محتويات
الفعل المضارع
الفعل المضارع هو الفعل الذي يدل على معنى يحدث في الزمن الحالي أو المستقبل مثل: يكتبُ وسيعملُ،[١] ويبدأ الفعل المضارع بواحد من أحرف الزيادة الآتية: همزة المضارعة (أعملُ) أو التاء (تعملُ) أو الياء (يعملُ) أو النون (نعملُ) المجموعة في كلمة (نأتي).[٢]
علامات الفعل المضارع
للفعل المضارع علامات تدل عليه، فإن قبل دخولها عليه فهو مضارع، وهذه العلامات هي:[١]
- يقبل دخول السين وسوف مثل: سنخرجُ، سوف يأتي.
- يقبل دخول أدوات النصب مثل أن ولن، ومثال ذلك: لن نسافرَ.
- يقبل دخول أدوات الجزم عليه مثل لم، ومثال ذلك: لم نعملْ.
- ملاحظة: في حال دلّ الفعل على الزمن الحالي أو المستقبل لكنه لا يقبل علاماته فهو عندئذ اسم فعل مضارع مثل: (أفٍّ) أي أتضجّر و(آه) أي أتوجّع.
أدوات جزم الفعل المضارع
الفعل المضارع المجزوم هو الفعل المسبوق بأداة من أدوات الجزم، وادوات الجزم قسمان: منها ما يجزم فعلاً واحداً، ومنها ما يجزم فعلين كأدوات الشرط الجازمة. أما عن أدوات الجزم التي تجزم فعلاً واحداً فهي (لم، لمّا، لا الناهية، لام الأمر) وفيما يلي بيانها:[٣][٤][٥]
- لم: حرف جزم يفيد النفي، ويحوّل زمن الفعل من المضارع إلى الماضي مثل: لم ينتبهْ أحد إلى الطفل، وقد تدخل عليه همزة الاستفهام ولا تغيّر من عمله، مثل: ألم أنبّهْك؟ ويجوز أيضاً دخول أداة شرط عليها مثل: سنتأخر إن لم تحضرْ باكراً.
- لمّا: وتفيد نفي الفعل المضارع من الماضي إلى زمن المتكلم الحاضر نحو: خرج ولمّا يصلْ، أي لم يصل حتى الآن أو حتى زمن التكلم لكنه سيصل، ويجوز استخدامها في حال توقع حدوث فعلها مثل: لمّا يصل، إلا أنه من المتوقع وصوله، ويُذكَر هنا جواز حذف الفعل المجزوم بعدها إن كان ما يدل عليه من سياق الكلام مثل: بدأت العمل باكراً ولمّا، أي ولم أنهِهِ بعد.
- لام الأمر: تسمى أيضاً لام الطلب لأنها تفيد الطلب، فإن كان من الأعلى منزلة إلى الأقل كقول المعلم للطالب: لِتأخذْ حقيبتك معك، فهي تفيد الأمر، أمّا إن كانت من أقل إلى أعلى فتفيد الطلب مثل قول الابن لأبيه: لتمنحْني فرصةً أخرى، وأما إن كانت من شخص لآخر مساوٍ فهي التماس-أي طلب ورجاء- كقول زميل لزميله: لنتناقشْ غداً. وحركة لام الأمر الكسرة، أما إذا سُبقَت بالفاء أو الواو أو ثمّ، فإنها تُسكَّن غالباً، مثل: فَلْتأخذْ حقيبتك معك، قوله تعالى: (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ).[٦]
- لا الناهية: تفيد النهي إن كان النهي من أعلى إلى أقل كقول الوالد لابنه: لا تقصِّر في واجبك، أو الدعاء إن كان من أقل إلى أعلى مثل قوله تعالى: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ)،[٧] أو تفيد الالتماس إن كان من شخص مساوٍ لآخر كقول أخ لأخيه: لا تتأخر!
كما أن الفعل المضارع يأتي مجزوماً إذا جاء جواباً للطلب كأن يتقدمه أمر أو نهي مثل يحبوك وتندم في الجملتين: أحسِن إلى الناس يحبوك، ولا تتسرع في الحكم تندم، أو أن يُقصَد به الجزاء مثل (تسلم) في جملة: اسكت تسلمْ، فالسلامة سبب ونتيجة عن السكوت، أو أن يأتي الطلب بصيغة الأمر مع (إنْ) الشرطية مثل تحسن في الجملة: إن تحسن إلى الناس يحبوك، فالمقصود أحسن إلى الناس، ويُعرَب الفعل تحسن: فعل مضارع مجزوم بأداة الشرط (إنْ) وعلامة جزمه السكون الظاهر.[٨]
أما الأدوات التي تجزم فعلين فمنها ما هو اسم له محل من الإعراب، ومنها ما هو حرف ليس له محل من الإعراب، وهذه الأدوات هي:[٩]
- إنْ: حرف شرط يفيد تعليق وقوع الجواب على وقوع الشرط دون الدلالة على زمان أو مكان أو عاقل أو غير عاقل مثل: إن تدرسْ تنجحْ، تدرس وتنجح فعلان مجزومان، وكذلك الأمر في بقية الجمل الآتية.
- مَنْ: اسم شرط للدلالة على العاقل مثل: من يعملْ خيراً يجدْ خيراً.
- ما: اسم شرط للدلالة على غير العاقل مثل: ما تعملْ من إحسان تلقَ جزاءه.
- مهما: اسم شرط لغير العاقل مثل: مهما تفعلْ تجدْ عاقبته.
- أيّ: اسم شرط يدل على العاقل وغيره مثل: أيّ عمل تعمله يعدْ عليك، وأيّ رجل يغادرْ أغادرْ معه، وتدل على الزمان أو المكان مثل: أيَّ وقتٍ تسافرْ أسافرْ معك، وأيَّ بلد تسافرْ أسافرْ إليه.
- متى وأيّان: اسما شرط للدلالة على الزمان مثل: متى (أو أيّانَ) يحلّ الربيع نرحلْ.
- أين: اسم شرط للدلالة على المكان، وغالباً ما تتصل بما للتوكيد مثل: أينما تجلسْ أجلسْ.
- أنّى: اسم شرط للدلالة على المكان مثل: أنّى أُقِمْ أجدْ خيراً.
- حيْثُما: اسم شرط جازم مثل: حيثما توجّهتم فاذكروني.
- إذما: حرف شرط جازم مثل: إذما تفعل شرّاً تندمْ.
- كيفما: اسم شرط يدل على الحال مثل: كيفما تعاملْني أعاملْك.[١٠]
علامات جزم الفعل المضارع
يأتي الفعل المضارع مجزوماً إذا سُبق بإحدى أدوات الجزم السابقة، وفيما يلي علامات جزمه:[١١]
- السكون: إذا كان الفعل المضارع صحيح الآخر ولم يتصل بضمير نحو: لم يقمْ زيد من مكانه. أما في حال التقى ساكنان فإن الفعل المضارع المجزوم يُحرَّك بالكسر منعاً لالتقاء الساكنين كما في جملة: لمّا يصلِ المسافرون بعد، فعلامة جزم الفعل (يصل) هي السكون المقدر وحُرِّكت اللام بالكسر منعاً لالتقاء الساكنين (اللام الساكنة في كلمة يصل وسكون همزة الوصل في أل التعريف) ويُقدَّر السكون أيضاً على الحرف الأخير إذا كان آخر الفعل مشدَّداً مثل: لم يملَّ الرجلُ، يملّ: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون المقدر وحُرِّك بالفتح لمنع التقاء الساكنين (سكون الحرف الأول من المُشدَّد وسكون الجزم)، وكذلك يجوز أن يُقدَّر السكون لمراعاة القافية.[١٢]
- حذف النون: إذا كان من الأفعال الخمسة أي إذا اتصل الفعل المضارع بألف الاثنين أو ياء المخاطبة أو واو الجماعة نحو: لا تهملي واجباتك، وتهملي: فعل مضارع مجزوم لا الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
- حذف حرف العلة: إذا كان الفعل معتلّ الآخر مثل: لا تخشَ إلا الله، لا تدعُ إلا الله، متى يأتِ فصل الشتاء تنضج الحمضيات. وأصل الأفعال السابقة هي (تخشى، تدعو، يأتي) وقد حُذِفت حروف العلة (الألف، الواو، الياء) من آخر الأفعال السابقة وإعرابها: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره.
فوائد
- يأتي الفعل المضارع كذلك مبنيّاً على الفتح في محل جزم إذا اتصل بنوني التوكيد (الثقيلة والخفيفة) وسُبِق بجازم مثل: لا تُهملّنَّ عملك. ويُعرَب الفعل تهملنَّ: فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة.[١٣]
- ويأتي الفعل المضارع كذلك مبنيّاً على السكون في محل جزم إذا اتصل بنون النسوة وسُبِق بجازم مثل: السيدات لم يغادرْنَ القاعة بعد. يغادرن: فعل مضارع مبني في محل جزم لاتصاله بنون النسوة.[١٣]
- الفعل المعطوف على مجزوم يُعرب إعراب الفعل المجزوم المعطوف عليه مثل: لا تهملَنَّ عملك ولا تقصِّرنَّ. وتقصّرنَّ: فعل مضارع معطوف مبني على الفتح في محل جزم.[١٣]
- في حال جزم الفعل المضارع المعتل الوسط يُحذَف حرف العلة منعاً لالتقاء الساكنين (سكون حرف العلة وسكون الجزم)، مثل: لا تقُمْ، وتقُمْ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهر، وقد حُذِف حرف العلة (الألف) منعاً لالتقاء الساكنين[١٤] وأما في قول المتنبي فإنّ نون يكن حُذِفَت جوازاً؛ لأنَّ ما بعدها حرف متحرّك، وهذا البيت هو:[١٥]
- ومن يكُ ذا فمٍ مرٍّ مريضٍ
-
- يجد مرّاً به الماء الزلالا
فيديو أدوات جزم الفعل المضارع
شاهد الفيديو لتعرف أدوات جزم الفعل المضارع :
المراجع
- ^ أ ب د. محمد السامرائي (2014)، النحو العربي أحكام ومعان (الطبعة الأولى)، لبنان: دار ابن كثير، صفحة 16-17، جزء الأول. بتصرّف.
- ↑ عبد الله القرني، “حركة حروف المضارعة”، مجلة الجامعة الإسلامية، العدد 119، المجلد 1423، صفحة 452. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الفوزان (1416)، دليل السالك إلى ألفية ابن مالك، بريدة: دار المسلم، صفحة 40-43، جزء الثالث. بتصرّف.
- ↑ د. محمود مغالسة، النحو الشافي، لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 63-64. بتصرّف.
- ↑ “تعريف و معنى التماس في معجم المعاني الجامع” almaany، 2010، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية: 15.
- ↑ سورة البقرة، آية: 286.
- ↑ عبد الله الفوزان (1416)، دليل السالك إلى ألفية ابن مالك، بريدة: دار المسلم، صفحة 31، جزء الثالث. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الفوزان (2001)، دليل السالك إلى ألفية ابن مالك، بريدة: دار المسلم، صفحة 44-50، جزء الثالث. بتصرّف.
- ↑ د. محمود مغالسة، النحو الشافي، لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 67. بتصرّف.
- ↑ د. محمد السامرائي (2014)، النحو العربي أحكام ومعان (الطبعة الأولى)، لبنان: دار ابن كثير، صفحة 36، جزء الأول. بتصرّف.
- ↑ عباس حسن (1975)، النحو الوافي، مصر: دار المعارف، صفحة 203، جزء الأول. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عباس حسن (1974)، النحو الوافي (الطبعة الخامسة عشرة)، دار المعارف، صفحة 279، جزء الرابع. بتصرّف.
- ↑ مسعد زياد (29-12-2006)، “الصحيح والمعتل وإسناد الأفعال”، diwanalarab، اطّلع عليه بتاريخ 2-4-2018. بتصرّف.
- ↑ د. محمود مغالسة، النحو الشافي، لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 201. بتصرّف.