تعليم

كيف أطور نفسي

مفهوم تطوير الذّات

تطوير الذّات هو انتهاج الإنسان لطريقٍ أفضل في حياته؛ حيث يرتقي الإنسان بنفسه ويحصل على الشعور بالقوة والرضا عن نفسه، وأعماله، وحياته، ويحصل من خلال هذا المنهج على الطمأنينة، والسكينة، والسلام الداخلي، كما يساعده على تحقيق أهداف حياته وتطويرها، ويُبنى تطوير الذات على منظومةٍ متكاملةٍ من المهارات، والمعارف، والسلوكيات.[١]

إنّ تطوير الذات وتغييرها لا يحتاج من الإنسان إلا لإرادة قويّة ولعزم وإصرار منه على التّغيير، والتغيير لدى الفرد قد يأتي نتيجة تعرضهِ لموقفٍ معين، أو بسبب كلمةٍ قالها شخصٌ في حقه تركت أثراً في نفسه، وقد يكون نتيجة دافعٍ داخلي وحافزٍ يدفعه للتغيير؛ ليكون سبباً لتغييره وتطوره وإحرازه للتقدُّم الذي يتمناه، ومن الأشخاص الذين أثّرت فيه المواقف وبدّلت حياتهم الإمام الكبير الطحّاوي الذي قرّر أن يُغيّر سير حياته؛ بسبب بضع كلماتٍ قالها خاله المزنيّ له عندما حضر أحد مجالس العلم لديه ذات مرةٍ، فقال المزنيّ عندما يئس من الطحاوي وتعليمه: (والله لا نفعَ منك ولا فائدة)، فكانت هذه الكلمات القليلة سبباً ودافعاً للإمام الطحاويّ للعمل وطلب العلم، فأصبح عالماً من علماء الأُمّة، أفادها وقدّم لها النفع الكثير، وكان يقول: (رحم الله المزنيّ، لو كان حيّاً الآنَ لكفّر عن يمينه).[٢]

العوامل المساعدة على تطوير الذات

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، وأودع فيه نعماً ومواهب عديدة؛ فكان من واجب الإنسان أن يُحافظ على هذه النعم ويعمل على تطويرها وتنميتها، وعليه كذلك التذكُّر أنّه ليس بالضرورة أن يُبدع في كل الجوانب، وأن يُتقن جميع المهارات، فمن تميّز بموهبة لم يتميّز بأخرى، وقد يُتقنها غيره أكثر منه، ومن العوامل التي تُساعد على تنمية النفس وتطويرها:[٣]

  • ذكر الصفات الإيجابية الموجودة في شخصية الفرد، وأهم الإنجازات التي قام بها وأتقن العمل عليها، وكتابة كل ذلك في مفكرةٍ أو ورقةٍ يسهل تناولها ومشاهدتها بشكلٍ يومي.
  • عدم مقارنة الفرد نفسه بمن لهم قدرات أخرى مختلفة من الأفراد، بل محاولة تقديم المساعدة والعون للآخرين، فهذا العمل يُشعِر الفرد بالتميز ويزيد من إصراره.
  • تجنب التفكير في الأمور التي قد تُشعِر الفرد بالنقص؛ كالحساسية الزائدة والتأثُّر السلبي من نجاح الآخرين.
  • تذكر نعم الله تعالى الكثيرة التي أنعم بها الله سبحانه عليه، والنجاحات والإنجازات التي حققها الفرد في حياته؛ فهذا الأمر يمدّه بالطاقة التي تُشعِره بالامتنان والفخر بما توصّل إليه، وتكون حافزاً ومشجعاً له للمواصلة في العمل والسعي للتطوُّر والنجاح.
  • تقدير ما يقوم به الآخرين من إنجازات وأعمال ناجحة والثناء عليهم؛ فتصرُّفٌ كهذا يجعل الفرد محبوباً من الناس، وتكثُر صداقاته، وتزيد من ثقتهِ بنفسه.
  • الحديث بنبرة الصوت الواضح والصوت المسموع، وهذه صفات المتكلم الواثق من نفسه.
  • ممارسة الرياضة؛ فهي تُحسّن صحة الفرد، وتجعله يظهر بمظهرٍ مشرقٍ، وتُحسّن من حالته النفسية.
  • جعل الآخرين يشاركونه اهتماماته، والتواصل معهم؛ فشعور الفرد بالوحدة، له آثاره السلبية العديدة، كالقلق، وانعدام الثقة بالنفس.

كيفية تطوير الذات

يمكن للإنسان العمل على تطوير ذاته، وتحسينها من خلال مجموعةٍ من الإجراءات والوسائل التي تُعينه على ذلك، وهي:[٤][٥]

  • إدراك الإنسان أنّ قرار تطوير نفسه وتغييرها يكون بيده هو فقط؛ فهو الذي يُقرر ويُحدّد مصيره والطريق الذي يسلكه، ولذلك على الإنسان أن يتعلّم كيفيّة اتخاذ القرار الصحيح في التغيير ليصل إلى أفضل النتائج.
  • معرفة الإنسان أنّ عجلة الحياة تسير بسرعةٍ كبيرةٍ، وأنّ العالَم من حوله يتحرك بجناحين معاً هما السرعة والابتكار، فإن لم يكن جاهزاً لذلك فقد فاته الشيء الكثير.
  • إيجاد الطريقة المناسبة للتطوير؛ وذلك بالبعد عن الطرق التقليدية القديمة والبحث عن الطرق المبتكرة والجديدة التي تختلف عن أسلوب الآخرين، وفيها شيء من التميُّز.
  • إدراك الفرد لحقيقة أنّ كل شيء ممكن، وأنّه لا وجود لكلمة مستحيل في قاموس النجاح والتطور، فكل شيءٍ وكل هدفٍ يمكن تحقيقهُ في هذه الحياة.
  • اتخاذ مَثَل أعلى، فَمَن أراد التطور والنجاح في جميع مجالات حياته عليه أن يجعل لنفسه ونصب عينه مثلاً لأشخاصٍ نجحوا في حياتهم، وتميّزوا حتى وصلوا إلى الأهداف التي وضعوها، فكانوا رمزاً وأعلاماً في المجتمع.
  • التغيُّرات الاستراتيجية؛ بمعنى أن يُحدِث الشخص تغييراً في حياته نحو الأفضل؛ كأن يزيد في علمه وثقافته أو في المهارات التي يمتلكها، أو أن يرتقي بعمله، وهكذا.
  • التخيُّل الإبداعي، وهو أن يرى الإنسان نفسه في المستقبل ناجحاً متميزاً لديه القدرة على تخطّي العقبات والصعاب التي تعترض طريقه، فهو يجد الحلول لجميع مشكلات حياته بعد أن طوّر من نفسه وغيّر فيها.
  • الثقة بالنفس، ويكون ذلك بأن يجلس الإنسان مع نفسه بعضاً من الوقت، ويقول: (أنا واثق من نفسي)، وهي لتأكيد الثقة بما لديه من قدراتٍ وإمكانياتٍ، بعد ما واجهته من الصعاب أو قيل له عكس ذلك فلن يكترث؛ لأنّه واثقٌ من نفسه.
  • التطور والنجاح يأتي من خلال مجموعةٍ من العوامل والمعطيات الإيجابية، وبمقدار ارتقاء تلك العوامل يكون النجاح مُتميّزاً ولا يقبل النقد أو التحسين، فليس شرطٌ إذا أراد الشخص النجاح والتطور أن يكون ذكياً، أو على قدرٍ عالٍ من الذكاء، أو أن يكون صاحب مالٍ أو جاه، أو تلقّى تعليماً مُميزاً، فاجتماع تلك العوامل معاً أحد أسباب نجاح الفرد في التغيير والتطوير نحو الأفضل، مع مقدارٍ كبيرٍ من الجهد والمثابرة والإصرار.

أسباب تطوير الذات

تطوير الذات وتغيير النفس البشرية للأفضل لها أسبابٌ عديدة، جميعها تُعتبر حافزاً قوياً لتطوير الإنسان من نفسه، وجعلها في مكانةٍ أفضل من ذي قبل، ومن هذه الأسباب:[٦]

  • استجابةً لأمر الله تعالى، فالله سبحانه وتعالى دعا المؤمنين في مواقف كثيرةٍ في القرآن الكريم إلى العمل وعدم الاتكال على الغير، وحثّهم على الاجتهاد وبذل الوسع، فقال في سورة التوبة: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[٧]
  • المسلم المؤثّر أفضل درجة عند الله تعالى من المسلم الضعيف وأرفع قدراً ومكانةً؛ فالإنسان الناجح القادر على العمل والتغيير ومساعدة الآخرين أعظم درجة عند الله من الذي اكتفى بالعبادة فقط، ولم يعمل، ولم يجتهد، وفائدته وأثره لم يصل لغيره.
  • عمارة الدنيا بالأعمال الصالحة التي فيها الخير للبشرية جمعاء، ويكون ذلك بقيادتها للإصلاح، والبعد عن الأعمال التي فيها الضرر للفرد والمجتمع.
  • تحقيق الذات البشرية والنجاح في الحياة الدنيا، فإنّ من أحد أهم أسباب سعي الإنسان لتطوير نفسه هو تحقيق ذاته، وسعيه ليكون إنساناً ذا قيمةٍ ووزنٍ في حياتهِ التي يحياها ليُرضي بعمله ربّه الذي خلقه، وينفع مجتمعه الذي احتواه، فيكون بذلك قد جمع خيريّ الدنيا والآخرة، وبذلك يكون قد نجح في أن يصل إلى مبتغاه وهدفه بالتطور والنجاح والتميُّز في الدنيا والآخرة.

المراجع

  1. عبد الرحمن أحمد سيف (2017)،تطوير الذات، Dubai – UAE: Al Manhal، صفحة 47. بتصرّف.
  2. وليد فتحي (2011م)، قرّرت أن أُغيّر حياتي (الطبعة الثالثة)، الاتجاهات الثقافية للنشر والتوزيع، صفحة: 23-26، جزء: 1. بتصرّف.
  3. يمنى زكريا (7 – 12 – 2016م)، “أريد أن أطور نفسي”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13 – 10 – 2017م. بتصرّف.
  4. إبراهيم الفقي (2008م)، فن وأسرار اتخاذ القرار (الطبعة الأولى)، القاهرة: بداية، صفحة 22 – 28، 105 – 107، جزء 1. بتصرّف.
  5. عبد الكريم بكار (2010م)، من أجل النجاح (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار السلام، صفحة 23 – 24، جزء 1. بتصرّف.
  6. وليد فتحي (2011م)، قررت أن أغير حياتي (الطبعة الثالثة)، الاتجاهات الثقافية للنشر والتوزيع، صفحة 61 – 62، جزء 1. بتصرّف.
  7. سورة التوبة، آية: 105.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مفهوم تطوير الذّات

تطوير الذّات هو انتهاج الإنسان لطريقٍ أفضل في حياته؛ حيث يرتقي الإنسان بنفسه ويحصل على الشعور بالقوة والرضا عن نفسه، وأعماله، وحياته، ويحصل من خلال هذا المنهج على الطمأنينة، والسكينة، والسلام الداخلي، كما يساعده على تحقيق أهداف حياته وتطويرها، ويُبنى تطوير الذات على منظومةٍ متكاملةٍ من المهارات، والمعارف، والسلوكيات.[١]

إنّ تطوير الذات وتغييرها لا يحتاج من الإنسان إلا لإرادة قويّة ولعزم وإصرار منه على التّغيير، والتغيير لدى الفرد قد يأتي نتيجة تعرضهِ لموقفٍ معين، أو بسبب كلمةٍ قالها شخصٌ في حقه تركت أثراً في نفسه، وقد يكون نتيجة دافعٍ داخلي وحافزٍ يدفعه للتغيير؛ ليكون سبباً لتغييره وتطوره وإحرازه للتقدُّم الذي يتمناه، ومن الأشخاص الذين أثّرت فيه المواقف وبدّلت حياتهم الإمام الكبير الطحّاوي الذي قرّر أن يُغيّر سير حياته؛ بسبب بضع كلماتٍ قالها خاله المزنيّ له عندما حضر أحد مجالس العلم لديه ذات مرةٍ، فقال المزنيّ عندما يئس من الطحاوي وتعليمه: (والله لا نفعَ منك ولا فائدة)، فكانت هذه الكلمات القليلة سبباً ودافعاً للإمام الطحاويّ للعمل وطلب العلم، فأصبح عالماً من علماء الأُمّة، أفادها وقدّم لها النفع الكثير، وكان يقول: (رحم الله المزنيّ، لو كان حيّاً الآنَ لكفّر عن يمينه).[٢]

العوامل المساعدة على تطوير الذات

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، وأودع فيه نعماً ومواهب عديدة؛ فكان من واجب الإنسان أن يُحافظ على هذه النعم ويعمل على تطويرها وتنميتها، وعليه كذلك التذكُّر أنّه ليس بالضرورة أن يُبدع في كل الجوانب، وأن يُتقن جميع المهارات، فمن تميّز بموهبة لم يتميّز بأخرى، وقد يُتقنها غيره أكثر منه، ومن العوامل التي تُساعد على تنمية النفس وتطويرها:[٣]

  • ذكر الصفات الإيجابية الموجودة في شخصية الفرد، وأهم الإنجازات التي قام بها وأتقن العمل عليها، وكتابة كل ذلك في مفكرةٍ أو ورقةٍ يسهل تناولها ومشاهدتها بشكلٍ يومي.
  • عدم مقارنة الفرد نفسه بمن لهم قدرات أخرى مختلفة من الأفراد، بل محاولة تقديم المساعدة والعون للآخرين، فهذا العمل يُشعِر الفرد بالتميز ويزيد من إصراره.
  • تجنب التفكير في الأمور التي قد تُشعِر الفرد بالنقص؛ كالحساسية الزائدة والتأثُّر السلبي من نجاح الآخرين.
  • تذكر نعم الله تعالى الكثيرة التي أنعم بها الله سبحانه عليه، والنجاحات والإنجازات التي حققها الفرد في حياته؛ فهذا الأمر يمدّه بالطاقة التي تُشعِره بالامتنان والفخر بما توصّل إليه، وتكون حافزاً ومشجعاً له للمواصلة في العمل والسعي للتطوُّر والنجاح.
  • تقدير ما يقوم به الآخرين من إنجازات وأعمال ناجحة والثناء عليهم؛ فتصرُّفٌ كهذا يجعل الفرد محبوباً من الناس، وتكثُر صداقاته، وتزيد من ثقتهِ بنفسه.
  • الحديث بنبرة الصوت الواضح والصوت المسموع، وهذه صفات المتكلم الواثق من نفسه.
  • ممارسة الرياضة؛ فهي تُحسّن صحة الفرد، وتجعله يظهر بمظهرٍ مشرقٍ، وتُحسّن من حالته النفسية.
  • جعل الآخرين يشاركونه اهتماماته، والتواصل معهم؛ فشعور الفرد بالوحدة، له آثاره السلبية العديدة، كالقلق، وانعدام الثقة بالنفس.

كيفية تطوير الذات

يمكن للإنسان العمل على تطوير ذاته، وتحسينها من خلال مجموعةٍ من الإجراءات والوسائل التي تُعينه على ذلك، وهي:[٤][٥]

  • إدراك الإنسان أنّ قرار تطوير نفسه وتغييرها يكون بيده هو فقط؛ فهو الذي يُقرر ويُحدّد مصيره والطريق الذي يسلكه، ولذلك على الإنسان أن يتعلّم كيفيّة اتخاذ القرار الصحيح في التغيير ليصل إلى أفضل النتائج.
  • معرفة الإنسان أنّ عجلة الحياة تسير بسرعةٍ كبيرةٍ، وأنّ العالَم من حوله يتحرك بجناحين معاً هما السرعة والابتكار، فإن لم يكن جاهزاً لذلك فقد فاته الشيء الكثير.
  • إيجاد الطريقة المناسبة للتطوير؛ وذلك بالبعد عن الطرق التقليدية القديمة والبحث عن الطرق المبتكرة والجديدة التي تختلف عن أسلوب الآخرين، وفيها شيء من التميُّز.
  • إدراك الفرد لحقيقة أنّ كل شيء ممكن، وأنّه لا وجود لكلمة مستحيل في قاموس النجاح والتطور، فكل شيءٍ وكل هدفٍ يمكن تحقيقهُ في هذه الحياة.
  • اتخاذ مَثَل أعلى، فَمَن أراد التطور والنجاح في جميع مجالات حياته عليه أن يجعل لنفسه ونصب عينه مثلاً لأشخاصٍ نجحوا في حياتهم، وتميّزوا حتى وصلوا إلى الأهداف التي وضعوها، فكانوا رمزاً وأعلاماً في المجتمع.
  • التغيُّرات الاستراتيجية؛ بمعنى أن يُحدِث الشخص تغييراً في حياته نحو الأفضل؛ كأن يزيد في علمه وثقافته أو في المهارات التي يمتلكها، أو أن يرتقي بعمله، وهكذا.
  • التخيُّل الإبداعي، وهو أن يرى الإنسان نفسه في المستقبل ناجحاً متميزاً لديه القدرة على تخطّي العقبات والصعاب التي تعترض طريقه، فهو يجد الحلول لجميع مشكلات حياته بعد أن طوّر من نفسه وغيّر فيها.
  • الثقة بالنفس، ويكون ذلك بأن يجلس الإنسان مع نفسه بعضاً من الوقت، ويقول: (أنا واثق من نفسي)، وهي لتأكيد الثقة بما لديه من قدراتٍ وإمكانياتٍ، بعد ما واجهته من الصعاب أو قيل له عكس ذلك فلن يكترث؛ لأنّه واثقٌ من نفسه.
  • التطور والنجاح يأتي من خلال مجموعةٍ من العوامل والمعطيات الإيجابية، وبمقدار ارتقاء تلك العوامل يكون النجاح مُتميّزاً ولا يقبل النقد أو التحسين، فليس شرطٌ إذا أراد الشخص النجاح والتطور أن يكون ذكياً، أو على قدرٍ عالٍ من الذكاء، أو أن يكون صاحب مالٍ أو جاه، أو تلقّى تعليماً مُميزاً، فاجتماع تلك العوامل معاً أحد أسباب نجاح الفرد في التغيير والتطوير نحو الأفضل، مع مقدارٍ كبيرٍ من الجهد والمثابرة والإصرار.

أسباب تطوير الذات

تطوير الذات وتغيير النفس البشرية للأفضل لها أسبابٌ عديدة، جميعها تُعتبر حافزاً قوياً لتطوير الإنسان من نفسه، وجعلها في مكانةٍ أفضل من ذي قبل، ومن هذه الأسباب:[٦]

  • استجابةً لأمر الله تعالى، فالله سبحانه وتعالى دعا المؤمنين في مواقف كثيرةٍ في القرآن الكريم إلى العمل وعدم الاتكال على الغير، وحثّهم على الاجتهاد وبذل الوسع، فقال في سورة التوبة: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[٧]
  • المسلم المؤثّر أفضل درجة عند الله تعالى من المسلم الضعيف وأرفع قدراً ومكانةً؛ فالإنسان الناجح القادر على العمل والتغيير ومساعدة الآخرين أعظم درجة عند الله من الذي اكتفى بالعبادة فقط، ولم يعمل، ولم يجتهد، وفائدته وأثره لم يصل لغيره.
  • عمارة الدنيا بالأعمال الصالحة التي فيها الخير للبشرية جمعاء، ويكون ذلك بقيادتها للإصلاح، والبعد عن الأعمال التي فيها الضرر للفرد والمجتمع.
  • تحقيق الذات البشرية والنجاح في الحياة الدنيا، فإنّ من أحد أهم أسباب سعي الإنسان لتطوير نفسه هو تحقيق ذاته، وسعيه ليكون إنساناً ذا قيمةٍ ووزنٍ في حياتهِ التي يحياها ليُرضي بعمله ربّه الذي خلقه، وينفع مجتمعه الذي احتواه، فيكون بذلك قد جمع خيريّ الدنيا والآخرة، وبذلك يكون قد نجح في أن يصل إلى مبتغاه وهدفه بالتطور والنجاح والتميُّز في الدنيا والآخرة.

المراجع

  1. عبد الرحمن أحمد سيف (2017)،تطوير الذات، Dubai – UAE: Al Manhal، صفحة 47. بتصرّف.
  2. وليد فتحي (2011م)، قرّرت أن أُغيّر حياتي (الطبعة الثالثة)، الاتجاهات الثقافية للنشر والتوزيع، صفحة: 23-26، جزء: 1. بتصرّف.
  3. يمنى زكريا (7 – 12 – 2016م)، “أريد أن أطور نفسي”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13 – 10 – 2017م. بتصرّف.
  4. إبراهيم الفقي (2008م)، فن وأسرار اتخاذ القرار (الطبعة الأولى)، القاهرة: بداية، صفحة 22 – 28، 105 – 107، جزء 1. بتصرّف.
  5. عبد الكريم بكار (2010م)، من أجل النجاح (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار السلام، صفحة 23 – 24، جزء 1. بتصرّف.
  6. وليد فتحي (2011م)، قررت أن أغير حياتي (الطبعة الثالثة)، الاتجاهات الثقافية للنشر والتوزيع، صفحة 61 – 62، جزء 1. بتصرّف.
  7. سورة التوبة، آية: 105.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

مفهوم تطوير الذّات

تطوير الذّات هو انتهاج الإنسان لطريقٍ أفضل في حياته؛ حيث يرتقي الإنسان بنفسه ويحصل على الشعور بالقوة والرضا عن نفسه، وأعماله، وحياته، ويحصل من خلال هذا المنهج على الطمأنينة، والسكينة، والسلام الداخلي، كما يساعده على تحقيق أهداف حياته وتطويرها، ويُبنى تطوير الذات على منظومةٍ متكاملةٍ من المهارات، والمعارف، والسلوكيات.[١]

إنّ تطوير الذات وتغييرها لا يحتاج من الإنسان إلا لإرادة قويّة ولعزم وإصرار منه على التّغيير، والتغيير لدى الفرد قد يأتي نتيجة تعرضهِ لموقفٍ معين، أو بسبب كلمةٍ قالها شخصٌ في حقه تركت أثراً في نفسه، وقد يكون نتيجة دافعٍ داخلي وحافزٍ يدفعه للتغيير؛ ليكون سبباً لتغييره وتطوره وإحرازه للتقدُّم الذي يتمناه، ومن الأشخاص الذين أثّرت فيه المواقف وبدّلت حياتهم الإمام الكبير الطحّاوي الذي قرّر أن يُغيّر سير حياته؛ بسبب بضع كلماتٍ قالها خاله المزنيّ له عندما حضر أحد مجالس العلم لديه ذات مرةٍ، فقال المزنيّ عندما يئس من الطحاوي وتعليمه: (والله لا نفعَ منك ولا فائدة)، فكانت هذه الكلمات القليلة سبباً ودافعاً للإمام الطحاويّ للعمل وطلب العلم، فأصبح عالماً من علماء الأُمّة، أفادها وقدّم لها النفع الكثير، وكان يقول: (رحم الله المزنيّ، لو كان حيّاً الآنَ لكفّر عن يمينه).[٢]

العوامل المساعدة على تطوير الذات

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، وأودع فيه نعماً ومواهب عديدة؛ فكان من واجب الإنسان أن يُحافظ على هذه النعم ويعمل على تطويرها وتنميتها، وعليه كذلك التذكُّر أنّه ليس بالضرورة أن يُبدع في كل الجوانب، وأن يُتقن جميع المهارات، فمن تميّز بموهبة لم يتميّز بأخرى، وقد يُتقنها غيره أكثر منه، ومن العوامل التي تُساعد على تنمية النفس وتطويرها:[٣]

  • ذكر الصفات الإيجابية الموجودة في شخصية الفرد، وأهم الإنجازات التي قام بها وأتقن العمل عليها، وكتابة كل ذلك في مفكرةٍ أو ورقةٍ يسهل تناولها ومشاهدتها بشكلٍ يومي.
  • عدم مقارنة الفرد نفسه بمن لهم قدرات أخرى مختلفة من الأفراد، بل محاولة تقديم المساعدة والعون للآخرين، فهذا العمل يُشعِر الفرد بالتميز ويزيد من إصراره.
  • تجنب التفكير في الأمور التي قد تُشعِر الفرد بالنقص؛ كالحساسية الزائدة والتأثُّر السلبي من نجاح الآخرين.
  • تذكر نعم الله تعالى الكثيرة التي أنعم بها الله سبحانه عليه، والنجاحات والإنجازات التي حققها الفرد في حياته؛ فهذا الأمر يمدّه بالطاقة التي تُشعِره بالامتنان والفخر بما توصّل إليه، وتكون حافزاً ومشجعاً له للمواصلة في العمل والسعي للتطوُّر والنجاح.
  • تقدير ما يقوم به الآخرين من إنجازات وأعمال ناجحة والثناء عليهم؛ فتصرُّفٌ كهذا يجعل الفرد محبوباً من الناس، وتكثُر صداقاته، وتزيد من ثقتهِ بنفسه.
  • الحديث بنبرة الصوت الواضح والصوت المسموع، وهذه صفات المتكلم الواثق من نفسه.
  • ممارسة الرياضة؛ فهي تُحسّن صحة الفرد، وتجعله يظهر بمظهرٍ مشرقٍ، وتُحسّن من حالته النفسية.
  • جعل الآخرين يشاركونه اهتماماته، والتواصل معهم؛ فشعور الفرد بالوحدة، له آثاره السلبية العديدة، كالقلق، وانعدام الثقة بالنفس.

كيفية تطوير الذات

يمكن للإنسان العمل على تطوير ذاته، وتحسينها من خلال مجموعةٍ من الإجراءات والوسائل التي تُعينه على ذلك، وهي:[٤][٥]

  • إدراك الإنسان أنّ قرار تطوير نفسه وتغييرها يكون بيده هو فقط؛ فهو الذي يُقرر ويُحدّد مصيره والطريق الذي يسلكه، ولذلك على الإنسان أن يتعلّم كيفيّة اتخاذ القرار الصحيح في التغيير ليصل إلى أفضل النتائج.
  • معرفة الإنسان أنّ عجلة الحياة تسير بسرعةٍ كبيرةٍ، وأنّ العالَم من حوله يتحرك بجناحين معاً هما السرعة والابتكار، فإن لم يكن جاهزاً لذلك فقد فاته الشيء الكثير.
  • إيجاد الطريقة المناسبة للتطوير؛ وذلك بالبعد عن الطرق التقليدية القديمة والبحث عن الطرق المبتكرة والجديدة التي تختلف عن أسلوب الآخرين، وفيها شيء من التميُّز.
  • إدراك الفرد لحقيقة أنّ كل شيء ممكن، وأنّه لا وجود لكلمة مستحيل في قاموس النجاح والتطور، فكل شيءٍ وكل هدفٍ يمكن تحقيقهُ في هذه الحياة.
  • اتخاذ مَثَل أعلى، فَمَن أراد التطور والنجاح في جميع مجالات حياته عليه أن يجعل لنفسه ونصب عينه مثلاً لأشخاصٍ نجحوا في حياتهم، وتميّزوا حتى وصلوا إلى الأهداف التي وضعوها، فكانوا رمزاً وأعلاماً في المجتمع.
  • التغيُّرات الاستراتيجية؛ بمعنى أن يُحدِث الشخص تغييراً في حياته نحو الأفضل؛ كأن يزيد في علمه وثقافته أو في المهارات التي يمتلكها، أو أن يرتقي بعمله، وهكذا.
  • التخيُّل الإبداعي، وهو أن يرى الإنسان نفسه في المستقبل ناجحاً متميزاً لديه القدرة على تخطّي العقبات والصعاب التي تعترض طريقه، فهو يجد الحلول لجميع مشكلات حياته بعد أن طوّر من نفسه وغيّر فيها.
  • الثقة بالنفس، ويكون ذلك بأن يجلس الإنسان مع نفسه بعضاً من الوقت، ويقول: (أنا واثق من نفسي)، وهي لتأكيد الثقة بما لديه من قدراتٍ وإمكانياتٍ، بعد ما واجهته من الصعاب أو قيل له عكس ذلك فلن يكترث؛ لأنّه واثقٌ من نفسه.
  • التطور والنجاح يأتي من خلال مجموعةٍ من العوامل والمعطيات الإيجابية، وبمقدار ارتقاء تلك العوامل يكون النجاح مُتميّزاً ولا يقبل النقد أو التحسين، فليس شرطٌ إذا أراد الشخص النجاح والتطور أن يكون ذكياً، أو على قدرٍ عالٍ من الذكاء، أو أن يكون صاحب مالٍ أو جاه، أو تلقّى تعليماً مُميزاً، فاجتماع تلك العوامل معاً أحد أسباب نجاح الفرد في التغيير والتطوير نحو الأفضل، مع مقدارٍ كبيرٍ من الجهد والمثابرة والإصرار.

أسباب تطوير الذات

تطوير الذات وتغيير النفس البشرية للأفضل لها أسبابٌ عديدة، جميعها تُعتبر حافزاً قوياً لتطوير الإنسان من نفسه، وجعلها في مكانةٍ أفضل من ذي قبل، ومن هذه الأسباب:[٦]

  • استجابةً لأمر الله تعالى، فالله سبحانه وتعالى دعا المؤمنين في مواقف كثيرةٍ في القرآن الكريم إلى العمل وعدم الاتكال على الغير، وحثّهم على الاجتهاد وبذل الوسع، فقال في سورة التوبة: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[٧]
  • المسلم المؤثّر أفضل درجة عند الله تعالى من المسلم الضعيف وأرفع قدراً ومكانةً؛ فالإنسان الناجح القادر على العمل والتغيير ومساعدة الآخرين أعظم درجة عند الله من الذي اكتفى بالعبادة فقط، ولم يعمل، ولم يجتهد، وفائدته وأثره لم يصل لغيره.
  • عمارة الدنيا بالأعمال الصالحة التي فيها الخير للبشرية جمعاء، ويكون ذلك بقيادتها للإصلاح، والبعد عن الأعمال التي فيها الضرر للفرد والمجتمع.
  • تحقيق الذات البشرية والنجاح في الحياة الدنيا، فإنّ من أحد أهم أسباب سعي الإنسان لتطوير نفسه هو تحقيق ذاته، وسعيه ليكون إنساناً ذا قيمةٍ ووزنٍ في حياتهِ التي يحياها ليُرضي بعمله ربّه الذي خلقه، وينفع مجتمعه الذي احتواه، فيكون بذلك قد جمع خيريّ الدنيا والآخرة، وبذلك يكون قد نجح في أن يصل إلى مبتغاه وهدفه بالتطور والنجاح والتميُّز في الدنيا والآخرة.

المراجع

  1. عبد الرحمن أحمد سيف (2017)،تطوير الذات، Dubai – UAE: Al Manhal، صفحة 47. بتصرّف.
  2. وليد فتحي (2011م)، قرّرت أن أُغيّر حياتي (الطبعة الثالثة)، الاتجاهات الثقافية للنشر والتوزيع، صفحة: 23-26، جزء: 1. بتصرّف.
  3. يمنى زكريا (7 – 12 – 2016م)، “أريد أن أطور نفسي”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13 – 10 – 2017م. بتصرّف.
  4. إبراهيم الفقي (2008م)، فن وأسرار اتخاذ القرار (الطبعة الأولى)، القاهرة: بداية، صفحة 22 – 28، 105 – 107، جزء 1. بتصرّف.
  5. عبد الكريم بكار (2010م)، من أجل النجاح (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار السلام، صفحة 23 – 24، جزء 1. بتصرّف.
  6. وليد فتحي (2011م)، قررت أن أغير حياتي (الطبعة الثالثة)، الاتجاهات الثقافية للنشر والتوزيع، صفحة 61 – 62، جزء 1. بتصرّف.
  7. سورة التوبة، آية: 105.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى