقة، ويمكن أن تظهر بعض العلامات والأعراض المبكّرة في هذه المرحلة؛ كالتقلب غير المُبرر في المزاج، واحتباس السوائل في الجسم، وزيادة التبوّل، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتثاؤب غير المسيطر عليه.
  • الهالة: وهي المرحلة الثانية من مراحل الشقيقة، ويمكن أن تحدث قبل نوبة الصداع بقليل أو أثناء حدوثها، وتتمثّل الهالة برؤية وميض أو ضوء ساطع، أو خطوط متعرجة من الضوء، أو قد تتمثل الهالة بضعف بالعضلات، أو شعور المصاب كأنّ أحدًا قد لمسه أو أمسكه.
  • الصداع: تعدّ المرحلة الثالثة مرحلة حدوث نوبة الصداع، والتي عادةً ما تبدأ بالتدريج إلى أن تصل لتكون أكثر شدة، وكما ذكرنا سابقًًا في الغالب تكون نوبة الشقيقة على شكل ألم نابض في جهة واحدة من الرأس، وأحياناً قد تحدث النوبة دون المعاناة من ألم أو صُداع في الرأس، ومن الأعراض الأخرى التي قد تُصاحب الشقيقة ما يأتي:
    • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
    • زيادة التحسس من الروائح، والإزعاج، والإضاءة.
    • تفاقم الألم عند السعال، أو العطاس، أو الحركة.
  • مرحلة ما بعد النوبة: وهي المرحلة الأخيرة، ويشعر بها المُصاب بالإرهاق والتعب والتشويش، ويمكن لمرحلة ما بعد النوبة أن تستمر لمدة يوم كامل.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض مرض الشقيقة).

أنواع صداع الشقيقة

تتعدّد أنواع الشقيقة، ويمكن بيانها بشيء من التفصيل كما يأتي:[٦]

  • الشقيقة الكلاسيكية: (بالإنجليزية: Classic migraines) أو الشقيقة المعقّدة (بالإنجليزية: Complicated migraines) أو الشقيقة مع هالة، والتي تبدأ بحدوث الهالة التي تُنذر بالنوبة؛ والتي تستمر فترة زمنية تتراوح بين 15-30 دقيقة، وغالبًا ما تتضمّن حدوث اضطرابات وتغيرات في الرؤية تم التطرق إليها سابقًا، إضافة إلى إمكانية الفقدان المؤقت لجزء من الرؤية، وقد يرافق ذلك الشعور بضعف في جهة واحدة من الجسم، أو حدوث اضطراب في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يعاني المصاب من آلام الرأس التي تتركز في جهة واحدة أو في كلتا الجهتين، وأحياناً قد يتزامن حدوث هذه الآلام مع الهالة أو قد لا تحدث أصلاً.
  • الشقيقة الشائعة: (بالإنجليزية: Common migraines)، وتُسمى بالشقيقة دون هالة؛ وذلك بسبب حدوث نوبة الشقيقة دون المرور بمرحلة الهالة، ويحدث هذا النوع من الشقيقة لدى معظم المصابين، وقد يحدث هذا النوع ببطء مقارنة بالشقيقة الكلاسيكية، ويستمر لفترة أطول، إضافةً إلى أنه يؤثر بشكل أكبر في قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة اليومية، وقد يحدث الأم في جهة واحدة فقط من الرأس.
  • الشقيقة الصامتة: (بالإنجليزية: Silent migraines)، أو الشقيقة دون ألم الرأس، والتي تحدث دون أن يرافقها شعور بألم في الرأس؛ أو على الأقل لا يشعر بآلام الشقيقة المعتادة حول العينين، في حين يشعر المُصاب بأعراض الشقيقة الأخرى، وقد تتضمن وجود مرحلة الهالة، وكذلك يمكن أن يشعر المُصاب بالشقيقة الصامتة بحساسية تجاه الإضاءة والصوت كما في غيرها من الأنواع.
  • الشقيقة الفالجية: (بالإنجليزية: Hemiplegic Migraine)، يعد هذا النوع نادر الحدوث، وحقيقة تُشبه الشقيقة الفالجية السكتة الدماغية؛ حيث يعاني المصاب من ضعف مؤقت في جهة واحدة من الجسم؛ ويمكن أن يؤثر هذا الضعف في الوجه والذراع أو الساق، وقد يستمر ذلك لفترة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى أيام، وغالباً ما يتلاشى خلال 24 ساعة، وقد يحدث ألم الرأس قبل أو بعد ذلك.
  • الشقيقة الشبكية: (بالإنجليزية: Retinal migraines) أو الشقيقة العينية (بالإنجليزية: Ocular migraines)، تتسبب هذه الشقيقة بفقدان مؤقت للبصر في عين واحدة، والذي يعدّ شكلًا خاصًّا من أشكال الهالة، ويمكن أن يستمر ذلك من دقيقة واحدة إلى عدّة أشهر، وعادةً ما يستعيد المُصاب نظره الطبيعي بشكل كامل، وفي الحقيقة قد يكون هذا النوع من الشقيقة عَرَضًا لحالة أكثر خطورة من ذلك، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الإصابة بهذا النوع من الشقيقة.[٧]

أسباب الشقيقة

إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الشقيقة غير معروف، ويعتقد أغلب الباحثين أنّ حدوث تغيرات غير طبيعية في مستويات مواد معينة يتم إنتاجها في الدماغ بشكل طبيعي هو ما يُسبب المعاناة من نوبة الشقيقة، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع نسب هذه المواد إلى حدوث التهاب ينتُج عنه تورّم الأوعية الدموية في الدماغ؛ ممّا يؤدّي إلى إحداث ضغط على الأعصاب القريبة من هذه الأوعية والتسبب بالشعور بالألم، ومن ناحية أخرى توجد علاقة تربط بين الجينات وحدوث الشقيقة؛ فقد يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة جينات غير طبيعية مسؤولة عن التحكم بوظائف خلايا دماغية معينة.[٨]

ولمعرفة المزيد عن أسباب الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب الشقيقة).

العوامل المحفّزة لنوبات الشقيقة

توجد العديد من العوامل التي قد تحفِّز حدوث النوبات لدى المصابين بالشقيقة، وينبغي التأكيد على أن تأثير هذه العوامل في تحفيز نوبات الصداع يتفاوت من شخص إلى آخر، ولا يُشترط أن تُحفِز العوامل حدوث النوبات لجميع المصابين؛ إذ يُمكن أن يتعرض المصابون بالشقيقة لهذه العوامل المحفِزة ولا يشعرون بزيادة ظهور النوبات لديهم، ولذلك من المهم مراقبة تأثير العوامل المُحَفِّزة في ظهور نوبات الصداع وتسجيل العوامل التي يُلاحظ الفرد أنها تُحفِّز نوبات الشقيقة لديه والحرص على تجنبها،[٩] وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٠]

  • بعض العوامل البيئية: مثل: تغيُّرات الطقس، والتعرُّض لأشعة الشمس الساطعة، واستنشاق بعض الروائح وعوامل التلوث؛ كالأبخرة والمواد الكيميائية.
  • حدوث تغييرات في نمط وعدد ساعات النوم؛ كقلة النوم أو النوم الزائد.
  • التعرض لبعض الظروف التي قد تُسبب التوتر والضغط النفسي؛ سواء في العمل أو المنزل؛ كالزواج، أو الوفاة، أو الطلاق، أو ضغوطات العمل غير المتوقعة، أو ترك العمل.
  • التعرّض لإصابات جسدية؛ كإصابة الرأس.
  • الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
  • حدوث تغيُّرات هرمونية، ويجدر التنويه إلى تفاوت تأثير هرمون الإستروجين في تكرار وشدة نوبات الشقيقة لدى النساء؛ فقد يزداد الصداع سُوءاً لدى بعض النساء اللاتي يتناولن حبوب تنظيم الحمل المحتوية على هرمون الإستروجين أو اللاتي يلجأن للعلاج بالهرمونات البديلة، بينما يشعر البعض الآخر منهن بالتحسّن عند استخدام ما سبق، وعلى وجه مماثل تعاني بعض السيدات الحوامل من زيادة عدد أو شدة نوبات الصداع لديها خلال فترة الحمل، في حين تتحسّن وتقل أعراض النوبة لدى حوامل أخريات.[١٠][١١]
  • الصيام أو تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية أو عدم تناولها؛ وفي الحقيقة يجدر ذكر العديد من الأمثلة على الأطعمة التي وُجِد أنها تُحفز نوبات الشقيقة لدى بعض المصابين، مثل: الأطعمة التي تحتوي على الهستامين، والأطعمة التي تحتوي على مادة جلوتومات أُحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate)، والشوكولاتة، ومنتجات الألبان، والمحلِّيات الصناعية مثل الأسبارتام، والكافيين، واللحوم المعالجة، وأي مادة لها رائحة قوية، ومن الجدير بالإشارة أنّه وُجِد أنّ الإفراط في تناول الكافيين يؤدّي إلى تفاقم أعراض الشقيقة لدى العديد من الأفراد، في حين على العكس تمامًا يمكن للكافيين إيقاف أعراض الشقيقة لدى البعض الآخر.[١٢]

تشخيص الإصابة بالشقيقة

في الواقع لا يوجد اختبار محدد يمكن إجراؤه لتشخيص الإصابة بالشقيقة، ومن أجل ذلك يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي للمصاب واستبعاد المُسببات الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث النوبات، وذلك من خلال ما يأتي:[١٣]

  • التاريخ المرضي: إذ يجب تزويد الطبيب بالتاريخ المرضي الدقيق للمصاب وكافة التفاصيل المتعلّقة بالمعاناة من الصداع أو أي أعراض أخرى، ثم تحليل هذه المعلومات التي تتضمن عدد مرات التعرُِض لنوبات الصداع، ومدى شدة الألم الناتج عنها، والأعراض المصاحبة لذلك، إضافة إلى مدى تأثير الصداع في الأنشطة اليومية للمصاب، والتاريخ العائلي للمعاناة من الصداع، وكذلك تفاصيل أي علاج تم استخدامه سابقًا ومدى فعالية هذا العلاج في التخلّص من النوبات.
  • الفحص الشامل: كإجراء تقييم عصبي شامل للمصاب.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (تشخيص مرض الشقيقة).

علاج الشقيقة

يهدف علاج الشقيقة إلى إيقاف أعراض المرض ومنع تكرار حدوث نوباته في المستقبل، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على عدة عوامل تتضمن: شدة الصداع ومدى تكراره، ومصاحبة النوبة للشعور بالغثيان والتقيؤ، ووجود حالات مرضية أخرى لدى المصاب، إضافة إلى مدى تأثير النوبة عليه، ويُقسم علاج الشقيقة إلى شكلين، هما:[١٤]

  • الأدوية المسكّنة للألم: صُمّمت من أجل إيقاف أعراض الشقيقة، ويمكن تناول أدوية تسكين الألم خلال نوبة الصداع.
  • الأدوية الوقائية: تستخدم هذه الأدوية بانتظام بهدف التقليل من عدد النوبات أو شدتها، وغالبًا ما يكون استخدامها بشكل يومي.

الأدوية المسكنة للنوبة

تُستخدم الأدوية المسكنة للنوبة لتخفيف آلام الشقيقة والأعراض المرافقة لها، وإنّ الوقت المناسب لاستخدام هذه الأدوية هو عند بدء أعراض ونوبة الصداع،[١٤] وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٥]

  • مسكّنات الألم: يمكن أن تُساعد مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية كالآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) على تخفيف أعراض الشقيقة؛ وينصح بتناول هذه المسكنات في بداية التعرض للنوبة حيث تكون أكثر فعالية في هذه الفترة؛ إذ تمنح وقتًا كافيًا ليتم امتصاصه في الدورة الدموية ممّا يؤدي إلى تخفيف الأعراض، ومن الجدير بالذكر أن المسكنات التي تتوفر على شكل تحاميل تُعدّ الحل الأمثل في حال عدم قدرة المريض على بلع الأقراص الدوائية؛ كمن يُعاني من الغثيان والتقيؤ.
  • التريبتانات: (بالإنجليزية: Triptans)، في حال كانت مسكنات الألم غير فعّالة في تخفيف أعراض الشقيقة؛ فيمكن أن يوصي الطبيب باستخدام نوع من الأدوية يُسمّى بالتريبتانات كدواء مساند لمسكنات الألم؛ وهي أدوية خاصة تخفف وتُسكِّن ألم الشقيقة، ويُعتقد أن آلية عمل عائلة التريبتانات تتمثّل بعكس التغيرات الحاصلة في الدماغ التي قد تسبّب حدوث نوبة الشقيقة، ويجدر بالذكر أنّ هذه الأدوية قد تتسبّب بحدوث العديد من الآثار الجانبية التي عادةً ما تكون طفيفة وتختفي من تلقاء نفسها، ويُوصى بمراجعة الطبيب بعد إنهاء الفترة الأولى من العلاج بالتريبتانات؛ وذلك لمناقشة مدى فعاليته وتأثيره العلاجي على المصاب وإمكانية استمراره في استخدامه أو الاستعاضة عنه بدواء آخر.
  • مضادات القيء: (بالإنجليزية: Anti-emetics)، يمكن أن يصف الطبيب مضادات القيء إلى جانب مسكنات الألم أو التربيتانات في الحالات التي تكون نوبات الشقيقة مصحوبة بالشعور بالغثيان، وكما في مسكنات الألم فإنّ أفضل وقت يمكن استخدام مضادات التقيؤ فيه هو الوقت الذي تبدأ فيه أعراض الشقيقة بالظهور.
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٤]
    • الأدوية الأفيونية (بالإنجليزية:Opioid medication): عادةً ما يتم وصف الأدوية الأفيونية فقط في حال لم تُجدِ الأدوية الأخرى نفعًا مع المصاب أو في حال عدم استطاعة المصاب تناول الأدوية السابقة لعلاج الشقيقة؛ وذلك لإمكانية تسبّبها بالإدمان لدى المصاب.
    • ثنائي هيدروإرغوتامين ( بالإنجليزية: Dihydroergotamines).
    • لاسميتيدان (بالإنجليزية: Lasmiditan).

الأدوية الوقائية

يمكن الحدّ من تكرار نوبات الشقيقة بمساعدة الأدوية الوقائية على اختلاف أنواعها، حيث يهدف العلاج الوقائي إلى تقليل عدد مرات الإصابة بالشقيقة وكذلك تقليل مدى شدة النوبة ومدة استمرارها، ففي حال كان المريض يُعاني من تكرار نوبات الصداع أو شدتها، أو استمرارها لفترات طويلة؛ فيُمكن للطبيب أن يوصي بتناول الأدوية الوقائية،[١٤] حيث يتم اختيار الدواء المناسب بناءً على مدى تأثيره المحتمل في المشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها المصاب، إضافةً إلى الآثار الجانبية الخاصة بكل دواء، وتُوصف هذه الأدوية بجرعات منخفضة في البداية، ومن ثم يتم تدريجيًّا زيادة هذه الجرعة للوصول إلى ما يناسب وضع المصاب، وتحتاج هذه الأدوية فترة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تبدأ نتائجها بالظهور، وقد تستغرق فترة تتراوح ما بين ثمانية أسابيع إلى اثني عشر أسبوعًا للوصول إلى أقصى تأثيرٍ علاجي لها،[١٦] وفيما يأتي نتطرق لذكر بعض هذه الأدوية الوقائية:[١٤]

  • بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم: وتتضمن حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
  • بعض الأدوية المضادة للاكتئاب: كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتحديداً دواء أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline).
  • بعض الأدوية المضادة للتشنجات: (بالإنجليزية: Anti-seizure drugs)، مثل الفالبروات (بالإنجليزية: Valproate) والتوبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate).
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • حقن البوتوكس: (بالإنجليزية: Botox injections)، يمكن أن تمنع هذه الحقن حدوث الشقيقة لدى بعض البالغين، ويتم استخدامها كل 12 أسبوعًا تقريبًا.
    • الأجسام المضادة أحادية النسيلة الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين: (بالإنجليزية: Calcitonin gene-related peptide monoclonal antibodies)، وتُعد من أحدث الأدوية المُصرَّح باستخدامها مؤخّرًا من قبل منظمة الغذاء والدواء لعلاج الشقيقة، ويتم حقن المريض بها شهريًا.

ولمعرفة المزيد عن علاج الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج الصداع النصفي).

نصائح للمصابين بصداع الشقيقة

تُشكّل الأدوية المستخدمة في علاج ومنع حدوث نوبات الشقيقة والتي تم ذكرها سابقًا إحدى الطرق الممكن استخدامها لتخفيف الشقيقة؛ حيث توجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للمصاب اتباعها من أجل ذلك، بدءًا من اعتناء المصاب بنفسه، وفهم كيفية التعامل مع ألم الصداع في حال التعرض للنوبة، وفي الواقع إنّ الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع الشقيقة تكمن في معرفة كيفية إدارة السلوك ونمط الحياة عند مواجهة النوبة؛ وذلك إلى جانب تناول أدوية الشقيقة، إذ يمكن التقليل من شدة الصداع ومدى تكراره من خلال اتباع نمط حياة يُعزز الحياة الصحيّة الجيدة، وتتعدد النصائح والإرشادات التي يُمكن اتباعها من قِبل المُصابين بالشقيقة، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٧]

نصائح للتعامل مع نوبة الشقيقة عند ظهورها

في حال التعرض لنوبة الشقيقة يُمكن اتّباع الطرق التي سبق أن نجحت في المساعدة على تخطّي النوبة، والتي قد تتضمّن ما يأتي:[٨]

  • تناول أدوية الشقيقة التي وصفها الطبيب فور ظهور الأعراض.
  • شُرب السوائل خلال نوبة الصداع في حال لم يشعر المُصاب بالغثيان.
  • أخذ قسط من الراحة والاستلقاء في غرفة هادئة ومُعتمة.
  • الضغط على مكان الشعور بالألم أو فركه، ويمكن وضع قطعة قماش باردة على الرأس.
  • إجراء بعض تمارين الاسترخاء والتدليك.

يُمكن أن تؤثّر نوبة الشقيقة في قُدرة المصاب على القيادة بأمان سواء كان ذلك بسبب التعرض للنوبة أو بسبب تناول الأدوية، إذ يمكن أن يتعرض بعض المصابين أثناء القيادة لأعراض الشقيقة كحدوث دوخة أو صعوبة في التركيز أو اضطرابات بصرية؛ تجعل المصاب أو الآخرين عُرضة لخطر الحوادث والإصابات، ومن الجدير بالذكر أنه في حال التعرُّض للنوبة أثناء القيادة، يجب على المُصاب إيقاف السيارة على الفور واستخدام الأدوية المناسبة، مع ضرورة التأكيد على عدم القيادة مرة أخرى إلى حين انتهاء النوبة، كما يجب التأكد من أن الأدوية التي تم استخدامها لا تتداخل مع قدرة الشخص على القيادة بأمان.[١٨]

نصائح للحد من ظهور نوبات الشقيقة

للحد من ظهور نوبات الشقيقة، يُنصح باتباع الارشادات الآتية:[١٩]
  • النوم لساعات كافية؛ وذلك لأنّ قلة النوم قد تكون هي السبب الكامن وراء تحفيز ظهور الشقيقة.
  • تجنُّب محفزات الشقيقة؛ فقد يكون سبب التعرض لحدوث نوبة الشقيقة هو تناول بعض الأغذية التي من شأنها أن تُحفز النوبة لدى بعض الأشخاص، كما يمكن أن يكون التحفيز باستنشاق بعض مواد التنظيف أو مواد التجميل أو غير ذلك، فيُنصح بتوخي الحذر وتجنُّب أي من هذه المحفّزات، وفي هذا السياق يُشار إلى أهمية تخصيص مدوّنة لتسجيل العوامل المُحفّزة وعلاقتها بالشقيقة لديه.
  • السيطرة على التوتر وإجراء بعض التمارين التي تساعد على الاسترخاء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام؛ مع الحرص على اتباع نظام غذائي صحي؛ حيث يُمكن أن يُساعد ذلك على فقدان الوزن والمحافظة على صحة الجسم، ولتجنب تحفيز نوبة الشقيقة بسبب الرياضة العنيفة أو المفاجئة؛ يُنصح بالبدء بتمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة، وكذلك الحرص على شرب المياه بكميات كافية، وبشكل عام تُعد السباحة والمشي وركوب الدراجة من التمارين الرياضية الآمنة التي يُمكن ممارستها.[٢٠]

نصائح لتجنب الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية

إنّ الإفراط في تناول جرعات بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الشقيقة؛ مثل: الباراسيتامول، والأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) التي يُعدّ الآيبوبروفين أحدها، والتريبتانات؛ يُمكن أن يؤدي إلى ما يُسمّى بالصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache)، ويُعرف أيضًا بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound headaches)، ولتجنُّب حدوث ذلك؛ ينبغي استخدام الأدوية بحسب إرشادات الطبيب.[٢١]

نصائح خاصة بالنساء

نصائح خاصة بفترة الحمل والرضاعة

تُنصح النساء المرضعات والحوامل واللواتي يُخططن للحمل بمراجعة الطبيب في حال المعاناة من الشقيقة، وذلك لوصف الدواء الآمن والمناسب في كل حالة، إذ يمكن أن تتسبّب بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الشقيقة كالأسبرين والآيبوبروفين بحدوث مشاكل وعيوب خَلقيّة للجنين خلال فترة الحمل، كما يمكن أن تصل بعض الأدوية عبر حليب الأم المرضع إلى الرضيع مؤدية إلى حدوث مشاكل له، وعلى الصعيد الآخر تُنصح الحامل بممارسة تمارين الاسترخاء واستخدام الكمادات الباردة التي قد تساهم في تخفيف ألم الصداع، ومن الجدير بالذكر أن غالبية السيدات الحوامل اللواتي يعانين من الشقيقة تتحسن الأعراض لديهن أو تتوقف بدءًا من الشهر الثالث من الحمل تقريبًا.[٨]

نصائح خاصة باستخدام حبوب منع الحمل

كما ذكرنا يُمكن أن تُعاني بعض النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل من زيادة شدة نوبة الشقيقة لديهن، وفي مثل هذه الحالات تحدث نوبة الصداع لديهن خلال الأسبوع الأخير من الدورة؛ حيث يعود السبب إلى عدم احتواء آخر سبع حبوب من حبوب منع الحمل على الهرمونات في العادة؛ لذلك ينخفض مستوى هرمون الإستروجين في جسم المرأة بشكل حاد ليحفز بعدها ظهور نوبة الصداع، وفي مثل هذه الحالات تُنصح السيدات بمراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى أنّ تغيير نمط الحياة كتناول غذاء صحي والحصول على ساعات كافية من النوم يمكن أن يُحسن من الشقيقة، وعلى العكس تمامًا يمكن أن تشعر بعض السيدات بانخفاض عدد وشدة النوبات، في حين قد لا يتأثر الصداع لدى البعض الآخر بهذه الحبوب على الإطلاق، ولا يوجد سبب واضح لتفسير تلك الردود المختلفة.[٨]

فيديو الشقيقة وعلاجها

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن الشقيقة وعلاجها:

المراجع

  1. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  2. “Migraine”, www.brainandspine.org.uk, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  3. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  4. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 27-12-2019. Edited.
  5. “Migraine”, medlineplus.gov, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  6. “Migraines”, familydoctor.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  7. “What Type of Headache Do You Have?”, americanmigrainefoundation.org,9-5-2017، Retrieved 22-12-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Migraine”, www.womenshealth.gov, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  9. Am Fam Physician (1-11-2005), “Migraine Headaches: How to Deal with the Pain”، www.aafp.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب “Headache Hygiene – What is It?”, americanmigrainefoundation.org,12-4-2016، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  11. “Migraine And Pregnancy: What Moms-to-Be Need To Know”, americanmigrainefoundation.org,11-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  12. “Top 10 Migraine Triggers and How to Deal with Them”, americanmigrainefoundation.org,27-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  13. “Diagnosis”, www.migrainetrust.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  15. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  16. “Treatment of Migraine Headaches”, www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  17. “Migraines: Simple steps to head off the pain”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  18. “Can I drive with migraine?”, www.migrainetrust.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  19. Heidi Moawad, MD , “How to Prevent Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  20. Tolu Ajiboye, “How to Cope With Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  21. R Joshua Wootton, MDiv, PhDNarayan R Kissoon, MD, “Patient education: Migraines in adults (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

نظرة حول الشقيقة

يعدّ الصداع النصفي أو الشقيقة أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) اضطرابًا معقّدًا يتميز بمعاناة المصاب من نوبات متكررة من الصداع والتي غالبًا ما تحدث في أحد جانبي الرأس فقط، وقد يُصاحب هذا الصداع ظهور العديد من الأعراض؛ فيمكن أن يُعاني المُصاب من التقيؤ والشعور بالغثيان، واضطرابات في الرؤية، إضافة إلى زيادة الحساسية تجاه سماع الأصوات أو التعرض إلى الضوء، وغالبًا ما تستمر هذه النوبات ما بين 4 ساعات إلى 3 أيام، ويُمكن أن تتكرر عدّة مرّات خلال الأسبوع لدى بعض الأفراد، في حين تحصل هذه النوبات لدى البعض الآخر مرة كل بضع سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشقيقة أكثر شيوعًا لدى النساء، ولكنها بشكل عام تُصنف من المشاكل الصحية التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب.[١][٢]

في الحقيقة يعاني بعض المصابين بالشقيقة من ظهور بعض العلامات قبل حدوث نوبة الشقيقة أو بالتزامن مع حدوثها، حيث تعرف هذه العلامات بالهالة (بالإنجليزية: Aura)، وهي علامات تحذيرية تنبّىء المُصاب باقتراب حدوث نوبة الشقيقة، وقد تتمثل الهالة بالمعاناة من اضطرابات بصرية؛ مثل: رؤية بقع مُعتمة أو ومضات ضوئية، أو قد تتمثل بحدوث اضطرابات أخرى كصعوبة التحدّث أو المعاناة من وخز أو تنميل في جهة واحدة من الوجه أو اليد أو الساق،[٣] وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ نسبة الانتشار الحالي لاضطراب الشقيقة تبلغ 10% حول العالم.[٤]

أعراض الشقيقة

تحدث الشقيقة في الصباح بشكل شائع؛ وعادةً ما يُعاني الفرد منها عند استيقاظه، ويمكن التنبؤ بالأوقات التي قد تحدث فيها أعراض الشقيقة عند بعض الناس؛ فمثلاً في الوقت الذي يسبق حدوث الدورة الشهرية، أو بعد القيام بعمل شاق، وتمر الشقيقة بأربع مراحل مختلفة، وفي الواقع قد لا يمرّ المصاب بكل هذه المراحل عند التعرّض لكلّ نوبة صُداع، ويمكن بيان مراحل نوبة الشقيقة بشيء من التفصيل كما يأتي:[٥]

  • البادرة: تبدأ المرحلة الأولى التي تعرف بالبادرة (بالإنجليزية: Prodrome) قبل فترة زمنية تصل إلى 24 ساعة من وقت حدوث نوبة الشقيقة، ويمكن أن تظهر بعض العلامات والأعراض المبكّرة في هذه المرحلة؛ كالتقلب غير المُبرر في المزاج، واحتباس السوائل في الجسم، وزيادة التبوّل، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتثاؤب غير المسيطر عليه.
  • الهالة: وهي المرحلة الثانية من مراحل الشقيقة، ويمكن أن تحدث قبل نوبة الصداع بقليل أو أثناء حدوثها، وتتمثّل الهالة برؤية وميض أو ضوء ساطع، أو خطوط متعرجة من الضوء، أو قد تتمثل الهالة بضعف بالعضلات، أو شعور المصاب كأنّ أحدًا قد لمسه أو أمسكه.
  • الصداع: تعدّ المرحلة الثالثة مرحلة حدوث نوبة الصداع، والتي عادةً ما تبدأ بالتدريج إلى أن تصل لتكون أكثر شدة، وكما ذكرنا سابقًًا في الغالب تكون نوبة الشقيقة على شكل ألم نابض في جهة واحدة من الرأس، وأحياناً قد تحدث النوبة دون المعاناة من ألم أو صُداع في الرأس، ومن الأعراض الأخرى التي قد تُصاحب الشقيقة ما يأتي:
    • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
    • زيادة التحسس من الروائح، والإزعاج، والإضاءة.
    • تفاقم الألم عند السعال، أو العطاس، أو الحركة.
  • مرحلة ما بعد النوبة: وهي المرحلة الأخيرة، ويشعر بها المُصاب بالإرهاق والتعب والتشويش، ويمكن لمرحلة ما بعد النوبة أن تستمر لمدة يوم كامل.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض مرض الشقيقة).

أنواع صداع الشقيقة

تتعدّد أنواع الشقيقة، ويمكن بيانها بشيء من التفصيل كما يأتي:[٦]

  • الشقيقة الكلاسيكية: (بالإنجليزية: Classic migraines) أو الشقيقة المعقّدة (بالإنجليزية: Complicated migraines) أو الشقيقة مع هالة، والتي تبدأ بحدوث الهالة التي تُنذر بالنوبة؛ والتي تستمر فترة زمنية تتراوح بين 15-30 دقيقة، وغالبًا ما تتضمّن حدوث اضطرابات وتغيرات في الرؤية تم التطرق إليها سابقًا، إضافة إلى إمكانية الفقدان المؤقت لجزء من الرؤية، وقد يرافق ذلك الشعور بضعف في جهة واحدة من الجسم، أو حدوث اضطراب في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يعاني المصاب من آلام الرأس التي تتركز في جهة واحدة أو في كلتا الجهتين، وأحياناً قد يتزامن حدوث هذه الآلام مع الهالة أو قد لا تحدث أصلاً.
  • الشقيقة الشائعة: (بالإنجليزية: Common migraines)، وتُسمى بالشقيقة دون هالة؛ وذلك بسبب حدوث نوبة الشقيقة دون المرور بمرحلة الهالة، ويحدث هذا النوع من الشقيقة لدى معظم المصابين، وقد يحدث هذا النوع ببطء مقارنة بالشقيقة الكلاسيكية، ويستمر لفترة أطول، إضافةً إلى أنه يؤثر بشكل أكبر في قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة اليومية، وقد يحدث الأم في جهة واحدة فقط من الرأس.
  • الشقيقة الصامتة: (بالإنجليزية: Silent migraines)، أو الشقيقة دون ألم الرأس، والتي تحدث دون أن يرافقها شعور بألم في الرأس؛ أو على الأقل لا يشعر بآلام الشقيقة المعتادة حول العينين، في حين يشعر المُصاب بأعراض الشقيقة الأخرى، وقد تتضمن وجود مرحلة الهالة، وكذلك يمكن أن يشعر المُصاب بالشقيقة الصامتة بحساسية تجاه الإضاءة والصوت كما في غيرها من الأنواع.
  • الشقيقة الفالجية: (بالإنجليزية: Hemiplegic Migraine)، يعد هذا النوع نادر الحدوث، وحقيقة تُشبه الشقيقة الفالجية السكتة الدماغية؛ حيث يعاني المصاب من ضعف مؤقت في جهة واحدة من الجسم؛ ويمكن أن يؤثر هذا الضعف في الوجه والذراع أو الساق، وقد يستمر ذلك لفترة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى أيام، وغالباً ما يتلاشى خلال 24 ساعة، وقد يحدث ألم الرأس قبل أو بعد ذلك.
  • الشقيقة الشبكية: (بالإنجليزية: Retinal migraines) أو الشقيقة العينية (بالإنجليزية: Ocular migraines)، تتسبب هذه الشقيقة بفقدان مؤقت للبصر في عين واحدة، والذي يعدّ شكلًا خاصًّا من أشكال الهالة، ويمكن أن يستمر ذلك من دقيقة واحدة إلى عدّة أشهر، وعادةً ما يستعيد المُصاب نظره الطبيعي بشكل كامل، وفي الحقيقة قد يكون هذا النوع من الشقيقة عَرَضًا لحالة أكثر خطورة من ذلك، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الإصابة بهذا النوع من الشقيقة.[٧]

أسباب الشقيقة

إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الشقيقة غير معروف، ويعتقد أغلب الباحثين أنّ حدوث تغيرات غير طبيعية في مستويات مواد معينة يتم إنتاجها في الدماغ بشكل طبيعي هو ما يُسبب المعاناة من نوبة الشقيقة، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع نسب هذه المواد إلى حدوث التهاب ينتُج عنه تورّم الأوعية الدموية في الدماغ؛ ممّا يؤدّي إلى إحداث ضغط على الأعصاب القريبة من هذه الأوعية والتسبب بالشعور بالألم، ومن ناحية أخرى توجد علاقة تربط بين الجينات وحدوث الشقيقة؛ فقد يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة جينات غير طبيعية مسؤولة عن التحكم بوظائف خلايا دماغية معينة.[٨]

ولمعرفة المزيد عن أسباب الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب الشقيقة).

العوامل المحفّزة لنوبات الشقيقة

توجد العديد من العوامل التي قد تحفِّز حدوث النوبات لدى المصابين بالشقيقة، وينبغي التأكيد على أن تأثير هذه العوامل في تحفيز نوبات الصداع يتفاوت من شخص إلى آخر، ولا يُشترط أن تُحفِز العوامل حدوث النوبات لجميع المصابين؛ إذ يُمكن أن يتعرض المصابون بالشقيقة لهذه العوامل المحفِزة ولا يشعرون بزيادة ظهور النوبات لديهم، ولذلك من المهم مراقبة تأثير العوامل المُحَفِّزة في ظهور نوبات الصداع وتسجيل العوامل التي يُلاحظ الفرد أنها تُحفِّز نوبات الشقيقة لديه والحرص على تجنبها،[٩] وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٠]

  • بعض العوامل البيئية: مثل: تغيُّرات الطقس، والتعرُّض لأشعة الشمس الساطعة، واستنشاق بعض الروائح وعوامل التلوث؛ كالأبخرة والمواد الكيميائية.
  • حدوث تغييرات في نمط وعدد ساعات النوم؛ كقلة النوم أو النوم الزائد.
  • التعرض لبعض الظروف التي قد تُسبب التوتر والضغط النفسي؛ سواء في العمل أو المنزل؛ كالزواج، أو الوفاة، أو الطلاق، أو ضغوطات العمل غير المتوقعة، أو ترك العمل.
  • التعرّض لإصابات جسدية؛ كإصابة الرأس.
  • الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
  • حدوث تغيُّرات هرمونية، ويجدر التنويه إلى تفاوت تأثير هرمون الإستروجين في تكرار وشدة نوبات الشقيقة لدى النساء؛ فقد يزداد الصداع سُوءاً لدى بعض النساء اللاتي يتناولن حبوب تنظيم الحمل المحتوية على هرمون الإستروجين أو اللاتي يلجأن للعلاج بالهرمونات البديلة، بينما يشعر البعض الآخر منهن بالتحسّن عند استخدام ما سبق، وعلى وجه مماثل تعاني بعض السيدات الحوامل من زيادة عدد أو شدة نوبات الصداع لديها خلال فترة الحمل، في حين تتحسّن وتقل أعراض النوبة لدى حوامل أخريات.[١٠][١١]
  • الصيام أو تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية أو عدم تناولها؛ وفي الحقيقة يجدر ذكر العديد من الأمثلة على الأطعمة التي وُجِد أنها تُحفز نوبات الشقيقة لدى بعض المصابين، مثل: الأطعمة التي تحتوي على الهستامين، والأطعمة التي تحتوي على مادة جلوتومات أُحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate)، والشوكولاتة، ومنتجات الألبان، والمحلِّيات الصناعية مثل الأسبارتام، والكافيين، واللحوم المعالجة، وأي مادة لها رائحة قوية، ومن الجدير بالإشارة أنّه وُجِد أنّ الإفراط في تناول الكافيين يؤدّي إلى تفاقم أعراض الشقيقة لدى العديد من الأفراد، في حين على العكس تمامًا يمكن للكافيين إيقاف أعراض الشقيقة لدى البعض الآخر.[١٢]

تشخيص الإصابة بالشقيقة

في الواقع لا يوجد اختبار محدد يمكن إجراؤه لتشخيص الإصابة بالشقيقة، ومن أجل ذلك يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي للمصاب واستبعاد المُسببات الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث النوبات، وذلك من خلال ما يأتي:[١٣]

  • التاريخ المرضي: إذ يجب تزويد الطبيب بالتاريخ المرضي الدقيق للمصاب وكافة التفاصيل المتعلّقة بالمعاناة من الصداع أو أي أعراض أخرى، ثم تحليل هذه المعلومات التي تتضمن عدد مرات التعرُِض لنوبات الصداع، ومدى شدة الألم الناتج عنها، والأعراض المصاحبة لذلك، إضافة إلى مدى تأثير الصداع في الأنشطة اليومية للمصاب، والتاريخ العائلي للمعاناة من الصداع، وكذلك تفاصيل أي علاج تم استخدامه سابقًا ومدى فعالية هذا العلاج في التخلّص من النوبات.
  • الفحص الشامل: كإجراء تقييم عصبي شامل للمصاب.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (تشخيص مرض الشقيقة).

علاج الشقيقة

يهدف علاج الشقيقة إلى إيقاف أعراض المرض ومنع تكرار حدوث نوباته في المستقبل، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على عدة عوامل تتضمن: شدة الصداع ومدى تكراره، ومصاحبة النوبة للشعور بالغثيان والتقيؤ، ووجود حالات مرضية أخرى لدى المصاب، إضافة إلى مدى تأثير النوبة عليه، ويُقسم علاج الشقيقة إلى شكلين، هما:[١٤]

  • الأدوية المسكّنة للألم: صُمّمت من أجل إيقاف أعراض الشقيقة، ويمكن تناول أدوية تسكين الألم خلال نوبة الصداع.
  • الأدوية الوقائية: تستخدم هذه الأدوية بانتظام بهدف التقليل من عدد النوبات أو شدتها، وغالبًا ما يكون استخدامها بشكل يومي.

الأدوية المسكنة للنوبة

تُستخدم الأدوية المسكنة للنوبة لتخفيف آلام الشقيقة والأعراض المرافقة لها، وإنّ الوقت المناسب لاستخدام هذه الأدوية هو عند بدء أعراض ونوبة الصداع،[١٤] وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٥]

  • مسكّنات الألم: يمكن أن تُساعد مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية كالآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) على تخفيف أعراض الشقيقة؛ وينصح بتناول هذه المسكنات في بداية التعرض للنوبة حيث تكون أكثر فعالية في هذه الفترة؛ إذ تمنح وقتًا كافيًا ليتم امتصاصه في الدورة الدموية ممّا يؤدي إلى تخفيف الأعراض، ومن الجدير بالذكر أن المسكنات التي تتوفر على شكل تحاميل تُعدّ الحل الأمثل في حال عدم قدرة المريض على بلع الأقراص الدوائية؛ كمن يُعاني من الغثيان والتقيؤ.
  • التريبتانات: (بالإنجليزية: Triptans)، في حال كانت مسكنات الألم غير فعّالة في تخفيف أعراض الشقيقة؛ فيمكن أن يوصي الطبيب باستخدام نوع من الأدوية يُسمّى بالتريبتانات كدواء مساند لمسكنات الألم؛ وهي أدوية خاصة تخفف وتُسكِّن ألم الشقيقة، ويُعتقد أن آلية عمل عائلة التريبتانات تتمثّل بعكس التغيرات الحاصلة في الدماغ التي قد تسبّب حدوث نوبة الشقيقة، ويجدر بالذكر أنّ هذه الأدوية قد تتسبّب بحدوث العديد من الآثار الجانبية التي عادةً ما تكون طفيفة وتختفي من تلقاء نفسها، ويُوصى بمراجعة الطبيب بعد إنهاء الفترة الأولى من العلاج بالتريبتانات؛ وذلك لمناقشة مدى فعاليته وتأثيره العلاجي على المصاب وإمكانية استمراره في استخدامه أو الاستعاضة عنه بدواء آخر.
  • مضادات القيء: (بالإنجليزية: Anti-emetics)، يمكن أن يصف الطبيب مضادات القيء إلى جانب مسكنات الألم أو التربيتانات في الحالات التي تكون نوبات الشقيقة مصحوبة بالشعور بالغثيان، وكما في مسكنات الألم فإنّ أفضل وقت يمكن استخدام مضادات التقيؤ فيه هو الوقت الذي تبدأ فيه أعراض الشقيقة بالظهور.
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٤]
    • الأدوية الأفيونية (بالإنجليزية:Opioid medication): عادةً ما يتم وصف الأدوية الأفيونية فقط في حال لم تُجدِ الأدوية الأخرى نفعًا مع المصاب أو في حال عدم استطاعة المصاب تناول الأدوية السابقة لعلاج الشقيقة؛ وذلك لإمكانية تسبّبها بالإدمان لدى المصاب.
    • ثنائي هيدروإرغوتامين ( بالإنجليزية: Dihydroergotamines).
    • لاسميتيدان (بالإنجليزية: Lasmiditan).

الأدوية الوقائية

يمكن الحدّ من تكرار نوبات الشقيقة بمساعدة الأدوية الوقائية على اختلاف أنواعها، حيث يهدف العلاج الوقائي إلى تقليل عدد مرات الإصابة بالشقيقة وكذلك تقليل مدى شدة النوبة ومدة استمرارها، ففي حال كان المريض يُعاني من تكرار نوبات الصداع أو شدتها، أو استمرارها لفترات طويلة؛ فيُمكن للطبيب أن يوصي بتناول الأدوية الوقائية،[١٤] حيث يتم اختيار الدواء المناسب بناءً على مدى تأثيره المحتمل في المشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها المصاب، إضافةً إلى الآثار الجانبية الخاصة بكل دواء، وتُوصف هذه الأدوية بجرعات منخفضة في البداية، ومن ثم يتم تدريجيًّا زيادة هذه الجرعة للوصول إلى ما يناسب وضع المصاب، وتحتاج هذه الأدوية فترة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تبدأ نتائجها بالظهور، وقد تستغرق فترة تتراوح ما بين ثمانية أسابيع إلى اثني عشر أسبوعًا للوصول إلى أقصى تأثيرٍ علاجي لها،[١٦] وفيما يأتي نتطرق لذكر بعض هذه الأدوية الوقائية:[١٤]

  • بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم: وتتضمن حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
  • بعض الأدوية المضادة للاكتئاب: كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتحديداً دواء أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline).
  • بعض الأدوية المضادة للتشنجات: (بالإنجليزية: Anti-seizure drugs)، مثل الفالبروات (بالإنجليزية: Valproate) والتوبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate).
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • حقن البوتوكس: (بالإنجليزية: Botox injections)، يمكن أن تمنع هذه الحقن حدوث الشقيقة لدى بعض البالغين، ويتم استخدامها كل 12 أسبوعًا تقريبًا.
    • الأجسام المضادة أحادية النسيلة الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين: (بالإنجليزية: Calcitonin gene-related peptide monoclonal antibodies)، وتُعد من أحدث الأدوية المُصرَّح باستخدامها مؤخّرًا من قبل منظمة الغذاء والدواء لعلاج الشقيقة، ويتم حقن المريض بها شهريًا.

ولمعرفة المزيد عن علاج الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج الصداع النصفي).

نصائح للمصابين بصداع الشقيقة

تُشكّل الأدوية المستخدمة في علاج ومنع حدوث نوبات الشقيقة والتي تم ذكرها سابقًا إحدى الطرق الممكن استخدامها لتخفيف الشقيقة؛ حيث توجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للمصاب اتباعها من أجل ذلك، بدءًا من اعتناء المصاب بنفسه، وفهم كيفية التعامل مع ألم الصداع في حال التعرض للنوبة، وفي الواقع إنّ الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع الشقيقة تكمن في معرفة كيفية إدارة السلوك ونمط الحياة عند مواجهة النوبة؛ وذلك إلى جانب تناول أدوية الشقيقة، إذ يمكن التقليل من شدة الصداع ومدى تكراره من خلال اتباع نمط حياة يُعزز الحياة الصحيّة الجيدة، وتتعدد النصائح والإرشادات التي يُمكن اتباعها من قِبل المُصابين بالشقيقة، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٧]

نصائح للتعامل مع نوبة الشقيقة عند ظهورها

في حال التعرض لنوبة الشقيقة يُمكن اتّباع الطرق التي سبق أن نجحت في المساعدة على تخطّي النوبة، والتي قد تتضمّن ما يأتي:[٨]

  • تناول أدوية الشقيقة التي وصفها الطبيب فور ظهور الأعراض.
  • شُرب السوائل خلال نوبة الصداع في حال لم يشعر المُصاب بالغثيان.
  • أخذ قسط من الراحة والاستلقاء في غرفة هادئة ومُعتمة.
  • الضغط على مكان الشعور بالألم أو فركه، ويمكن وضع قطعة قماش باردة على الرأس.
  • إجراء بعض تمارين الاسترخاء والتدليك.

يُمكن أن تؤثّر نوبة الشقيقة في قُدرة المصاب على القيادة بأمان سواء كان ذلك بسبب التعرض للنوبة أو بسبب تناول الأدوية، إذ يمكن أن يتعرض بعض المصابين أثناء القيادة لأعراض الشقيقة كحدوث دوخة أو صعوبة في التركيز أو اضطرابات بصرية؛ تجعل المصاب أو الآخرين عُرضة لخطر الحوادث والإصابات، ومن الجدير بالذكر أنه في حال التعرُّض للنوبة أثناء القيادة، يجب على المُصاب إيقاف السيارة على الفور واستخدام الأدوية المناسبة، مع ضرورة التأكيد على عدم القيادة مرة أخرى إلى حين انتهاء النوبة، كما يجب التأكد من أن الأدوية التي تم استخدامها لا تتداخل مع قدرة الشخص على القيادة بأمان.[١٨]

نصائح للحد من ظهور نوبات الشقيقة

للحد من ظهور نوبات الشقيقة، يُنصح باتباع الارشادات الآتية:[١٩]
  • النوم لساعات كافية؛ وذلك لأنّ قلة النوم قد تكون هي السبب الكامن وراء تحفيز ظهور الشقيقة.
  • تجنُّب محفزات الشقيقة؛ فقد يكون سبب التعرض لحدوث نوبة الشقيقة هو تناول بعض الأغذية التي من شأنها أن تُحفز النوبة لدى بعض الأشخاص، كما يمكن أن يكون التحفيز باستنشاق بعض مواد التنظيف أو مواد التجميل أو غير ذلك، فيُنصح بتوخي الحذر وتجنُّب أي من هذه المحفّزات، وفي هذا السياق يُشار إلى أهمية تخصيص مدوّنة لتسجيل العوامل المُحفّزة وعلاقتها بالشقيقة لديه.
  • السيطرة على التوتر وإجراء بعض التمارين التي تساعد على الاسترخاء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام؛ مع الحرص على اتباع نظام غذائي صحي؛ حيث يُمكن أن يُساعد ذلك على فقدان الوزن والمحافظة على صحة الجسم، ولتجنب تحفيز نوبة الشقيقة بسبب الرياضة العنيفة أو المفاجئة؛ يُنصح بالبدء بتمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة، وكذلك الحرص على شرب المياه بكميات كافية، وبشكل عام تُعد السباحة والمشي وركوب الدراجة من التمارين الرياضية الآمنة التي يُمكن ممارستها.[٢٠]

نصائح لتجنب الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية

إنّ الإفراط في تناول جرعات بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الشقيقة؛ مثل: الباراسيتامول، والأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) التي يُعدّ الآيبوبروفين أحدها، والتريبتانات؛ يُمكن أن يؤدي إلى ما يُسمّى بالصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache)، ويُعرف أيضًا بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound headaches)، ولتجنُّب حدوث ذلك؛ ينبغي استخدام الأدوية بحسب إرشادات الطبيب.[٢١]

نصائح خاصة بالنساء

نصائح خاصة بفترة الحمل والرضاعة

تُنصح النساء المرضعات والحوامل واللواتي يُخططن للحمل بمراجعة الطبيب في حال المعاناة من الشقيقة، وذلك لوصف الدواء الآمن والمناسب في كل حالة، إذ يمكن أن تتسبّب بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الشقيقة كالأسبرين والآيبوبروفين بحدوث مشاكل وعيوب خَلقيّة للجنين خلال فترة الحمل، كما يمكن أن تصل بعض الأدوية عبر حليب الأم المرضع إلى الرضيع مؤدية إلى حدوث مشاكل له، وعلى الصعيد الآخر تُنصح الحامل بممارسة تمارين الاسترخاء واستخدام الكمادات الباردة التي قد تساهم في تخفيف ألم الصداع، ومن الجدير بالذكر أن غالبية السيدات الحوامل اللواتي يعانين من الشقيقة تتحسن الأعراض لديهن أو تتوقف بدءًا من الشهر الثالث من الحمل تقريبًا.[٨]

نصائح خاصة باستخدام حبوب منع الحمل

كما ذكرنا يُمكن أن تُعاني بعض النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل من زيادة شدة نوبة الشقيقة لديهن، وفي مثل هذه الحالات تحدث نوبة الصداع لديهن خلال الأسبوع الأخير من الدورة؛ حيث يعود السبب إلى عدم احتواء آخر سبع حبوب من حبوب منع الحمل على الهرمونات في العادة؛ لذلك ينخفض مستوى هرمون الإستروجين في جسم المرأة بشكل حاد ليحفز بعدها ظهور نوبة الصداع، وفي مثل هذه الحالات تُنصح السيدات بمراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى أنّ تغيير نمط الحياة كتناول غذاء صحي والحصول على ساعات كافية من النوم يمكن أن يُحسن من الشقيقة، وعلى العكس تمامًا يمكن أن تشعر بعض السيدات بانخفاض عدد وشدة النوبات، في حين قد لا يتأثر الصداع لدى البعض الآخر بهذه الحبوب على الإطلاق، ولا يوجد سبب واضح لتفسير تلك الردود المختلفة.[٨]

فيديو الشقيقة وعلاجها

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن الشقيقة وعلاجها:

المراجع

  1. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  2. “Migraine”, www.brainandspine.org.uk, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  3. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  4. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 27-12-2019. Edited.
  5. “Migraine”, medlineplus.gov, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  6. “Migraines”, familydoctor.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  7. “What Type of Headache Do You Have?”, americanmigrainefoundation.org,9-5-2017، Retrieved 22-12-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Migraine”, www.womenshealth.gov, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  9. Am Fam Physician (1-11-2005), “Migraine Headaches: How to Deal with the Pain”، www.aafp.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب “Headache Hygiene – What is It?”, americanmigrainefoundation.org,12-4-2016، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  11. “Migraine And Pregnancy: What Moms-to-Be Need To Know”, americanmigrainefoundation.org,11-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  12. “Top 10 Migraine Triggers and How to Deal with Them”, americanmigrainefoundation.org,27-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  13. “Diagnosis”, www.migrainetrust.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  15. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  16. “Treatment of Migraine Headaches”, www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  17. “Migraines: Simple steps to head off the pain”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  18. “Can I drive with migraine?”, www.migrainetrust.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  19. Heidi Moawad, MD , “How to Prevent Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  20. Tolu Ajiboye, “How to Cope With Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  21. R Joshua Wootton, MDiv, PhDNarayan R Kissoon, MD, “Patient education: Migraines in adults (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

نظرة حول الشقيقة

يعدّ الصداع النصفي أو الشقيقة أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) اضطرابًا معقّدًا يتميز بمعاناة المصاب من نوبات متكررة من الصداع والتي غالبًا ما تحدث في أحد جانبي الرأس فقط، وقد يُصاحب هذا الصداع ظهور العديد من الأعراض؛ فيمكن أن يُعاني المُصاب من التقيؤ والشعور بالغثيان، واضطرابات في الرؤية، إضافة إلى زيادة الحساسية تجاه سماع الأصوات أو التعرض إلى الضوء، وغالبًا ما تستمر هذه النوبات ما بين 4 ساعات إلى 3 أيام، ويُمكن أن تتكرر عدّة مرّات خلال الأسبوع لدى بعض الأفراد، في حين تحصل هذه النوبات لدى البعض الآخر مرة كل بضع سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشقيقة أكثر شيوعًا لدى النساء، ولكنها بشكل عام تُصنف من المشاكل الصحية التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب.[١][٢]

في الحقيقة يعاني بعض المصابين بالشقيقة من ظهور بعض العلامات قبل حدوث نوبة الشقيقة أو بالتزامن مع حدوثها، حيث تعرف هذه العلامات بالهالة (بالإنجليزية: Aura)، وهي علامات تحذيرية تنبّىء المُصاب باقتراب حدوث نوبة الشقيقة، وقد تتمثل الهالة بالمعاناة من اضطرابات بصرية؛ مثل: رؤية بقع مُعتمة أو ومضات ضوئية، أو قد تتمثل بحدوث اضطرابات أخرى كصعوبة التحدّث أو المعاناة من وخز أو تنميل في جهة واحدة من الوجه أو اليد أو الساق،[٣] وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ نسبة الانتشار الحالي لاضطراب الشقيقة تبلغ 10% حول العالم.[٤]

أعراض الشقيقة

تحدث الشقيقة في الصباح بشكل شائع؛ وعادةً ما يُعاني الفرد منها عند استيقاظه، ويمكن التنبؤ بالأوقات التي قد تحدث فيها أعراض الشقيقة عند بعض الناس؛ فمثلاً في الوقت الذي يسبق حدوث الدورة الشهرية، أو بعد القيام بعمل شاق، وتمر الشقيقة بأربع مراحل مختلفة، وفي الواقع قد لا يمرّ المصاب بكل هذه المراحل عند التعرّض لكلّ نوبة صُداع، ويمكن بيان مراحل نوبة الشقيقة بشيء من التفصيل كما يأتي:[٥]

  • البادرة: تبدأ المرحلة الأولى التي تعرف بالبادرة (بالإنجليزية: Prodrome) قبل فترة زمنية تصل إلى 24 ساعة من وقت حدوث نوبة الشقيقة، ويمكن أن تظهر بعض العلامات والأعراض المبكّرة في هذه المرحلة؛ كالتقلب غير المُبرر في المزاج، واحتباس السوائل في الجسم، وزيادة التبوّل، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتثاؤب غير المسيطر عليه.
  • الهالة: وهي المرحلة الثانية من مراحل الشقيقة، ويمكن أن تحدث قبل نوبة الصداع بقليل أو أثناء حدوثها، وتتمثّل الهالة برؤية وميض أو ضوء ساطع، أو خطوط متعرجة من الضوء، أو قد تتمثل الهالة بضعف بالعضلات، أو شعور المصاب كأنّ أحدًا قد لمسه أو أمسكه.
  • الصداع: تعدّ المرحلة الثالثة مرحلة حدوث نوبة الصداع، والتي عادةً ما تبدأ بالتدريج إلى أن تصل لتكون أكثر شدة، وكما ذكرنا سابقًًا في الغالب تكون نوبة الشقيقة على شكل ألم نابض في جهة واحدة من الرأس، وأحياناً قد تحدث النوبة دون المعاناة من ألم أو صُداع في الرأس، ومن الأعراض الأخرى التي قد تُصاحب الشقيقة ما يأتي:
    • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
    • زيادة التحسس من الروائح، والإزعاج، والإضاءة.
    • تفاقم الألم عند السعال، أو العطاس، أو الحركة.
  • مرحلة ما بعد النوبة: وهي المرحلة الأخيرة، ويشعر بها المُصاب بالإرهاق والتعب والتشويش، ويمكن لمرحلة ما بعد النوبة أن تستمر لمدة يوم كامل.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض مرض الشقيقة).

أنواع صداع الشقيقة

تتعدّد أنواع الشقيقة، ويمكن بيانها بشيء من التفصيل كما يأتي:[٦]

  • الشقيقة الكلاسيكية: (بالإنجليزية: Classic migraines) أو الشقيقة المعقّدة (بالإنجليزية: Complicated migraines) أو الشقيقة مع هالة، والتي تبدأ بحدوث الهالة التي تُنذر بالنوبة؛ والتي تستمر فترة زمنية تتراوح بين 15-30 دقيقة، وغالبًا ما تتضمّن حدوث اضطرابات وتغيرات في الرؤية تم التطرق إليها سابقًا، إضافة إلى إمكانية الفقدان المؤقت لجزء من الرؤية، وقد يرافق ذلك الشعور بضعف في جهة واحدة من الجسم، أو حدوث اضطراب في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يعاني المصاب من آلام الرأس التي تتركز في جهة واحدة أو في كلتا الجهتين، وأحياناً قد يتزامن حدوث هذه الآلام مع الهالة أو قد لا تحدث أصلاً.
  • الشقيقة الشائعة: (بالإنجليزية: Common migraines)، وتُسمى بالشقيقة دون هالة؛ وذلك بسبب حدوث نوبة الشقيقة دون المرور بمرحلة الهالة، ويحدث هذا النوع من الشقيقة لدى معظم المصابين، وقد يحدث هذا النوع ببطء مقارنة بالشقيقة الكلاسيكية، ويستمر لفترة أطول، إضافةً إلى أنه يؤثر بشكل أكبر في قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة اليومية، وقد يحدث الأم في جهة واحدة فقط من الرأس.
  • الشقيقة الصامتة: (بالإنجليزية: Silent migraines)، أو الشقيقة دون ألم الرأس، والتي تحدث دون أن يرافقها شعور بألم في الرأس؛ أو على الأقل لا يشعر بآلام الشقيقة المعتادة حول العينين، في حين يشعر المُصاب بأعراض الشقيقة الأخرى، وقد تتضمن وجود مرحلة الهالة، وكذلك يمكن أن يشعر المُصاب بالشقيقة الصامتة بحساسية تجاه الإضاءة والصوت كما في غيرها من الأنواع.
  • الشقيقة الفالجية: (بالإنجليزية: Hemiplegic Migraine)، يعد هذا النوع نادر الحدوث، وحقيقة تُشبه الشقيقة الفالجية السكتة الدماغية؛ حيث يعاني المصاب من ضعف مؤقت في جهة واحدة من الجسم؛ ويمكن أن يؤثر هذا الضعف في الوجه والذراع أو الساق، وقد يستمر ذلك لفترة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى أيام، وغالباً ما يتلاشى خلال 24 ساعة، وقد يحدث ألم الرأس قبل أو بعد ذلك.
  • الشقيقة الشبكية: (بالإنجليزية: Retinal migraines) أو الشقيقة العينية (بالإنجليزية: Ocular migraines)، تتسبب هذه الشقيقة بفقدان مؤقت للبصر في عين واحدة، والذي يعدّ شكلًا خاصًّا من أشكال الهالة، ويمكن أن يستمر ذلك من دقيقة واحدة إلى عدّة أشهر، وعادةً ما يستعيد المُصاب نظره الطبيعي بشكل كامل، وفي الحقيقة قد يكون هذا النوع من الشقيقة عَرَضًا لحالة أكثر خطورة من ذلك، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الإصابة بهذا النوع من الشقيقة.[٧]

أسباب الشقيقة

إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الشقيقة غير معروف، ويعتقد أغلب الباحثين أنّ حدوث تغيرات غير طبيعية في مستويات مواد معينة يتم إنتاجها في الدماغ بشكل طبيعي هو ما يُسبب المعاناة من نوبة الشقيقة، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع نسب هذه المواد إلى حدوث التهاب ينتُج عنه تورّم الأوعية الدموية في الدماغ؛ ممّا يؤدّي إلى إحداث ضغط على الأعصاب القريبة من هذه الأوعية والتسبب بالشعور بالألم، ومن ناحية أخرى توجد علاقة تربط بين الجينات وحدوث الشقيقة؛ فقد يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة جينات غير طبيعية مسؤولة عن التحكم بوظائف خلايا دماغية معينة.[٨]

ولمعرفة المزيد عن أسباب الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب الشقيقة).

العوامل المحفّزة لنوبات الشقيقة

توجد العديد من العوامل التي قد تحفِّز حدوث النوبات لدى المصابين بالشقيقة، وينبغي التأكيد على أن تأثير هذه العوامل في تحفيز نوبات الصداع يتفاوت من شخص إلى آخر، ولا يُشترط أن تُحفِز العوامل حدوث النوبات لجميع المصابين؛ إذ يُمكن أن يتعرض المصابون بالشقيقة لهذه العوامل المحفِزة ولا يشعرون بزيادة ظهور النوبات لديهم، ولذلك من المهم مراقبة تأثير العوامل المُحَفِّزة في ظهور نوبات الصداع وتسجيل العوامل التي يُلاحظ الفرد أنها تُحفِّز نوبات الشقيقة لديه والحرص على تجنبها،[٩] وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٠]

  • بعض العوامل البيئية: مثل: تغيُّرات الطقس، والتعرُّض لأشعة الشمس الساطعة، واستنشاق بعض الروائح وعوامل التلوث؛ كالأبخرة والمواد الكيميائية.
  • حدوث تغييرات في نمط وعدد ساعات النوم؛ كقلة النوم أو النوم الزائد.
  • التعرض لبعض الظروف التي قد تُسبب التوتر والضغط النفسي؛ سواء في العمل أو المنزل؛ كالزواج، أو الوفاة، أو الطلاق، أو ضغوطات العمل غير المتوقعة، أو ترك العمل.
  • التعرّض لإصابات جسدية؛ كإصابة الرأس.
  • الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
  • حدوث تغيُّرات هرمونية، ويجدر التنويه إلى تفاوت تأثير هرمون الإستروجين في تكرار وشدة نوبات الشقيقة لدى النساء؛ فقد يزداد الصداع سُوءاً لدى بعض النساء اللاتي يتناولن حبوب تنظيم الحمل المحتوية على هرمون الإستروجين أو اللاتي يلجأن للعلاج بالهرمونات البديلة، بينما يشعر البعض الآخر منهن بالتحسّن عند استخدام ما سبق، وعلى وجه مماثل تعاني بعض السيدات الحوامل من زيادة عدد أو شدة نوبات الصداع لديها خلال فترة الحمل، في حين تتحسّن وتقل أعراض النوبة لدى حوامل أخريات.[١٠][١١]
  • الصيام أو تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية أو عدم تناولها؛ وفي الحقيقة يجدر ذكر العديد من الأمثلة على الأطعمة التي وُجِد أنها تُحفز نوبات الشقيقة لدى بعض المصابين، مثل: الأطعمة التي تحتوي على الهستامين، والأطعمة التي تحتوي على مادة جلوتومات أُحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate)، والشوكولاتة، ومنتجات الألبان، والمحلِّيات الصناعية مثل الأسبارتام، والكافيين، واللحوم المعالجة، وأي مادة لها رائحة قوية، ومن الجدير بالإشارة أنّه وُجِد أنّ الإفراط في تناول الكافيين يؤدّي إلى تفاقم أعراض الشقيقة لدى العديد من الأفراد، في حين على العكس تمامًا يمكن للكافيين إيقاف أعراض الشقيقة لدى البعض الآخر.[١٢]

تشخيص الإصابة بالشقيقة

في الواقع لا يوجد اختبار محدد يمكن إجراؤه لتشخيص الإصابة بالشقيقة، ومن أجل ذلك يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي للمصاب واستبعاد المُسببات الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث النوبات، وذلك من خلال ما يأتي:[١٣]

  • التاريخ المرضي: إذ يجب تزويد الطبيب بالتاريخ المرضي الدقيق للمصاب وكافة التفاصيل المتعلّقة بالمعاناة من الصداع أو أي أعراض أخرى، ثم تحليل هذه المعلومات التي تتضمن عدد مرات التعرُِض لنوبات الصداع، ومدى شدة الألم الناتج عنها، والأعراض المصاحبة لذلك، إضافة إلى مدى تأثير الصداع في الأنشطة اليومية للمصاب، والتاريخ العائلي للمعاناة من الصداع، وكذلك تفاصيل أي علاج تم استخدامه سابقًا ومدى فعالية هذا العلاج في التخلّص من النوبات.
  • الفحص الشامل: كإجراء تقييم عصبي شامل للمصاب.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (تشخيص مرض الشقيقة).

علاج الشقيقة

يهدف علاج الشقيقة إلى إيقاف أعراض المرض ومنع تكرار حدوث نوباته في المستقبل، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على عدة عوامل تتضمن: شدة الصداع ومدى تكراره، ومصاحبة النوبة للشعور بالغثيان والتقيؤ، ووجود حالات مرضية أخرى لدى المصاب، إضافة إلى مدى تأثير النوبة عليه، ويُقسم علاج الشقيقة إلى شكلين، هما:[١٤]

  • الأدوية المسكّنة للألم: صُمّمت من أجل إيقاف أعراض الشقيقة، ويمكن تناول أدوية تسكين الألم خلال نوبة الصداع.
  • الأدوية الوقائية: تستخدم هذه الأدوية بانتظام بهدف التقليل من عدد النوبات أو شدتها، وغالبًا ما يكون استخدامها بشكل يومي.

الأدوية المسكنة للنوبة

تُستخدم الأدوية المسكنة للنوبة لتخفيف آلام الشقيقة والأعراض المرافقة لها، وإنّ الوقت المناسب لاستخدام هذه الأدوية هو عند بدء أعراض ونوبة الصداع،[١٤] وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٥]

  • مسكّنات الألم: يمكن أن تُساعد مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية كالآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) على تخفيف أعراض الشقيقة؛ وينصح بتناول هذه المسكنات في بداية التعرض للنوبة حيث تكون أكثر فعالية في هذه الفترة؛ إذ تمنح وقتًا كافيًا ليتم امتصاصه في الدورة الدموية ممّا يؤدي إلى تخفيف الأعراض، ومن الجدير بالذكر أن المسكنات التي تتوفر على شكل تحاميل تُعدّ الحل الأمثل في حال عدم قدرة المريض على بلع الأقراص الدوائية؛ كمن يُعاني من الغثيان والتقيؤ.
  • التريبتانات: (بالإنجليزية: Triptans)، في حال كانت مسكنات الألم غير فعّالة في تخفيف أعراض الشقيقة؛ فيمكن أن يوصي الطبيب باستخدام نوع من الأدوية يُسمّى بالتريبتانات كدواء مساند لمسكنات الألم؛ وهي أدوية خاصة تخفف وتُسكِّن ألم الشقيقة، ويُعتقد أن آلية عمل عائلة التريبتانات تتمثّل بعكس التغيرات الحاصلة في الدماغ التي قد تسبّب حدوث نوبة الشقيقة، ويجدر بالذكر أنّ هذه الأدوية قد تتسبّب بحدوث العديد من الآثار الجانبية التي عادةً ما تكون طفيفة وتختفي من تلقاء نفسها، ويُوصى بمراجعة الطبيب بعد إنهاء الفترة الأولى من العلاج بالتريبتانات؛ وذلك لمناقشة مدى فعاليته وتأثيره العلاجي على المصاب وإمكانية استمراره في استخدامه أو الاستعاضة عنه بدواء آخر.
  • مضادات القيء: (بالإنجليزية: Anti-emetics)، يمكن أن يصف الطبيب مضادات القيء إلى جانب مسكنات الألم أو التربيتانات في الحالات التي تكون نوبات الشقيقة مصحوبة بالشعور بالغثيان، وكما في مسكنات الألم فإنّ أفضل وقت يمكن استخدام مضادات التقيؤ فيه هو الوقت الذي تبدأ فيه أعراض الشقيقة بالظهور.
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٤]
    • الأدوية الأفيونية (بالإنجليزية:Opioid medication): عادةً ما يتم وصف الأدوية الأفيونية فقط في حال لم تُجدِ الأدوية الأخرى نفعًا مع المصاب أو في حال عدم استطاعة المصاب تناول الأدوية السابقة لعلاج الشقيقة؛ وذلك لإمكانية تسبّبها بالإدمان لدى المصاب.
    • ثنائي هيدروإرغوتامين ( بالإنجليزية: Dihydroergotamines).
    • لاسميتيدان (بالإنجليزية: Lasmiditan).

الأدوية الوقائية

يمكن الحدّ من تكرار نوبات الشقيقة بمساعدة الأدوية الوقائية على اختلاف أنواعها، حيث يهدف العلاج الوقائي إلى تقليل عدد مرات الإصابة بالشقيقة وكذلك تقليل مدى شدة النوبة ومدة استمرارها، ففي حال كان المريض يُعاني من تكرار نوبات الصداع أو شدتها، أو استمرارها لفترات طويلة؛ فيُمكن للطبيب أن يوصي بتناول الأدوية الوقائية،[١٤] حيث يتم اختيار الدواء المناسب بناءً على مدى تأثيره المحتمل في المشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها المصاب، إضافةً إلى الآثار الجانبية الخاصة بكل دواء، وتُوصف هذه الأدوية بجرعات منخفضة في البداية، ومن ثم يتم تدريجيًّا زيادة هذه الجرعة للوصول إلى ما يناسب وضع المصاب، وتحتاج هذه الأدوية فترة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تبدأ نتائجها بالظهور، وقد تستغرق فترة تتراوح ما بين ثمانية أسابيع إلى اثني عشر أسبوعًا للوصول إلى أقصى تأثيرٍ علاجي لها،[١٦] وفيما يأتي نتطرق لذكر بعض هذه الأدوية الوقائية:[١٤]

  • بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم: وتتضمن حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
  • بعض الأدوية المضادة للاكتئاب: كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتحديداً دواء أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline).
  • بعض الأدوية المضادة للتشنجات: (بالإنجليزية: Anti-seizure drugs)، مثل الفالبروات (بالإنجليزية: Valproate) والتوبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate).
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • حقن البوتوكس: (بالإنجليزية: Botox injections)، يمكن أن تمنع هذه الحقن حدوث الشقيقة لدى بعض البالغين، ويتم استخدامها كل 12 أسبوعًا تقريبًا.
    • الأجسام المضادة أحادية النسيلة الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين: (بالإنجليزية: Calcitonin gene-related peptide monoclonal antibodies)، وتُعد من أحدث الأدوية المُصرَّح باستخدامها مؤخّرًا من قبل منظمة الغذاء والدواء لعلاج الشقيقة، ويتم حقن المريض بها شهريًا.

ولمعرفة المزيد عن علاج الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج الصداع النصفي).

نصائح للمصابين بصداع الشقيقة

تُشكّل الأدوية المستخدمة في علاج ومنع حدوث نوبات الشقيقة والتي تم ذكرها سابقًا إحدى الطرق الممكن استخدامها لتخفيف الشقيقة؛ حيث توجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للمصاب اتباعها من أجل ذلك، بدءًا من اعتناء المصاب بنفسه، وفهم كيفية التعامل مع ألم الصداع في حال التعرض للنوبة، وفي الواقع إنّ الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع الشقيقة تكمن في معرفة كيفية إدارة السلوك ونمط الحياة عند مواجهة النوبة؛ وذلك إلى جانب تناول أدوية الشقيقة، إذ يمكن التقليل من شدة الصداع ومدى تكراره من خلال اتباع نمط حياة يُعزز الحياة الصحيّة الجيدة، وتتعدد النصائح والإرشادات التي يُمكن اتباعها من قِبل المُصابين بالشقيقة، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٧]

نصائح للتعامل مع نوبة الشقيقة عند ظهورها

في حال التعرض لنوبة الشقيقة يُمكن اتّباع الطرق التي سبق أن نجحت في المساعدة على تخطّي النوبة، والتي قد تتضمّن ما يأتي:[٨]

  • تناول أدوية الشقيقة التي وصفها الطبيب فور ظهور الأعراض.
  • شُرب السوائل خلال نوبة الصداع في حال لم يشعر المُصاب بالغثيان.
  • أخذ قسط من الراحة والاستلقاء في غرفة هادئة ومُعتمة.
  • الضغط على مكان الشعور بالألم أو فركه، ويمكن وضع قطعة قماش باردة على الرأس.
  • إجراء بعض تمارين الاسترخاء والتدليك.

يُمكن أن تؤثّر نوبة الشقيقة في قُدرة المصاب على القيادة بأمان سواء كان ذلك بسبب التعرض للنوبة أو بسبب تناول الأدوية، إذ يمكن أن يتعرض بعض المصابين أثناء القيادة لأعراض الشقيقة كحدوث دوخة أو صعوبة في التركيز أو اضطرابات بصرية؛ تجعل المصاب أو الآخرين عُرضة لخطر الحوادث والإصابات، ومن الجدير بالذكر أنه في حال التعرُّض للنوبة أثناء القيادة، يجب على المُصاب إيقاف السيارة على الفور واستخدام الأدوية المناسبة، مع ضرورة التأكيد على عدم القيادة مرة أخرى إلى حين انتهاء النوبة، كما يجب التأكد من أن الأدوية التي تم استخدامها لا تتداخل مع قدرة الشخص على القيادة بأمان.[١٨]

نصائح للحد من ظهور نوبات الشقيقة

للحد من ظهور نوبات الشقيقة، يُنصح باتباع الارشادات الآتية:[١٩]
  • النوم لساعات كافية؛ وذلك لأنّ قلة النوم قد تكون هي السبب الكامن وراء تحفيز ظهور الشقيقة.
  • تجنُّب محفزات الشقيقة؛ فقد يكون سبب التعرض لحدوث نوبة الشقيقة هو تناول بعض الأغذية التي من شأنها أن تُحفز النوبة لدى بعض الأشخاص، كما يمكن أن يكون التحفيز باستنشاق بعض مواد التنظيف أو مواد التجميل أو غير ذلك، فيُنصح بتوخي الحذر وتجنُّب أي من هذه المحفّزات، وفي هذا السياق يُشار إلى أهمية تخصيص مدوّنة لتسجيل العوامل المُحفّزة وعلاقتها بالشقيقة لديه.
  • السيطرة على التوتر وإجراء بعض التمارين التي تساعد على الاسترخاء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام؛ مع الحرص على اتباع نظام غذائي صحي؛ حيث يُمكن أن يُساعد ذلك على فقدان الوزن والمحافظة على صحة الجسم، ولتجنب تحفيز نوبة الشقيقة بسبب الرياضة العنيفة أو المفاجئة؛ يُنصح بالبدء بتمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة، وكذلك الحرص على شرب المياه بكميات كافية، وبشكل عام تُعد السباحة والمشي وركوب الدراجة من التمارين الرياضية الآمنة التي يُمكن ممارستها.[٢٠]

نصائح لتجنب الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية

إنّ الإفراط في تناول جرعات بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الشقيقة؛ مثل: الباراسيتامول، والأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) التي يُعدّ الآيبوبروفين أحدها، والتريبتانات؛ يُمكن أن يؤدي إلى ما يُسمّى بالصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache)، ويُعرف أيضًا بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound headaches)، ولتجنُّب حدوث ذلك؛ ينبغي استخدام الأدوية بحسب إرشادات الطبيب.[٢١]

نصائح خاصة بالنساء

نصائح خاصة بفترة الحمل والرضاعة

تُنصح النساء المرضعات والحوامل واللواتي يُخططن للحمل بمراجعة الطبيب في حال المعاناة من الشقيقة، وذلك لوصف الدواء الآمن والمناسب في كل حالة، إذ يمكن أن تتسبّب بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الشقيقة كالأسبرين والآيبوبروفين بحدوث مشاكل وعيوب خَلقيّة للجنين خلال فترة الحمل، كما يمكن أن تصل بعض الأدوية عبر حليب الأم المرضع إلى الرضيع مؤدية إلى حدوث مشاكل له، وعلى الصعيد الآخر تُنصح الحامل بممارسة تمارين الاسترخاء واستخدام الكمادات الباردة التي قد تساهم في تخفيف ألم الصداع، ومن الجدير بالذكر أن غالبية السيدات الحوامل اللواتي يعانين من الشقيقة تتحسن الأعراض لديهن أو تتوقف بدءًا من الشهر الثالث من الحمل تقريبًا.[٨]

نصائح خاصة باستخدام حبوب منع الحمل

كما ذكرنا يُمكن أن تُعاني بعض النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل من زيادة شدة نوبة الشقيقة لديهن، وفي مثل هذه الحالات تحدث نوبة الصداع لديهن خلال الأسبوع الأخير من الدورة؛ حيث يعود السبب إلى عدم احتواء آخر سبع حبوب من حبوب منع الحمل على الهرمونات في العادة؛ لذلك ينخفض مستوى هرمون الإستروجين في جسم المرأة بشكل حاد ليحفز بعدها ظهور نوبة الصداع، وفي مثل هذه الحالات تُنصح السيدات بمراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى أنّ تغيير نمط الحياة كتناول غذاء صحي والحصول على ساعات كافية من النوم يمكن أن يُحسن من الشقيقة، وعلى العكس تمامًا يمكن أن تشعر بعض السيدات بانخفاض عدد وشدة النوبات، في حين قد لا يتأثر الصداع لدى البعض الآخر بهذه الحبوب على الإطلاق، ولا يوجد سبب واضح لتفسير تلك الردود المختلفة.[٨]

فيديو الشقيقة وعلاجها

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن الشقيقة وعلاجها:

المراجع

  1. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  2. “Migraine”, www.brainandspine.org.uk, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  3. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  4. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 27-12-2019. Edited.
  5. “Migraine”, medlineplus.gov, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  6. “Migraines”, familydoctor.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  7. “What Type of Headache Do You Have?”, americanmigrainefoundation.org,9-5-2017، Retrieved 22-12-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Migraine”, www.womenshealth.gov, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  9. Am Fam Physician (1-11-2005), “Migraine Headaches: How to Deal with the Pain”، www.aafp.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب “Headache Hygiene – What is It?”, americanmigrainefoundation.org,12-4-2016، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  11. “Migraine And Pregnancy: What Moms-to-Be Need To Know”, americanmigrainefoundation.org,11-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  12. “Top 10 Migraine Triggers and How to Deal with Them”, americanmigrainefoundation.org,27-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  13. “Diagnosis”, www.migrainetrust.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  15. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  16. “Treatment of Migraine Headaches”, www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  17. “Migraines: Simple steps to head off the pain”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  18. “Can I drive with migraine?”, www.migrainetrust.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  19. Heidi Moawad, MD , “How to Prevent Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  20. Tolu Ajiboye, “How to Cope With Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  21. R Joshua Wootton, MDiv, PhDNarayan R Kissoon, MD, “Patient education: Migraines in adults (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

نظرة حول الشقيقة

يعدّ الصداع النصفي أو الشقيقة أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) اضطرابًا معقّدًا يتميز بمعاناة المصاب من نوبات متكررة من الصداع والتي غالبًا ما تحدث في أحد جانبي الرأس فقط، وقد يُصاحب هذا الصداع ظهور العديد من الأعراض؛ فيمكن أن يُعاني المُصاب من التقيؤ والشعور بالغثيان، واضطرابات في الرؤية، إضافة إلى زيادة الحساسية تجاه سماع الأصوات أو التعرض إلى الضوء، وغالبًا ما تستمر هذه النوبات ما بين 4 ساعات إلى 3 أيام، ويُمكن أن تتكرر عدّة مرّات خلال الأسبوع لدى بعض الأفراد، في حين تحصل هذه النوبات لدى البعض الآخر مرة كل بضع سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشقيقة أكثر شيوعًا لدى النساء، ولكنها بشكل عام تُصنف من المشاكل الصحية التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب.[١][٢]

في الحقيقة يعاني بعض المصابين بالشقيقة من ظهور بعض العلامات قبل حدوث نوبة الشقيقة أو بالتزامن مع حدوثها، حيث تعرف هذه العلامات بالهالة (بالإنجليزية: Aura)، وهي علامات تحذيرية تنبّىء المُصاب باقتراب حدوث نوبة الشقيقة، وقد تتمثل الهالة بالمعاناة من اضطرابات بصرية؛ مثل: رؤية بقع مُعتمة أو ومضات ضوئية، أو قد تتمثل بحدوث اضطرابات أخرى كصعوبة التحدّث أو المعاناة من وخز أو تنميل في جهة واحدة من الوجه أو اليد أو الساق،[٣] وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ نسبة الانتشار الحالي لاضطراب الشقيقة تبلغ 10% حول العالم.[٤]

أعراض الشقيقة

تحدث الشقيقة في الصباح بشكل شائع؛ وعادةً ما يُعاني الفرد منها عند استيقاظه، ويمكن التنبؤ بالأوقات التي قد تحدث فيها أعراض الشقيقة عند بعض الناس؛ فمثلاً في الوقت الذي يسبق حدوث الدورة الشهرية، أو بعد القيام بعمل شاق، وتمر الشقيقة بأربع مراحل مختلفة، وفي الواقع قد لا يمرّ المصاب بكل هذه المراحل عند التعرّض لكلّ نوبة صُداع، ويمكن بيان مراحل نوبة الشقيقة بشيء من التفصيل كما يأتي:[٥]

  • البادرة: تبدأ المرحلة الأولى التي تعرف بالبادرة (بالإنجليزية: Prodrome) قبل فترة زمنية تصل إلى 24 ساعة من وقت حدوث نوبة الشقيقة، ويمكن أن تظهر بعض العلامات والأعراض المبكّرة في هذه المرحلة؛ كالتقلب غير المُبرر في المزاج، واحتباس السوائل في الجسم، وزيادة التبوّل، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتثاؤب غير المسيطر عليه.
  • الهالة: وهي المرحلة الثانية من مراحل الشقيقة، ويمكن أن تحدث قبل نوبة الصداع بقليل أو أثناء حدوثها، وتتمثّل الهالة برؤية وميض أو ضوء ساطع، أو خطوط متعرجة من الضوء، أو قد تتمثل الهالة بضعف بالعضلات، أو شعور المصاب كأنّ أحدًا قد لمسه أو أمسكه.
  • الصداع: تعدّ المرحلة الثالثة مرحلة حدوث نوبة الصداع، والتي عادةً ما تبدأ بالتدريج إلى أن تصل لتكون أكثر شدة، وكما ذكرنا سابقًًا في الغالب تكون نوبة الشقيقة على شكل ألم نابض في جهة واحدة من الرأس، وأحياناً قد تحدث النوبة دون المعاناة من ألم أو صُداع في الرأس، ومن الأعراض الأخرى التي قد تُصاحب الشقيقة ما يأتي:
    • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
    • زيادة التحسس من الروائح، والإزعاج، والإضاءة.
    • تفاقم الألم عند السعال، أو العطاس، أو الحركة.
  • مرحلة ما بعد النوبة: وهي المرحلة الأخيرة، ويشعر بها المُصاب بالإرهاق والتعب والتشويش، ويمكن لمرحلة ما بعد النوبة أن تستمر لمدة يوم كامل.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض مرض الشقيقة).

أنواع صداع الشقيقة

تتعدّد أنواع الشقيقة، ويمكن بيانها بشيء من التفصيل كما يأتي:[٦]

  • الشقيقة الكلاسيكية: (بالإنجليزية: Classic migraines) أو الشقيقة المعقّدة (بالإنجليزية: Complicated migraines) أو الشقيقة مع هالة، والتي تبدأ بحدوث الهالة التي تُنذر بالنوبة؛ والتي تستمر فترة زمنية تتراوح بين 15-30 دقيقة، وغالبًا ما تتضمّن حدوث اضطرابات وتغيرات في الرؤية تم التطرق إليها سابقًا، إضافة إلى إمكانية الفقدان المؤقت لجزء من الرؤية، وقد يرافق ذلك الشعور بضعف في جهة واحدة من الجسم، أو حدوث اضطراب في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يعاني المصاب من آلام الرأس التي تتركز في جهة واحدة أو في كلتا الجهتين، وأحياناً قد يتزامن حدوث هذه الآلام مع الهالة أو قد لا تحدث أصلاً.
  • الشقيقة الشائعة: (بالإنجليزية: Common migraines)، وتُسمى بالشقيقة دون هالة؛ وذلك بسبب حدوث نوبة الشقيقة دون المرور بمرحلة الهالة، ويحدث هذا النوع من الشقيقة لدى معظم المصابين، وقد يحدث هذا النوع ببطء مقارنة بالشقيقة الكلاسيكية، ويستمر لفترة أطول، إضافةً إلى أنه يؤثر بشكل أكبر في قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة اليومية، وقد يحدث الأم في جهة واحدة فقط من الرأس.
  • الشقيقة الصامتة: (بالإنجليزية: Silent migraines)، أو الشقيقة دون ألم الرأس، والتي تحدث دون أن يرافقها شعور بألم في الرأس؛ أو على الأقل لا يشعر بآلام الشقيقة المعتادة حول العينين، في حين يشعر المُصاب بأعراض الشقيقة الأخرى، وقد تتضمن وجود مرحلة الهالة، وكذلك يمكن أن يشعر المُصاب بالشقيقة الصامتة بحساسية تجاه الإضاءة والصوت كما في غيرها من الأنواع.
  • الشقيقة الفالجية: (بالإنجليزية: Hemiplegic Migraine)، يعد هذا النوع نادر الحدوث، وحقيقة تُشبه الشقيقة الفالجية السكتة الدماغية؛ حيث يعاني المصاب من ضعف مؤقت في جهة واحدة من الجسم؛ ويمكن أن يؤثر هذا الضعف في الوجه والذراع أو الساق، وقد يستمر ذلك لفترة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى أيام، وغالباً ما يتلاشى خلال 24 ساعة، وقد يحدث ألم الرأس قبل أو بعد ذلك.
  • الشقيقة الشبكية: (بالإنجليزية: Retinal migraines) أو الشقيقة العينية (بالإنجليزية: Ocular migraines)، تتسبب هذه الشقيقة بفقدان مؤقت للبصر في عين واحدة، والذي يعدّ شكلًا خاصًّا من أشكال الهالة، ويمكن أن يستمر ذلك من دقيقة واحدة إلى عدّة أشهر، وعادةً ما يستعيد المُصاب نظره الطبيعي بشكل كامل، وفي الحقيقة قد يكون هذا النوع من الشقيقة عَرَضًا لحالة أكثر خطورة من ذلك، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الإصابة بهذا النوع من الشقيقة.[٧]

أسباب الشقيقة

إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الشقيقة غير معروف، ويعتقد أغلب الباحثين أنّ حدوث تغيرات غير طبيعية في مستويات مواد معينة يتم إنتاجها في الدماغ بشكل طبيعي هو ما يُسبب المعاناة من نوبة الشقيقة، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع نسب هذه المواد إلى حدوث التهاب ينتُج عنه تورّم الأوعية الدموية في الدماغ؛ ممّا يؤدّي إلى إحداث ضغط على الأعصاب القريبة من هذه الأوعية والتسبب بالشعور بالألم، ومن ناحية أخرى توجد علاقة تربط بين الجينات وحدوث الشقيقة؛ فقد يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة جينات غير طبيعية مسؤولة عن التحكم بوظائف خلايا دماغية معينة.[٨]

ولمعرفة المزيد عن أسباب الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب الشقيقة).

العوامل المحفّزة لنوبات الشقيقة

توجد العديد من العوامل التي قد تحفِّز حدوث النوبات لدى المصابين بالشقيقة، وينبغي التأكيد على أن تأثير هذه العوامل في تحفيز نوبات الصداع يتفاوت من شخص إلى آخر، ولا يُشترط أن تُحفِز العوامل حدوث النوبات لجميع المصابين؛ إذ يُمكن أن يتعرض المصابون بالشقيقة لهذه العوامل المحفِزة ولا يشعرون بزيادة ظهور النوبات لديهم، ولذلك من المهم مراقبة تأثير العوامل المُحَفِّزة في ظهور نوبات الصداع وتسجيل العوامل التي يُلاحظ الفرد أنها تُحفِّز نوبات الشقيقة لديه والحرص على تجنبها،[٩] وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٠]

  • بعض العوامل البيئية: مثل: تغيُّرات الطقس، والتعرُّض لأشعة الشمس الساطعة، واستنشاق بعض الروائح وعوامل التلوث؛ كالأبخرة والمواد الكيميائية.
  • حدوث تغييرات في نمط وعدد ساعات النوم؛ كقلة النوم أو النوم الزائد.
  • التعرض لبعض الظروف التي قد تُسبب التوتر والضغط النفسي؛ سواء في العمل أو المنزل؛ كالزواج، أو الوفاة، أو الطلاق، أو ضغوطات العمل غير المتوقعة، أو ترك العمل.
  • التعرّض لإصابات جسدية؛ كإصابة الرأس.
  • الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
  • حدوث تغيُّرات هرمونية، ويجدر التنويه إلى تفاوت تأثير هرمون الإستروجين في تكرار وشدة نوبات الشقيقة لدى النساء؛ فقد يزداد الصداع سُوءاً لدى بعض النساء اللاتي يتناولن حبوب تنظيم الحمل المحتوية على هرمون الإستروجين أو اللاتي يلجأن للعلاج بالهرمونات البديلة، بينما يشعر البعض الآخر منهن بالتحسّن عند استخدام ما سبق، وعلى وجه مماثل تعاني بعض السيدات الحوامل من زيادة عدد أو شدة نوبات الصداع لديها خلال فترة الحمل، في حين تتحسّن وتقل أعراض النوبة لدى حوامل أخريات.[١٠][١١]
  • الصيام أو تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية أو عدم تناولها؛ وفي الحقيقة يجدر ذكر العديد من الأمثلة على الأطعمة التي وُجِد أنها تُحفز نوبات الشقيقة لدى بعض المصابين، مثل: الأطعمة التي تحتوي على الهستامين، والأطعمة التي تحتوي على مادة جلوتومات أُحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate)، والشوكولاتة، ومنتجات الألبان، والمحلِّيات الصناعية مثل الأسبارتام، والكافيين، واللحوم المعالجة، وأي مادة لها رائحة قوية، ومن الجدير بالإشارة أنّه وُجِد أنّ الإفراط في تناول الكافيين يؤدّي إلى تفاقم أعراض الشقيقة لدى العديد من الأفراد، في حين على العكس تمامًا يمكن للكافيين إيقاف أعراض الشقيقة لدى البعض الآخر.[١٢]

تشخيص الإصابة بالشقيقة

في الواقع لا يوجد اختبار محدد يمكن إجراؤه لتشخيص الإصابة بالشقيقة، ومن أجل ذلك يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي للمصاب واستبعاد المُسببات الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث النوبات، وذلك من خلال ما يأتي:[١٣]

  • التاريخ المرضي: إذ يجب تزويد الطبيب بالتاريخ المرضي الدقيق للمصاب وكافة التفاصيل المتعلّقة بالمعاناة من الصداع أو أي أعراض أخرى، ثم تحليل هذه المعلومات التي تتضمن عدد مرات التعرُِض لنوبات الصداع، ومدى شدة الألم الناتج عنها، والأعراض المصاحبة لذلك، إضافة إلى مدى تأثير الصداع في الأنشطة اليومية للمصاب، والتاريخ العائلي للمعاناة من الصداع، وكذلك تفاصيل أي علاج تم استخدامه سابقًا ومدى فعالية هذا العلاج في التخلّص من النوبات.
  • الفحص الشامل: كإجراء تقييم عصبي شامل للمصاب.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (تشخيص مرض الشقيقة).

علاج الشقيقة

يهدف علاج الشقيقة إلى إيقاف أعراض المرض ومنع تكرار حدوث نوباته في المستقبل، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على عدة عوامل تتضمن: شدة الصداع ومدى تكراره، ومصاحبة النوبة للشعور بالغثيان والتقيؤ، ووجود حالات مرضية أخرى لدى المصاب، إضافة إلى مدى تأثير النوبة عليه، ويُقسم علاج الشقيقة إلى شكلين، هما:[١٤]

  • الأدوية المسكّنة للألم: صُمّمت من أجل إيقاف أعراض الشقيقة، ويمكن تناول أدوية تسكين الألم خلال نوبة الصداع.
  • الأدوية الوقائية: تستخدم هذه الأدوية بانتظام بهدف التقليل من عدد النوبات أو شدتها، وغالبًا ما يكون استخدامها بشكل يومي.

الأدوية المسكنة للنوبة

تُستخدم الأدوية المسكنة للنوبة لتخفيف آلام الشقيقة والأعراض المرافقة لها، وإنّ الوقت المناسب لاستخدام هذه الأدوية هو عند بدء أعراض ونوبة الصداع،[١٤] وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٥]

  • مسكّنات الألم: يمكن أن تُساعد مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية كالآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) على تخفيف أعراض الشقيقة؛ وينصح بتناول هذه المسكنات في بداية التعرض للنوبة حيث تكون أكثر فعالية في هذه الفترة؛ إذ تمنح وقتًا كافيًا ليتم امتصاصه في الدورة الدموية ممّا يؤدي إلى تخفيف الأعراض، ومن الجدير بالذكر أن المسكنات التي تتوفر على شكل تحاميل تُعدّ الحل الأمثل في حال عدم قدرة المريض على بلع الأقراص الدوائية؛ كمن يُعاني من الغثيان والتقيؤ.
  • التريبتانات: (بالإنجليزية: Triptans)، في حال كانت مسكنات الألم غير فعّالة في تخفيف أعراض الشقيقة؛ فيمكن أن يوصي الطبيب باستخدام نوع من الأدوية يُسمّى بالتريبتانات كدواء مساند لمسكنات الألم؛ وهي أدوية خاصة تخفف وتُسكِّن ألم الشقيقة، ويُعتقد أن آلية عمل عائلة التريبتانات تتمثّل بعكس التغيرات الحاصلة في الدماغ التي قد تسبّب حدوث نوبة الشقيقة، ويجدر بالذكر أنّ هذه الأدوية قد تتسبّب بحدوث العديد من الآثار الجانبية التي عادةً ما تكون طفيفة وتختفي من تلقاء نفسها، ويُوصى بمراجعة الطبيب بعد إنهاء الفترة الأولى من العلاج بالتريبتانات؛ وذلك لمناقشة مدى فعاليته وتأثيره العلاجي على المصاب وإمكانية استمراره في استخدامه أو الاستعاضة عنه بدواء آخر.
  • مضادات القيء: (بالإنجليزية: Anti-emetics)، يمكن أن يصف الطبيب مضادات القيء إلى جانب مسكنات الألم أو التربيتانات في الحالات التي تكون نوبات الشقيقة مصحوبة بالشعور بالغثيان، وكما في مسكنات الألم فإنّ أفضل وقت يمكن استخدام مضادات التقيؤ فيه هو الوقت الذي تبدأ فيه أعراض الشقيقة بالظهور.
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٤]
    • الأدوية الأفيونية (بالإنجليزية:Opioid medication): عادةً ما يتم وصف الأدوية الأفيونية فقط في حال لم تُجدِ الأدوية الأخرى نفعًا مع المصاب أو في حال عدم استطاعة المصاب تناول الأدوية السابقة لعلاج الشقيقة؛ وذلك لإمكانية تسبّبها بالإدمان لدى المصاب.
    • ثنائي هيدروإرغوتامين ( بالإنجليزية: Dihydroergotamines).
    • لاسميتيدان (بالإنجليزية: Lasmiditan).

الأدوية الوقائية

يمكن الحدّ من تكرار نوبات الشقيقة بمساعدة الأدوية الوقائية على اختلاف أنواعها، حيث يهدف العلاج الوقائي إلى تقليل عدد مرات الإصابة بالشقيقة وكذلك تقليل مدى شدة النوبة ومدة استمرارها، ففي حال كان المريض يُعاني من تكرار نوبات الصداع أو شدتها، أو استمرارها لفترات طويلة؛ فيُمكن للطبيب أن يوصي بتناول الأدوية الوقائية،[١٤] حيث يتم اختيار الدواء المناسب بناءً على مدى تأثيره المحتمل في المشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها المصاب، إضافةً إلى الآثار الجانبية الخاصة بكل دواء، وتُوصف هذه الأدوية بجرعات منخفضة في البداية، ومن ثم يتم تدريجيًّا زيادة هذه الجرعة للوصول إلى ما يناسب وضع المصاب، وتحتاج هذه الأدوية فترة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تبدأ نتائجها بالظهور، وقد تستغرق فترة تتراوح ما بين ثمانية أسابيع إلى اثني عشر أسبوعًا للوصول إلى أقصى تأثيرٍ علاجي لها،[١٦] وفيما يأتي نتطرق لذكر بعض هذه الأدوية الوقائية:[١٤]

  • بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم: وتتضمن حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
  • بعض الأدوية المضادة للاكتئاب: كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتحديداً دواء أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline).
  • بعض الأدوية المضادة للتشنجات: (بالإنجليزية: Anti-seizure drugs)، مثل الفالبروات (بالإنجليزية: Valproate) والتوبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate).
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • حقن البوتوكس: (بالإنجليزية: Botox injections)، يمكن أن تمنع هذه الحقن حدوث الشقيقة لدى بعض البالغين، ويتم استخدامها كل 12 أسبوعًا تقريبًا.
    • الأجسام المضادة أحادية النسيلة الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين: (بالإنجليزية: Calcitonin gene-related peptide monoclonal antibodies)، وتُعد من أحدث الأدوية المُصرَّح باستخدامها مؤخّرًا من قبل منظمة الغذاء والدواء لعلاج الشقيقة، ويتم حقن المريض بها شهريًا.

ولمعرفة المزيد عن علاج الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج الصداع النصفي).

نصائح للمصابين بصداع الشقيقة

تُشكّل الأدوية المستخدمة في علاج ومنع حدوث نوبات الشقيقة والتي تم ذكرها سابقًا إحدى الطرق الممكن استخدامها لتخفيف الشقيقة؛ حيث توجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للمصاب اتباعها من أجل ذلك، بدءًا من اعتناء المصاب بنفسه، وفهم كيفية التعامل مع ألم الصداع في حال التعرض للنوبة، وفي الواقع إنّ الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع الشقيقة تكمن في معرفة كيفية إدارة السلوك ونمط الحياة عند مواجهة النوبة؛ وذلك إلى جانب تناول أدوية الشقيقة، إذ يمكن التقليل من شدة الصداع ومدى تكراره من خلال اتباع نمط حياة يُعزز الحياة الصحيّة الجيدة، وتتعدد النصائح والإرشادات التي يُمكن اتباعها من قِبل المُصابين بالشقيقة، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٧]

نصائح للتعامل مع نوبة الشقيقة عند ظهورها

في حال التعرض لنوبة الشقيقة يُمكن اتّباع الطرق التي سبق أن نجحت في المساعدة على تخطّي النوبة، والتي قد تتضمّن ما يأتي:[٨]

  • تناول أدوية الشقيقة التي وصفها الطبيب فور ظهور الأعراض.
  • شُرب السوائل خلال نوبة الصداع في حال لم يشعر المُصاب بالغثيان.
  • أخذ قسط من الراحة والاستلقاء في غرفة هادئة ومُعتمة.
  • الضغط على مكان الشعور بالألم أو فركه، ويمكن وضع قطعة قماش باردة على الرأس.
  • إجراء بعض تمارين الاسترخاء والتدليك.

يُمكن أن تؤثّر نوبة الشقيقة في قُدرة المصاب على القيادة بأمان سواء كان ذلك بسبب التعرض للنوبة أو بسبب تناول الأدوية، إذ يمكن أن يتعرض بعض المصابين أثناء القيادة لأعراض الشقيقة كحدوث دوخة أو صعوبة في التركيز أو اضطرابات بصرية؛ تجعل المصاب أو الآخرين عُرضة لخطر الحوادث والإصابات، ومن الجدير بالذكر أنه في حال التعرُّض للنوبة أثناء القيادة، يجب على المُصاب إيقاف السيارة على الفور واستخدام الأدوية المناسبة، مع ضرورة التأكيد على عدم القيادة مرة أخرى إلى حين انتهاء النوبة، كما يجب التأكد من أن الأدوية التي تم استخدامها لا تتداخل مع قدرة الشخص على القيادة بأمان.[١٨]

نصائح للحد من ظهور نوبات الشقيقة

للحد من ظهور نوبات الشقيقة، يُنصح باتباع الارشادات الآتية:[١٩]
  • النوم لساعات كافية؛ وذلك لأنّ قلة النوم قد تكون هي السبب الكامن وراء تحفيز ظهور الشقيقة.
  • تجنُّب محفزات الشقيقة؛ فقد يكون سبب التعرض لحدوث نوبة الشقيقة هو تناول بعض الأغذية التي من شأنها أن تُحفز النوبة لدى بعض الأشخاص، كما يمكن أن يكون التحفيز باستنشاق بعض مواد التنظيف أو مواد التجميل أو غير ذلك، فيُنصح بتوخي الحذر وتجنُّب أي من هذه المحفّزات، وفي هذا السياق يُشار إلى أهمية تخصيص مدوّنة لتسجيل العوامل المُحفّزة وعلاقتها بالشقيقة لديه.
  • السيطرة على التوتر وإجراء بعض التمارين التي تساعد على الاسترخاء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام؛ مع الحرص على اتباع نظام غذائي صحي؛ حيث يُمكن أن يُساعد ذلك على فقدان الوزن والمحافظة على صحة الجسم، ولتجنب تحفيز نوبة الشقيقة بسبب الرياضة العنيفة أو المفاجئة؛ يُنصح بالبدء بتمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة، وكذلك الحرص على شرب المياه بكميات كافية، وبشكل عام تُعد السباحة والمشي وركوب الدراجة من التمارين الرياضية الآمنة التي يُمكن ممارستها.[٢٠]

نصائح لتجنب الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية

إنّ الإفراط في تناول جرعات بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الشقيقة؛ مثل: الباراسيتامول، والأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) التي يُعدّ الآيبوبروفين أحدها، والتريبتانات؛ يُمكن أن يؤدي إلى ما يُسمّى بالصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache)، ويُعرف أيضًا بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound headaches)، ولتجنُّب حدوث ذلك؛ ينبغي استخدام الأدوية بحسب إرشادات الطبيب.[٢١]

نصائح خاصة بالنساء

نصائح خاصة بفترة الحمل والرضاعة

تُنصح النساء المرضعات والحوامل واللواتي يُخططن للحمل بمراجعة الطبيب في حال المعاناة من الشقيقة، وذلك لوصف الدواء الآمن والمناسب في كل حالة، إذ يمكن أن تتسبّب بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الشقيقة كالأسبرين والآيبوبروفين بحدوث مشاكل وعيوب خَلقيّة للجنين خلال فترة الحمل، كما يمكن أن تصل بعض الأدوية عبر حليب الأم المرضع إلى الرضيع مؤدية إلى حدوث مشاكل له، وعلى الصعيد الآخر تُنصح الحامل بممارسة تمارين الاسترخاء واستخدام الكمادات الباردة التي قد تساهم في تخفيف ألم الصداع، ومن الجدير بالذكر أن غالبية السيدات الحوامل اللواتي يعانين من الشقيقة تتحسن الأعراض لديهن أو تتوقف بدءًا من الشهر الثالث من الحمل تقريبًا.[٨]

نصائح خاصة باستخدام حبوب منع الحمل

كما ذكرنا يُمكن أن تُعاني بعض النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل من زيادة شدة نوبة الشقيقة لديهن، وفي مثل هذه الحالات تحدث نوبة الصداع لديهن خلال الأسبوع الأخير من الدورة؛ حيث يعود السبب إلى عدم احتواء آخر سبع حبوب من حبوب منع الحمل على الهرمونات في العادة؛ لذلك ينخفض مستوى هرمون الإستروجين في جسم المرأة بشكل حاد ليحفز بعدها ظهور نوبة الصداع، وفي مثل هذه الحالات تُنصح السيدات بمراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى أنّ تغيير نمط الحياة كتناول غذاء صحي والحصول على ساعات كافية من النوم يمكن أن يُحسن من الشقيقة، وعلى العكس تمامًا يمكن أن تشعر بعض السيدات بانخفاض عدد وشدة النوبات، في حين قد لا يتأثر الصداع لدى البعض الآخر بهذه الحبوب على الإطلاق، ولا يوجد سبب واضح لتفسير تلك الردود المختلفة.[٨]

فيديو الشقيقة وعلاجها

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن الشقيقة وعلاجها:

المراجع

  1. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  2. “Migraine”, www.brainandspine.org.uk, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  3. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  4. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 27-12-2019. Edited.
  5. “Migraine”, medlineplus.gov, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  6. “Migraines”, familydoctor.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  7. “What Type of Headache Do You Have?”, americanmigrainefoundation.org,9-5-2017، Retrieved 22-12-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Migraine”, www.womenshealth.gov, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  9. Am Fam Physician (1-11-2005), “Migraine Headaches: How to Deal with the Pain”، www.aafp.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب “Headache Hygiene – What is It?”, americanmigrainefoundation.org,12-4-2016، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  11. “Migraine And Pregnancy: What Moms-to-Be Need To Know”, americanmigrainefoundation.org,11-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  12. “Top 10 Migraine Triggers and How to Deal with Them”, americanmigrainefoundation.org,27-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  13. “Diagnosis”, www.migrainetrust.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  15. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  16. “Treatment of Migraine Headaches”, www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  17. “Migraines: Simple steps to head off the pain”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  18. “Can I drive with migraine?”, www.migrainetrust.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  19. Heidi Moawad, MD , “How to Prevent Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  20. Tolu Ajiboye, “How to Cope With Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  21. R Joshua Wootton, MDiv, PhDNarayan R Kissoon, MD, “Patient education: Migraines in adults (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

نظرة حول الشقيقة

يعدّ الصداع النصفي أو الشقيقة أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) اضطرابًا معقّدًا يتميز بمعاناة المصاب من نوبات متكررة من الصداع والتي غالبًا ما تحدث في أحد جانبي الرأس فقط، وقد يُصاحب هذا الصداع ظهور العديد من الأعراض؛ فيمكن أن يُعاني المُصاب من التقيؤ والشعور بالغثيان، واضطرابات في الرؤية، إضافة إلى زيادة الحساسية تجاه سماع الأصوات أو التعرض إلى الضوء، وغالبًا ما تستمر هذه النوبات ما بين 4 ساعات إلى 3 أيام، ويُمكن أن تتكرر عدّة مرّات خلال الأسبوع لدى بعض الأفراد، في حين تحصل هذه النوبات لدى البعض الآخر مرة كل بضع سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشقيقة أكثر شيوعًا لدى النساء، ولكنها بشكل عام تُصنف من المشاكل الصحية التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب.[١][٢]

في الحقيقة يعاني بعض المصابين بالشقيقة من ظهور بعض العلامات قبل حدوث نوبة الشقيقة أو بالتزامن مع حدوثها، حيث تعرف هذه العلامات بالهالة (بالإنجليزية: Aura)، وهي علامات تحذيرية تنبّىء المُصاب باقتراب حدوث نوبة الشقيقة، وقد تتمثل الهالة بالمعاناة من اضطرابات بصرية؛ مثل: رؤية بقع مُعتمة أو ومضات ضوئية، أو قد تتمثل بحدوث اضطرابات أخرى كصعوبة التحدّث أو المعاناة من وخز أو تنميل في جهة واحدة من الوجه أو اليد أو الساق،[٣] وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ نسبة الانتشار الحالي لاضطراب الشقيقة تبلغ 10% حول العالم.[٤]

أعراض الشقيقة

تحدث الشقيقة في الصباح بشكل شائع؛ وعادةً ما يُعاني الفرد منها عند استيقاظه، ويمكن التنبؤ بالأوقات التي قد تحدث فيها أعراض الشقيقة عند بعض الناس؛ فمثلاً في الوقت الذي يسبق حدوث الدورة الشهرية، أو بعد القيام بعمل شاق، وتمر الشقيقة بأربع مراحل مختلفة، وفي الواقع قد لا يمرّ المصاب بكل هذه المراحل عند التعرّض لكلّ نوبة صُداع، ويمكن بيان مراحل نوبة الشقيقة بشيء من التفصيل كما يأتي:[٥]

  • البادرة: تبدأ المرحلة الأولى التي تعرف بالبادرة (بالإنجليزية: Prodrome) قبل فترة زمنية تصل إلى 24 ساعة من وقت حدوث نوبة الشقيقة، ويمكن أن تظهر بعض العلامات والأعراض المبكّرة في هذه المرحلة؛ كالتقلب غير المُبرر في المزاج، واحتباس السوائل في الجسم، وزيادة التبوّل، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتثاؤب غير المسيطر عليه.
  • الهالة: وهي المرحلة الثانية من مراحل الشقيقة، ويمكن أن تحدث قبل نوبة الصداع بقليل أو أثناء حدوثها، وتتمثّل الهالة برؤية وميض أو ضوء ساطع، أو خطوط متعرجة من الضوء، أو قد تتمثل الهالة بضعف بالعضلات، أو شعور المصاب كأنّ أحدًا قد لمسه أو أمسكه.
  • الصداع: تعدّ المرحلة الثالثة مرحلة حدوث نوبة الصداع، والتي عادةً ما تبدأ بالتدريج إلى أن تصل لتكون أكثر شدة، وكما ذكرنا سابقًًا في الغالب تكون نوبة الشقيقة على شكل ألم نابض في جهة واحدة من الرأس، وأحياناً قد تحدث النوبة دون المعاناة من ألم أو صُداع في الرأس، ومن الأعراض الأخرى التي قد تُصاحب الشقيقة ما يأتي:
    • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
    • زيادة التحسس من الروائح، والإزعاج، والإضاءة.
    • تفاقم الألم عند السعال، أو العطاس، أو الحركة.
  • مرحلة ما بعد النوبة: وهي المرحلة الأخيرة، ويشعر بها المُصاب بالإرهاق والتعب والتشويش، ويمكن لمرحلة ما بعد النوبة أن تستمر لمدة يوم كامل.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض مرض الشقيقة).

أنواع صداع الشقيقة

تتعدّد أنواع الشقيقة، ويمكن بيانها بشيء من التفصيل كما يأتي:[٦]

  • الشقيقة الكلاسيكية: (بالإنجليزية: Classic migraines) أو الشقيقة المعقّدة (بالإنجليزية: Complicated migraines) أو الشقيقة مع هالة، والتي تبدأ بحدوث الهالة التي تُنذر بالنوبة؛ والتي تستمر فترة زمنية تتراوح بين 15-30 دقيقة، وغالبًا ما تتضمّن حدوث اضطرابات وتغيرات في الرؤية تم التطرق إليها سابقًا، إضافة إلى إمكانية الفقدان المؤقت لجزء من الرؤية، وقد يرافق ذلك الشعور بضعف في جهة واحدة من الجسم، أو حدوث اضطراب في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يعاني المصاب من آلام الرأس التي تتركز في جهة واحدة أو في كلتا الجهتين، وأحياناً قد يتزامن حدوث هذه الآلام مع الهالة أو قد لا تحدث أصلاً.
  • الشقيقة الشائعة: (بالإنجليزية: Common migraines)، وتُسمى بالشقيقة دون هالة؛ وذلك بسبب حدوث نوبة الشقيقة دون المرور بمرحلة الهالة، ويحدث هذا النوع من الشقيقة لدى معظم المصابين، وقد يحدث هذا النوع ببطء مقارنة بالشقيقة الكلاسيكية، ويستمر لفترة أطول، إضافةً إلى أنه يؤثر بشكل أكبر في قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة اليومية، وقد يحدث الأم في جهة واحدة فقط من الرأس.
  • الشقيقة الصامتة: (بالإنجليزية: Silent migraines)، أو الشقيقة دون ألم الرأس، والتي تحدث دون أن يرافقها شعور بألم في الرأس؛ أو على الأقل لا يشعر بآلام الشقيقة المعتادة حول العينين، في حين يشعر المُصاب بأعراض الشقيقة الأخرى، وقد تتضمن وجود مرحلة الهالة، وكذلك يمكن أن يشعر المُصاب بالشقيقة الصامتة بحساسية تجاه الإضاءة والصوت كما في غيرها من الأنواع.
  • الشقيقة الفالجية: (بالإنجليزية: Hemiplegic Migraine)، يعد هذا النوع نادر الحدوث، وحقيقة تُشبه الشقيقة الفالجية السكتة الدماغية؛ حيث يعاني المصاب من ضعف مؤقت في جهة واحدة من الجسم؛ ويمكن أن يؤثر هذا الضعف في الوجه والذراع أو الساق، وقد يستمر ذلك لفترة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى أيام، وغالباً ما يتلاشى خلال 24 ساعة، وقد يحدث ألم الرأس قبل أو بعد ذلك.
  • الشقيقة الشبكية: (بالإنجليزية: Retinal migraines) أو الشقيقة العينية (بالإنجليزية: Ocular migraines)، تتسبب هذه الشقيقة بفقدان مؤقت للبصر في عين واحدة، والذي يعدّ شكلًا خاصًّا من أشكال الهالة، ويمكن أن يستمر ذلك من دقيقة واحدة إلى عدّة أشهر، وعادةً ما يستعيد المُصاب نظره الطبيعي بشكل كامل، وفي الحقيقة قد يكون هذا النوع من الشقيقة عَرَضًا لحالة أكثر خطورة من ذلك، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الإصابة بهذا النوع من الشقيقة.[٧]

أسباب الشقيقة

إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الشقيقة غير معروف، ويعتقد أغلب الباحثين أنّ حدوث تغيرات غير طبيعية في مستويات مواد معينة يتم إنتاجها في الدماغ بشكل طبيعي هو ما يُسبب المعاناة من نوبة الشقيقة، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع نسب هذه المواد إلى حدوث التهاب ينتُج عنه تورّم الأوعية الدموية في الدماغ؛ ممّا يؤدّي إلى إحداث ضغط على الأعصاب القريبة من هذه الأوعية والتسبب بالشعور بالألم، ومن ناحية أخرى توجد علاقة تربط بين الجينات وحدوث الشقيقة؛ فقد يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة جينات غير طبيعية مسؤولة عن التحكم بوظائف خلايا دماغية معينة.[٨]

ولمعرفة المزيد عن أسباب الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب الشقيقة).

العوامل المحفّزة لنوبات الشقيقة

توجد العديد من العوامل التي قد تحفِّز حدوث النوبات لدى المصابين بالشقيقة، وينبغي التأكيد على أن تأثير هذه العوامل في تحفيز نوبات الصداع يتفاوت من شخص إلى آخر، ولا يُشترط أن تُحفِز العوامل حدوث النوبات لجميع المصابين؛ إذ يُمكن أن يتعرض المصابون بالشقيقة لهذه العوامل المحفِزة ولا يشعرون بزيادة ظهور النوبات لديهم، ولذلك من المهم مراقبة تأثير العوامل المُحَفِّزة في ظهور نوبات الصداع وتسجيل العوامل التي يُلاحظ الفرد أنها تُحفِّز نوبات الشقيقة لديه والحرص على تجنبها،[٩] وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٠]

  • بعض العوامل البيئية: مثل: تغيُّرات الطقس، والتعرُّض لأشعة الشمس الساطعة، واستنشاق بعض الروائح وعوامل التلوث؛ كالأبخرة والمواد الكيميائية.
  • حدوث تغييرات في نمط وعدد ساعات النوم؛ كقلة النوم أو النوم الزائد.
  • التعرض لبعض الظروف التي قد تُسبب التوتر والضغط النفسي؛ سواء في العمل أو المنزل؛ كالزواج، أو الوفاة، أو الطلاق، أو ضغوطات العمل غير المتوقعة، أو ترك العمل.
  • التعرّض لإصابات جسدية؛ كإصابة الرأس.
  • الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
  • حدوث تغيُّرات هرمونية، ويجدر التنويه إلى تفاوت تأثير هرمون الإستروجين في تكرار وشدة نوبات الشقيقة لدى النساء؛ فقد يزداد الصداع سُوءاً لدى بعض النساء اللاتي يتناولن حبوب تنظيم الحمل المحتوية على هرمون الإستروجين أو اللاتي يلجأن للعلاج بالهرمونات البديلة، بينما يشعر البعض الآخر منهن بالتحسّن عند استخدام ما سبق، وعلى وجه مماثل تعاني بعض السيدات الحوامل من زيادة عدد أو شدة نوبات الصداع لديها خلال فترة الحمل، في حين تتحسّن وتقل أعراض النوبة لدى حوامل أخريات.[١٠][١١]
  • الصيام أو تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية أو عدم تناولها؛ وفي الحقيقة يجدر ذكر العديد من الأمثلة على الأطعمة التي وُجِد أنها تُحفز نوبات الشقيقة لدى بعض المصابين، مثل: الأطعمة التي تحتوي على الهستامين، والأطعمة التي تحتوي على مادة جلوتومات أُحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate)، والشوكولاتة، ومنتجات الألبان، والمحلِّيات الصناعية مثل الأسبارتام، والكافيين، واللحوم المعالجة، وأي مادة لها رائحة قوية، ومن الجدير بالإشارة أنّه وُجِد أنّ الإفراط في تناول الكافيين يؤدّي إلى تفاقم أعراض الشقيقة لدى العديد من الأفراد، في حين على العكس تمامًا يمكن للكافيين إيقاف أعراض الشقيقة لدى البعض الآخر.[١٢]

تشخيص الإصابة بالشقيقة

في الواقع لا يوجد اختبار محدد يمكن إجراؤه لتشخيص الإصابة بالشقيقة، ومن أجل ذلك يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي للمصاب واستبعاد المُسببات الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث النوبات، وذلك من خلال ما يأتي:[١٣]

  • التاريخ المرضي: إذ يجب تزويد الطبيب بالتاريخ المرضي الدقيق للمصاب وكافة التفاصيل المتعلّقة بالمعاناة من الصداع أو أي أعراض أخرى، ثم تحليل هذه المعلومات التي تتضمن عدد مرات التعرُِض لنوبات الصداع، ومدى شدة الألم الناتج عنها، والأعراض المصاحبة لذلك، إضافة إلى مدى تأثير الصداع في الأنشطة اليومية للمصاب، والتاريخ العائلي للمعاناة من الصداع، وكذلك تفاصيل أي علاج تم استخدامه سابقًا ومدى فعالية هذا العلاج في التخلّص من النوبات.
  • الفحص الشامل: كإجراء تقييم عصبي شامل للمصاب.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (تشخيص مرض الشقيقة).

علاج الشقيقة

يهدف علاج الشقيقة إلى إيقاف أعراض المرض ومنع تكرار حدوث نوباته في المستقبل، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على عدة عوامل تتضمن: شدة الصداع ومدى تكراره، ومصاحبة النوبة للشعور بالغثيان والتقيؤ، ووجود حالات مرضية أخرى لدى المصاب، إضافة إلى مدى تأثير النوبة عليه، ويُقسم علاج الشقيقة إلى شكلين، هما:[١٤]

  • الأدوية المسكّنة للألم: صُمّمت من أجل إيقاف أعراض الشقيقة، ويمكن تناول أدوية تسكين الألم خلال نوبة الصداع.
  • الأدوية الوقائية: تستخدم هذه الأدوية بانتظام بهدف التقليل من عدد النوبات أو شدتها، وغالبًا ما يكون استخدامها بشكل يومي.

الأدوية المسكنة للنوبة

تُستخدم الأدوية المسكنة للنوبة لتخفيف آلام الشقيقة والأعراض المرافقة لها، وإنّ الوقت المناسب لاستخدام هذه الأدوية هو عند بدء أعراض ونوبة الصداع،[١٤] وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٥]

  • مسكّنات الألم: يمكن أن تُساعد مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية كالآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) على تخفيف أعراض الشقيقة؛ وينصح بتناول هذه المسكنات في بداية التعرض للنوبة حيث تكون أكثر فعالية في هذه الفترة؛ إذ تمنح وقتًا كافيًا ليتم امتصاصه في الدورة الدموية ممّا يؤدي إلى تخفيف الأعراض، ومن الجدير بالذكر أن المسكنات التي تتوفر على شكل تحاميل تُعدّ الحل الأمثل في حال عدم قدرة المريض على بلع الأقراص الدوائية؛ كمن يُعاني من الغثيان والتقيؤ.
  • التريبتانات: (بالإنجليزية: Triptans)، في حال كانت مسكنات الألم غير فعّالة في تخفيف أعراض الشقيقة؛ فيمكن أن يوصي الطبيب باستخدام نوع من الأدوية يُسمّى بالتريبتانات كدواء مساند لمسكنات الألم؛ وهي أدوية خاصة تخفف وتُسكِّن ألم الشقيقة، ويُعتقد أن آلية عمل عائلة التريبتانات تتمثّل بعكس التغيرات الحاصلة في الدماغ التي قد تسبّب حدوث نوبة الشقيقة، ويجدر بالذكر أنّ هذه الأدوية قد تتسبّب بحدوث العديد من الآثار الجانبية التي عادةً ما تكون طفيفة وتختفي من تلقاء نفسها، ويُوصى بمراجعة الطبيب بعد إنهاء الفترة الأولى من العلاج بالتريبتانات؛ وذلك لمناقشة مدى فعاليته وتأثيره العلاجي على المصاب وإمكانية استمراره في استخدامه أو الاستعاضة عنه بدواء آخر.
  • مضادات القيء: (بالإنجليزية: Anti-emetics)، يمكن أن يصف الطبيب مضادات القيء إلى جانب مسكنات الألم أو التربيتانات في الحالات التي تكون نوبات الشقيقة مصحوبة بالشعور بالغثيان، وكما في مسكنات الألم فإنّ أفضل وقت يمكن استخدام مضادات التقيؤ فيه هو الوقت الذي تبدأ فيه أعراض الشقيقة بالظهور.
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٤]
    • الأدوية الأفيونية (بالإنجليزية:Opioid medication): عادةً ما يتم وصف الأدوية الأفيونية فقط في حال لم تُجدِ الأدوية الأخرى نفعًا مع المصاب أو في حال عدم استطاعة المصاب تناول الأدوية السابقة لعلاج الشقيقة؛ وذلك لإمكانية تسبّبها بالإدمان لدى المصاب.
    • ثنائي هيدروإرغوتامين ( بالإنجليزية: Dihydroergotamines).
    • لاسميتيدان (بالإنجليزية: Lasmiditan).

الأدوية الوقائية

يمكن الحدّ من تكرار نوبات الشقيقة بمساعدة الأدوية الوقائية على اختلاف أنواعها، حيث يهدف العلاج الوقائي إلى تقليل عدد مرات الإصابة بالشقيقة وكذلك تقليل مدى شدة النوبة ومدة استمرارها، ففي حال كان المريض يُعاني من تكرار نوبات الصداع أو شدتها، أو استمرارها لفترات طويلة؛ فيُمكن للطبيب أن يوصي بتناول الأدوية الوقائية،[١٤] حيث يتم اختيار الدواء المناسب بناءً على مدى تأثيره المحتمل في المشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها المصاب، إضافةً إلى الآثار الجانبية الخاصة بكل دواء، وتُوصف هذه الأدوية بجرعات منخفضة في البداية، ومن ثم يتم تدريجيًّا زيادة هذه الجرعة للوصول إلى ما يناسب وضع المصاب، وتحتاج هذه الأدوية فترة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تبدأ نتائجها بالظهور، وقد تستغرق فترة تتراوح ما بين ثمانية أسابيع إلى اثني عشر أسبوعًا للوصول إلى أقصى تأثيرٍ علاجي لها،[١٦] وفيما يأتي نتطرق لذكر بعض هذه الأدوية الوقائية:[١٤]

  • بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم: وتتضمن حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
  • بعض الأدوية المضادة للاكتئاب: كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتحديداً دواء أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline).
  • بعض الأدوية المضادة للتشنجات: (بالإنجليزية: Anti-seizure drugs)، مثل الفالبروات (بالإنجليزية: Valproate) والتوبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate).
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • حقن البوتوكس: (بالإنجليزية: Botox injections)، يمكن أن تمنع هذه الحقن حدوث الشقيقة لدى بعض البالغين، ويتم استخدامها كل 12 أسبوعًا تقريبًا.
    • الأجسام المضادة أحادية النسيلة الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين: (بالإنجليزية: Calcitonin gene-related peptide monoclonal antibodies)، وتُعد من أحدث الأدوية المُصرَّح باستخدامها مؤخّرًا من قبل منظمة الغذاء والدواء لعلاج الشقيقة، ويتم حقن المريض بها شهريًا.

ولمعرفة المزيد عن علاج الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج الصداع النصفي).

نصائح للمصابين بصداع الشقيقة

تُشكّل الأدوية المستخدمة في علاج ومنع حدوث نوبات الشقيقة والتي تم ذكرها سابقًا إحدى الطرق الممكن استخدامها لتخفيف الشقيقة؛ حيث توجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للمصاب اتباعها من أجل ذلك، بدءًا من اعتناء المصاب بنفسه، وفهم كيفية التعامل مع ألم الصداع في حال التعرض للنوبة، وفي الواقع إنّ الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع الشقيقة تكمن في معرفة كيفية إدارة السلوك ونمط الحياة عند مواجهة النوبة؛ وذلك إلى جانب تناول أدوية الشقيقة، إذ يمكن التقليل من شدة الصداع ومدى تكراره من خلال اتباع نمط حياة يُعزز الحياة الصحيّة الجيدة، وتتعدد النصائح والإرشادات التي يُمكن اتباعها من قِبل المُصابين بالشقيقة، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٧]

نصائح للتعامل مع نوبة الشقيقة عند ظهورها

في حال التعرض لنوبة الشقيقة يُمكن اتّباع الطرق التي سبق أن نجحت في المساعدة على تخطّي النوبة، والتي قد تتضمّن ما يأتي:[٨]

  • تناول أدوية الشقيقة التي وصفها الطبيب فور ظهور الأعراض.
  • شُرب السوائل خلال نوبة الصداع في حال لم يشعر المُصاب بالغثيان.
  • أخذ قسط من الراحة والاستلقاء في غرفة هادئة ومُعتمة.
  • الضغط على مكان الشعور بالألم أو فركه، ويمكن وضع قطعة قماش باردة على الرأس.
  • إجراء بعض تمارين الاسترخاء والتدليك.

يُمكن أن تؤثّر نوبة الشقيقة في قُدرة المصاب على القيادة بأمان سواء كان ذلك بسبب التعرض للنوبة أو بسبب تناول الأدوية، إذ يمكن أن يتعرض بعض المصابين أثناء القيادة لأعراض الشقيقة كحدوث دوخة أو صعوبة في التركيز أو اضطرابات بصرية؛ تجعل المصاب أو الآخرين عُرضة لخطر الحوادث والإصابات، ومن الجدير بالذكر أنه في حال التعرُّض للنوبة أثناء القيادة، يجب على المُصاب إيقاف السيارة على الفور واستخدام الأدوية المناسبة، مع ضرورة التأكيد على عدم القيادة مرة أخرى إلى حين انتهاء النوبة، كما يجب التأكد من أن الأدوية التي تم استخدامها لا تتداخل مع قدرة الشخص على القيادة بأمان.[١٨]

نصائح للحد من ظهور نوبات الشقيقة

للحد من ظهور نوبات الشقيقة، يُنصح باتباع الارشادات الآتية:[١٩]
  • النوم لساعات كافية؛ وذلك لأنّ قلة النوم قد تكون هي السبب الكامن وراء تحفيز ظهور الشقيقة.
  • تجنُّب محفزات الشقيقة؛ فقد يكون سبب التعرض لحدوث نوبة الشقيقة هو تناول بعض الأغذية التي من شأنها أن تُحفز النوبة لدى بعض الأشخاص، كما يمكن أن يكون التحفيز باستنشاق بعض مواد التنظيف أو مواد التجميل أو غير ذلك، فيُنصح بتوخي الحذر وتجنُّب أي من هذه المحفّزات، وفي هذا السياق يُشار إلى أهمية تخصيص مدوّنة لتسجيل العوامل المُحفّزة وعلاقتها بالشقيقة لديه.
  • السيطرة على التوتر وإجراء بعض التمارين التي تساعد على الاسترخاء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام؛ مع الحرص على اتباع نظام غذائي صحي؛ حيث يُمكن أن يُساعد ذلك على فقدان الوزن والمحافظة على صحة الجسم، ولتجنب تحفيز نوبة الشقيقة بسبب الرياضة العنيفة أو المفاجئة؛ يُنصح بالبدء بتمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة، وكذلك الحرص على شرب المياه بكميات كافية، وبشكل عام تُعد السباحة والمشي وركوب الدراجة من التمارين الرياضية الآمنة التي يُمكن ممارستها.[٢٠]

نصائح لتجنب الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية

إنّ الإفراط في تناول جرعات بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الشقيقة؛ مثل: الباراسيتامول، والأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) التي يُعدّ الآيبوبروفين أحدها، والتريبتانات؛ يُمكن أن يؤدي إلى ما يُسمّى بالصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache)، ويُعرف أيضًا بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound headaches)، ولتجنُّب حدوث ذلك؛ ينبغي استخدام الأدوية بحسب إرشادات الطبيب.[٢١]

نصائح خاصة بالنساء

نصائح خاصة بفترة الحمل والرضاعة

تُنصح النساء المرضعات والحوامل واللواتي يُخططن للحمل بمراجعة الطبيب في حال المعاناة من الشقيقة، وذلك لوصف الدواء الآمن والمناسب في كل حالة، إذ يمكن أن تتسبّب بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الشقيقة كالأسبرين والآيبوبروفين بحدوث مشاكل وعيوب خَلقيّة للجنين خلال فترة الحمل، كما يمكن أن تصل بعض الأدوية عبر حليب الأم المرضع إلى الرضيع مؤدية إلى حدوث مشاكل له، وعلى الصعيد الآخر تُنصح الحامل بممارسة تمارين الاسترخاء واستخدام الكمادات الباردة التي قد تساهم في تخفيف ألم الصداع، ومن الجدير بالذكر أن غالبية السيدات الحوامل اللواتي يعانين من الشقيقة تتحسن الأعراض لديهن أو تتوقف بدءًا من الشهر الثالث من الحمل تقريبًا.[٨]

نصائح خاصة باستخدام حبوب منع الحمل

كما ذكرنا يُمكن أن تُعاني بعض النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل من زيادة شدة نوبة الشقيقة لديهن، وفي مثل هذه الحالات تحدث نوبة الصداع لديهن خلال الأسبوع الأخير من الدورة؛ حيث يعود السبب إلى عدم احتواء آخر سبع حبوب من حبوب منع الحمل على الهرمونات في العادة؛ لذلك ينخفض مستوى هرمون الإستروجين في جسم المرأة بشكل حاد ليحفز بعدها ظهور نوبة الصداع، وفي مثل هذه الحالات تُنصح السيدات بمراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى أنّ تغيير نمط الحياة كتناول غذاء صحي والحصول على ساعات كافية من النوم يمكن أن يُحسن من الشقيقة، وعلى العكس تمامًا يمكن أن تشعر بعض السيدات بانخفاض عدد وشدة النوبات، في حين قد لا يتأثر الصداع لدى البعض الآخر بهذه الحبوب على الإطلاق، ولا يوجد سبب واضح لتفسير تلك الردود المختلفة.[٨]

فيديو الشقيقة وعلاجها

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن الشقيقة وعلاجها:

المراجع

  1. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  2. “Migraine”, www.brainandspine.org.uk, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  3. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  4. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 27-12-2019. Edited.
  5. “Migraine”, medlineplus.gov, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  6. “Migraines”, familydoctor.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  7. “What Type of Headache Do You Have?”, americanmigrainefoundation.org,9-5-2017، Retrieved 22-12-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Migraine”, www.womenshealth.gov, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  9. Am Fam Physician (1-11-2005), “Migraine Headaches: How to Deal with the Pain”، www.aafp.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب “Headache Hygiene – What is It?”, americanmigrainefoundation.org,12-4-2016، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  11. “Migraine And Pregnancy: What Moms-to-Be Need To Know”, americanmigrainefoundation.org,11-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  12. “Top 10 Migraine Triggers and How to Deal with Them”, americanmigrainefoundation.org,27-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  13. “Diagnosis”, www.migrainetrust.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  15. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  16. “Treatment of Migraine Headaches”, www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  17. “Migraines: Simple steps to head off the pain”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  18. “Can I drive with migraine?”, www.migrainetrust.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  19. Heidi Moawad, MD , “How to Prevent Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  20. Tolu Ajiboye, “How to Cope With Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  21. R Joshua Wootton, MDiv, PhDNarayan R Kissoon, MD, “Patient education: Migraines in adults (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نظرة حول الشقيقة

يعدّ الصداع النصفي أو الشقيقة أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) اضطرابًا معقّدًا يتميز بمعاناة المصاب من نوبات متكررة من الصداع والتي غالبًا ما تحدث في أحد جانبي الرأس فقط، وقد يُصاحب هذا الصداع ظهور العديد من الأعراض؛ فيمكن أن يُعاني المُصاب من التقيؤ والشعور بالغثيان، واضطرابات في الرؤية، إضافة إلى زيادة الحساسية تجاه سماع الأصوات أو التعرض إلى الضوء، وغالبًا ما تستمر هذه النوبات ما بين 4 ساعات إلى 3 أيام، ويُمكن أن تتكرر عدّة مرّات خلال الأسبوع لدى بعض الأفراد، في حين تحصل هذه النوبات لدى البعض الآخر مرة كل بضع سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشقيقة أكثر شيوعًا لدى النساء، ولكنها بشكل عام تُصنف من المشاكل الصحية التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب.[١][٢]

في الحقيقة يعاني بعض المصابين بالشقيقة من ظهور بعض العلامات قبل حدوث نوبة الشقيقة أو بالتزامن مع حدوثها، حيث تعرف هذه العلامات بالهالة (بالإنجليزية: Aura)، وهي علامات تحذيرية تنبّىء المُصاب باقتراب حدوث نوبة الشقيقة، وقد تتمثل الهالة بالمعاناة من اضطرابات بصرية؛ مثل: رؤية بقع مُعتمة أو ومضات ضوئية، أو قد تتمثل بحدوث اضطرابات أخرى كصعوبة التحدّث أو المعاناة من وخز أو تنميل في جهة واحدة من الوجه أو اليد أو الساق،[٣] وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ نسبة الانتشار الحالي لاضطراب الشقيقة تبلغ 10% حول العالم.[٤]

أعراض الشقيقة

تحدث الشقيقة في الصباح بشكل شائع؛ وعادةً ما يُعاني الفرد منها عند استيقاظه، ويمكن التنبؤ بالأوقات التي قد تحدث فيها أعراض الشقيقة عند بعض الناس؛ فمثلاً في الوقت الذي يسبق حدوث الدورة الشهرية، أو بعد القيام بعمل شاق، وتمر الشقيقة بأربع مراحل مختلفة، وفي الواقع قد لا يمرّ المصاب بكل هذه المراحل عند التعرّض لكلّ نوبة صُداع، ويمكن بيان مراحل نوبة الشقيقة بشيء من التفصيل كما يأتي:[٥]

  • البادرة: تبدأ المرحلة الأولى التي تعرف بالبادرة (بالإنجليزية: Prodrome) قبل فترة زمنية تصل إلى 24 ساعة من وقت حدوث نوبة الشقيقة، ويمكن أن تظهر بعض العلامات والأعراض المبكّرة في هذه المرحلة؛ كالتقلب غير المُبرر في المزاج، واحتباس السوائل في الجسم، وزيادة التبوّل، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتثاؤب غير المسيطر عليه.
  • الهالة: وهي المرحلة الثانية من مراحل الشقيقة، ويمكن أن تحدث قبل نوبة الصداع بقليل أو أثناء حدوثها، وتتمثّل الهالة برؤية وميض أو ضوء ساطع، أو خطوط متعرجة من الضوء، أو قد تتمثل الهالة بضعف بالعضلات، أو شعور المصاب كأنّ أحدًا قد لمسه أو أمسكه.
  • الصداع: تعدّ المرحلة الثالثة مرحلة حدوث نوبة الصداع، والتي عادةً ما تبدأ بالتدريج إلى أن تصل لتكون أكثر شدة، وكما ذكرنا سابقًًا في الغالب تكون نوبة الشقيقة على شكل ألم نابض في جهة واحدة من الرأس، وأحياناً قد تحدث النوبة دون المعاناة من ألم أو صُداع في الرأس، ومن الأعراض الأخرى التي قد تُصاحب الشقيقة ما يأتي:
    • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
    • زيادة التحسس من الروائح، والإزعاج، والإضاءة.
    • تفاقم الألم عند السعال، أو العطاس، أو الحركة.
  • مرحلة ما بعد النوبة: وهي المرحلة الأخيرة، ويشعر بها المُصاب بالإرهاق والتعب والتشويش، ويمكن لمرحلة ما بعد النوبة أن تستمر لمدة يوم كامل.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض مرض الشقيقة).

أنواع صداع الشقيقة

تتعدّد أنواع الشقيقة، ويمكن بيانها بشيء من التفصيل كما يأتي:[٦]

  • الشقيقة الكلاسيكية: (بالإنجليزية: Classic migraines) أو الشقيقة المعقّدة (بالإنجليزية: Complicated migraines) أو الشقيقة مع هالة، والتي تبدأ بحدوث الهالة التي تُنذر بالنوبة؛ والتي تستمر فترة زمنية تتراوح بين 15-30 دقيقة، وغالبًا ما تتضمّن حدوث اضطرابات وتغيرات في الرؤية تم التطرق إليها سابقًا، إضافة إلى إمكانية الفقدان المؤقت لجزء من الرؤية، وقد يرافق ذلك الشعور بضعف في جهة واحدة من الجسم، أو حدوث اضطراب في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يعاني المصاب من آلام الرأس التي تتركز في جهة واحدة أو في كلتا الجهتين، وأحياناً قد يتزامن حدوث هذه الآلام مع الهالة أو قد لا تحدث أصلاً.
  • الشقيقة الشائعة: (بالإنجليزية: Common migraines)، وتُسمى بالشقيقة دون هالة؛ وذلك بسبب حدوث نوبة الشقيقة دون المرور بمرحلة الهالة، ويحدث هذا النوع من الشقيقة لدى معظم المصابين، وقد يحدث هذا النوع ببطء مقارنة بالشقيقة الكلاسيكية، ويستمر لفترة أطول، إضافةً إلى أنه يؤثر بشكل أكبر في قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة اليومية، وقد يحدث الأم في جهة واحدة فقط من الرأس.
  • الشقيقة الصامتة: (بالإنجليزية: Silent migraines)، أو الشقيقة دون ألم الرأس، والتي تحدث دون أن يرافقها شعور بألم في الرأس؛ أو على الأقل لا يشعر بآلام الشقيقة المعتادة حول العينين، في حين يشعر المُصاب بأعراض الشقيقة الأخرى، وقد تتضمن وجود مرحلة الهالة، وكذلك يمكن أن يشعر المُصاب بالشقيقة الصامتة بحساسية تجاه الإضاءة والصوت كما في غيرها من الأنواع.
  • الشقيقة الفالجية: (بالإنجليزية: Hemiplegic Migraine)، يعد هذا النوع نادر الحدوث، وحقيقة تُشبه الشقيقة الفالجية السكتة الدماغية؛ حيث يعاني المصاب من ضعف مؤقت في جهة واحدة من الجسم؛ ويمكن أن يؤثر هذا الضعف في الوجه والذراع أو الساق، وقد يستمر ذلك لفترة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى أيام، وغالباً ما يتلاشى خلال 24 ساعة، وقد يحدث ألم الرأس قبل أو بعد ذلك.
  • الشقيقة الشبكية: (بالإنجليزية: Retinal migraines) أو الشقيقة العينية (بالإنجليزية: Ocular migraines)، تتسبب هذه الشقيقة بفقدان مؤقت للبصر في عين واحدة، والذي يعدّ شكلًا خاصًّا من أشكال الهالة، ويمكن أن يستمر ذلك من دقيقة واحدة إلى عدّة أشهر، وعادةً ما يستعيد المُصاب نظره الطبيعي بشكل كامل، وفي الحقيقة قد يكون هذا النوع من الشقيقة عَرَضًا لحالة أكثر خطورة من ذلك، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الإصابة بهذا النوع من الشقيقة.[٧]

أسباب الشقيقة

إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الشقيقة غير معروف، ويعتقد أغلب الباحثين أنّ حدوث تغيرات غير طبيعية في مستويات مواد معينة يتم إنتاجها في الدماغ بشكل طبيعي هو ما يُسبب المعاناة من نوبة الشقيقة، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع نسب هذه المواد إلى حدوث التهاب ينتُج عنه تورّم الأوعية الدموية في الدماغ؛ ممّا يؤدّي إلى إحداث ضغط على الأعصاب القريبة من هذه الأوعية والتسبب بالشعور بالألم، ومن ناحية أخرى توجد علاقة تربط بين الجينات وحدوث الشقيقة؛ فقد يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة جينات غير طبيعية مسؤولة عن التحكم بوظائف خلايا دماغية معينة.[٨]

ولمعرفة المزيد عن أسباب الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب الشقيقة).

العوامل المحفّزة لنوبات الشقيقة

توجد العديد من العوامل التي قد تحفِّز حدوث النوبات لدى المصابين بالشقيقة، وينبغي التأكيد على أن تأثير هذه العوامل في تحفيز نوبات الصداع يتفاوت من شخص إلى آخر، ولا يُشترط أن تُحفِز العوامل حدوث النوبات لجميع المصابين؛ إذ يُمكن أن يتعرض المصابون بالشقيقة لهذه العوامل المحفِزة ولا يشعرون بزيادة ظهور النوبات لديهم، ولذلك من المهم مراقبة تأثير العوامل المُحَفِّزة في ظهور نوبات الصداع وتسجيل العوامل التي يُلاحظ الفرد أنها تُحفِّز نوبات الشقيقة لديه والحرص على تجنبها،[٩] وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٠]

  • بعض العوامل البيئية: مثل: تغيُّرات الطقس، والتعرُّض لأشعة الشمس الساطعة، واستنشاق بعض الروائح وعوامل التلوث؛ كالأبخرة والمواد الكيميائية.
  • حدوث تغييرات في نمط وعدد ساعات النوم؛ كقلة النوم أو النوم الزائد.
  • التعرض لبعض الظروف التي قد تُسبب التوتر والضغط النفسي؛ سواء في العمل أو المنزل؛ كالزواج، أو الوفاة، أو الطلاق، أو ضغوطات العمل غير المتوقعة، أو ترك العمل.
  • التعرّض لإصابات جسدية؛ كإصابة الرأس.
  • الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
  • حدوث تغيُّرات هرمونية، ويجدر التنويه إلى تفاوت تأثير هرمون الإستروجين في تكرار وشدة نوبات الشقيقة لدى النساء؛ فقد يزداد الصداع سُوءاً لدى بعض النساء اللاتي يتناولن حبوب تنظيم الحمل المحتوية على هرمون الإستروجين أو اللاتي يلجأن للعلاج بالهرمونات البديلة، بينما يشعر البعض الآخر منهن بالتحسّن عند استخدام ما سبق، وعلى وجه مماثل تعاني بعض السيدات الحوامل من زيادة عدد أو شدة نوبات الصداع لديها خلال فترة الحمل، في حين تتحسّن وتقل أعراض النوبة لدى حوامل أخريات.[١٠][١١]
  • الصيام أو تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية أو عدم تناولها؛ وفي الحقيقة يجدر ذكر العديد من الأمثلة على الأطعمة التي وُجِد أنها تُحفز نوبات الشقيقة لدى بعض المصابين، مثل: الأطعمة التي تحتوي على الهستامين، والأطعمة التي تحتوي على مادة جلوتومات أُحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate)، والشوكولاتة، ومنتجات الألبان، والمحلِّيات الصناعية مثل الأسبارتام، والكافيين، واللحوم المعالجة، وأي مادة لها رائحة قوية، ومن الجدير بالإشارة أنّه وُجِد أنّ الإفراط في تناول الكافيين يؤدّي إلى تفاقم أعراض الشقيقة لدى العديد من الأفراد، في حين على العكس تمامًا يمكن للكافيين إيقاف أعراض الشقيقة لدى البعض الآخر.[١٢]

تشخيص الإصابة بالشقيقة

في الواقع لا يوجد اختبار محدد يمكن إجراؤه لتشخيص الإصابة بالشقيقة، ومن أجل ذلك يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي للمصاب واستبعاد المُسببات الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث النوبات، وذلك من خلال ما يأتي:[١٣]

  • التاريخ المرضي: إذ يجب تزويد الطبيب بالتاريخ المرضي الدقيق للمصاب وكافة التفاصيل المتعلّقة بالمعاناة من الصداع أو أي أعراض أخرى، ثم تحليل هذه المعلومات التي تتضمن عدد مرات التعرُِض لنوبات الصداع، ومدى شدة الألم الناتج عنها، والأعراض المصاحبة لذلك، إضافة إلى مدى تأثير الصداع في الأنشطة اليومية للمصاب، والتاريخ العائلي للمعاناة من الصداع، وكذلك تفاصيل أي علاج تم استخدامه سابقًا ومدى فعالية هذا العلاج في التخلّص من النوبات.
  • الفحص الشامل: كإجراء تقييم عصبي شامل للمصاب.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (تشخيص مرض الشقيقة).

علاج الشقيقة

يهدف علاج الشقيقة إلى إيقاف أعراض المرض ومنع تكرار حدوث نوباته في المستقبل، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على عدة عوامل تتضمن: شدة الصداع ومدى تكراره، ومصاحبة النوبة للشعور بالغثيان والتقيؤ، ووجود حالات مرضية أخرى لدى المصاب، إضافة إلى مدى تأثير النوبة عليه، ويُقسم علاج الشقيقة إلى شكلين، هما:[١٤]

  • الأدوية المسكّنة للألم: صُمّمت من أجل إيقاف أعراض الشقيقة، ويمكن تناول أدوية تسكين الألم خلال نوبة الصداع.
  • الأدوية الوقائية: تستخدم هذه الأدوية بانتظام بهدف التقليل من عدد النوبات أو شدتها، وغالبًا ما يكون استخدامها بشكل يومي.

الأدوية المسكنة للنوبة

تُستخدم الأدوية المسكنة للنوبة لتخفيف آلام الشقيقة والأعراض المرافقة لها، وإنّ الوقت المناسب لاستخدام هذه الأدوية هو عند بدء أعراض ونوبة الصداع،[١٤] وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٥]

  • مسكّنات الألم: يمكن أن تُساعد مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية كالآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) على تخفيف أعراض الشقيقة؛ وينصح بتناول هذه المسكنات في بداية التعرض للنوبة حيث تكون أكثر فعالية في هذه الفترة؛ إذ تمنح وقتًا كافيًا ليتم امتصاصه في الدورة الدموية ممّا يؤدي إلى تخفيف الأعراض، ومن الجدير بالذكر أن المسكنات التي تتوفر على شكل تحاميل تُعدّ الحل الأمثل في حال عدم قدرة المريض على بلع الأقراص الدوائية؛ كمن يُعاني من الغثيان والتقيؤ.
  • التريبتانات: (بالإنجليزية: Triptans)، في حال كانت مسكنات الألم غير فعّالة في تخفيف أعراض الشقيقة؛ فيمكن أن يوصي الطبيب باستخدام نوع من الأدوية يُسمّى بالتريبتانات كدواء مساند لمسكنات الألم؛ وهي أدوية خاصة تخفف وتُسكِّن ألم الشقيقة، ويُعتقد أن آلية عمل عائلة التريبتانات تتمثّل بعكس التغيرات الحاصلة في الدماغ التي قد تسبّب حدوث نوبة الشقيقة، ويجدر بالذكر أنّ هذه الأدوية قد تتسبّب بحدوث العديد من الآثار الجانبية التي عادةً ما تكون طفيفة وتختفي من تلقاء نفسها، ويُوصى بمراجعة الطبيب بعد إنهاء الفترة الأولى من العلاج بالتريبتانات؛ وذلك لمناقشة مدى فعاليته وتأثيره العلاجي على المصاب وإمكانية استمراره في استخدامه أو الاستعاضة عنه بدواء آخر.
  • مضادات القيء: (بالإنجليزية: Anti-emetics)، يمكن أن يصف الطبيب مضادات القيء إلى جانب مسكنات الألم أو التربيتانات في الحالات التي تكون نوبات الشقيقة مصحوبة بالشعور بالغثيان، وكما في مسكنات الألم فإنّ أفضل وقت يمكن استخدام مضادات التقيؤ فيه هو الوقت الذي تبدأ فيه أعراض الشقيقة بالظهور.
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٤]
    • الأدوية الأفيونية (بالإنجليزية:Opioid medication): عادةً ما يتم وصف الأدوية الأفيونية فقط في حال لم تُجدِ الأدوية الأخرى نفعًا مع المصاب أو في حال عدم استطاعة المصاب تناول الأدوية السابقة لعلاج الشقيقة؛ وذلك لإمكانية تسبّبها بالإدمان لدى المصاب.
    • ثنائي هيدروإرغوتامين ( بالإنجليزية: Dihydroergotamines).
    • لاسميتيدان (بالإنجليزية: Lasmiditan).

الأدوية الوقائية

يمكن الحدّ من تكرار نوبات الشقيقة بمساعدة الأدوية الوقائية على اختلاف أنواعها، حيث يهدف العلاج الوقائي إلى تقليل عدد مرات الإصابة بالشقيقة وكذلك تقليل مدى شدة النوبة ومدة استمرارها، ففي حال كان المريض يُعاني من تكرار نوبات الصداع أو شدتها، أو استمرارها لفترات طويلة؛ فيُمكن للطبيب أن يوصي بتناول الأدوية الوقائية،[١٤] حيث يتم اختيار الدواء المناسب بناءً على مدى تأثيره المحتمل في المشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها المصاب، إضافةً إلى الآثار الجانبية الخاصة بكل دواء، وتُوصف هذه الأدوية بجرعات منخفضة في البداية، ومن ثم يتم تدريجيًّا زيادة هذه الجرعة للوصول إلى ما يناسب وضع المصاب، وتحتاج هذه الأدوية فترة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تبدأ نتائجها بالظهور، وقد تستغرق فترة تتراوح ما بين ثمانية أسابيع إلى اثني عشر أسبوعًا للوصول إلى أقصى تأثيرٍ علاجي لها،[١٦] وفيما يأتي نتطرق لذكر بعض هذه الأدوية الوقائية:[١٤]

  • بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم: وتتضمن حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
  • بعض الأدوية المضادة للاكتئاب: كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتحديداً دواء أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline).
  • بعض الأدوية المضادة للتشنجات: (بالإنجليزية: Anti-seizure drugs)، مثل الفالبروات (بالإنجليزية: Valproate) والتوبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate).
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • حقن البوتوكس: (بالإنجليزية: Botox injections)، يمكن أن تمنع هذه الحقن حدوث الشقيقة لدى بعض البالغين، ويتم استخدامها كل 12 أسبوعًا تقريبًا.
    • الأجسام المضادة أحادية النسيلة الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين: (بالإنجليزية: Calcitonin gene-related peptide monoclonal antibodies)، وتُعد من أحدث الأدوية المُصرَّح باستخدامها مؤخّرًا من قبل منظمة الغذاء والدواء لعلاج الشقيقة، ويتم حقن المريض بها شهريًا.

ولمعرفة المزيد عن علاج الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج الصداع النصفي).

نصائح للمصابين بصداع الشقيقة

تُشكّل الأدوية المستخدمة في علاج ومنع حدوث نوبات الشقيقة والتي تم ذكرها سابقًا إحدى الطرق الممكن استخدامها لتخفيف الشقيقة؛ حيث توجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للمصاب اتباعها من أجل ذلك، بدءًا من اعتناء المصاب بنفسه، وفهم كيفية التعامل مع ألم الصداع في حال التعرض للنوبة، وفي الواقع إنّ الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع الشقيقة تكمن في معرفة كيفية إدارة السلوك ونمط الحياة عند مواجهة النوبة؛ وذلك إلى جانب تناول أدوية الشقيقة، إذ يمكن التقليل من شدة الصداع ومدى تكراره من خلال اتباع نمط حياة يُعزز الحياة الصحيّة الجيدة، وتتعدد النصائح والإرشادات التي يُمكن اتباعها من قِبل المُصابين بالشقيقة، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٧]

نصائح للتعامل مع نوبة الشقيقة عند ظهورها

في حال التعرض لنوبة الشقيقة يُمكن اتّباع الطرق التي سبق أن نجحت في المساعدة على تخطّي النوبة، والتي قد تتضمّن ما يأتي:[٨]

  • تناول أدوية الشقيقة التي وصفها الطبيب فور ظهور الأعراض.
  • شُرب السوائل خلال نوبة الصداع في حال لم يشعر المُصاب بالغثيان.
  • أخذ قسط من الراحة والاستلقاء في غرفة هادئة ومُعتمة.
  • الضغط على مكان الشعور بالألم أو فركه، ويمكن وضع قطعة قماش باردة على الرأس.
  • إجراء بعض تمارين الاسترخاء والتدليك.

يُمكن أن تؤثّر نوبة الشقيقة في قُدرة المصاب على القيادة بأمان سواء كان ذلك بسبب التعرض للنوبة أو بسبب تناول الأدوية، إذ يمكن أن يتعرض بعض المصابين أثناء القيادة لأعراض الشقيقة كحدوث دوخة أو صعوبة في التركيز أو اضطرابات بصرية؛ تجعل المصاب أو الآخرين عُرضة لخطر الحوادث والإصابات، ومن الجدير بالذكر أنه في حال التعرُّض للنوبة أثناء القيادة، يجب على المُصاب إيقاف السيارة على الفور واستخدام الأدوية المناسبة، مع ضرورة التأكيد على عدم القيادة مرة أخرى إلى حين انتهاء النوبة، كما يجب التأكد من أن الأدوية التي تم استخدامها لا تتداخل مع قدرة الشخص على القيادة بأمان.[١٨]

نصائح للحد من ظهور نوبات الشقيقة

للحد من ظهور نوبات الشقيقة، يُنصح باتباع الارشادات الآتية:[١٩]
  • النوم لساعات كافية؛ وذلك لأنّ قلة النوم قد تكون هي السبب الكامن وراء تحفيز ظهور الشقيقة.
  • تجنُّب محفزات الشقيقة؛ فقد يكون سبب التعرض لحدوث نوبة الشقيقة هو تناول بعض الأغذية التي من شأنها أن تُحفز النوبة لدى بعض الأشخاص، كما يمكن أن يكون التحفيز باستنشاق بعض مواد التنظيف أو مواد التجميل أو غير ذلك، فيُنصح بتوخي الحذر وتجنُّب أي من هذه المحفّزات، وفي هذا السياق يُشار إلى أهمية تخصيص مدوّنة لتسجيل العوامل المُحفّزة وعلاقتها بالشقيقة لديه.
  • السيطرة على التوتر وإجراء بعض التمارين التي تساعد على الاسترخاء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام؛ مع الحرص على اتباع نظام غذائي صحي؛ حيث يُمكن أن يُساعد ذلك على فقدان الوزن والمحافظة على صحة الجسم، ولتجنب تحفيز نوبة الشقيقة بسبب الرياضة العنيفة أو المفاجئة؛ يُنصح بالبدء بتمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة، وكذلك الحرص على شرب المياه بكميات كافية، وبشكل عام تُعد السباحة والمشي وركوب الدراجة من التمارين الرياضية الآمنة التي يُمكن ممارستها.[٢٠]

نصائح لتجنب الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية

إنّ الإفراط في تناول جرعات بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الشقيقة؛ مثل: الباراسيتامول، والأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) التي يُعدّ الآيبوبروفين أحدها، والتريبتانات؛ يُمكن أن يؤدي إلى ما يُسمّى بالصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache)، ويُعرف أيضًا بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound headaches)، ولتجنُّب حدوث ذلك؛ ينبغي استخدام الأدوية بحسب إرشادات الطبيب.[٢١]

نصائح خاصة بالنساء

نصائح خاصة بفترة الحمل والرضاعة

تُنصح النساء المرضعات والحوامل واللواتي يُخططن للحمل بمراجعة الطبيب في حال المعاناة من الشقيقة، وذلك لوصف الدواء الآمن والمناسب في كل حالة، إذ يمكن أن تتسبّب بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الشقيقة كالأسبرين والآيبوبروفين بحدوث مشاكل وعيوب خَلقيّة للجنين خلال فترة الحمل، كما يمكن أن تصل بعض الأدوية عبر حليب الأم المرضع إلى الرضيع مؤدية إلى حدوث مشاكل له، وعلى الصعيد الآخر تُنصح الحامل بممارسة تمارين الاسترخاء واستخدام الكمادات الباردة التي قد تساهم في تخفيف ألم الصداع، ومن الجدير بالذكر أن غالبية السيدات الحوامل اللواتي يعانين من الشقيقة تتحسن الأعراض لديهن أو تتوقف بدءًا من الشهر الثالث من الحمل تقريبًا.[٨]

نصائح خاصة باستخدام حبوب منع الحمل

كما ذكرنا يُمكن أن تُعاني بعض النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل من زيادة شدة نوبة الشقيقة لديهن، وفي مثل هذه الحالات تحدث نوبة الصداع لديهن خلال الأسبوع الأخير من الدورة؛ حيث يعود السبب إلى عدم احتواء آخر سبع حبوب من حبوب منع الحمل على الهرمونات في العادة؛ لذلك ينخفض مستوى هرمون الإستروجين في جسم المرأة بشكل حاد ليحفز بعدها ظهور نوبة الصداع، وفي مثل هذه الحالات تُنصح السيدات بمراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى أنّ تغيير نمط الحياة كتناول غذاء صحي والحصول على ساعات كافية من النوم يمكن أن يُحسن من الشقيقة، وعلى العكس تمامًا يمكن أن تشعر بعض السيدات بانخفاض عدد وشدة النوبات، في حين قد لا يتأثر الصداع لدى البعض الآخر بهذه الحبوب على الإطلاق، ولا يوجد سبب واضح لتفسير تلك الردود المختلفة.[٨]

فيديو الشقيقة وعلاجها

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن الشقيقة وعلاجها:

المراجع

  1. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  2. “Migraine”, www.brainandspine.org.uk, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  3. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  4. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 27-12-2019. Edited.
  5. “Migraine”, medlineplus.gov, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  6. “Migraines”, familydoctor.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  7. “What Type of Headache Do You Have?”, americanmigrainefoundation.org,9-5-2017، Retrieved 22-12-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Migraine”, www.womenshealth.gov, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  9. Am Fam Physician (1-11-2005), “Migraine Headaches: How to Deal with the Pain”، www.aafp.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب “Headache Hygiene – What is It?”, americanmigrainefoundation.org,12-4-2016، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  11. “Migraine And Pregnancy: What Moms-to-Be Need To Know”, americanmigrainefoundation.org,11-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  12. “Top 10 Migraine Triggers and How to Deal with Them”, americanmigrainefoundation.org,27-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  13. “Diagnosis”, www.migrainetrust.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  15. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  16. “Treatment of Migraine Headaches”, www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  17. “Migraines: Simple steps to head off the pain”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  18. “Can I drive with migraine?”, www.migrainetrust.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  19. Heidi Moawad, MD , “How to Prevent Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  20. Tolu Ajiboye, “How to Cope With Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  21. R Joshua Wootton, MDiv, PhDNarayan R Kissoon, MD, “Patient education: Migraines in adults (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

نظرة حول الشقيقة

يعدّ الصداع النصفي أو الشقيقة أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) اضطرابًا معقّدًا يتميز بمعاناة المصاب من نوبات متكررة من الصداع والتي غالبًا ما تحدث في أحد جانبي الرأس فقط، وقد يُصاحب هذا الصداع ظهور العديد من الأعراض؛ فيمكن أن يُعاني المُصاب من التقيؤ والشعور بالغثيان، واضطرابات في الرؤية، إضافة إلى زيادة الحساسية تجاه سماع الأصوات أو التعرض إلى الضوء، وغالبًا ما تستمر هذه النوبات ما بين 4 ساعات إلى 3 أيام، ويُمكن أن تتكرر عدّة مرّات خلال الأسبوع لدى بعض الأفراد، في حين تحصل هذه النوبات لدى البعض الآخر مرة كل بضع سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشقيقة أكثر شيوعًا لدى النساء، ولكنها بشكل عام تُصنف من المشاكل الصحية التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب.[١][٢]

في الحقيقة يعاني بعض المصابين بالشقيقة من ظهور بعض العلامات قبل حدوث نوبة الشقيقة أو بالتزامن مع حدوثها، حيث تعرف هذه العلامات بالهالة (بالإنجليزية: Aura)، وهي علامات تحذيرية تنبّىء المُصاب باقتراب حدوث نوبة الشقيقة، وقد تتمثل الهالة بالمعاناة من اضطرابات بصرية؛ مثل: رؤية بقع مُعتمة أو ومضات ضوئية، أو قد تتمثل بحدوث اضطرابات أخرى كصعوبة التحدّث أو المعاناة من وخز أو تنميل في جهة واحدة من الوجه أو اليد أو الساق،[٣] وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ نسبة الانتشار الحالي لاضطراب الشقيقة تبلغ 10% حول العالم.[٤]

أعراض الشقيقة

تحدث الشقيقة في الصباح بشكل شائع؛ وعادةً ما يُعاني الفرد منها عند استيقاظه، ويمكن التنبؤ بالأوقات التي قد تحدث فيها أعراض الشقيقة عند بعض الناس؛ فمثلاً في الوقت الذي يسبق حدوث الدورة الشهرية، أو بعد القيام بعمل شاق، وتمر الشقيقة بأربع مراحل مختلفة، وفي الواقع قد لا يمرّ المصاب بكل هذه المراحل عند التعرّض لكلّ نوبة صُداع، ويمكن بيان مراحل نوبة الشقيقة بشيء من التفصيل كما يأتي:[٥]

  • البادرة: تبدأ المرحلة الأولى التي تعرف بالبادرة (بالإنجليزية: Prodrome) قبل فترة زمنية تصل إلى 24 ساعة من وقت حدوث نوبة الشقيقة، ويمكن أن تظهر بعض العلامات والأعراض المبكّرة في هذه المرحلة؛ كالتقلب غير المُبرر في المزاج، واحتباس السوائل في الجسم، وزيادة التبوّل، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتثاؤب غير المسيطر عليه.
  • الهالة: وهي المرحلة الثانية من مراحل الشقيقة، ويمكن أن تحدث قبل نوبة الصداع بقليل أو أثناء حدوثها، وتتمثّل الهالة برؤية وميض أو ضوء ساطع، أو خطوط متعرجة من الضوء، أو قد تتمثل الهالة بضعف بالعضلات، أو شعور المصاب كأنّ أحدًا قد لمسه أو أمسكه.
  • الصداع: تعدّ المرحلة الثالثة مرحلة حدوث نوبة الصداع، والتي عادةً ما تبدأ بالتدريج إلى أن تصل لتكون أكثر شدة، وكما ذكرنا سابقًًا في الغالب تكون نوبة الشقيقة على شكل ألم نابض في جهة واحدة من الرأس، وأحياناً قد تحدث النوبة دون المعاناة من ألم أو صُداع في الرأس، ومن الأعراض الأخرى التي قد تُصاحب الشقيقة ما يأتي:
    • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
    • زيادة التحسس من الروائح، والإزعاج، والإضاءة.
    • تفاقم الألم عند السعال، أو العطاس، أو الحركة.
  • مرحلة ما بعد النوبة: وهي المرحلة الأخيرة، ويشعر بها المُصاب بالإرهاق والتعب والتشويش، ويمكن لمرحلة ما بعد النوبة أن تستمر لمدة يوم كامل.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض مرض الشقيقة).

أنواع صداع الشقيقة

تتعدّد أنواع الشقيقة، ويمكن بيانها بشيء من التفصيل كما يأتي:[٦]

  • الشقيقة الكلاسيكية: (بالإنجليزية: Classic migraines) أو الشقيقة المعقّدة (بالإنجليزية: Complicated migraines) أو الشقيقة مع هالة، والتي تبدأ بحدوث الهالة التي تُنذر بالنوبة؛ والتي تستمر فترة زمنية تتراوح بين 15-30 دقيقة، وغالبًا ما تتضمّن حدوث اضطرابات وتغيرات في الرؤية تم التطرق إليها سابقًا، إضافة إلى إمكانية الفقدان المؤقت لجزء من الرؤية، وقد يرافق ذلك الشعور بضعف في جهة واحدة من الجسم، أو حدوث اضطراب في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يعاني المصاب من آلام الرأس التي تتركز في جهة واحدة أو في كلتا الجهتين، وأحياناً قد يتزامن حدوث هذه الآلام مع الهالة أو قد لا تحدث أصلاً.
  • الشقيقة الشائعة: (بالإنجليزية: Common migraines)، وتُسمى بالشقيقة دون هالة؛ وذلك بسبب حدوث نوبة الشقيقة دون المرور بمرحلة الهالة، ويحدث هذا النوع من الشقيقة لدى معظم المصابين، وقد يحدث هذا النوع ببطء مقارنة بالشقيقة الكلاسيكية، ويستمر لفترة أطول، إضافةً إلى أنه يؤثر بشكل أكبر في قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة اليومية، وقد يحدث الأم في جهة واحدة فقط من الرأس.
  • الشقيقة الصامتة: (بالإنجليزية: Silent migraines)، أو الشقيقة دون ألم الرأس، والتي تحدث دون أن يرافقها شعور بألم في الرأس؛ أو على الأقل لا يشعر بآلام الشقيقة المعتادة حول العينين، في حين يشعر المُصاب بأعراض الشقيقة الأخرى، وقد تتضمن وجود مرحلة الهالة، وكذلك يمكن أن يشعر المُصاب بالشقيقة الصامتة بحساسية تجاه الإضاءة والصوت كما في غيرها من الأنواع.
  • الشقيقة الفالجية: (بالإنجليزية: Hemiplegic Migraine)، يعد هذا النوع نادر الحدوث، وحقيقة تُشبه الشقيقة الفالجية السكتة الدماغية؛ حيث يعاني المصاب من ضعف مؤقت في جهة واحدة من الجسم؛ ويمكن أن يؤثر هذا الضعف في الوجه والذراع أو الساق، وقد يستمر ذلك لفترة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى أيام، وغالباً ما يتلاشى خلال 24 ساعة، وقد يحدث ألم الرأس قبل أو بعد ذلك.
  • الشقيقة الشبكية: (بالإنجليزية: Retinal migraines) أو الشقيقة العينية (بالإنجليزية: Ocular migraines)، تتسبب هذه الشقيقة بفقدان مؤقت للبصر في عين واحدة، والذي يعدّ شكلًا خاصًّا من أشكال الهالة، ويمكن أن يستمر ذلك من دقيقة واحدة إلى عدّة أشهر، وعادةً ما يستعيد المُصاب نظره الطبيعي بشكل كامل، وفي الحقيقة قد يكون هذا النوع من الشقيقة عَرَضًا لحالة أكثر خطورة من ذلك، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الإصابة بهذا النوع من الشقيقة.[٧]

أسباب الشقيقة

إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الشقيقة غير معروف، ويعتقد أغلب الباحثين أنّ حدوث تغيرات غير طبيعية في مستويات مواد معينة يتم إنتاجها في الدماغ بشكل طبيعي هو ما يُسبب المعاناة من نوبة الشقيقة، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع نسب هذه المواد إلى حدوث التهاب ينتُج عنه تورّم الأوعية الدموية في الدماغ؛ ممّا يؤدّي إلى إحداث ضغط على الأعصاب القريبة من هذه الأوعية والتسبب بالشعور بالألم، ومن ناحية أخرى توجد علاقة تربط بين الجينات وحدوث الشقيقة؛ فقد يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة جينات غير طبيعية مسؤولة عن التحكم بوظائف خلايا دماغية معينة.[٨]

ولمعرفة المزيد عن أسباب الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب الشقيقة).

العوامل المحفّزة لنوبات الشقيقة

توجد العديد من العوامل التي قد تحفِّز حدوث النوبات لدى المصابين بالشقيقة، وينبغي التأكيد على أن تأثير هذه العوامل في تحفيز نوبات الصداع يتفاوت من شخص إلى آخر، ولا يُشترط أن تُحفِز العوامل حدوث النوبات لجميع المصابين؛ إذ يُمكن أن يتعرض المصابون بالشقيقة لهذه العوامل المحفِزة ولا يشعرون بزيادة ظهور النوبات لديهم، ولذلك من المهم مراقبة تأثير العوامل المُحَفِّزة في ظهور نوبات الصداع وتسجيل العوامل التي يُلاحظ الفرد أنها تُحفِّز نوبات الشقيقة لديه والحرص على تجنبها،[٩] وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٠]

  • بعض العوامل البيئية: مثل: تغيُّرات الطقس، والتعرُّض لأشعة الشمس الساطعة، واستنشاق بعض الروائح وعوامل التلوث؛ كالأبخرة والمواد الكيميائية.
  • حدوث تغييرات في نمط وعدد ساعات النوم؛ كقلة النوم أو النوم الزائد.
  • التعرض لبعض الظروف التي قد تُسبب التوتر والضغط النفسي؛ سواء في العمل أو المنزل؛ كالزواج، أو الوفاة، أو الطلاق، أو ضغوطات العمل غير المتوقعة، أو ترك العمل.
  • التعرّض لإصابات جسدية؛ كإصابة الرأس.
  • الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
  • حدوث تغيُّرات هرمونية، ويجدر التنويه إلى تفاوت تأثير هرمون الإستروجين في تكرار وشدة نوبات الشقيقة لدى النساء؛ فقد يزداد الصداع سُوءاً لدى بعض النساء اللاتي يتناولن حبوب تنظيم الحمل المحتوية على هرمون الإستروجين أو اللاتي يلجأن للعلاج بالهرمونات البديلة، بينما يشعر البعض الآخر منهن بالتحسّن عند استخدام ما سبق، وعلى وجه مماثل تعاني بعض السيدات الحوامل من زيادة عدد أو شدة نوبات الصداع لديها خلال فترة الحمل، في حين تتحسّن وتقل أعراض النوبة لدى حوامل أخريات.[١٠][١١]
  • الصيام أو تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية أو عدم تناولها؛ وفي الحقيقة يجدر ذكر العديد من الأمثلة على الأطعمة التي وُجِد أنها تُحفز نوبات الشقيقة لدى بعض المصابين، مثل: الأطعمة التي تحتوي على الهستامين، والأطعمة التي تحتوي على مادة جلوتومات أُحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate)، والشوكولاتة، ومنتجات الألبان، والمحلِّيات الصناعية مثل الأسبارتام، والكافيين، واللحوم المعالجة، وأي مادة لها رائحة قوية، ومن الجدير بالإشارة أنّه وُجِد أنّ الإفراط في تناول الكافيين يؤدّي إلى تفاقم أعراض الشقيقة لدى العديد من الأفراد، في حين على العكس تمامًا يمكن للكافيين إيقاف أعراض الشقيقة لدى البعض الآخر.[١٢]

تشخيص الإصابة بالشقيقة

في الواقع لا يوجد اختبار محدد يمكن إجراؤه لتشخيص الإصابة بالشقيقة، ومن أجل ذلك يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي للمصاب واستبعاد المُسببات الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث النوبات، وذلك من خلال ما يأتي:[١٣]

  • التاريخ المرضي: إذ يجب تزويد الطبيب بالتاريخ المرضي الدقيق للمصاب وكافة التفاصيل المتعلّقة بالمعاناة من الصداع أو أي أعراض أخرى، ثم تحليل هذه المعلومات التي تتضمن عدد مرات التعرُِض لنوبات الصداع، ومدى شدة الألم الناتج عنها، والأعراض المصاحبة لذلك، إضافة إلى مدى تأثير الصداع في الأنشطة اليومية للمصاب، والتاريخ العائلي للمعاناة من الصداع، وكذلك تفاصيل أي علاج تم استخدامه سابقًا ومدى فعالية هذا العلاج في التخلّص من النوبات.
  • الفحص الشامل: كإجراء تقييم عصبي شامل للمصاب.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (تشخيص مرض الشقيقة).

علاج الشقيقة

يهدف علاج الشقيقة إلى إيقاف أعراض المرض ومنع تكرار حدوث نوباته في المستقبل، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على عدة عوامل تتضمن: شدة الصداع ومدى تكراره، ومصاحبة النوبة للشعور بالغثيان والتقيؤ، ووجود حالات مرضية أخرى لدى المصاب، إضافة إلى مدى تأثير النوبة عليه، ويُقسم علاج الشقيقة إلى شكلين، هما:[١٤]

  • الأدوية المسكّنة للألم: صُمّمت من أجل إيقاف أعراض الشقيقة، ويمكن تناول أدوية تسكين الألم خلال نوبة الصداع.
  • الأدوية الوقائية: تستخدم هذه الأدوية بانتظام بهدف التقليل من عدد النوبات أو شدتها، وغالبًا ما يكون استخدامها بشكل يومي.

الأدوية المسكنة للنوبة

تُستخدم الأدوية المسكنة للنوبة لتخفيف آلام الشقيقة والأعراض المرافقة لها، وإنّ الوقت المناسب لاستخدام هذه الأدوية هو عند بدء أعراض ونوبة الصداع،[١٤] وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٥]

  • مسكّنات الألم: يمكن أن تُساعد مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية كالآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) على تخفيف أعراض الشقيقة؛ وينصح بتناول هذه المسكنات في بداية التعرض للنوبة حيث تكون أكثر فعالية في هذه الفترة؛ إذ تمنح وقتًا كافيًا ليتم امتصاصه في الدورة الدموية ممّا يؤدي إلى تخفيف الأعراض، ومن الجدير بالذكر أن المسكنات التي تتوفر على شكل تحاميل تُعدّ الحل الأمثل في حال عدم قدرة المريض على بلع الأقراص الدوائية؛ كمن يُعاني من الغثيان والتقيؤ.
  • التريبتانات: (بالإنجليزية: Triptans)، في حال كانت مسكنات الألم غير فعّالة في تخفيف أعراض الشقيقة؛ فيمكن أن يوصي الطبيب باستخدام نوع من الأدوية يُسمّى بالتريبتانات كدواء مساند لمسكنات الألم؛ وهي أدوية خاصة تخفف وتُسكِّن ألم الشقيقة، ويُعتقد أن آلية عمل عائلة التريبتانات تتمثّل بعكس التغيرات الحاصلة في الدماغ التي قد تسبّب حدوث نوبة الشقيقة، ويجدر بالذكر أنّ هذه الأدوية قد تتسبّب بحدوث العديد من الآثار الجانبية التي عادةً ما تكون طفيفة وتختفي من تلقاء نفسها، ويُوصى بمراجعة الطبيب بعد إنهاء الفترة الأولى من العلاج بالتريبتانات؛ وذلك لمناقشة مدى فعاليته وتأثيره العلاجي على المصاب وإمكانية استمراره في استخدامه أو الاستعاضة عنه بدواء آخر.
  • مضادات القيء: (بالإنجليزية: Anti-emetics)، يمكن أن يصف الطبيب مضادات القيء إلى جانب مسكنات الألم أو التربيتانات في الحالات التي تكون نوبات الشقيقة مصحوبة بالشعور بالغثيان، وكما في مسكنات الألم فإنّ أفضل وقت يمكن استخدام مضادات التقيؤ فيه هو الوقت الذي تبدأ فيه أعراض الشقيقة بالظهور.
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٤]
    • الأدوية الأفيونية (بالإنجليزية:Opioid medication): عادةً ما يتم وصف الأدوية الأفيونية فقط في حال لم تُجدِ الأدوية الأخرى نفعًا مع المصاب أو في حال عدم استطاعة المصاب تناول الأدوية السابقة لعلاج الشقيقة؛ وذلك لإمكانية تسبّبها بالإدمان لدى المصاب.
    • ثنائي هيدروإرغوتامين ( بالإنجليزية: Dihydroergotamines).
    • لاسميتيدان (بالإنجليزية: Lasmiditan).

الأدوية الوقائية

يمكن الحدّ من تكرار نوبات الشقيقة بمساعدة الأدوية الوقائية على اختلاف أنواعها، حيث يهدف العلاج الوقائي إلى تقليل عدد مرات الإصابة بالشقيقة وكذلك تقليل مدى شدة النوبة ومدة استمرارها، ففي حال كان المريض يُعاني من تكرار نوبات الصداع أو شدتها، أو استمرارها لفترات طويلة؛ فيُمكن للطبيب أن يوصي بتناول الأدوية الوقائية،[١٤] حيث يتم اختيار الدواء المناسب بناءً على مدى تأثيره المحتمل في المشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها المصاب، إضافةً إلى الآثار الجانبية الخاصة بكل دواء، وتُوصف هذه الأدوية بجرعات منخفضة في البداية، ومن ثم يتم تدريجيًّا زيادة هذه الجرعة للوصول إلى ما يناسب وضع المصاب، وتحتاج هذه الأدوية فترة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تبدأ نتائجها بالظهور، وقد تستغرق فترة تتراوح ما بين ثمانية أسابيع إلى اثني عشر أسبوعًا للوصول إلى أقصى تأثيرٍ علاجي لها،[١٦] وفيما يأتي نتطرق لذكر بعض هذه الأدوية الوقائية:[١٤]

  • بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم: وتتضمن حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
  • بعض الأدوية المضادة للاكتئاب: كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتحديداً دواء أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline).
  • بعض الأدوية المضادة للتشنجات: (بالإنجليزية: Anti-seizure drugs)، مثل الفالبروات (بالإنجليزية: Valproate) والتوبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate).
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • حقن البوتوكس: (بالإنجليزية: Botox injections)، يمكن أن تمنع هذه الحقن حدوث الشقيقة لدى بعض البالغين، ويتم استخدامها كل 12 أسبوعًا تقريبًا.
    • الأجسام المضادة أحادية النسيلة الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين: (بالإنجليزية: Calcitonin gene-related peptide monoclonal antibodies)، وتُعد من أحدث الأدوية المُصرَّح باستخدامها مؤخّرًا من قبل منظمة الغذاء والدواء لعلاج الشقيقة، ويتم حقن المريض بها شهريًا.

ولمعرفة المزيد عن علاج الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج الصداع النصفي).

نصائح للمصابين بصداع الشقيقة

تُشكّل الأدوية المستخدمة في علاج ومنع حدوث نوبات الشقيقة والتي تم ذكرها سابقًا إحدى الطرق الممكن استخدامها لتخفيف الشقيقة؛ حيث توجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للمصاب اتباعها من أجل ذلك، بدءًا من اعتناء المصاب بنفسه، وفهم كيفية التعامل مع ألم الصداع في حال التعرض للنوبة، وفي الواقع إنّ الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع الشقيقة تكمن في معرفة كيفية إدارة السلوك ونمط الحياة عند مواجهة النوبة؛ وذلك إلى جانب تناول أدوية الشقيقة، إذ يمكن التقليل من شدة الصداع ومدى تكراره من خلال اتباع نمط حياة يُعزز الحياة الصحيّة الجيدة، وتتعدد النصائح والإرشادات التي يُمكن اتباعها من قِبل المُصابين بالشقيقة، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٧]

نصائح للتعامل مع نوبة الشقيقة عند ظهورها

في حال التعرض لنوبة الشقيقة يُمكن اتّباع الطرق التي سبق أن نجحت في المساعدة على تخطّي النوبة، والتي قد تتضمّن ما يأتي:[٨]

  • تناول أدوية الشقيقة التي وصفها الطبيب فور ظهور الأعراض.
  • شُرب السوائل خلال نوبة الصداع في حال لم يشعر المُصاب بالغثيان.
  • أخذ قسط من الراحة والاستلقاء في غرفة هادئة ومُعتمة.
  • الضغط على مكان الشعور بالألم أو فركه، ويمكن وضع قطعة قماش باردة على الرأس.
  • إجراء بعض تمارين الاسترخاء والتدليك.

يُمكن أن تؤثّر نوبة الشقيقة في قُدرة المصاب على القيادة بأمان سواء كان ذلك بسبب التعرض للنوبة أو بسبب تناول الأدوية، إذ يمكن أن يتعرض بعض المصابين أثناء القيادة لأعراض الشقيقة كحدوث دوخة أو صعوبة في التركيز أو اضطرابات بصرية؛ تجعل المصاب أو الآخرين عُرضة لخطر الحوادث والإصابات، ومن الجدير بالذكر أنه في حال التعرُّض للنوبة أثناء القيادة، يجب على المُصاب إيقاف السيارة على الفور واستخدام الأدوية المناسبة، مع ضرورة التأكيد على عدم القيادة مرة أخرى إلى حين انتهاء النوبة، كما يجب التأكد من أن الأدوية التي تم استخدامها لا تتداخل مع قدرة الشخص على القيادة بأمان.[١٨]

نصائح للحد من ظهور نوبات الشقيقة

للحد من ظهور نوبات الشقيقة، يُنصح باتباع الارشادات الآتية:[١٩]
  • النوم لساعات كافية؛ وذلك لأنّ قلة النوم قد تكون هي السبب الكامن وراء تحفيز ظهور الشقيقة.
  • تجنُّب محفزات الشقيقة؛ فقد يكون سبب التعرض لحدوث نوبة الشقيقة هو تناول بعض الأغذية التي من شأنها أن تُحفز النوبة لدى بعض الأشخاص، كما يمكن أن يكون التحفيز باستنشاق بعض مواد التنظيف أو مواد التجميل أو غير ذلك، فيُنصح بتوخي الحذر وتجنُّب أي من هذه المحفّزات، وفي هذا السياق يُشار إلى أهمية تخصيص مدوّنة لتسجيل العوامل المُحفّزة وعلاقتها بالشقيقة لديه.
  • السيطرة على التوتر وإجراء بعض التمارين التي تساعد على الاسترخاء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام؛ مع الحرص على اتباع نظام غذائي صحي؛ حيث يُمكن أن يُساعد ذلك على فقدان الوزن والمحافظة على صحة الجسم، ولتجنب تحفيز نوبة الشقيقة بسبب الرياضة العنيفة أو المفاجئة؛ يُنصح بالبدء بتمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة، وكذلك الحرص على شرب المياه بكميات كافية، وبشكل عام تُعد السباحة والمشي وركوب الدراجة من التمارين الرياضية الآمنة التي يُمكن ممارستها.[٢٠]

نصائح لتجنب الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية

إنّ الإفراط في تناول جرعات بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الشقيقة؛ مثل: الباراسيتامول، والأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) التي يُعدّ الآيبوبروفين أحدها، والتريبتانات؛ يُمكن أن يؤدي إلى ما يُسمّى بالصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache)، ويُعرف أيضًا بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound headaches)، ولتجنُّب حدوث ذلك؛ ينبغي استخدام الأدوية بحسب إرشادات الطبيب.[٢١]

نصائح خاصة بالنساء

نصائح خاصة بفترة الحمل والرضاعة

تُنصح النساء المرضعات والحوامل واللواتي يُخططن للحمل بمراجعة الطبيب في حال المعاناة من الشقيقة، وذلك لوصف الدواء الآمن والمناسب في كل حالة، إذ يمكن أن تتسبّب بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الشقيقة كالأسبرين والآيبوبروفين بحدوث مشاكل وعيوب خَلقيّة للجنين خلال فترة الحمل، كما يمكن أن تصل بعض الأدوية عبر حليب الأم المرضع إلى الرضيع مؤدية إلى حدوث مشاكل له، وعلى الصعيد الآخر تُنصح الحامل بممارسة تمارين الاسترخاء واستخدام الكمادات الباردة التي قد تساهم في تخفيف ألم الصداع، ومن الجدير بالذكر أن غالبية السيدات الحوامل اللواتي يعانين من الشقيقة تتحسن الأعراض لديهن أو تتوقف بدءًا من الشهر الثالث من الحمل تقريبًا.[٨]

نصائح خاصة باستخدام حبوب منع الحمل

كما ذكرنا يُمكن أن تُعاني بعض النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل من زيادة شدة نوبة الشقيقة لديهن، وفي مثل هذه الحالات تحدث نوبة الصداع لديهن خلال الأسبوع الأخير من الدورة؛ حيث يعود السبب إلى عدم احتواء آخر سبع حبوب من حبوب منع الحمل على الهرمونات في العادة؛ لذلك ينخفض مستوى هرمون الإستروجين في جسم المرأة بشكل حاد ليحفز بعدها ظهور نوبة الصداع، وفي مثل هذه الحالات تُنصح السيدات بمراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى أنّ تغيير نمط الحياة كتناول غذاء صحي والحصول على ساعات كافية من النوم يمكن أن يُحسن من الشقيقة، وعلى العكس تمامًا يمكن أن تشعر بعض السيدات بانخفاض عدد وشدة النوبات، في حين قد لا يتأثر الصداع لدى البعض الآخر بهذه الحبوب على الإطلاق، ولا يوجد سبب واضح لتفسير تلك الردود المختلفة.[٨]

فيديو الشقيقة وعلاجها

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن الشقيقة وعلاجها:

المراجع

  1. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  2. “Migraine”, www.brainandspine.org.uk, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  3. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  4. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 27-12-2019. Edited.
  5. “Migraine”, medlineplus.gov, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  6. “Migraines”, familydoctor.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  7. “What Type of Headache Do You Have?”, americanmigrainefoundation.org,9-5-2017، Retrieved 22-12-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Migraine”, www.womenshealth.gov, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  9. Am Fam Physician (1-11-2005), “Migraine Headaches: How to Deal with the Pain”، www.aafp.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب “Headache Hygiene – What is It?”, americanmigrainefoundation.org,12-4-2016، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  11. “Migraine And Pregnancy: What Moms-to-Be Need To Know”, americanmigrainefoundation.org,11-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  12. “Top 10 Migraine Triggers and How to Deal with Them”, americanmigrainefoundation.org,27-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  13. “Diagnosis”, www.migrainetrust.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  15. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  16. “Treatment of Migraine Headaches”, www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  17. “Migraines: Simple steps to head off the pain”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  18. “Can I drive with migraine?”, www.migrainetrust.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  19. Heidi Moawad, MD , “How to Prevent Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  20. Tolu Ajiboye, “How to Cope With Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  21. R Joshua Wootton, MDiv, PhDNarayan R Kissoon, MD, “Patient education: Migraines in adults (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نظرة حول الشقيقة

يعدّ الصداع النصفي أو الشقيقة أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) اضطرابًا معقّدًا يتميز بمعاناة المصاب من نوبات متكررة من الصداع والتي غالبًا ما تحدث في أحد جانبي الرأس فقط، وقد يُصاحب هذا الصداع ظهور العديد من الأعراض؛ فيمكن أن يُعاني المُصاب من التقيؤ والشعور بالغثيان، واضطرابات في الرؤية، إضافة إلى زيادة الحساسية تجاه سماع الأصوات أو التعرض إلى الضوء، وغالبًا ما تستمر هذه النوبات ما بين 4 ساعات إلى 3 أيام، ويُمكن أن تتكرر عدّة مرّات خلال الأسبوع لدى بعض الأفراد، في حين تحصل هذه النوبات لدى البعض الآخر مرة كل بضع سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشقيقة أكثر شيوعًا لدى النساء، ولكنها بشكل عام تُصنف من المشاكل الصحية التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب.[١][٢]

في الحقيقة يعاني بعض المصابين بالشقيقة من ظهور بعض العلامات قبل حدوث نوبة الشقيقة أو بالتزامن مع حدوثها، حيث تعرف هذه العلامات بالهالة (بالإنجليزية: Aura)، وهي علامات تحذيرية تنبّىء المُصاب باقتراب حدوث نوبة الشقيقة، وقد تتمثل الهالة بالمعاناة من اضطرابات بصرية؛ مثل: رؤية بقع مُعتمة أو ومضات ضوئية، أو قد تتمثل بحدوث اضطرابات أخرى كصعوبة التحدّث أو المعاناة من وخز أو تنميل في جهة واحدة من الوجه أو اليد أو الساق،[٣] وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ نسبة الانتشار الحالي لاضطراب الشقيقة تبلغ 10% حول العالم.[٤]

أعراض الشقيقة

تحدث الشقيقة في الصباح بشكل شائع؛ وعادةً ما يُعاني الفرد منها عند استيقاظه، ويمكن التنبؤ بالأوقات التي قد تحدث فيها أعراض الشقيقة عند بعض الناس؛ فمثلاً في الوقت الذي يسبق حدوث الدورة الشهرية، أو بعد القيام بعمل شاق، وتمر الشقيقة بأربع مراحل مختلفة، وفي الواقع قد لا يمرّ المصاب بكل هذه المراحل عند التعرّض لكلّ نوبة صُداع، ويمكن بيان مراحل نوبة الشقيقة بشيء من التفصيل كما يأتي:[٥]

  • البادرة: تبدأ المرحلة الأولى التي تعرف بالبادرة (بالإنجليزية: Prodrome) قبل فترة زمنية تصل إلى 24 ساعة من وقت حدوث نوبة الشقيقة، ويمكن أن تظهر بعض العلامات والأعراض المبكّرة في هذه المرحلة؛ كالتقلب غير المُبرر في المزاج، واحتباس السوائل في الجسم، وزيادة التبوّل، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتثاؤب غير المسيطر عليه.
  • الهالة: وهي المرحلة الثانية من مراحل الشقيقة، ويمكن أن تحدث قبل نوبة الصداع بقليل أو أثناء حدوثها، وتتمثّل الهالة برؤية وميض أو ضوء ساطع، أو خطوط متعرجة من الضوء، أو قد تتمثل الهالة بضعف بالعضلات، أو شعور المصاب كأنّ أحدًا قد لمسه أو أمسكه.
  • الصداع: تعدّ المرحلة الثالثة مرحلة حدوث نوبة الصداع، والتي عادةً ما تبدأ بالتدريج إلى أن تصل لتكون أكثر شدة، وكما ذكرنا سابقًًا في الغالب تكون نوبة الشقيقة على شكل ألم نابض في جهة واحدة من الرأس، وأحياناً قد تحدث النوبة دون المعاناة من ألم أو صُداع في الرأس، ومن الأعراض الأخرى التي قد تُصاحب الشقيقة ما يأتي:
    • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
    • زيادة التحسس من الروائح، والإزعاج، والإضاءة.
    • تفاقم الألم عند السعال، أو العطاس، أو الحركة.
  • مرحلة ما بعد النوبة: وهي المرحلة الأخيرة، ويشعر بها المُصاب بالإرهاق والتعب والتشويش، ويمكن لمرحلة ما بعد النوبة أن تستمر لمدة يوم كامل.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض مرض الشقيقة).

أنواع صداع الشقيقة

تتعدّد أنواع الشقيقة، ويمكن بيانها بشيء من التفصيل كما يأتي:[٦]

  • الشقيقة الكلاسيكية: (بالإنجليزية: Classic migraines) أو الشقيقة المعقّدة (بالإنجليزية: Complicated migraines) أو الشقيقة مع هالة، والتي تبدأ بحدوث الهالة التي تُنذر بالنوبة؛ والتي تستمر فترة زمنية تتراوح بين 15-30 دقيقة، وغالبًا ما تتضمّن حدوث اضطرابات وتغيرات في الرؤية تم التطرق إليها سابقًا، إضافة إلى إمكانية الفقدان المؤقت لجزء من الرؤية، وقد يرافق ذلك الشعور بضعف في جهة واحدة من الجسم، أو حدوث اضطراب في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يعاني المصاب من آلام الرأس التي تتركز في جهة واحدة أو في كلتا الجهتين، وأحياناً قد يتزامن حدوث هذه الآلام مع الهالة أو قد لا تحدث أصلاً.
  • الشقيقة الشائعة: (بالإنجليزية: Common migraines)، وتُسمى بالشقيقة دون هالة؛ وذلك بسبب حدوث نوبة الشقيقة دون المرور بمرحلة الهالة، ويحدث هذا النوع من الشقيقة لدى معظم المصابين، وقد يحدث هذا النوع ببطء مقارنة بالشقيقة الكلاسيكية، ويستمر لفترة أطول، إضافةً إلى أنه يؤثر بشكل أكبر في قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة اليومية، وقد يحدث الأم في جهة واحدة فقط من الرأس.
  • الشقيقة الصامتة: (بالإنجليزية: Silent migraines)، أو الشقيقة دون ألم الرأس، والتي تحدث دون أن يرافقها شعور بألم في الرأس؛ أو على الأقل لا يشعر بآلام الشقيقة المعتادة حول العينين، في حين يشعر المُصاب بأعراض الشقيقة الأخرى، وقد تتضمن وجود مرحلة الهالة، وكذلك يمكن أن يشعر المُصاب بالشقيقة الصامتة بحساسية تجاه الإضاءة والصوت كما في غيرها من الأنواع.
  • الشقيقة الفالجية: (بالإنجليزية: Hemiplegic Migraine)، يعد هذا النوع نادر الحدوث، وحقيقة تُشبه الشقيقة الفالجية السكتة الدماغية؛ حيث يعاني المصاب من ضعف مؤقت في جهة واحدة من الجسم؛ ويمكن أن يؤثر هذا الضعف في الوجه والذراع أو الساق، وقد يستمر ذلك لفترة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى أيام، وغالباً ما يتلاشى خلال 24 ساعة، وقد يحدث ألم الرأس قبل أو بعد ذلك.
  • الشقيقة الشبكية: (بالإنجليزية: Retinal migraines) أو الشقيقة العينية (بالإنجليزية: Ocular migraines)، تتسبب هذه الشقيقة بفقدان مؤقت للبصر في عين واحدة، والذي يعدّ شكلًا خاصًّا من أشكال الهالة، ويمكن أن يستمر ذلك من دقيقة واحدة إلى عدّة أشهر، وعادةً ما يستعيد المُصاب نظره الطبيعي بشكل كامل، وفي الحقيقة قد يكون هذا النوع من الشقيقة عَرَضًا لحالة أكثر خطورة من ذلك، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الإصابة بهذا النوع من الشقيقة.[٧]

أسباب الشقيقة

إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الشقيقة غير معروف، ويعتقد أغلب الباحثين أنّ حدوث تغيرات غير طبيعية في مستويات مواد معينة يتم إنتاجها في الدماغ بشكل طبيعي هو ما يُسبب المعاناة من نوبة الشقيقة، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع نسب هذه المواد إلى حدوث التهاب ينتُج عنه تورّم الأوعية الدموية في الدماغ؛ ممّا يؤدّي إلى إحداث ضغط على الأعصاب القريبة من هذه الأوعية والتسبب بالشعور بالألم، ومن ناحية أخرى توجد علاقة تربط بين الجينات وحدوث الشقيقة؛ فقد يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة جينات غير طبيعية مسؤولة عن التحكم بوظائف خلايا دماغية معينة.[٨]

ولمعرفة المزيد عن أسباب الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب الشقيقة).

العوامل المحفّزة لنوبات الشقيقة

توجد العديد من العوامل التي قد تحفِّز حدوث النوبات لدى المصابين بالشقيقة، وينبغي التأكيد على أن تأثير هذه العوامل في تحفيز نوبات الصداع يتفاوت من شخص إلى آخر، ولا يُشترط أن تُحفِز العوامل حدوث النوبات لجميع المصابين؛ إذ يُمكن أن يتعرض المصابون بالشقيقة لهذه العوامل المحفِزة ولا يشعرون بزيادة ظهور النوبات لديهم، ولذلك من المهم مراقبة تأثير العوامل المُحَفِّزة في ظهور نوبات الصداع وتسجيل العوامل التي يُلاحظ الفرد أنها تُحفِّز نوبات الشقيقة لديه والحرص على تجنبها،[٩] وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٠]

  • بعض العوامل البيئية: مثل: تغيُّرات الطقس، والتعرُّض لأشعة الشمس الساطعة، واستنشاق بعض الروائح وعوامل التلوث؛ كالأبخرة والمواد الكيميائية.
  • حدوث تغييرات في نمط وعدد ساعات النوم؛ كقلة النوم أو النوم الزائد.
  • التعرض لبعض الظروف التي قد تُسبب التوتر والضغط النفسي؛ سواء في العمل أو المنزل؛ كالزواج، أو الوفاة، أو الطلاق، أو ضغوطات العمل غير المتوقعة، أو ترك العمل.
  • التعرّض لإصابات جسدية؛ كإصابة الرأس.
  • الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
  • حدوث تغيُّرات هرمونية، ويجدر التنويه إلى تفاوت تأثير هرمون الإستروجين في تكرار وشدة نوبات الشقيقة لدى النساء؛ فقد يزداد الصداع سُوءاً لدى بعض النساء اللاتي يتناولن حبوب تنظيم الحمل المحتوية على هرمون الإستروجين أو اللاتي يلجأن للعلاج بالهرمونات البديلة، بينما يشعر البعض الآخر منهن بالتحسّن عند استخدام ما سبق، وعلى وجه مماثل تعاني بعض السيدات الحوامل من زيادة عدد أو شدة نوبات الصداع لديها خلال فترة الحمل، في حين تتحسّن وتقل أعراض النوبة لدى حوامل أخريات.[١٠][١١]
  • الصيام أو تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية أو عدم تناولها؛ وفي الحقيقة يجدر ذكر العديد من الأمثلة على الأطعمة التي وُجِد أنها تُحفز نوبات الشقيقة لدى بعض المصابين، مثل: الأطعمة التي تحتوي على الهستامين، والأطعمة التي تحتوي على مادة جلوتومات أُحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate)، والشوكولاتة، ومنتجات الألبان، والمحلِّيات الصناعية مثل الأسبارتام، والكافيين، واللحوم المعالجة، وأي مادة لها رائحة قوية، ومن الجدير بالإشارة أنّه وُجِد أنّ الإفراط في تناول الكافيين يؤدّي إلى تفاقم أعراض الشقيقة لدى العديد من الأفراد، في حين على العكس تمامًا يمكن للكافيين إيقاف أعراض الشقيقة لدى البعض الآخر.[١٢]

تشخيص الإصابة بالشقيقة

في الواقع لا يوجد اختبار محدد يمكن إجراؤه لتشخيص الإصابة بالشقيقة، ومن أجل ذلك يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي للمصاب واستبعاد المُسببات الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث النوبات، وذلك من خلال ما يأتي:[١٣]

  • التاريخ المرضي: إذ يجب تزويد الطبيب بالتاريخ المرضي الدقيق للمصاب وكافة التفاصيل المتعلّقة بالمعاناة من الصداع أو أي أعراض أخرى، ثم تحليل هذه المعلومات التي تتضمن عدد مرات التعرُِض لنوبات الصداع، ومدى شدة الألم الناتج عنها، والأعراض المصاحبة لذلك، إضافة إلى مدى تأثير الصداع في الأنشطة اليومية للمصاب، والتاريخ العائلي للمعاناة من الصداع، وكذلك تفاصيل أي علاج تم استخدامه سابقًا ومدى فعالية هذا العلاج في التخلّص من النوبات.
  • الفحص الشامل: كإجراء تقييم عصبي شامل للمصاب.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (تشخيص مرض الشقيقة).

علاج الشقيقة

يهدف علاج الشقيقة إلى إيقاف أعراض المرض ومنع تكرار حدوث نوباته في المستقبل، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على عدة عوامل تتضمن: شدة الصداع ومدى تكراره، ومصاحبة النوبة للشعور بالغثيان والتقيؤ، ووجود حالات مرضية أخرى لدى المصاب، إضافة إلى مدى تأثير النوبة عليه، ويُقسم علاج الشقيقة إلى شكلين، هما:[١٤]

  • الأدوية المسكّنة للألم: صُمّمت من أجل إيقاف أعراض الشقيقة، ويمكن تناول أدوية تسكين الألم خلال نوبة الصداع.
  • الأدوية الوقائية: تستخدم هذه الأدوية بانتظام بهدف التقليل من عدد النوبات أو شدتها، وغالبًا ما يكون استخدامها بشكل يومي.

الأدوية المسكنة للنوبة

تُستخدم الأدوية المسكنة للنوبة لتخفيف آلام الشقيقة والأعراض المرافقة لها، وإنّ الوقت المناسب لاستخدام هذه الأدوية هو عند بدء أعراض ونوبة الصداع،[١٤] وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٥]

  • مسكّنات الألم: يمكن أن تُساعد مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية كالآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) على تخفيف أعراض الشقيقة؛ وينصح بتناول هذه المسكنات في بداية التعرض للنوبة حيث تكون أكثر فعالية في هذه الفترة؛ إذ تمنح وقتًا كافيًا ليتم امتصاصه في الدورة الدموية ممّا يؤدي إلى تخفيف الأعراض، ومن الجدير بالذكر أن المسكنات التي تتوفر على شكل تحاميل تُعدّ الحل الأمثل في حال عدم قدرة المريض على بلع الأقراص الدوائية؛ كمن يُعاني من الغثيان والتقيؤ.
  • التريبتانات: (بالإنجليزية: Triptans)، في حال كانت مسكنات الألم غير فعّالة في تخفيف أعراض الشقيقة؛ فيمكن أن يوصي الطبيب باستخدام نوع من الأدوية يُسمّى بالتريبتانات كدواء مساند لمسكنات الألم؛ وهي أدوية خاصة تخفف وتُسكِّن ألم الشقيقة، ويُعتقد أن آلية عمل عائلة التريبتانات تتمثّل بعكس التغيرات الحاصلة في الدماغ التي قد تسبّب حدوث نوبة الشقيقة، ويجدر بالذكر أنّ هذه الأدوية قد تتسبّب بحدوث العديد من الآثار الجانبية التي عادةً ما تكون طفيفة وتختفي من تلقاء نفسها، ويُوصى بمراجعة الطبيب بعد إنهاء الفترة الأولى من العلاج بالتريبتانات؛ وذلك لمناقشة مدى فعاليته وتأثيره العلاجي على المصاب وإمكانية استمراره في استخدامه أو الاستعاضة عنه بدواء آخر.
  • مضادات القيء: (بالإنجليزية: Anti-emetics)، يمكن أن يصف الطبيب مضادات القيء إلى جانب مسكنات الألم أو التربيتانات في الحالات التي تكون نوبات الشقيقة مصحوبة بالشعور بالغثيان، وكما في مسكنات الألم فإنّ أفضل وقت يمكن استخدام مضادات التقيؤ فيه هو الوقت الذي تبدأ فيه أعراض الشقيقة بالظهور.
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٤]
    • الأدوية الأفيونية (بالإنجليزية:Opioid medication): عادةً ما يتم وصف الأدوية الأفيونية فقط في حال لم تُجدِ الأدوية الأخرى نفعًا مع المصاب أو في حال عدم استطاعة المصاب تناول الأدوية السابقة لعلاج الشقيقة؛ وذلك لإمكانية تسبّبها بالإدمان لدى المصاب.
    • ثنائي هيدروإرغوتامين ( بالإنجليزية: Dihydroergotamines).
    • لاسميتيدان (بالإنجليزية: Lasmiditan).

الأدوية الوقائية

يمكن الحدّ من تكرار نوبات الشقيقة بمساعدة الأدوية الوقائية على اختلاف أنواعها، حيث يهدف العلاج الوقائي إلى تقليل عدد مرات الإصابة بالشقيقة وكذلك تقليل مدى شدة النوبة ومدة استمرارها، ففي حال كان المريض يُعاني من تكرار نوبات الصداع أو شدتها، أو استمرارها لفترات طويلة؛ فيُمكن للطبيب أن يوصي بتناول الأدوية الوقائية،[١٤] حيث يتم اختيار الدواء المناسب بناءً على مدى تأثيره المحتمل في المشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها المصاب، إضافةً إلى الآثار الجانبية الخاصة بكل دواء، وتُوصف هذه الأدوية بجرعات منخفضة في البداية، ومن ثم يتم تدريجيًّا زيادة هذه الجرعة للوصول إلى ما يناسب وضع المصاب، وتحتاج هذه الأدوية فترة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تبدأ نتائجها بالظهور، وقد تستغرق فترة تتراوح ما بين ثمانية أسابيع إلى اثني عشر أسبوعًا للوصول إلى أقصى تأثيرٍ علاجي لها،[١٦] وفيما يأتي نتطرق لذكر بعض هذه الأدوية الوقائية:[١٤]

  • بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم: وتتضمن حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
  • بعض الأدوية المضادة للاكتئاب: كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتحديداً دواء أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline).
  • بعض الأدوية المضادة للتشنجات: (بالإنجليزية: Anti-seizure drugs)، مثل الفالبروات (بالإنجليزية: Valproate) والتوبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate).
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • حقن البوتوكس: (بالإنجليزية: Botox injections)، يمكن أن تمنع هذه الحقن حدوث الشقيقة لدى بعض البالغين، ويتم استخدامها كل 12 أسبوعًا تقريبًا.
    • الأجسام المضادة أحادية النسيلة الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين: (بالإنجليزية: Calcitonin gene-related peptide monoclonal antibodies)، وتُعد من أحدث الأدوية المُصرَّح باستخدامها مؤخّرًا من قبل منظمة الغذاء والدواء لعلاج الشقيقة، ويتم حقن المريض بها شهريًا.

ولمعرفة المزيد عن علاج الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج الصداع النصفي).

نصائح للمصابين بصداع الشقيقة

تُشكّل الأدوية المستخدمة في علاج ومنع حدوث نوبات الشقيقة والتي تم ذكرها سابقًا إحدى الطرق الممكن استخدامها لتخفيف الشقيقة؛ حيث توجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للمصاب اتباعها من أجل ذلك، بدءًا من اعتناء المصاب بنفسه، وفهم كيفية التعامل مع ألم الصداع في حال التعرض للنوبة، وفي الواقع إنّ الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع الشقيقة تكمن في معرفة كيفية إدارة السلوك ونمط الحياة عند مواجهة النوبة؛ وذلك إلى جانب تناول أدوية الشقيقة، إذ يمكن التقليل من شدة الصداع ومدى تكراره من خلال اتباع نمط حياة يُعزز الحياة الصحيّة الجيدة، وتتعدد النصائح والإرشادات التي يُمكن اتباعها من قِبل المُصابين بالشقيقة، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٧]

نصائح للتعامل مع نوبة الشقيقة عند ظهورها

في حال التعرض لنوبة الشقيقة يُمكن اتّباع الطرق التي سبق أن نجحت في المساعدة على تخطّي النوبة، والتي قد تتضمّن ما يأتي:[٨]

  • تناول أدوية الشقيقة التي وصفها الطبيب فور ظهور الأعراض.
  • شُرب السوائل خلال نوبة الصداع في حال لم يشعر المُصاب بالغثيان.
  • أخذ قسط من الراحة والاستلقاء في غرفة هادئة ومُعتمة.
  • الضغط على مكان الشعور بالألم أو فركه، ويمكن وضع قطعة قماش باردة على الرأس.
  • إجراء بعض تمارين الاسترخاء والتدليك.

يُمكن أن تؤثّر نوبة الشقيقة في قُدرة المصاب على القيادة بأمان سواء كان ذلك بسبب التعرض للنوبة أو بسبب تناول الأدوية، إذ يمكن أن يتعرض بعض المصابين أثناء القيادة لأعراض الشقيقة كحدوث دوخة أو صعوبة في التركيز أو اضطرابات بصرية؛ تجعل المصاب أو الآخرين عُرضة لخطر الحوادث والإصابات، ومن الجدير بالذكر أنه في حال التعرُّض للنوبة أثناء القيادة، يجب على المُصاب إيقاف السيارة على الفور واستخدام الأدوية المناسبة، مع ضرورة التأكيد على عدم القيادة مرة أخرى إلى حين انتهاء النوبة، كما يجب التأكد من أن الأدوية التي تم استخدامها لا تتداخل مع قدرة الشخص على القيادة بأمان.[١٨]

نصائح للحد من ظهور نوبات الشقيقة

للحد من ظهور نوبات الشقيقة، يُنصح باتباع الارشادات الآتية:[١٩]
  • النوم لساعات كافية؛ وذلك لأنّ قلة النوم قد تكون هي السبب الكامن وراء تحفيز ظهور الشقيقة.
  • تجنُّب محفزات الشقيقة؛ فقد يكون سبب التعرض لحدوث نوبة الشقيقة هو تناول بعض الأغذية التي من شأنها أن تُحفز النوبة لدى بعض الأشخاص، كما يمكن أن يكون التحفيز باستنشاق بعض مواد التنظيف أو مواد التجميل أو غير ذلك، فيُنصح بتوخي الحذر وتجنُّب أي من هذه المحفّزات، وفي هذا السياق يُشار إلى أهمية تخصيص مدوّنة لتسجيل العوامل المُحفّزة وعلاقتها بالشقيقة لديه.
  • السيطرة على التوتر وإجراء بعض التمارين التي تساعد على الاسترخاء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام؛ مع الحرص على اتباع نظام غذائي صحي؛ حيث يُمكن أن يُساعد ذلك على فقدان الوزن والمحافظة على صحة الجسم، ولتجنب تحفيز نوبة الشقيقة بسبب الرياضة العنيفة أو المفاجئة؛ يُنصح بالبدء بتمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة، وكذلك الحرص على شرب المياه بكميات كافية، وبشكل عام تُعد السباحة والمشي وركوب الدراجة من التمارين الرياضية الآمنة التي يُمكن ممارستها.[٢٠]

نصائح لتجنب الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية

إنّ الإفراط في تناول جرعات بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الشقيقة؛ مثل: الباراسيتامول، والأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) التي يُعدّ الآيبوبروفين أحدها، والتريبتانات؛ يُمكن أن يؤدي إلى ما يُسمّى بالصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache)، ويُعرف أيضًا بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound headaches)، ولتجنُّب حدوث ذلك؛ ينبغي استخدام الأدوية بحسب إرشادات الطبيب.[٢١]

نصائح خاصة بالنساء

نصائح خاصة بفترة الحمل والرضاعة

تُنصح النساء المرضعات والحوامل واللواتي يُخططن للحمل بمراجعة الطبيب في حال المعاناة من الشقيقة، وذلك لوصف الدواء الآمن والمناسب في كل حالة، إذ يمكن أن تتسبّب بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الشقيقة كالأسبرين والآيبوبروفين بحدوث مشاكل وعيوب خَلقيّة للجنين خلال فترة الحمل، كما يمكن أن تصل بعض الأدوية عبر حليب الأم المرضع إلى الرضيع مؤدية إلى حدوث مشاكل له، وعلى الصعيد الآخر تُنصح الحامل بممارسة تمارين الاسترخاء واستخدام الكمادات الباردة التي قد تساهم في تخفيف ألم الصداع، ومن الجدير بالذكر أن غالبية السيدات الحوامل اللواتي يعانين من الشقيقة تتحسن الأعراض لديهن أو تتوقف بدءًا من الشهر الثالث من الحمل تقريبًا.[٨]

نصائح خاصة باستخدام حبوب منع الحمل

كما ذكرنا يُمكن أن تُعاني بعض النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل من زيادة شدة نوبة الشقيقة لديهن، وفي مثل هذه الحالات تحدث نوبة الصداع لديهن خلال الأسبوع الأخير من الدورة؛ حيث يعود السبب إلى عدم احتواء آخر سبع حبوب من حبوب منع الحمل على الهرمونات في العادة؛ لذلك ينخفض مستوى هرمون الإستروجين في جسم المرأة بشكل حاد ليحفز بعدها ظهور نوبة الصداع، وفي مثل هذه الحالات تُنصح السيدات بمراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى أنّ تغيير نمط الحياة كتناول غذاء صحي والحصول على ساعات كافية من النوم يمكن أن يُحسن من الشقيقة، وعلى العكس تمامًا يمكن أن تشعر بعض السيدات بانخفاض عدد وشدة النوبات، في حين قد لا يتأثر الصداع لدى البعض الآخر بهذه الحبوب على الإطلاق، ولا يوجد سبب واضح لتفسير تلك الردود المختلفة.[٨]

فيديو الشقيقة وعلاجها

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن الشقيقة وعلاجها:

المراجع

  1. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  2. “Migraine”, www.brainandspine.org.uk, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  3. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  4. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 27-12-2019. Edited.
  5. “Migraine”, medlineplus.gov, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  6. “Migraines”, familydoctor.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  7. “What Type of Headache Do You Have?”, americanmigrainefoundation.org,9-5-2017، Retrieved 22-12-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Migraine”, www.womenshealth.gov, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  9. Am Fam Physician (1-11-2005), “Migraine Headaches: How to Deal with the Pain”، www.aafp.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب “Headache Hygiene – What is It?”, americanmigrainefoundation.org,12-4-2016، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  11. “Migraine And Pregnancy: What Moms-to-Be Need To Know”, americanmigrainefoundation.org,11-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  12. “Top 10 Migraine Triggers and How to Deal with Them”, americanmigrainefoundation.org,27-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  13. “Diagnosis”, www.migrainetrust.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  15. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  16. “Treatment of Migraine Headaches”, www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  17. “Migraines: Simple steps to head off the pain”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  18. “Can I drive with migraine?”, www.migrainetrust.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  19. Heidi Moawad, MD , “How to Prevent Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  20. Tolu Ajiboye, “How to Cope With Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  21. R Joshua Wootton, MDiv, PhDNarayan R Kissoon, MD, “Patient education: Migraines in adults (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نظرة حول الشقيقة

يعدّ الصداع النصفي أو الشقيقة أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) اضطرابًا معقّدًا يتميز بمعاناة المصاب من نوبات متكررة من الصداع والتي غالبًا ما تحدث في أحد جانبي الرأس فقط، وقد يُصاحب هذا الصداع ظهور العديد من الأعراض؛ فيمكن أن يُعاني المُصاب من التقيؤ والشعور بالغثيان، واضطرابات في الرؤية، إضافة إلى زيادة الحساسية تجاه سماع الأصوات أو التعرض إلى الضوء، وغالبًا ما تستمر هذه النوبات ما بين 4 ساعات إلى 3 أيام، ويُمكن أن تتكرر عدّة مرّات خلال الأسبوع لدى بعض الأفراد، في حين تحصل هذه النوبات لدى البعض الآخر مرة كل بضع سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشقيقة أكثر شيوعًا لدى النساء، ولكنها بشكل عام تُصنف من المشاكل الصحية التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب.[١][٢]

في الحقيقة يعاني بعض المصابين بالشقيقة من ظهور بعض العلامات قبل حدوث نوبة الشقيقة أو بالتزامن مع حدوثها، حيث تعرف هذه العلامات بالهالة (بالإنجليزية: Aura)، وهي علامات تحذيرية تنبّىء المُصاب باقتراب حدوث نوبة الشقيقة، وقد تتمثل الهالة بالمعاناة من اضطرابات بصرية؛ مثل: رؤية بقع مُعتمة أو ومضات ضوئية، أو قد تتمثل بحدوث اضطرابات أخرى كصعوبة التحدّث أو المعاناة من وخز أو تنميل في جهة واحدة من الوجه أو اليد أو الساق،[٣] وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ نسبة الانتشار الحالي لاضطراب الشقيقة تبلغ 10% حول العالم.[٤]

أعراض الشقيقة

تحدث الشقيقة في الصباح بشكل شائع؛ وعادةً ما يُعاني الفرد منها عند استيقاظه، ويمكن التنبؤ بالأوقات التي قد تحدث فيها أعراض الشقيقة عند بعض الناس؛ فمثلاً في الوقت الذي يسبق حدوث الدورة الشهرية، أو بعد القيام بعمل شاق، وتمر الشقيقة بأربع مراحل مختلفة، وفي الواقع قد لا يمرّ المصاب بكل هذه المراحل عند التعرّض لكلّ نوبة صُداع، ويمكن بيان مراحل نوبة الشقيقة بشيء من التفصيل كما يأتي:[٥]

  • البادرة: تبدأ المرحلة الأولى التي تعرف بالبادرة (بالإنجليزية: Prodrome) قبل فترة زمنية تصل إلى 24 ساعة من وقت حدوث نوبة الشقيقة، ويمكن أن تظهر بعض العلامات والأعراض المبكّرة في هذه المرحلة؛ كالتقلب غير المُبرر في المزاج، واحتباس السوائل في الجسم، وزيادة التبوّل، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتثاؤب غير المسيطر عليه.
  • الهالة: وهي المرحلة الثانية من مراحل الشقيقة، ويمكن أن تحدث قبل نوبة الصداع بقليل أو أثناء حدوثها، وتتمثّل الهالة برؤية وميض أو ضوء ساطع، أو خطوط متعرجة من الضوء، أو قد تتمثل الهالة بضعف بالعضلات، أو شعور المصاب كأنّ أحدًا قد لمسه أو أمسكه.
  • الصداع: تعدّ المرحلة الثالثة مرحلة حدوث نوبة الصداع، والتي عادةً ما تبدأ بالتدريج إلى أن تصل لتكون أكثر شدة، وكما ذكرنا سابقًًا في الغالب تكون نوبة الشقيقة على شكل ألم نابض في جهة واحدة من الرأس، وأحياناً قد تحدث النوبة دون المعاناة من ألم أو صُداع في الرأس، ومن الأعراض الأخرى التي قد تُصاحب الشقيقة ما يأتي:
    • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
    • زيادة التحسس من الروائح، والإزعاج، والإضاءة.
    • تفاقم الألم عند السعال، أو العطاس، أو الحركة.
  • مرحلة ما بعد النوبة: وهي المرحلة الأخيرة، ويشعر بها المُصاب بالإرهاق والتعب والتشويش، ويمكن لمرحلة ما بعد النوبة أن تستمر لمدة يوم كامل.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض مرض الشقيقة).

أنواع صداع الشقيقة

تتعدّد أنواع الشقيقة، ويمكن بيانها بشيء من التفصيل كما يأتي:[٦]

  • الشقيقة الكلاسيكية: (بالإنجليزية: Classic migraines) أو الشقيقة المعقّدة (بالإنجليزية: Complicated migraines) أو الشقيقة مع هالة، والتي تبدأ بحدوث الهالة التي تُنذر بالنوبة؛ والتي تستمر فترة زمنية تتراوح بين 15-30 دقيقة، وغالبًا ما تتضمّن حدوث اضطرابات وتغيرات في الرؤية تم التطرق إليها سابقًا، إضافة إلى إمكانية الفقدان المؤقت لجزء من الرؤية، وقد يرافق ذلك الشعور بضعف في جهة واحدة من الجسم، أو حدوث اضطراب في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يعاني المصاب من آلام الرأس التي تتركز في جهة واحدة أو في كلتا الجهتين، وأحياناً قد يتزامن حدوث هذه الآلام مع الهالة أو قد لا تحدث أصلاً.
  • الشقيقة الشائعة: (بالإنجليزية: Common migraines)، وتُسمى بالشقيقة دون هالة؛ وذلك بسبب حدوث نوبة الشقيقة دون المرور بمرحلة الهالة، ويحدث هذا النوع من الشقيقة لدى معظم المصابين، وقد يحدث هذا النوع ببطء مقارنة بالشقيقة الكلاسيكية، ويستمر لفترة أطول، إضافةً إلى أنه يؤثر بشكل أكبر في قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة اليومية، وقد يحدث الأم في جهة واحدة فقط من الرأس.
  • الشقيقة الصامتة: (بالإنجليزية: Silent migraines)، أو الشقيقة دون ألم الرأس، والتي تحدث دون أن يرافقها شعور بألم في الرأس؛ أو على الأقل لا يشعر بآلام الشقيقة المعتادة حول العينين، في حين يشعر المُصاب بأعراض الشقيقة الأخرى، وقد تتضمن وجود مرحلة الهالة، وكذلك يمكن أن يشعر المُصاب بالشقيقة الصامتة بحساسية تجاه الإضاءة والصوت كما في غيرها من الأنواع.
  • الشقيقة الفالجية: (بالإنجليزية: Hemiplegic Migraine)، يعد هذا النوع نادر الحدوث، وحقيقة تُشبه الشقيقة الفالجية السكتة الدماغية؛ حيث يعاني المصاب من ضعف مؤقت في جهة واحدة من الجسم؛ ويمكن أن يؤثر هذا الضعف في الوجه والذراع أو الساق، وقد يستمر ذلك لفترة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى أيام، وغالباً ما يتلاشى خلال 24 ساعة، وقد يحدث ألم الرأس قبل أو بعد ذلك.
  • الشقيقة الشبكية: (بالإنجليزية: Retinal migraines) أو الشقيقة العينية (بالإنجليزية: Ocular migraines)، تتسبب هذه الشقيقة بفقدان مؤقت للبصر في عين واحدة، والذي يعدّ شكلًا خاصًّا من أشكال الهالة، ويمكن أن يستمر ذلك من دقيقة واحدة إلى عدّة أشهر، وعادةً ما يستعيد المُصاب نظره الطبيعي بشكل كامل، وفي الحقيقة قد يكون هذا النوع من الشقيقة عَرَضًا لحالة أكثر خطورة من ذلك، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الإصابة بهذا النوع من الشقيقة.[٧]

أسباب الشقيقة

إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الشقيقة غير معروف، ويعتقد أغلب الباحثين أنّ حدوث تغيرات غير طبيعية في مستويات مواد معينة يتم إنتاجها في الدماغ بشكل طبيعي هو ما يُسبب المعاناة من نوبة الشقيقة، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع نسب هذه المواد إلى حدوث التهاب ينتُج عنه تورّم الأوعية الدموية في الدماغ؛ ممّا يؤدّي إلى إحداث ضغط على الأعصاب القريبة من هذه الأوعية والتسبب بالشعور بالألم، ومن ناحية أخرى توجد علاقة تربط بين الجينات وحدوث الشقيقة؛ فقد يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة جينات غير طبيعية مسؤولة عن التحكم بوظائف خلايا دماغية معينة.[٨]

ولمعرفة المزيد عن أسباب الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب الشقيقة).

العوامل المحفّزة لنوبات الشقيقة

توجد العديد من العوامل التي قد تحفِّز حدوث النوبات لدى المصابين بالشقيقة، وينبغي التأكيد على أن تأثير هذه العوامل في تحفيز نوبات الصداع يتفاوت من شخص إلى آخر، ولا يُشترط أن تُحفِز العوامل حدوث النوبات لجميع المصابين؛ إذ يُمكن أن يتعرض المصابون بالشقيقة لهذه العوامل المحفِزة ولا يشعرون بزيادة ظهور النوبات لديهم، ولذلك من المهم مراقبة تأثير العوامل المُحَفِّزة في ظهور نوبات الصداع وتسجيل العوامل التي يُلاحظ الفرد أنها تُحفِّز نوبات الشقيقة لديه والحرص على تجنبها،[٩] وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٠]

  • بعض العوامل البيئية: مثل: تغيُّرات الطقس، والتعرُّض لأشعة الشمس الساطعة، واستنشاق بعض الروائح وعوامل التلوث؛ كالأبخرة والمواد الكيميائية.
  • حدوث تغييرات في نمط وعدد ساعات النوم؛ كقلة النوم أو النوم الزائد.
  • التعرض لبعض الظروف التي قد تُسبب التوتر والضغط النفسي؛ سواء في العمل أو المنزل؛ كالزواج، أو الوفاة، أو الطلاق، أو ضغوطات العمل غير المتوقعة، أو ترك العمل.
  • التعرّض لإصابات جسدية؛ كإصابة الرأس.
  • الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
  • حدوث تغيُّرات هرمونية، ويجدر التنويه إلى تفاوت تأثير هرمون الإستروجين في تكرار وشدة نوبات الشقيقة لدى النساء؛ فقد يزداد الصداع سُوءاً لدى بعض النساء اللاتي يتناولن حبوب تنظيم الحمل المحتوية على هرمون الإستروجين أو اللاتي يلجأن للعلاج بالهرمونات البديلة، بينما يشعر البعض الآخر منهن بالتحسّن عند استخدام ما سبق، وعلى وجه مماثل تعاني بعض السيدات الحوامل من زيادة عدد أو شدة نوبات الصداع لديها خلال فترة الحمل، في حين تتحسّن وتقل أعراض النوبة لدى حوامل أخريات.[١٠][١١]
  • الصيام أو تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية أو عدم تناولها؛ وفي الحقيقة يجدر ذكر العديد من الأمثلة على الأطعمة التي وُجِد أنها تُحفز نوبات الشقيقة لدى بعض المصابين، مثل: الأطعمة التي تحتوي على الهستامين، والأطعمة التي تحتوي على مادة جلوتومات أُحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate)، والشوكولاتة، ومنتجات الألبان، والمحلِّيات الصناعية مثل الأسبارتام، والكافيين، واللحوم المعالجة، وأي مادة لها رائحة قوية، ومن الجدير بالإشارة أنّه وُجِد أنّ الإفراط في تناول الكافيين يؤدّي إلى تفاقم أعراض الشقيقة لدى العديد من الأفراد، في حين على العكس تمامًا يمكن للكافيين إيقاف أعراض الشقيقة لدى البعض الآخر.[١٢]

تشخيص الإصابة بالشقيقة

في الواقع لا يوجد اختبار محدد يمكن إجراؤه لتشخيص الإصابة بالشقيقة، ومن أجل ذلك يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي للمصاب واستبعاد المُسببات الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث النوبات، وذلك من خلال ما يأتي:[١٣]

  • التاريخ المرضي: إذ يجب تزويد الطبيب بالتاريخ المرضي الدقيق للمصاب وكافة التفاصيل المتعلّقة بالمعاناة من الصداع أو أي أعراض أخرى، ثم تحليل هذه المعلومات التي تتضمن عدد مرات التعرُِض لنوبات الصداع، ومدى شدة الألم الناتج عنها، والأعراض المصاحبة لذلك، إضافة إلى مدى تأثير الصداع في الأنشطة اليومية للمصاب، والتاريخ العائلي للمعاناة من الصداع، وكذلك تفاصيل أي علاج تم استخدامه سابقًا ومدى فعالية هذا العلاج في التخلّص من النوبات.
  • الفحص الشامل: كإجراء تقييم عصبي شامل للمصاب.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (تشخيص مرض الشقيقة).

علاج الشقيقة

يهدف علاج الشقيقة إلى إيقاف أعراض المرض ومنع تكرار حدوث نوباته في المستقبل، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على عدة عوامل تتضمن: شدة الصداع ومدى تكراره، ومصاحبة النوبة للشعور بالغثيان والتقيؤ، ووجود حالات مرضية أخرى لدى المصاب، إضافة إلى مدى تأثير النوبة عليه، ويُقسم علاج الشقيقة إلى شكلين، هما:[١٤]

  • الأدوية المسكّنة للألم: صُمّمت من أجل إيقاف أعراض الشقيقة، ويمكن تناول أدوية تسكين الألم خلال نوبة الصداع.
  • الأدوية الوقائية: تستخدم هذه الأدوية بانتظام بهدف التقليل من عدد النوبات أو شدتها، وغالبًا ما يكون استخدامها بشكل يومي.

الأدوية المسكنة للنوبة

تُستخدم الأدوية المسكنة للنوبة لتخفيف آلام الشقيقة والأعراض المرافقة لها، وإنّ الوقت المناسب لاستخدام هذه الأدوية هو عند بدء أعراض ونوبة الصداع،[١٤] وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٥]

  • مسكّنات الألم: يمكن أن تُساعد مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية كالآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) على تخفيف أعراض الشقيقة؛ وينصح بتناول هذه المسكنات في بداية التعرض للنوبة حيث تكون أكثر فعالية في هذه الفترة؛ إذ تمنح وقتًا كافيًا ليتم امتصاصه في الدورة الدموية ممّا يؤدي إلى تخفيف الأعراض، ومن الجدير بالذكر أن المسكنات التي تتوفر على شكل تحاميل تُعدّ الحل الأمثل في حال عدم قدرة المريض على بلع الأقراص الدوائية؛ كمن يُعاني من الغثيان والتقيؤ.
  • التريبتانات: (بالإنجليزية: Triptans)، في حال كانت مسكنات الألم غير فعّالة في تخفيف أعراض الشقيقة؛ فيمكن أن يوصي الطبيب باستخدام نوع من الأدوية يُسمّى بالتريبتانات كدواء مساند لمسكنات الألم؛ وهي أدوية خاصة تخفف وتُسكِّن ألم الشقيقة، ويُعتقد أن آلية عمل عائلة التريبتانات تتمثّل بعكس التغيرات الحاصلة في الدماغ التي قد تسبّب حدوث نوبة الشقيقة، ويجدر بالذكر أنّ هذه الأدوية قد تتسبّب بحدوث العديد من الآثار الجانبية التي عادةً ما تكون طفيفة وتختفي من تلقاء نفسها، ويُوصى بمراجعة الطبيب بعد إنهاء الفترة الأولى من العلاج بالتريبتانات؛ وذلك لمناقشة مدى فعاليته وتأثيره العلاجي على المصاب وإمكانية استمراره في استخدامه أو الاستعاضة عنه بدواء آخر.
  • مضادات القيء: (بالإنجليزية: Anti-emetics)، يمكن أن يصف الطبيب مضادات القيء إلى جانب مسكنات الألم أو التربيتانات في الحالات التي تكون نوبات الشقيقة مصحوبة بالشعور بالغثيان، وكما في مسكنات الألم فإنّ أفضل وقت يمكن استخدام مضادات التقيؤ فيه هو الوقت الذي تبدأ فيه أعراض الشقيقة بالظهور.
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٤]
    • الأدوية الأفيونية (بالإنجليزية:Opioid medication): عادةً ما يتم وصف الأدوية الأفيونية فقط في حال لم تُجدِ الأدوية الأخرى نفعًا مع المصاب أو في حال عدم استطاعة المصاب تناول الأدوية السابقة لعلاج الشقيقة؛ وذلك لإمكانية تسبّبها بالإدمان لدى المصاب.
    • ثنائي هيدروإرغوتامين ( بالإنجليزية: Dihydroergotamines).
    • لاسميتيدان (بالإنجليزية: Lasmiditan).

الأدوية الوقائية

يمكن الحدّ من تكرار نوبات الشقيقة بمساعدة الأدوية الوقائية على اختلاف أنواعها، حيث يهدف العلاج الوقائي إلى تقليل عدد مرات الإصابة بالشقيقة وكذلك تقليل مدى شدة النوبة ومدة استمرارها، ففي حال كان المريض يُعاني من تكرار نوبات الصداع أو شدتها، أو استمرارها لفترات طويلة؛ فيُمكن للطبيب أن يوصي بتناول الأدوية الوقائية،[١٤] حيث يتم اختيار الدواء المناسب بناءً على مدى تأثيره المحتمل في المشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها المصاب، إضافةً إلى الآثار الجانبية الخاصة بكل دواء، وتُوصف هذه الأدوية بجرعات منخفضة في البداية، ومن ثم يتم تدريجيًّا زيادة هذه الجرعة للوصول إلى ما يناسب وضع المصاب، وتحتاج هذه الأدوية فترة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تبدأ نتائجها بالظهور، وقد تستغرق فترة تتراوح ما بين ثمانية أسابيع إلى اثني عشر أسبوعًا للوصول إلى أقصى تأثيرٍ علاجي لها،[١٦] وفيما يأتي نتطرق لذكر بعض هذه الأدوية الوقائية:[١٤]

  • بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم: وتتضمن حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
  • بعض الأدوية المضادة للاكتئاب: كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتحديداً دواء أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline).
  • بعض الأدوية المضادة للتشنجات: (بالإنجليزية: Anti-seizure drugs)، مثل الفالبروات (بالإنجليزية: Valproate) والتوبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate).
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • حقن البوتوكس: (بالإنجليزية: Botox injections)، يمكن أن تمنع هذه الحقن حدوث الشقيقة لدى بعض البالغين، ويتم استخدامها كل 12 أسبوعًا تقريبًا.
    • الأجسام المضادة أحادية النسيلة الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين: (بالإنجليزية: Calcitonin gene-related peptide monoclonal antibodies)، وتُعد من أحدث الأدوية المُصرَّح باستخدامها مؤخّرًا من قبل منظمة الغذاء والدواء لعلاج الشقيقة، ويتم حقن المريض بها شهريًا.

ولمعرفة المزيد عن علاج الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج الصداع النصفي).

نصائح للمصابين بصداع الشقيقة

تُشكّل الأدوية المستخدمة في علاج ومنع حدوث نوبات الشقيقة والتي تم ذكرها سابقًا إحدى الطرق الممكن استخدامها لتخفيف الشقيقة؛ حيث توجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للمصاب اتباعها من أجل ذلك، بدءًا من اعتناء المصاب بنفسه، وفهم كيفية التعامل مع ألم الصداع في حال التعرض للنوبة، وفي الواقع إنّ الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع الشقيقة تكمن في معرفة كيفية إدارة السلوك ونمط الحياة عند مواجهة النوبة؛ وذلك إلى جانب تناول أدوية الشقيقة، إذ يمكن التقليل من شدة الصداع ومدى تكراره من خلال اتباع نمط حياة يُعزز الحياة الصحيّة الجيدة، وتتعدد النصائح والإرشادات التي يُمكن اتباعها من قِبل المُصابين بالشقيقة، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٧]

نصائح للتعامل مع نوبة الشقيقة عند ظهورها

في حال التعرض لنوبة الشقيقة يُمكن اتّباع الطرق التي سبق أن نجحت في المساعدة على تخطّي النوبة، والتي قد تتضمّن ما يأتي:[٨]

  • تناول أدوية الشقيقة التي وصفها الطبيب فور ظهور الأعراض.
  • شُرب السوائل خلال نوبة الصداع في حال لم يشعر المُصاب بالغثيان.
  • أخذ قسط من الراحة والاستلقاء في غرفة هادئة ومُعتمة.
  • الضغط على مكان الشعور بالألم أو فركه، ويمكن وضع قطعة قماش باردة على الرأس.
  • إجراء بعض تمارين الاسترخاء والتدليك.

يُمكن أن تؤثّر نوبة الشقيقة في قُدرة المصاب على القيادة بأمان سواء كان ذلك بسبب التعرض للنوبة أو بسبب تناول الأدوية، إذ يمكن أن يتعرض بعض المصابين أثناء القيادة لأعراض الشقيقة كحدوث دوخة أو صعوبة في التركيز أو اضطرابات بصرية؛ تجعل المصاب أو الآخرين عُرضة لخطر الحوادث والإصابات، ومن الجدير بالذكر أنه في حال التعرُّض للنوبة أثناء القيادة، يجب على المُصاب إيقاف السيارة على الفور واستخدام الأدوية المناسبة، مع ضرورة التأكيد على عدم القيادة مرة أخرى إلى حين انتهاء النوبة، كما يجب التأكد من أن الأدوية التي تم استخدامها لا تتداخل مع قدرة الشخص على القيادة بأمان.[١٨]

نصائح للحد من ظهور نوبات الشقيقة

للحد من ظهور نوبات الشقيقة، يُنصح باتباع الارشادات الآتية:[١٩]
  • النوم لساعات كافية؛ وذلك لأنّ قلة النوم قد تكون هي السبب الكامن وراء تحفيز ظهور الشقيقة.
  • تجنُّب محفزات الشقيقة؛ فقد يكون سبب التعرض لحدوث نوبة الشقيقة هو تناول بعض الأغذية التي من شأنها أن تُحفز النوبة لدى بعض الأشخاص، كما يمكن أن يكون التحفيز باستنشاق بعض مواد التنظيف أو مواد التجميل أو غير ذلك، فيُنصح بتوخي الحذر وتجنُّب أي من هذه المحفّزات، وفي هذا السياق يُشار إلى أهمية تخصيص مدوّنة لتسجيل العوامل المُحفّزة وعلاقتها بالشقيقة لديه.
  • السيطرة على التوتر وإجراء بعض التمارين التي تساعد على الاسترخاء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام؛ مع الحرص على اتباع نظام غذائي صحي؛ حيث يُمكن أن يُساعد ذلك على فقدان الوزن والمحافظة على صحة الجسم، ولتجنب تحفيز نوبة الشقيقة بسبب الرياضة العنيفة أو المفاجئة؛ يُنصح بالبدء بتمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة، وكذلك الحرص على شرب المياه بكميات كافية، وبشكل عام تُعد السباحة والمشي وركوب الدراجة من التمارين الرياضية الآمنة التي يُمكن ممارستها.[٢٠]

نصائح لتجنب الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية

إنّ الإفراط في تناول جرعات بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الشقيقة؛ مثل: الباراسيتامول، والأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) التي يُعدّ الآيبوبروفين أحدها، والتريبتانات؛ يُمكن أن يؤدي إلى ما يُسمّى بالصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache)، ويُعرف أيضًا بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound headaches)، ولتجنُّب حدوث ذلك؛ ينبغي استخدام الأدوية بحسب إرشادات الطبيب.[٢١]

نصائح خاصة بالنساء

نصائح خاصة بفترة الحمل والرضاعة

تُنصح النساء المرضعات والحوامل واللواتي يُخططن للحمل بمراجعة الطبيب في حال المعاناة من الشقيقة، وذلك لوصف الدواء الآمن والمناسب في كل حالة، إذ يمكن أن تتسبّب بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الشقيقة كالأسبرين والآيبوبروفين بحدوث مشاكل وعيوب خَلقيّة للجنين خلال فترة الحمل، كما يمكن أن تصل بعض الأدوية عبر حليب الأم المرضع إلى الرضيع مؤدية إلى حدوث مشاكل له، وعلى الصعيد الآخر تُنصح الحامل بممارسة تمارين الاسترخاء واستخدام الكمادات الباردة التي قد تساهم في تخفيف ألم الصداع، ومن الجدير بالذكر أن غالبية السيدات الحوامل اللواتي يعانين من الشقيقة تتحسن الأعراض لديهن أو تتوقف بدءًا من الشهر الثالث من الحمل تقريبًا.[٨]

نصائح خاصة باستخدام حبوب منع الحمل

كما ذكرنا يُمكن أن تُعاني بعض النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل من زيادة شدة نوبة الشقيقة لديهن، وفي مثل هذه الحالات تحدث نوبة الصداع لديهن خلال الأسبوع الأخير من الدورة؛ حيث يعود السبب إلى عدم احتواء آخر سبع حبوب من حبوب منع الحمل على الهرمونات في العادة؛ لذلك ينخفض مستوى هرمون الإستروجين في جسم المرأة بشكل حاد ليحفز بعدها ظهور نوبة الصداع، وفي مثل هذه الحالات تُنصح السيدات بمراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى أنّ تغيير نمط الحياة كتناول غذاء صحي والحصول على ساعات كافية من النوم يمكن أن يُحسن من الشقيقة، وعلى العكس تمامًا يمكن أن تشعر بعض السيدات بانخفاض عدد وشدة النوبات، في حين قد لا يتأثر الصداع لدى البعض الآخر بهذه الحبوب على الإطلاق، ولا يوجد سبب واضح لتفسير تلك الردود المختلفة.[٨]

فيديو الشقيقة وعلاجها

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن الشقيقة وعلاجها:

المراجع

  1. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  2. “Migraine”, www.brainandspine.org.uk, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  3. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  4. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 27-12-2019. Edited.
  5. “Migraine”, medlineplus.gov, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  6. “Migraines”, familydoctor.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  7. “What Type of Headache Do You Have?”, americanmigrainefoundation.org,9-5-2017، Retrieved 22-12-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Migraine”, www.womenshealth.gov, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  9. Am Fam Physician (1-11-2005), “Migraine Headaches: How to Deal with the Pain”، www.aafp.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب “Headache Hygiene – What is It?”, americanmigrainefoundation.org,12-4-2016، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  11. “Migraine And Pregnancy: What Moms-to-Be Need To Know”, americanmigrainefoundation.org,11-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  12. “Top 10 Migraine Triggers and How to Deal with Them”, americanmigrainefoundation.org,27-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  13. “Diagnosis”, www.migrainetrust.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  15. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  16. “Treatment of Migraine Headaches”, www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  17. “Migraines: Simple steps to head off the pain”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  18. “Can I drive with migraine?”, www.migrainetrust.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  19. Heidi Moawad, MD , “How to Prevent Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  20. Tolu Ajiboye, “How to Cope With Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  21. R Joshua Wootton, MDiv, PhDNarayan R Kissoon, MD, “Patient education: Migraines in adults (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

نظرة حول الشقيقة

يعدّ الصداع النصفي أو الشقيقة أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) اضطرابًا معقّدًا يتميز بمعاناة المصاب من نوبات متكررة من الصداع والتي غالبًا ما تحدث في أحد جانبي الرأس فقط، وقد يُصاحب هذا الصداع ظهور العديد من الأعراض؛ فيمكن أن يُعاني المُصاب من التقيؤ والشعور بالغثيان، واضطرابات في الرؤية، إضافة إلى زيادة الحساسية تجاه سماع الأصوات أو التعرض إلى الضوء، وغالبًا ما تستمر هذه النوبات ما بين 4 ساعات إلى 3 أيام، ويُمكن أن تتكرر عدّة مرّات خلال الأسبوع لدى بعض الأفراد، في حين تحصل هذه النوبات لدى البعض الآخر مرة كل بضع سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشقيقة أكثر شيوعًا لدى النساء، ولكنها بشكل عام تُصنف من المشاكل الصحية التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب.[١][٢]

في الحقيقة يعاني بعض المصابين بالشقيقة من ظهور بعض العلامات قبل حدوث نوبة الشقيقة أو بالتزامن مع حدوثها، حيث تعرف هذه العلامات بالهالة (بالإنجليزية: Aura)، وهي علامات تحذيرية تنبّىء المُصاب باقتراب حدوث نوبة الشقيقة، وقد تتمثل الهالة بالمعاناة من اضطرابات بصرية؛ مثل: رؤية بقع مُعتمة أو ومضات ضوئية، أو قد تتمثل بحدوث اضطرابات أخرى كصعوبة التحدّث أو المعاناة من وخز أو تنميل في جهة واحدة من الوجه أو اليد أو الساق،[٣] وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ نسبة الانتشار الحالي لاضطراب الشقيقة تبلغ 10% حول العالم.[٤]

أعراض الشقيقة

تحدث الشقيقة في الصباح بشكل شائع؛ وعادةً ما يُعاني الفرد منها عند استيقاظه، ويمكن التنبؤ بالأوقات التي قد تحدث فيها أعراض الشقيقة عند بعض الناس؛ فمثلاً في الوقت الذي يسبق حدوث الدورة الشهرية، أو بعد القيام بعمل شاق، وتمر الشقيقة بأربع مراحل مختلفة، وفي الواقع قد لا يمرّ المصاب بكل هذه المراحل عند التعرّض لكلّ نوبة صُداع، ويمكن بيان مراحل نوبة الشقيقة بشيء من التفصيل كما يأتي:[٥]

  • البادرة: تبدأ المرحلة الأولى التي تعرف بالبادرة (بالإنجليزية: Prodrome) قبل فترة زمنية تصل إلى 24 ساعة من وقت حدوث نوبة الشقيقة، ويمكن أن تظهر بعض العلامات والأعراض المبكّرة في هذه المرحلة؛ كالتقلب غير المُبرر في المزاج، واحتباس السوائل في الجسم، وزيادة التبوّل، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتثاؤب غير المسيطر عليه.
  • الهالة: وهي المرحلة الثانية من مراحل الشقيقة، ويمكن أن تحدث قبل نوبة الصداع بقليل أو أثناء حدوثها، وتتمثّل الهالة برؤية وميض أو ضوء ساطع، أو خطوط متعرجة من الضوء، أو قد تتمثل الهالة بضعف بالعضلات، أو شعور المصاب كأنّ أحدًا قد لمسه أو أمسكه.
  • الصداع: تعدّ المرحلة الثالثة مرحلة حدوث نوبة الصداع، والتي عادةً ما تبدأ بالتدريج إلى أن تصل لتكون أكثر شدة، وكما ذكرنا سابقًًا في الغالب تكون نوبة الشقيقة على شكل ألم نابض في جهة واحدة من الرأس، وأحياناً قد تحدث النوبة دون المعاناة من ألم أو صُداع في الرأس، ومن الأعراض الأخرى التي قد تُصاحب الشقيقة ما يأتي:
    • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
    • زيادة التحسس من الروائح، والإزعاج، والإضاءة.
    • تفاقم الألم عند السعال، أو العطاس، أو الحركة.
  • مرحلة ما بعد النوبة: وهي المرحلة الأخيرة، ويشعر بها المُصاب بالإرهاق والتعب والتشويش، ويمكن لمرحلة ما بعد النوبة أن تستمر لمدة يوم كامل.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض مرض الشقيقة).

أنواع صداع الشقيقة

تتعدّد أنواع الشقيقة، ويمكن بيانها بشيء من التفصيل كما يأتي:[٦]

  • الشقيقة الكلاسيكية: (بالإنجليزية: Classic migraines) أو الشقيقة المعقّدة (بالإنجليزية: Complicated migraines) أو الشقيقة مع هالة، والتي تبدأ بحدوث الهالة التي تُنذر بالنوبة؛ والتي تستمر فترة زمنية تتراوح بين 15-30 دقيقة، وغالبًا ما تتضمّن حدوث اضطرابات وتغيرات في الرؤية تم التطرق إليها سابقًا، إضافة إلى إمكانية الفقدان المؤقت لجزء من الرؤية، وقد يرافق ذلك الشعور بضعف في جهة واحدة من الجسم، أو حدوث اضطراب في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يعاني المصاب من آلام الرأس التي تتركز في جهة واحدة أو في كلتا الجهتين، وأحياناً قد يتزامن حدوث هذه الآلام مع الهالة أو قد لا تحدث أصلاً.
  • الشقيقة الشائعة: (بالإنجليزية: Common migraines)، وتُسمى بالشقيقة دون هالة؛ وذلك بسبب حدوث نوبة الشقيقة دون المرور بمرحلة الهالة، ويحدث هذا النوع من الشقيقة لدى معظم المصابين، وقد يحدث هذا النوع ببطء مقارنة بالشقيقة الكلاسيكية، ويستمر لفترة أطول، إضافةً إلى أنه يؤثر بشكل أكبر في قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة اليومية، وقد يحدث الأم في جهة واحدة فقط من الرأس.
  • الشقيقة الصامتة: (بالإنجليزية: Silent migraines)، أو الشقيقة دون ألم الرأس، والتي تحدث دون أن يرافقها شعور بألم في الرأس؛ أو على الأقل لا يشعر بآلام الشقيقة المعتادة حول العينين، في حين يشعر المُصاب بأعراض الشقيقة الأخرى، وقد تتضمن وجود مرحلة الهالة، وكذلك يمكن أن يشعر المُصاب بالشقيقة الصامتة بحساسية تجاه الإضاءة والصوت كما في غيرها من الأنواع.
  • الشقيقة الفالجية: (بالإنجليزية: Hemiplegic Migraine)، يعد هذا النوع نادر الحدوث، وحقيقة تُشبه الشقيقة الفالجية السكتة الدماغية؛ حيث يعاني المصاب من ضعف مؤقت في جهة واحدة من الجسم؛ ويمكن أن يؤثر هذا الضعف في الوجه والذراع أو الساق، وقد يستمر ذلك لفترة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى أيام، وغالباً ما يتلاشى خلال 24 ساعة، وقد يحدث ألم الرأس قبل أو بعد ذلك.
  • الشقيقة الشبكية: (بالإنجليزية: Retinal migraines) أو الشقيقة العينية (بالإنجليزية: Ocular migraines)، تتسبب هذه الشقيقة بفقدان مؤقت للبصر في عين واحدة، والذي يعدّ شكلًا خاصًّا من أشكال الهالة، ويمكن أن يستمر ذلك من دقيقة واحدة إلى عدّة أشهر، وعادةً ما يستعيد المُصاب نظره الطبيعي بشكل كامل، وفي الحقيقة قد يكون هذا النوع من الشقيقة عَرَضًا لحالة أكثر خطورة من ذلك، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الإصابة بهذا النوع من الشقيقة.[٧]

أسباب الشقيقة

إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الشقيقة غير معروف، ويعتقد أغلب الباحثين أنّ حدوث تغيرات غير طبيعية في مستويات مواد معينة يتم إنتاجها في الدماغ بشكل طبيعي هو ما يُسبب المعاناة من نوبة الشقيقة، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع نسب هذه المواد إلى حدوث التهاب ينتُج عنه تورّم الأوعية الدموية في الدماغ؛ ممّا يؤدّي إلى إحداث ضغط على الأعصاب القريبة من هذه الأوعية والتسبب بالشعور بالألم، ومن ناحية أخرى توجد علاقة تربط بين الجينات وحدوث الشقيقة؛ فقد يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة جينات غير طبيعية مسؤولة عن التحكم بوظائف خلايا دماغية معينة.[٨]

ولمعرفة المزيد عن أسباب الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب الشقيقة).

العوامل المحفّزة لنوبات الشقيقة

توجد العديد من العوامل التي قد تحفِّز حدوث النوبات لدى المصابين بالشقيقة، وينبغي التأكيد على أن تأثير هذه العوامل في تحفيز نوبات الصداع يتفاوت من شخص إلى آخر، ولا يُشترط أن تُحفِز العوامل حدوث النوبات لجميع المصابين؛ إذ يُمكن أن يتعرض المصابون بالشقيقة لهذه العوامل المحفِزة ولا يشعرون بزيادة ظهور النوبات لديهم، ولذلك من المهم مراقبة تأثير العوامل المُحَفِّزة في ظهور نوبات الصداع وتسجيل العوامل التي يُلاحظ الفرد أنها تُحفِّز نوبات الشقيقة لديه والحرص على تجنبها،[٩] وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٠]

  • بعض العوامل البيئية: مثل: تغيُّرات الطقس، والتعرُّض لأشعة الشمس الساطعة، واستنشاق بعض الروائح وعوامل التلوث؛ كالأبخرة والمواد الكيميائية.
  • حدوث تغييرات في نمط وعدد ساعات النوم؛ كقلة النوم أو النوم الزائد.
  • التعرض لبعض الظروف التي قد تُسبب التوتر والضغط النفسي؛ سواء في العمل أو المنزل؛ كالزواج، أو الوفاة، أو الطلاق، أو ضغوطات العمل غير المتوقعة، أو ترك العمل.
  • التعرّض لإصابات جسدية؛ كإصابة الرأس.
  • الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
  • حدوث تغيُّرات هرمونية، ويجدر التنويه إلى تفاوت تأثير هرمون الإستروجين في تكرار وشدة نوبات الشقيقة لدى النساء؛ فقد يزداد الصداع سُوءاً لدى بعض النساء اللاتي يتناولن حبوب تنظيم الحمل المحتوية على هرمون الإستروجين أو اللاتي يلجأن للعلاج بالهرمونات البديلة، بينما يشعر البعض الآخر منهن بالتحسّن عند استخدام ما سبق، وعلى وجه مماثل تعاني بعض السيدات الحوامل من زيادة عدد أو شدة نوبات الصداع لديها خلال فترة الحمل، في حين تتحسّن وتقل أعراض النوبة لدى حوامل أخريات.[١٠][١١]
  • الصيام أو تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية أو عدم تناولها؛ وفي الحقيقة يجدر ذكر العديد من الأمثلة على الأطعمة التي وُجِد أنها تُحفز نوبات الشقيقة لدى بعض المصابين، مثل: الأطعمة التي تحتوي على الهستامين، والأطعمة التي تحتوي على مادة جلوتومات أُحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate)، والشوكولاتة، ومنتجات الألبان، والمحلِّيات الصناعية مثل الأسبارتام، والكافيين، واللحوم المعالجة، وأي مادة لها رائحة قوية، ومن الجدير بالإشارة أنّه وُجِد أنّ الإفراط في تناول الكافيين يؤدّي إلى تفاقم أعراض الشقيقة لدى العديد من الأفراد، في حين على العكس تمامًا يمكن للكافيين إيقاف أعراض الشقيقة لدى البعض الآخر.[١٢]

تشخيص الإصابة بالشقيقة

في الواقع لا يوجد اختبار محدد يمكن إجراؤه لتشخيص الإصابة بالشقيقة، ومن أجل ذلك يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي للمصاب واستبعاد المُسببات الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث النوبات، وذلك من خلال ما يأتي:[١٣]

  • التاريخ المرضي: إذ يجب تزويد الطبيب بالتاريخ المرضي الدقيق للمصاب وكافة التفاصيل المتعلّقة بالمعاناة من الصداع أو أي أعراض أخرى، ثم تحليل هذه المعلومات التي تتضمن عدد مرات التعرُِض لنوبات الصداع، ومدى شدة الألم الناتج عنها، والأعراض المصاحبة لذلك، إضافة إلى مدى تأثير الصداع في الأنشطة اليومية للمصاب، والتاريخ العائلي للمعاناة من الصداع، وكذلك تفاصيل أي علاج تم استخدامه سابقًا ومدى فعالية هذا العلاج في التخلّص من النوبات.
  • الفحص الشامل: كإجراء تقييم عصبي شامل للمصاب.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (تشخيص مرض الشقيقة).

علاج الشقيقة

يهدف علاج الشقيقة إلى إيقاف أعراض المرض ومنع تكرار حدوث نوباته في المستقبل، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على عدة عوامل تتضمن: شدة الصداع ومدى تكراره، ومصاحبة النوبة للشعور بالغثيان والتقيؤ، ووجود حالات مرضية أخرى لدى المصاب، إضافة إلى مدى تأثير النوبة عليه، ويُقسم علاج الشقيقة إلى شكلين، هما:[١٤]

  • الأدوية المسكّنة للألم: صُمّمت من أجل إيقاف أعراض الشقيقة، ويمكن تناول أدوية تسكين الألم خلال نوبة الصداع.
  • الأدوية الوقائية: تستخدم هذه الأدوية بانتظام بهدف التقليل من عدد النوبات أو شدتها، وغالبًا ما يكون استخدامها بشكل يومي.

الأدوية المسكنة للنوبة

تُستخدم الأدوية المسكنة للنوبة لتخفيف آلام الشقيقة والأعراض المرافقة لها، وإنّ الوقت المناسب لاستخدام هذه الأدوية هو عند بدء أعراض ونوبة الصداع،[١٤] وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٥]

  • مسكّنات الألم: يمكن أن تُساعد مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية كالآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) على تخفيف أعراض الشقيقة؛ وينصح بتناول هذه المسكنات في بداية التعرض للنوبة حيث تكون أكثر فعالية في هذه الفترة؛ إذ تمنح وقتًا كافيًا ليتم امتصاصه في الدورة الدموية ممّا يؤدي إلى تخفيف الأعراض، ومن الجدير بالذكر أن المسكنات التي تتوفر على شكل تحاميل تُعدّ الحل الأمثل في حال عدم قدرة المريض على بلع الأقراص الدوائية؛ كمن يُعاني من الغثيان والتقيؤ.
  • التريبتانات: (بالإنجليزية: Triptans)، في حال كانت مسكنات الألم غير فعّالة في تخفيف أعراض الشقيقة؛ فيمكن أن يوصي الطبيب باستخدام نوع من الأدوية يُسمّى بالتريبتانات كدواء مساند لمسكنات الألم؛ وهي أدوية خاصة تخفف وتُسكِّن ألم الشقيقة، ويُعتقد أن آلية عمل عائلة التريبتانات تتمثّل بعكس التغيرات الحاصلة في الدماغ التي قد تسبّب حدوث نوبة الشقيقة، ويجدر بالذكر أنّ هذه الأدوية قد تتسبّب بحدوث العديد من الآثار الجانبية التي عادةً ما تكون طفيفة وتختفي من تلقاء نفسها، ويُوصى بمراجعة الطبيب بعد إنهاء الفترة الأولى من العلاج بالتريبتانات؛ وذلك لمناقشة مدى فعاليته وتأثيره العلاجي على المصاب وإمكانية استمراره في استخدامه أو الاستعاضة عنه بدواء آخر.
  • مضادات القيء: (بالإنجليزية: Anti-emetics)، يمكن أن يصف الطبيب مضادات القيء إلى جانب مسكنات الألم أو التربيتانات في الحالات التي تكون نوبات الشقيقة مصحوبة بالشعور بالغثيان، وكما في مسكنات الألم فإنّ أفضل وقت يمكن استخدام مضادات التقيؤ فيه هو الوقت الذي تبدأ فيه أعراض الشقيقة بالظهور.
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٤]
    • الأدوية الأفيونية (بالإنجليزية:Opioid medication): عادةً ما يتم وصف الأدوية الأفيونية فقط في حال لم تُجدِ الأدوية الأخرى نفعًا مع المصاب أو في حال عدم استطاعة المصاب تناول الأدوية السابقة لعلاج الشقيقة؛ وذلك لإمكانية تسبّبها بالإدمان لدى المصاب.
    • ثنائي هيدروإرغوتامين ( بالإنجليزية: Dihydroergotamines).
    • لاسميتيدان (بالإنجليزية: Lasmiditan).

الأدوية الوقائية

يمكن الحدّ من تكرار نوبات الشقيقة بمساعدة الأدوية الوقائية على اختلاف أنواعها، حيث يهدف العلاج الوقائي إلى تقليل عدد مرات الإصابة بالشقيقة وكذلك تقليل مدى شدة النوبة ومدة استمرارها، ففي حال كان المريض يُعاني من تكرار نوبات الصداع أو شدتها، أو استمرارها لفترات طويلة؛ فيُمكن للطبيب أن يوصي بتناول الأدوية الوقائية،[١٤] حيث يتم اختيار الدواء المناسب بناءً على مدى تأثيره المحتمل في المشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها المصاب، إضافةً إلى الآثار الجانبية الخاصة بكل دواء، وتُوصف هذه الأدوية بجرعات منخفضة في البداية، ومن ثم يتم تدريجيًّا زيادة هذه الجرعة للوصول إلى ما يناسب وضع المصاب، وتحتاج هذه الأدوية فترة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تبدأ نتائجها بالظهور، وقد تستغرق فترة تتراوح ما بين ثمانية أسابيع إلى اثني عشر أسبوعًا للوصول إلى أقصى تأثيرٍ علاجي لها،[١٦] وفيما يأتي نتطرق لذكر بعض هذه الأدوية الوقائية:[١٤]

  • بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم: وتتضمن حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
  • بعض الأدوية المضادة للاكتئاب: كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتحديداً دواء أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline).
  • بعض الأدوية المضادة للتشنجات: (بالإنجليزية: Anti-seizure drugs)، مثل الفالبروات (بالإنجليزية: Valproate) والتوبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate).
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • حقن البوتوكس: (بالإنجليزية: Botox injections)، يمكن أن تمنع هذه الحقن حدوث الشقيقة لدى بعض البالغين، ويتم استخدامها كل 12 أسبوعًا تقريبًا.
    • الأجسام المضادة أحادية النسيلة الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين: (بالإنجليزية: Calcitonin gene-related peptide monoclonal antibodies)، وتُعد من أحدث الأدوية المُصرَّح باستخدامها مؤخّرًا من قبل منظمة الغذاء والدواء لعلاج الشقيقة، ويتم حقن المريض بها شهريًا.

ولمعرفة المزيد عن علاج الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج الصداع النصفي).

نصائح للمصابين بصداع الشقيقة

تُشكّل الأدوية المستخدمة في علاج ومنع حدوث نوبات الشقيقة والتي تم ذكرها سابقًا إحدى الطرق الممكن استخدامها لتخفيف الشقيقة؛ حيث توجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للمصاب اتباعها من أجل ذلك، بدءًا من اعتناء المصاب بنفسه، وفهم كيفية التعامل مع ألم الصداع في حال التعرض للنوبة، وفي الواقع إنّ الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع الشقيقة تكمن في معرفة كيفية إدارة السلوك ونمط الحياة عند مواجهة النوبة؛ وذلك إلى جانب تناول أدوية الشقيقة، إذ يمكن التقليل من شدة الصداع ومدى تكراره من خلال اتباع نمط حياة يُعزز الحياة الصحيّة الجيدة، وتتعدد النصائح والإرشادات التي يُمكن اتباعها من قِبل المُصابين بالشقيقة، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٧]

نصائح للتعامل مع نوبة الشقيقة عند ظهورها

في حال التعرض لنوبة الشقيقة يُمكن اتّباع الطرق التي سبق أن نجحت في المساعدة على تخطّي النوبة، والتي قد تتضمّن ما يأتي:[٨]

  • تناول أدوية الشقيقة التي وصفها الطبيب فور ظهور الأعراض.
  • شُرب السوائل خلال نوبة الصداع في حال لم يشعر المُصاب بالغثيان.
  • أخذ قسط من الراحة والاستلقاء في غرفة هادئة ومُعتمة.
  • الضغط على مكان الشعور بالألم أو فركه، ويمكن وضع قطعة قماش باردة على الرأس.
  • إجراء بعض تمارين الاسترخاء والتدليك.

يُمكن أن تؤثّر نوبة الشقيقة في قُدرة المصاب على القيادة بأمان سواء كان ذلك بسبب التعرض للنوبة أو بسبب تناول الأدوية، إذ يمكن أن يتعرض بعض المصابين أثناء القيادة لأعراض الشقيقة كحدوث دوخة أو صعوبة في التركيز أو اضطرابات بصرية؛ تجعل المصاب أو الآخرين عُرضة لخطر الحوادث والإصابات، ومن الجدير بالذكر أنه في حال التعرُّض للنوبة أثناء القيادة، يجب على المُصاب إيقاف السيارة على الفور واستخدام الأدوية المناسبة، مع ضرورة التأكيد على عدم القيادة مرة أخرى إلى حين انتهاء النوبة، كما يجب التأكد من أن الأدوية التي تم استخدامها لا تتداخل مع قدرة الشخص على القيادة بأمان.[١٨]

نصائح للحد من ظهور نوبات الشقيقة

للحد من ظهور نوبات الشقيقة، يُنصح باتباع الارشادات الآتية:[١٩]
  • النوم لساعات كافية؛ وذلك لأنّ قلة النوم قد تكون هي السبب الكامن وراء تحفيز ظهور الشقيقة.
  • تجنُّب محفزات الشقيقة؛ فقد يكون سبب التعرض لحدوث نوبة الشقيقة هو تناول بعض الأغذية التي من شأنها أن تُحفز النوبة لدى بعض الأشخاص، كما يمكن أن يكون التحفيز باستنشاق بعض مواد التنظيف أو مواد التجميل أو غير ذلك، فيُنصح بتوخي الحذر وتجنُّب أي من هذه المحفّزات، وفي هذا السياق يُشار إلى أهمية تخصيص مدوّنة لتسجيل العوامل المُحفّزة وعلاقتها بالشقيقة لديه.
  • السيطرة على التوتر وإجراء بعض التمارين التي تساعد على الاسترخاء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام؛ مع الحرص على اتباع نظام غذائي صحي؛ حيث يُمكن أن يُساعد ذلك على فقدان الوزن والمحافظة على صحة الجسم، ولتجنب تحفيز نوبة الشقيقة بسبب الرياضة العنيفة أو المفاجئة؛ يُنصح بالبدء بتمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة، وكذلك الحرص على شرب المياه بكميات كافية، وبشكل عام تُعد السباحة والمشي وركوب الدراجة من التمارين الرياضية الآمنة التي يُمكن ممارستها.[٢٠]

نصائح لتجنب الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية

إنّ الإفراط في تناول جرعات بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الشقيقة؛ مثل: الباراسيتامول، والأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) التي يُعدّ الآيبوبروفين أحدها، والتريبتانات؛ يُمكن أن يؤدي إلى ما يُسمّى بالصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache)، ويُعرف أيضًا بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound headaches)، ولتجنُّب حدوث ذلك؛ ينبغي استخدام الأدوية بحسب إرشادات الطبيب.[٢١]

نصائح خاصة بالنساء

نصائح خاصة بفترة الحمل والرضاعة

تُنصح النساء المرضعات والحوامل واللواتي يُخططن للحمل بمراجعة الطبيب في حال المعاناة من الشقيقة، وذلك لوصف الدواء الآمن والمناسب في كل حالة، إذ يمكن أن تتسبّب بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الشقيقة كالأسبرين والآيبوبروفين بحدوث مشاكل وعيوب خَلقيّة للجنين خلال فترة الحمل، كما يمكن أن تصل بعض الأدوية عبر حليب الأم المرضع إلى الرضيع مؤدية إلى حدوث مشاكل له، وعلى الصعيد الآخر تُنصح الحامل بممارسة تمارين الاسترخاء واستخدام الكمادات الباردة التي قد تساهم في تخفيف ألم الصداع، ومن الجدير بالذكر أن غالبية السيدات الحوامل اللواتي يعانين من الشقيقة تتحسن الأعراض لديهن أو تتوقف بدءًا من الشهر الثالث من الحمل تقريبًا.[٨]

نصائح خاصة باستخدام حبوب منع الحمل

كما ذكرنا يُمكن أن تُعاني بعض النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل من زيادة شدة نوبة الشقيقة لديهن، وفي مثل هذه الحالات تحدث نوبة الصداع لديهن خلال الأسبوع الأخير من الدورة؛ حيث يعود السبب إلى عدم احتواء آخر سبع حبوب من حبوب منع الحمل على الهرمونات في العادة؛ لذلك ينخفض مستوى هرمون الإستروجين في جسم المرأة بشكل حاد ليحفز بعدها ظهور نوبة الصداع، وفي مثل هذه الحالات تُنصح السيدات بمراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى أنّ تغيير نمط الحياة كتناول غذاء صحي والحصول على ساعات كافية من النوم يمكن أن يُحسن من الشقيقة، وعلى العكس تمامًا يمكن أن تشعر بعض السيدات بانخفاض عدد وشدة النوبات، في حين قد لا يتأثر الصداع لدى البعض الآخر بهذه الحبوب على الإطلاق، ولا يوجد سبب واضح لتفسير تلك الردود المختلفة.[٨]

فيديو الشقيقة وعلاجها

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن الشقيقة وعلاجها:

المراجع

  1. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  2. “Migraine”, www.brainandspine.org.uk, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  3. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  4. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 27-12-2019. Edited.
  5. “Migraine”, medlineplus.gov, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  6. “Migraines”, familydoctor.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  7. “What Type of Headache Do You Have?”, americanmigrainefoundation.org,9-5-2017، Retrieved 22-12-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Migraine”, www.womenshealth.gov, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  9. Am Fam Physician (1-11-2005), “Migraine Headaches: How to Deal with the Pain”، www.aafp.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب “Headache Hygiene – What is It?”, americanmigrainefoundation.org,12-4-2016، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  11. “Migraine And Pregnancy: What Moms-to-Be Need To Know”, americanmigrainefoundation.org,11-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  12. “Top 10 Migraine Triggers and How to Deal with Them”, americanmigrainefoundation.org,27-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  13. “Diagnosis”, www.migrainetrust.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  15. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  16. “Treatment of Migraine Headaches”, www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  17. “Migraines: Simple steps to head off the pain”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  18. “Can I drive with migraine?”, www.migrainetrust.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  19. Heidi Moawad, MD , “How to Prevent Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  20. Tolu Ajiboye, “How to Cope With Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  21. R Joshua Wootton, MDiv, PhDNarayan R Kissoon, MD, “Patient education: Migraines in adults (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نظرة حول الشقيقة

يعدّ الصداع النصفي أو الشقيقة أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) اضطرابًا معقّدًا يتميز بمعاناة المصاب من نوبات متكررة من الصداع والتي غالبًا ما تحدث في أحد جانبي الرأس فقط، وقد يُصاحب هذا الصداع ظهور العديد من الأعراض؛ فيمكن أن يُعاني المُصاب من التقيؤ والشعور بالغثيان، واضطرابات في الرؤية، إضافة إلى زيادة الحساسية تجاه سماع الأصوات أو التعرض إلى الضوء، وغالبًا ما تستمر هذه النوبات ما بين 4 ساعات إلى 3 أيام، ويُمكن أن تتكرر عدّة مرّات خلال الأسبوع لدى بعض الأفراد، في حين تحصل هذه النوبات لدى البعض الآخر مرة كل بضع سنوات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشقيقة أكثر شيوعًا لدى النساء، ولكنها بشكل عام تُصنف من المشاكل الصحية التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب.[١][٢]

في الحقيقة يعاني بعض المصابين بالشقيقة من ظهور بعض العلامات قبل حدوث نوبة الشقيقة أو بالتزامن مع حدوثها، حيث تعرف هذه العلامات بالهالة (بالإنجليزية: Aura)، وهي علامات تحذيرية تنبّىء المُصاب باقتراب حدوث نوبة الشقيقة، وقد تتمثل الهالة بالمعاناة من اضطرابات بصرية؛ مثل: رؤية بقع مُعتمة أو ومضات ضوئية، أو قد تتمثل بحدوث اضطرابات أخرى كصعوبة التحدّث أو المعاناة من وخز أو تنميل في جهة واحدة من الوجه أو اليد أو الساق،[٣] وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنّ نسبة الانتشار الحالي لاضطراب الشقيقة تبلغ 10% حول العالم.[٤]

أعراض الشقيقة

تحدث الشقيقة في الصباح بشكل شائع؛ وعادةً ما يُعاني الفرد منها عند استيقاظه، ويمكن التنبؤ بالأوقات التي قد تحدث فيها أعراض الشقيقة عند بعض الناس؛ فمثلاً في الوقت الذي يسبق حدوث الدورة الشهرية، أو بعد القيام بعمل شاق، وتمر الشقيقة بأربع مراحل مختلفة، وفي الواقع قد لا يمرّ المصاب بكل هذه المراحل عند التعرّض لكلّ نوبة صُداع، ويمكن بيان مراحل نوبة الشقيقة بشيء من التفصيل كما يأتي:[٥]

  • البادرة: تبدأ المرحلة الأولى التي تعرف بالبادرة (بالإنجليزية: Prodrome) قبل فترة زمنية تصل إلى 24 ساعة من وقت حدوث نوبة الشقيقة، ويمكن أن تظهر بعض العلامات والأعراض المبكّرة في هذه المرحلة؛ كالتقلب غير المُبرر في المزاج، واحتباس السوائل في الجسم، وزيادة التبوّل، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتثاؤب غير المسيطر عليه.
  • الهالة: وهي المرحلة الثانية من مراحل الشقيقة، ويمكن أن تحدث قبل نوبة الصداع بقليل أو أثناء حدوثها، وتتمثّل الهالة برؤية وميض أو ضوء ساطع، أو خطوط متعرجة من الضوء، أو قد تتمثل الهالة بضعف بالعضلات، أو شعور المصاب كأنّ أحدًا قد لمسه أو أمسكه.
  • الصداع: تعدّ المرحلة الثالثة مرحلة حدوث نوبة الصداع، والتي عادةً ما تبدأ بالتدريج إلى أن تصل لتكون أكثر شدة، وكما ذكرنا سابقًًا في الغالب تكون نوبة الشقيقة على شكل ألم نابض في جهة واحدة من الرأس، وأحياناً قد تحدث النوبة دون المعاناة من ألم أو صُداع في الرأس، ومن الأعراض الأخرى التي قد تُصاحب الشقيقة ما يأتي:
    • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
    • زيادة التحسس من الروائح، والإزعاج، والإضاءة.
    • تفاقم الألم عند السعال، أو العطاس، أو الحركة.
  • مرحلة ما بعد النوبة: وهي المرحلة الأخيرة، ويشعر بها المُصاب بالإرهاق والتعب والتشويش، ويمكن لمرحلة ما بعد النوبة أن تستمر لمدة يوم كامل.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض مرض الشقيقة).

أنواع صداع الشقيقة

تتعدّد أنواع الشقيقة، ويمكن بيانها بشيء من التفصيل كما يأتي:[٦]

  • الشقيقة الكلاسيكية: (بالإنجليزية: Classic migraines) أو الشقيقة المعقّدة (بالإنجليزية: Complicated migraines) أو الشقيقة مع هالة، والتي تبدأ بحدوث الهالة التي تُنذر بالنوبة؛ والتي تستمر فترة زمنية تتراوح بين 15-30 دقيقة، وغالبًا ما تتضمّن حدوث اضطرابات وتغيرات في الرؤية تم التطرق إليها سابقًا، إضافة إلى إمكانية الفقدان المؤقت لجزء من الرؤية، وقد يرافق ذلك الشعور بضعف في جهة واحدة من الجسم، أو حدوث اضطراب في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يعاني المصاب من آلام الرأس التي تتركز في جهة واحدة أو في كلتا الجهتين، وأحياناً قد يتزامن حدوث هذه الآلام مع الهالة أو قد لا تحدث أصلاً.
  • الشقيقة الشائعة: (بالإنجليزية: Common migraines)، وتُسمى بالشقيقة دون هالة؛ وذلك بسبب حدوث نوبة الشقيقة دون المرور بمرحلة الهالة، ويحدث هذا النوع من الشقيقة لدى معظم المصابين، وقد يحدث هذا النوع ببطء مقارنة بالشقيقة الكلاسيكية، ويستمر لفترة أطول، إضافةً إلى أنه يؤثر بشكل أكبر في قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة اليومية، وقد يحدث الأم في جهة واحدة فقط من الرأس.
  • الشقيقة الصامتة: (بالإنجليزية: Silent migraines)، أو الشقيقة دون ألم الرأس، والتي تحدث دون أن يرافقها شعور بألم في الرأس؛ أو على الأقل لا يشعر بآلام الشقيقة المعتادة حول العينين، في حين يشعر المُصاب بأعراض الشقيقة الأخرى، وقد تتضمن وجود مرحلة الهالة، وكذلك يمكن أن يشعر المُصاب بالشقيقة الصامتة بحساسية تجاه الإضاءة والصوت كما في غيرها من الأنواع.
  • الشقيقة الفالجية: (بالإنجليزية: Hemiplegic Migraine)، يعد هذا النوع نادر الحدوث، وحقيقة تُشبه الشقيقة الفالجية السكتة الدماغية؛ حيث يعاني المصاب من ضعف مؤقت في جهة واحدة من الجسم؛ ويمكن أن يؤثر هذا الضعف في الوجه والذراع أو الساق، وقد يستمر ذلك لفترة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى أيام، وغالباً ما يتلاشى خلال 24 ساعة، وقد يحدث ألم الرأس قبل أو بعد ذلك.
  • الشقيقة الشبكية: (بالإنجليزية: Retinal migraines) أو الشقيقة العينية (بالإنجليزية: Ocular migraines)، تتسبب هذه الشقيقة بفقدان مؤقت للبصر في عين واحدة، والذي يعدّ شكلًا خاصًّا من أشكال الهالة، ويمكن أن يستمر ذلك من دقيقة واحدة إلى عدّة أشهر، وعادةً ما يستعيد المُصاب نظره الطبيعي بشكل كامل، وفي الحقيقة قد يكون هذا النوع من الشقيقة عَرَضًا لحالة أكثر خطورة من ذلك، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الإصابة بهذا النوع من الشقيقة.[٧]

أسباب الشقيقة

إنّ السبب الدقيق وراء حدوث الشقيقة غير معروف، ويعتقد أغلب الباحثين أنّ حدوث تغيرات غير طبيعية في مستويات مواد معينة يتم إنتاجها في الدماغ بشكل طبيعي هو ما يُسبب المعاناة من نوبة الشقيقة، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع نسب هذه المواد إلى حدوث التهاب ينتُج عنه تورّم الأوعية الدموية في الدماغ؛ ممّا يؤدّي إلى إحداث ضغط على الأعصاب القريبة من هذه الأوعية والتسبب بالشعور بالألم، ومن ناحية أخرى توجد علاقة تربط بين الجينات وحدوث الشقيقة؛ فقد يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة جينات غير طبيعية مسؤولة عن التحكم بوظائف خلايا دماغية معينة.[٨]

ولمعرفة المزيد عن أسباب الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب الشقيقة).

العوامل المحفّزة لنوبات الشقيقة

توجد العديد من العوامل التي قد تحفِّز حدوث النوبات لدى المصابين بالشقيقة، وينبغي التأكيد على أن تأثير هذه العوامل في تحفيز نوبات الصداع يتفاوت من شخص إلى آخر، ولا يُشترط أن تُحفِز العوامل حدوث النوبات لجميع المصابين؛ إذ يُمكن أن يتعرض المصابون بالشقيقة لهذه العوامل المحفِزة ولا يشعرون بزيادة ظهور النوبات لديهم، ولذلك من المهم مراقبة تأثير العوامل المُحَفِّزة في ظهور نوبات الصداع وتسجيل العوامل التي يُلاحظ الفرد أنها تُحفِّز نوبات الشقيقة لديه والحرص على تجنبها،[٩] وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[١٠]

  • بعض العوامل البيئية: مثل: تغيُّرات الطقس، والتعرُّض لأشعة الشمس الساطعة، واستنشاق بعض الروائح وعوامل التلوث؛ كالأبخرة والمواد الكيميائية.
  • حدوث تغييرات في نمط وعدد ساعات النوم؛ كقلة النوم أو النوم الزائد.
  • التعرض لبعض الظروف التي قد تُسبب التوتر والضغط النفسي؛ سواء في العمل أو المنزل؛ كالزواج، أو الوفاة، أو الطلاق، أو ضغوطات العمل غير المتوقعة، أو ترك العمل.
  • التعرّض لإصابات جسدية؛ كإصابة الرأس.
  • الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية.
  • حدوث تغيُّرات هرمونية، ويجدر التنويه إلى تفاوت تأثير هرمون الإستروجين في تكرار وشدة نوبات الشقيقة لدى النساء؛ فقد يزداد الصداع سُوءاً لدى بعض النساء اللاتي يتناولن حبوب تنظيم الحمل المحتوية على هرمون الإستروجين أو اللاتي يلجأن للعلاج بالهرمونات البديلة، بينما يشعر البعض الآخر منهن بالتحسّن عند استخدام ما سبق، وعلى وجه مماثل تعاني بعض السيدات الحوامل من زيادة عدد أو شدة نوبات الصداع لديها خلال فترة الحمل، في حين تتحسّن وتقل أعراض النوبة لدى حوامل أخريات.[١٠][١١]
  • الصيام أو تناول بعض الأطعمة والمواد الغذائية أو عدم تناولها؛ وفي الحقيقة يجدر ذكر العديد من الأمثلة على الأطعمة التي وُجِد أنها تُحفز نوبات الشقيقة لدى بعض المصابين، مثل: الأطعمة التي تحتوي على الهستامين، والأطعمة التي تحتوي على مادة جلوتومات أُحادية الصوديوم (بالإنجليزية: Monosodium glutamate)، والشوكولاتة، ومنتجات الألبان، والمحلِّيات الصناعية مثل الأسبارتام، والكافيين، واللحوم المعالجة، وأي مادة لها رائحة قوية، ومن الجدير بالإشارة أنّه وُجِد أنّ الإفراط في تناول الكافيين يؤدّي إلى تفاقم أعراض الشقيقة لدى العديد من الأفراد، في حين على العكس تمامًا يمكن للكافيين إيقاف أعراض الشقيقة لدى البعض الآخر.[١٢]

تشخيص الإصابة بالشقيقة

في الواقع لا يوجد اختبار محدد يمكن إجراؤه لتشخيص الإصابة بالشقيقة، ومن أجل ذلك يعتمد الطبيب على التاريخ المرضي للمصاب واستبعاد المُسببات الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث النوبات، وذلك من خلال ما يأتي:[١٣]

  • التاريخ المرضي: إذ يجب تزويد الطبيب بالتاريخ المرضي الدقيق للمصاب وكافة التفاصيل المتعلّقة بالمعاناة من الصداع أو أي أعراض أخرى، ثم تحليل هذه المعلومات التي تتضمن عدد مرات التعرُِض لنوبات الصداع، ومدى شدة الألم الناتج عنها، والأعراض المصاحبة لذلك، إضافة إلى مدى تأثير الصداع في الأنشطة اليومية للمصاب، والتاريخ العائلي للمعاناة من الصداع، وكذلك تفاصيل أي علاج تم استخدامه سابقًا ومدى فعالية هذا العلاج في التخلّص من النوبات.
  • الفحص الشامل: كإجراء تقييم عصبي شامل للمصاب.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (تشخيص مرض الشقيقة).

علاج الشقيقة

يهدف علاج الشقيقة إلى إيقاف أعراض المرض ومنع تكرار حدوث نوباته في المستقبل، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على عدة عوامل تتضمن: شدة الصداع ومدى تكراره، ومصاحبة النوبة للشعور بالغثيان والتقيؤ، ووجود حالات مرضية أخرى لدى المصاب، إضافة إلى مدى تأثير النوبة عليه، ويُقسم علاج الشقيقة إلى شكلين، هما:[١٤]

  • الأدوية المسكّنة للألم: صُمّمت من أجل إيقاف أعراض الشقيقة، ويمكن تناول أدوية تسكين الألم خلال نوبة الصداع.
  • الأدوية الوقائية: تستخدم هذه الأدوية بانتظام بهدف التقليل من عدد النوبات أو شدتها، وغالبًا ما يكون استخدامها بشكل يومي.

الأدوية المسكنة للنوبة

تُستخدم الأدوية المسكنة للنوبة لتخفيف آلام الشقيقة والأعراض المرافقة لها، وإنّ الوقت المناسب لاستخدام هذه الأدوية هو عند بدء أعراض ونوبة الصداع،[١٤] وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٥]

  • مسكّنات الألم: يمكن أن تُساعد مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية كالآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) على تخفيف أعراض الشقيقة؛ وينصح بتناول هذه المسكنات في بداية التعرض للنوبة حيث تكون أكثر فعالية في هذه الفترة؛ إذ تمنح وقتًا كافيًا ليتم امتصاصه في الدورة الدموية ممّا يؤدي إلى تخفيف الأعراض، ومن الجدير بالذكر أن المسكنات التي تتوفر على شكل تحاميل تُعدّ الحل الأمثل في حال عدم قدرة المريض على بلع الأقراص الدوائية؛ كمن يُعاني من الغثيان والتقيؤ.
  • التريبتانات: (بالإنجليزية: Triptans)، في حال كانت مسكنات الألم غير فعّالة في تخفيف أعراض الشقيقة؛ فيمكن أن يوصي الطبيب باستخدام نوع من الأدوية يُسمّى بالتريبتانات كدواء مساند لمسكنات الألم؛ وهي أدوية خاصة تخفف وتُسكِّن ألم الشقيقة، ويُعتقد أن آلية عمل عائلة التريبتانات تتمثّل بعكس التغيرات الحاصلة في الدماغ التي قد تسبّب حدوث نوبة الشقيقة، ويجدر بالذكر أنّ هذه الأدوية قد تتسبّب بحدوث العديد من الآثار الجانبية التي عادةً ما تكون طفيفة وتختفي من تلقاء نفسها، ويُوصى بمراجعة الطبيب بعد إنهاء الفترة الأولى من العلاج بالتريبتانات؛ وذلك لمناقشة مدى فعاليته وتأثيره العلاجي على المصاب وإمكانية استمراره في استخدامه أو الاستعاضة عنه بدواء آخر.
  • مضادات القيء: (بالإنجليزية: Anti-emetics)، يمكن أن يصف الطبيب مضادات القيء إلى جانب مسكنات الألم أو التربيتانات في الحالات التي تكون نوبات الشقيقة مصحوبة بالشعور بالغثيان، وكما في مسكنات الألم فإنّ أفضل وقت يمكن استخدام مضادات التقيؤ فيه هو الوقت الذي تبدأ فيه أعراض الشقيقة بالظهور.
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:[١٤]
    • الأدوية الأفيونية (بالإنجليزية:Opioid medication): عادةً ما يتم وصف الأدوية الأفيونية فقط في حال لم تُجدِ الأدوية الأخرى نفعًا مع المصاب أو في حال عدم استطاعة المصاب تناول الأدوية السابقة لعلاج الشقيقة؛ وذلك لإمكانية تسبّبها بالإدمان لدى المصاب.
    • ثنائي هيدروإرغوتامين ( بالإنجليزية: Dihydroergotamines).
    • لاسميتيدان (بالإنجليزية: Lasmiditan).

الأدوية الوقائية

يمكن الحدّ من تكرار نوبات الشقيقة بمساعدة الأدوية الوقائية على اختلاف أنواعها، حيث يهدف العلاج الوقائي إلى تقليل عدد مرات الإصابة بالشقيقة وكذلك تقليل مدى شدة النوبة ومدة استمرارها، ففي حال كان المريض يُعاني من تكرار نوبات الصداع أو شدتها، أو استمرارها لفترات طويلة؛ فيُمكن للطبيب أن يوصي بتناول الأدوية الوقائية،[١٤] حيث يتم اختيار الدواء المناسب بناءً على مدى تأثيره المحتمل في المشاكل الطبية الأخرى التي يعاني منها المصاب، إضافةً إلى الآثار الجانبية الخاصة بكل دواء، وتُوصف هذه الأدوية بجرعات منخفضة في البداية، ومن ثم يتم تدريجيًّا زيادة هذه الجرعة للوصول إلى ما يناسب وضع المصاب، وتحتاج هذه الأدوية فترة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تبدأ نتائجها بالظهور، وقد تستغرق فترة تتراوح ما بين ثمانية أسابيع إلى اثني عشر أسبوعًا للوصول إلى أقصى تأثيرٍ علاجي لها،[١٦] وفيما يأتي نتطرق لذكر بعض هذه الأدوية الوقائية:[١٤]

  • بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم: وتتضمن حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers).
  • بعض الأدوية المضادة للاكتئاب: كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتحديداً دواء أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline).
  • بعض الأدوية المضادة للتشنجات: (بالإنجليزية: Anti-seizure drugs)، مثل الفالبروات (بالإنجليزية: Valproate) والتوبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate).
  • أدوية أخرى: وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
    • حقن البوتوكس: (بالإنجليزية: Botox injections)، يمكن أن تمنع هذه الحقن حدوث الشقيقة لدى بعض البالغين، ويتم استخدامها كل 12 أسبوعًا تقريبًا.
    • الأجسام المضادة أحادية النسيلة الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين: (بالإنجليزية: Calcitonin gene-related peptide monoclonal antibodies)، وتُعد من أحدث الأدوية المُصرَّح باستخدامها مؤخّرًا من قبل منظمة الغذاء والدواء لعلاج الشقيقة، ويتم حقن المريض بها شهريًا.

ولمعرفة المزيد عن علاج الشقيقة يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج الصداع النصفي).

نصائح للمصابين بصداع الشقيقة

تُشكّل الأدوية المستخدمة في علاج ومنع حدوث نوبات الشقيقة والتي تم ذكرها سابقًا إحدى الطرق الممكن استخدامها لتخفيف الشقيقة؛ حيث توجد العديد من الطرق الأخرى التي يمكن للمصاب اتباعها من أجل ذلك، بدءًا من اعتناء المصاب بنفسه، وفهم كيفية التعامل مع ألم الصداع في حال التعرض للنوبة، وفي الواقع إنّ الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع الشقيقة تكمن في معرفة كيفية إدارة السلوك ونمط الحياة عند مواجهة النوبة؛ وذلك إلى جانب تناول أدوية الشقيقة، إذ يمكن التقليل من شدة الصداع ومدى تكراره من خلال اتباع نمط حياة يُعزز الحياة الصحيّة الجيدة، وتتعدد النصائح والإرشادات التي يُمكن اتباعها من قِبل المُصابين بالشقيقة، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٧]

نصائح للتعامل مع نوبة الشقيقة عند ظهورها

في حال التعرض لنوبة الشقيقة يُمكن اتّباع الطرق التي سبق أن نجحت في المساعدة على تخطّي النوبة، والتي قد تتضمّن ما يأتي:[٨]

  • تناول أدوية الشقيقة التي وصفها الطبيب فور ظهور الأعراض.
  • شُرب السوائل خلال نوبة الصداع في حال لم يشعر المُصاب بالغثيان.
  • أخذ قسط من الراحة والاستلقاء في غرفة هادئة ومُعتمة.
  • الضغط على مكان الشعور بالألم أو فركه، ويمكن وضع قطعة قماش باردة على الرأس.
  • إجراء بعض تمارين الاسترخاء والتدليك.

يُمكن أن تؤثّر نوبة الشقيقة في قُدرة المصاب على القيادة بأمان سواء كان ذلك بسبب التعرض للنوبة أو بسبب تناول الأدوية، إذ يمكن أن يتعرض بعض المصابين أثناء القيادة لأعراض الشقيقة كحدوث دوخة أو صعوبة في التركيز أو اضطرابات بصرية؛ تجعل المصاب أو الآخرين عُرضة لخطر الحوادث والإصابات، ومن الجدير بالذكر أنه في حال التعرُّض للنوبة أثناء القيادة، يجب على المُصاب إيقاف السيارة على الفور واستخدام الأدوية المناسبة، مع ضرورة التأكيد على عدم القيادة مرة أخرى إلى حين انتهاء النوبة، كما يجب التأكد من أن الأدوية التي تم استخدامها لا تتداخل مع قدرة الشخص على القيادة بأمان.[١٨]

نصائح للحد من ظهور نوبات الشقيقة

للحد من ظهور نوبات الشقيقة، يُنصح باتباع الارشادات الآتية:[١٩]
  • النوم لساعات كافية؛ وذلك لأنّ قلة النوم قد تكون هي السبب الكامن وراء تحفيز ظهور الشقيقة.
  • تجنُّب محفزات الشقيقة؛ فقد يكون سبب التعرض لحدوث نوبة الشقيقة هو تناول بعض الأغذية التي من شأنها أن تُحفز النوبة لدى بعض الأشخاص، كما يمكن أن يكون التحفيز باستنشاق بعض مواد التنظيف أو مواد التجميل أو غير ذلك، فيُنصح بتوخي الحذر وتجنُّب أي من هذه المحفّزات، وفي هذا السياق يُشار إلى أهمية تخصيص مدوّنة لتسجيل العوامل المُحفّزة وعلاقتها بالشقيقة لديه.
  • السيطرة على التوتر وإجراء بعض التمارين التي تساعد على الاسترخاء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام؛ مع الحرص على اتباع نظام غذائي صحي؛ حيث يُمكن أن يُساعد ذلك على فقدان الوزن والمحافظة على صحة الجسم، ولتجنب تحفيز نوبة الشقيقة بسبب الرياضة العنيفة أو المفاجئة؛ يُنصح بالبدء بتمارين الإحماء قبل ممارسة الرياضة، وكذلك الحرص على شرب المياه بكميات كافية، وبشكل عام تُعد السباحة والمشي وركوب الدراجة من التمارين الرياضية الآمنة التي يُمكن ممارستها.[٢٠]

نصائح لتجنب الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية

إنّ الإفراط في تناول جرعات بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الشقيقة؛ مثل: الباراسيتامول، والأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) التي يُعدّ الآيبوبروفين أحدها، والتريبتانات؛ يُمكن أن يؤدي إلى ما يُسمّى بالصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية (بالإنجليزية: Medication overuse headache)، ويُعرف أيضًا بالصداع الارتدادي (بالإنجليزية: Rebound headaches)، ولتجنُّب حدوث ذلك؛ ينبغي استخدام الأدوية بحسب إرشادات الطبيب.[٢١]

نصائح خاصة بالنساء

نصائح خاصة بفترة الحمل والرضاعة

تُنصح النساء المرضعات والحوامل واللواتي يُخططن للحمل بمراجعة الطبيب في حال المعاناة من الشقيقة، وذلك لوصف الدواء الآمن والمناسب في كل حالة، إذ يمكن أن تتسبّب بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الشقيقة كالأسبرين والآيبوبروفين بحدوث مشاكل وعيوب خَلقيّة للجنين خلال فترة الحمل، كما يمكن أن تصل بعض الأدوية عبر حليب الأم المرضع إلى الرضيع مؤدية إلى حدوث مشاكل له، وعلى الصعيد الآخر تُنصح الحامل بممارسة تمارين الاسترخاء واستخدام الكمادات الباردة التي قد تساهم في تخفيف ألم الصداع، ومن الجدير بالذكر أن غالبية السيدات الحوامل اللواتي يعانين من الشقيقة تتحسن الأعراض لديهن أو تتوقف بدءًا من الشهر الثالث من الحمل تقريبًا.[٨]

نصائح خاصة باستخدام حبوب منع الحمل

كما ذكرنا يُمكن أن تُعاني بعض النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل من زيادة شدة نوبة الشقيقة لديهن، وفي مثل هذه الحالات تحدث نوبة الصداع لديهن خلال الأسبوع الأخير من الدورة؛ حيث يعود السبب إلى عدم احتواء آخر سبع حبوب من حبوب منع الحمل على الهرمونات في العادة؛ لذلك ينخفض مستوى هرمون الإستروجين في جسم المرأة بشكل حاد ليحفز بعدها ظهور نوبة الصداع، وفي مثل هذه الحالات تُنصح السيدات بمراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، بالإضافة إلى أنّ تغيير نمط الحياة كتناول غذاء صحي والحصول على ساعات كافية من النوم يمكن أن يُحسن من الشقيقة، وعلى العكس تمامًا يمكن أن تشعر بعض السيدات بانخفاض عدد وشدة النوبات، في حين قد لا يتأثر الصداع لدى البعض الآخر بهذه الحبوب على الإطلاق، ولا يوجد سبب واضح لتفسير تلك الردود المختلفة.[٨]

فيديو الشقيقة وعلاجها

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن الشقيقة وعلاجها:

المراجع

  1. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  2. “Migraine”, www.brainandspine.org.uk, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  3. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  4. Jasvinder Chawla, MD, MBA, “Migraine Headache”، emedicine.medscape.com, Retrieved 27-12-2019. Edited.
  5. “Migraine”, medlineplus.gov, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  6. “Migraines”, familydoctor.org, Retrieved 22-12-2019. Edited.
  7. “What Type of Headache Do You Have?”, americanmigrainefoundation.org,9-5-2017، Retrieved 22-12-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث “Migraine”, www.womenshealth.gov, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  9. Am Fam Physician (1-11-2005), “Migraine Headaches: How to Deal with the Pain”، www.aafp.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  10. ^ أ ب “Headache Hygiene – What is It?”, americanmigrainefoundation.org,12-4-2016، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  11. “Migraine And Pregnancy: What Moms-to-Be Need To Know”, americanmigrainefoundation.org,11-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  12. “Top 10 Migraine Triggers and How to Deal with Them”, americanmigrainefoundation.org,27-7-2017، Retrieved 24-12-2019. Edited.
  13. “Diagnosis”, www.migrainetrust.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  15. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 24-12-2019. Edited.
  16. “Treatment of Migraine Headaches”, www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  17. “Migraines: Simple steps to head off the pain”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  18. “Can I drive with migraine?”, www.migrainetrust.org, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  19. Heidi Moawad, MD , “How to Prevent Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  20. Tolu Ajiboye, “How to Cope With Migraines”، www.verywellhealth.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.
  21. R Joshua Wootton, MDiv, PhDNarayan R Kissoon, MD, “Patient education: Migraines in adults (Beyond the Basics)”، www.uptodate.com, Retrieved 26-12-2019. Edited.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى