عظام و روماتيزم

جديد كيفية فحص هشاشة العظام

هشاشة العظام

يمكن تعريف هشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis) على أنّها أحد الأمراض التي تصيب العظام، وتحدث بسبب فقدان في كثافة العظام؛ مما يؤدي إلى ضعفها وسهولة تعرضّها للكسر، وفي الحقيقة، تُعدّ أنسجة العظام من الأنسجة الحيّة في الجسم؛ حيثُ يحلل الجسم أنسجة العظام القديمة ويستبدلها بأنسجةٍ جديدةٍ باستمرار للحفاظ على قوة وصلابة العظام، ومن الجدير بالذكر أنّ كثافة العظام تصل إلى أعلى مستوياتها في سنّ الثلاثين تقريباً، ثمّ تبدأ بالانخفاض بشكلٍ تدريجي، وكلّما تقدّم العمر تزيد سرعة تحلل أنسجة العظام، بحيث تفوق قدرة الجسم على إنتاج أنسجةٍ جديدةٍ بدلاً عنها، ممّا يؤدي في النهاية إلى سهولة الكسر، وفي الحقيقة يُطلق على مرض هشاشة العظام مصطلح المرض الصامت (بالإنجليزية: Silent disease)؛ إذ إنّ المصاب قد لا يلاحظ المرض حتى وصوله إلى مراحل متقدّمةٍ منه وتعرّضه لكسور العظام، وتجدر الإشارة إلى أنّ عظام المعصم، والعمود الفقري، والورك؛ تُعدّ أكثر العظام المعرّضة للكسر في حال الإصابة بهشاشة العظام، وفي الحقيقة، يشيع هذا المرض بشكلٍ أكبر لدى النساء بعد انقطاع الطمث، وذلك بسبب الانخفاض المفاجئ في مستوى هرمون الإستروجين في الجسم، وهو أحد الهرمونات التي تلعب دوراً كبيراً في الحماية من هشاشة العظام لدى النساء.[١][٢]

فحص هشاشة العظام

اختبار قياس كثافة العظام

يُعدّ مقياس امتصاص الأشعة السينيّة ثنائي البواعث (بالإنجليزية: Dual-energy X-ray absorptiometry) واختصاراً (DEXA) أحد الاختبارات التشخيصيّة الرئيسيّة، والتي يطلبها الطبيب عند تنبؤه باحتمالية إصابة الشخص بهشاشة العظام، وذلك بعد إجراء فحص سريري للمريض، والإطلاع على تاريخه الصحي وعوامل الخطر لديه، وفي ما يأتي بيان لكيفيّة إجراء هذا الاختبار وتفسير نتائجه:[٣][٢]

  • قياس كثافة العظام: يُعدّ اختبار DEXA الاختبار الأكثر دقّة في قياس الكثافة المعدنيّة للعظام (بالإنجليزية: Bone mineral density) واختصاراً (BMD)،[٤] إذ يساعد هذا الاختبار على الكشف عن نسبة خطر التعرّض لكسر في العظام، كما يساعد على متابعة استجابة الشخص للعلاج، ويعتمد مبدأ عمل هذا الاختبار على استخدام الأشعّة السينيّة لقياس كثافة العظام، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الاختبار لا يُسبّب الألم، ويحتاج لمدّة تتراوح بين 10-30 دقيقة فقط، وهناك نوعان من الأجهزة المستخدمة لإجراء هذا الفحص، وهما:
    • جهاز مركزي: يوجد هذا الجهاز في المستشفيات، ويقيس الكثافة المعدنية لعظام الورك والعمود الفقريّ بشكلٍ رئيسي، بينما يكون المريض مستلقياً على طاولة الجهاز.
    • جهاز طرفي: وهو جهاز متحرك يقيس كثافة العظام الموجودة في الأطراف فقط، مثل عظام الأصابع، والرسغ، والكعب.
  • نتائج اختبار كثافة العظام: يتمّ التعبير عن نتائج اختبار DEXA بما يُعرَف بالعلامة T (بالإنجليزية: T-score)، والعلامة Z (بالإنجليزية: Z-score)، حيثُ إنّ العلامة Z تقارن كتلة عظم المريض مع كتلة العظم عند أشخاص آخرين من العُمر والبنية الجسديّة نفسها، أمّا بالنسبة للعلامة T فيتمّ حسابها من خلال المقارنة بين كتلة عظم المريض، وكتلة العظم لدى أحد الأشخاص الأصحاء الأصغر سنّاً، ففي حال كانت النتيجة T تساوي -1 أو أكثر؛ لا يُعدّ الشخص مصاباً بمرض هشاشة العظام، أمّا في حال كانت النتيجة تتراوح بين -1 و-2.5 فتدلّ على وجود انخفاض في كثافة العظام، وفي حال كانت النتيجة أقل من -2.5 فيُعدّ الشخص مصاباً بمرض هشاشة العظام.

ولتحديد نسبة خطر تعرّض الأشخاص فوق سن 40 للكسور بشكلٍ أشمل، طوّرت منظمة الصحة العالمية أداةً يمكن للطبيب استخدامها في قياس نسبة خطر تعرّض الشخص لكسور في العظام على مدى 10 سنوات، وهي حاسبة تتوفر إلكترونياً عبر الإنترنت أو ورقياً، وتسمى بأداة (FRAX)، وتعتمد هذه الحاسبة على نتائج اختبار كثافة العظام لدى الشخص، بالإضافة إلى عوامل الخطر الأخرى لديه.[٤]

الاختبارات الأخرى

هناك العديد من الاختبارات الأخرى التي يمكن إجراؤها للمساعدة على معرفة عوامل الخطر التي تؤدي إلى تطوّر المرض، أو الكشف عن الأسباب الكامنة وراء فقدان العظام، أو تقييم حالة العظام بعد البدء بالعلاج لمعرفة مدى فعاليته، ونذكر من هذه الاختبارات ما يأتي:[٥][٤]

  • اختبارات تحليل الدم: يوجد عدد من اختبارات تحليل الدم التي قد يتمّ إجراؤها لمعرفة أسباب فقدان العظام، والعوامل التي تؤدي إلى تطوّر المرض، ومنها الآتي:
    • تحليل فيتامين د؛ حيثُ إنّ لفيتامين د دوراً مهمّاً في امتصاص الكالسيوم، لذلك قد يساهم عوز فيتامين د بشكلٍ كبير في الإصابة بمرض هشاشة العظام أو تطوره.
    • تحليل نسبة الكالسيوم في الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّ نسبة الكالسيوم في الدم تكون طبيعيّة في معظم حالات الإصابة بمرض هشاشة العظام، ولكن قد ترتفع في حال الإصابة ببعض أمراض العظام الأخرى.
    • تحليل الهرمون الجار درقي (بالإنجليزية: Parathyroid hormone)؛ للكشف عن الإصابة بفرط جارات الدرقيّة (بالإنجليزية: Hyperparathyroidism).
    • تحليل هرمونات الغدّة الدرقيّة؛ للكشف عن الإصابة بأحد أمراض الغدّة الدرقيّة.
    • تحليل الهرمون المنشط للحوصلة (بالإنجليزية: Follicle-stimulating hormone)؛ للكشف عن انقطاع الطمث.
    • تحليل هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)؛ للكشف عن انخفاض نسبة الهرمون لدى الرجال.
    • تحليل الفوسفاتاز القلوي (بالإنجليزية: Alkaline phosphatase)؛ حيثُ يدلّ الارتفاع في نسبة هذا الإنزيم على وجود مشكلة صحيّة في العظام.
    • اختبار الرحلان الكهربائيّ للبروتين (بالإنجليزية: Protein electrophoresis)؛ للكشف عن الإصابة بأحد أنواع السرطان المعروف بالسرطان النخاعي المتعدد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، والذي يؤدي إلى تحلل العظام.
  • اختبارات الكشف عن فقدان العظام: يتمّ إجراء هذه الاختبارات عن طريق أخذ عينة من الدم أو البول قبل وبعد البدء بالعلاج، للكشف عن استجابة الشخص للعلاج؛ وانخفاض نسبة خسارة العظام أو ما يُعرَف بالارتشاف العظمي (بالإنجليزية: Bone resorption)، ونذكر من هذه الاختبارات ما يأتي:
    • الاختبار ما يُعرف بـ Pyridinium Crosslinks.
    • تحليل ما يُعرف باسم Deoxypyridinoline.
    • اختبار ما يُعرف بـ Urinary collagen type 1 cross-linked N-telopeptide.
  • اختبارات الكشف عن تشكّل العظام: يتمّ إجراء هذا النوع من التحليل أيضاً قبل وبعد بدء العلاج للكشف عن نسبة تشكّل العظام للمساعدة على تقييم العلاج، ومن هذه الاختبارات:
    • اختبار نسبة الأوستيوكالسين (بالإنجليزية: Osteocalcin) في الدّم؛ وهو أحد بروتينات العظام.
    • تحليل الفوسفاتاز القلوي الخاص بالعظام (بالإنجلزية: Bone-specific alkaline phosphatase).

الوقاية من هشاشة العظام

يوجد عدد من النصائح والطرق المختلفة التي تساعد على الوقاية من الإصابة بمرض هشاشة العظام، نذكر منها الآتي:[٦]

  • ممارسة التمارين الرياضيّة: تُعدّ ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام أحد أهمّ العوامل التي تساعد على بناء عظام قويّة، وإبطاء فقدان العظام، ويجب الحرص على ممارسة أنواع الرياضة المختلفة لتقوية العظام في كافة أجزاء الجسم، وعلى الرغم من أنّ البدء بممارسة التمارين الرياضيّة في أيّ وقت يُعدّ مفيداً لصحة العظام، إلّا أنّه يُنصح بالبدء بممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام خلال سنّ مبكّرة للحصول على فوائد أكبر.
  • الحفاظ على الوزن المثالي: حيثُ تزداد نسبة خسارة كثافة العظام، وخطر التعرّض لكسرٍ في العظام لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض الوزن عن معدله الطبيعي، وكذلك فإنّ زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي تزيد من خطر التعرّض للكسور، لذلك يُعدّ الحصول على وزن مثاليّ والحفاظ عليه أحد الأمور المهمّة لسلامة العظام، وسلامة الجسم بشكلٍ عام.
  • اتّباع نظام غذائي متوازن: يُعدّ اتّباع نظامٍ غذائيٍ متوازنٍ من العوامل الرئيسيّة التي تساعد على الحفاظ على صحة العظام، إذ يجب الحرص على الحصول على كميّاتٍ مناسبةٍ من البروتين فهو أحد عناصر البناء الأساسية في العظام، وكذلك الكالسيوم، وفيتامين د لما لهما من أهميّةٍ كبيرةٍ في بناء العظام والحفاظ على سلامتها، ويجب الحرص على أنّ لا تقلّ كمية الكالسيوم التي يتمّ الحصول عليها يوميّاً عن 1000 ملليغرام للأشخاص بين سنّ 18-50، و1,200 ملليغرام للأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الخمسين عاماً.

عوامل خطر هشاشة العظام

هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض هذه العوامل لا يمكن تجنّبها بينما يمكن تجنّب بعضها من خلال اتّخاذ إجراءات الوقاية اللازمة، ونذكر من هذه العوامل ما يأتي:[٣]

  • المعاناة من نقصان الوزن أو النحافة الشديدة.
  • التدخين.
  • اتّباع نظام غذائيّ فقير بالعناصر الغذائية المهمة لصحة العظام.
  • عدم ممارسة الأنشطة البدنيّة.
  • التقدّم في العُمر.
  • تناول أنواع معيّنة من الأدوية.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض هشاشة العظام.
  • الانتماء إلى العرق الآسيويّ، أو القوقازيّ، كما أنّ نسبة إصابة النساء بالمرض تكون أعلى من نسبة إصابة الرجال.

فيديو عن اسباب هشاشة العظام

للتعرف على المزيد من المعلومات عن هشاشة العظام شاهد الفيديو.

المراجع

  1. “Osteoporosis”, www.nia.nih.gov, Retrieved 19-10-2018. Edited.
  2. ^ أ ب Markus MacGill (4-1-2018), “Osteoporosis explained”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 19-10-2018. Edited.
  3. ^ أ ب Debra Stang, “What Do You Want to Know About Osteoporosis”، www.healthline.com, Retrieved 19-10-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت “Osteoporosis”, labtestsonline.org,27-11-2017، Retrieved 25-10-2018. Edited.
  5. “Know Your Osteoporosis Blood Test Markers”, www.webmd.com, Retrieved 25-10-2018. Edited.
  6. “Osteoporosis Symptoms & causes”, www.mayoclinic.org,7-7-2016، Retrieved 19-10-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى