محتويات
'); }
عدد مرات ورود كلمة الزكاة في القرآن
وردت كلمة الزّكاة في القُرآن الكريم اثنين وثلاثين مرة، ووردت مُعرّفةً ثمانية وعشرين مرة، وغير مُعرّفة في باقي المواضع،[١] أمّا ذكر الزكاة في القرآن مع مشتقّاتها وتصاريفها فذُكرت في ثمانية وخمسين موضعاً من القرآن الكريم، وتكرر ذكرها مع الصلاة في الكثير من المواضع؛ حيث جاء ذكرها مقروناً بالصلاة في ستّةٍ وعشرين موضعاً، للدلالة على أهمّيتها والعناية بها، وهي من آكد العبادات بعد الشهادتين والصلاة، فالصلاة حقٌّ الله -تعالى-، والزّكاة حقٌ لِعباده وإحسانٌ لهم،[٢][٣] وقد ذكر ابن جرير -رحمه الله- أنّه كان يُقال: “إنّ الزكاة قنطرة الإسلام، فمن قطعها نجا، ومن تخلّف عنها هلك،” وقال أبو بكر -رضي الله عنه-: “والله لا أفرّق بين شيءٍ جمع الله بينه، والله لو منعوني عقالا مما فرض الله ورسوله لقاتلناهم عليه.”[٤]
حكم الزَّكاة وفضلها
تُعدُّ الزكاة فرض عين على من تحققت فيه شُروطها، وقد ثبت وجوبها في كثيرٍ من الأدلة، قال -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)،[٥][٦] وهي الرُكن الثالث من أركان الإسلام، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)،[٧] وتُعدُّ من ضروريات الدّين، وتجب في الأموال التي حدّدها الله -تعالى- وبيّنها للنّاس،[٨] وللزّكاة العديد من الفضائل، ومنها ما يأتي:[٩]
'); }
- صفةٌ من صفات أهل الجنّة، لقوله -تعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ* كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ* وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ).[١٠]
- صفةٌ من صفات المؤمن المُستحقّ للرّحمة من الله -تعالى-، لقوله -سبحانه-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَامُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ).[١١]
- البركة ونماء الصّدقة من الله -تعالى- لصاحبها، ويُظلّه الله -عز وجل- من حرِّ شمس يوم القيامة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث السبعة الذين يظلّهم الله في ظله يوم القيامة: (ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفاها حتَّى لا تَعْلَمَ يَمِينُهُ ما تُنْفِقُ شِمالُهُ).[١٢]
- زكاة المال وتنميته، وفتح أبواب الرزق، وتُعدّ سبباً لتنزُّل الخير، ومغفرة الذُّنوب.
- دليلٌ على صدق إيمان صاحبها؛ لأنّه يبذل المال محبةً لله -تعالى-.
الحكمة من مشروعية الزَّكاة
إن للزكاة حِكماً عديدة، ومنها ما يأتي:[١٣][١٤]
- تطهير النفس من البُخل والطمع، كما أنّها تُعدّ مواساةً للفقراء، وسدّاً لحاجات المحتاجين.
- إقامة المصلحة العامة من أجل سعادة الأمة وحياتها.
- شكر الله -تعالى- على نِعمة المال.
- حُصول الأُلفة والمودّة بين النّاس، ممّا يؤدي إلى زوال الحقد والحسد بينهم.
- حُصول الرزق للغنيّ المُتصدّق؛ بسبب زكاته للفُقراء.
- إبعاد العذاب والأضرار عن المُزَكّي؛ كانتزاع البركة، وهلاك المال.[١٥]
المراجع
- ↑ أحمد بن عبد الله الزهراني، التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ونماذج منه، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 100. بتصرّف.
- ↑ أحمد بن عبد الله الزهراني، التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ونماذج منه، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 93. بتصرّف.
- ↑ “لفظ (الزكاة) في القرآن”، www.islamweb.net، 18-1-2015، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2021. بتصرّف.
- ↑ الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، المدينة المنورة: موقع الجامعة على الإنترنت، صفحة 490، جزء 35. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 110.
- ↑ كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة: المكتبة التوفيقية، صفحة 5، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
- ↑ محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني (2003)، الروضة الندية (ومعها: التعليقاتُ الرَّضية على «الرَّوضة النّديَّة» ) (الطبعة الأولى)، الرياض: دَارُ ابن القيِّم للنشر والتوزيع، صفحة 485، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة: المكتبة التوفيقية، صفحة 6-7، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة الذاريات، آية: 15-19.
- ↑ سورة التوبة، آية: 71.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1031، صحيح.
- ↑ صالح بن غانم بن عبد الله بن سليمان بن علي السدلان (1425 هـ )، رسالة في الفقه الميسر (الطبعة الأولى)، السعودية: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 59. بتصرّف.
- ↑ سراج الدين عمر بن علي بن عادل (1998)، اللباب في علوم الكتاب (الطبعة الأولى)، بيروت/ لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 121-122، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية – مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 21، جزء 82. بتصرّف.