محتويات
'); }
تعريف مدّ العوض
يُعرف مد العوض على أنّه المد الذي يكون عند الوُقوف على التنوين المنصوب؛ ككلمة “بصيراً”،[١] ويأتي مد العوض عند الوقوف على الاسم المُنون بالفتح، من غير تاء التأنيث، فيكون الوقوف عليه بتحويل نون التنوين إلى ألف مد مع حذف اللفظ بالتنوين؛ لأننا عوضنا مكانه الألف المديّة، ولذلك يُسمّى بمد العوض، ككلمة: “ألفافاً”، تُنطق عند الوصل ألفافن، وأمّا عند الوقوف عليها فيُقلب التنوين ألفاً بمقدار حركتين مع إسقاط التنوين.[٢]
ومن أمثلته أيضاً: “تواباً”، “رُكباناً”، “رجالاً”،[٢] وكقوله -تعالى- في سورة النصر: (أَفْوَاجاً)،[٣] ويُستثنى من مد العوض التاء المربوطة،[٤] فيكون إذاً مد العوض بتعويض التنوين ألفاً عند الوقف، ويكون مده بمقدار حركتين، ككلمة: “غفوراً”،”رحيماً”، “عليماً”، ويسقُط المد في حال الوصل.[٥]
وعرفه الضبّاع في كتابه الإضاءة بقوله: “هو اللاحق لهاء الكناية المسبوقة بفعل حذف آخره للجازم، كقوله -تعالى-: (نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى)،[٦] وحُكمه في المد يكون بمقدار المد المُنفصل إذا وقع بعد الهاء همز، ويُمد حركتين إذا لم يأتِ بعده همز”،[٧] وعرّفه بعض العُلماء بقولهم: “هو الاستعاضة عن تنوين النصب بألف عند الوقف عليه، ككلمة: سواءً، فتُنطق سواءا، فيوقف بالألف بعد الهمزة، ويُستثنى منه ما كان آخره تاء تأنيث مربوطة منونة بالنصب، ككلمة شجرةً”،[٨] ولا يكون مد العوض إلا في حال الوقف، ويُمد بمقدار حركتين، وسُمّي بذلك لأننا عوضنا عن التنوين المنصوب ألفاً.[٩]
'); }
ما يستثنى من مدّ العوض
توجد بعض الحالات التي تُستثنى من مد العوض، وهي كما يأتي:
- يُستثنى من مد العوض التنوين بالضم، أو تنوين الكسر، وأمّا تاء التأنيث المُنونة بالفتح، فتُنطق هاءً ساكنة عند الوقف، ككلمة: “آية”، “ورحمة”.[١٠]
- يُستثنى منه التاء المربوطة؛[٤] فيوقف عليها بالهاء وليس بالمد، ككلمة: “حياةً طيبة”، و”مساكنَ طيبةً”.[٥]
مقدار مدّ العوض وحكمه
يُعدُ مد العوض من المُدود التي تلحق بالمد الطبيعيّ أو الأصليّ؛ وهو المد الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به، ولا يتوقف على سبب من أسباب المد الفرعي؛ بل يكفي فيه وجود حرف المد واللين، وضابطه ألا يقع بعد حرف المد واللين همز ولا سكون، وسُمّي بالأصليّ؛ لأنه أصلٌ لباقي المُدود، ولأن صاحب الطبيعة السليمة لا يُنقصه عن حده ومقداره ولا يزيد عليه، ومقداره يكون بمد الصوت بمقدار حركتين فقط، سواء في الوصل أو الوقف، ولا يجوز الزيادة عليه أو النُقصان منه، ومقدار الحركة يكون بمقدار قبض حركة الأصبع في حالةٍ مُتوسطةٍ؛ أي ليس سريعة ولا بطيئة، ويُمكن ضبطها بالمُشافهة والسماع من أفواه الشيوخ.[١١]
ولا يكون مده إلا في حالة الوقف، ويكون بمقدار حركتين فقط،[٩] وجاء عن العلامة الضباع في كتابه الإضاءة أنه من المُدود التي تلحق بهاء الكناية المسبوقة بفعلٍ حُذف آخره للجازم، ويُمدُ بمقدار المد المُنفصل إذا وقع بعد الهاء همز، وبمقدار حركتين كالطبيعيّ إذا لم يأتِ بعدها همز.[٧]
أمثلة على مد العوض
يوجد في القُرآن الكريم الكثير من الأمثلة على مد العوض، ومنها ما يأتي:[١٢]
- يأتي مد العوض على الألف غير المرسومة، ككلمات: “غُزىً”، “هُدىً”، “سُوىً”.
- يأتي على الألف المرسومة، ككلمات: “نَهَرَاً”، “نبياً”.
المراجع
- ↑ على الله أبو الوفا (2003)، القول السديد في علم التجويد (الطبعة 3)، المنصورة:دار الوفاء ، صفحة 122. بتصرّف.
- ^ أ ب فريال زكريا العبد، الميزان في أحكام تجويد القرآن، القاهرة:دار الإيمان ، صفحة 171. بتصرّف.
- ↑ سورة النصر، آية:2
- ^ أ ب حليمة سال (2014)، القراءات روايتا ورش وحفص دراسة تحليلية مقارنة (الطبعة 1)، الإمارات:دار الواضح ، صفحة 174، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب لا يوجد (1402)، المختصر المفيد في أحكام التجويد (الطبعة 1)، بيروت:مؤسسة الإيمان ، صفحة 618. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:115
- ^ أ ب عطية قابل نصر، غاية المريد في علم التجويد (الطبعة 7)، صفحة 118. بتصرّف.
- ↑ صفوت محمود سالم (2003)، فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد (الطبعة 2)، جدة:دار نور المكتبات، صفحة 80، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 191، جزء 18. بتصرّف.
- ↑ فريال زكريا العبد، الميزان في أحكام تجويد القرآن، القاهرة:دار الإيمان ، صفحة 172. بتصرّف.
- ↑ المختار المشري المقروش (2001)، كيف تقرأ القرآن الكريم برواية الإمام قالون عن نافع المدني، مالطا:فاليتا، صفحة 48. بتصرّف.
- ↑ إسماعيل الشرقاوي (6-11-2012)، “أحكام المد”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 28/7/2021. بتصرّف.