محتويات
نظرة عامة عن الزواحف
تنتمي الزواحف (بالإنجليزية: Reptiles) التي تضمّ أكثر من 8,700 نوع من السلاحف، والطراطرة، والسحالي، والأفاعي، والتماسيح إلى الفقاريات، وتتميّز بالحراشف التي تغطّي أجسادها، أو أجزاءً منها، إذ تتكوّن هذه الحراشف من نوع معيّن من البروتين، وتتشابه الزواحف في تركيب الأنظمة العصبية، والإفرازية، كما تمتلك خصائص مشتركة في طريقة الحركة، والتكاثر، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ تركيبها الجسدي يتميّز بالأطراف ذات الأصابع الخمسة، والجماجم المكوّنة من نتوء واحد في مؤخرة الرأس، ويجدر بالذكر أنّ طريقة تنفّس الزواحف تعتمد على استخدام الرئتين عوضاً عن الخياشيم، هذا ويتكوّن قلبها من ثلاث، أو أربع حجرات.[١][٢]
تُصنّف الكائنات الحيّة بحسب علماء الأحياء المتخصين وفقاً لنظامين، وهما: نظام لينيوس (بالإنجليزية: Linnaean) الذي أوجده العالم كارولوس لينيوس (بالإنجليزية: Carolus Linnaeus)، وتُصنّف فيه الكائنات في مجموعات وفقاً لخصائصها المختلفة، وبغض النظر عن أصول سلالتها، فمثلاً تُجمّع الزواحف في هذا النظام في مجموعة واحدة لاشتراكها في عدة خصائص، كامتلاكها الحراشف، وكونها من الحيوانات ذوات الدم البارد (بالإنجليزية: ectothermic)، وبناءً على ذلك فإنّ الطيور لا تُعدّ بحسب هذا التصنيف من الزواحف، ونظام علم الوراثة، أو ما يُعرف باسم علم تطوّر السلالات (بالإنجليزية: phylogenetic) الذي أوجده العالم ويلي هنيغ (بالإنجليزية: Willi Hennig)، وتُصنّف فيه الكائنات في مجموعات وفقاً لأسلافها، مع أخذ خصائص هذه الكائنات في عين الاعتبار لمعرفة أصلها،[٣] ولامتلاك الطيور أصول مُشتركة في سلالتها مع التماسيح، فهي بهذا التصنيف تتبع فئة الزواحف.[٢][٣]
أنواع الزواحف
السلاحف
تنتمي السلاحف (بالإنجليزية: Turtles) إلى الزواحف من فئة (بالإنجليزية: Testudines)، وتتميّز بامتلاكها أربعة أرجل، بالإضافة إلى الصدفة العظمية الصلبة التي تعلوها، وتُغطّي جذعها، إذ تتكوّن هذه الصدفة من طبقتين: الأولى هي طبقة الدرع العلويّ التي تغطّي منطقة الظهر، وتسمّى الذبل (بالإنجليزية: Carapace)، والثانية هي طبقة الدرع السُفليّ التي تغطّي منطقة البطن، وتسمّى الصِدار (بالإنجليزية: Plastron)، ويجدر بالذكر وجود العديد من أنواع السلاحف التي ظهرت نتيجة لتنوع الغذاء الذي تتناوله، واختلاف أماكن عيشها، إذ تتناول السلاحف عادة النباتات، واللافقاريات، والأسماك، هذا وتعيش الأنواع المائية منها في المياه العذبة، وشبه العذبة، إضافة للبحر، بينما تعيش السلاحف البرية (بالإنجليزية: tortoises) في المناطق ذات المُناخ الصحراويّ الشديد.[٤]
السحالي والأفاعي
تُشكّل الحرشفيات (بالإنجليزية: Squamata) ما نسبته 95% من الزواحف، وتنتمي تحديداً إلى فئة العظايا الحرشفية (بالإنجليزية: Lepidosauria) منها، وتنقسم إلى مجموعتين، هما: السحالي (بالإنجليزية: lizards)، والأفاعي (بالإنجليزية: snakes)، وتتميّز الحرشفيات بالحراشف الصغيرة المُتداخلة التي تغطي أجسامها، إضافة إلى اللسان المتشعب، ويجدر بالذكر عدم احتواء جمجمتها على القوس الصدغي السفلي (بالإنجليزية: lower temporal arch)، ممّا يساهم في جعل حركة العظم الحنكي المربعي (بالإنجليزية: Quadrate) أكثر مرونة، ويزيد من مدى فُتحة الفم لديها.[٥]
ظهرت السحالي في العصر الترياسي (بالإنجليزية: Triassic)، بينما الأفاعي في العصر الطباشيريّ (بالإنجليزية: Cretaceous)، وعلى الرغم من وجود اختلافات في الشكل بينهما، إذ تمتلك السحالي أرجلاً على عكس الأفاعي، إلا أنّ كلاهما يشترك في خصائص مميزة غير موجودة عند الأنواع الأخرى من الزواحف، ممّا يعني أنّها تنحدر من نفس السلالة، وتملك أسلافاً، وأصولاً واحدة، ويحدر بالذكر وجود السحالي الدوديّة (بالإنجليزية: amphisbaenians) التي تشبه الديدان (بالإنجليزية: worms).[٥][٦]
الطُراطرة
تعتبر الطُراطرة (بالإنجليزية: Tuatara) من الزواحف التي تعيش في نيوزيلندا، وتتشابه مع السحالي الكبيرة نسبياً، وتُعدّ الحيوانات الوحيدة المُتبقّية من سلالة قديمة تُدعى منقاريات الرأس (بالإنجليزية: Rhynchocephalia)، والتي يعود ظهورها الأول إلى ما قبل 238-240 مليون سنة تقريباً، وتضمّ الطُراطرة نوعين، هما: (Sphenodon guntheri) و(S. punctatus)، وتتميّز بالعين الجدارية المخفيّة تحت طبقة من الحراشف الحبيبية التي تغطّي أجسادها، إذ تلعب هذه الحراشف دوراً مُهمّاً في تنظيم درجة حرارتها، كما تتميّز الطراطرة بامتلاكها الجماجم العظمية، والفكّ العلويّ الذي يشبه المنقار، والأسنان التاجيّة (بالإنجليزية: acrodont teeth)، والفتحتين في منطقة العظم الصدغي، إضافة إلى التراكيب الشوكيّة التي تتوسّط ظهرها على طول العمود الفقري.[٧][٨]
تتّخذ الطراطرة من الجحور مسكناً لها، هذا وتتغذّى على الخنافس، والديدان، وبعض العناكب، وغيرها، إذ تُعدّ الطراطرة من آكلات اللحوم التي تحتمل درجات حرارة أقلّ من تلك التي تحتملها بقية الزواحف، ويجدر بالذكر أنّها تصبح قادرة على التكاثر عند بلوغها سن الخامسة عشر، إذ تحتضن البيض لمدة تصل إلى 15 شهراً، وتُعدّ درجة الحرارة التي تتمّ فيها عملية الاحتضان العامل المسؤول عن تحديد جنس الجنين، وتتميّز الطراطرة بعمرها الطويل، فهي تعيش لفترة طويلة نسبياً تُقدّر ب 75 عاماً، وقد تصل في بعض الحالات إلى نحو 100 عام، أو أكثر، ويبلغ طول أغلب الطراطرة نحو 60سم.[٨]
التماسيح
تضمّ رتبة التمساحيات (بالإنجليزية: Crocodilia) 23 نوعاً تتضمن التماسيح (بالإنجليزية: crocodiles)، والقاطور (بالإنجليزية: alligators)، والكيامن (بالإنجليزية: caimans)، والجافيال (بالإنجليزية: gharials)، وتُعدّ التمساحيات حيوانات مفترسة شبه مائية (بالإنجليزية: semi-aquatic) تنتشر في المناطق الاستوائية، وشبه الاستوائية منذ أكثر من 200 مليون سنة، إذ لعبت في ذلك العصر دوراً مهماً في النظام البيئي إلى جانب الديناصورات، وتتميّز التمساحيات بتراكيب جسمية مُتشابهة، فهي تمتلك رؤوساً، وذيولاً طويلة، وفكّين بأسنان مخروطيّة حادة، وعيوناً تقع على قمة الرأس، هذا وتختلف أحجام أجسادها وفقاً لنوعها، فمثلاً يصل طول الكيامن الصغيرة إلى 1.5م، بينما يصل طول التماسيح الكبيرة إلى نحو 7م.[٩]
تعتبر التمساحيات من الحيوانات ذوات الدم البارد، والتي تتغيّر درجة حرارتها الداخلية بسبب تأثّرها بدرجة حرارة البيئة المحيطة، إذ ترتفع درجة حرارة الأنواع التي تعيش في المياه المعتدلة (بالإنجليزية: Temperate species) خلال النهار عند تعرّضها لأشعة الشمس، بينما تنخفض عند عودتها إلى الماء، في حين تتجنّب الأنواع المدارية (بالإنجليزية: Tropical species) أشعة الشمس القويّة، وذلك بإدخال أجسادها في الماء، أو الطين، ويحافظ القاطور الذي يعيش في المناطق المعتدلة في البقاء تحت سطح الماء خاصة في فصل الشتاء عندما تكون درجة حرارة الهواء منخفضة، ويجدر بالذكر وجود بعض الأنواع من التماسيح التي تمرّ بحالة السبات الصيفي.[١٠]
تقوم التمساحيات بالحصول على غذائها من خلال قيامها بعمليات الصيد، ولتسريع عملية الهضم تبحث عن مزيد من الحرارة التي تساعدها على القيام بذلك، ويظهر 60% من الغذاء الذي تتناوله على شكل دهون تُخزّنها في ذيولها، وظهورها، وأماكن أخرى من أجسامها، ويجدر بالذكر إمكانية بقاء التمساحيات على قيد الحياة دون غذاء لفترات طويلة قد تصل إلى سنتين، إذ يساهم في ذلك عدة عوامل، منها: تصنيفها على أنّها من ذوات الدم البارد، إلى جانب طرقها الخاصة في الحصول على الغذاء.[١٠]
الخصائص العامة للزواحف
تكيّف الزواحف
تُساهم العديد من خصائص الزواحف في مساعدتها على التكيّف بشكل فعّال مع الظروف البيئية المختلفة، وفي أكثر البيئات البريّة جفافاً، ومن أبرزها: جلدها السميك ذو الحراشف، إضافة إلى كونها حيوانات سلوية (بالإنجليزية: Amniotes)، وهو ما يميّزها عن البرمائيات، والأسماك، إذ يحتوي بيضها على الكيس السلويّ، وهو نسيج مملوء بالسائل الذي يحيط بالجنين، ويغذّيه، ويحميه من الجفاف، ويساهم في وقايته من الظروف الخارجية.[٤]
تغذية الزواحف
تحتاج الكائنات الحية إلى تناول الغذاء للحصول على الطّاقة اللازمة الضرورية للقيام بالأنشطة المختلفة، ويختلف الغذاء المتناول من قبل الأنواع المختلفة من الزواحف، إذ تتغذّى بعض الأنواع المفترسة على الزواحف الأصغر، والطيور، والحشرات، والأسماك، والثدييات الصغيرة، وقد تستخدم أنواعاً أخرى من الزواحف وسائل خاصة للإمساك بالفريسة، كالأفاعي البرية، والبحرية التي تسمّم فرائسها عن طريق سمّ قاتل تلدغه بها، كما تختبئ التماسيح في المياه الضحلة حتى تحين الفرصة المناسبة لمهاجمة فرائسها، والإمساك بها بعضّة قاضية بواسطة فكّها القوي.[٤]
تتغذّى السلاحف البحرية على قنديل البحر، والإسفنجيات، والقشريات، والأعشاب البحرية، والطحالب الكبيرة، في حين تتغذّى السحالي على اللافقاريات الصغيرة، مثل: الحشرات، والعناكب، هذا وتتغذّى الإغوانا (بالإنجليزية: Iguana) على النباتات، بينما تتغذّى الإغوانا البحريّة على الطحالب الكبيرة، والأعشاب البحرية، إذ تستخدم ذيلها القوي الطويل للغوص إلى قاع البحر للوصول إلى أماكن نموها.[٤]
نموّ وتكاثر الزواحف
تتكاثر معظم الزواحف جنسيًا، إذ تتمّ عملية الإخصاب، أو التلقيح من قبل الذكور داخل جسم الإناث، على عكس بعض البرمائيات التي يحدث الإخصاب خارجها، وبعد ذلك تضع الإناث البيض السلوي (بالإنجليزية: amniotic eggs) ذي القشرة الناعمة، أو الصلبة الواقية، والذي يفقس ليُنتج عنه صغار الزواحف، ويجدر بالذكر أنّ السلاحف البحرية تضع بيضها في الأعشاش التي تحفرها على الشواطئ الرملية، والتي تكون غالباً نفس المكان الذي وُلدت به.[١][٤]
لا يتغيّر شكل الزواحف بما فيها السلاحف البحرية بشكل كبير مع نموّها، ووصولها إلى مرحلة البلوغ، فهي لا تمتلك أطواراً للنموّ كالبرمائيات التي يتغيّر شكلها بين المرحلة، والأخرى، فالضفادع مثلاً تتطوّر بعد فقسها من البيض، لتنمو، وتتحوّل من شكل الشرغوف ذي الذيل الطويل، وعديم الأطراف، إلى الضفادع البالغة، ويجدر بالذكر أنّ أغلب الزواحف لا ترعى صغارها، باستثناء الطيور، والتماسيح، إذ تحرس إناث التماسيح أعشاشها من الحيوانات المفترسة التي تتغذّى على البيض، كما ترعى صغارها حتى تكبر، وتصبح قادرة على الاعتماد على ذاتها.[٤]
سلوك الزواحف
يتأثّر سلوك الزواحف، مثل: السحالي، والسلاحف، والثعابين، والتماسيح، وغيرها، بالكائنات الحية المختلفة، والبيئة الخارجية المحيطة بها، إذ تُعدّ الزواحف من الحيوانات ذوات الدم البارد (بالإنجليزية: cold-blooded animals) التي لا تستطيع التحكّم بدرجة الحرارة الداخلية لها، والسيطرة عليها، ممّا يجعلها تعتمد على مصادر البيئة المحيطة بها لتنظيم درجة الحرارة الداخلية لأجسامها، إذ ترتفع درجة حرارة أجسامها عند الاستلقاء تحت أشعة الشمس، في حين تنخفض عن طريق الاختباء تحت الأرض، أو في الماء، أو مناطق الظل، هذا وتستطيع بعض الزواحف تنظيم درجات حرارة أجسامها عن طريق تغيير لون بشرتها، ويُعدّ الحفاظ على درجة الحرارة المناسبة لأجسام الزواحف أمراً بالغ الأهميّة، فهو يساعدها في الحركة، وعملية الأيض، والعمليات الخلوية المختلفة.[٤]
الزواحف المنقرضة
عاشت الزواحف كبيرة الحجم في البيئات البرية، والمائية منذ ما يقارب 66-252 مليون سنة، ولعلّ أكثرها شهرة الديناصورات التي تُعدّ زواحف برية عملاقة منقرضة، باستثناء مجموعة الطيور منها التي لا تزال موجودة حتى الآن، ومن أنواع الديناصورات المنقرضة:[٤]
- التيرانوصور ريكس (بالإنجليزية: Tyrannosaurus rex).
- الستيغوصور (بالإنجليزية: Stegosaurus sp).
- الديناصور ثُلاثيُّ القُرون المعروف باسم تريسيراتوبس (بالإنجليزية: Triceratops sp).
- الفيلوسيرابتور (بالإنجليزية: Velociraptor sp).
تمتلك بعض الزواحف كالتيروصورات (بالإنجليزية: Pterosaurs) القدرة على الطيران، كما تمتلك أنواع أخرى كالزواحف البحرية المفترسة القدرة على السباحة، ومن هذه الأنواع المنقرضة:[٤]
- البليزوصور (بالإنجليزية: Plesiosaurs) ذات الأجسام المسطحة العريضة، والزعانف الأربع الكبيرة، والرقاب الطويلة.
- الإكتيوصور (بالإنجليزية: Ichthyosaurs) التي تشبه الدلافين إلى حدّ كبير.
- الموزاصور (بالإنجليزية: mosasaurs).
- النوتوصور (بالإنجليزية: nothosaurs).
- العظائيات المحيطية (بالإنجلزية: thalattosaurs).
- لوحيات الأسنان (بالإنجليزية: placodonts).
المراجع
- ^ أ ب Phil Myers (24-2-2004), “Reptilia turtles, snakes, lizards, and relatives”، www.animaldiversity.org, Retrieved 12-1-2020. Edited.
- ^ أ ب Herndon G. Dowling, George R. Zug (27-11-2019)، “reptile”، www.britannica.com, Retrieved 12-1-2020. Edited.
- ^ أ ب Nikolas, “If birds evolved from dinosaurs, would that make them reptiles too?”، www.askabiologist.asu.edu, Retrieved 12-1-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ “Reptiles”, www.manoa.hawaii.edu, Retrieved 12-1-2020. Edited.
- ^ أ ب “Squamata”, www.encyclopedia.com,19-12-2019، Retrieved 12-1-2020. Edited.
- ↑ “Squamata”, www.newworldencyclopedia.org,2-4-2008 ,Retrieved 12-1-2020. Edited.
- ↑ George R. Zug (8-10-2018), “tuatara”، www.britannica.com, Retrieved 12-1-2020. Edited.
- ^ أ ب Melissa Quinn, Max Driffill, and Zack Seymour (12-11-2001), “Rhynchocephalia”، www.legacy.earlham.edu, Retrieved 12-1-2020. Edited.
- ↑ Tanya Dewey, “Crocodilia”، www.biokids.umich.edu, Retrieved 12-1-2020. Edited.
- ^ أ ب Danny Goodisman (9-9-2002), “Crocodylia”، www.animaldiversity.org, Retrieved 12-1-2020. Edited.