تنمية الذات

جديد قوة الإرادة

الإرادة

الإرادة في اللغة كما جاءت في معجم المعاني الجامع هي مصدر الفعل أرادَ، وهي العزيمة أو المشيئة، وهي القدرة في التصميم للقيام بالأعمال والتصرفات، وفي الفلسفة يُقصَد بالإرادة أنّها قوة يقصد المرء فيها أمراً دون آخر،[١] والإرادة هي اتجاه المرء إلى القيام بفعل ما أو امتناعه عن فعل ما،[٢] وإن المفهوم الشائع للإرادة والذي يتداوله الناس بشكلٍ عام؛ هو أنّها الجهد الذي يجب بذله من أجل تحقيق أو إنجاز عمل ما، وهي الطاقة التي تدفع نحو الإنجاز، وتعتبر الإرادة قوة من أعظم قوى الإنسان فهو من دونها لا يمكنه أن يقبل على عمل ما أو يُحجم عنه، وهي الطاقة التي تجعل الفعل يخرج من حيّز المخيلة أو التصوّر إلى التحقيق الفعلي، وحيث إنّ الإقدام على الفعل يتطلب تخيله أولاً، ومن ثم العزم على تحقيقه، ومن ثم بذل الجهد للقيام به وإنجازه فإن مكونات الإرادة هي التخيّل، يليه العزم والجهد، ثم الإقدام.[٣]

والإرادة موجودة عند جميع الأفراد، ولكنها توجد بدرجات، فقد تكون قوية، وقد تكون ضعيفة، وقد توجد عند البعض بدرجات متوسطة أيضاً، فعادةً ما يمارس الإنسان إرادته في حالاتٍ كثيرة ومختلفة ودون قصد منه، فمن الممكن أن يرفض وليمة كبيرة خشية السمنة، ولكنه يضعف أمام قطعة صغيرة من الشوكولاتة ويأكلها دون تفكير، والإرادة هي ما يوجه الإنسان نحو الخير أو الشر، ويجدر الذكر أن الإرادة تخضع للعوامل الذاتية الداخلية للفرد نفسه، وبيده إضعافها كما بيده تقويتها.[٢]

قوة الإرادة

أما قوة الإرادة فهي ما يعبر عن مثابرة المرء واندفاعه للقيام بعمل معين بصرف النظر عن العوائق والمصاعب التي سوف يواجهها في طريق إنجازه لذلك العمل،[١] وإنّ السبيل الوحيد للحصول على قوة الإرادة هو إرادة القوة بحد ذاتها، فلا يمكن للفرد أن يقوّي إرادته دون أن تكون لديه الرغبة في القوة نفسها، وعادةً ما يرغب الفرد بأن يمتلك الإرادة القوية من أجل أسباب معينة منها إرادة النجاح في مختلف أمور الحياة، ومن ثم تحقيق ذاته، والجدير بالذكر أن الإرادة لا يمكن أن تقوى إلّا إذا أصرّ المرء على تحقيق أهدافه وذاته، حيث إنّ لكل امرئٍ أهدافه التي تحقق كيانه وذاته، وتحقق الغاية من وجوده في هذه الحياة، وكلما كان فهم الإنسان للإرادة وأنواعها عميقاً كلما تمكّن من استخدامها لتحقيق أهدافه، فيبدأ بإرادة الحياة، ثم ينتقل لإرادة المعتقد، ومنها إلى إرادة القوة، والتي تقوده بدورها نحو إرادة النجاح، وبذلك يصل الإنسان إلى تحقيق ذاته بتوظيفه لقوى الإرادة المختلفة.[٤]

وتعرفقوة الإرادة أيضاً على أنّها ضبط الإنسان لنفسه وتصرفاته،[٥] ويقول دان ميلمان أن قوة الإرادة هي مفتاح النجاح، فالناجحون هم من يسعون جاهدين للتغلب على خوفهم أو شكّهم، أو أيّ شعورٍ باللامبالاة، وذلك من خلال استخدام إرادتهم وتوظيفها في ذلك، ووفقاً لجمعية علم النفس الأمريكية، فقد تم تعريف قوة الإرادة على أنّها القدرة على مقاومة جميع المغريات والرغبات على المدى القصير، وذلك من أجل تحقيق الأهداف بعيدة المدى، وأنّها القدرة على تجاوز الأفكار غير المرغوب في تنفيذها.[٦]

التدريب على قوة الإرادة

إن الإنسان هو من يجني نتائج اختياراته جميعها في حياته، لذلك لا يصح أن يقول الإنسان عن أمرٍ ما أنه ليس بيده أو أنه خارج عن إرادته، حيث إنّه هو من يقوّي إرادته، وهو من يضعفها، ولا يوجد أي عامل وراثي يسهم في وجود الإرادة القوية أو الضعيفة، ويمكن للمرء أن يدرب نفسه ليصبح قوي الإرادة من خلال اتباع الآتي:[٢]

  • سؤال المرء نفسه ما الذي يجعله يتصرف بقوة إرادة إزاء الأمور المختلفة، وما الذي يفقده قوة إرادته في المواقف المختلفة، وما هي الأمور التي تسهم في إضعاف إرادته.
  • إحصاء الفرد لجميع تصرفاته والسلوكيات التي يقوم بها عادةً، ومن ثم يصنفها حسب إرادته، فيظهر له أي المواقف كانت إرادته قوية وأيها كانت إرادته ضعيفة.
  • تحديد المرء للظروف التي كانت إرادته فيها قوية، ومحاولة التمسك بها.
  • تحديد المرء للظروف المحيطة التي صدرت فيها تصرفات عنه تبين أن إرادته ضعيفة، ومحاولة تجنب هذه الظروف ما أمكن.
  • تحديد المرء صورة يحبها لنفسه، ولشخصيته لتدخل في مخيلته، وعقله الباطن ليبدأ بالعمل من أجل الوصول إليها.
  • القيام بالمهام والأعمال، وتنمية المهارات التي تحقق للمرء ما يتمنى أن يكون عليه سواء كانت هذه المهام على الصعيد الشخصي أم الاجتماعي أم المهني، ومن خلال القيام المرء بهذه الأعمال التي تنمي شخصيته تدخل صورة شخصيته التي يريدها لنفسه في عقله الواعي، ليتفق بعد ذلك العقل الباطن مع العقل الواعي على صورة الشخصية والذات التي يتمناها المرء لنفسه، والتي قام بالعديد من الأعمال للحصول عليها، وبالتالي سوف تُمحى أي صورة ذهنية سابقة في مخيلته عن شخصيته السابقة وإرادته الضعيفة، حيث إن الإرادة قوة تكمن في العقل.

استراتيجيات تقوية الإرادة

فيما يلي بعض الإسترتيجيات التي تساعد على تقوية الإرادة وضبط النفس:[٧]

  • التركيز على تحقيق هدفٍ واحد في وقتٍ واحد: فقد وجد علماء النفس أن تحديد هدفٍ واحد، والعمل على تحقيقه في وقتٍ واحد أكثر فاعليةً في تقوية الإرادة من وضع مجموعة من الأهداف، والعمل على تحقيقها معاً في ذات الوقت، حيث إنّ تحقيق الهدف الأول من شأنه أن يقوّي إرادة المرء، وبالتالي يكون حافزاً للعمل على تحقيق الأهداف التي تليه.
  • تجنّب المغريات: حيث إنّ تجنب المغريات يعد أمراً فعلاً في ضبط النفس وتقوية الإرادة، فيجب على المرء أن يتجنب المغريات خارج المنزل وداخله، أو إن كانت المغريات التي تضعف إرادته كثيرةً في المنزل فعليه أن يبقيها بعيدة عن أنظاره على الأقل، فمثلاً إذا أراد المرء إنجاز عملٍ ما داخل المنزل فعليه أن يبقي هاتفه المحمول بعيداً عن أنظاره أو أن يغلقه.
  • التخطيط وعدم الاعتماد على الإرادة فقط: فعندما يضع المرء خطة للتصرف في موقفٍ يتعرض به للمغريات يقلل من اعتماده على إرادته، وبالتالي تجنب إضعافها، فمثلاً عندما يذهب المرء إلى حفل يقدم فيه الكحول، عليه أن يخطط في ذهنه أنه إن عُرض عليه الكحول فإنه سوف يرفض ويطلب عصير بدلاً منه، وبالتالي فإنه عندما يتعرض لهذا الموقف ينفذ ما قد خطط له سابقاً دون أن يضطر إلى الاعتماد على إرادته ويتجنب بذلك أي درجة من درجات ضعفها.
  • مراقبة السلوكيات إلى حين الوصول إلى الهدف النهائي: على المرء أن يراقب سلوكه إلى أن يصل إلى هدفه النهائي، بحيث يضع خطةً لتحقيق أهدافه ويراقب إنجازه اليومي ليرى ما إن أحرز تقدماً أم لا، حيث أشارت الأبحاث إلى أن متابعة المرء لسلوكياته، ومراقبة نفسه وخطواته يجعله أكثر وعياً كما أن ذلك يساعده على تغيير السلوكيات التي من شأنها إضعاف إرادته.
  • مكافأة النفس: على المرء أن يكافئ نفسه عندما يحقق أهدافه على أكمل وجه، وعليه أن يحرص أن لا تتعارض المكافأة مع ما يريد أن يصل إليه، وأن لا تكون من المغريات التي من شأنها أن تضعف إرادته.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم: حيث إن قلة النوم من شأنها أن تضعف قدرة المرء على مقاومة المغريّات التي تعترض سبيل تقوية إرادته، وبالتالي عليه أن يأخذ قسطاً كافياً من النوم عندما يشعر بحاجته لذلك لتعزيز قدرته على ضبط نفسه.
  • طلب الدعم والمساندة: لا ضرر من أن يطلب المرء المساندة من الأشخاص ممن حوله لتقوية عزيمته وإرداته إلى حين الوصول إلى أهدافه، وعليه أن يحيط نفسه بالأشخاص الذين يدعموه ويساندوه، وليس هؤلاء الذين يضعفون إرادته، ويقللون من قدرته على ضبط نفسه.

كيف تمتلك ارادة قوية

قوة الإرادة ، والمعروفة أيضًا باسم الانضباط الذاتي أو ضبط النفس أو الاصرار ، وهي قدرتك على التحكم في سلوكك وعواطفك واهتمامك. وتشمل قوة الإرادة القدرة على مقاومة الدوافع وتأجيل الإرضاء الفوري للوصول إلى الأهداف ، والقدرة على تجاوز الأفكار غير المرغوب فيها ،المشاعر، أو الدوافع ، والقدرة على التنظيم الذاتي.[٨]

  • قيم عاداتك.
  • ان تعمل مقياس لقوة الارادة.
  • حدد هدفًا بعيد المدى للتغيير.
  • ضع أهدافًا فرعية قصيرة المدى.
  • التخلي عن الرضا الفوري.
  • امنح نفسك مكافآت صغيرة للتقدم.

المراجع

  1. ^ أ ب “تعريف و معنى إرادة في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-22. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت علا عبد الباقي إبراهيم، الصحة النفسية وتنمية الإنسان، صفحة 144-146. بتصرّف.
  3. عاطف عمارة، الذكاء وقوة الإرادة ، صفحة 62. بتصرّف.
  4. علا عبد الباقي إبراهيم، الذكاء وقوة الإرادة ، صفحة 58-59. بتصرّف.
  5. “willpower”, www.dictionary.com, Retrieved 2018-2-22. Edited.
  6. “The Psychology of Willpower: Training the Brain for Better Decisions”, www.positivepsychologyprogram.com,2016-10-2، Retrieved 2018-2-22. Edited.
  7. “Harnessing Willpower TO MEET YOUR GOALS”, www.apa.org, Retrieved 2018-2-22. Edited.
  8. “How to Have Willpower”, www.wikihow.com, Retrieved 18/6/2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى