اسئلة دينية

جديد كم مرة ذكرت الجنة في القرآن

كم مرة ذكرت الجنة في القرآن

يقول الشيخ سعيد بن وهف القحطاني -رحمه الله تعالى-: ورد ذكر الجنّة في القرآن الكريم بصيغة المفرد في ستٍ وستّين موضعاً، وجاءت بصيغة الجمع -جنّات- في تسع وستين موضعاً في كتاب الله -تعالى-،[١] واسم الجنّة يطلق في الأصل على الأرض المغطاة بالشجر والزرع، وقد استعمل هذا الاسم في الشريعة الإسلامية للدلالة على جنّة الخلد التي أعدّها الله -تعالى- لعباده المؤمنين في الدار الآخرة، وهو الاستخدام الشائع والأكثر في القرآن الكريم، حيث جاءت كلمة جنّة أحياناً بالإفراد، أو جنّات بالجمع في نحو مئة وعشرين موضعاً فيه، ووردت كلمة جنّة بمعناها الأصليّ في تسع آيات بصيغة المفرد، وفي خمس آيات بصيغة التثنية، وفي اثنتي عشرة آية بصيغة الجمع، والسياق الذي ترد فيه كلمة الجنّة هو الذي يحدّد دلالتها.[٢]

أسماء الجنة في القرآن

ورد ذكر الجنّة في القرآن الكريم بعدّة أسماء، وبيان هذه الأسماء فيما يأتي:

  • جنة الخلد: قال الله -تبارك وتعالى- في سورة الفرقان: (قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا).[٣][٤]
  • دار السلام: أطلق الله -تعالى- هذا الاسم على الجنّة، وسمّاها به في كتابه العزيز؛ فقال -تعالى-: (لَهُم دارُ السَّلامِ عِندَ رَبِّهِم)،[٥] وقال -جل وعلا-: (وَاللَّـهُ يَدعو إِلى دارِ السَّلامِ).[٦][٧]
  • جنات الفردوس: قال الله -تعالى- في سورة الكهف مسمّياً الجنّة باسم جنّات الفردوس: (إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ كانَت لَهُم جَنّاتُ الفِردَوسِ نُزُلًا).[٨][٩]
  • دار المقامة: قال الله -عزّ وجلّ-: ( الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ)،[١٠][١١] قال مقاتل -رحمه الله تعالى- أنزل عباده الصالحين الجنّة؛ فهم مقيمون فيها أبداً، لا يموتون فيها، ولا يتحوّلون عنها أبداً، ويقول الفرّاء، والزجّاج -رحمهما الله تعالى-: المقامة في اللغة تأتي بمعنى الإقامة؛ فتقول: أقمت في المنطقة إقامة، ومقامة، ومقاماً.[١٢]
  • جنة المأوى: قال -سبحانه وتعالى- في سورة النجم: (عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى)،[١٣] والمأوى مأخوذ من الفعل أوى يأوي، ويأتي بمعنى انضمام الشيء إلى المكان، وصيروريّته إليه، واستقراره به، والله -تعالى- جعل الجنّة بيت مستقرّ، ومأوى لعباده المؤمنين.[١٤]
  • جنات عدن: قال الله -تبارك وتعالى-: (جَنّاتِ عَدنٍ الَّتي وَعَدَ الرَّحمـنُ عِبادَهُ بِالغَيبِ)،[١٥] وتأتي كلمة عدن في اللغة بمعنى الإقامة في المكان، يقال: عدن في المنطقة إذا أقام بها، ومكث.[١٤]
  • جنات النعيم: قال الله -تعالى- في سورة لقمان: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ)،[١٦] وهذا الاسم يطلق على جميع الجنّات؛ لما حوته من أشكال النعيم، وأنواعه، من طعام، وشراب، ولباس، ورائحة جميلة، ومنازل واسعة، وجميل المناظر وغير ذلك من أنواع النعيم الظاهر، والنعيم الباطن.[١٤]
  • مقعد صدق: قال -جلّ وعلا-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ)،[١٧] فأطلق الله -تعالى- على جنّته اسم مقعد الصدق؛ لأنّها المجلس الحقّ الذي لا يكون فيه لغو، ولا تأثيم.[١٤]

التعريف بالجنة وعظَمتها

تأتي الجنّة في اللغة بمعنى البستان، وجاء في مختار القاموس أن الجنّة ترد بمعنى الحديقة ذات الشجر والنخيل، وتجمع على جنان، وأمّا اصطلاحاً فالجنّة هو اسم عام يطلق على المنزلة التي أعدّها الله -تعالى- لعباده الطائعين، وما حوته من أشكال النعيم الأبديّ، وأنواع الملذّات المختلفة، وما فيها من سرور وفرح وبهجة، وقرّة عين للمؤمنين،[١٨] وقد بيَّن الله -تعالى- أنّ الدنيا وما فيها من نعيم زائل لا محاله، وأمّا الآخرة فهي دار النعيم الأبديّ الذي لا يزول، وقد أطلق الله -تعالى- في كتابه الكريم اسم المتاع على كلّ ما زيّن للناس من نعيم الدنيا؛ وذلك لذهابه وزواله بعد الاستمتاع به، وأمّا الآخرة فهي دار النعيم السرمديّ الباقي، والذي لا يفنى ما فيه ولا ينفذ، وما عند الله -تعالى- خير وأبقى،[١٩] وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- قال: (قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: أعْدَدْتُ لِعِبادِيَ الصَّالِحِينَ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ).[٢٠][٢١]

المراجع

  1. سعيد بن وهف القحطاني، الفوز العظيم والخسران المبين في ضوء الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 14. بتصرّف.
  2. عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ، التفسير البياني للقرآن الكريم (الطبعة السابعة)، القاهرة: دار المعارف، صفحة 62، جزء 2. بتصرّف.
  3. سورة الفرقان، آية: 15.
  4. محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الرياض: بيت الأفكار الدولية، صفحة 318، جزء 1. بتصرّف.
  5. سورة الأنعام، آية: 127.
  6. سورة يونس، آية: 25.
  7. ابن القيم، حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، القاهرة: مطبعة المدني، صفحة 95. بتصرّف.
  8. سورة الكهف، آية: 107.
  9. محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 126. بتصرّف.
  10. سورة فاطر، آية: 35.
  11. عبدالرحمن بن وهف القحطاني، الجنة والنار من الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الثالثة)، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 95، جزء 1. بتصرّف.
  12. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 371، جزء 2. بتصرّف.
  13. سورة النجم، آية: 15.
  14. ^ أ ب ت ث “وصف الجنة في القرآن الكريم”، www.islamweb.net، 29-8-2010، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  15. سورة مريم، آية: 61.
  16. سورة لقمان، آية: 8.
  17. سورة القمر، آية: 54-55.
  18. عبد الرحمن بن وهف القحطاني، مجموع رسائل عبد الرحمن بن وهف القحطاني، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 166. بتصرّف.
  19. مجموعة مؤلفين (1433)، الموسوعة العقدية- الدرر السنية، صفحة 121، جزء 5. بتصرّف.
  20. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2824، صحيح.
  21. جمال محمد علي الشقيري، الأحاديث القدسية، الأردن: مكتبة دار الثقافة، صفحة 68، جزء 1. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى