محتويات
'); }
كيفيّة التّغلب على وساوس الشّيطان
لقد بيّن الله -سبحانه- ضعف كَيد الشّيطان وانتفاء السّلطان والقوّة عنه في التّسلّط على بني آدم؛ فقال: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)،[١] فغايةُ ما يقدر عليه من الأمور أن يُوسوس للإنسان في حياته، ويأمره بالمنكر وينهاه عن المعروف، ويسوّل له الباطل ويزيّنه له، ويأمره بتغيير خلق الله -تعالى-، ويعده ويمنّيه الأماني الزّائفة التي لا حقيقة لها.[٢]
ومما يعين المسلم بالتغلب على وساوس الشيطان، ما يأتي:
الإعراض عن الوسوسة
يسعى المسلم دائمًا إلى أن يبقى يَقظًا لكيد الشّيطان ووسوسته له؛ فالمسلم يُدرك أنّ الشّيطان لا يأمر بالخير والطّاعة، وإنّما يأمر بالشّرّ والمعصية، فيُعرِض عن هذه الوساوس بالتوكل على الله والتذكر، وهذا شأن المتقين،[٣] قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ).[٤]
'); }
الاستعاذة بالله من الشيطان
إنّ أفضل ما يُدفع به وساوس الشيطان هي الاستعاذة بالله والالتجاء والتحصن به -سبحانه- لطرد وساوس الشيطان الرجيم،[٥] قال -تعالى-: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.[٦]
التحصن بالأذكار المأثورة
تحصين المسلم لنفسه من وساوس الشّيطان بالذّكر والدّعاء وقراءة القرآن والصّلاة وغير ذلك من العِبادات؛ فالشّيطان يجد نفسه ضعيفًا أمام المسلم الذي يَتحصّن بالذّكر، قال -تعالى-: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).[٧]
وقد ورد فضل لمجموعة من الآيات والأدعية في طرد الشيطان ووساوسه، هي كما يأتي:[٨]
- قراءة آية الكرسي.
- قراءة المعوذات.
- قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة.
- قراءة سورة البقرة.
- المحافظة على أذكار الصباح والمساء.
- ترديد الأذان والاستماع إليه في المنزل.
عدم اتباع خطوات الشيطان
نهى الله -سبحانه وتعالى- عن اتباع خطوات الشيطان وطرقه ومسالكه، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)،[٩] فعلى المسلم أن يحرص على عدم اتباع خطوات الشيطان؛ وإن وقع في المعصية فليبادر بالتوبة.
البعد عن مجالس السوء
البعد عن رفقاء السوء الذين يزينون الأعمال السيئة ويعينون على فعل المنكرات،[١٠] ولقد أمر الله -تعالى- نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالاستعاذة من شر شياطين الإنس والجن فقال في سورة الناس: (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).[١١]
تعظيم جانب الخير في النفس
تعظيم جانب الخير في النّفس الإنسانيّة بفعل الطاعات والإكثار منها؛ فالنّفس تعتلج فيها كثيرٌ من المتناقضات من خيرٍ وشرٍ وغير ذلك، فإذا عظّم الإنسان جانب الخير فيه غلب على جانب الباطل، فلم يستطع الشّيطان أن يتسلّل إليه بسهولة أو يوسوس له.[١٢]
المداومة على ذكر الله
دوام ذكر الله يصرف عن المسلم كل تشتت وكيد ووسوسة، فإنّ الشيطان يخنس عند ذكر الله،[١٣] قال -صلى الله عليه وسلم-: (الشيطانُ جاثِمٌ على قلبِ ابنِ آدمَ ؛ فإذا ذَكَر اللهَ خَنَسَ وإذا غَفَل وَسْوَسَ).[١٤]
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية:76
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة فقه القلوب، صفحة 3206. بتصرّف.
- ↑ أبو فيصل البدراني، معالم الطريق إلى الله، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:201
- ↑ محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير، صفحة 3041. بتصرّف.
- ↑ سورة فصلت، آية:36
- ↑ سورة النحل، آية:99
- ↑ محمد بن ابراهيم التويجري، موسوعة فقه القلوب، صفحة 3241-3243. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية:21
- ↑ عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ سورة الناس، آية:6
- ↑ ابو فيصل البدراني، معالم الطريق إلى الله، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ الطيبي، شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن، صفحة 521. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 4977، معلق عن ابن عباس .