حكم ختم القرآن للميت
إنّ قراءة القرآن للميت لا أصل لها ولا تشريع إلا في حال كانت القراءة بين الأناس الأحياء، ليتدبروه ويعقلوه ويستفيدو منه، فإنّ ذلك مشروع لكن إن كانت قبل أن يُدفن أو بعد دفنه سواء عند قبره أم أي مكان وإهداء القراءة له، فإنّ هذا لا يُعلم له أصل، ولدى العلماء أقوال كثيرة فيما يخصّ حكم ختم القرآن للميت، فمنهم من قال أنّه جائز ورغّب في هذا، وعدّ ذلك مشابه للصدقة بالمال، ومنهم من قال أنّ هذه أمور توقيفية، أي أنّ هذه القراءة عبادة من العبادات، لا يجوز أن يُفعل منها إلا ما ورد عنها نص في الشرع، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: (من عملَ عملا ليسَ عليهِ أمرُنا فهو ردٌّ)،[١] وخلاصة هذا الكلام، أنّه لا يوجد دليل ينصّ على شرعية قراءة القرآن للموتى، فعلى الإنسان أن ينحو نحو أنّها عبادة توقيفية، أي أن يبقى على الأصل.[٢]
الدعاء للميت
قال أهل العلم إنّ الدعاء في الصلاة للميت واجب، إلى جانب الإخلاص والصدق فيه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا صلَّيتُم على الميِّتِ فأخلِصوا لَه الدُّعاءَ)،[٣] ومن المستحسن الدعاء للميت بما دعا النبي صلى الله عليه وسلم له، وينص دعاء النبي صلوات الله عليه وسلامه على: (اغفرْ له وارحمْه. واعفُ عنه وعافِه. وأَكرِمْ نُزُلَه. ووسِّعْ مُدخلَه. واغسِلْه بماءٍ وثلجٍ وبرَدٍ. ونَقِّه من الخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنسِ. وأَبدِلْه داراً خيراً من دارِه. وأهلاً خيراً من أهلِه. وزوجاً خيراً من زوجِه. وقِه فتنةَ القبرِ وعذابَ النارِ).[٤] وفي حال كان المصلي لا يحفظ دعاءً عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيدعو بما يصلح أن يكون دعاءً، كما قال أهل العلم والمالكية وغيرهم.[٥]
أفضل ما يُهدى للميت
العتق والصدقة عن الميت أفضل من غيرها من الأعمال، فمثلاً هي أفضل من الصيام عنه، وأفضل الصدقة تلك التي توافق حاجة المُتصدّق عليه، حيث يكون أمس الحاجة إليها، قال صلى الله عليه وسلم: (أفضلُ الصدَقةِ سَقْيُ الماءِ).[٦] وكذلك الاستغفار والدعاء للميت، بتضرع وإخلاص وصدق، وعلى هذا فإن أفضل ما يُهدى للميت، الدعاء والاستغفار، والعتق والصدقة، وكذلك الحج عنه.[٧]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1718، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- ↑ عبد العزيز بن باز(2007-1-11)، “حكم قراءة القرآن على الأموات “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-24. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في بلوغ المرام، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 159، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 963، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- ↑ “الأفضل أن يدعو للميت بالمأثور”، fatwa.islamweb.net، 2003-4-21، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-24. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن سعد بن عبادة و ابن عباس، الصفحة أو الرقم: 1113، خلاصة حكم المحدث: حسن.
- ↑ ” فقه السنة”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-24. بتصرّف.