دلائل وحدانية الله تعالى وقدرته
إنّ النّاظر في الكون والآفاق وما خلق الله فيهما ليدرك الآيات الباهرة، والمعجزات الظّاهرة التي تدلّ على وحدانيّة الله تعالى وقدرته وأنّه سبحانه هو الله الواحد، قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ) [فصلت:53].
وممّا يتعجّب منه المرء بعد مشاهدة كلّ تلك الآيات في الكون والآفاق أن يرى أقواماً يتّخذون الإلحاد لهم ديناً، وكأنّهم لا يتلمّسون ويستشعرون كلّ تلك الدّلائل الواضحة التي تدلّ على وحدانيّة الله تعالى وقدرته، فما هي دلائل وحدانية الله تعالى وقدرته؟
دلائل وحدانيّة الله تعالى
- أنّ الكون بجميع ما فيه لا يصلح أن يكون له إلاّ خالقٌ وإلهٌ واحد، فلو تخيّلنا جدلاً أنّ في هذا الكون إلهين أو آلهة متعدّدة، فمن الطبيعي أنّ كلّ إلهٍ يحاول أن ينفرد بخلقه، بمعنى أن يكون له ملكه الخاصّ به، وهذا الافتراض لا يقبله العقل؛ لأنّ الكون بكلّ ما فيه متناسقٌ مترابط، يجري بقدرٍ معلوم، وبما يدلّ دلالة واضحة أنّه يتبع إلهاً واحداً، وربّاً عظيماً مقتدراً، وكذلك لو جاز أن يُتخيّل أنّ في الكون سوى الله رباً، لعلت الآلهة بعضها عل بعض، ولفسدت السّموات والأرض، فإذا شاء إله على سبيل المثال أن ينفذ أمراً، ثم عارضه في ذلك الإله الآخر لأدى هذا التعارض في المشيئة والإرادة إلى تصارع الآلهة، قال تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) [الأنبياء:22] وقوله تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) [المؤمنون:91].
- أنّ الرّسل والأنبياء صلوات الله عليهم لم يكونوا مبعوثين إلاّ من إلهٍ وربّ واحد، فقد كان الأنبياء والرّسل كلّهم يتنزّل عليهم الوحي عن طريق المَلَك الذي وكّله الله تعالى بمهمّة الوحي وتبليغ الشّرائع وإنزال الكتب السّماويّة وهو جبريل عليه السّلام، وإنّ في ذلك بلا شكّ دليلاً على وحدانيّة الله تعالى.
دلائل قدرة الله تعالى
- خلق السّموات والأرض، فالنّاظر في خلق السّموات والأرض يتبيّن الأسرار والآيات فيه التي تدلّ على قدرة سبحانه، فالشّمس والقمر والكواكب والنّجوم والأجرام كلّها تجري في مسارٍ قد كتبه الله لها، وقدّره عليها، فلا تسقط السّموات على الأرض أو تصطدم الأجرام والكواكب مع بعضها على الرّغم من السّرعة الهائلة التي تمشي فيها.
- خلق الإنسان في أحسن تقويم، وتهيئة رزقه ومعاشه وكلّ ما ينتفع به في حياته.