عبادات

كيف نعامل اليتيم

15 أبريل، 2021
0 664 5 دقائق
6077e91d88341 كيف نعامل اليتيم

مقالات ذات صلة

كيفيّة معاملة اليتيم

أرشد الإسلام إلى مُعاملة اليتيم بالحُسنى، وذلك بالنهي عن قَهره، وكَسر خاطره، وإكرامه، والرَّفْع من شأنه، والتلطُّف به، وحماية حقوقه، وعدم أكل ماله عُدواناً وظُلماً، والحرص على إطعامه حال الرخاء، وحال المجاعة أيضاً؛ لِما نزل به قوله -تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)؛[١] والذي قال في تفسيره بعض المُفسّرين كابن عباس -رضي الله عنه- ومُجاهد إنّه يعني إطعامهم الطعام الذي يُحبّونه.[٢]

والإحسان إلى اليتيم، والاهتمام به من الأُمور المطلوبة التي حَثّ عليها الإسلام، ويكون ذلك بالعطف عليه، وتعليمه النظام، والانضباط، مع تكليف مَن يعتني به، ويكون مسؤولاً عنه، وعن تصرُّفاته، بالإضافة إلى تحديد بعض القواعد داخل أُسرته، ومَدحه حال التزامه بالسلوكيّات الإيجابيّة، وتجاهُل السلوكيّات السلبيّة إذا لم يكن فيها خَطر أو ضَرر عليه أو على غيره، مع ضرورة تنبيهه على عدم تكرارها، إلى جانب مَلء وقته، وتوجيهه إلى إفراغ طاقته في كلّ ما من شأنه أن يكون مُفيداً، والتصرُّف معه بحِكمة عند عناده، وعدم الإقدام على معاقبته، وإعطاؤه حَقّه من الاهتمام، والرعاية، وعدم مُقارنته بغيره، أو السُّخرية منه، أو تخويفه، مع مُتابعته فيما يُشاهده، والخروج معه إلى الأماكن المفتوحة؛ لِما في ذلك من مُساعدة له على الانطلاق، وكثرة الدُّعاء له بالصلاح والهداية، وإلحاقه ببعض الرياضات المُناسبة له، ولعُمره، وتعليمه بعض الروتين اليوميّ، كموعد النوم أو الطعام؛ لِما في ذلك من تخفيف للصِّدام بينه وبين الشخص المسؤول عنه.[٣]

تعريف اليتيم

يُعرَّف اليتيم بأنّه: من فَقَد أباه وهو صغير قبل أن يبلغ الحلم؛ إذ إنّه يظلّ يتيماً حتى يبلغ؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا يُتم بعدَ احتلامٍ)؛[٤] فالصغير بعد البلوغ لا يُطلَق عليه لفظ اليتيم،[٥] وله في الإسلام حالتان، هما:[٦]

  • الحالة الأولى: وفاة الوالد، وتركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة ترعاه أُمّه، أو أحد أقاربه؛ ليحفظ له ماله، ولا يقربَه إلّا بالمعروف، ويُؤدّيه إليه عند بلوغه، أو تمييزه.
  • الحالة الثانية: وفاة الوالد وعدم تركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة تُنفِق عليه أُمّه، أو أحد أقاربه من باب التكافُل والتعاون؛ قال -تعالى-: (وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ)،[٧] واليتيم تجوز عليه الزكاة؛ لكونه فقيراً أو مسكيناً.

فضل كفالة اليتيم

أولى الإسلام اليتيم أهميّةً كبيرة؛ سواء من حيث التربية، أو المُعاملة، أو الرعاية؛ ليكون عُنصراً إيجابيّاً في مُجتمعه، ويضمن له العيش بكرامة، وقد وردت هذه الأهميّة في العديد من الآيات، كقوله -تعالى-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)؛[٨] وذلك كي لا يشعر بالوحدة، أو النقص عن باقي أفراد المُجتمع، فيكون عُنصراً هادماً للمجتمع،[٩]لكفالة اليتيم العديد من الفضائل، وبيانها فيما يأتي:

  • كفالة اليتيم سبب للقرُب من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى)،[١٠] كما أنّ ذلك سبب لدخول الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ن ضمَّ يتيمًا بين مسلمَيْن في طعامِه وشرابِه حتَّى يستغنيَ عنه وجبت له الجنَّةُ).[١١][١٢]
  • كافل اليتيم له أجر المُجاهد في سبيل الله -تعالى-؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ)؛[١٣] واليتيم يكون مسكيناً في أغلب الأحوال.[١٤]

عناية القرآن الكريم باليتيم

اهتمّ القُرآن في العديد من آياته باليتيم، ورَفَع من شأنه في جميع النواحي؛ سواء من الناحية المادّية، أو النفسيّة؛ وذلك مُراعاةً لظروفه من فَقْد أبيه، وهذا الاهتمام كان منذ بداية نزول الوحي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يتيماً؛ وهو تشريف وتكريم لكلّ يتيم، وقد أمر الله -تعالى- بالإحسان إليه، وعدم قَهْره، فقال: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)،[١٥] كما أمر الله -تعالى- المسؤول عنه بعدم تبذير أمواله، والحفاظ عليها، ورَدّها إليه عند بُلوغه، وإشهاد الناس على ذلك؛ ليكون بريء الذمّة، بالإضافة إلى أنّه أمره بالاستعفاف عن أموال اليتامى الذين يرعاهم؛ فقال: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)،[١٦] وممّا يؤكّد اهتمام القُرآن باليتيم أنّ الله -تعالى- قَرَن عبادته بالإحسان إليهم؛ بقوله: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ).[٧][١٧] وقد حَذّر الله -تعالى- من أَخْذ أموالهم بغير وجه حَقّ؛ فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَاكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَاكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).[١٨][١٩]

عناية السنّة النبويّة باليتيم

اهتمّت السُنّة النبويّة باليتيم في الكثير من الأحاديث؛ من خلال التحذير من أكل أمواله، وبيان عُلوّ منزلة مَن يقوم عليه، وعلى رعايته، ورعاية شؤونه،[٢٠] وهي مُرافقة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة التي هي أفضل منازل الآخرة، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ امرأة تُسرع خلف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ لتدخل معه الجنّة يوم القيامة، فيسألها من أنتِ، فتقول له: (أنا امرأةٌ قعدت على أيتامٍ لي)،[٢١][٢٢] وقد جاء التحذير من أكل أموالهم، وعَدّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من السبع المُوبِقات؛ وهي الكبائر من الذنوب المُهلِكة؛ فقال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟) -وذكر منهنّ- (أَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ)،[٢٣] ومِمّا يُؤكّد على تغليظ ذلك دعاء النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالإثم والحَرج على مَن يُضيّع ويأكل حقوق اليتيم؛ فقال: (إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ ، والمرأةُ).[٢٤][٢٥][٢٦]

المراجع

  1. ↑ سورة الإنسان، آية: 8.
  2. ↑ حنان قرقوتي، رعاية اليتيم في الإسلام، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 34-36. بتصرّف.
  3. ↑ يمنى زكريا (26-4-2017)، “التعامل مع اليتيم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.
  4. ↑ رواه الزرقاني ، في مختصر المقاصد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1207، حسن.
  5. ↑ “تعريف اليتم”، www.islamweb.net، 31-7-2002، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  6. ↑ محمود بن أحمد أبو مسلم، تحفة اليتيم واللقيط، صفحة 6-7. بتصرّف.
  7. ^ أ ب سورة النساء، آية: 36.
  8. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  9. ↑ عبدالله بن ناصر بن عبدالله السدحان، فضل كفالة اليتيم، السعودية: ، صفحة 15. بتصرّف.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6005 ، صحيح.
  11. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن مالك أو ابن مالك، الصفحة أو الرقم: 3/314 ، إسناده حسن.
  12. ↑ أبي عبدالعزيز منير الجزائري (2017)، الثواب العظيم في كفالة اليتيم (الطبعة الأولى)، الجزائر: دار الفرقان للنشر والتوزيع، صفحة 14-18. بتصرّف.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5353، صحيح.
  14. ↑ لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2786، جزء 8. بتصرّف.
  15. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  16. ↑ سورة الإسراء، آية: 34.
  17. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان، دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 3-4، جزء 28. بتصرّف.
  18. ↑ سورة النساء، آية: 10.
  19. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  20. ↑ عبد الحميد السحيباني، اليتيم، الرياض: دار القاسم، صفحة 10-11.
  21. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/315، إسناده حسن.
  22. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان ، دروس للشيخ محمد حسان ، صفحة 5، جزء 28. بتصرّف.
  23. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6857 ، صحيح.
  24. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2636، صحيح.
  25. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  26. ↑ “تعريف و معنى الموبقات في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.

15 أبريل، 2021
0 664 5 دقائق

مقالات ذات صلة

صورة جديد طريقة الاستغفار الصحيحة

جديد طريقة الاستغفار الصحيحة

3 أبريل، 2021
صورة جديد طرق كفالة اليتيم

جديد طرق كفالة اليتيم

16 مارس، 2021
صورة جديد كم خطبة لصلاة الاستسقاء

جديد كم خطبة لصلاة الاستسقاء

21 مارس، 2021
صورة جديد شروط التوبة الصادقة

جديد شروط التوبة الصادقة

13 مارس، 2021

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

كيفيّة معاملة اليتيم

أرشد الإسلام إلى مُعاملة اليتيم بالحُسنى، وذلك بالنهي عن قَهره، وكَسر خاطره، وإكرامه، والرَّفْع من شأنه، والتلطُّف به، وحماية حقوقه، وعدم أكل ماله عُدواناً وظُلماً، والحرص على إطعامه حال الرخاء، وحال المجاعة أيضاً؛ لِما نزل به قوله -تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)؛[١] والذي قال في تفسيره بعض المُفسّرين كابن عباس -رضي الله عنه- ومُجاهد إنّه يعني إطعامهم الطعام الذي يُحبّونه.[٢]

والإحسان إلى اليتيم، والاهتمام به من الأُمور المطلوبة التي حَثّ عليها الإسلام، ويكون ذلك بالعطف عليه، وتعليمه النظام، والانضباط، مع تكليف مَن يعتني به، ويكون مسؤولاً عنه، وعن تصرُّفاته، بالإضافة إلى تحديد بعض القواعد داخل أُسرته، ومَدحه حال التزامه بالسلوكيّات الإيجابيّة، وتجاهُل السلوكيّات السلبيّة إذا لم يكن فيها خَطر أو ضَرر عليه أو على غيره، مع ضرورة تنبيهه على عدم تكرارها، إلى جانب مَلء وقته، وتوجيهه إلى إفراغ طاقته في كلّ ما من شأنه أن يكون مُفيداً، والتصرُّف معه بحِكمة عند عناده، وعدم الإقدام على معاقبته، وإعطاؤه حَقّه من الاهتمام، والرعاية، وعدم مُقارنته بغيره، أو السُّخرية منه، أو تخويفه، مع مُتابعته فيما يُشاهده، والخروج معه إلى الأماكن المفتوحة؛ لِما في ذلك من مُساعدة له على الانطلاق، وكثرة الدُّعاء له بالصلاح والهداية، وإلحاقه ببعض الرياضات المُناسبة له، ولعُمره، وتعليمه بعض الروتين اليوميّ، كموعد النوم أو الطعام؛ لِما في ذلك من تخفيف للصِّدام بينه وبين الشخص المسؤول عنه.[٣]

تعريف اليتيم

يُعرَّف اليتيم بأنّه: من فَقَد أباه وهو صغير قبل أن يبلغ الحلم؛ إذ إنّه يظلّ يتيماً حتى يبلغ؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا يُتم بعدَ احتلامٍ)؛[٤] فالصغير بعد البلوغ لا يُطلَق عليه لفظ اليتيم،[٥] وله في الإسلام حالتان، هما:[٦]

  • الحالة الأولى: وفاة الوالد، وتركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة ترعاه أُمّه، أو أحد أقاربه؛ ليحفظ له ماله، ولا يقربَه إلّا بالمعروف، ويُؤدّيه إليه عند بلوغه، أو تمييزه.
  • الحالة الثانية: وفاة الوالد وعدم تركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة تُنفِق عليه أُمّه، أو أحد أقاربه من باب التكافُل والتعاون؛ قال -تعالى-: (وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ)،[٧] واليتيم تجوز عليه الزكاة؛ لكونه فقيراً أو مسكيناً.

