آلام الرأس

تشخيص مرض الشقيقة

تشخيص مرض الشقيقة

في الحقيقة لا يوجد اختبار محدد لتشخيص مرض الشقيقة، وعادةً يحتاج التشخيص إلى تحديد نمط الصداع المتكرر إلى جانب الأعراض المرتبطة به، وما ينبغي ذكره أنّ أعراض الصداع النصفي قد تكون غير متوقعة، وتحدث في بعض الأحيان نوبات الصداع النصفي دون ظهور أي أعراض أخرى، ولذا فقد يستغرق الوصول إلى التشخيص الدقيق أحياناً بعض الوقت.[١]

كما ينبغي على الشخص الذي يعاني من صداع منتظم أو أيّ أعراض أخرى تدل على الإصابة بمرض الشقيقة أو الصداع النصفي أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص، حيث إنّ الحصول على التشخيص الصحيح أمر مهم للبدء بالعلاج المناسب الذي يخفف من حدة الأعراض ويساعد على الوقاية من ظهور النوبات مرة أخرى، ويجدر التنبيه إلى ضرورة أخذ الطبيب المختص العلاجات الأخرى التي يتناولها المصاب بعين الاعتبار عند تحديد العلاج المناسب للشقيقة، [٢]

أمور يعتمد عليها الطبيب في تشخيص الشقيقة

نظراً لأنه لا يوجد اختبار فعلي لتشخيص مرض الشقيقة، فإن الطبيب يعتمد بشكل أساسي على معرفة التاريخ الطبي للشخص المعنيّ واستبعاد الأسباب الأخرى لنوبات الصداع، وعادة ما يتضمن تشخيص الشقيقة ما يأتي:[٢]

  • تاريخ مفصل للصداع والأعراض الأخرى التي يُعاني منها المصاب، ويتضمن هذا التاريخ تحليل سمات الصداع والتي تتضمن عدد مرات حدوث الصداع، ومدى حدة الألم، والأعراض التي تصاحبه، وتأثيره في الأنشطة اليومية، إضافة إلى ضرورة معرفة التاريخ العائلي للصداع.
  • إجراء فحص شامل، بما في ذلك التقييم العصبي الكامل، حيث يمكن أن تساعد بعض التقنيات، مثل: التصوير المقطعي (بالإنجليزية: CT scan) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging)، ومخطط كهربية الدماغ (بالإنجليزية: Electroencephalograph) واختصاراً EEG، واختبارات الدم الروتينية في استبعاد الأسباب الأخرى للصداع، إلا أنها لا تُستخدم لتشخيص مرض الشقيقة بشكل مباشر.

تشخيص مرض الشقيقة غير المصحوب بالأورة

يؤثر مرض الشقيقة غير المصحوب بالأورة (بالإنجليزية: Migraine without aura) في ما نسبته 70-75% من المرضى المصابين بالصداع النصفي وذلك بناءً على تقرير نُشر من قبل المؤسسة الأمريكية للصداع النصفي (بالإنجليزية: American migraine foundation) في عام 2019 م، ولذا فإنّ هذا النوع يُعدّ الأكثر شيوعاً من بين أنواع الشقيقة،[٣] وفي العادة يتم تشخيص الصداع النصفي غير المصحوب بالأورة بعد ملاحظة خمس نوبات على الأقل من نوبات الصداع على أن تحقق كل نوبة منها المعايير الآتية:[٤]

  • استمرار نوبات الصداع لمدة تتراوح بين 4-72 ساعة؛ بشرط ألّا يكون المصاب قد تلقّى العلاج أبدًا أو أنّه تلقّى العلاج غير الصحيح.
  • امتلاك الصداع لسمتين أو أكثر من السمات الآتية:
    • أن يشعر المصاب بصداع في جانب واحد من الرأس.
    • أن يكون الصداع نابض بطبيعته.
    • أن تتراوح شدة الصداع بين المتوسطة إلى الشديدة.
    • زيادة حدة الصداع بسبب ممارسة النشاط البدني الروتيني، أو امتناع المريض من ممارسة أنشطته البدنية الروتينة بسبب الألم الناتج من الصداع.
  • مصاحبة الصداع لواحدة على الأقل من الأعراض الآتية:
    • الغثيان.
    • التقيؤ.
    • رهاب الضوء أو رهاب الصوت.

تشخيص مرض الشقيقة المصحوب بالأورة

تصل نسبة الأشخاص الذين يعانون من مرض الشقيقة المصحوب بالأورة (بالإنجليزية: Migraine with aura) إلى 25-30% بناء على تقرير نشر في المؤسسة الأمريكية للصداع النصفي في عام 2017 م، وتتضمن الأورة العديد من الاضطرابات كرؤية أشكال، أو نقاط مضيئة، أو ومضات من الضوء، أو عدم القدرة على الرؤية، والشعور بوخزٍ كالدبابيس في الذراع أو الساق، بالإضافة إلى الشعور بالضعف أو التنميل في أحد جوانب الجسم أو الوجه، وسماع أصوات مزعجة، والتحرك بحركات اهتزازية لا يمكن السيطرة عليها،[٥][٦] ويتم تشخيص الصداع النصفي المصحوب بالأورة إذا عانى الشخص من نوبتين على الأقل من نوبات الصداع التي تحقق المعايير الآتية:[٧]

  • مصاحبة الصداع لواحدة أو أكثر من أعراض الأورة القابلة للانعكاس بشكل كامل، وهي الأعراض البصرية، أو الحسية، أو المتعلقة بالكلام أو اللغة، أو الأعراض المتعلقة بالحركة، أو قاعدة الدماغ أو شبكية العين.
  • امتلاك الصداع لثلاث سمات على الأقل من السمات الست الآتية:
    • ظهور عرض واحد على الأقل من أعراض الأورة التي تستمر لخمس دقائق أو أكثر.
    • ظهور عرضين أو أكثر من أعراض الأورة بشكل تتابعيّ.
    • استمرار كل عرض من أعراض الأورة لفترة تتراوح ما بين 5-60 دقيقة.
    • الشعور بعرض واحد على الأقل من أعراض الأورة في جانب واحد فقط من الجسم.
    • الشعور بوخز يشبه وخز الإبر، وهو ما يعرف بأعراض الأورة الإيجابية.
    • المعاناة من الصداع بالتزامن مع ظهور أعراض الأورة أو بعد ظهورها في غضون 60 دقيقة.

تشخيص مرض الشقيقة المزمن

اعتمادًا على تقرير نُشر في المؤسسة الأمريكية للصداع النصفي في عام 2016 م فإن نسبة الأشخاص الذين يعانون من صداع الشقيقة المزمن (بالإنجليزية: Chronic Migraine) حوالي 1%، ويمكن تشخيص مرض الشقيقة المزمن من خلال ملاحظة الأعراض التي تم ذكرها سابقاً عند الحديث عن الصداع النصفي المصحوب بالأورة أو غير المصحوب بالأورة، وإنّ تشخيص الإصابة بالصداع النصفي المزمن قد يكون ممكنًا في حال المعاناة من أعراض الشقيقة لمدة ثمانية أيام على الأقل في الشهر الواحد ولمدة ثلاثة شهور على الأقل، أو قد يتطلب الأمر في بعض الحالات ظهور الأعراض لمدة 15 يوماً على الأقل ولمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، وذلك بحسب حالة المريض وبحسب ما يراه الطبيب مناسبًا.[٨][٧]

التشخيص التفريقي للصداع النصفي

يستدعي التشخيص الدقيق لمرض الشقيقة ضرورة التمييز بين أعراض الأنواع المختلفة للصداع وأعراض الصداع النصفي، حيث تتميز نوبات الصداع الناتجة عن مرض الشقيقة أنها تستمر لفترات طويلة تتراوح بين ساعات إلى أيام، وبشكل عام فإنّ فترة غياب أعراض المرض أكثر من فترة ظهورها، ويصل معدل نوباته إلى مرة واحدة شهرياً،[٩] وأمّا بالنسبة لأنواع الصداع الأخرى، فيأتي بيانها وبيان الأعراض المرافقة لها بشيء من التفصيل أدناه:[١٠][١١]

  • الصداع التوتري: (بالإنجليزية: Tension headache)، يُعدّ هذا النوع من الصداع الأكثر شيوعاً، وتظهر أعراضه على جانبي الرأس وليس في جهة واحدة كما هو الحال في الصداع النصفي، ويُسبّب الشعور بالضغط أو الشد في الرأس دون أن يُسبّب الشعور بنبض فيه، وتستمر أعراض نوباته لفترات تتراوح ما بين نصف ساعة إلى سبعة أيام، ومن الجدير بالذكر أنّ الألم المرافق لصداع التوتر لا يزداد سوءاً مع ممارسة الأنشطة اليومية، مثل: الانحناء أو صعود الدرج، وتتراوح شدته بين المتوسطة إلى الخفيفة، لذلك لا يعيق أداء الانشطة اليومية الاعتيادية، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع من الصداع لا يُرافقه رهاب الضوء، أو الصوت، أو الاستفراغ، أو الغثيان، ولا يؤثر في المصاب لمدة تتجاوز 15 يوماً في الشهر.
  • الصداع الارتدادي: (بالإنجليزية: Rebound headache) يؤثر هذا النوع من الصداع في جانبي الرأس، وتزداد حدته بممارسة الأنشطة البدنية والإجهاد العقلي اليومي، ويتميز هذا النوع بحدوثه بشكل يومي أو شبه يومي، وقد يستقيظ المريض وهو يعاني من الصداع بالإضافة إلى الغثيان، والنسيان، والشعور بعدم الراحة، وقد يكون التوقف عن تناول بعض أنواع الأدوية، مثل مشتقات الإرغوت (بالإنجليزية: Ergot) والباربيتورات (بالإنجليزية: Barbiturate) والكودايين (بالإنجليزية: Codeine)، السبب الكامن وراء الإصابة بالصداع الارتدادي.
  • الصداع العنقودي: (بالإنجليزية: Cluster headache) يتميز هذا النوع من الصداع بالشعور بألم شديد في جانب واحد من الرأس ويصفه المريض بأنه ألم حارق أو شبيه بطعن السكين، ويتمركز في محجر العين وما حولها، ويرافق هذا النوع من الصداع واحدة من الأعراض الآتية على الأقل: تعرق الوجه، وسيلان الدموع، وتضيق الحدقة، واحتقان الأنف، وتدلّي الجفن، وسيلان الأنف، وتتراوح مدة الإصابة به ما بين 15 دقيقة إلى ثلاث ساعات، وسُمّي بالصداع العنقودي لحدوثه عدّة مرات خلال اليوم ما بين مرةٍ واحدةٍ إلى ثماني مرات في اليوم خلال فترة الصداع التي قد تستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أشهر، ومن الجدير بالذكر أنّ أعراض الصداع العنقودي قد تختفي لعدة أشهر أو سنوات قبل أن يتكرر ظهور النوبة مرة أخرى.
  • الصداع المستمر اليومي الجديد: (بالإنجليزية: New daily persistent headaches) واختصاراً NDPH، وتظهر أعراض هذا النوع من الصداع على جانبي الرأس، وبشكل مفاجئ، ولا يستجيب للعديد من أنواع الأدوية، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الصداع لا يرتبط بأمراض اخرى.
  • صداع الجيوب الأنفية: (بالإنجليزية: Sinus headaches) تتميز أعراض هذا النوع من الصداع بالشعور بألم عميق ومستمر في عظام الخد، أو الجبهة، أو الأنف، وتزداد حدة الألم عادة مع حركة الرأس المفاجئة أو الإجهاد، ويرافق هذا النوع من الصداع أعراض الجيوب الأنفية الحادة الأخرى، مثل: سيلان الأنف، والشعور بطعم غير مستساغ في الفم، واحتقان الأذنين، وتورم الوجه، والحمى.
  • صداع الإفراط في تناول الدواء: (بالإنجليزية:Medication overuse headaches) يحدث هذا النوع من الصداع نتيجة الإفراط في استخدام المسكنات المتاحة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية أو مسكنات الألم الموصوفة، مثل: المواد الأفيونية، والأقراص المنومة المهدئة لعلاج الصداع.

إنّ تسجيل الملاحظات اليومية المتعلقة بالصداع يساعد الطبيب على التشخيص بدقة أكثر، كما يساعد المصاب على التعرف على العوامل التي تحفز مرض الشقيقة وتسبب حدوثها إضافة إلى العلامات التحذيرية التي تسبق الصداع، وتقييم فعالية الدواء في السيطرة على الصداع، ومن الأمثلة على الملاحظات التي ينبغي أن تُدوّن: وقت ظهور الأعراض، وعدد مرات تكرارها، ومكان الشعور بالألم، ونوعية الألم؛ كالألم المصحوب بالخفقان، والأعراض الأخرى المصاحبة للصداع كحدوث مشاكل في الرؤية، وفترة استمرار نوبة الصداع، والأدوية التي تم استخدامها لعلاج الصداع، ومدى فعالية العلاج، بالإضافة إلى ذلك ينبغي تدوين ملاحظات أخرى؛ كوقت تناول الطعام، وأنواع الطعام المتناولة، والأدوية التي يتناولها المصاب لعلاج حالات مرضية أخرى، والفيتامينات أو المكملات الغذائية، وعدد ساعات النوم، والتمارين الرياضية التي يمارسها، والأنشطة الاجتماعية وأنشطة العمل، والعوامل الأخرى، مثل: العوامل الجوية، وتفاصيل الدورة الشهرية بالنسبة للنساء.[١٢][١]

حالات تستدعي التدخل الطبي

يُنصح الأشخاص الذين يعانون من الصداع بشكل منتظم بتسجيل مواعيد حدوث نوبات الصداع وكيف تم علاجها كما بيّنا سابقًا، كما يُنصح أي شخص يعاني من الصداع باستشارة الطبيب في حال تغيّر نمط حدوث نوبات الصداع أو في حال ظهور أيّ ممّا يأتي:[١٣][١٤]

  • الشعور بصداع مفاجئ وحاد، لا يشبه أي صداع تم الشعور به من قبل.
  • تكرار الصداع النصفي لأكثر من خمسة أيام في الشهر، حتى إن كان بالإمكان السيطرة عليه بالأدوية.
  • المعاناة من الصداع بعد بلوغ الخمسين من العمر.
  • الإصابة بصداع بعد التعرض لإصابة في الرأس، وخاصة إذا تفاقم الصداع بعد الإصابة.
  • ازدياد الصداع سوءاً بعد السعال، أو الإجهاد، أو الحركة المفاجئة.
  • الشعور بالضعف أو الشلل في جانب واحد من الوجه، أو في ذراع واحدة، أو الذراعيين معاً.
  • المعاناة من صداع مصحوب بالحمى، أو تصلب العنق، أو الارتباك العقلي، أو التشنجات، أو الرؤية المزدوجة، أو الضعف، أو الخدر، أو صعوبة التحدث.

المراجع

  1. ^ أ ب “Diagnosis -Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 19-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب “Diagnosis”,www.migrainetrust.org, Retrieved 29-11-2019. Edited.
  3. “Migraine Without Aura”, americanmigrainefoundation.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  4. “Migraine without aura”, ichd-3.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  5. “Understanding Migraine with Aura”, americanmigrainefoundation.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  6. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 29-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب Jes Olesen,Timothy J Steiner،David Dodick (2017)، The International Classification of Headache Disorders, Page 11. Edited.
  8. “Chronic Migraine”, americanmigrainefoundation.org, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  9. “MIGRAINE: DIAGNOSIS AND MANAGEMENT”, nnp.bmj.com, Retrieved 4-12-2019. Edited.
  10. “Headaches in Adults”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 4-12-2019. Edited.
  11. “Differential Diagnosis of Migraine”, www.medscape.org, Retrieved 19-12-2019. Edited.
  12. “Keeping a migraine diary”, www.migrainetrust.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  13. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  14. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 30-11-2009. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

تشخيص مرض الشقيقة

في الحقيقة لا يوجد اختبار محدد لتشخيص مرض الشقيقة، وعادةً يحتاج التشخيص إلى تحديد نمط الصداع المتكرر إلى جانب الأعراض المرتبطة به، وما ينبغي ذكره أنّ أعراض الصداع النصفي قد تكون غير متوقعة، وتحدث في بعض الأحيان نوبات الصداع النصفي دون ظهور أي أعراض أخرى، ولذا فقد يستغرق الوصول إلى التشخيص الدقيق أحياناً بعض الوقت.[١]

كما ينبغي على الشخص الذي يعاني من صداع منتظم أو أيّ أعراض أخرى تدل على الإصابة بمرض الشقيقة أو الصداع النصفي أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص، حيث إنّ الحصول على التشخيص الصحيح أمر مهم للبدء بالعلاج المناسب الذي يخفف من حدة الأعراض ويساعد على الوقاية من ظهور النوبات مرة أخرى، ويجدر التنبيه إلى ضرورة أخذ الطبيب المختص العلاجات الأخرى التي يتناولها المصاب بعين الاعتبار عند تحديد العلاج المناسب للشقيقة، [٢]

أمور يعتمد عليها الطبيب في تشخيص الشقيقة

نظراً لأنه لا يوجد اختبار فعلي لتشخيص مرض الشقيقة، فإن الطبيب يعتمد بشكل أساسي على معرفة التاريخ الطبي للشخص المعنيّ واستبعاد الأسباب الأخرى لنوبات الصداع، وعادة ما يتضمن تشخيص الشقيقة ما يأتي:[٢]

  • تاريخ مفصل للصداع والأعراض الأخرى التي يُعاني منها المصاب، ويتضمن هذا التاريخ تحليل سمات الصداع والتي تتضمن عدد مرات حدوث الصداع، ومدى حدة الألم، والأعراض التي تصاحبه، وتأثيره في الأنشطة اليومية، إضافة إلى ضرورة معرفة التاريخ العائلي للصداع.
  • إجراء فحص شامل، بما في ذلك التقييم العصبي الكامل، حيث يمكن أن تساعد بعض التقنيات، مثل: التصوير المقطعي (بالإنجليزية: CT scan) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging)، ومخطط كهربية الدماغ (بالإنجليزية: Electroencephalograph) واختصاراً EEG، واختبارات الدم الروتينية في استبعاد الأسباب الأخرى للصداع، إلا أنها لا تُستخدم لتشخيص مرض الشقيقة بشكل مباشر.

تشخيص مرض الشقيقة غير المصحوب بالأورة

يؤثر مرض الشقيقة غير المصحوب بالأورة (بالإنجليزية: Migraine without aura) في ما نسبته 70-75% من المرضى المصابين بالصداع النصفي وذلك بناءً على تقرير نُشر من قبل المؤسسة الأمريكية للصداع النصفي (بالإنجليزية: American migraine foundation) في عام 2019 م، ولذا فإنّ هذا النوع يُعدّ الأكثر شيوعاً من بين أنواع الشقيقة،[٣] وفي العادة يتم تشخيص الصداع النصفي غير المصحوب بالأورة بعد ملاحظة خمس نوبات على الأقل من نوبات الصداع على أن تحقق كل نوبة منها المعايير الآتية:[٤]

  • استمرار نوبات الصداع لمدة تتراوح بين 4-72 ساعة؛ بشرط ألّا يكون المصاب قد تلقّى العلاج أبدًا أو أنّه تلقّى العلاج غير الصحيح.
  • امتلاك الصداع لسمتين أو أكثر من السمات الآتية:
    • أن يشعر المصاب بصداع في جانب واحد من الرأس.
    • أن يكون الصداع نابض بطبيعته.
    • أن تتراوح شدة الصداع بين المتوسطة إلى الشديدة.
    • زيادة حدة الصداع بسبب ممارسة النشاط البدني الروتيني، أو امتناع المريض من ممارسة أنشطته البدنية الروتينة بسبب الألم الناتج من الصداع.
  • مصاحبة الصداع لواحدة على الأقل من الأعراض الآتية:
    • الغثيان.
    • التقيؤ.
    • رهاب الضوء أو رهاب الصوت.

تشخيص مرض الشقيقة المصحوب بالأورة

تصل نسبة الأشخاص الذين يعانون من مرض الشقيقة المصحوب بالأورة (بالإنجليزية: Migraine with aura) إلى 25-30% بناء على تقرير نشر في المؤسسة الأمريكية للصداع النصفي في عام 2017 م، وتتضمن الأورة العديد من الاضطرابات كرؤية أشكال، أو نقاط مضيئة، أو ومضات من الضوء، أو عدم القدرة على الرؤية، والشعور بوخزٍ كالدبابيس في الذراع أو الساق، بالإضافة إلى الشعور بالضعف أو التنميل في أحد جوانب الجسم أو الوجه، وسماع أصوات مزعجة، والتحرك بحركات اهتزازية لا يمكن السيطرة عليها،[٥][٦] ويتم تشخيص الصداع النصفي المصحوب بالأورة إذا عانى الشخص من نوبتين على الأقل من نوبات الصداع التي تحقق المعايير الآتية:[٧]

  • مصاحبة الصداع لواحدة أو أكثر من أعراض الأورة القابلة للانعكاس بشكل كامل، وهي الأعراض البصرية، أو الحسية، أو المتعلقة بالكلام أو اللغة، أو الأعراض المتعلقة بالحركة، أو قاعدة الدماغ أو شبكية العين.
  • امتلاك الصداع لثلاث سمات على الأقل من السمات الست الآتية:
    • ظهور عرض واحد على الأقل من أعراض الأورة التي تستمر لخمس دقائق أو أكثر.
    • ظهور عرضين أو أكثر من أعراض الأورة بشكل تتابعيّ.
    • استمرار كل عرض من أعراض الأورة لفترة تتراوح ما بين 5-60 دقيقة.
    • الشعور بعرض واحد على الأقل من أعراض الأورة في جانب واحد فقط من الجسم.
    • الشعور بوخز يشبه وخز الإبر، وهو ما يعرف بأعراض الأورة الإيجابية.
    • المعاناة من الصداع بالتزامن مع ظهور أعراض الأورة أو بعد ظهورها في غضون 60 دقيقة.

تشخيص مرض الشقيقة المزمن

اعتمادًا على تقرير نُشر في المؤسسة الأمريكية للصداع النصفي في عام 2016 م فإن نسبة الأشخاص الذين يعانون من صداع الشقيقة المزمن (بالإنجليزية: Chronic Migraine) حوالي 1%، ويمكن تشخيص مرض الشقيقة المزمن من خلال ملاحظة الأعراض التي تم ذكرها سابقاً عند الحديث عن الصداع النصفي المصحوب بالأورة أو غير المصحوب بالأورة، وإنّ تشخيص الإصابة بالصداع النصفي المزمن قد يكون ممكنًا في حال المعاناة من أعراض الشقيقة لمدة ثمانية أيام على الأقل في الشهر الواحد ولمدة ثلاثة شهور على الأقل، أو قد يتطلب الأمر في بعض الحالات ظهور الأعراض لمدة 15 يوماً على الأقل ولمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، وذلك بحسب حالة المريض وبحسب ما يراه الطبيب مناسبًا.[٨][٧]

التشخيص التفريقي للصداع النصفي

يستدعي التشخيص الدقيق لمرض الشقيقة ضرورة التمييز بين أعراض الأنواع المختلفة للصداع وأعراض الصداع النصفي، حيث تتميز نوبات الصداع الناتجة عن مرض الشقيقة أنها تستمر لفترات طويلة تتراوح بين ساعات إلى أيام، وبشكل عام فإنّ فترة غياب أعراض المرض أكثر من فترة ظهورها، ويصل معدل نوباته إلى مرة واحدة شهرياً،[٩] وأمّا بالنسبة لأنواع الصداع الأخرى، فيأتي بيانها وبيان الأعراض المرافقة لها بشيء من التفصيل أدناه:[١٠][١١]

  • الصداع التوتري: (بالإنجليزية: Tension headache)، يُعدّ هذا النوع من الصداع الأكثر شيوعاً، وتظهر أعراضه على جانبي الرأس وليس في جهة واحدة كما هو الحال في الصداع النصفي، ويُسبّب الشعور بالضغط أو الشد في الرأس دون أن يُسبّب الشعور بنبض فيه، وتستمر أعراض نوباته لفترات تتراوح ما بين نصف ساعة إلى سبعة أيام، ومن الجدير بالذكر أنّ الألم المرافق لصداع التوتر لا يزداد سوءاً مع ممارسة الأنشطة اليومية، مثل: الانحناء أو صعود الدرج، وتتراوح شدته بين المتوسطة إلى الخفيفة، لذلك لا يعيق أداء الانشطة اليومية الاعتيادية، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع من الصداع لا يُرافقه رهاب الضوء، أو الصوت، أو الاستفراغ، أو الغثيان، ولا يؤثر في المصاب لمدة تتجاوز 15 يوماً في الشهر.
  • الصداع الارتدادي: (بالإنجليزية: Rebound headache) يؤثر هذا النوع من الصداع في جانبي الرأس، وتزداد حدته بممارسة الأنشطة البدنية والإجهاد العقلي اليومي، ويتميز هذا النوع بحدوثه بشكل يومي أو شبه يومي، وقد يستقيظ المريض وهو يعاني من الصداع بالإضافة إلى الغثيان، والنسيان، والشعور بعدم الراحة، وقد يكون التوقف عن تناول بعض أنواع الأدوية، مثل مشتقات الإرغوت (بالإنجليزية: Ergot) والباربيتورات (بالإنجليزية: Barbiturate) والكودايين (بالإنجليزية: Codeine)، السبب الكامن وراء الإصابة بالصداع الارتدادي.
  • الصداع العنقودي: (بالإنجليزية: Cluster headache) يتميز هذا النوع من الصداع بالشعور بألم شديد في جانب واحد من الرأس ويصفه المريض بأنه ألم حارق أو شبيه بطعن السكين، ويتمركز في محجر العين وما حولها، ويرافق هذا النوع من الصداع واحدة من الأعراض الآتية على الأقل: تعرق الوجه، وسيلان الدموع، وتضيق الحدقة، واحتقان الأنف، وتدلّي الجفن، وسيلان الأنف، وتتراوح مدة الإصابة به ما بين 15 دقيقة إلى ثلاث ساعات، وسُمّي بالصداع العنقودي لحدوثه عدّة مرات خلال اليوم ما بين مرةٍ واحدةٍ إلى ثماني مرات في اليوم خلال فترة الصداع التي قد تستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أشهر، ومن الجدير بالذكر أنّ أعراض الصداع العنقودي قد تختفي لعدة أشهر أو سنوات قبل أن يتكرر ظهور النوبة مرة أخرى.
  • الصداع المستمر اليومي الجديد: (بالإنجليزية: New daily persistent headaches) واختصاراً NDPH، وتظهر أعراض هذا النوع من الصداع على جانبي الرأس، وبشكل مفاجئ، ولا يستجيب للعديد من أنواع الأدوية، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الصداع لا يرتبط بأمراض اخرى.
  • صداع الجيوب الأنفية: (بالإنجليزية: Sinus headaches) تتميز أعراض هذا النوع من الصداع بالشعور بألم عميق ومستمر في عظام الخد، أو الجبهة، أو الأنف، وتزداد حدة الألم عادة مع حركة الرأس المفاجئة أو الإجهاد، ويرافق هذا النوع من الصداع أعراض الجيوب الأنفية الحادة الأخرى، مثل: سيلان الأنف، والشعور بطعم غير مستساغ في الفم، واحتقان الأذنين، وتورم الوجه، والحمى.
  • صداع الإفراط في تناول الدواء: (بالإنجليزية:Medication overuse headaches) يحدث هذا النوع من الصداع نتيجة الإفراط في استخدام المسكنات المتاحة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية أو مسكنات الألم الموصوفة، مثل: المواد الأفيونية، والأقراص المنومة المهدئة لعلاج الصداع.

إنّ تسجيل الملاحظات اليومية المتعلقة بالصداع يساعد الطبيب على التشخيص بدقة أكثر، كما يساعد المصاب على التعرف على العوامل التي تحفز مرض الشقيقة وتسبب حدوثها إضافة إلى العلامات التحذيرية التي تسبق الصداع، وتقييم فعالية الدواء في السيطرة على الصداع، ومن الأمثلة على الملاحظات التي ينبغي أن تُدوّن: وقت ظهور الأعراض، وعدد مرات تكرارها، ومكان الشعور بالألم، ونوعية الألم؛ كالألم المصحوب بالخفقان، والأعراض الأخرى المصاحبة للصداع كحدوث مشاكل في الرؤية، وفترة استمرار نوبة الصداع، والأدوية التي تم استخدامها لعلاج الصداع، ومدى فعالية العلاج، بالإضافة إلى ذلك ينبغي تدوين ملاحظات أخرى؛ كوقت تناول الطعام، وأنواع الطعام المتناولة، والأدوية التي يتناولها المصاب لعلاج حالات مرضية أخرى، والفيتامينات أو المكملات الغذائية، وعدد ساعات النوم، والتمارين الرياضية التي يمارسها، والأنشطة الاجتماعية وأنشطة العمل، والعوامل الأخرى، مثل: العوامل الجوية، وتفاصيل الدورة الشهرية بالنسبة للنساء.[١٢][١]

حالات تستدعي التدخل الطبي

يُنصح الأشخاص الذين يعانون من الصداع بشكل منتظم بتسجيل مواعيد حدوث نوبات الصداع وكيف تم علاجها كما بيّنا سابقًا، كما يُنصح أي شخص يعاني من الصداع باستشارة الطبيب في حال تغيّر نمط حدوث نوبات الصداع أو في حال ظهور أيّ ممّا يأتي:[١٣][١٤]

  • الشعور بصداع مفاجئ وحاد، لا يشبه أي صداع تم الشعور به من قبل.
  • تكرار الصداع النصفي لأكثر من خمسة أيام في الشهر، حتى إن كان بالإمكان السيطرة عليه بالأدوية.
  • المعاناة من الصداع بعد بلوغ الخمسين من العمر.
  • الإصابة بصداع بعد التعرض لإصابة في الرأس، وخاصة إذا تفاقم الصداع بعد الإصابة.
  • ازدياد الصداع سوءاً بعد السعال، أو الإجهاد، أو الحركة المفاجئة.
  • الشعور بالضعف أو الشلل في جانب واحد من الوجه، أو في ذراع واحدة، أو الذراعيين معاً.
  • المعاناة من صداع مصحوب بالحمى، أو تصلب العنق، أو الارتباك العقلي، أو التشنجات، أو الرؤية المزدوجة، أو الضعف، أو الخدر، أو صعوبة التحدث.

المراجع

  1. ^ أ ب “Diagnosis -Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 19-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب “Diagnosis”,www.migrainetrust.org, Retrieved 29-11-2019. Edited.
  3. “Migraine Without Aura”, americanmigrainefoundation.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  4. “Migraine without aura”, ichd-3.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  5. “Understanding Migraine with Aura”, americanmigrainefoundation.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  6. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 29-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب Jes Olesen,Timothy J Steiner،David Dodick (2017)، The International Classification of Headache Disorders, Page 11. Edited.
  8. “Chronic Migraine”, americanmigrainefoundation.org, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  9. “MIGRAINE: DIAGNOSIS AND MANAGEMENT”, nnp.bmj.com, Retrieved 4-12-2019. Edited.
  10. “Headaches in Adults”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 4-12-2019. Edited.
  11. “Differential Diagnosis of Migraine”, www.medscape.org, Retrieved 19-12-2019. Edited.
  12. “Keeping a migraine diary”, www.migrainetrust.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  13. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  14. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 30-11-2009. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تشخيص مرض الشقيقة

في الحقيقة لا يوجد اختبار محدد لتشخيص مرض الشقيقة، وعادةً يحتاج التشخيص إلى تحديد نمط الصداع المتكرر إلى جانب الأعراض المرتبطة به، وما ينبغي ذكره أنّ أعراض الصداع النصفي قد تكون غير متوقعة، وتحدث في بعض الأحيان نوبات الصداع النصفي دون ظهور أي أعراض أخرى، ولذا فقد يستغرق الوصول إلى التشخيص الدقيق أحياناً بعض الوقت.[١]

كما ينبغي على الشخص الذي يعاني من صداع منتظم أو أيّ أعراض أخرى تدل على الإصابة بمرض الشقيقة أو الصداع النصفي أو الشقأ (بالإنجليزية: Migraine) مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص، حيث إنّ الحصول على التشخيص الصحيح أمر مهم للبدء بالعلاج المناسب الذي يخفف من حدة الأعراض ويساعد على الوقاية من ظهور النوبات مرة أخرى، ويجدر التنبيه إلى ضرورة أخذ الطبيب المختص العلاجات الأخرى التي يتناولها المصاب بعين الاعتبار عند تحديد العلاج المناسب للشقيقة، [٢]

أمور يعتمد عليها الطبيب في تشخيص الشقيقة

نظراً لأنه لا يوجد اختبار فعلي لتشخيص مرض الشقيقة، فإن الطبيب يعتمد بشكل أساسي على معرفة التاريخ الطبي للشخص المعنيّ واستبعاد الأسباب الأخرى لنوبات الصداع، وعادة ما يتضمن تشخيص الشقيقة ما يأتي:[٢]

  • تاريخ مفصل للصداع والأعراض الأخرى التي يُعاني منها المصاب، ويتضمن هذا التاريخ تحليل سمات الصداع والتي تتضمن عدد مرات حدوث الصداع، ومدى حدة الألم، والأعراض التي تصاحبه، وتأثيره في الأنشطة اليومية، إضافة إلى ضرورة معرفة التاريخ العائلي للصداع.
  • إجراء فحص شامل، بما في ذلك التقييم العصبي الكامل، حيث يمكن أن تساعد بعض التقنيات، مثل: التصوير المقطعي (بالإنجليزية: CT scan) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging)، ومخطط كهربية الدماغ (بالإنجليزية: Electroencephalograph) واختصاراً EEG، واختبارات الدم الروتينية في استبعاد الأسباب الأخرى للصداع، إلا أنها لا تُستخدم لتشخيص مرض الشقيقة بشكل مباشر.

تشخيص مرض الشقيقة غير المصحوب بالأورة

يؤثر مرض الشقيقة غير المصحوب بالأورة (بالإنجليزية: Migraine without aura) في ما نسبته 70-75% من المرضى المصابين بالصداع النصفي وذلك بناءً على تقرير نُشر من قبل المؤسسة الأمريكية للصداع النصفي (بالإنجليزية: American migraine foundation) في عام 2019 م، ولذا فإنّ هذا النوع يُعدّ الأكثر شيوعاً من بين أنواع الشقيقة،[٣] وفي العادة يتم تشخيص الصداع النصفي غير المصحوب بالأورة بعد ملاحظة خمس نوبات على الأقل من نوبات الصداع على أن تحقق كل نوبة منها المعايير الآتية:[٤]

  • استمرار نوبات الصداع لمدة تتراوح بين 4-72 ساعة؛ بشرط ألّا يكون المصاب قد تلقّى العلاج أبدًا أو أنّه تلقّى العلاج غير الصحيح.
  • امتلاك الصداع لسمتين أو أكثر من السمات الآتية:
    • أن يشعر المصاب بصداع في جانب واحد من الرأس.
    • أن يكون الصداع نابض بطبيعته.
    • أن تتراوح شدة الصداع بين المتوسطة إلى الشديدة.
    • زيادة حدة الصداع بسبب ممارسة النشاط البدني الروتيني، أو امتناع المريض من ممارسة أنشطته البدنية الروتينة بسبب الألم الناتج من الصداع.
  • مصاحبة الصداع لواحدة على الأقل من الأعراض الآتية:
    • الغثيان.
    • التقيؤ.
    • رهاب الضوء أو رهاب الصوت.

تشخيص مرض الشقيقة المصحوب بالأورة

تصل نسبة الأشخاص الذين يعانون من مرض الشقيقة المصحوب بالأورة (بالإنجليزية: Migraine with aura) إلى 25-30% بناء على تقرير نشر في المؤسسة الأمريكية للصداع النصفي في عام 2017 م، وتتضمن الأورة العديد من الاضطرابات كرؤية أشكال، أو نقاط مضيئة، أو ومضات من الضوء، أو عدم القدرة على الرؤية، والشعور بوخزٍ كالدبابيس في الذراع أو الساق، بالإضافة إلى الشعور بالضعف أو التنميل في أحد جوانب الجسم أو الوجه، وسماع أصوات مزعجة، والتحرك بحركات اهتزازية لا يمكن السيطرة عليها،[٥][٦] ويتم تشخيص الصداع النصفي المصحوب بالأورة إذا عانى الشخص من نوبتين على الأقل من نوبات الصداع التي تحقق المعايير الآتية:[٧]

  • مصاحبة الصداع لواحدة أو أكثر من أعراض الأورة القابلة للانعكاس بشكل كامل، وهي الأعراض البصرية، أو الحسية، أو المتعلقة بالكلام أو اللغة، أو الأعراض المتعلقة بالحركة، أو قاعدة الدماغ أو شبكية العين.
  • امتلاك الصداع لثلاث سمات على الأقل من السمات الست الآتية:
    • ظهور عرض واحد على الأقل من أعراض الأورة التي تستمر لخمس دقائق أو أكثر.
    • ظهور عرضين أو أكثر من أعراض الأورة بشكل تتابعيّ.
    • استمرار كل عرض من أعراض الأورة لفترة تتراوح ما بين 5-60 دقيقة.
    • الشعور بعرض واحد على الأقل من أعراض الأورة في جانب واحد فقط من الجسم.
    • الشعور بوخز يشبه وخز الإبر، وهو ما يعرف بأعراض الأورة الإيجابية.
    • المعاناة من الصداع بالتزامن مع ظهور أعراض الأورة أو بعد ظهورها في غضون 60 دقيقة.

تشخيص مرض الشقيقة المزمن

اعتمادًا على تقرير نُشر في المؤسسة الأمريكية للصداع النصفي في عام 2016 م فإن نسبة الأشخاص الذين يعانون من صداع الشقيقة المزمن (بالإنجليزية: Chronic Migraine) حوالي 1%، ويمكن تشخيص مرض الشقيقة المزمن من خلال ملاحظة الأعراض التي تم ذكرها سابقاً عند الحديث عن الصداع النصفي المصحوب بالأورة أو غير المصحوب بالأورة، وإنّ تشخيص الإصابة بالصداع النصفي المزمن قد يكون ممكنًا في حال المعاناة من أعراض الشقيقة لمدة ثمانية أيام على الأقل في الشهر الواحد ولمدة ثلاثة شهور على الأقل، أو قد يتطلب الأمر في بعض الحالات ظهور الأعراض لمدة 15 يوماً على الأقل ولمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، وذلك بحسب حالة المريض وبحسب ما يراه الطبيب مناسبًا.[٨][٧]

التشخيص التفريقي للصداع النصفي

يستدعي التشخيص الدقيق لمرض الشقيقة ضرورة التمييز بين أعراض الأنواع المختلفة للصداع وأعراض الصداع النصفي، حيث تتميز نوبات الصداع الناتجة عن مرض الشقيقة أنها تستمر لفترات طويلة تتراوح بين ساعات إلى أيام، وبشكل عام فإنّ فترة غياب أعراض المرض أكثر من فترة ظهورها، ويصل معدل نوباته إلى مرة واحدة شهرياً،[٩] وأمّا بالنسبة لأنواع الصداع الأخرى، فيأتي بيانها وبيان الأعراض المرافقة لها بشيء من التفصيل أدناه:[١٠][١١]

  • الصداع التوتري: (بالإنجليزية: Tension headache)، يُعدّ هذا النوع من الصداع الأكثر شيوعاً، وتظهر أعراضه على جانبي الرأس وليس في جهة واحدة كما هو الحال في الصداع النصفي، ويُسبّب الشعور بالضغط أو الشد في الرأس دون أن يُسبّب الشعور بنبض فيه، وتستمر أعراض نوباته لفترات تتراوح ما بين نصف ساعة إلى سبعة أيام، ومن الجدير بالذكر أنّ الألم المرافق لصداع التوتر لا يزداد سوءاً مع ممارسة الأنشطة اليومية، مثل: الانحناء أو صعود الدرج، وتتراوح شدته بين المتوسطة إلى الخفيفة، لذلك لا يعيق أداء الانشطة اليومية الاعتيادية، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع من الصداع لا يُرافقه رهاب الضوء، أو الصوت، أو الاستفراغ، أو الغثيان، ولا يؤثر في المصاب لمدة تتجاوز 15 يوماً في الشهر.
  • الصداع الارتدادي: (بالإنجليزية: Rebound headache) يؤثر هذا النوع من الصداع في جانبي الرأس، وتزداد حدته بممارسة الأنشطة البدنية والإجهاد العقلي اليومي، ويتميز هذا النوع بحدوثه بشكل يومي أو شبه يومي، وقد يستقيظ المريض وهو يعاني من الصداع بالإضافة إلى الغثيان، والنسيان، والشعور بعدم الراحة، وقد يكون التوقف عن تناول بعض أنواع الأدوية، مثل مشتقات الإرغوت (بالإنجليزية: Ergot) والباربيتورات (بالإنجليزية: Barbiturate) والكودايين (بالإنجليزية: Codeine)، السبب الكامن وراء الإصابة بالصداع الارتدادي.
  • الصداع العنقودي: (بالإنجليزية: Cluster headache) يتميز هذا النوع من الصداع بالشعور بألم شديد في جانب واحد من الرأس ويصفه المريض بأنه ألم حارق أو شبيه بطعن السكين، ويتمركز في محجر العين وما حولها، ويرافق هذا النوع من الصداع واحدة من الأعراض الآتية على الأقل: تعرق الوجه، وسيلان الدموع، وتضيق الحدقة، واحتقان الأنف، وتدلّي الجفن، وسيلان الأنف، وتتراوح مدة الإصابة به ما بين 15 دقيقة إلى ثلاث ساعات، وسُمّي بالصداع العنقودي لحدوثه عدّة مرات خلال اليوم ما بين مرةٍ واحدةٍ إلى ثماني مرات في اليوم خلال فترة الصداع التي قد تستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أشهر، ومن الجدير بالذكر أنّ أعراض الصداع العنقودي قد تختفي لعدة أشهر أو سنوات قبل أن يتكرر ظهور النوبة مرة أخرى.
  • الصداع المستمر اليومي الجديد: (بالإنجليزية: New daily persistent headaches) واختصاراً NDPH، وتظهر أعراض هذا النوع من الصداع على جانبي الرأس، وبشكل مفاجئ، ولا يستجيب للعديد من أنواع الأدوية، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الصداع لا يرتبط بأمراض اخرى.
  • صداع الجيوب الأنفية: (بالإنجليزية: Sinus headaches) تتميز أعراض هذا النوع من الصداع بالشعور بألم عميق ومستمر في عظام الخد، أو الجبهة، أو الأنف، وتزداد حدة الألم عادة مع حركة الرأس المفاجئة أو الإجهاد، ويرافق هذا النوع من الصداع أعراض الجيوب الأنفية الحادة الأخرى، مثل: سيلان الأنف، والشعور بطعم غير مستساغ في الفم، واحتقان الأذنين، وتورم الوجه، والحمى.
  • صداع الإفراط في تناول الدواء: (بالإنجليزية:Medication overuse headaches) يحدث هذا النوع من الصداع نتيجة الإفراط في استخدام المسكنات المتاحة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية أو مسكنات الألم الموصوفة، مثل: المواد الأفيونية، والأقراص المنومة المهدئة لعلاج الصداع.

إنّ تسجيل الملاحظات اليومية المتعلقة بالصداع يساعد الطبيب على التشخيص بدقة أكثر، كما يساعد المصاب على التعرف على العوامل التي تحفز مرض الشقيقة وتسبب حدوثها إضافة إلى العلامات التحذيرية التي تسبق الصداع، وتقييم فعالية الدواء في السيطرة على الصداع، ومن الأمثلة على الملاحظات التي ينبغي أن تُدوّن: وقت ظهور الأعراض، وعدد مرات تكرارها، ومكان الشعور بالألم، ونوعية الألم؛ كالألم المصحوب بالخفقان، والأعراض الأخرى المصاحبة للصداع كحدوث مشاكل في الرؤية، وفترة استمرار نوبة الصداع، والأدوية التي تم استخدامها لعلاج الصداع، ومدى فعالية العلاج، بالإضافة إلى ذلك ينبغي تدوين ملاحظات أخرى؛ كوقت تناول الطعام، وأنواع الطعام المتناولة، والأدوية التي يتناولها المصاب لعلاج حالات مرضية أخرى، والفيتامينات أو المكملات الغذائية، وعدد ساعات النوم، والتمارين الرياضية التي يمارسها، والأنشطة الاجتماعية وأنشطة العمل، والعوامل الأخرى، مثل: العوامل الجوية، وتفاصيل الدورة الشهرية بالنسبة للنساء.[١٢][١]

حالات تستدعي التدخل الطبي

يُنصح الأشخاص الذين يعانون من الصداع بشكل منتظم بتسجيل مواعيد حدوث نوبات الصداع وكيف تم علاجها كما بيّنا سابقًا، كما يُنصح أي شخص يعاني من الصداع باستشارة الطبيب في حال تغيّر نمط حدوث نوبات الصداع أو في حال ظهور أيّ ممّا يأتي:[١٣][١٤]

  • الشعور بصداع مفاجئ وحاد، لا يشبه أي صداع تم الشعور به من قبل.
  • تكرار الصداع النصفي لأكثر من خمسة أيام في الشهر، حتى إن كان بالإمكان السيطرة عليه بالأدوية.
  • المعاناة من الصداع بعد بلوغ الخمسين من العمر.
  • الإصابة بصداع بعد التعرض لإصابة في الرأس، وخاصة إذا تفاقم الصداع بعد الإصابة.
  • ازدياد الصداع سوءاً بعد السعال، أو الإجهاد، أو الحركة المفاجئة.
  • الشعور بالضعف أو الشلل في جانب واحد من الوجه، أو في ذراع واحدة، أو الذراعيين معاً.
  • المعاناة من صداع مصحوب بالحمى، أو تصلب العنق، أو الارتباك العقلي، أو التشنجات، أو الرؤية المزدوجة، أو الضعف، أو الخدر، أو صعوبة التحدث.

المراجع

  1. ^ أ ب “Diagnosis -Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 19-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب “Diagnosis”,www.migrainetrust.org, Retrieved 29-11-2019. Edited.
  3. “Migraine Without Aura”, americanmigrainefoundation.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  4. “Migraine without aura”, ichd-3.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  5. “Understanding Migraine with Aura”, americanmigrainefoundation.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  6. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 29-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب Jes Olesen,Timothy J Steiner،David Dodick (2017)، The International Classification of Headache Disorders, Page 11. Edited.
  8. “Chronic Migraine”, americanmigrainefoundation.org, Retrieved 18-12-2019. Edited.
  9. “MIGRAINE: DIAGNOSIS AND MANAGEMENT”, nnp.bmj.com, Retrieved 4-12-2019. Edited.
  10. “Headaches in Adults”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 4-12-2019. Edited.
  11. “Differential Diagnosis of Migraine”, www.medscape.org, Retrieved 19-12-2019. Edited.
  12. “Keeping a migraine diary”, www.migrainetrust.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  13. “Migraine”, www.mayoclinic.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  14. “Migraine”, www.nhs.uk, Retrieved 30-11-2009. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى