محتويات
'); }
مكانة خالد بن الوليد قبل الإسلام
كان خالد بن الوليد من قريش؛ وتحديداً من قبيلة بني مخزوم، وهي القبيلة ذات النفوذ في المجتمع القرشي، وينتهي نسبه إلى مرّة بن كعب الجد السابع للرسول -عليه السلام-، وفيما يأتي ذكر لأهم المعلومات المتعلقة بمكانته في قومه قبل إسلامه:
نشأة خالد ومكانته في قومه
نشأ خالد بن الوليد بين شباب قومه، وكان أبوه ذا جاهٍ وعزٍّ وشرفٍ رفيع في قريش، وكغيره من أبناء أشراف قريش فقد تعلّم الفروسيّة في صغره، ولكنه تميّز بها أكثر من أقرانه.[١]
اشتهار خالد بالشجاعة والفروسية
كانت لخالد بن الوليد مكانة مميّزة بين شباب قريش، وكان يُعرف بالشجاعة، والإقدام، والحنكة، والذكاء، وخاصّة في فنون الفروسيّة وأساليبها؛ فقد كان خفيف الحركة في الكرّ والفرّ، وبذلك أثبت مكانته في المعارك والحروب التي خاضها، ممّا جعله من أفضل فرسان قريش على الإطلاق.[١]
'); }
قوة خالد الجسدية وحبه للخيل
كان خالد بن الوليد طويلاً قويّ البنية، وقد تمتّع بقوّة جسديّة مشابهة لتلك التي تمتّع بها عمر بن الخطاب، ممّا جعل الناس يخلطون بينهما كثيراً، كما كان لخالد القبة وأعنّة الخيل، والتي ورثها من أبيه الوليد من المغيرة.
والقبّة هي تلك الخيمة التي كانوا يجمعون فيها كلّ ما يخصّ الجيش من زاد وعتاد، أمّا أعنّة الخيل فهي: الخيول المقدّمة على خيول قريش في الحرب.[١]
كره خالد للإسلام قبل إسلامه
ورث خالد من أبيه أيضاً الكره الشديد للإسلام، وكان من أشدّ النّاس عداوة للرسول -عليه السلام- ولدعوته التي جاء بها، بل وكان ناقماً وحاقداً وشديد العداوة على كلّ من آمن معه، واتّبع دين الإسلام.
وكان خالد بن الوليد من أكثر أهل قريش حرصاً على قتال المسلمين وكسر شوكتهم، ولذلك نجده من أوائل المحاربين لهم في كلّ المعارك التي قاتلت فيها قريش ضد المسلمين.[١]
خالد بن الوليد في غزوة أحد
وضع رسول الله في غزوة أحد كتيبة من الصحابة على جبل الرماة، وكانت مهمتهم عدم السماح للمشركين بالالتفاف حول المسلمين، ولكن بعد أن انهزم المشركون في بداية المعركة بدأ الرماة بالنزول، ولم يتبقَ منهم إلا ثلاثة فقط وهم الذين رفضوا مخالفة أمر الرسول، فرأى خالد بن الوليد ذلك وسارع باقتحام الجبل وبدأ بالصعود إليه وقام بقتل الثلاثة الذين كانوا يحرسون المسلمين، وسيطر على الجبل.[٢]
ثم بدأ بالالتفات خلف جيش المسلمين، فتفاجئ المسلمون بذلك، وبدأ خالد يفتك في الصفوف الخلفية لجيش المسلمين، حتى انتبه المشركون الفارون بذلك فبدأوا بالتجمع.
واشتد الأمر على المسلمين، وكانت موقعة خسر فيها المسلمون قرابة سبعين من خيرة صحابة رسول الله، وكان لخالد بن الوليد الدور الأبرز في هذه الغزوة.[٢]
خالد بن الوليد في غزوة الخندق
كان الخندق الذي أمر رسول الله بحفره في غزوة الخندق يشكل حاجزاً مانعاً من اقتحام المدينة المنورة،[٣] إلا إن هناك عدداً من المشركين كانوا يحاولون أن يقفزوا فوق الخندق ويهجموا على المسلمين من مناطق ضيقة في الخندق، وكان منهم خالد بن الوليد؛ وذلك حين اختار مكاناً ضيقاً وبدأ بالهجوم على المسلمين الذين تفطنوا له.[٣]
وقام المسلمون بالإشتباك مع مجموعة خالد بالنبال وغيرها، حتى استطاعوا أن يصدوهم، ولكن أدى ذلك إلى استشهاد الصحابي الطفيل بن النعمان بسبب هذه المناوشة، وكانت هذه من المواقف التي أبرزت خالد كقائد فذ ولكنه للأسف كان في صفوف المشركين حينها.[٣]
خالد بن الوليد يوم الحديبية
قامت قريش بتوجيه جيش بقيادة خالد بن الوليد، وكانت مهمة هذا الجيش التصدي للرسول والصحابة -والذين كانوا متوجهين إلى مكة المكرمة لأداء العمرة- ولو بالقتال، فما كان من خالد إلا أن وقف في الطريق المؤدي إلى مكة، وقد جهز نفسه بالعتاد والرجال، منتظراً قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم.[٤]
وبعدها قطع خالد بن الوليد الطريق أمام المسلمين، ولم يكن رسول الله يرغب بالقتال مع قريش، إنما جاء معتمراً، فسأل رسول الله الصحابة إن كانوا يعرفون طريقاً آخر ليلتف به خلف جيش خالد فلا يشتبك معهم، فدله رجل من الصحابة، واستطاع بذلك أن يلتف ويبتعد عن مكان تجمع جيش المشركين، ولم يحصل قتال بين جيش خالد والمسلمين بفضل حنكة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.[٤]
إسلام خالد بن الوليد
حينما عاد النبي من عمرة القضاء بعد صلح الحديبية، رأى خالد جموع المسلمين وهي تدخل مكة ملبيةً ومكبرةً الله عز وجل، فتحرك الإسلام في قلبه وقال: “لقد استبان لكل ذي عقل أن محمداً ليس بساحر ولا شاعر، وأن كلامه من كلام رب العالمين”.
وقد كان لخالد بن الوليد أخ اسمه الوليد بن الوليد -رضي الله عنه-، وكان واحداً من الصحابة الذين دخلوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة للعمرة.[٥]
فعندما دخل الوليد بحث عن أخيه خالد بن الوليد ليخبره عن أمر الإسلام ولكن لم يجده، فكتب له كتاباً قال له فيه: “بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فإني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، وعقلك عقلك، ومثل الإسلام جهله أحد؟”.
ثم كتب كلاماً عجيباً بعد ذلك، قال: “وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك”، فكانت هذه الكلمات من أبلغ الكلمات أثراً في إسلام خالد بن الوليد -رضي الله عنه وأرضاه-.[٥]
وكان هذا واحداً من الأمور التي أدت إلى إسلام خالد بن الوليد، وقد كان إسلامه بالتحديد في شهر صفر من السنة الثامنة للهجرة؛ أي قبل فتح مكة بستة أشهر فقط.
وتجدر الإشارة إلى أن خالد بن الوليد كان يبلغ السابعة والأربعين من عمره لحظة إسلامه، أي أنه أسلم متأخراً، ومع ذلك كانت له صولات وجولات في نصرة الإسلام، وكان كثير الخلوة مع نفسه، ويتفكّر بما جاء به الدين الإسلاميّ، وقد لقبه النبي -عليه السلام- بسيف الله المسلول.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت ث محمد حسان، كتاب سلسلة مصابيح الهدى، صفحة 4. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد الخضري، نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 123. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمد بن أحمد باشميل، كتاب من معارك الإسلام الفاصلة موسوعة الغزوات الكبرى، صفحة 197. بتصرّف.
- ^ أ ب حافظ بن محمد حكمي، كتاب مرويات غزوة الحديبية جمع وتخريج ودراسة، صفحة 92-94. بتصرّف.
- ^ أ ب ت راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 13. بتصرّف.