محتويات
مريم العذراء
ولدت سيدتنا مريم العذراء في فلسطين، وبالتحديد في مدينة الناصرة الواقعة شمال فلسطين، وقد كانت أمها حنة بنت فاقوذا زوجة عمران عاقراً، فلم تلد في حياتها أبداً إلى أن كبرت في السنّ، وعندما كانت تستظلّ تحت شجرة رأت طائراً يُطعم صغيراً له، فشعرت بعاطفة كبيرة، ودعت الله بأن يرزقها بغلام، ونذرت بأن تتصدّق به ليكون خادماً للبيت المقدس، قال تعالى: (إذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم)[آل عمران:35]، فاستجاب عزّ وجل لدعائها، لكنه وهبها فتاة لا ولداً كما أرادت، ولايمكن للفتاة أن تقوم بخدمة المسجد كما الرجل، إلا أنّ الله قبِل منها النذر، وبارك فيه.
نشأة مريم العذراء
توفي والد مريم وهي في بطن أمّها، أي قبل ولادتها، وكانت أمها إمرأة كبيرة لا تقدر على تربيتها وحدها، فقام سيدنا زكريا، وهو زوج خالتها بإيوائها، فراح يُعلمها الأخلاق الحسنة، وعبادة الله، فنشأت عفيفة، طاهرة، مُحبة لله عز وجل، قال تعالى: (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ )[آل عمران:37]، كبرت السيدة مريم في بيت الله، فكان المسجد خلوتها، وكلّما دخل زكريا عليها المحراب وجد عندها طعاماً يأتيها من الغيب بقدرة من الله تعالى، وعُرف عن مريم أنّها فتاة مُتعبدة، تُكثر من ذكر الله، ومن الصلاة، والصوم.
حمل مريم بسيدنا عيسى عليه السلام
لقد كان حمل السيدة مريم مُعجزة من المعجزات، وهي الفتاة العذراء التي لم يمسّها بشر، والمعروفة بالطهارة والعفة، فأرسل الله تعالى جبريل عليه السلام في هيئة رجل ليخبرها بحملها، وعندما ظهرت علامات الحمل على مريم قامت بالخروج من محرابها الموجود في بيت المقدس، وتوجّهت لمكان آخر لتختفي عن أنظار الناس كي لا يلتفت أحد إلى أمرها، وحينها جاءها المخاض عند جذع النخلة، وكانت بمفردها، فواجهت المصاعب، والهموم، والآلام وحدها إلى أن تمنّت أن تكون نسياً منسياً، أي تمنت الموت قبل أن يحصل لها ذلك، قال تعالى: (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا)[مريم: 23]، وقد أنطق الله تعالى مولودها ليخبرها بأن تنظر تحتها لتجد عين ماء، وأن تنظر أعلاها لتجد الرطب في النخيل، فساعدت هذه المعجزات على تقوية مريم، وتخليصها من العطش، والجوع نتيجة، والألم الذي لاقته وحدها عند ولادتها لنبي الله عيسى عليه السلام.
تمييز الله لمريم عن سائر نساء العالم
- تُعتبر سيدتنا مريم المرأة الوحيدة التي حملت، ووضعت وهي عذراء.
- تُعتبر سيدتنا مريم المرأة الوحيدة التي أُطلق اسمها على سورة كاملة في القرآن الكريم.
- ملاحظة: بعض تفاصيل القصة مأخوذة من مصادر تاريخية وليس فقط من القرآن.