فضل كفالة اليتيم

أولى الإسلام اليتيم أهميّةً كبيرة؛ سواء من حيث التربية، أو المُعاملة، أو الرعاية؛ ليكون عُنصراً إيجابيّاً في مُجتمعه، ويضمن له العيش بكرامة، وقد وردت هذه الأهميّة في العديد من الآيات، كقوله -تعالى-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)؛[٨] وذلك كي لا يشعر بالوحدة، أو النقص عن باقي أفراد المُجتمع، فيكون عُنصراً هادماً للمجتمع،[٩]لكفالة اليتيم العديد من الفضائل، وبيانها فيما يأتي:

  • كفالة اليتيم سبب للقرُب من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى)،[١٠] كما أنّ ذلك سبب لدخول الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ن ضمَّ يتيمًا بين مسلمَيْن في طعامِه وشرابِه حتَّى يستغنيَ عنه وجبت له الجنَّةُ).[١١][١٢]
  • كافل اليتيم له أجر المُجاهد في سبيل الله -تعالى-؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ)؛[١٣] واليتيم يكون مسكيناً في أغلب الأحوال.[١٤]

عناية القرآن الكريم باليتيم

اهتمّ القُرآن في العديد من آياته باليتيم، ورَفَع من شأنه في جميع النواحي؛ سواء من الناحية المادّية، أو النفسيّة؛ وذلك مُراعاةً لظروفه من فَقْد أبيه، وهذا الاهتمام كان منذ بداية نزول الوحي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يتيماً؛ وهو تشريف وتكريم لكلّ يتيم، وقد أمر الله -تعالى- بالإحسان إليه، وعدم قَهْره، فقال: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)،[١٥] كما أمر الله -تعالى- المسؤول عنه بعدم تبذير أمواله، والحفاظ عليها، ورَدّها إليه عند بُلوغه، وإشهاد الناس على ذلك؛ ليكون بريء الذمّة، بالإضافة إلى أنّه أمره بالاستعفاف عن أموال اليتامى الذين يرعاهم؛ فقال: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)،[١٦] وممّا يؤكّد اهتمام القُرآن باليتيم أنّ الله -تعالى- قَرَن عبادته بالإحسان إليهم؛ بقوله: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ).[٧][١٧] وقد حَذّر الله -تعالى- من أَخْذ أموالهم بغير وجه حَقّ؛ فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَاكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَاكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).[١٨][١٩]

عناية السنّة النبويّة باليتيم

اهتمّت السُنّة النبويّة باليتيم في الكثير من الأحاديث؛ من خلال التحذير من أكل أمواله، وبيان عُلوّ منزلة مَن يقوم عليه، وعلى رعايته، ورعاية شؤونه،[٢٠] وهي مُرافقة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة التي هي أفضل منازل الآخرة، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ امرأة تُسرع خلف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ لتدخل معه الجنّة يوم القيامة، فيسألها من أنتِ، فتقول له: (أنا امرأةٌ قعدت على أيتامٍ لي)،[٢١][٢٢] وقد جاء التحذير من أكل أموالهم، وعَدّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من السبع المُوبِقات؛ وهي الكبائر من الذنوب المُهلِكة؛ فقال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟) -وذكر منهنّ- (أَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ)،[٢٣] ومِمّا يُؤكّد على تغليظ ذلك دعاء النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالإثم والحَرج على مَن يُضيّع ويأكل حقوق اليتيم؛ فقال: (إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ ، والمرأةُ).[٢٤][٢٥][٢٦]

المراجع

  1. ↑ سورة الإنسان، آية: 8.
  2. ↑ حنان قرقوتي، رعاية اليتيم في الإسلام، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 34-36. بتصرّف.
  3. ↑ يمنى زكريا (26-4-2017)، “التعامل مع اليتيم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.
  4. ↑ رواه الزرقاني ، في مختصر المقاصد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1207، حسن.
  5. ↑ “تعريف اليتم”، www.islamweb.net، 31-7-2002، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  6. ↑ محمود بن أحمد أبو مسلم، تحفة اليتيم واللقيط، صفحة 6-7. بتصرّف.
  7. ^ أ ب سورة النساء، آية: 36.
  8. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  9. ↑ عبدالله بن ناصر بن عبدالله السدحان، فضل كفالة اليتيم، السعودية: ، صفحة 15. بتصرّف.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6005 ، صحيح.
  11. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن مالك أو ابن مالك، الصفحة أو الرقم: 3/314 ، إسناده حسن.
  12. ↑ أبي عبدالعزيز منير الجزائري (2017)، الثواب العظيم في كفالة اليتيم (الطبعة الأولى)، الجزائر: دار الفرقان للنشر والتوزيع، صفحة 14-18. بتصرّف.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5353، صحيح.
  14. ↑ لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2786، جزء 8. بتصرّف.
  15. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  16. ↑ سورة الإسراء، آية: 34.
  17. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان، دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 3-4، جزء 28. بتصرّف.
  18. ↑ سورة النساء، آية: 10.
  19. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  20. ↑ عبد الحميد السحيباني، اليتيم، الرياض: دار القاسم، صفحة 10-11.
  21. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/315، إسناده حسن.
  22. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان ، دروس للشيخ محمد حسان ، صفحة 5، جزء 28. بتصرّف.
  23. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6857 ، صحيح.
  24. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2636، صحيح.
  25. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  26. ↑ “تعريف و معنى الموبقات في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.

8 أبريل، 2021
0 0 5 دقائق

مقالات ذات صلة

صورة جديد شروط التوبة الصادقة

جديد شروط التوبة الصادقة

23 مارس، 2021
صورة جديد حسن الظن بالله

جديد حسن الظن بالله

20 فبراير، 2021
صورة كيفية سجود الشكر بعد الصلاة

كيفية سجود الشكر بعد الصلاة

12 نوفمبر، 2021
صورة كيف نتعلم الصبر والهدوء

كيف نتعلم الصبر والهدوء

24 ديسمبر، 2023

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

كيفيّة معاملة اليتيم

أرشد الإسلام إلى مُعاملة اليتيم بالحُسنى، وذلك بالنهي عن قَهره، وكَسر خاطره، وإكرامه، والرَّفْع من شأنه، والتلطُّف به، وحماية حقوقه، وعدم أكل ماله عُدواناً وظُلماً، والحرص على إطعامه حال الرخاء، وحال المجاعة أيضاً؛ لِما نزل به قوله -تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)؛[١] والذي قال في تفسيره بعض المُفسّرين كابن عباس -رضي الله عنه- ومُجاهد إنّه يعني إطعامهم الطعام الذي يُحبّونه.[٢]

والإحسان إلى اليتيم، والاهتمام به من الأُمور المطلوبة التي حَثّ عليها الإسلام، ويكون ذلك بالعطف عليه، وتعليمه النظام، والانضباط، مع تكليف مَن يعتني به، ويكون مسؤولاً عنه، وعن تصرُّفاته، بالإضافة إلى تحديد بعض القواعد داخل أُسرته، ومَدحه حال التزامه بالسلوكيّات الإيجابيّة، وتجاهُل السلوكيّات السلبيّة إذا لم يكن فيها خَطر أو ضَرر عليه أو على غيره، مع ضرورة تنبيهه على عدم تكرارها، إلى جانب مَلء وقته، وتوجيهه إلى إفراغ طاقته في كلّ ما من شأنه أن يكون مُفيداً، والتصرُّف معه بحِكمة عند عناده، وعدم الإقدام على معاقبته، وإعطاؤه حَقّه من الاهتمام، والرعاية، وعدم مُقارنته بغيره، أو السُّخرية منه، أو تخويفه، مع مُتابعته فيما يُشاهده، والخروج معه إلى الأماكن المفتوحة؛ لِما في ذلك من مُساعدة له على الانطلاق، وكثرة الدُّعاء له بالصلاح والهداية، وإلحاقه ببعض الرياضات المُناسبة له، ولعُمره، وتعليمه بعض الروتين اليوميّ، كموعد النوم أو الطعام؛ لِما في ذلك من تخفيف للصِّدام بينه وبين الشخص المسؤول عنه.[٣]

تعريف اليتيم

يُعرَّف اليتيم بأنّه: من فَقَد أباه وهو صغير قبل أن يبلغ الحلم؛ إذ إنّه يظلّ يتيماً حتى يبلغ؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا يُتم بعدَ احتلامٍ)؛[٤] فالصغير بعد البلوغ لا يُطلَق عليه لفظ اليتيم،[٥] وله في الإسلام حالتان، هما:[٦]

  • الحالة الأولى: وفاة الوالد، وتركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة ترعاه أُمّه، أو أحد أقاربه؛ ليحفظ له ماله، ولا يقربَه إلّا بالمعروف، ويُؤدّيه إليه عند بلوغه، أو تمييزه.
  • الحالة الثانية: وفاة الوالد وعدم تركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة تُنفِق عليه أُمّه، أو أحد أقاربه من باب التكافُل والتعاون؛ قال -تعالى-: (وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ)،[٧] واليتيم تجوز عليه الزكاة؛ لكونه فقيراً أو مسكيناً.

فضل كفالة اليتيم

أولى الإسلام اليتيم أهميّةً كبيرة؛ سواء من حيث التربية، أو المُعاملة، أو الرعاية؛ ليكون عُنصراً إيجابيّاً في مُجتمعه، ويضمن له العيش بكرامة، وقد وردت هذه الأهميّة في العديد من الآيات، كقوله -تعالى-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)؛[٨] وذلك كي لا يشعر بالوحدة، أو النقص عن باقي أفراد المُجتمع، فيكون عُنصراً هادماً للمجتمع،[٩]لكفالة اليتيم العديد من الفضائل، وبيانها فيما يأتي:

  • كفالة اليتيم سبب للقرُب من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى)،[١٠] كما أنّ ذلك سبب لدخول الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ن ضمَّ يتيمًا بين مسلمَيْن في طعامِه وشرابِه حتَّى يستغنيَ عنه وجبت له الجنَّةُ).[١١][١٢]
  • كافل اليتيم له أجر المُجاهد في سبيل الله -تعالى-؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ)؛[١٣] واليتيم يكون مسكيناً في أغلب الأحوال.[١٤]

عناية القرآن الكريم باليتيم

اهتمّ القُرآن في العديد من آياته باليتيم، ورَفَع من شأنه في جميع النواحي؛ سواء من الناحية المادّية، أو النفسيّة؛ وذلك مُراعاةً لظروفه من فَقْد أبيه، وهذا الاهتمام كان منذ بداية نزول الوحي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يتيماً؛ وهو تشريف وتكريم لكلّ يتيم، وقد أمر الله -تعالى- بالإحسان إليه، وعدم قَهْره، فقال: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)،[١٥] كما أمر الله -تعالى- المسؤول عنه بعدم تبذير أمواله، والحفاظ عليها، ورَدّها إليه عند بُلوغه، وإشهاد الناس على ذلك؛ ليكون بريء الذمّة، بالإضافة إلى أنّه أمره بالاستعفاف عن أموال اليتامى الذين يرعاهم؛ فقال: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)،[١٦] وممّا يؤكّد اهتمام القُرآن باليتيم أنّ الله -تعالى- قَرَن عبادته بالإحسان إليهم؛ بقوله: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ).[٧][١٧] وقد حَذّر الله -تعالى- من أَخْذ أموالهم بغير وجه حَقّ؛ فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَاكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَاكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).[١٨][١٩]

عناية السنّة النبويّة باليتيم

اهتمّت السُنّة النبويّة باليتيم في الكثير من الأحاديث؛ من خلال التحذير من أكل أمواله، وبيان عُلوّ منزلة مَن يقوم عليه، وعلى رعايته، ورعاية شؤونه،[٢٠] وهي مُرافقة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة التي هي أفضل منازل الآخرة، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ امرأة تُسرع خلف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ لتدخل معه الجنّة يوم القيامة، فيسألها من أنتِ، فتقول له: (أنا امرأةٌ قعدت على أيتامٍ لي)،[٢١][٢٢] وقد جاء التحذير من أكل أموالهم، وعَدّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من السبع المُوبِقات؛ وهي الكبائر من الذنوب المُهلِكة؛ فقال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟) -وذكر منهنّ- (أَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ)،[٢٣] ومِمّا يُؤكّد على تغليظ ذلك دعاء النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالإثم والحَرج على مَن يُضيّع ويأكل حقوق اليتيم؛ فقال: (إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ ، والمرأةُ).[٢٤][٢٥][٢٦]

المراجع

  1. ↑ سورة الإنسان، آية: 8.
  2. ↑ حنان قرقوتي، رعاية اليتيم في الإسلام، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 34-36. بتصرّف.
  3. ↑ يمنى زكريا (26-4-2017)، “التعامل مع اليتيم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.
  4. ↑ رواه الزرقاني ، في مختصر المقاصد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1207، حسن.
  5. ↑ “تعريف اليتم”، www.islamweb.net، 31-7-2002، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  6. ↑ محمود بن أحمد أبو مسلم، تحفة اليتيم واللقيط، صفحة 6-7. بتصرّف.
  7. ^ أ ب سورة النساء، آية: 36.
  8. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  9. ↑ عبدالله بن ناصر بن عبدالله السدحان، فضل كفالة اليتيم، السعودية: ، صفحة 15. بتصرّف.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6005 ، صحيح.
  11. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن مالك أو ابن مالك، الصفحة أو الرقم: 3/314 ، إسناده حسن.
  12. ↑ أبي عبدالعزيز منير الجزائري (2017)، الثواب العظيم في كفالة اليتيم (الطبعة الأولى)، الجزائر: دار الفرقان للنشر والتوزيع، صفحة 14-18. بتصرّف.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5353، صحيح.
  14. ↑ لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2786، جزء 8. بتصرّف.
  15. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  16. ↑ سورة الإسراء، آية: 34.
  17. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان، دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 3-4، جزء 28. بتصرّف.
  18. ↑ سورة النساء، آية: 10.
  19. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  20. ↑ عبد الحميد السحيباني، اليتيم، الرياض: دار القاسم، صفحة 10-11.
  21. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/315، إسناده حسن.
  22. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان ، دروس للشيخ محمد حسان ، صفحة 5، جزء 28. بتصرّف.
  23. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6857 ، صحيح.
  24. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2636، صحيح.
  25. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  26. ↑ “تعريف و معنى الموبقات في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.

