عظام و روماتيزم

جديد ما هو ترقق العظام

العظام

يُقدّر عدد العظام في جسم الطفل الوليد بحوالي 300 عظمة لينة، وخلال فترة نموه وتطوره ينمو الغضروف ويحلّ مكانه عظم صلب، كما أنّ بعض العظام اللينة تندمج معاً، لذلك فإنّ عدد العظام في الشخص البالغ يقلّ ليصبح حوال 206 عظمة، ومن المعروف أنّ العظام عبارة عن نسيج حيّ يتكون من خلايا حية، وتمتد إلى النسيج أوعية دموية خاصة لمساعدته على النمو والتجدد، وتجدر الإشارة إلى أهمية العظام في تقديم الدعم الهيكلي للجسم، والحفاظ على الأعضاء الحيوية، كما أنّ العظام تُعتبر مكاناً لتصنيع خلايا الدم المختلفة، وتُعدّ مخزناً لبعض المعادن كالكالسيوم الذي يُساعد على تكوين عظام صحية ويُساعد العضلات والأعصاب على أداء وظائفها بشكل سليم.[١][٢]

ترقق العظام

يُعرّف مرض ترقق العظام أو هشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis) على أنّه زيادة في حجم المسامات الموجودة داخل العظام، والتي ينجم عنها فقدان كثافة وقوة العظام، وتجدر الإشارة إلى أنّ ترقق العظام يُمكن أن يصيب الأشخاص في أيّ عمر، ولكنّه يُعدّ أكثر شيوعاً لدى كبار السن وخصوصاً النساء؛ تحديداً النساء البيض والآسيويات اللاتي تجاوزن سن اليأس، ومن الجدير بالذكر أنّ الأشخاص الذين يُعانون من ترقق العظام يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالكسور، حتى أثناء القيام بالأعمال الروتينية مثل؛ المشي أو حتى السُعال، وتُعدّ عظام الأضلاع، والوركين، والمعصمين، وعظام العمود الفقري أكثر العظام المعرضة للكسر لدى المصابين بمرض ترقّق العظام.[٣][٤]

أسباب ترقق العظام

تُعتبر العظام نسيجاً حياً ومتجدداً باستمرار كما أسلفنا؛ إذ يتمّ امتصاص المعادن من هذا النسيج عبر عملية تُدعى الارتشاف العظمي (بالإنجليزية: Bone resorption)، ويقابلها عملية معاكسة لبناء العظام، ووفقاً للمعهد الوطني للصحة فإنّ الهيكل العظمي يتجدّد بالكامل كل 10 سنين تقريباً، لذلك فالسبب الرئيسي لترقق العظام هو عدم توازن بين عملية الارتشاف وعملية بناء العظام،[٥] وفيما يأتي أهم الأسباب التي من الممكن أن تؤثر في التوازن بين هاتين العمليتين:[٦]

  • العمر: يُعد التقدم في السن أحد أهم أسباب ترقق العظام، فعند وصول الشخص لعمر الثلاثين يزداد معدل ارتشاف العظام ويقل معدل تكوين العظام، وبالتالي تقل كثافة العظم ويصبح أكثر هشاشة وأكثر عرضة للكسور والإصابات.
  • سن اليأس: يُعدّ انقطاع الطمث من أهمّ أسباب ترقق العظام، والذي يحدث لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 45-55 عاماً، ويُعزى ذلك إلى التغير في مستوى الهرمونات في أجسامهنّ في هذه الفترة، وتجدر الإشارة إلى إنّ معدّل ترقق العظام لدى الرجال في هذا العمر يكون أبطأ مقارنة بمعدّل ترقق العظام لدى النساء، ولكن عندما تتراوح أعمار الرجال والنساء بين 65-70 سنةً يتساوى معدل ترقق العظام بينهما.
  • بعض الأمراض المزمنة: قد يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى زيادة معدل ترقق العظام.
  • بعض الأدوية: يؤدّي استخدام الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids) مثل: بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone) والكورتيزون لفترات طويلة إلى الإصابة بترقق في العظام، كما أنّ استخدام الأدوية التي تقلل من حموضة المعدة مثل: مثبطات مضخة البروتون (بالإنجليزية: Proton-pump inhibitors) وحاصرات مستقبل هستامين 2 (بالإنجليزية: H2 receptor antagonist)، بالإضافة إلى استخدام مضادات الاكتئاب قد يُسبّب ترققاً في العظام أيضاً.[٧]

عوامل الإصابة بترقق العظام

هناك بعض العوامل التي يُمكن أن تزيد من معدل ترقق العظام، ونوضح أهمّها كما يأتي:[٨]

  • وجود تاريخ طبي عائلي للإصابة بهشاشة العظام.
  • وجود تاريخ طبي شخصي للتعرض للكسور بعد مرحلة البلوغ.
  • تدخين السجائر.
  • شرب الكحول بشكل مفرط.
  • عدم ممارسة التمارين الرياضية.
  • سوء في التغدية.
  • ضعف في الصحة العامة.
  • الإصابة ببعض الأمراض المزمنة التي تقلل من امتصاص المعادن.
  • انخفاض مستوى هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) عند النساء.
  • انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) عند الرجال.
  • التعرض للعلاج الكيماوي.
  • انقطاع مبكر في الطمث.
  • الإصابة بالالتهابات المزمنة، مثل الالتهاب المفصلي الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، وأمراض الكبد.
  • قلة المشي والحركة، وخصوصاً بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، وأيّة مشاكل أخرى تؤثر في الحركة.
  • نقص في فيتامين د الذي يُساعد على امتصاص الكالسيوم من الطعام.

علاج ترقق العظام

على الرغم من أنّه لا يمكن معالجة ترقق العظام، إلا أنّ هناك العديد من الطرق التي تُساعد على السيطرة على المرض والحدّ من تفاقمه، لذلك فإنّ الهدف من علاج ترقق العظام هو منع وتقليل تطوّر مرض ترقق العظام والحفاظ على كثافة العظم وكتلته ضمن المعدل الطبيعي، إضافةً إلى حماية المصاب من الإصابة بالكسور وتخفيف الألم الذي يعاني منه، وفيما يأتي بيان مفصل لهذه الطرق التي يُمكن اتباعها:[٩][١٠]

  • اتباع نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د: يُنصح بتناول كميات كافية من الكالسيوم يومياً، تُقدّر بحوالي 1000ملغ إذا كان عمر الشخص يتراوح بين 19-50 عاماً، ويُفضل أخذ هذه الكمية عن طريق الغذاء، وتجدر الإشارة إلى أنّ الكالسيوم موجود في الحليب منزوع الدسم، واللبن قليل الدسم، والحليب النباتي، وعصير البرتقال المدعّم بالكالسيوم، والبروكلي، والقرنبيط، وسمك السلمون، إضافةً إلى الخضراوات ذات الورق الأخضر، كما ينصح الأطباء بتناول 600 وحدة دولية من فيتامين د يومياً للأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 71 سنة ثم زيادة الجرعة إلى 800 وحدة للأشخاص الذين تجاوزوا 71 عاماً؛ وذلك لتحسين امتصاص الكالسيوم من العظام، ويُمكن الحصول على فيتامين د من خلال الأطعمة المدعّمة به ومن خلال أشعة الشمس، ولكن مع التقدم بالعمر وخصوصاً في فصل الشتاء يصعب على الشخص الحصول على الكمية اللازمة من فيتامين د، لذلك يُنصح باستخدام المكملات الغذائية المحتوية على فيتامين د تحت إشراف طبيب مختص.
  • ممارسة الرياضة: هناك العديد من الأنشطة والتمارين الرياضية التي تساعد على زيادة كثافة العظام وقوتها، مثل؛ الجري، والمشي ورياضة التنس، وتسلق الدرج، ويُنصح بالقيام بهذه التمارين على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع لمدة تتراوح بين 30-45 دقيقة.
  • استخدام الأدوية العلاجية: في بعض الحالات قد يصف الطبيب أدوية تساعد على الحد من تفاقم ترقق العظام، مثل: الأدوية التي تقلل من عملية ارتشاف العظام.

المراجع

  1. “WHAT IS OSTEOPOROSIS?”, www.iofbonehealth.org, Retrieved 17-2-2019. Edited.
  2. “Calcium and bones”, medlineplus.gov, Retrieved 17-2-2019. Edited.
  3. “Osteoporosis”, www.mayoclinic.org, Retrieved 17-2-2019. Edited.
  4. “Osteoporosis”, www.healthline.com, Retrieved 17-2-2019. Edited.
  5. “Osteoporosis: Risk Factors, Treatment, Diet, and Exercise”, www.everydayhealth.com, Retrieved 17-2-2019. Edited.
  6. “Osteoporosis causes”, www.healthline.com, Retrieved 17-2-2019. Edited.
  7. “3 types of medications that cause bone loss”, www.betterbones.com, Retrieved 17-2-2019. Edited.
  8. “Osteoporosis”, www.medicinenet.com, Retrieved 17-2-2019. Edited.
  9. “What Are the Treatments for Osteoporosis?”, www.webmd.com, Retrieved 17-2-2019. Edited.
  10. “Osteoporosis explained”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-2-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى