'); }
تفسير آية (لا تتبعوا خطوات الشيطان)
تعد الآية الكريمة من سورة النور تحذيرًا واضحًا وصريحًا من رب العالمين لتجنب طريق وخطوات الشيطان، وصون النفس لعدم السير ورائها أو اتباعها، حيث أن الشيطان مخلوق يكن الكره والحقد للمؤمنين، وأساس عمله قائم على دفع الإنسان إلى الفواحش وسوء الأعمال واتباع طريق الضلال، ورب العالمين يدعو لخير الأعمال وإقامة العدل، وينهى عن الفحشاء والمنكر.
وعدم تجنب الإنسان لطريق الشيطان قد يوقعه في فخه وشباكه، ويصير من أهل الفحشاء والضلال، ومن أهل الأفعال والقبائح، حيث قال تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا).[١]
ومتبع طريق الشيطان مصيره إلى النار كما هو مصير الشيطان كذلك، فهو مخلوق طغى وتجبر، ورفض أوامر الله تعالى حينما أمره بالسجود لآدم -عليه السلام-، قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ).[٢]
'); }
فغاية الشيطان هي إخراج الناس عن الطريق السليم ومنعهم من اتباع أوامر الله ودفعهم لاتباع شهواتهم ورغائبهم، وصولًا بهم إلى ارتكاب الآثام والاعتداء على حقوق الله وإخراج الناس من النور إلى قعر الظلمات.[٣]
والغاية من كلمة خطوة هو بيان أن الوقوع في المعصية التي يدعوا إليها الشيطان يكون على مراحل وبالتدريج، أي أن فعل المنكرات يبدأ بالسير البسيط والأفعال صغيرة وينتهي بفعل الكبائر وعظام الأمور. وبالتالي جاء التنبيه والمنع من اتباع الخطوات التي قد تكون بسيطة وعلى هيئة وساوس لا تذكر منعًا من ارتكاب ما هو أعظم وأسوأ.[٤]
مداخل الشيطان
للشيطان مداخل كثيرة ومتعددة يقصدها لإغواء الإنسان وإبعاده عن طريق الحق والصواب، ومعرفتها قد تكون وسيلة في حماية النفس وصيانتها عن الوقوع فيها، وفيما يلي أبرز تلك المداخل:[٥]
- الأمر بالسوء.
- الإخافة بالفقر والحاجة وقلة الأموال.
- الأماني والتطلعات الزائفة.
- اليأس وضياع الأمل.
- تحريم ما أحل الله تعالى.
- تفكيك الأسرة وإضاعة رابطتها.
- الاستفزاز والغضب.
- الحسد والحرص.[٦]
- الشهوة، وحب التزين والتباهي.[٦]
- الطمع.[٦]
- العجلة وقلة التأني.[٦]
- البخل وقلة العطاء.[٦]
- سوء الظن بالمسلمين دون تيقن.[٦]
- قلة العلم.[٦]
الحماية من الشيطان
حماية الإنسان نفسه ووقايتها من الشيطان ووساوسه يكون أساسًا من خلال الاعتصام بحبل الله تعالى والتمسك فيه والتوكل عليه، واليقين بأن الله قادر على الحماية والرعاية من كل شر وسوء وخاصة من الشيطان،[٧] قال تعالى: (مَن يَعْتَصِم بالله فَقَدْ هُدِيَ إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).[٨]
ولقراءة القرآن وتدبره كبير الأثر في الحماية من الشيطان ووساوسه، حيث أن قراءة القرآن بعمومه تقي من الشيطان بالإضافة إلى التركيز على العديد من السور المعوذات التي تعد الحصن والسوار الحامي من أي وساوس، بالإضافة إلى لزوم الذكر والاستغفار والدعاء إلى رب العالمين بدوام الحفظ والستر.
والمعركة مع الشيطان معركة يومية لا تنفك، لا يكل فيها من إغواء المؤمنين ومحاولاته دائمة في السيطرة عليهم وإحالتهم عن طريق الصواب إلى يوم الدين، لذا كان لزوم جنب الله ودوام العلاقة والقرب منه الوسيلة للوقاية والحماية إلى حين لقائه سبحانه.[٩]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:268
- ↑ سورة البقرة، آية:34
- ↑ أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ أبو بكر الجزائري، كتاب نداءات الرحمن لأهل الإيمان، صفحة 157.
- ↑ عبد الحميد البلالي، كتاب البيان في مداخل الشيطان، صفحة 77. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ عبدالعزيز السلمان، كتاب موارد الظمآن لدروس الزمان، صفحة 595-599. بتصرّف.
- ↑ الشعراوي، تفسير الشعراوي، صفحة 556. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:101
- ↑ سليمان بن حمد العودة، كتاب شعاع من المحراب، صفحة 257-263. بتصرّف.