تعليم

الكرم عند العرب في العصر الجاهلي

الكرم عند العرب في العصر الجاهلي

مقالات ذات صلة

الكرم عند العرب في العصر الجاهلي

يُعدّ الكرم من أبرز الخصال الموجودة عند العرب في العصر الجاهلي، ويشار إلى أنّ مفهوم الكرم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالالتزامات التي يشعر بها المضيف تجاه ضيوفه،[١]ويعزى ذلك لطبيعة البيئة الصحراوية والبيئة الاجتماعية والنظام القبلي السائد في المنطقة مما عزز ضرورة التكافل الاجتماعي في المجتمع، ويشار إلى أنّهم كانوا يخصصون ما يقارب نصف ما يملكون من ثروة لترفيه الضيف.[٢]

أسباب الكرم في العصر الجاهلي

تتلخص أسباب الكرم في العصر الجاهلي بما يأتي:[٣]

  • طبيعة الحياة الجغرافية:

إذ كانت البيئة العربية صحراوية قاحلة وكان سكانها من البدو يُعانون من التنقل المستمر بحثًا عن الطعام والماء، الأمر الذي ساهم في إدراك العرب لقيمة الضيف وحاجته للنصرة في هذه الأوقات.

فقد كان الكرم من أفضل السمات والفضائل الإنسانية التي كان يتحلى بها العرب في العصر الجاهلي، وقد كان حب التفاخر والتباهي بخصال الكرم والسخاء من الأمور الشائعة بينهم، الأمر الذي ساهم في زيادة انتشار الكرم بين القبائل، إضافة لذلك قد يكون لتأثير الحروب والنزاعات في تلك الأوقات دور في تعزيز ظاهرة الكرم>

نماذج للكرم في العصر الجاهلي

عُرف الكرم بأنه الفضيلة الأهم والأبرز في العصر الجاهلي وقد كانت هذه الفضيلة مبعثًا للتفاخر والتباهي بين القبائل كما ذكرنا سابقًا، وقد رفع الشعراء من مكانة الكرم والكرماء، ونوضح فيما يأتي بعض الأمثلة على ذلك:

حاتم الطائي

كان حاتم الطائي أكثر من عُرف بالكرم والجود والسخاء، حتى صار مضربًا للمثل في ذلك، وقد أنشأ أبياتًا وجهها إلى زوجته التي ألقت له اللوم من كثر الكرم، فقال:

مهلًا نوار أقلِّي اللَّوم والعَذَلا

ولا تقولي لشيء فات: ما فعلا

ولا تقولي لمال كنت مهلكه

مهلًا، وإن كنت أعطي الجنَّ والخَبَلا

يرى البخيل سبيل المال واحدة

إنَّ الجَوَاد يرى في ماله سبلا

لا تعذليني في مال وصلت به

رحمًا، وخير سبيل المال ما وصلا[٤]

من القصص الشائعة عن الكرم في العصر الجاهلي هي قصة حاتم الطائي عندما أصاب قومه القحط، وكانت الليالي باردة وأطفاله جياع، ولمّا حل الظلام جاءته جارة تطلب منه طعامًا لأطفالها الجياع فوعدها أن يوفر لها ولأولادها الطعام، فقام حاتم الطائي إلى فرس عنده فذبحها وأشعل النار وشواها وأطعمهم ولم يأكل منها شيئًا.[٥]

عبد الله بن جدعان

وهو من الكرماء المشهورين في العصر الجاهلي، وهو أول من عمل الفالوذ للضيف وقد قال فيه أمية بن أبي الصلت ما يأتي:

له داع بمكَّة مُشْمَعِلٌّ

وآخر فوق دارته ينادي

إلى درج من الشِّيزَى ملاء

لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ[٦]

وقد قال أيضًا في كرمه الأبيات الآتية:

إنِّي وإن لم ينل مالي مدى خُلُقِي

وهاب ما ملكت كفِّي مِن المال

لا أحبس المال إلَّا ريث أتلفه

ولا تغيِّرني حال عن الحال[٥]

المراجع

  1. “The epitome of pre-Islamic Arabian generosity”, patheos, Retrieved 18/4/2022. Edited.
  2. “aspect of pre-islamic arabian society”, islam4theworld, Retrieved 18/4/2022. Edited.
  3. “الكرم بين الجاهلية و الاسلام”، سعيد، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2022. بتصرّف.
  4. “حاتم الطائي\العصر الجاهلي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 18/4/2022. بتصرّف.
  5. ^ أ ب “نماذج مِن كرم العرب وجودهم في العصر الجاهلي”، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 18/4/2022. بتصرّف.
  6. “عبدالله بن جدعان”، المكتبة الوقفية، اطّلع عليه بتاريخ 18/4/2022. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى