عيسى عليه السلام
هو عيسى بن مريم بنت عمران عليه السلام، ويعد من أولي العزم من الرسل وقد أرسله الله تعالى لبني إسرائيل وأنزل عليه الإنجيل، وقد ذكره الله تعالى في القرآن خمساً وعشرين مرة، وقد أخبرنا الله تعالى عن تفاصيل ولادته في سورة كاملة في القرآن الكريم وهي سورة مريم.
ولادة عيسى عليه السلام
وتعد ولادة سيدنا عيسى عليه السلام من أعجب ما شهدته البشرية على وجه الأرض وهي المعجزة التي أنزلها الله تعالى حتى يبين قدرته على ما يشاء وما يريد، وتبدأ القصة عندما كانت أمه مريم عليها السلام فتاة عذراء، وهبتها أمها قبل ولادتها لخدمة المعبد وقد عُرف عنها الطهر والعفة، وكانت تحت رعاية زكريا عليه السلام، وفي يوم من الأيام وبينما كانت تخلو مع نفسها في المعبد جاءها رجل يقطع خلوتها وهو النبي جبريل، الذي أرسله الله تعالى لها حتى يبشرها بعيسى وأنه اختارها من بين جميع الخلق لتحمل بذلك الولد، وأخبرها أنه سوف يصبح نبياً وأن الله تعالى سوف ينزّل عليه الإنجيل، بالإضافة إلى أنه أخبرها أنه سوف يتحدث وهو طفل رضيع، فما كان من مريم سوى الفزع والخوف والخجل من ذلك الرجل، وشُعورها بالمُفاجأة مما قاله لها، فكيف تلد وهي عذراء ولم يمسّها بشر وهي ليست بغيّاً ولكن هي المعجزة الهيّنة على الله فإذا أراد شيئاً يقول له كن فيكون.
أراد الله تعالى من ولادة عيسى عليه السلام أن يخبر الناس بقدرته ويجعله آية للناس، بل وبعثه رحمة لبني إسرائيل ولجميع الخلق، وبذلك حملت مريم بعيسى وعندما حان وقت ولادتها وهي مسافرة وبالتحديد في صحراء بيت لحم، فبدأت تشعر بآلام الولادة وفي تلك الأثناء فجر الله تعالى لها ماءاً من تحت قدمها حتى تشرب منه، وكانت بالقرب من نخلة وقد طلب الله تعالى منها أن تهز النخلة حتى يتساقط عليها الرطب منها بسماع صوت يناديها، يقول الله تعالى(فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا) وبتلك الحادثة ولدت مريم عيسى عليه السلام.
عودة مريم إلى قومها ومعها عيسى عليه السلام
وبعد مرور أربعين يوماً على ولادتها عادت بها إلى قومها تحمله وقد أمرها الله تعالى أن لا تتكلم مع الناس؛ لأن الذي سوف يتكلم ويدافع عنها هو ابنها، ولما رآها قومها تحمل طفلها اتهموها بالبغي، وعندها أشارت إلى طفلها وقالوا لها كيف نكلم طفل؟ فأنطق الله تعالى طفلها عيسى فقال: (قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً، وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً)، فلما سمع الناس ما قاله ذلك الطفل ذُهلوا ولم يُصدقوا ما سمعوا ولما علم زكريا قصتها صدّقها وأيّدها، فكانت تلك الحادثة أولى معجزات سيدنا عيسى عليه السلام وهي التكلم في المهد، وبذلك نشأ عيسى ونصره الحواريون وآمنوا برسالته ولكنهم طلبوا منه أن ينزّل عليهم مائدة من السماء حتى يتأكدوا من صدق دعوته، ومن بين معجزاته التي خص بها الله تعالى نبيه عيسى عليه السلام هي إحياء الموتى وإبصار العُمي والبرص بإذن الله، يذكَرُ أن مواصفات عيسى عليه السلام كما أخبرنا بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه رجل قوي جداً عريض الصدر ذو شعر مجعد.