30 مارس، 2021
0 2 5 دقائق

مقالات ذات صلة

صورة صلاة الضحى

صلاة الضحى

14 أبريل، 2021
صورة جديد وسائل الثبات على الإسلام

جديد وسائل الثبات على الإسلام

17 مارس، 2021
صورة جديد ثمرات الإلحاح في الدعاء

جديد ثمرات الإلحاح في الدعاء

9 أبريل، 2021
صورة جديد ما أهم عمل تؤديه في المسجد

جديد ما أهم عمل تؤديه في المسجد

26 مارس، 2021

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

كيفيّة معاملة اليتيم

أرشد الإسلام إلى مُعاملة اليتيم بالحُسنى، وذلك بالنهي عن قَهره، وكَسر خاطره، وإكرامه، والرَّفْع من شأنه، والتلطُّف به، وحماية حقوقه، وعدم أكل ماله عُدواناً وظُلماً، والحرص على إطعامه حال الرخاء، وحال المجاعة أيضاً؛ لِما نزل به قوله -تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)؛[١] والذي قال في تفسيره بعض المُفسّرين كابن عباس -رضي الله عنه- ومُجاهد إنّه يعني إطعامهم الطعام الذي يُحبّونه.[٢]

والإحسان إلى اليتيم، والاهتمام به من الأُمور المطلوبة التي حَثّ عليها الإسلام، ويكون ذلك بالعطف عليه، وتعليمه النظام، والانضباط، مع تكليف مَن يعتني به، ويكون مسؤولاً عنه، وعن تصرُّفاته، بالإضافة إلى تحديد بعض القواعد داخل أُسرته، ومَدحه حال التزامه بالسلوكيّات الإيجابيّة، وتجاهُل السلوكيّات السلبيّة إذا لم يكن فيها خَطر أو ضَرر عليه أو على غيره، مع ضرورة تنبيهه على عدم تكرارها، إلى جانب مَلء وقته، وتوجيهه إلى إفراغ طاقته في كلّ ما من شأنه أن يكون مُفيداً، والتصرُّف معه بحِكمة عند عناده، وعدم الإقدام على معاقبته، وإعطاؤه حَقّه من الاهتمام، والرعاية، وعدم مُقارنته بغيره، أو السُّخرية منه، أو تخويفه، مع مُتابعته فيما يُشاهده، والخروج معه إلى الأماكن المفتوحة؛ لِما في ذلك من مُساعدة له على الانطلاق، وكثرة الدُّعاء له بالصلاح والهداية، وإلحاقه ببعض الرياضات المُناسبة له، ولعُمره، وتعليمه بعض الروتين اليوميّ، كموعد النوم أو الطعام؛ لِما في ذلك من تخفيف للصِّدام بينه وبين الشخص المسؤول عنه.[٣]

تعريف اليتيم

يُعرَّف اليتيم بأنّه: من فَقَد أباه وهو صغير قبل أن يبلغ الحلم؛ إذ إنّه يظلّ يتيماً حتى يبلغ؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا يُتم بعدَ احتلامٍ)؛[٤] فالصغير بعد البلوغ لا يُطلَق عليه لفظ اليتيم،[٥] وله في الإسلام حالتان، هما:[٦]

  • الحالة الأولى: وفاة الوالد، وتركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة ترعاه أُمّه، أو أحد أقاربه؛ ليحفظ له ماله، ولا يقربَه إلّا بالمعروف، ويُؤدّيه إليه عند بلوغه، أو تمييزه.
  • الحالة الثانية: وفاة الوالد وعدم تركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة تُنفِق عليه أُمّه، أو أحد أقاربه من باب التكافُل والتعاون؛ قال -تعالى-: (وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ)،[٧] واليتيم تجوز عليه الزكاة؛ لكونه فقيراً أو مسكيناً.

فضل كفالة اليتيم

أولى الإسلام اليتيم أهميّةً كبيرة؛ سواء من حيث التربية، أو المُعاملة، أو الرعاية؛ ليكون عُنصراً إيجابيّاً في مُجتمعه، ويضمن له العيش بكرامة، وقد وردت هذه الأهميّة في العديد من الآيات، كقوله -تعالى-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)؛[٨] وذلك كي لا يشعر بالوحدة، أو النقص عن باقي أفراد المُجتمع، فيكون عُنصراً هادماً للمجتمع،[٩]لكفالة اليتيم العديد من الفضائل، وبيانها فيما يأتي:

  • كفالة اليتيم سبب للقرُب من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى)،[١٠] كما أنّ ذلك سبب لدخول الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ن ضمَّ يتيمًا بين مسلمَيْن في طعامِه وشرابِه حتَّى يستغنيَ عنه وجبت له الجنَّةُ).[١١][١٢]
  • كافل اليتيم له أجر المُجاهد في سبيل الله -تعالى-؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ)؛[١٣] واليتيم يكون مسكيناً في أغلب الأحوال.[١٤]

عناية القرآن الكريم باليتيم

اهتمّ القُرآن في العديد من آياته باليتيم، ورَفَع من شأنه في جميع النواحي؛ سواء من الناحية المادّية، أو النفسيّة؛ وذلك مُراعاةً لظروفه من فَقْد أبيه، وهذا الاهتمام كان منذ بداية نزول الوحي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يتيماً؛ وهو تشريف وتكريم لكلّ يتيم، وقد أمر الله -تعالى- بالإحسان إليه، وعدم قَهْره، فقال: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)،[١٥] كما أمر الله -تعالى- المسؤول عنه بعدم تبذير أمواله، والحفاظ عليها، ورَدّها إليه عند بُلوغه، وإشهاد الناس على ذلك؛ ليكون بريء الذمّة، بالإضافة إلى أنّه أمره بالاستعفاف عن أموال اليتامى الذين يرعاهم؛ فقال: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)،[١٦] وممّا يؤكّد اهتمام القُرآن باليتيم أنّ الله -تعالى- قَرَن عبادته بالإحسان إليهم؛ بقوله: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ).[٧][١٧] وقد حَذّر الله -تعالى- من أَخْذ أموالهم بغير وجه حَقّ؛ فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَاكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَاكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).[١٨][١٩]

عناية السنّة النبويّة باليتيم

اهتمّت السُنّة النبويّة باليتيم في الكثير من الأحاديث؛ من خلال التحذير من أكل أمواله، وبيان عُلوّ منزلة مَن يقوم عليه، وعلى رعايته، ورعاية شؤونه،[٢٠] وهي مُرافقة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة التي هي أفضل منازل الآخرة، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ امرأة تُسرع خلف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ لتدخل معه الجنّة يوم القيامة، فيسألها من أنتِ، فتقول له: (أنا امرأةٌ قعدت على أيتامٍ لي)،[٢١][٢٢] وقد جاء التحذير من أكل أموالهم، وعَدّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من السبع المُوبِقات؛ وهي الكبائر من الذنوب المُهلِكة؛ فقال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟) -وذكر منهنّ- (أَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ)،[٢٣] ومِمّا يُؤكّد على تغليظ ذلك دعاء النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالإثم والحَرج على مَن يُضيّع ويأكل حقوق اليتيم؛ فقال: (إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ ، والمرأةُ).[٢٤][٢٥][٢٦]

المراجع

  1. ↑ سورة الإنسان، آية: 8.
  2. ↑ حنان قرقوتي، رعاية اليتيم في الإسلام، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 34-36. بتصرّف.
  3. ↑ يمنى زكريا (26-4-2017)، “التعامل مع اليتيم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.
  4. ↑ رواه الزرقاني ، في مختصر المقاصد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1207، حسن.
  5. ↑ “تعريف اليتم”، www.islamweb.net، 31-7-2002، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  6. ↑ محمود بن أحمد أبو مسلم، تحفة اليتيم واللقيط، صفحة 6-7. بتصرّف.
  7. ^ أ ب سورة النساء، آية: 36.
  8. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  9. ↑ عبدالله بن ناصر بن عبدالله السدحان، فضل كفالة اليتيم، السعودية: ، صفحة 15. بتصرّف.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6005 ، صحيح.
  11. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن مالك أو ابن مالك، الصفحة أو الرقم: 3/314 ، إسناده حسن.
  12. ↑ أبي عبدالعزيز منير الجزائري (2017)، الثواب العظيم في كفالة اليتيم (الطبعة الأولى)، الجزائر: دار الفرقان للنشر والتوزيع، صفحة 14-18. بتصرّف.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5353، صحيح.
  14. ↑ لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2786، جزء 8. بتصرّف.
  15. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  16. ↑ سورة الإسراء، آية: 34.
  17. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان، دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 3-4، جزء 28. بتصرّف.
  18. ↑ سورة النساء، آية: 10.
  19. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  20. ↑ عبد الحميد السحيباني، اليتيم، الرياض: دار القاسم، صفحة 10-11.
  21. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/315، إسناده حسن.
  22. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان ، دروس للشيخ محمد حسان ، صفحة 5، جزء 28. بتصرّف.
  23. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6857 ، صحيح.
  24. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2636، صحيح.
  25. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  26. ↑ “تعريف و معنى الموبقات في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.

27 مارس، 2021
0 0 5 دقائق

مقالات ذات صلة

صورة فضائل سورة الكهف يوم الجمعة

فضائل سورة الكهف يوم الجمعة

19 فبراير، 2021
صورة جديد حق الله وحق الرسول

جديد حق الله وحق الرسول

19 فبراير، 2021
صورة جديد كيف تؤدى سجدة التلاوة

جديد كيف تؤدى سجدة التلاوة

16 مارس، 2021
صورة جديد كيفية صلاة الجنازة

جديد كيفية صلاة الجنازة

7 أبريل، 2021

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

كيفيّة معاملة اليتيم

أرشد الإسلام إلى مُعاملة اليتيم بالحُسنى، وذلك بالنهي عن قَهره، وكَسر خاطره، وإكرامه، والرَّفْع من شأنه، والتلطُّف به، وحماية حقوقه، وعدم أكل ماله عُدواناً وظُلماً، والحرص على إطعامه حال الرخاء، وحال المجاعة أيضاً؛ لِما نزل به قوله -تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)؛[١] والذي قال في تفسيره بعض المُفسّرين كابن عباس -رضي الله عنه- ومُجاهد إنّه يعني إطعامهم الطعام الذي يُحبّونه.[٢]

والإحسان إلى اليتيم، والاهتمام به من الأُمور المطلوبة التي حَثّ عليها الإسلام، ويكون ذلك بالعطف عليه، وتعليمه النظام، والانضباط، مع تكليف مَن يعتني به، ويكون مسؤولاً عنه، وعن تصرُّفاته، بالإضافة إلى تحديد بعض القواعد داخل أُسرته، ومَدحه حال التزامه بالسلوكيّات الإيجابيّة، وتجاهُل السلوكيّات السلبيّة إذا لم يكن فيها خَطر أو ضَرر عليه أو على غيره، مع ضرورة تنبيهه على عدم تكرارها، إلى جانب مَلء وقته، وتوجيهه إلى إفراغ طاقته في كلّ ما من شأنه أن يكون مُفيداً، والتصرُّف معه بحِكمة عند عناده، وعدم الإقدام على معاقبته، وإعطاؤه حَقّه من الاهتمام، والرعاية، وعدم مُقارنته بغيره، أو السُّخرية منه، أو تخويفه، مع مُتابعته فيما يُشاهده، والخروج معه إلى الأماكن المفتوحة؛ لِما في ذلك من مُساعدة له على الانطلاق، وكثرة الدُّعاء له بالصلاح والهداية، وإلحاقه ببعض الرياضات المُناسبة له، ولعُمره، وتعليمه بعض الروتين اليوميّ، كموعد النوم أو الطعام؛ لِما في ذلك من تخفيف للصِّدام بينه وبين الشخص المسؤول عنه.[٣]

تعريف اليتيم

يُعرَّف اليتيم بأنّه: من فَقَد أباه وهو صغير قبل أن يبلغ الحلم؛ إذ إنّه يظلّ يتيماً حتى يبلغ؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا يُتم بعدَ احتلامٍ)؛[٤] فالصغير بعد البلوغ لا يُطلَق عليه لفظ اليتيم،[٥] وله في الإسلام حالتان، هما:[٦]

  • الحالة الأولى: وفاة الوالد، وتركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة ترعاه أُمّه، أو أحد أقاربه؛ ليحفظ له ماله، ولا يقربَه إلّا بالمعروف، ويُؤدّيه إليه عند بلوغه، أو تمييزه.
  • الحالة الثانية: وفاة الوالد وعدم تركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة تُنفِق عليه أُمّه، أو أحد أقاربه من باب التكافُل والتعاون؛ قال -تعالى-: (وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ)،[٧] واليتيم تجوز عليه الزكاة؛ لكونه فقيراً أو مسكيناً.

فضل كفالة اليتيم

أولى الإسلام اليتيم أهميّةً كبيرة؛ سواء من حيث التربية، أو المُعاملة، أو الرعاية؛ ليكون عُنصراً إيجابيّاً في مُجتمعه، ويضمن له العيش بكرامة، وقد وردت هذه الأهميّة في العديد من الآيات، كقوله -تعالى-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)؛[٨] وذلك كي لا يشعر بالوحدة، أو النقص عن باقي أفراد المُجتمع، فيكون عُنصراً هادماً للمجتمع،[٩]لكفالة اليتيم العديد من الفضائل، وبيانها فيما يأتي:

  • كفالة اليتيم سبب للقرُب من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى)،[١٠] كما أنّ ذلك سبب لدخول الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ن ضمَّ يتيمًا بين مسلمَيْن في طعامِه وشرابِه حتَّى يستغنيَ عنه وجبت له الجنَّةُ).[١١][١٢]
  • كافل اليتيم له أجر المُجاهد في سبيل الله -تعالى-؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ)؛[١٣] واليتيم يكون مسكيناً في أغلب الأحوال.[١٤]

عناية القرآن الكريم باليتيم

اهتمّ القُرآن في العديد من آياته باليتيم، ورَفَع من شأنه في جميع النواحي؛ سواء من الناحية المادّية، أو النفسيّة؛ وذلك مُراعاةً لظروفه من فَقْد أبيه، وهذا الاهتمام كان منذ بداية نزول الوحي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يتيماً؛ وهو تشريف وتكريم لكلّ يتيم، وقد أمر الله -تعالى- بالإحسان إليه، وعدم قَهْره، فقال: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)،[١٥] كما أمر الله -تعالى- المسؤول عنه بعدم تبذير أمواله، والحفاظ عليها، ورَدّها إليه عند بُلوغه، وإشهاد الناس على ذلك؛ ليكون بريء الذمّة، بالإضافة إلى أنّه أمره بالاستعفاف عن أموال اليتامى الذين يرعاهم؛ فقال: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)،[١٦] وممّا يؤكّد اهتمام القُرآن باليتيم أنّ الله -تعالى- قَرَن عبادته بالإحسان إليهم؛ بقوله: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ).[٧][١٧] وقد حَذّر الله -تعالى- من أَخْذ أموالهم بغير وجه حَقّ؛ فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَاكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَاكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).[١٨][١٩]

عناية السنّة النبويّة باليتيم

اهتمّت السُنّة النبويّة باليتيم في الكثير من الأحاديث؛ من خلال التحذير من أكل أمواله، وبيان عُلوّ منزلة مَن يقوم عليه، وعلى رعايته، ورعاية شؤونه،[٢٠] وهي مُرافقة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة التي هي أفضل منازل الآخرة، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ امرأة تُسرع خلف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ لتدخل معه الجنّة يوم القيامة، فيسألها من أنتِ، فتقول له: (أنا امرأةٌ قعدت على أيتامٍ لي)،[٢١][٢٢] وقد جاء التحذير من أكل أموالهم، وعَدّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من السبع المُوبِقات؛ وهي الكبائر من الذنوب المُهلِكة؛ فقال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟) -وذكر منهنّ- (أَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ)،[٢٣] ومِمّا يُؤكّد على تغليظ ذلك دعاء النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالإثم والحَرج على مَن يُضيّع ويأكل حقوق اليتيم؛ فقال: (إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ ، والمرأةُ).[٢٤][٢٥][٢٦]

المراجع

  1. ↑ سورة الإنسان، آية: 8.
  2. ↑ حنان قرقوتي، رعاية اليتيم في الإسلام، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 34-36. بتصرّف.
  3. ↑ يمنى زكريا (26-4-2017)، “التعامل مع اليتيم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.
  4. ↑ رواه الزرقاني ، في مختصر المقاصد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1207، حسن.
  5. ↑ “تعريف اليتم”، www.islamweb.net، 31-7-2002، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  6. ↑ محمود بن أحمد أبو مسلم، تحفة اليتيم واللقيط، صفحة 6-7. بتصرّف.
  7. ^ أ ب سورة النساء، آية: 36.
  8. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  9. ↑ عبدالله بن ناصر بن عبدالله السدحان، فضل كفالة اليتيم، السعودية: ، صفحة 15. بتصرّف.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6005 ، صحيح.
  11. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن مالك أو ابن مالك، الصفحة أو الرقم: 3/314 ، إسناده حسن.
  12. ↑ أبي عبدالعزيز منير الجزائري (2017)، الثواب العظيم في كفالة اليتيم (الطبعة الأولى)، الجزائر: دار الفرقان للنشر والتوزيع، صفحة 14-18. بتصرّف.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5353، صحيح.
  14. ↑ لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2786، جزء 8. بتصرّف.
  15. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  16. ↑ سورة الإسراء، آية: 34.
  17. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان، دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 3-4، جزء 28. بتصرّف.
  18. ↑ سورة النساء، آية: 10.
  19. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  20. ↑ عبد الحميد السحيباني، اليتيم، الرياض: دار القاسم، صفحة 10-11.
  21. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/315، إسناده حسن.
  22. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان ، دروس للشيخ محمد حسان ، صفحة 5، جزء 28. بتصرّف.
  23. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6857 ، صحيح.
  24. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2636، صحيح.
  25. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  26. ↑ “تعريف و معنى الموبقات في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.

25 مارس، 2021
0 0 5 دقائق

مقالات ذات صلة

صورة جديد ما أهمية الدعاء

جديد ما أهمية الدعاء

1 مارس، 2021
صورة جديد صيام يوم الجمعة والسبت

جديد صيام يوم الجمعة والسبت

26 فبراير، 2021
صورة فضائل قيام الليل في رمضان

فضائل قيام الليل في رمضان

8 أكتوبر، 2021
صورة جديد كيف تكون مع الله دائماً

جديد كيف تكون مع الله دائماً

10 مارس، 2021

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

كيفيّة معاملة اليتيم

أرشد الإسلام إلى مُعاملة اليتيم بالحُسنى، وذلك بالنهي عن قَهره، وكَسر خاطره، وإكرامه، والرَّفْع من شأنه، والتلطُّف به، وحماية حقوقه، وعدم أكل ماله عُدواناً وظُلماً، والحرص على إطعامه حال الرخاء، وحال المجاعة أيضاً؛ لِما نزل به قوله -تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)؛[١] والذي قال في تفسيره بعض المُفسّرين كابن عباس -رضي الله عنه- ومُجاهد إنّه يعني إطعامهم الطعام الذي يُحبّونه.[٢]

والإحسان إلى اليتيم، والاهتمام به من الأُمور المطلوبة التي حَثّ عليها الإسلام، ويكون ذلك بالعطف عليه، وتعليمه النظام، والانضباط، مع تكليف مَن يعتني به، ويكون مسؤولاً عنه، وعن تصرُّفاته، بالإضافة إلى تحديد بعض القواعد داخل أُسرته، ومَدحه حال التزامه بالسلوكيّات الإيجابيّة، وتجاهُل السلوكيّات السلبيّة إذا لم يكن فيها خَطر أو ضَرر عليه أو على غيره، مع ضرورة تنبيهه على عدم تكرارها، إلى جانب مَلء وقته، وتوجيهه إلى إفراغ طاقته في كلّ ما من شأنه أن يكون مُفيداً، والتصرُّف معه بحِكمة عند عناده، وعدم الإقدام على معاقبته، وإعطاؤه حَقّه من الاهتمام، والرعاية، وعدم مُقارنته بغيره، أو السُّخرية منه، أو تخويفه، مع مُتابعته فيما يُشاهده، والخروج معه إلى الأماكن المفتوحة؛ لِما في ذلك من مُساعدة له على الانطلاق، وكثرة الدُّعاء له بالصلاح والهداية، وإلحاقه ببعض الرياضات المُناسبة له، ولعُمره، وتعليمه بعض الروتين اليوميّ، كموعد النوم أو الطعام؛ لِما في ذلك من تخفيف للصِّدام بينه وبين الشخص المسؤول عنه.[٣]

تعريف اليتيم

يُعرَّف اليتيم بأنّه: من فَقَد أباه وهو صغير قبل أن يبلغ الحلم؛ إذ إنّه يظلّ يتيماً حتى يبلغ؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا يُتم بعدَ احتلامٍ)؛[٤] فالصغير بعد البلوغ لا يُطلَق عليه لفظ اليتيم،[٥] وله في الإسلام حالتان، هما:[٦]

  • الحالة الأولى: وفاة الوالد، وتركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة ترعاه أُمّه، أو أحد أقاربه؛ ليحفظ له ماله، ولا يقربَه إلّا بالمعروف، ويُؤدّيه إليه عند بلوغه، أو تمييزه.
  • الحالة الثانية: وفاة الوالد وعدم تركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة تُنفِق عليه أُمّه، أو أحد أقاربه من باب التكافُل والتعاون؛ قال -تعالى-: (وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ)،[٧] واليتيم تجوز عليه الزكاة؛ لكونه فقيراً أو مسكيناً.

فضل كفالة اليتيم

أولى الإسلام اليتيم أهميّةً كبيرة؛ سواء من حيث التربية، أو المُعاملة، أو الرعاية؛ ليكون عُنصراً إيجابيّاً في مُجتمعه، ويضمن له العيش بكرامة، وقد وردت هذه الأهميّة في العديد من الآيات، كقوله -تعالى-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)؛[٨] وذلك كي لا يشعر بالوحدة، أو النقص عن باقي أفراد المُجتمع، فيكون عُنصراً هادماً للمجتمع،[٩]لكفالة اليتيم العديد من الفضائل، وبيانها فيما يأتي:

  • كفالة اليتيم سبب للقرُب من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى)،[١٠] كما أنّ ذلك سبب لدخول الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ن ضمَّ يتيمًا بين مسلمَيْن في طعامِه وشرابِه حتَّى يستغنيَ عنه وجبت له الجنَّةُ).[١١][١٢]
  • كافل اليتيم له أجر المُجاهد في سبيل الله -تعالى-؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ)؛[١٣] واليتيم يكون مسكيناً في أغلب الأحوال.[١٤]

عناية القرآن الكريم باليتيم

اهتمّ القُرآن في العديد من آياته باليتيم، ورَفَع من شأنه في جميع النواحي؛ سواء من الناحية المادّية، أو النفسيّة؛ وذلك مُراعاةً لظروفه من فَقْد أبيه، وهذا الاهتمام كان منذ بداية نزول الوحي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يتيماً؛ وهو تشريف وتكريم لكلّ يتيم، وقد أمر الله -تعالى- بالإحسان إليه، وعدم قَهْره، فقال: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)،[١٥] كما أمر الله -تعالى- المسؤول عنه بعدم تبذير أمواله، والحفاظ عليها، ورَدّها إليه عند بُلوغه، وإشهاد الناس على ذلك؛ ليكون بريء الذمّة، بالإضافة إلى أنّه أمره بالاستعفاف عن أموال اليتامى الذين يرعاهم؛ فقال: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)،[١٦] وممّا يؤكّد اهتمام القُرآن باليتيم أنّ الله -تعالى- قَرَن عبادته بالإحسان إليهم؛ بقوله: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ).[٧][١٧] وقد حَذّر الله -تعالى- من أَخْذ أموالهم بغير وجه حَقّ؛ فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَاكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَاكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).[١٨][١٩]

عناية السنّة النبويّة باليتيم

اهتمّت السُنّة النبويّة باليتيم في الكثير من الأحاديث؛ من خلال التحذير من أكل أمواله، وبيان عُلوّ منزلة مَن يقوم عليه، وعلى رعايته، ورعاية شؤونه،[٢٠] وهي مُرافقة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة التي هي أفضل منازل الآخرة، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ امرأة تُسرع خلف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ لتدخل معه الجنّة يوم القيامة، فيسألها من أنتِ، فتقول له: (أنا امرأةٌ قعدت على أيتامٍ لي)،[٢١][٢٢] وقد جاء التحذير من أكل أموالهم، وعَدّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من السبع المُوبِقات؛ وهي الكبائر من الذنوب المُهلِكة؛ فقال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟) -وذكر منهنّ- (أَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ)،[٢٣] ومِمّا يُؤكّد على تغليظ ذلك دعاء النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالإثم والحَرج على مَن يُضيّع ويأكل حقوق اليتيم؛ فقال: (إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ ، والمرأةُ).[٢٤][٢٥][٢٦]

المراجع

  1. ↑ سورة الإنسان، آية: 8.
  2. ↑ حنان قرقوتي، رعاية اليتيم في الإسلام، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 34-36. بتصرّف.
  3. ↑ يمنى زكريا (26-4-2017)، “التعامل مع اليتيم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.
  4. ↑ رواه الزرقاني ، في مختصر المقاصد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1207، حسن.
  5. ↑ “تعريف اليتم”، www.islamweb.net، 31-7-2002، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  6. ↑ محمود بن أحمد أبو مسلم، تحفة اليتيم واللقيط، صفحة 6-7. بتصرّف.
  7. ^ أ ب سورة النساء، آية: 36.
  8. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  9. ↑ عبدالله بن ناصر بن عبدالله السدحان، فضل كفالة اليتيم، السعودية: ، صفحة 15. بتصرّف.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6005 ، صحيح.
  11. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن مالك أو ابن مالك، الصفحة أو الرقم: 3/314 ، إسناده حسن.
  12. ↑ أبي عبدالعزيز منير الجزائري (2017)، الثواب العظيم في كفالة اليتيم (الطبعة الأولى)، الجزائر: دار الفرقان للنشر والتوزيع، صفحة 14-18. بتصرّف.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5353، صحيح.
  14. ↑ لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2786، جزء 8. بتصرّف.
  15. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  16. ↑ سورة الإسراء، آية: 34.
  17. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان، دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 3-4، جزء 28. بتصرّف.
  18. ↑ سورة النساء، آية: 10.
  19. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  20. ↑ عبد الحميد السحيباني، اليتيم، الرياض: دار القاسم، صفحة 10-11.
  21. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/315، إسناده حسن.
  22. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان ، دروس للشيخ محمد حسان ، صفحة 5، جزء 28. بتصرّف.
  23. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6857 ، صحيح.
  24. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2636، صحيح.
  25. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  26. ↑ “تعريف و معنى الموبقات في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.

25 مارس، 2021
0 0 5 دقائق

مقالات ذات صلة

صورة جديد وسائل الثبات على الإسلام

جديد وسائل الثبات على الإسلام

4 أبريل، 2021
صورة جديد موضوع عن طاعة الله

جديد موضوع عن طاعة الله

17 مارس، 2021
صورة جديد وسائل الثبات على الإسلام

جديد وسائل الثبات على الإسلام

3 أبريل، 2021
صورة جديد ما هي أفضل الأعمال في شهر رمضان

جديد ما هي أفضل الأعمال في شهر رمضان

11 أبريل، 2021

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

كيفيّة معاملة اليتيم

أرشد الإسلام إلى مُعاملة اليتيم بالحُسنى، وذلك بالنهي عن قَهره، وكَسر خاطره، وإكرامه، والرَّفْع من شأنه، والتلطُّف به، وحماية حقوقه، وعدم أكل ماله عُدواناً وظُلماً، والحرص على إطعامه حال الرخاء، وحال المجاعة أيضاً؛ لِما نزل به قوله -تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)؛[١] والذي قال في تفسيره بعض المُفسّرين كابن عباس -رضي الله عنه- ومُجاهد إنّه يعني إطعامهم الطعام الذي يُحبّونه.[٢]

والإحسان إلى اليتيم، والاهتمام به من الأُمور المطلوبة التي حَثّ عليها الإسلام، ويكون ذلك بالعطف عليه، وتعليمه النظام، والانضباط، مع تكليف مَن يعتني به، ويكون مسؤولاً عنه، وعن تصرُّفاته، بالإضافة إلى تحديد بعض القواعد داخل أُسرته، ومَدحه حال التزامه بالسلوكيّات الإيجابيّة، وتجاهُل السلوكيّات السلبيّة إذا لم يكن فيها خَطر أو ضَرر عليه أو على غيره، مع ضرورة تنبيهه على عدم تكرارها، إلى جانب مَلء وقته، وتوجيهه إلى إفراغ طاقته في كلّ ما من شأنه أن يكون مُفيداً، والتصرُّف معه بحِكمة عند عناده، وعدم الإقدام على معاقبته، وإعطاؤه حَقّه من الاهتمام، والرعاية، وعدم مُقارنته بغيره، أو السُّخرية منه، أو تخويفه، مع مُتابعته فيما يُشاهده، والخروج معه إلى الأماكن المفتوحة؛ لِما في ذلك من مُساعدة له على الانطلاق، وكثرة الدُّعاء له بالصلاح والهداية، وإلحاقه ببعض الرياضات المُناسبة له، ولعُمره، وتعليمه بعض الروتين اليوميّ، كموعد النوم أو الطعام؛ لِما في ذلك من تخفيف للصِّدام بينه وبين الشخص المسؤول عنه.[٣]

تعريف اليتيم

يُعرَّف اليتيم بأنّه: من فَقَد أباه وهو صغير قبل أن يبلغ الحلم؛ إذ إنّه يظلّ يتيماً حتى يبلغ؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا يُتم بعدَ احتلامٍ)؛[٤] فالصغير بعد البلوغ لا يُطلَق عليه لفظ اليتيم،[٥] وله في الإسلام حالتان، هما:[٦]

  • الحالة الأولى: وفاة الوالد، وتركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة ترعاه أُمّه، أو أحد أقاربه؛ ليحفظ له ماله، ولا يقربَه إلّا بالمعروف، ويُؤدّيه إليه عند بلوغه، أو تمييزه.
  • الحالة الثانية: وفاة الوالد وعدم تركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة تُنفِق عليه أُمّه، أو أحد أقاربه من باب التكافُل والتعاون؛ قال -تعالى-: (وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ)،[٧] واليتيم تجوز عليه الزكاة؛ لكونه فقيراً أو مسكيناً.

فضل كفالة اليتيم

أولى الإسلام اليتيم أهميّةً كبيرة؛ سواء من حيث التربية، أو المُعاملة، أو الرعاية؛ ليكون عُنصراً إيجابيّاً في مُجتمعه، ويضمن له العيش بكرامة، وقد وردت هذه الأهميّة في العديد من الآيات، كقوله -تعالى-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)؛[٨] وذلك كي لا يشعر بالوحدة، أو النقص عن باقي أفراد المُجتمع، فيكون عُنصراً هادماً للمجتمع،[٩]لكفالة اليتيم العديد من الفضائل، وبيانها فيما يأتي:

  • كفالة اليتيم سبب للقرُب من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى)،[١٠] كما أنّ ذلك سبب لدخول الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ن ضمَّ يتيمًا بين مسلمَيْن في طعامِه وشرابِه حتَّى يستغنيَ عنه وجبت له الجنَّةُ).[١١][١٢]
  • كافل اليتيم له أجر المُجاهد في سبيل الله -تعالى-؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ)؛[١٣] واليتيم يكون مسكيناً في أغلب الأحوال.[١٤]

عناية القرآن الكريم باليتيم

اهتمّ القُرآن في العديد من آياته باليتيم، ورَفَع من شأنه في جميع النواحي؛ سواء من الناحية المادّية، أو النفسيّة؛ وذلك مُراعاةً لظروفه من فَقْد أبيه، وهذا الاهتمام كان منذ بداية نزول الوحي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يتيماً؛ وهو تشريف وتكريم لكلّ يتيم، وقد أمر الله -تعالى- بالإحسان إليه، وعدم قَهْره، فقال: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)،[١٥] كما أمر الله -تعالى- المسؤول عنه بعدم تبذير أمواله، والحفاظ عليها، ورَدّها إليه عند بُلوغه، وإشهاد الناس على ذلك؛ ليكون بريء الذمّة، بالإضافة إلى أنّه أمره بالاستعفاف عن أموال اليتامى الذين يرعاهم؛ فقال: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)،[١٦] وممّا يؤكّد اهتمام القُرآن باليتيم أنّ الله -تعالى- قَرَن عبادته بالإحسان إليهم؛ بقوله: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ).[٧][١٧] وقد حَذّر الله -تعالى- من أَخْذ أموالهم بغير وجه حَقّ؛ فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَاكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَاكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).[١٨][١٩]

عناية السنّة النبويّة باليتيم

اهتمّت السُنّة النبويّة باليتيم في الكثير من الأحاديث؛ من خلال التحذير من أكل أمواله، وبيان عُلوّ منزلة مَن يقوم عليه، وعلى رعايته، ورعاية شؤونه،[٢٠] وهي مُرافقة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة التي هي أفضل منازل الآخرة، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ امرأة تُسرع خلف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ لتدخل معه الجنّة يوم القيامة، فيسألها من أنتِ، فتقول له: (أنا امرأةٌ قعدت على أيتامٍ لي)،[٢١][٢٢] وقد جاء التحذير من أكل أموالهم، وعَدّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من السبع المُوبِقات؛ وهي الكبائر من الذنوب المُهلِكة؛ فقال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟) -وذكر منهنّ- (أَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ)،[٢٣] ومِمّا يُؤكّد على تغليظ ذلك دعاء النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالإثم والحَرج على مَن يُضيّع ويأكل حقوق اليتيم؛ فقال: (إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ ، والمرأةُ).[٢٤][٢٥][٢٦]

المراجع

  1. ↑ سورة الإنسان، آية: 8.
  2. ↑ حنان قرقوتي، رعاية اليتيم في الإسلام، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 34-36. بتصرّف.
  3. ↑ يمنى زكريا (26-4-2017)، “التعامل مع اليتيم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.
  4. ↑ رواه الزرقاني ، في مختصر المقاصد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1207، حسن.
  5. ↑ “تعريف اليتم”، www.islamweb.net، 31-7-2002، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  6. ↑ محمود بن أحمد أبو مسلم، تحفة اليتيم واللقيط، صفحة 6-7. بتصرّف.
  7. ^ أ ب سورة النساء، آية: 36.
  8. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  9. ↑ عبدالله بن ناصر بن عبدالله السدحان، فضل كفالة اليتيم، السعودية: ، صفحة 15. بتصرّف.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6005 ، صحيح.
  11. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن مالك أو ابن مالك، الصفحة أو الرقم: 3/314 ، إسناده حسن.
  12. ↑ أبي عبدالعزيز منير الجزائري (2017)، الثواب العظيم في كفالة اليتيم (الطبعة الأولى)، الجزائر: دار الفرقان للنشر والتوزيع، صفحة 14-18. بتصرّف.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5353، صحيح.
  14. ↑ لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2786، جزء 8. بتصرّف.
  15. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  16. ↑ سورة الإسراء، آية: 34.
  17. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان، دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 3-4، جزء 28. بتصرّف.
  18. ↑ سورة النساء، آية: 10.
  19. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  20. ↑ عبد الحميد السحيباني، اليتيم، الرياض: دار القاسم، صفحة 10-11.
  21. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/315، إسناده حسن.
  22. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان ، دروس للشيخ محمد حسان ، صفحة 5، جزء 28. بتصرّف.
  23. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6857 ، صحيح.
  24. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2636، صحيح.
  25. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  26. ↑ “تعريف و معنى الموبقات في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.

20 مارس، 2021
0 1 5 دقائق

مقالات ذات صلة

صورة جديد كم مقدار كفارة الصيام

جديد كم مقدار كفارة الصيام

8 أبريل، 2021
صورة جديد كيف تؤدى سجدة التلاوة

جديد كيف تؤدى سجدة التلاوة

10 أبريل، 2021
صورة جديد ثواب عمل الخير

جديد ثواب عمل الخير

20 فبراير، 2021
صورة تكبيرات عيد الاضحى

تكبيرات عيد الاضحى

13 أبريل، 2021

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

كيفيّة معاملة اليتيم

أرشد الإسلام إلى مُعاملة اليتيم بالحُسنى، وذلك بالنهي عن قَهره، وكَسر خاطره، وإكرامه، والرَّفْع من شأنه، والتلطُّف به، وحماية حقوقه، وعدم أكل ماله عُدواناً وظُلماً، والحرص على إطعامه حال الرخاء، وحال المجاعة أيضاً؛ لِما نزل به قوله -تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)؛[١] والذي قال في تفسيره بعض المُفسّرين كابن عباس -رضي الله عنه- ومُجاهد إنّه يعني إطعامهم الطعام الذي يُحبّونه.[٢]

والإحسان إلى اليتيم، والاهتمام به من الأُمور المطلوبة التي حَثّ عليها الإسلام، ويكون ذلك بالعطف عليه، وتعليمه النظام، والانضباط، مع تكليف مَن يعتني به، ويكون مسؤولاً عنه، وعن تصرُّفاته، بالإضافة إلى تحديد بعض القواعد داخل أُسرته، ومَدحه حال التزامه بالسلوكيّات الإيجابيّة، وتجاهُل السلوكيّات السلبيّة إذا لم يكن فيها خَطر أو ضَرر عليه أو على غيره، مع ضرورة تنبيهه على عدم تكرارها، إلى جانب مَلء وقته، وتوجيهه إلى إفراغ طاقته في كلّ ما من شأنه أن يكون مُفيداً، والتصرُّف معه بحِكمة عند عناده، وعدم الإقدام على معاقبته، وإعطاؤه حَقّه من الاهتمام، والرعاية، وعدم مُقارنته بغيره، أو السُّخرية منه، أو تخويفه، مع مُتابعته فيما يُشاهده، والخروج معه إلى الأماكن المفتوحة؛ لِما في ذلك من مُساعدة له على الانطلاق، وكثرة الدُّعاء له بالصلاح والهداية، وإلحاقه ببعض الرياضات المُناسبة له، ولعُمره، وتعليمه بعض الروتين اليوميّ، كموعد النوم أو الطعام؛ لِما في ذلك من تخفيف للصِّدام بينه وبين الشخص المسؤول عنه.[٣]

تعريف اليتيم

يُعرَّف اليتيم بأنّه: من فَقَد أباه وهو صغير قبل أن يبلغ الحلم؛ إذ إنّه يظلّ يتيماً حتى يبلغ؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا يُتم بعدَ احتلامٍ)؛[٤] فالصغير بعد البلوغ لا يُطلَق عليه لفظ اليتيم،[٥] وله في الإسلام حالتان، هما:[٦]

  • الحالة الأولى: وفاة الوالد، وتركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة ترعاه أُمّه، أو أحد أقاربه؛ ليحفظ له ماله، ولا يقربَه إلّا بالمعروف، ويُؤدّيه إليه عند بلوغه، أو تمييزه.
  • الحالة الثانية: وفاة الوالد وعدم تركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة تُنفِق عليه أُمّه، أو أحد أقاربه من باب التكافُل والتعاون؛ قال -تعالى-: (وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ)،[٧] واليتيم تجوز عليه الزكاة؛ لكونه فقيراً أو مسكيناً.

فضل كفالة اليتيم

أولى الإسلام اليتيم أهميّةً كبيرة؛ سواء من حيث التربية، أو المُعاملة، أو الرعاية؛ ليكون عُنصراً إيجابيّاً في مُجتمعه، ويضمن له العيش بكرامة، وقد وردت هذه الأهميّة في العديد من الآيات، كقوله -تعالى-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)؛[٨] وذلك كي لا يشعر بالوحدة، أو النقص عن باقي أفراد المُجتمع، فيكون عُنصراً هادماً للمجتمع،[٩]لكفالة اليتيم العديد من الفضائل، وبيانها فيما يأتي:

  • كفالة اليتيم سبب للقرُب من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى)،[١٠] كما أنّ ذلك سبب لدخول الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ن ضمَّ يتيمًا بين مسلمَيْن في طعامِه وشرابِه حتَّى يستغنيَ عنه وجبت له الجنَّةُ).[١١][١٢]
  • كافل اليتيم له أجر المُجاهد في سبيل الله -تعالى-؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ)؛[١٣] واليتيم يكون مسكيناً في أغلب الأحوال.[١٤]

عناية القرآن الكريم باليتيم

اهتمّ القُرآن في العديد من آياته باليتيم، ورَفَع من شأنه في جميع النواحي؛ سواء من الناحية المادّية، أو النفسيّة؛ وذلك مُراعاةً لظروفه من فَقْد أبيه، وهذا الاهتمام كان منذ بداية نزول الوحي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يتيماً؛ وهو تشريف وتكريم لكلّ يتيم، وقد أمر الله -تعالى- بالإحسان إليه، وعدم قَهْره، فقال: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)،[١٥] كما أمر الله -تعالى- المسؤول عنه بعدم تبذير أمواله، والحفاظ عليها، ورَدّها إليه عند بُلوغه، وإشهاد الناس على ذلك؛ ليكون بريء الذمّة، بالإضافة إلى أنّه أمره بالاستعفاف عن أموال اليتامى الذين يرعاهم؛ فقال: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)،[١٦] وممّا يؤكّد اهتمام القُرآن باليتيم أنّ الله -تعالى- قَرَن عبادته بالإحسان إليهم؛ بقوله: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ).[٧][١٧] وقد حَذّر الله -تعالى- من أَخْذ أموالهم بغير وجه حَقّ؛ فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَاكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَاكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).[١٨][١٩]

عناية السنّة النبويّة باليتيم

اهتمّت السُنّة النبويّة باليتيم في الكثير من الأحاديث؛ من خلال التحذير من أكل أمواله، وبيان عُلوّ منزلة مَن يقوم عليه، وعلى رعايته، ورعاية شؤونه،[٢٠] وهي مُرافقة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة التي هي أفضل منازل الآخرة، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ امرأة تُسرع خلف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ لتدخل معه الجنّة يوم القيامة، فيسألها من أنتِ، فتقول له: (أنا امرأةٌ قعدت على أيتامٍ لي)،[٢١][٢٢] وقد جاء التحذير من أكل أموالهم، وعَدّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من السبع المُوبِقات؛ وهي الكبائر من الذنوب المُهلِكة؛ فقال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟) -وذكر منهنّ- (أَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ)،[٢٣] ومِمّا يُؤكّد على تغليظ ذلك دعاء النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالإثم والحَرج على مَن يُضيّع ويأكل حقوق اليتيم؛ فقال: (إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ ، والمرأةُ).[٢٤][٢٥][٢٦]

المراجع

  1. ↑ سورة الإنسان، آية: 8.
  2. ↑ حنان قرقوتي، رعاية اليتيم في الإسلام، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 34-36. بتصرّف.
  3. ↑ يمنى زكريا (26-4-2017)، “التعامل مع اليتيم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.
  4. ↑ رواه الزرقاني ، في مختصر المقاصد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1207، حسن.
  5. ↑ “تعريف اليتم”، www.islamweb.net، 31-7-2002، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  6. ↑ محمود بن أحمد أبو مسلم، تحفة اليتيم واللقيط، صفحة 6-7. بتصرّف.
  7. ^ أ ب سورة النساء، آية: 36.
  8. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  9. ↑ عبدالله بن ناصر بن عبدالله السدحان، فضل كفالة اليتيم، السعودية: ، صفحة 15. بتصرّف.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6005 ، صحيح.
  11. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن مالك أو ابن مالك، الصفحة أو الرقم: 3/314 ، إسناده حسن.
  12. ↑ أبي عبدالعزيز منير الجزائري (2017)، الثواب العظيم في كفالة اليتيم (الطبعة الأولى)، الجزائر: دار الفرقان للنشر والتوزيع، صفحة 14-18. بتصرّف.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5353، صحيح.
  14. ↑ لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2786، جزء 8. بتصرّف.
  15. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  16. ↑ سورة الإسراء، آية: 34.
  17. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان، دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 3-4، جزء 28. بتصرّف.
  18. ↑ سورة النساء، آية: 10.
  19. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  20. ↑ عبد الحميد السحيباني، اليتيم، الرياض: دار القاسم، صفحة 10-11.
  21. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/315، إسناده حسن.
  22. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان ، دروس للشيخ محمد حسان ، صفحة 5، جزء 28. بتصرّف.
  23. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6857 ، صحيح.
  24. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2636، صحيح.
  25. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  26. ↑ “تعريف و معنى الموبقات في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.

17 مارس، 2021
0 0 5 دقائق

مقالات ذات صلة

صورة جديد بحث عن أركان الإسلام

جديد بحث عن أركان الإسلام

25 فبراير، 2021
صورة جديد علامات قبول العمل في رمضان

جديد علامات قبول العمل في رمضان

23 فبراير، 2021
صورة صيام يوم الجمعة والسبت

صيام يوم الجمعة والسبت

13 أبريل، 2021
صورة فضل قيام الليل في العشر الآواخر من رمضان

فضل قيام الليل في العشر الآواخر من رمضان

14 أبريل، 2021

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

كيفيّة معاملة اليتيم

أرشد الإسلام إلى مُعاملة اليتيم بالحُسنى، وذلك بالنهي عن قَهره، وكَسر خاطره، وإكرامه، والرَّفْع من شأنه، والتلطُّف به، وحماية حقوقه، وعدم أكل ماله عُدواناً وظُلماً، والحرص على إطعامه حال الرخاء، وحال المجاعة أيضاً؛ لِما نزل به قوله -تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)؛[١] والذي قال في تفسيره بعض المُفسّرين كابن عباس -رضي الله عنه- ومُجاهد إنّه يعني إطعامهم الطعام الذي يُحبّونه.[٢]

والإحسان إلى اليتيم، والاهتمام به من الأُمور المطلوبة التي حَثّ عليها الإسلام، ويكون ذلك بالعطف عليه، وتعليمه النظام، والانضباط، مع تكليف مَن يعتني به، ويكون مسؤولاً عنه، وعن تصرُّفاته، بالإضافة إلى تحديد بعض القواعد داخل أُسرته، ومَدحه حال التزامه بالسلوكيّات الإيجابيّة، وتجاهُل السلوكيّات السلبيّة إذا لم يكن فيها خَطر أو ضَرر عليه أو على غيره، مع ضرورة تنبيهه على عدم تكرارها، إلى جانب مَلء وقته، وتوجيهه إلى إفراغ طاقته في كلّ ما من شأنه أن يكون مُفيداً، والتصرُّف معه بحِكمة عند عناده، وعدم الإقدام على معاقبته، وإعطاؤه حَقّه من الاهتمام، والرعاية، وعدم مُقارنته بغيره، أو السُّخرية منه، أو تخويفه، مع مُتابعته فيما يُشاهده، والخروج معه إلى الأماكن المفتوحة؛ لِما في ذلك من مُساعدة له على الانطلاق، وكثرة الدُّعاء له بالصلاح والهداية، وإلحاقه ببعض الرياضات المُناسبة له، ولعُمره، وتعليمه بعض الروتين اليوميّ، كموعد النوم أو الطعام؛ لِما في ذلك من تخفيف للصِّدام بينه وبين الشخص المسؤول عنه.[٣]

تعريف اليتيم

يُعرَّف اليتيم بأنّه: من فَقَد أباه وهو صغير قبل أن يبلغ الحلم؛ إذ إنّه يظلّ يتيماً حتى يبلغ؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا يُتم بعدَ احتلامٍ)؛[٤] فالصغير بعد البلوغ لا يُطلَق عليه لفظ اليتيم،[٥] وله في الإسلام حالتان، هما:[٦]

  • الحالة الأولى: وفاة الوالد، وتركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة ترعاه أُمّه، أو أحد أقاربه؛ ليحفظ له ماله، ولا يقربَه إلّا بالمعروف، ويُؤدّيه إليه عند بلوغه، أو تمييزه.
  • الحالة الثانية: وفاة الوالد وعدم تركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة تُنفِق عليه أُمّه، أو أحد أقاربه من باب التكافُل والتعاون؛ قال -تعالى-: (وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ)،[٧] واليتيم تجوز عليه الزكاة؛ لكونه فقيراً أو مسكيناً.

فضل كفالة اليتيم

أولى الإسلام اليتيم أهميّةً كبيرة؛ سواء من حيث التربية، أو المُعاملة، أو الرعاية؛ ليكون عُنصراً إيجابيّاً في مُجتمعه، ويضمن له العيش بكرامة، وقد وردت هذه الأهميّة في العديد من الآيات، كقوله -تعالى-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)؛[٨] وذلك كي لا يشعر بالوحدة، أو النقص عن باقي أفراد المُجتمع، فيكون عُنصراً هادماً للمجتمع،[٩]لكفالة اليتيم العديد من الفضائل، وبيانها فيما يأتي:

  • كفالة اليتيم سبب للقرُب من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى)،[١٠] كما أنّ ذلك سبب لدخول الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ن ضمَّ يتيمًا بين مسلمَيْن في طعامِه وشرابِه حتَّى يستغنيَ عنه وجبت له الجنَّةُ).[١١][١٢]
  • كافل اليتيم له أجر المُجاهد في سبيل الله -تعالى-؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ)؛[١٣] واليتيم يكون مسكيناً في أغلب الأحوال.[١٤]

عناية القرآن الكريم باليتيم

اهتمّ القُرآن في العديد من آياته باليتيم، ورَفَع من شأنه في جميع النواحي؛ سواء من الناحية المادّية، أو النفسيّة؛ وذلك مُراعاةً لظروفه من فَقْد أبيه، وهذا الاهتمام كان منذ بداية نزول الوحي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يتيماً؛ وهو تشريف وتكريم لكلّ يتيم، وقد أمر الله -تعالى- بالإحسان إليه، وعدم قَهْره، فقال: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)،[١٥] كما أمر الله -تعالى- المسؤول عنه بعدم تبذير أمواله، والحفاظ عليها، ورَدّها إليه عند بُلوغه، وإشهاد الناس على ذلك؛ ليكون بريء الذمّة، بالإضافة إلى أنّه أمره بالاستعفاف عن أموال اليتامى الذين يرعاهم؛ فقال: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)،[١٦] وممّا يؤكّد اهتمام القُرآن باليتيم أنّ الله -تعالى- قَرَن عبادته بالإحسان إليهم؛ بقوله: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ).[٧][١٧] وقد حَذّر الله -تعالى- من أَخْذ أموالهم بغير وجه حَقّ؛ فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَاكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَاكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).[١٨][١٩]

عناية السنّة النبويّة باليتيم

اهتمّت السُنّة النبويّة باليتيم في الكثير من الأحاديث؛ من خلال التحذير من أكل أمواله، وبيان عُلوّ منزلة مَن يقوم عليه، وعلى رعايته، ورعاية شؤونه،[٢٠] وهي مُرافقة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة التي هي أفضل منازل الآخرة، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ امرأة تُسرع خلف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ لتدخل معه الجنّة يوم القيامة، فيسألها من أنتِ، فتقول له: (أنا امرأةٌ قعدت على أيتامٍ لي)،[٢١][٢٢] وقد جاء التحذير من أكل أموالهم، وعَدّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من السبع المُوبِقات؛ وهي الكبائر من الذنوب المُهلِكة؛ فقال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟) -وذكر منهنّ- (أَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ)،[٢٣] ومِمّا يُؤكّد على تغليظ ذلك دعاء النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالإثم والحَرج على مَن يُضيّع ويأكل حقوق اليتيم؛ فقال: (إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ ، والمرأةُ).[٢٤][٢٥][٢٦]

المراجع

  1. ↑ سورة الإنسان، آية: 8.
  2. ↑ حنان قرقوتي، رعاية اليتيم في الإسلام، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 34-36. بتصرّف.
  3. ↑ يمنى زكريا (26-4-2017)، “التعامل مع اليتيم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.
  4. ↑ رواه الزرقاني ، في مختصر المقاصد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1207، حسن.
  5. ↑ “تعريف اليتم”، www.islamweb.net، 31-7-2002، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  6. ↑ محمود بن أحمد أبو مسلم، تحفة اليتيم واللقيط، صفحة 6-7. بتصرّف.
  7. ^ أ ب سورة النساء، آية: 36.
  8. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  9. ↑ عبدالله بن ناصر بن عبدالله السدحان، فضل كفالة اليتيم، السعودية: ، صفحة 15. بتصرّف.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6005 ، صحيح.
  11. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن مالك أو ابن مالك، الصفحة أو الرقم: 3/314 ، إسناده حسن.
  12. ↑ أبي عبدالعزيز منير الجزائري (2017)، الثواب العظيم في كفالة اليتيم (الطبعة الأولى)، الجزائر: دار الفرقان للنشر والتوزيع، صفحة 14-18. بتصرّف.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5353، صحيح.
  14. ↑ لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2786، جزء 8. بتصرّف.
  15. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  16. ↑ سورة الإسراء، آية: 34.
  17. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان، دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 3-4، جزء 28. بتصرّف.
  18. ↑ سورة النساء، آية: 10.
  19. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  20. ↑ عبد الحميد السحيباني، اليتيم، الرياض: دار القاسم، صفحة 10-11.
  21. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/315، إسناده حسن.
  22. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان ، دروس للشيخ محمد حسان ، صفحة 5، جزء 28. بتصرّف.
  23. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6857 ، صحيح.
  24. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2636، صحيح.
  25. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  26. ↑ “تعريف و معنى الموبقات في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.

4 مارس، 2021
0 1 5 دقائق

مقالات ذات صلة

صورة جديد ما هي أفضل الأعمال في يوم عرفة

جديد ما هي أفضل الأعمال في يوم عرفة

26 مارس، 2021
صورة حب العمل في الإسلام

حب العمل في الإسلام

5 سبتمبر، 2021
صورة جديد كيف يكون حب الرسول

جديد كيف يكون حب الرسول

19 فبراير، 2021
صورة طريقة الدعوة للإسلام

طريقة الدعوة للإسلام

8 سبتمبر، 2023

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

كيفيّة معاملة اليتيم

أرشد الإسلام إلى مُعاملة اليتيم بالحُسنى، وذلك بالنهي عن قَهره، وكَسر خاطره، وإكرامه، والرَّفْع من شأنه، والتلطُّف به، وحماية حقوقه، وعدم أكل ماله عُدواناً وظُلماً، والحرص على إطعامه حال الرخاء، وحال المجاعة أيضاً؛ لِما نزل به قوله -تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)؛[١] والذي قال في تفسيره بعض المُفسّرين كابن عباس -رضي الله عنه- ومُجاهد إنّه يعني إطعامهم الطعام الذي يُحبّونه.[٢]

والإحسان إلى اليتيم، والاهتمام به من الأُمور المطلوبة التي حَثّ عليها الإسلام، ويكون ذلك بالعطف عليه، وتعليمه النظام، والانضباط، مع تكليف مَن يعتني به، ويكون مسؤولاً عنه، وعن تصرُّفاته، بالإضافة إلى تحديد بعض القواعد داخل أُسرته، ومَدحه حال التزامه بالسلوكيّات الإيجابيّة، وتجاهُل السلوكيّات السلبيّة إذا لم يكن فيها خَطر أو ضَرر عليه أو على غيره، مع ضرورة تنبيهه على عدم تكرارها، إلى جانب مَلء وقته، وتوجيهه إلى إفراغ طاقته في كلّ ما من شأنه أن يكون مُفيداً، والتصرُّف معه بحِكمة عند عناده، وعدم الإقدام على معاقبته، وإعطاؤه حَقّه من الاهتمام، والرعاية، وعدم مُقارنته بغيره، أو السُّخرية منه، أو تخويفه، مع مُتابعته فيما يُشاهده، والخروج معه إلى الأماكن المفتوحة؛ لِما في ذلك من مُساعدة له على الانطلاق، وكثرة الدُّعاء له بالصلاح والهداية، وإلحاقه ببعض الرياضات المُناسبة له، ولعُمره، وتعليمه بعض الروتين اليوميّ، كموعد النوم أو الطعام؛ لِما في ذلك من تخفيف للصِّدام بينه وبين الشخص المسؤول عنه.[٣]

تعريف اليتيم

يُعرَّف اليتيم بأنّه: من فَقَد أباه وهو صغير قبل أن يبلغ الحلم؛ إذ إنّه يظلّ يتيماً حتى يبلغ؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا يُتم بعدَ احتلامٍ)؛[٤] فالصغير بعد البلوغ لا يُطلَق عليه لفظ اليتيم،[٥] وله في الإسلام حالتان، هما:[٦]

  • الحالة الأولى: وفاة الوالد، وتركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة ترعاه أُمّه، أو أحد أقاربه؛ ليحفظ له ماله، ولا يقربَه إلّا بالمعروف، ويُؤدّيه إليه عند بلوغه، أو تمييزه.
  • الحالة الثانية: وفاة الوالد وعدم تركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة تُنفِق عليه أُمّه، أو أحد أقاربه من باب التكافُل والتعاون؛ قال -تعالى-: (وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ)،[٧] واليتيم تجوز عليه الزكاة؛ لكونه فقيراً أو مسكيناً.

فضل كفالة اليتيم

أولى الإسلام اليتيم أهميّةً كبيرة؛ سواء من حيث التربية، أو المُعاملة، أو الرعاية؛ ليكون عُنصراً إيجابيّاً في مُجتمعه، ويضمن له العيش بكرامة، وقد وردت هذه الأهميّة في العديد من الآيات، كقوله -تعالى-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)؛[٨] وذلك كي لا يشعر بالوحدة، أو النقص عن باقي أفراد المُجتمع، فيكون عُنصراً هادماً للمجتمع،[٩]لكفالة اليتيم العديد من الفضائل، وبيانها فيما يأتي:

  • كفالة اليتيم سبب للقرُب من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى)،[١٠] كما أنّ ذلك سبب لدخول الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ن ضمَّ يتيمًا بين مسلمَيْن في طعامِه وشرابِه حتَّى يستغنيَ عنه وجبت له الجنَّةُ).[١١][١٢]
  • كافل اليتيم له أجر المُجاهد في سبيل الله -تعالى-؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ)؛[١٣] واليتيم يكون مسكيناً في أغلب الأحوال.[١٤]

عناية القرآن الكريم باليتيم

اهتمّ القُرآن في العديد من آياته باليتيم، ورَفَع من شأنه في جميع النواحي؛ سواء من الناحية المادّية، أو النفسيّة؛ وذلك مُراعاةً لظروفه من فَقْد أبيه، وهذا الاهتمام كان منذ بداية نزول الوحي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يتيماً؛ وهو تشريف وتكريم لكلّ يتيم، وقد أمر الله -تعالى- بالإحسان إليه، وعدم قَهْره، فقال: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)،[١٥] كما أمر الله -تعالى- المسؤول عنه بعدم تبذير أمواله، والحفاظ عليها، ورَدّها إليه عند بُلوغه، وإشهاد الناس على ذلك؛ ليكون بريء الذمّة، بالإضافة إلى أنّه أمره بالاستعفاف عن أموال اليتامى الذين يرعاهم؛ فقال: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)،[١٦] وممّا يؤكّد اهتمام القُرآن باليتيم أنّ الله -تعالى- قَرَن عبادته بالإحسان إليهم؛ بقوله: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ).[٧][١٧] وقد حَذّر الله -تعالى- من أَخْذ أموالهم بغير وجه حَقّ؛ فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَاكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَاكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).[١٨][١٩]

عناية السنّة النبويّة باليتيم

اهتمّت السُنّة النبويّة باليتيم في الكثير من الأحاديث؛ من خلال التحذير من أكل أمواله، وبيان عُلوّ منزلة مَن يقوم عليه، وعلى رعايته، ورعاية شؤونه،[٢٠] وهي مُرافقة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة التي هي أفضل منازل الآخرة، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ امرأة تُسرع خلف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ لتدخل معه الجنّة يوم القيامة، فيسألها من أنتِ، فتقول له: (أنا امرأةٌ قعدت على أيتامٍ لي)،[٢١][٢٢] وقد جاء التحذير من أكل أموالهم، وعَدّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من السبع المُوبِقات؛ وهي الكبائر من الذنوب المُهلِكة؛ فقال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟) -وذكر منهنّ- (أَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ)،[٢٣] ومِمّا يُؤكّد على تغليظ ذلك دعاء النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالإثم والحَرج على مَن يُضيّع ويأكل حقوق اليتيم؛ فقال: (إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ ، والمرأةُ).[٢٤][٢٥][٢٦]

المراجع

  1. ↑ سورة الإنسان، آية: 8.
  2. ↑ حنان قرقوتي، رعاية اليتيم في الإسلام، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 34-36. بتصرّف.
  3. ↑ يمنى زكريا (26-4-2017)، “التعامل مع اليتيم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.
  4. ↑ رواه الزرقاني ، في مختصر المقاصد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1207، حسن.
  5. ↑ “تعريف اليتم”، www.islamweb.net، 31-7-2002، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  6. ↑ محمود بن أحمد أبو مسلم، تحفة اليتيم واللقيط، صفحة 6-7. بتصرّف.
  7. ^ أ ب سورة النساء، آية: 36.
  8. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  9. ↑ عبدالله بن ناصر بن عبدالله السدحان، فضل كفالة اليتيم، السعودية: ، صفحة 15. بتصرّف.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6005 ، صحيح.
  11. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن مالك أو ابن مالك، الصفحة أو الرقم: 3/314 ، إسناده حسن.
  12. ↑ أبي عبدالعزيز منير الجزائري (2017)، الثواب العظيم في كفالة اليتيم (الطبعة الأولى)، الجزائر: دار الفرقان للنشر والتوزيع، صفحة 14-18. بتصرّف.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5353، صحيح.
  14. ↑ لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2786، جزء 8. بتصرّف.
  15. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  16. ↑ سورة الإسراء، آية: 34.
  17. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان، دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 3-4، جزء 28. بتصرّف.
  18. ↑ سورة النساء، آية: 10.
  19. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  20. ↑ عبد الحميد السحيباني، اليتيم، الرياض: دار القاسم، صفحة 10-11.
  21. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/315، إسناده حسن.
  22. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان ، دروس للشيخ محمد حسان ، صفحة 5، جزء 28. بتصرّف.
  23. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6857 ، صحيح.
  24. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2636، صحيح.
  25. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  26. ↑ “تعريف و معنى الموبقات في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.

3 مارس، 2021
0 0 5 دقائق

مقالات ذات صلة

صورة جديد شروط التوبة الصادقة

جديد شروط التوبة الصادقة

7 أبريل، 2021
صورة جديد تحية المسجد الحرام

جديد تحية المسجد الحرام

12 مارس، 2021
صورة جديد كم مقدار كفارة الصيام

جديد كم مقدار كفارة الصيام

3 أبريل، 2021
صورة جديد كيفية اداء سجدة الشكر

جديد كيفية اداء سجدة الشكر

20 فبراير، 2021

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

كيفيّة معاملة اليتيم

أرشد الإسلام إلى مُعاملة اليتيم بالحُسنى، وذلك بالنهي عن قَهره، وكَسر خاطره، وإكرامه، والرَّفْع من شأنه، والتلطُّف به، وحماية حقوقه، وعدم أكل ماله عُدواناً وظُلماً، والحرص على إطعامه حال الرخاء، وحال المجاعة أيضاً؛ لِما نزل به قوله -تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)؛[١] والذي قال في تفسيره بعض المُفسّرين كابن عباس -رضي الله عنه- ومُجاهد إنّه يعني إطعامهم الطعام الذي يُحبّونه.[٢]

والإحسان إلى اليتيم، والاهتمام به من الأُمور المطلوبة التي حَثّ عليها الإسلام، ويكون ذلك بالعطف عليه، وتعليمه النظام، والانضباط، مع تكليف مَن يعتني به، ويكون مسؤولاً عنه، وعن تصرُّفاته، بالإضافة إلى تحديد بعض القواعد داخل أُسرته، ومَدحه حال التزامه بالسلوكيّات الإيجابيّة، وتجاهُل السلوكيّات السلبيّة إذا لم يكن فيها خَطر أو ضَرر عليه أو على غيره، مع ضرورة تنبيهه على عدم تكرارها، إلى جانب مَلء وقته، وتوجيهه إلى إفراغ طاقته في كلّ ما من شأنه أن يكون مُفيداً، والتصرُّف معه بحِكمة عند عناده، وعدم الإقدام على معاقبته، وإعطاؤه حَقّه من الاهتمام، والرعاية، وعدم مُقارنته بغيره، أو السُّخرية منه، أو تخويفه، مع مُتابعته فيما يُشاهده، والخروج معه إلى الأماكن المفتوحة؛ لِما في ذلك من مُساعدة له على الانطلاق، وكثرة الدُّعاء له بالصلاح والهداية، وإلحاقه ببعض الرياضات المُناسبة له، ولعُمره، وتعليمه بعض الروتين اليوميّ، كموعد النوم أو الطعام؛ لِما في ذلك من تخفيف للصِّدام بينه وبين الشخص المسؤول عنه.[٣]

تعريف اليتيم

يُعرَّف اليتيم بأنّه: من فَقَد أباه وهو صغير قبل أن يبلغ الحلم؛ إذ إنّه يظلّ يتيماً حتى يبلغ؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا يُتم بعدَ احتلامٍ)؛[٤] فالصغير بعد البلوغ لا يُطلَق عليه لفظ اليتيم،[٥] وله في الإسلام حالتان، هما:[٦]

  • الحالة الأولى: وفاة الوالد، وتركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة ترعاه أُمّه، أو أحد أقاربه؛ ليحفظ له ماله، ولا يقربَه إلّا بالمعروف، ويُؤدّيه إليه عند بلوغه، أو تمييزه.
  • الحالة الثانية: وفاة الوالد وعدم تركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة تُنفِق عليه أُمّه، أو أحد أقاربه من باب التكافُل والتعاون؛ قال -تعالى-: (وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ)،[٧] واليتيم تجوز عليه الزكاة؛ لكونه فقيراً أو مسكيناً.

