كيف تكون صادقاً مع الله

'); }

كيف تكون صادقاً مع الله

ورد في القرآن الكريم آية شاملة تبين للمسلم كيف يكون صادقاً مع ربه؛ حيث قال الله -تعالى-: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).[١]

ومن الآية الكريمة يتضح لنا كيفية تحقيق الصدق مع الله -تعالى-، وذلك من خلال التمثل بأنواع الصدق الأربعة الآتية:[٢]

  • الصدق في الاعتقاد:

'); }

يكون الصدق في الاعتقاد من خلال تحقيق أركان الإيمان كاملة؛ الإيمان بالله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وأن يصدق بهم تصديقاً جازماً دون ريب أو شك.

  • الصدق في النوايا:

يكون الصدق في النوايا من خلال الإخلاص لله -سبحانه وتعالى- في كل الأقوال والأفعال، وأن يكون هدف العبد من أفعاله وأقواله تحقيق رضا الله -سبحانه وتعالى-، وأن يرغب في الجزاء منه تعالى دون سواه.

  • الصدق في الأقوال:

يكون الصدق في الأقوال من خلال مطابقة القول للواقع، والابتعاد عن الخداع أو التزييف، وأن يختار المسلم في أقواله الكلمات الطيبة ويبتعد عن الكلمات الضارة، وأن يشهد بالحق ويتجنب شهادة الزور.

  • الصدق في الأفعال:

يكون الصدق في الأفعال من خلال الالتزام بأوامر الله -سبحانه وتعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأن يصدق باطن المسلم ظاهره؛ فلا يظهر خلاف ما يبطن، ولا يطلب رضا الناس من أفعاله؛ بل يجعلها كلها خالصة لله -تبارك وتعالى-.

أهمية الصدق مع الله

حث الشرع الحنيف على العديد من الأخلاق والمكارم، وقد جاء الحث على الصدق في مقدمة هذه الفضائل؛ حيث إننا نجد الله -سبحانه وتعالى- يحث عباده على الصدق في العديد من الآيات الكريمة مثل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِين).[٣][٤]

كما حذر -سبحانه وتعالى- من الكذب ومخالفة الظاهر للباطن، وأن يقول الؤمن خلاف ما يفعل؛ قال الله -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).[٥][٤]

وقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى في أهمية الصدق مع الله: “ليس شيء أنفع للعبد من صدق ربه في جميع أموره، مع صدق العزيمة، فيصدقه في عزمه وفي فعله قال تعالى: (فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم)،[٦] فسعادته في صدق العزيمة وصدق الفعل ومن صدق الله في جميع أموره صنع له فوق ما يصنع لغيره”.[٧]

ثمرات الصدق مع الله

يوجد للصدق مع الله -سبحانه وتعالى- العديد من الفوائد التي تعود بالخير على صاحبها في الدنيا والآخرة، نبين هذه الفوائد على النحو الآتي:[٢]

  • تحقيق رضوان الله -سبحانه وتعالى-.
  • الوصول إلى منزلة الأبرار والأخيار والصديقين.
  • تحقيق الطمأنينة في القلب والنفس.
  • دخول الجنة.
  • إجابة الدعاء.
  • الأجر الكبير من الله -تعالى-.
  • الصادقون هم خيار الناس.

المراجع

  1. سورة البقرة، آية:177
  2. ^ أ ب أحمد عماري (14/12/2014)، “مكانة الصدق في الإسلام”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 29/5/2022. بتصرّف.
  3. سورة التوبة، آية:119
  4. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة جامعة أم القرى، صفحة 267. بتصرّف.
  5. سورة الصف، آية:2-3
  6. سورة محمد، آية:21
  7. “الصدق مع الله”، إسلام ويب، 14/6/2011، اطّلع عليه بتاريخ 29/5/2022. بتصرّف.
Exit mobile version