الأفاعي
الأفاعي حيوانات تنتمي إلى مجموعة الزواحف، وتتميّز بقوة أجسامها وحركتها السَّريعة بالرغم من عدم وجود أطراف لها، كما أنَّها تفتقد لوجود الأذن الخارجيّة والجفون. تتراوح أطوال الأفاعي من 10 سنتيمترات إلى 30 قدماً، أي 9.14 أمتار في بعض الأنواع ، وقد وُجدت أحافير لأفعى يصل طولها إلى 49 قدماً، أي 14.94 متراً. تستخدم الأفاعي لسانها للشم والتذوق، وحاسة الإبصار لديها ضعيفة ما عدا أفاعي الأشجار، إلا أنَّها تعوِّض ذلك بقدرتها الكبيرة على التقاط أبسط الاهتزازات من حولها، كما توجد بعض أنواع الأفاعي التي يمكنها الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء ورؤية الحرارة التي تنطلق من الحيوانات ذوات الدم الحار.[١][٢]
أمّا الأفاعي من ذوات الدم البارد فلا يمكنها تنظيم درجة حرارة جسمها لذلك تلجأ للبيات الشتوي عند اشتداد البرودة، وتنتشر الأفاعي في أماكن متنوعة من العالم، ما عدا القارة القطبية الجنوبية، وإيرلندا ونيوزلندة، بعض الأفاعي تعيش على الأشجار، أو تحت الأرض، أو على الأرض، أو في الماء. للأفاعي أهمية بيئيّة فهي تحافظ على توازن الطبيعة، وتكافح القوارض والحشرات التي تسبب أضراراً كبيرة للمحاصيل الزراعيّة، وتنقل الأمراض.[١][٢]
تزاوج الأفاعي
تختلف طرق التزاوج عند الأفاعي باختلاف أنواعها، وأماكن وجودها، فالأفاعي التي تعيش في المناطق المعتدلة مثل أفعى الرباط، والأناكوندا الخضراء تبدأ بالتزاوج فور خروجها من البيات الشِّتوي، حيث تكون فترات الدفء قصيرة، وتعلن الأنثى عن استعدادها للتزاوج بالروائح المميزة للفرمونات (pheromones) التي تفرزها، وعندما تشم الذكور الرائحة تبدأ بالتنافس للحصول على فرصة للتزاوج فتلتف حول الأنثى، وتشِّكل ما يُسمى بكرة التزاوج “mating ball” حتى يتمكن أحدها من التزاوج مع الأنثى.[٣]
معظم أنواع الأفاعي مثل أفعى الفئران، والأفعويات تتزاوج بطريقة مختلفة، فيبحث الذكر عن أنثى مستعدة للتزاوج متتبعاً رائحة الفرمونات التي تتركها على الأرض خلفها أثناء زحفها، وإذا وجد ذكراً آخر في الجوار يبدآن بالقتال غير العنيف للفوز بالأنثى، فيتقابل الذكران بوضعٍ رأسيّ، ويحاول كل منهما إبراز قوته، وإخضاع الآخر، ويفوز من يتمكن من إجبار الآخر على خفض رأسه، وبينما يبحث الخاسر عن فرصة أخرى للتزاوج، ويبدأ الفائز بمغازلة الأنثى لتشجيعها على التزاوج. ويوجد نوع من الأفاعي يُسمّى Brahminy blindsnakes وهي أفاعي تتمكن إناثها من التكاثر دون حاجة لوجود الذكر، فتنتج بيوضاً تنقسم بدون حدوث إخصاب، وتنتج أفاعي مماثلة لها تماماً.[٣]
تنفرد الأفاعي والسَّحالي بخاصية تشريحيّة، وهي وجود عضوان للتكاثر قضيبان عند الذكور، وكل عضو يستمد الحيوانات المنوية من إحدى الخصيتين دون حدوث اختلاط بين الحيوانات المنوية التي تنتجها الخصيتان، مما يُعطي الذكور فرصة ثانية لنقل دفعة جديدة من الحيوانات المنوية لأنثى جديدة إذا كان قد تزاوج مؤخراً، ويمكننا إدراك أهمية هذه الخاصية إذا علمنا أنَّ إناث الأفاعي يمكنها السيطرة على موعد حدوث الإخصاب بعد التزاوج، فيمكنها أن تتزاوج مع أكثر من ذكر وتخزِّن الحيوانات المنوية في جيوب خاصة في جهازها التناسليّ لفترة تصل إلى خمس سنوات أو أكثر دون استخدامها، ويمكنها انتقاء الحيوانات المنويّة التي تستخدمها لتخصيب بويضاتها، لذلك يمكن للأنثى أن تلد، أو تنتج صغاراً في المرة الواحدة من آباء مختلفين، لذلك ربما يتزاوج ذكر الأفعى مع العديد من الإناث دون أن يمتلك الفرصة ليصبح والداً لصغارها بسبب النوعية المتردية لحيواناته المنوية.[٤]
تكاثر الأفاعي
تقسم الأفاعي بالنسبة إلى طرق تكاثرها إلى ثلاثة أنواع وهي:[١][٥]
- أفاعي بيوضة (egg-laying): وهي التي تتكاثر بوضع البيض، تتخلى أغلب الأفاعي عن بيوضها فور وضعها، إلا أنَّ هناك بعض الأنواع مثل أنثى الكوبرا الملك التي تبقى قريبة من بيوضها لحمايتها، وأنثى أفعى الحفاث (python) التي تحضن البيوض، وتعمل على تدفئتها إلى أن تفقس، ثم تتركها.
- أفاعي بيوضة ولودة (Ovoviviparous): تُبقي هذه الأفاعي بيوضها داخل جسمها، ولا تخرجها إلا عند اقتراب موعد خروج الصغار منها، عند ذلك يكسر صغير الأفعى البيضة بأنيابه الحادة، ويخرج منها بعد أن يتغذى على المح، أو ما يُسمى بصفار البيضة.
- الأفاعي الولودة (viviparous): هي الأفاعي التي تلد صغاراً حية، في هذا النوع من الأفاعي يتغذى الجنين من خلال المشيمة، وكيس المح كما تفعل أجنة الثدييات المشيمية، ومن الأفاعي التي تتكاثر بهذه الطريقة الأفعى المجلجلة، والأصلة العاصرة، والأناكوندا الخضراء، من الجدير بالذكر أنَّ أسلوبَي التكاثر بالولادة، والاحتفاظ بالبيوض داخل جسم الأم يكثران في البيئات الباردة. وتتعرض صغار الأفاعي للكثير من المخاطر، وتموت أعداد كبيرة منها، فهي تُعتبر وجبة محتملة لكثير من الحيوانات المفترسة بما في ذلك الطيور، والثعالب، والسحالي.
تغذية الأفاعي
الأفاعي من آكلات اللحوم، فهي تتغذى على الأفاعي الأخرى، والثدييات الصغيرة، والضفادع، والأسماك، بالإضافة إلى بعض الأفاعي التي تتخصص بتناول البيض، خاصةً بيض الطيور، وتلفظ القشرة بعد تناول محتوياتها. تختلف الأفاعي بطريقة صيدها للفرائس، فبعضها ينتقل من مكان لآخر بحثاً عن فريسته، بينما تكمن الأفاعي الكبيرة مثل الأصلات، والأَفْعَوِيَّات بانتظار الفريسة، ولكنها قد تضطر للانتقال إن لم تُوفق بصيدها. تقتل الأفاعي فرائسها بطريقتين، بعض الأفاعي تعتصر الفريسة حتى تتوقف ضربات قلبها، ثم تلتهمها، وبعض الأفاعي تحقن فريستها بالسُّم الذي يشل حركتها، أو يقتلها، ثم تلتهمها، بعض الأفاعي الكوبرا الباصقة يُمكنها بصق السم لمسافة 6 أقدام. لا تمضغ الأفاعي فريستها بل تبتلعها كاملةً ابتداءً بالرأس وتثبتها بواسطة أسنانها التي يمكنها أن ترتد للخلف، تتمكن الأفاعي من التهام فرائس كبيرة الحجم بفضل التصميم المميز لعظام الفم التي تكون متصلة ببعضها البعض وبالجمجمة بطريقة مرنة، كما أنَّ عظمتَي الفك السُّفلي تتصلان بواسطة أربطة جلدية قابلة للتمدد، وتتمكن الأفعى من التنفس أثناء ابتلاعها لفريستها بفضل موقع فتحة القصبة الهوائيّة المتحركة في الجزء الأمامي أعلى الفم.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت “Snake”, New World Encyclopedia, Retrieved 29-4-2017. Edited.
- ^ أ ب “Facts about Snakes”, snake type , Retrieved 29-4-2017. Edited.
- ^ أ ب Joseph Castro (27-10-2014), “Animal Sex: How Snakes Do It”، LIVE SCIENCE, Retrieved 27-4-2017. Edited.
- ↑ Andrew Durso (19-3-2013), “Why do snakes have two penises”، snakes are long, Retrieved 29-4-2017.
- ↑ “SNAKE REPRODUCTION”, snake type , Retrieved 29-4-2017. Edited.
- ↑ “Snake”, San Diego Zoo , Retrieved 29-4-2017. Edited.