محتويات
جبريل عليه السلام
خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة من النور، وميزهم بخصائص وفضائل كثيرة، فهم الذين يستجيبون لأمر الله تعالى دون عصيان، وهم الخلق المسخرون للعبادة والتسبيح والتقديس، وهم الخلق العظيم المكرم الذي كان لكل واحدٍ منهم مهمته التي شرفه الله بها. وعلى رأس هؤلاء الملائكة برز جبريل عليه السلام الذي تميز عن باقي الملائكة بالمكانة العظيمة والتشريف، كما جاء ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
مهمة جبريل عليه السلام
أوكل الله سبحانه وتعالى إلى الملك جبريل عليه السلام مهمةً عظيمة وهي مهمة تلقي الوحي من رب العزة، وإنزاله إلى رسل الله تعالى وأنبيائه، فو الوسيط الأمين بين رب العزة وأنبيائه ورسله، فلقد نزل بالقرآن الكريم على صدر النبي محمد عليه الصلاة والسلام، كما أنزل من قبل بالتوراة على موسى عليه السلام، والزبور على داوود عليه السلام، والإنجيل على عيسى عليه السلام.
صفات جبريل عليه السلام
ذكرت بعض صفاته في كتاب الله تعالى، فهو شديد القوى أي أنّ الله تعالى قد منحه قوّة وفضلاً على باقي الملائكة حتى يكون قادراً على القيام بالمهام العظيمة التي أوكل بها، فقد قال تعالى: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى* ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) [النجم: 5-6]، وهو المطاع الأمين الذي تطيعه ملائكة السماء، المؤتمن على الوحي والرسائل السماوية، ففي قوله تعالى: (ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ* مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) [التكوير: 20-21].
شكل جبريل عليه السلام
إنّ الصفة الخلقية لجبريل عليه السلام عظيمة، فقد رآه النبي محمد عليه الصلاة والسلام يوماً على صورته التي خلقه الله عليها، له ستمئة جناح، قد سد ما بين الأفقين، ولأن هذه الصورة مما لا يعتاده البشر، فقد كان عليه السلام يتمثل في صورة الرجال إذا أراد أن يوصل رسالة من الله إلى الناس، وكثيراً ما كان يتمثل في صورة أحد الصحابة وهو دحية الكلبي رضي الله عنه الذي اشتهر بحسنه ووضاءة وجهه، كما تمثل يوماً في صورة رجل شديد بياض الثياب، شديد بياض اللحية عندما أتى إلى النبي عليه الصلاة والسلام وهو جالسٌ بين أصحابه ليعلم الصحابة أمور دينهم.
مواقف لجبريل عليه السلام
كان لجبريل عليه السلام عدداً من المواقف، منها:
- أنّ!ه بشر السيدة خديجة رضي الله عنها عن طريق رسول الله ببيتٍ في الجنة من قصب لا تعب فيه ولا نصب.
- انّه خيّر النبي عليه الصلاة والسلام في أن يطبق على كفار قريش الأخشبين حينما لاقى منهم الأذى والشدة.
- موقفه ويوم نزل من السماء فشق صدر النبي عليه الصلاة والسلام وهو صغير وأخرج منه حظ الشيطان، وجاء بطستٍ من ذهب مملوء علماً وحكمة فأفرغه في صدره.