فضل كفالة اليتيم

أولى الإسلام اليتيم أهميّةً كبيرة؛ سواء من حيث التربية، أو المُعاملة، أو الرعاية؛ ليكون عُنصراً إيجابيّاً في مُجتمعه، ويضمن له العيش بكرامة، وقد وردت هذه الأهميّة في العديد من الآيات، كقوله -تعالى-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)؛[٨] وذلك كي لا يشعر بالوحدة، أو النقص عن باقي أفراد المُجتمع، فيكون عُنصراً هادماً للمجتمع،[٩]لكفالة اليتيم العديد من الفضائل، وبيانها فيما يأتي:

  • كفالة اليتيم سبب للقرُب من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى)،[١٠] كما أنّ ذلك سبب لدخول الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ن ضمَّ يتيمًا بين مسلمَيْن في طعامِه وشرابِه حتَّى يستغنيَ عنه وجبت له الجنَّةُ).[١١][١٢]
  • كافل اليتيم له أجر المُجاهد في سبيل الله -تعالى-؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ)؛[١٣] واليتيم يكون مسكيناً في أغلب الأحوال.[١٤]

عناية القرآن الكريم باليتيم

اهتمّ القُرآن في العديد من آياته باليتيم، ورَفَع من شأنه في جميع النواحي؛ سواء من الناحية المادّية، أو النفسيّة؛ وذلك مُراعاةً لظروفه من فَقْد أبيه، وهذا الاهتمام كان منذ بداية نزول الوحي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يتيماً؛ وهو تشريف وتكريم لكلّ يتيم، وقد أمر الله -تعالى- بالإحسان إليه، وعدم قَهْره، فقال: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)،[١٥] كما أمر الله -تعالى- المسؤول عنه بعدم تبذير أمواله، والحفاظ عليها، ورَدّها إليه عند بُلوغه، وإشهاد الناس على ذلك؛ ليكون بريء الذمّة، بالإضافة إلى أنّه أمره بالاستعفاف عن أموال اليتامى الذين يرعاهم؛ فقال: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)،[١٦] وممّا يؤكّد اهتمام القُرآن باليتيم أنّ الله -تعالى- قَرَن عبادته بالإحسان إليهم؛ بقوله: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ).[٧][١٧] وقد حَذّر الله -تعالى- من أَخْذ أموالهم بغير وجه حَقّ؛ فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَاكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَاكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).[١٨][١٩]

عناية السنّة النبويّة باليتيم

اهتمّت السُنّة النبويّة باليتيم في الكثير من الأحاديث؛ من خلال التحذير من أكل أمواله، وبيان عُلوّ منزلة مَن يقوم عليه، وعلى رعايته، ورعاية شؤونه،[٢٠] وهي مُرافقة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة التي هي أفضل منازل الآخرة، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ امرأة تُسرع خلف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ لتدخل معه الجنّة يوم القيامة، فيسألها من أنتِ، فتقول له: (أنا امرأةٌ قعدت على أيتامٍ لي)،[٢١][٢٢] وقد جاء التحذير من أكل أموالهم، وعَدّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من السبع المُوبِقات؛ وهي الكبائر من الذنوب المُهلِكة؛ فقال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟) -وذكر منهنّ- (أَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ)،[٢٣] ومِمّا يُؤكّد على تغليظ ذلك دعاء النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالإثم والحَرج على مَن يُضيّع ويأكل حقوق اليتيم؛ فقال: (إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ ، والمرأةُ).[٢٤][٢٥][٢٦]

المراجع

  1. ↑ سورة الإنسان، آية: 8.
  2. ↑ حنان قرقوتي، رعاية اليتيم في الإسلام، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 34-36. بتصرّف.
  3. ↑ يمنى زكريا (26-4-2017)، “التعامل مع اليتيم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.
  4. ↑ رواه الزرقاني ، في مختصر المقاصد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1207، حسن.
  5. ↑ “تعريف اليتم”، www.islamweb.net، 31-7-2002، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  6. ↑ محمود بن أحمد أبو مسلم، تحفة اليتيم واللقيط، صفحة 6-7. بتصرّف.
  7. ^ أ ب سورة النساء، آية: 36.
  8. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  9. ↑ عبدالله بن ناصر بن عبدالله السدحان، فضل كفالة اليتيم، السعودية: ، صفحة 15. بتصرّف.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6005 ، صحيح.
  11. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن مالك أو ابن مالك، الصفحة أو الرقم: 3/314 ، إسناده حسن.
  12. ↑ أبي عبدالعزيز منير الجزائري (2017)، الثواب العظيم في كفالة اليتيم (الطبعة الأولى)، الجزائر: دار الفرقان للنشر والتوزيع، صفحة 14-18. بتصرّف.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5353، صحيح.
  14. ↑ لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2786، جزء 8. بتصرّف.
  15. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  16. ↑ سورة الإسراء، آية: 34.
  17. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان، دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 3-4، جزء 28. بتصرّف.
  18. ↑ سورة النساء، آية: 10.
  19. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  20. ↑ عبد الحميد السحيباني، اليتيم، الرياض: دار القاسم، صفحة 10-11.
  21. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/315، إسناده حسن.
  22. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان ، دروس للشيخ محمد حسان ، صفحة 5، جزء 28. بتصرّف.
  23. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6857 ، صحيح.
  24. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2636، صحيح.
  25. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  26. ↑ “تعريف و معنى الموبقات في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.

3 مارس، 2021
0 0 5 دقائق

مقالات ذات صلة

صورة طرق كفالة اليتيم

طرق كفالة اليتيم

23 أبريل، 2021
صورة جديد تكبيرات عيد الاضحى

جديد تكبيرات عيد الاضحى

20 مارس، 2021
صورة جديد وسائل الثبات على الإسلام

جديد وسائل الثبات على الإسلام

25 مارس، 2021
صورة جديد ما فوائد صيام الاثنين والخميس

جديد ما فوائد صيام الاثنين والخميس

28 فبراير، 2021

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

كيفيّة معاملة اليتيم

أرشد الإسلام إلى مُعاملة اليتيم بالحُسنى، وذلك بالنهي عن قَهره، وكَسر خاطره، وإكرامه، والرَّفْع من شأنه، والتلطُّف به، وحماية حقوقه، وعدم أكل ماله عُدواناً وظُلماً، والحرص على إطعامه حال الرخاء، وحال المجاعة أيضاً؛ لِما نزل به قوله -تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)؛[١] والذي قال في تفسيره بعض المُفسّرين كابن عباس -رضي الله عنه- ومُجاهد إنّه يعني إطعامهم الطعام الذي يُحبّونه.[٢]

والإحسان إلى اليتيم، والاهتمام به من الأُمور المطلوبة التي حَثّ عليها الإسلام، ويكون ذلك بالعطف عليه، وتعليمه النظام، والانضباط، مع تكليف مَن يعتني به، ويكون مسؤولاً عنه، وعن تصرُّفاته، بالإضافة إلى تحديد بعض القواعد داخل أُسرته، ومَدحه حال التزامه بالسلوكيّات الإيجابيّة، وتجاهُل السلوكيّات السلبيّة إذا لم يكن فيها خَطر أو ضَرر عليه أو على غيره، مع ضرورة تنبيهه على عدم تكرارها، إلى جانب مَلء وقته، وتوجيهه إلى إفراغ طاقته في كلّ ما من شأنه أن يكون مُفيداً، والتصرُّف معه بحِكمة عند عناده، وعدم الإقدام على معاقبته، وإعطاؤه حَقّه من الاهتمام، والرعاية، وعدم مُقارنته بغيره، أو السُّخرية منه، أو تخويفه، مع مُتابعته فيما يُشاهده، والخروج معه إلى الأماكن المفتوحة؛ لِما في ذلك من مُساعدة له على الانطلاق، وكثرة الدُّعاء له بالصلاح والهداية، وإلحاقه ببعض الرياضات المُناسبة له، ولعُمره، وتعليمه بعض الروتين اليوميّ، كموعد النوم أو الطعام؛ لِما في ذلك من تخفيف للصِّدام بينه وبين الشخص المسؤول عنه.[٣]

تعريف اليتيم

يُعرَّف اليتيم بأنّه: من فَقَد أباه وهو صغير قبل أن يبلغ الحلم؛ إذ إنّه يظلّ يتيماً حتى يبلغ؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا يُتم بعدَ احتلامٍ)؛[٤] فالصغير بعد البلوغ لا يُطلَق عليه لفظ اليتيم،[٥] وله في الإسلام حالتان، هما:[٦]

  • الحالة الأولى: وفاة الوالد، وتركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة ترعاه أُمّه، أو أحد أقاربه؛ ليحفظ له ماله، ولا يقربَه إلّا بالمعروف، ويُؤدّيه إليه عند بلوغه، أو تمييزه.
  • الحالة الثانية: وفاة الوالد وعدم تركه مالاً لابنه؛ وفي هذه الحالة تُنفِق عليه أُمّه، أو أحد أقاربه من باب التكافُل والتعاون؛ قال -تعالى-: (وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِۦ شَيْـًٔا ۖ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ)،[٧] واليتيم تجوز عليه الزكاة؛ لكونه فقيراً أو مسكيناً.

فضل كفالة اليتيم

أولى الإسلام اليتيم أهميّةً كبيرة؛ سواء من حيث التربية، أو المُعاملة، أو الرعاية؛ ليكون عُنصراً إيجابيّاً في مُجتمعه، ويضمن له العيش بكرامة، وقد وردت هذه الأهميّة في العديد من الآيات، كقوله -تعالى-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)؛[٨] وذلك كي لا يشعر بالوحدة، أو النقص عن باقي أفراد المُجتمع، فيكون عُنصراً هادماً للمجتمع،[٩]لكفالة اليتيم العديد من الفضائل، وبيانها فيما يأتي:

  • كفالة اليتيم سبب للقرُب من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى)،[١٠] كما أنّ ذلك سبب لدخول الجنّة؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ن ضمَّ يتيمًا بين مسلمَيْن في طعامِه وشرابِه حتَّى يستغنيَ عنه وجبت له الجنَّةُ).[١١][١٢]
  • كافل اليتيم له أجر المُجاهد في سبيل الله -تعالى-؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ)؛[١٣] واليتيم يكون مسكيناً في أغلب الأحوال.[١٤]

عناية القرآن الكريم باليتيم

اهتمّ القُرآن في العديد من آياته باليتيم، ورَفَع من شأنه في جميع النواحي؛ سواء من الناحية المادّية، أو النفسيّة؛ وذلك مُراعاةً لظروفه من فَقْد أبيه، وهذا الاهتمام كان منذ بداية نزول الوحي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يتيماً؛ وهو تشريف وتكريم لكلّ يتيم، وقد أمر الله -تعالى- بالإحسان إليه، وعدم قَهْره، فقال: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)،[١٥] كما أمر الله -تعالى- المسؤول عنه بعدم تبذير أمواله، والحفاظ عليها، ورَدّها إليه عند بُلوغه، وإشهاد الناس على ذلك؛ ليكون بريء الذمّة، بالإضافة إلى أنّه أمره بالاستعفاف عن أموال اليتامى الذين يرعاهم؛ فقال: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)،[١٦] وممّا يؤكّد اهتمام القُرآن باليتيم أنّ الله -تعالى- قَرَن عبادته بالإحسان إليهم؛ بقوله: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ).[٧][١٧] وقد حَذّر الله -تعالى- من أَخْذ أموالهم بغير وجه حَقّ؛ فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَاكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَاكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).[١٨][١٩]

عناية السنّة النبويّة باليتيم

اهتمّت السُنّة النبويّة باليتيم في الكثير من الأحاديث؛ من خلال التحذير من أكل أمواله، وبيان عُلوّ منزلة مَن يقوم عليه، وعلى رعايته، ورعاية شؤونه،[٢٠] وهي مُرافقة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الجنّة التي هي أفضل منازل الآخرة، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ امرأة تُسرع خلف النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ لتدخل معه الجنّة يوم القيامة، فيسألها من أنتِ، فتقول له: (أنا امرأةٌ قعدت على أيتامٍ لي)،[٢١][٢٢] وقد جاء التحذير من أكل أموالهم، وعَدّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من السبع المُوبِقات؛ وهي الكبائر من الذنوب المُهلِكة؛ فقال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟) -وذكر منهنّ- (أَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ)،[٢٣] ومِمّا يُؤكّد على تغليظ ذلك دعاء النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالإثم والحَرج على مَن يُضيّع ويأكل حقوق اليتيم؛ فقال: (إِنَّي أُحَرِّجُ عليكم حقَّ الضعيفينِ : اليتيمُ ، والمرأةُ).[٢٤][٢٥][٢٦]

المراجع

  1. ↑ سورة الإنسان، آية: 8.
  2. ↑ حنان قرقوتي، رعاية اليتيم في الإسلام، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 34-36. بتصرّف.
  3. ↑ يمنى زكريا (26-4-2017)، “التعامل مع اليتيم”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.
  4. ↑ رواه الزرقاني ، في مختصر المقاصد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1207، حسن.
  5. ↑ “تعريف اليتم”، www.islamweb.net، 31-7-2002، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2020. بتصرّف.
  6. ↑ محمود بن أحمد أبو مسلم، تحفة اليتيم واللقيط، صفحة 6-7. بتصرّف.
  7. ^ أ ب سورة النساء، آية: 36.
  8. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  9. ↑ عبدالله بن ناصر بن عبدالله السدحان، فضل كفالة اليتيم، السعودية: ، صفحة 15. بتصرّف.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6005 ، صحيح.
  11. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن مالك أو ابن مالك، الصفحة أو الرقم: 3/314 ، إسناده حسن.
  12. ↑ أبي عبدالعزيز منير الجزائري (2017)، الثواب العظيم في كفالة اليتيم (الطبعة الأولى)، الجزائر: دار الفرقان للنشر والتوزيع، صفحة 14-18. بتصرّف.
  13. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5353، صحيح.
  14. ↑ لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2786، جزء 8. بتصرّف.
  15. ↑ سورة الضحى، آية: 9.
  16. ↑ سورة الإسراء، آية: 34.
  17. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان، دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 3-4، جزء 28. بتصرّف.
  18. ↑ سورة النساء، آية: 10.
  19. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  20. ↑ عبد الحميد السحيباني، اليتيم، الرياض: دار القاسم، صفحة 10-11.
  21. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/315، إسناده حسن.
  22. ↑ محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن حسان ، دروس للشيخ محمد حسان ، صفحة 5، جزء 28. بتصرّف.
  23. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6857 ، صحيح.
  24. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2636، صحيح.
  25. ↑ راشد بن حسين العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة الرابعة)، السعودية: دار الصميعي، صفحة 267. بتصرّف.
  26. ↑ “تعريف و معنى الموبقات في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.

23 فبراير، 2021
0 0 5 دقائق

مقالات ذات صلة

صورة جديد ما هي أفضل الأعمال في شهر رمضان

جديد ما هي أفضل الأعمال في شهر رمضان

2 مارس، 2021
صورة جديد كم مقدار كفارة الصيام

جديد كم مقدار كفارة الصيام

19 مارس، 2021
صورة جديد فضل قراءة القرآن في شهر رمضان

جديد فضل قراءة القرآن في شهر رمضان

9 أبريل، 2021
صورة جديد صلاة الضحى

جديد صلاة الضحى

8 أبريل، 2021

اترك تعليقاً

© حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   DMCA.com Protection Status
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock