قواعد اللغة العربية

ما هو تعريف المصدر

أقسام الكلمة في اللغة العربية

الكلمة هي كلّ لفظ يحمل معنًى محدّداً مفرداً، وتُقسَم الكلمة في اللغة العربيّة إلى ثلاثة أقسام:[١]

  • الاسم: وهو كلّ ما يدلّ على معنًى في نفسه دون اقترانه بزمن، مثل: عليّ، ماء، قمح.
  • الفعل: وهو ما دلّ على معنًى في نفسه وقد اقترن بزمن معين، مثل: جلس، يجلس.
  • الحرف: وهو ما دلّ على معنى في غيره من الأسماء والأفعال، نحو: و، أن، على.

تعريف المصدر

المصدر هو اسم يدلّ على المجرّد من الفعل دون أن يُحدّد زمن وقوعه أو حدوثه، وسُمِّي مصدراً لأنّه يدلّ على أصل جميع الأفعال والمشتقات. [٢]

أنواع المصدر

للمصدر في اللغة العربيّة نوعان:[٢]

  • المصدر الصريح: وهو المصدر الذي يكون صريحاً في اللفظ دون الحاجة إلى تأويل، وينقسم المصدر الصريح إلى ما يأتي:
    • المصدر الأصليّ: وهو المصدر الذي تُشتَقّ منه الأسماء والأفعال المُشتَقّة (كاسم الفاعل، واسم المفعول، وصيغة المبالغة، والصفة المشبَّهة، واسم التفضيل، واسمي الزمان والمكان، واسم الآلة)، مثل: الفوز، الانتصار.
    • مصدر المرّة: وهو اسم يُؤخذ من الفعل ويدلّ على وقوعه مرّة واحدة فقط، على نحو: جلست جَلسة (أي جلسة واحدة)، ويُصاغ مصدر المرّة من الفعل الثلاثيّ على وزن (فَعْلَة)، مثل: رحم-رَحْمَة، كما يُصاغ من غير الثلاثيّ على وزن المصدر الأصليّ مع زيادة تاء مربوطة، نحو: استقال-استقالة.
    • مصدر النوع (الهيئة): سُمِّي بذلك لأنّه يؤخذ من الفعل دالاً على هيئة وُقوعه، مثل: جلست جِلسة العلماء (أي على هيئة جلوس العلماء)، ويُصاغ مصدر الهيئة على وزن (فِعْلَة)، نحو: نصره-نِصْرَة، ولا يُصاغ من الأفعال غير الثلاثيّة، وإنّما يُرجع إلى مصدره الأصليّ، نحو: استقبل-استقبالاً.
    • المصدر الميميّ: يؤدّي لفظه معنى المصدر الأصليّ لكن بزيادة ميم، على نحو: انطلاق-منطلق، ذهاب-مذهَب، ويُصاغ المصدر الميميّ من الفعل الثلاثيّ على وزنين، هما:
      • مَفعَل: في حال كانت لامه غير صحيحة ومحذوف الفاء في حالة المضارع، على نحو: ذهب-مذهَب، رمى-مرمَى.
      • مَفعِل: بشرط أن تكون لامه أصليّة محذوف الفاء في المضارع، على نحو: وَضَعَ ـ يضع ـ مَوضِع.

مع التنبيه إلى أنّ التاء المربوطة قد تأتي في آخر المصدر الميميّ دون أن تُغيّر في معناه، مثل: مودّة، مفسدة، مقالة.
    • المصدر الصناعيّ: هو ما تمّ اشتقاقه من الأسماء الجامدة أو الأسماء المُشتَقّة، مع زيادة التاء المربوطة التي تأتي بعد ياء النسبة التي أُلحِقت بالمصدر، مثل: عِلْم-علميّة، مفعول-مفعوليّة، مع ضرورة التنبيه إلى أمرين:
      • ليس كلّ ما ينتهي بياء النسبة وتتبعه تاء مربوطة يُعتبَر مصدراً صناعيّاً.
      • تعدّدت صياغة المصدر الصناعيّ وذلك للحاجة إليه واستخدامه في ترجمة العلوم الحديثة المُختلِفة.
  • المصدر المؤوّل: وهو المصدر الذي لا يكون صريحاً في اللفظ، إنّما يُصاغ من الحرف المصدريّ وما يليه، أي يتمّ تركيبه بدمج حرف مصدريّ وجملة، حيث يُسمَّى الحرف (موصولاً حرفيّاً) وتُسمَّى الجملة (صِلة الموصول الحرفيّ)، مثل: يؤلم الأمَّ أن يمرض صغيرها، تصبح حين تأويلها: يؤلم الأمَّ مرضُ صغيرها، أمّا الأحرف المصدريّة فهي: (أن، أنَّ، كي، ما المصدريّة، لو المصدريّة، أ (همزة التسوية)).

المصدر واسم المصدر

اسم المصدر هو ما يدلّ على نفس معنى المصدر، مع وجود نقص في أحد أحرف الفعل الأصليّة، دون بدل لهذا النقص أو تقدير، على نحو: (عطاءً) من (أعطى إعطاء)، و(سلاماً) من (سلّم تسليماً)، مع التنويه بأنّ (قاتل قتالاً) هو المصدر وليس اسم المصدر؛ وذلك لوجود ياء مقدرة بعد القاف فهي (قيتال) وكذلك الحال مع (زِنة)، حيث إنّها لا تُعتبَر اسم مصدر من (وَزْن)، وذلك لأنّنا عوّضنا الواو الناقصة بتاء مربوطة، وفيما يأتي بعض الملاحظات على المصدر واسم المصدر:[٣]

  • تُصاغ بعض المصادر الدّالة على المبالغة من الفعل الثلاثيّ قياسيّاً على وزن (تَفعال)، على نحو: تَسكاب، تَسيار بتاء مفتوحة، عدا كلمتين تأتي تاؤهما مكسورة، على نحو: تِبيان، تِلقاء.
  • هناك بعض الأسماء التي تُعطِي معنى المصدر، وتُصاغ سماعيّاً على وزن اسم الفاعل واسم المفعول، على نحو: العافية، العاقبة.
  • لا تتمّ تثنية أو جمع المصادر المُؤكِّدة، ولا تتغيّر في التذكير، والتأنيث، مثل: نصرتهم في ثلاث معارك نصراً، وكذلك الحال بالنسبة إلى المصدر الذي يقع صفة بقَصد المبالغة، مثل: هي امرأة عَدْلٌ.

عَمَل المصدر واسم المصدر

يعمل المصدر عمل الفعل في كلّ أحواله، فإذا كان الفعل لازماً احتاج المصدر إلى فاعل فقط، مثل: يحزنني إهمال محمَّد، أمّا إذا كان الفعل متعدِّياً فيحتاج المصدر إلى فاعل ومفعولٍ به، مثل: أسعدتني خدمتُك أباك، ولا يعمل المصدر عمل الفعل لأنّه يشبهه؛ بل لأنّه أصل الفعل، غير أنّه يجوز حَذْف فاعل المصدر دون الضمير، ولا يجوز حَذْف فاعل الفعل، والجدير بالذِّكر أنّ المصدر يعمل عَمَل فعله سواء كان مضافاً، مثل: إخراج محمَّد القمامةَ أمر حسن، أو مجرّداً من (أل)، والإضافة، مثل: طاعةٌ في يومٍ أباً فضيلةٌ، أو مُعرَّفاً ب(أل).[٤]

أمّا شروط عمل المصدر واسمه، فهي:[٤]

  • أن ينوبا عن فعلَيهما، مثل: ضرباً اللِّص.
  • أن يصحّ حُلول الفعل محلّ المصدر واسمه، مصحوباً ب (أن المصدريّة)، أو (ما المصدريّة).

أحكام عَمَل المصدر، واسمه:[٤]

  • لا يتقدّم مفعول المصدر عليه، إلّا إذا كان المصدر نائباً عن فعله، نحو: عملَك إتقاناً.
  • يتمّ تأخير نَعت المصدر، إذا أُريد إِعمال المصدر، حتى إتمام عمله، نحو: سرّني إكرامُك خالداً العظيمُ.
  • يجوز في تابع المعمول المُضاف إِليه المصدرُ، الجرُّ مراعاةً للّفظ، والرفعُ أَو النصبُ مراعاةً للمحلّ.

المراجع

  1. الشيخ مصطفى الغلاييني (1994)، جامع الدروس العربية (الطبعة الثلاثون)، صيدا: المكتبة العصرية للطباعة والنشر، صفحة 9-12، جزء الجزء الأول. بتصرّف.
  2. ^ أ ب د.جوزيف الياس، جرجس ناصيف، الوجيز في الصرف والنحو والإعراب، بيروت : دار العلم للملايين، صفحة 160-172.
  3. سعيد الأفغاني، “الموجز في قواعد اللغة العربية/المصدر واسم المصدر”، www.islamguiden.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2018. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت الشيخ مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية ، ببيروت-صيدا: المكتبة العصرية، صفحة 276-280، جزء الثالث. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

أقسام الكلمة في اللغة العربية

الكلمة هي كلّ لفظ يحمل معنًى محدّداً مفرداً، وتُقسَم الكلمة في اللغة العربيّة إلى ثلاثة أقسام:[١]

  • الاسم: وهو كلّ ما يدلّ على معنًى في نفسه دون اقترانه بزمن، مثل: عليّ، ماء، قمح.
  • الفعل: وهو ما دلّ على معنًى في نفسه وقد اقترن بزمن معين، مثل: جلس، يجلس.
  • الحرف: وهو ما دلّ على معنى في غيره من الأسماء والأفعال، نحو: و، أن، على.

تعريف المصدر

المصدر هو اسم يدلّ على المجرّد من الفعل دون أن يُحدّد زمن وقوعه أو حدوثه، وسُمِّي مصدراً لأنّه يدلّ على أصل جميع الأفعال والمشتقات. [٢]

أنواع المصدر

للمصدر في اللغة العربيّة نوعان:[٢]

  • المصدر الصريح: وهو المصدر الذي يكون صريحاً في اللفظ دون الحاجة إلى تأويل، وينقسم المصدر الصريح إلى ما يأتي:
    • المصدر الأصليّ: وهو المصدر الذي تُشتَقّ منه الأسماء والأفعال المُشتَقّة (كاسم الفاعل، واسم المفعول، وصيغة المبالغة، والصفة المشبَّهة، واسم التفضيل، واسمي الزمان والمكان، واسم الآلة)، مثل: الفوز، الانتصار.
    • مصدر المرّة: وهو اسم يُؤخذ من الفعل ويدلّ على وقوعه مرّة واحدة فقط، على نحو: جلست جَلسة (أي جلسة واحدة)، ويُصاغ مصدر المرّة من الفعل الثلاثيّ على وزن (فَعْلَة)، مثل: رحم-رَحْمَة، كما يُصاغ من غير الثلاثيّ على وزن المصدر الأصليّ مع زيادة تاء مربوطة، نحو: استقال-استقالة.
    • مصدر النوع (الهيئة): سُمِّي بذلك لأنّه يؤخذ من الفعل دالاً على هيئة وُقوعه، مثل: جلست جِلسة العلماء (أي على هيئة جلوس العلماء)، ويُصاغ مصدر الهيئة على وزن (فِعْلَة)، نحو: نصره-نِصْرَة، ولا يُصاغ من الأفعال غير الثلاثيّة، وإنّما يُرجع إلى مصدره الأصليّ، نحو: استقبل-استقبالاً.
    • المصدر الميميّ: يؤدّي لفظه معنى المصدر الأصليّ لكن بزيادة ميم، على نحو: انطلاق-منطلق، ذهاب-مذهَب، ويُصاغ المصدر الميميّ من الفعل الثلاثيّ على وزنين، هما:
      • مَفعَل: في حال كانت لامه غير صحيحة ومحذوف الفاء في حالة المضارع، على نحو: ذهب-مذهَب، رمى-مرمَى.
      • مَفعِل: بشرط أن تكون لامه أصليّة محذوف الفاء في المضارع، على نحو: وَضَعَ ـ يضع ـ مَوضِع.

مع التنبيه إلى أنّ التاء المربوطة قد تأتي في آخر المصدر الميميّ دون أن تُغيّر في معناه، مثل: مودّة، مفسدة، مقالة.
    • المصدر الصناعيّ: هو ما تمّ اشتقاقه من الأسماء الجامدة أو الأسماء المُشتَقّة، مع زيادة التاء المربوطة التي تأتي بعد ياء النسبة التي أُلحِقت بالمصدر، مثل: عِلْم-علميّة، مفعول-مفعوليّة، مع ضرورة التنبيه إلى أمرين:
      • ليس كلّ ما ينتهي بياء النسبة وتتبعه تاء مربوطة يُعتبَر مصدراً صناعيّاً.
      • تعدّدت صياغة المصدر الصناعيّ وذلك للحاجة إليه واستخدامه في ترجمة العلوم الحديثة المُختلِفة.
  • المصدر المؤوّل: وهو المصدر الذي لا يكون صريحاً في اللفظ، إنّما يُصاغ من الحرف المصدريّ وما يليه، أي يتمّ تركيبه بدمج حرف مصدريّ وجملة، حيث يُسمَّى الحرف (موصولاً حرفيّاً) وتُسمَّى الجملة (صِلة الموصول الحرفيّ)، مثل: يؤلم الأمَّ أن يمرض صغيرها، تصبح حين تأويلها: يؤلم الأمَّ مرضُ صغيرها، أمّا الأحرف المصدريّة فهي: (أن، أنَّ، كي، ما المصدريّة، لو المصدريّة، أ (همزة التسوية)).

المصدر واسم المصدر

اسم المصدر هو ما يدلّ على نفس معنى المصدر، مع وجود نقص في أحد أحرف الفعل الأصليّة، دون بدل لهذا النقص أو تقدير، على نحو: (عطاءً) من (أعطى إعطاء)، و(سلاماً) من (سلّم تسليماً)، مع التنويه بأنّ (قاتل قتالاً) هو المصدر وليس اسم المصدر؛ وذلك لوجود ياء مقدرة بعد القاف فهي (قيتال) وكذلك الحال مع (زِنة)، حيث إنّها لا تُعتبَر اسم مصدر من (وَزْن)، وذلك لأنّنا عوّضنا الواو الناقصة بتاء مربوطة، وفيما يأتي بعض الملاحظات على المصدر واسم المصدر:[٣]

  • تُصاغ بعض المصادر الدّالة على المبالغة من الفعل الثلاثيّ قياسيّاً على وزن (تَفعال)، على نحو: تَسكاب، تَسيار بتاء مفتوحة، عدا كلمتين تأتي تاؤهما مكسورة، على نحو: تِبيان، تِلقاء.
  • هناك بعض الأسماء التي تُعطِي معنى المصدر، وتُصاغ سماعيّاً على وزن اسم الفاعل واسم المفعول، على نحو: العافية، العاقبة.
  • لا تتمّ تثنية أو جمع المصادر المُؤكِّدة، ولا تتغيّر في التذكير، والتأنيث، مثل: نصرتهم في ثلاث معارك نصراً، وكذلك الحال بالنسبة إلى المصدر الذي يقع صفة بقَصد المبالغة، مثل: هي امرأة عَدْلٌ.

عَمَل المصدر واسم المصدر

يعمل المصدر عمل الفعل في كلّ أحواله، فإذا كان الفعل لازماً احتاج المصدر إلى فاعل فقط، مثل: يحزنني إهمال محمَّد، أمّا إذا كان الفعل متعدِّياً فيحتاج المصدر إلى فاعل ومفعولٍ به، مثل: أسعدتني خدمتُك أباك، ولا يعمل المصدر عمل الفعل لأنّه يشبهه؛ بل لأنّه أصل الفعل، غير أنّه يجوز حَذْف فاعل المصدر دون الضمير، ولا يجوز حَذْف فاعل الفعل، والجدير بالذِّكر أنّ المصدر يعمل عَمَل فعله سواء كان مضافاً، مثل: إخراج محمَّد القمامةَ أمر حسن، أو مجرّداً من (أل)، والإضافة، مثل: طاعةٌ في يومٍ أباً فضيلةٌ، أو مُعرَّفاً ب(أل).[٤]

أمّا شروط عمل المصدر واسمه، فهي:[٤]

  • أن ينوبا عن فعلَيهما، مثل: ضرباً اللِّص.
  • أن يصحّ حُلول الفعل محلّ المصدر واسمه، مصحوباً ب (أن المصدريّة)، أو (ما المصدريّة).

أحكام عَمَل المصدر، واسمه:[٤]

  • لا يتقدّم مفعول المصدر عليه، إلّا إذا كان المصدر نائباً عن فعله، نحو: عملَك إتقاناً.
  • يتمّ تأخير نَعت المصدر، إذا أُريد إِعمال المصدر، حتى إتمام عمله، نحو: سرّني إكرامُك خالداً العظيمُ.
  • يجوز في تابع المعمول المُضاف إِليه المصدرُ، الجرُّ مراعاةً للّفظ، والرفعُ أَو النصبُ مراعاةً للمحلّ.

المراجع

  1. الشيخ مصطفى الغلاييني (1994)، جامع الدروس العربية (الطبعة الثلاثون)، صيدا: المكتبة العصرية للطباعة والنشر، صفحة 9-12، جزء الجزء الأول. بتصرّف.
  2. ^ أ ب د.جوزيف الياس، جرجس ناصيف، الوجيز في الصرف والنحو والإعراب، بيروت : دار العلم للملايين، صفحة 160-172.
  3. سعيد الأفغاني، “الموجز في قواعد اللغة العربية/المصدر واسم المصدر”، www.islamguiden.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2018. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت الشيخ مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية ، ببيروت-صيدا: المكتبة العصرية، صفحة 276-280، جزء الثالث. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

أقسام الكلمة في اللغة العربية

الكلمة هي كلّ لفظ يحمل معنًى محدّداً مفرداً، وتُقسَم الكلمة في اللغة العربيّة إلى ثلاثة أقسام:[١]

  • الاسم: وهو كلّ ما يدلّ على معنًى في نفسه دون اقترانه بزمن، مثل: عليّ، ماء، قمح.
  • الفعل: وهو ما دلّ على معنًى في نفسه وقد اقترن بزمن معين، مثل: جلس، يجلس.
  • الحرف: وهو ما دلّ على معنى في غيره من الأسماء والأفعال، نحو: و، أن، على.

تعريف المصدر

المصدر هو اسم يدلّ على المجرّد من الفعل دون أن يُحدّد زمن وقوعه أو حدوثه، وسُمِّي مصدراً لأنّه يدلّ على أصل جميع الأفعال والمشتقات. [٢]

أنواع المصدر

للمصدر في اللغة العربيّة نوعان:[٢]

  • المصدر الصريح: وهو المصدر الذي يكون صريحاً في اللفظ دون الحاجة إلى تأويل، وينقسم المصدر الصريح إلى ما يأتي:
    • المصدر الأصليّ: وهو المصدر الذي تُشتَقّ منه الأسماء والأفعال المُشتَقّة (كاسم الفاعل، واسم المفعول، وصيغة المبالغة، والصفة المشبَّهة، واسم التفضيل، واسمي الزمان والمكان، واسم الآلة)، مثل: الفوز، الانتصار.
    • مصدر المرّة: وهو اسم يُؤخذ من الفعل ويدلّ على وقوعه مرّة واحدة فقط، على نحو: جلست جَلسة (أي جلسة واحدة)، ويُصاغ مصدر المرّة من الفعل الثلاثيّ على وزن (فَعْلَة)، مثل: رحم-رَحْمَة، كما يُصاغ من غير الثلاثيّ على وزن المصدر الأصليّ مع زيادة تاء مربوطة، نحو: استقال-استقالة.
    • مصدر النوع (الهيئة): سُمِّي بذلك لأنّه يؤخذ من الفعل دالاً على هيئة وُقوعه، مثل: جلست جِلسة العلماء (أي على هيئة جلوس العلماء)، ويُصاغ مصدر الهيئة على وزن (فِعْلَة)، نحو: نصره-نِصْرَة، ولا يُصاغ من الأفعال غير الثلاثيّة، وإنّما يُرجع إلى مصدره الأصليّ، نحو: استقبل-استقبالاً.
    • المصدر الميميّ: يؤدّي لفظه معنى المصدر الأصليّ لكن بزيادة ميم، على نحو: انطلاق-منطلق، ذهاب-مذهَب، ويُصاغ المصدر الميميّ من الفعل الثلاثيّ على وزنين، هما:
      • مَفعَل: في حال كانت لامه غير صحيحة ومحذوف الفاء في حالة المضارع، على نحو: ذهب-مذهَب، رمى-مرمَى.
      • مَفعِل: بشرط أن تكون لامه أصليّة محذوف الفاء في المضارع، على نحو: وَضَعَ ـ يضع ـ مَوضِع.

مع التنبيه إلى أنّ التاء المربوطة قد تأتي في آخر المصدر الميميّ دون أن تُغيّر في معناه، مثل: مودّة، مفسدة، مقالة.
    • المصدر الصناعيّ: هو ما تمّ اشتقاقه من الأسماء الجامدة أو الأسماء المُشتَقّة، مع زيادة التاء المربوطة التي تأتي بعد ياء النسبة التي أُلحِقت بالمصدر، مثل: عِلْم-علميّة، مفعول-مفعوليّة، مع ضرورة التنبيه إلى أمرين:
      • ليس كلّ ما ينتهي بياء النسبة وتتبعه تاء مربوطة يُعتبَر مصدراً صناعيّاً.
      • تعدّدت صياغة المصدر الصناعيّ وذلك للحاجة إليه واستخدامه في ترجمة العلوم الحديثة المُختلِفة.
  • المصدر المؤوّل: وهو المصدر الذي لا يكون صريحاً في اللفظ، إنّما يُصاغ من الحرف المصدريّ وما يليه، أي يتمّ تركيبه بدمج حرف مصدريّ وجملة، حيث يُسمَّى الحرف (موصولاً حرفيّاً) وتُسمَّى الجملة (صِلة الموصول الحرفيّ)، مثل: يؤلم الأمَّ أن يمرض صغيرها، تصبح حين تأويلها: يؤلم الأمَّ مرضُ صغيرها، أمّا الأحرف المصدريّة فهي: (أن، أنَّ، كي، ما المصدريّة، لو المصدريّة، أ (همزة التسوية)).

المصدر واسم المصدر

اسم المصدر هو ما يدلّ على نفس معنى المصدر، مع وجود نقص في أحد أحرف الفعل الأصليّة، دون بدل لهذا النقص أو تقدير، على نحو: (عطاءً) من (أعطى إعطاء)، و(سلاماً) من (سلّم تسليماً)، مع التنويه بأنّ (قاتل قتالاً) هو المصدر وليس اسم المصدر؛ وذلك لوجود ياء مقدرة بعد القاف فهي (قيتال) وكذلك الحال مع (زِنة)، حيث إنّها لا تُعتبَر اسم مصدر من (وَزْن)، وذلك لأنّنا عوّضنا الواو الناقصة بتاء مربوطة، وفيما يأتي بعض الملاحظات على المصدر واسم المصدر:[٣]

  • تُصاغ بعض المصادر الدّالة على المبالغة من الفعل الثلاثيّ قياسيّاً على وزن (تَفعال)، على نحو: تَسكاب، تَسيار بتاء مفتوحة، عدا كلمتين تأتي تاؤهما مكسورة، على نحو: تِبيان، تِلقاء.
  • هناك بعض الأسماء التي تُعطِي معنى المصدر، وتُصاغ سماعيّاً على وزن اسم الفاعل واسم المفعول، على نحو: العافية، العاقبة.
  • لا تتمّ تثنية أو جمع المصادر المُؤكِّدة، ولا تتغيّر في التذكير، والتأنيث، مثل: نصرتهم في ثلاث معارك نصراً، وكذلك الحال بالنسبة إلى المصدر الذي يقع صفة بقَصد المبالغة، مثل: هي امرأة عَدْلٌ.

عَمَل المصدر واسم المصدر

يعمل المصدر عمل الفعل في كلّ أحواله، فإذا كان الفعل لازماً احتاج المصدر إلى فاعل فقط، مثل: يحزنني إهمال محمَّد، أمّا إذا كان الفعل متعدِّياً فيحتاج المصدر إلى فاعل ومفعولٍ به، مثل: أسعدتني خدمتُك أباك، ولا يعمل المصدر عمل الفعل لأنّه يشبهه؛ بل لأنّه أصل الفعل، غير أنّه يجوز حَذْف فاعل المصدر دون الضمير، ولا يجوز حَذْف فاعل الفعل، والجدير بالذِّكر أنّ المصدر يعمل عَمَل فعله سواء كان مضافاً، مثل: إخراج محمَّد القمامةَ أمر حسن، أو مجرّداً من (أل)، والإضافة، مثل: طاعةٌ في يومٍ أباً فضيلةٌ، أو مُعرَّفاً ب(أل).[٤]

أمّا شروط عمل المصدر واسمه، فهي:[٤]

  • أن ينوبا عن فعلَيهما، مثل: ضرباً اللِّص.
  • أن يصحّ حُلول الفعل محلّ المصدر واسمه، مصحوباً ب (أن المصدريّة)، أو (ما المصدريّة).

أحكام عَمَل المصدر، واسمه:[٤]

  • لا يتقدّم مفعول المصدر عليه، إلّا إذا كان المصدر نائباً عن فعله، نحو: عملَك إتقاناً.
  • يتمّ تأخير نَعت المصدر، إذا أُريد إِعمال المصدر، حتى إتمام عمله، نحو: سرّني إكرامُك خالداً العظيمُ.
  • يجوز في تابع المعمول المُضاف إِليه المصدرُ، الجرُّ مراعاةً للّفظ، والرفعُ أَو النصبُ مراعاةً للمحلّ.

المراجع

  1. الشيخ مصطفى الغلاييني (1994)، جامع الدروس العربية (الطبعة الثلاثون)، صيدا: المكتبة العصرية للطباعة والنشر، صفحة 9-12، جزء الجزء الأول. بتصرّف.
  2. ^ أ ب د.جوزيف الياس، جرجس ناصيف، الوجيز في الصرف والنحو والإعراب، بيروت : دار العلم للملايين، صفحة 160-172.
  3. سعيد الأفغاني، “الموجز في قواعد اللغة العربية/المصدر واسم المصدر”، www.islamguiden.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-6-2018. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت الشيخ مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية ، ببيروت-صيدا: المكتبة العصرية، صفحة 276-280، جزء الثالث. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى