منوعات للأحبة

ما هو عذاب الحب

عذاب الحب

رغم عظمة عاطفة الحب وعمق شعورها وسحرها الذي يُغيّر حياة المرء ويلوّنها بألوان جّذابة وساحرة تؤثر على سعادته واستقراره وراحته النفسيّة، إلا أنه قد يحتمل بعض العقبات والصعوبات التي قد تُرهقهـ وتعصف به، وتسُبب له عدم الاستقرار العاطفيّ والألم والحزن أحياناً، ولا يعني ذلك الخوف من مشاعره، وكبتها وعدم الاكتراث لها؛ لأنّ تجاهل الحب والهرب منه قد لا يُجدي نفعاً، حيث إنّ هذه العاطفة واستقرارها يعتمد على طبيعة وجودة العلاقة، وصدق المشاعر والجهد المبذول من كلا الطرفين للارتقاء بها وجعلها صحيّةً وناجحةً، والحفاظ عليها ونموّها يوماً بعد يومٍ، إضافةً لضرورة تحقق المرء من مشاعره قبل البوح بها للطرف الآخر، والتأكد من فهم مشاعر الشريك أيضاً حتى تكون العلاقة مُتزنةً ومبنيّة على عواطف حقيقية واضحة ومُتبادلة.[١]

أسباب الألم العاطفي وعذاب الحب

هُنالك العديد من الأسباب التي تجعل المرء يشعر بالألم والعذاب الداخلي المُصاحب لشعوره بالحب والتعلّق بأحدهم، ومنها ما يأتي:[٢]

خلافات العلاقة العميقة التي تؤذي مشاعر أطرافها

يتعلق الحب بالطريقة التي يُشعر المرء فيها حبيبه عند الخوض بالعلاقة معاً، خاصةً بعد الاعتراف بالمشاعر ودخول كل منهما عالم الآخر، حيث يتمثل بالسعادة والافتتان التي تنتاب الحبيب نتيجة التفاهم مع نصفه الثاني وعناية كل منهما بالآخر، لكنه عاطفة أعمق من الانسجام والتفاهم فقط، فقد تتخلله بعض العقبات والصعوبات التي تقود الشريكين للخلاف أحياناً، وهنا يكمن الخطر، حيث إن طريقة حل الخلافات وطريقة تعامل الحبيب مع شريكه، والأطراف الآخرين الذين قد يُشكلو عبئاً على العلاقة وضغطاً على الحبيبين سواء أكانو من الأهل أو غيرهم جميعها عوامل قد تُسبب الأذى العاطفي، الذي يجعل من الحب شعوراً مُرهقاً رغم عذوبته ونقائه، وهنا قد تخرج الأمور عن السيطرة ويُصبح الخلاف كبيراً والمشاعر مجروحة والعلاقة متوترة فينشأ عنها إصابات عاطفيّة شديدة تحتاج إلى الصبر والعلاج حتى تتماثل للشفاء مع مرور الوقت.[٣]

الاتصال الطبيعي بين الألم الاجتماعي والألم النفسي والجسدي

حيث إنّ الدراسات العلميّة تؤكد وجود اتصال وثيق مع الدماغ بين المشاعر التي ينفطر لها قلب المرء ويستجيب لها عند التواصل الاجتماعي مع الآخرين بغض النظر عن مواقعهم سواء أكانو أصدقاء أو أحباء، والذي بدوره يُعالج الألم الجسدي والنفسي الذي يُصيبه عندما يتعرّض لموقفٍ أو صدمةٍ عاطفيّة أو ألم بسبب شخص قريب وعزيز على قلبه، كما أنّ هنالك مُتلازمة تُعرف بمتلازمة القلب المكسور لا يعود سببها لكون المرء عاطفي أو حساس بل بسبب اضطراب علاقاته العاطفيّة مع أحبائه، ووجعه الداخليّ، وقلقه النفسيّ الذي سببه حبّه الشديد لهم، وتعلّقه الصادق بهم، وإيذائهم بالمقابل مشاعره بطريقةٍ ما، الأمر الذي يجعل من حبّه الحقيقيّ لهم مصدر ألم وعذاب داخلي له.[٢]

الإدمان الشديد والتعلّق بالحبيب

حيث إنّ شعور المرء بالحب يُصاحبه انطلاق هرمونات مختلفة تزيد من نشوته وانجذابه ومُتعته، ورغبته بالبقاء مع المحبوب والتعمّق في العلاقة معه أكثر، لكنها من جهةٍ أخرى تُشكّل حالة من الإدمان التي قد تؤذيه إذا ما فقد السيطرة على هذه الأحاسيس، بحيث يشعر بالحاجة الشديدة للنظر إلى المحبوب والالتقاء به بشكلٍ مُبالغ به، وتزيد كميّة الاشتياق له وفقدانه عند غيابه، الأمر الذي يجعله مُتقلّب المزاج، مُشتت الذهن وقد يُعاني من الهوس وعدم السيطرة على الذات، وجميعها نتائج قد تؤذيه وتُغيّر من شخصيّته وسلوكه ونشاطاته.[٤]

التعرّض للخيانة والأذى المقصود من الحبيب

حيث إنّ الحب الحقيقي أساسه الثقة والصدق بين الحبيبين، وتعرّض المرء للخيانة البشعة من شريكه الذي ائتمنه على قلبه وروحه، وقدم له مشاعر الحب الصادقة والنقيّة بكل مودّةٍ وثقة سيجعله يشعر بعذاب داخليّ مؤلم يكاد يُمزّق قلبه، لأنّ جروح الخيانة عميقة جداً وأصعب من أن يتجاوزها بسهولةٍ، وقد تُسبب الأذى النفسيّ للبعض وتحتاج وقتاً طويلاً حتى يشفى منها، كما قد تبقى آثارها عالقةً فتؤثر على علاقاته الأخرى والمُستقبليّة، وذلك يعتمد على مكانة الحبيب ومدّة وجودة العلاقة بينهما، والأسباب التي دفعته لهذه الخطوة الجارحة، رغم أنّه لا مُبرر يشفع لها.[٥]

آثار الألم العاطفي وعذاب الحب على المرء

ينتج عن عذاب الحب الداخليّ العديد من الآثار السلبيّة التي تُهدد صحة المرء النفسيّة والجسديّة، ومنها ما يأتي:[٦]

  • الحزن الشديد: حيث إن الحزن عاطفةً طبيعيةً ترتبط بخيبة الأمل أو فقدان شيءٍ أو شخصٍ عزيز أو انزعاج المرء لسبب ما، لكنها مشاعر مؤقتة، واستمرارها مدّةً طويلةً قد يُسبب مضاعفات أخرى تضره، كالاكتئاب والعزلة، أو اللجوء للمهدئات دون استشارة الطبيب، وهنا لا بد من التدخل الطبيّ وعلاج الحالة.
  • الغضب وعدم القدرة على السيطرة على الانفعالات: تتشكل مشاعر الغضب عندما ينطلق هرمون الأدرينالين القوي بسبب انزعاج المرء، والذي بدوره يزيد من توتر العضلات وسرعة التنفس، ويُشتت استجابة المرء وطريقة تعامله مع الموقف، فيصبح عصبياً وقد يلجأ للصراخ أو لوسائل أخرى عدائية للتنفيس عن غصبه.
  • الشعور بالذنب أو العار: حيث إن المرء قد يشعر بالذنب بسبب عدم نجاح علاقته مع الحبيب، أو يخشى مواجهة الآخرين، ويشعر بالعار والضعف بسبب فشل علاقته، وجميعها أمورٌ قد تنعكس على استقراره العاطفيّ والنفسيّ، ولا بد من علاجها إذا ما تفاقمت الحالة.
  • الخوف والقلق: ينشأ هذا الشعور بفعل هرمون الأدرينالين أيضاً ويُسبب الإجهاد وعدم قدرة المرء على الاسترخاء بفعل الرغبة بالهروب والتخلّص من الأمر المُسبب له، وقد يتطور هذا الشعور لاضطراباتٍ نفسيّة أخرى تدفع صاحبها للجوء إلى سلوكياتٍ خاطئة؛ لنسيان هذه المشاعر والتخلّص منها، كالتدخين بشراهةٍ، أو تناول المُهدئات دون وصفةٍ طبيّة.

استراتيجيات التغلّب على أضرار الحب العاطفيّة

يُمكن للمرء أن يُقاوم المشاعر السلبيّة المؤذية التي نتجت عن مشاعر الحب، والتغلّب على أضراره العاطفيّة بقوّةٍ وشجاعة، من خلال اتباع الاستراتيجيّات الآتية:[٧]

  • عدم تقبّل النقد الذاتي السلبيّ الذي يُحبط المرء ويُشعره بالضعف بل التركيز على نقاط القوة لديه لتجاوز الألم الذي يشعر به مهما كان سببه وحجمه.
  • مواجهة المشاعر غير المنطقيّة وتحديها بشجاعةٍ، مثلاً إذا كان المرء يشعر بالوحدة والألم بسبب تعرّضه للرفض من أحدهم، أو ظنه بأنه غير محبوب أو مرغوب من الآخرين فعليه مواجهة هواجسه وتحديها من خلال الاتصال البنّاء مع أشخاص جيّدين، وعدم الاستجابة لأفكاره التي تحثه على البقاء وحيداً وتضع أمامه عائق الرفض.
  • تقبّل المرء حقيقة مشاعره لكن عدم تركها تُسيطر عليه، مثلاً الشعور بالحزن والألم تحت تأثير حادث معيّن لا يعني توقف الحياة، ولا يعني تجرّده من الإحساس، فلا مانع من بعض الحزن لكن عدم تركه يُعيقه عن ممارسة حياته وأنشطته الطبيعيّة، أي الجلوس للراحة لكن عدم السقوط والتوقف نهائياً.
  • تجنّب الوقوع تحت تأثير التجارب السلبيّة خاصة العاطفيّة منها بشكلٍ مُكرّر رغم علم المرء وتوقعّه نتائجها؛ لأنّ ذلك سيزيد من مشاعر الحزن والجروح التي تسكنه، وبالمقابل عدم استنزاف الطاقة العقليّة والعاطفيّة دون فائدة، وإدراك حقيقة أن الأشخاص بطبعهم مُختلفون، وأنّ العلاقات ليست ناجحة دائماً ولكنها تعتمد على أطرافها، وبالتالي تقبّل شخصيتهم لكن دراستها أولاً قبل الانخراط في العلاقة معهم والتعمّق بها.

المراجع

  1. Leon F Seltzer Ph.D. (19-3-2015), “The Blissful Torture of Unrequited Love”، www.psychologytoday.com, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Eric Jaffe, “Why Love Literally Hurts”، www.psychologicalscience.org, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  3. Deb Hirschhorn, PhD (13-10-2011), “Long-Term Relationships: Rebuilding Love After Emotional Damage”، www.goodtherapy.org, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  4. Ana Sandoiu (14-2-2019), “Lovesick: What are the adverse effects of love?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  5. Steven Stosny, Ph.D (18-8-2014), “Why We Hurt the Ones We Love, and Let Them Hurt Us”، www.psychologytoday.com, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  6. Elizabeth Hartney, BSc., MSc., MA, PhD (29-11-2019), “How Emotional Pain Affects Your Body”، www.verywellmind.com, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  7. Susan Krauss Whitbourne Ph.D. (8-10-2013), “7 Practical Strategies to Overcome Emotional Pain”، www.psychologytoday.com, Retrieved 28-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عذاب الحب

رغم عظمة عاطفة الحب وعمق شعورها وسحرها الذي يُغيّر حياة المرء ويلوّنها بألوان جّذابة وساحرة تؤثر على سعادته واستقراره وراحته النفسيّة، إلا أنه قد يحتمل بعض العقبات والصعوبات التي قد تُرهقهـ وتعصف به، وتسُبب له عدم الاستقرار العاطفيّ والألم والحزن أحياناً، ولا يعني ذلك الخوف من مشاعره، وكبتها وعدم الاكتراث لها؛ لأنّ تجاهل الحب والهرب منه قد لا يُجدي نفعاً، حيث إنّ هذه العاطفة واستقرارها يعتمد على طبيعة وجودة العلاقة، وصدق المشاعر والجهد المبذول من كلا الطرفين للارتقاء بها وجعلها صحيّةً وناجحةً، والحفاظ عليها ونموّها يوماً بعد يومٍ، إضافةً لضرورة تحقق المرء من مشاعره قبل البوح بها للطرف الآخر، والتأكد من فهم مشاعر الشريك أيضاً حتى تكون العلاقة مُتزنةً ومبنيّة على عواطف حقيقية واضحة ومُتبادلة.[١]

أسباب الألم العاطفي وعذاب الحب

هُنالك العديد من الأسباب التي تجعل المرء يشعر بالألم والعذاب الداخلي المُصاحب لشعوره بالحب والتعلّق بأحدهم، ومنها ما يأتي:[٢]

خلافات العلاقة العميقة التي تؤذي مشاعر أطرافها

يتعلق الحب بالطريقة التي يُشعر المرء فيها حبيبه عند الخوض بالعلاقة معاً، خاصةً بعد الاعتراف بالمشاعر ودخول كل منهما عالم الآخر، حيث يتمثل بالسعادة والافتتان التي تنتاب الحبيب نتيجة التفاهم مع نصفه الثاني وعناية كل منهما بالآخر، لكنه عاطفة أعمق من الانسجام والتفاهم فقط، فقد تتخلله بعض العقبات والصعوبات التي تقود الشريكين للخلاف أحياناً، وهنا يكمن الخطر، حيث إن طريقة حل الخلافات وطريقة تعامل الحبيب مع شريكه، والأطراف الآخرين الذين قد يُشكلو عبئاً على العلاقة وضغطاً على الحبيبين سواء أكانو من الأهل أو غيرهم جميعها عوامل قد تُسبب الأذى العاطفي، الذي يجعل من الحب شعوراً مُرهقاً رغم عذوبته ونقائه، وهنا قد تخرج الأمور عن السيطرة ويُصبح الخلاف كبيراً والمشاعر مجروحة والعلاقة متوترة فينشأ عنها إصابات عاطفيّة شديدة تحتاج إلى الصبر والعلاج حتى تتماثل للشفاء مع مرور الوقت.[٣]

الاتصال الطبيعي بين الألم الاجتماعي والألم النفسي والجسدي

حيث إنّ الدراسات العلميّة تؤكد وجود اتصال وثيق مع الدماغ بين المشاعر التي ينفطر لها قلب المرء ويستجيب لها عند التواصل الاجتماعي مع الآخرين بغض النظر عن مواقعهم سواء أكانو أصدقاء أو أحباء، والذي بدوره يُعالج الألم الجسدي والنفسي الذي يُصيبه عندما يتعرّض لموقفٍ أو صدمةٍ عاطفيّة أو ألم بسبب شخص قريب وعزيز على قلبه، كما أنّ هنالك مُتلازمة تُعرف بمتلازمة القلب المكسور لا يعود سببها لكون المرء عاطفي أو حساس بل بسبب اضطراب علاقاته العاطفيّة مع أحبائه، ووجعه الداخليّ، وقلقه النفسيّ الذي سببه حبّه الشديد لهم، وتعلّقه الصادق بهم، وإيذائهم بالمقابل مشاعره بطريقةٍ ما، الأمر الذي يجعل من حبّه الحقيقيّ لهم مصدر ألم وعذاب داخلي له.[٢]

الإدمان الشديد والتعلّق بالحبيب

حيث إنّ شعور المرء بالحب يُصاحبه انطلاق هرمونات مختلفة تزيد من نشوته وانجذابه ومُتعته، ورغبته بالبقاء مع المحبوب والتعمّق في العلاقة معه أكثر، لكنها من جهةٍ أخرى تُشكّل حالة من الإدمان التي قد تؤذيه إذا ما فقد السيطرة على هذه الأحاسيس، بحيث يشعر بالحاجة الشديدة للنظر إلى المحبوب والالتقاء به بشكلٍ مُبالغ به، وتزيد كميّة الاشتياق له وفقدانه عند غيابه، الأمر الذي يجعله مُتقلّب المزاج، مُشتت الذهن وقد يُعاني من الهوس وعدم السيطرة على الذات، وجميعها نتائج قد تؤذيه وتُغيّر من شخصيّته وسلوكه ونشاطاته.[٤]

التعرّض للخيانة والأذى المقصود من الحبيب

حيث إنّ الحب الحقيقي أساسه الثقة والصدق بين الحبيبين، وتعرّض المرء للخيانة البشعة من شريكه الذي ائتمنه على قلبه وروحه، وقدم له مشاعر الحب الصادقة والنقيّة بكل مودّةٍ وثقة سيجعله يشعر بعذاب داخليّ مؤلم يكاد يُمزّق قلبه، لأنّ جروح الخيانة عميقة جداً وأصعب من أن يتجاوزها بسهولةٍ، وقد تُسبب الأذى النفسيّ للبعض وتحتاج وقتاً طويلاً حتى يشفى منها، كما قد تبقى آثارها عالقةً فتؤثر على علاقاته الأخرى والمُستقبليّة، وذلك يعتمد على مكانة الحبيب ومدّة وجودة العلاقة بينهما، والأسباب التي دفعته لهذه الخطوة الجارحة، رغم أنّه لا مُبرر يشفع لها.[٥]

آثار الألم العاطفي وعذاب الحب على المرء

ينتج عن عذاب الحب الداخليّ العديد من الآثار السلبيّة التي تُهدد صحة المرء النفسيّة والجسديّة، ومنها ما يأتي:[٦]

  • الحزن الشديد: حيث إن الحزن عاطفةً طبيعيةً ترتبط بخيبة الأمل أو فقدان شيءٍ أو شخصٍ عزيز أو انزعاج المرء لسبب ما، لكنها مشاعر مؤقتة، واستمرارها مدّةً طويلةً قد يُسبب مضاعفات أخرى تضره، كالاكتئاب والعزلة، أو اللجوء للمهدئات دون استشارة الطبيب، وهنا لا بد من التدخل الطبيّ وعلاج الحالة.
  • الغضب وعدم القدرة على السيطرة على الانفعالات: تتشكل مشاعر الغضب عندما ينطلق هرمون الأدرينالين القوي بسبب انزعاج المرء، والذي بدوره يزيد من توتر العضلات وسرعة التنفس، ويُشتت استجابة المرء وطريقة تعامله مع الموقف، فيصبح عصبياً وقد يلجأ للصراخ أو لوسائل أخرى عدائية للتنفيس عن غصبه.
  • الشعور بالذنب أو العار: حيث إن المرء قد يشعر بالذنب بسبب عدم نجاح علاقته مع الحبيب، أو يخشى مواجهة الآخرين، ويشعر بالعار والضعف بسبب فشل علاقته، وجميعها أمورٌ قد تنعكس على استقراره العاطفيّ والنفسيّ، ولا بد من علاجها إذا ما تفاقمت الحالة.
  • الخوف والقلق: ينشأ هذا الشعور بفعل هرمون الأدرينالين أيضاً ويُسبب الإجهاد وعدم قدرة المرء على الاسترخاء بفعل الرغبة بالهروب والتخلّص من الأمر المُسبب له، وقد يتطور هذا الشعور لاضطراباتٍ نفسيّة أخرى تدفع صاحبها للجوء إلى سلوكياتٍ خاطئة؛ لنسيان هذه المشاعر والتخلّص منها، كالتدخين بشراهةٍ، أو تناول المُهدئات دون وصفةٍ طبيّة.

استراتيجيات التغلّب على أضرار الحب العاطفيّة

يُمكن للمرء أن يُقاوم المشاعر السلبيّة المؤذية التي نتجت عن مشاعر الحب، والتغلّب على أضراره العاطفيّة بقوّةٍ وشجاعة، من خلال اتباع الاستراتيجيّات الآتية:[٧]

  • عدم تقبّل النقد الذاتي السلبيّ الذي يُحبط المرء ويُشعره بالضعف بل التركيز على نقاط القوة لديه لتجاوز الألم الذي يشعر به مهما كان سببه وحجمه.
  • مواجهة المشاعر غير المنطقيّة وتحديها بشجاعةٍ، مثلاً إذا كان المرء يشعر بالوحدة والألم بسبب تعرّضه للرفض من أحدهم، أو ظنه بأنه غير محبوب أو مرغوب من الآخرين فعليه مواجهة هواجسه وتحديها من خلال الاتصال البنّاء مع أشخاص جيّدين، وعدم الاستجابة لأفكاره التي تحثه على البقاء وحيداً وتضع أمامه عائق الرفض.
  • تقبّل المرء حقيقة مشاعره لكن عدم تركها تُسيطر عليه، مثلاً الشعور بالحزن والألم تحت تأثير حادث معيّن لا يعني توقف الحياة، ولا يعني تجرّده من الإحساس، فلا مانع من بعض الحزن لكن عدم تركه يُعيقه عن ممارسة حياته وأنشطته الطبيعيّة، أي الجلوس للراحة لكن عدم السقوط والتوقف نهائياً.
  • تجنّب الوقوع تحت تأثير التجارب السلبيّة خاصة العاطفيّة منها بشكلٍ مُكرّر رغم علم المرء وتوقعّه نتائجها؛ لأنّ ذلك سيزيد من مشاعر الحزن والجروح التي تسكنه، وبالمقابل عدم استنزاف الطاقة العقليّة والعاطفيّة دون فائدة، وإدراك حقيقة أن الأشخاص بطبعهم مُختلفون، وأنّ العلاقات ليست ناجحة دائماً ولكنها تعتمد على أطرافها، وبالتالي تقبّل شخصيتهم لكن دراستها أولاً قبل الانخراط في العلاقة معهم والتعمّق بها.

المراجع

  1. Leon F Seltzer Ph.D. (19-3-2015), “The Blissful Torture of Unrequited Love”، www.psychologytoday.com, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Eric Jaffe, “Why Love Literally Hurts”، www.psychologicalscience.org, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  3. Deb Hirschhorn, PhD (13-10-2011), “Long-Term Relationships: Rebuilding Love After Emotional Damage”، www.goodtherapy.org, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  4. Ana Sandoiu (14-2-2019), “Lovesick: What are the adverse effects of love?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  5. Steven Stosny, Ph.D (18-8-2014), “Why We Hurt the Ones We Love, and Let Them Hurt Us”، www.psychologytoday.com, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  6. Elizabeth Hartney, BSc., MSc., MA, PhD (29-11-2019), “How Emotional Pain Affects Your Body”، www.verywellmind.com, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  7. Susan Krauss Whitbourne Ph.D. (8-10-2013), “7 Practical Strategies to Overcome Emotional Pain”، www.psychologytoday.com, Retrieved 28-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عذاب الحب

رغم عظمة عاطفة الحب وعمق شعورها وسحرها الذي يُغيّر حياة المرء ويلوّنها بألوان جّذابة وساحرة تؤثر على سعادته واستقراره وراحته النفسيّة، إلا أنه قد يحتمل بعض العقبات والصعوبات التي قد تُرهقهـ وتعصف به، وتسُبب له عدم الاستقرار العاطفيّ والألم والحزن أحياناً، ولا يعني ذلك الخوف من مشاعره، وكبتها وعدم الاكتراث لها؛ لأنّ تجاهل الحب والهرب منه قد لا يُجدي نفعاً، حيث إنّ هذه العاطفة واستقرارها يعتمد على طبيعة وجودة العلاقة، وصدق المشاعر والجهد المبذول من كلا الطرفين للارتقاء بها وجعلها صحيّةً وناجحةً، والحفاظ عليها ونموّها يوماً بعد يومٍ، إضافةً لضرورة تحقق المرء من مشاعره قبل البوح بها للطرف الآخر، والتأكد من فهم مشاعر الشريك أيضاً حتى تكون العلاقة مُتزنةً ومبنيّة على عواطف حقيقية واضحة ومُتبادلة.[١]

أسباب الألم العاطفي وعذاب الحب

هُنالك العديد من الأسباب التي تجعل المرء يشعر بالألم والعذاب الداخلي المُصاحب لشعوره بالحب والتعلّق بأحدهم، ومنها ما يأتي:[٢]

خلافات العلاقة العميقة التي تؤذي مشاعر أطرافها

يتعلق الحب بالطريقة التي يُشعر المرء فيها حبيبه عند الخوض بالعلاقة معاً، خاصةً بعد الاعتراف بالمشاعر ودخول كل منهما عالم الآخر، حيث يتمثل بالسعادة والافتتان التي تنتاب الحبيب نتيجة التفاهم مع نصفه الثاني وعناية كل منهما بالآخر، لكنه عاطفة أعمق من الانسجام والتفاهم فقط، فقد تتخلله بعض العقبات والصعوبات التي تقود الشريكين للخلاف أحياناً، وهنا يكمن الخطر، حيث إن طريقة حل الخلافات وطريقة تعامل الحبيب مع شريكه، والأطراف الآخرين الذين قد يُشكلو عبئاً على العلاقة وضغطاً على الحبيبين سواء أكانو من الأهل أو غيرهم جميعها عوامل قد تُسبب الأذى العاطفي، الذي يجعل من الحب شعوراً مُرهقاً رغم عذوبته ونقائه، وهنا قد تخرج الأمور عن السيطرة ويُصبح الخلاف كبيراً والمشاعر مجروحة والعلاقة متوترة فينشأ عنها إصابات عاطفيّة شديدة تحتاج إلى الصبر والعلاج حتى تتماثل للشفاء مع مرور الوقت.[٣]

الاتصال الطبيعي بين الألم الاجتماعي والألم النفسي والجسدي

حيث إنّ الدراسات العلميّة تؤكد وجود اتصال وثيق مع الدماغ بين المشاعر التي ينفطر لها قلب المرء ويستجيب لها عند التواصل الاجتماعي مع الآخرين بغض النظر عن مواقعهم سواء أكانو أصدقاء أو أحباء، والذي بدوره يُعالج الألم الجسدي والنفسي الذي يُصيبه عندما يتعرّض لموقفٍ أو صدمةٍ عاطفيّة أو ألم بسبب شخص قريب وعزيز على قلبه، كما أنّ هنالك مُتلازمة تُعرف بمتلازمة القلب المكسور لا يعود سببها لكون المرء عاطفي أو حساس بل بسبب اضطراب علاقاته العاطفيّة مع أحبائه، ووجعه الداخليّ، وقلقه النفسيّ الذي سببه حبّه الشديد لهم، وتعلّقه الصادق بهم، وإيذائهم بالمقابل مشاعره بطريقةٍ ما، الأمر الذي يجعل من حبّه الحقيقيّ لهم مصدر ألم وعذاب داخلي له.[٢]

الإدمان الشديد والتعلّق بالحبيب

حيث إنّ شعور المرء بالحب يُصاحبه انطلاق هرمونات مختلفة تزيد من نشوته وانجذابه ومُتعته، ورغبته بالبقاء مع المحبوب والتعمّق في العلاقة معه أكثر، لكنها من جهةٍ أخرى تُشكّل حالة من الإدمان التي قد تؤذيه إذا ما فقد السيطرة على هذه الأحاسيس، بحيث يشعر بالحاجة الشديدة للنظر إلى المحبوب والالتقاء به بشكلٍ مُبالغ به، وتزيد كميّة الاشتياق له وفقدانه عند غيابه، الأمر الذي يجعله مُتقلّب المزاج، مُشتت الذهن وقد يُعاني من الهوس وعدم السيطرة على الذات، وجميعها نتائج قد تؤذيه وتُغيّر من شخصيّته وسلوكه ونشاطاته.[٤]

التعرّض للخيانة والأذى المقصود من الحبيب

حيث إنّ الحب الحقيقي أساسه الثقة والصدق بين الحبيبين، وتعرّض المرء للخيانة البشعة من شريكه الذي ائتمنه على قلبه وروحه، وقدم له مشاعر الحب الصادقة والنقيّة بكل مودّةٍ وثقة سيجعله يشعر بعذاب داخليّ مؤلم يكاد يُمزّق قلبه، لأنّ جروح الخيانة عميقة جداً وأصعب من أن يتجاوزها بسهولةٍ، وقد تُسبب الأذى النفسيّ للبعض وتحتاج وقتاً طويلاً حتى يشفى منها، كما قد تبقى آثارها عالقةً فتؤثر على علاقاته الأخرى والمُستقبليّة، وذلك يعتمد على مكانة الحبيب ومدّة وجودة العلاقة بينهما، والأسباب التي دفعته لهذه الخطوة الجارحة، رغم أنّه لا مُبرر يشفع لها.[٥]

آثار الألم العاطفي وعذاب الحب على المرء

ينتج عن عذاب الحب الداخليّ العديد من الآثار السلبيّة التي تُهدد صحة المرء النفسيّة والجسديّة، ومنها ما يأتي:[٦]

  • الحزن الشديد: حيث إن الحزن عاطفةً طبيعيةً ترتبط بخيبة الأمل أو فقدان شيءٍ أو شخصٍ عزيز أو انزعاج المرء لسبب ما، لكنها مشاعر مؤقتة، واستمرارها مدّةً طويلةً قد يُسبب مضاعفات أخرى تضره، كالاكتئاب والعزلة، أو اللجوء للمهدئات دون استشارة الطبيب، وهنا لا بد من التدخل الطبيّ وعلاج الحالة.
  • الغضب وعدم القدرة على السيطرة على الانفعالات: تتشكل مشاعر الغضب عندما ينطلق هرمون الأدرينالين القوي بسبب انزعاج المرء، والذي بدوره يزيد من توتر العضلات وسرعة التنفس، ويُشتت استجابة المرء وطريقة تعامله مع الموقف، فيصبح عصبياً وقد يلجأ للصراخ أو لوسائل أخرى عدائية للتنفيس عن غصبه.
  • الشعور بالذنب أو العار: حيث إن المرء قد يشعر بالذنب بسبب عدم نجاح علاقته مع الحبيب، أو يخشى مواجهة الآخرين، ويشعر بالعار والضعف بسبب فشل علاقته، وجميعها أمورٌ قد تنعكس على استقراره العاطفيّ والنفسيّ، ولا بد من علاجها إذا ما تفاقمت الحالة.
  • الخوف والقلق: ينشأ هذا الشعور بفعل هرمون الأدرينالين أيضاً ويُسبب الإجهاد وعدم قدرة المرء على الاسترخاء بفعل الرغبة بالهروب والتخلّص من الأمر المُسبب له، وقد يتطور هذا الشعور لاضطراباتٍ نفسيّة أخرى تدفع صاحبها للجوء إلى سلوكياتٍ خاطئة؛ لنسيان هذه المشاعر والتخلّص منها، كالتدخين بشراهةٍ، أو تناول المُهدئات دون وصفةٍ طبيّة.

استراتيجيات التغلّب على أضرار الحب العاطفيّة

يُمكن للمرء أن يُقاوم المشاعر السلبيّة المؤذية التي نتجت عن مشاعر الحب، والتغلّب على أضراره العاطفيّة بقوّةٍ وشجاعة، من خلال اتباع الاستراتيجيّات الآتية:[٧]

  • عدم تقبّل النقد الذاتي السلبيّ الذي يُحبط المرء ويُشعره بالضعف بل التركيز على نقاط القوة لديه لتجاوز الألم الذي يشعر به مهما كان سببه وحجمه.
  • مواجهة المشاعر غير المنطقيّة وتحديها بشجاعةٍ، مثلاً إذا كان المرء يشعر بالوحدة والألم بسبب تعرّضه للرفض من أحدهم، أو ظنه بأنه غير محبوب أو مرغوب من الآخرين فعليه مواجهة هواجسه وتحديها من خلال الاتصال البنّاء مع أشخاص جيّدين، وعدم الاستجابة لأفكاره التي تحثه على البقاء وحيداً وتضع أمامه عائق الرفض.
  • تقبّل المرء حقيقة مشاعره لكن عدم تركها تُسيطر عليه، مثلاً الشعور بالحزن والألم تحت تأثير حادث معيّن لا يعني توقف الحياة، ولا يعني تجرّده من الإحساس، فلا مانع من بعض الحزن لكن عدم تركه يُعيقه عن ممارسة حياته وأنشطته الطبيعيّة، أي الجلوس للراحة لكن عدم السقوط والتوقف نهائياً.
  • تجنّب الوقوع تحت تأثير التجارب السلبيّة خاصة العاطفيّة منها بشكلٍ مُكرّر رغم علم المرء وتوقعّه نتائجها؛ لأنّ ذلك سيزيد من مشاعر الحزن والجروح التي تسكنه، وبالمقابل عدم استنزاف الطاقة العقليّة والعاطفيّة دون فائدة، وإدراك حقيقة أن الأشخاص بطبعهم مُختلفون، وأنّ العلاقات ليست ناجحة دائماً ولكنها تعتمد على أطرافها، وبالتالي تقبّل شخصيتهم لكن دراستها أولاً قبل الانخراط في العلاقة معهم والتعمّق بها.

المراجع

  1. Leon F Seltzer Ph.D. (19-3-2015), “The Blissful Torture of Unrequited Love”، www.psychologytoday.com, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Eric Jaffe, “Why Love Literally Hurts”، www.psychologicalscience.org, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  3. Deb Hirschhorn, PhD (13-10-2011), “Long-Term Relationships: Rebuilding Love After Emotional Damage”، www.goodtherapy.org, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  4. Ana Sandoiu (14-2-2019), “Lovesick: What are the adverse effects of love?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  5. Steven Stosny, Ph.D (18-8-2014), “Why We Hurt the Ones We Love, and Let Them Hurt Us”، www.psychologytoday.com, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  6. Elizabeth Hartney, BSc., MSc., MA, PhD (29-11-2019), “How Emotional Pain Affects Your Body”، www.verywellmind.com, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  7. Susan Krauss Whitbourne Ph.D. (8-10-2013), “7 Practical Strategies to Overcome Emotional Pain”، www.psychologytoday.com, Retrieved 28-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى