محتويات
الخلاف حول أول شيء خلقه الله
تعدّدت آراء أهل العلم في تحديد أول ما خلقه الله -تعالى-، إذا إنّ النصوص الشرعية التي استدلّ بها السلف وأهل العلم في تحديد أول ما خلقه الله لم تبيّن ترتيب أول الأمور التي خلقها الله -عزّ وجلّ- بشكلٍ صريح، فيبقى هذا الأمر في علم غيب الله -تعالى-، وسيتمّ فيما يأتي ذكر الأقوال المعتبرة في ذلك:
نسب ابن حجر وابن كثير هذا القول إلى جمهور العلماء، وهو ما اختاره ابن تيمية وابن القيم، بدليل قول الله -عز وجل-: (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء)،[١] وأخرج مسلم في صحيحه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قالَ: وَعَرْشُهُ علَى المَاءِ).[٢][٣]
- الماء
استدّل بعض أهل العلم على أنّ الماء هو أول ما خلقه الله -عز وجل- بقول الله -تعالى- أيضاً: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ)،[٤] حيث إنّ العرش عندما خلقه الله -تعالى- كان على الماء، وهذا يدلّ على أنّ الماء هو أول ما خلقه الله -تعالى-، يقول ابن عباس -رضي الله عنه-: “أول ما خلق الله تعالى الماء قبل العرش، ثم وضع العرش عليه”.[٥]
- القلم
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أولَ ما خلق اللهُ القلمُ، فقال لهُ: اكتبْ، قال: ربِّ وماذا أكتبُ؟ قال: اكتُبْ مقاديرَ كلِّ شيءٍ حتى تقومَ الساعةُ)،[٦] ومن هذا الحديث استدلّ العديد من العلماء على أنّ القلم هو أوّل شيءٍ خلقه الله -عز وجل-، وكتب به جميع أقدار المخلوقات.[٧]
ورجّح بعض أهل العلم أنّ العرش يسبق القلم في الخلق، ففي الحديث المذكور بالقول الأول جاء فيه بعد أن ذكر رسول الله خلق القلم، فقال: (وَعَرْشُهُ علَى المَاءِ)،[٢] أي إنّ التقدير كان بعد خلق العرش، والتقدير كان مع أول خلق القلم.[٣]
- السماوات والأرض
قيل إن السماوات والأرض هي أول ما خلق الله، ولكنّ الأحاديث النبوية السّابقة تبيّن أنّ العرش والقلم والماء قد سبق خلقُها خلق السماوات والأرض.[٨]
أقوال غير معتبرة في أول ما خُلق
إنّ آراء أهل العلم متعددة حول أوّل ما خلقه الله -تعالى- كما أسلفنا في البداية، والحديث عن خلق القلم والعرش والماء يُعدّ من الأقوال المعتبرة، إذْ تكلّم فيها العديد من السلف وأهل العلم المعتبرين، ووفّقوا بين النصوص الصحيحة واجتهدوا في ترتيب ما جاء فيها.
ولكن هناك مَن توسّع وتحدّث في أمور كثيرة على أنّها أوّل ما خُلق، ويُصنفها أهل العلم من الأقوال غير المعتبرة لمخالفتها للنصوص الشرعية السابقة وللمنطق كذلك، ومنها القول بأنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- هو أول مَن خُلق، وقيل العقل هو أول المخلوقات، ولكن لا يوجد نصٌّ شرعي صحيح يدلّ على ذلك.[٨]
الحِكمة من الخلق
إذا تفكر المسلم في مخلوقات الله -تعالى- رأى فيها آياتٍ بيِّناتٍ باهرة، وعجائب متعددة دالة على عظمة خالقها، فمخلوقات الله عديدةٌ وكثيرة، وكل خلق له فوائد تعود على الإنسان بالنفع والفائدة، ولا شك أن هذا دليل على وحدانية الله -تعالى- وقدرته، فقد خلق الله الشمس والقمر والنجوم والماء والسماء والأرض والكثير من المخلوقات، ولا يستطيع أي أحد أن يحصي خلق الله.
المراجع
- ↑ سورة هود، آية:7
- ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:2653، صحيح.
- ^ أ ب شمس الدين الذهبي، كتاب العرش، صفحة 307-312. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:7
- ↑ سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، صفحة 213، جزء 1.
- ↑ رواه أبو داود ، في صحيح أبي داود ، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 4700، صحيح.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، صفحة 18. بتصرّف.
- ^ أ ب “ما ترتيب أوائل المخلوقات المذكورة في الشرع وكيف تعرج الملائكة إلى السماء؟”، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 28/9/2022. بتصرّف.