'); }
التعاون في الإسلام
حثّ الله تعالى عباده على التعاون؛ فقال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)،[١] ويكون التعاون في كلّ وجوه الخير، وكلّ ما يكون سبيلًا للتفريج عن الآخرين حال كربتهم أو احتاجهم للعون الماديّ؛ كإقراض المال أو التصدق، أو العون المعنويّ؛ كنصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم، وعلى المسلم أن يقصد في تعاونه مع الآخرين الثواب من الله تعالى، وإدخال السرور إلى قلب أخيه المسلم.[٢]
قصص عن التعاون في الإسلام
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحثّ على التعاون، وقضاء المسلم لاحتياجات إخوانه المسلمين؛ فقال عليه الصلاة والسلام: “الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا”،[٣] وآتيًا ذكرٌ لبعض القصص التي تجسّد تعاون المسلمين من السلف الصالح فيما بينهم:
'); }
- تعاون أبي بكر وأهله -رضي الله عنهم- مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في وقت الهجرة؛ حيث قام أبو بكرٍ بتجهيز الراحلتين، وهاجر مع النبيّ، وعند وصولهما إلى غار ثور، دخل قبل النبيّ؛ ليتأكد من عدم وجود ما يؤذيه، أمّا أهله؛ فقد كانت أسماء بنت أبي بكر تعاونهما في تجهيز الطعام لهما وهما في الغار.[٢]
- تعاون الصحابة -رضي الله عنهم- بعد الهجرة في بناء المسجد النبويّ، حتّى أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- شارك الصحابة في بنائه.[٤]
- تعاون الصحابة -رضي الله عنهم- من مهاجرين وأنصار على حفر الخندق؛ استعدادًا للغزوٍ من قِبل المشركين، وشاركهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- العمل، وقد رُوي في ذلك: “جَعَلَ المُهَاجِرُونَ وَالأنْصَارُ يَحْفِرُونَ الخَنْدَقَ حَوْلَ المَدِينَةِ، وَيَنْقُلُونَ التُّرَابَ علَى مُتُونِهِمْ، ويقولونَ: نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا… علَى الإسْلَامِ ما بَقِينَا أَبَدَا وَالنبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجِيبُهُمْ ويقولُ: اللَّهُمَّ إنَّه لا خَيْرَ إلَّا خَيْرُ الآخِرَهْ… فَبَارِكْ في الأنْصَارِ وَالمُهَاجِرَهْ”.[٥][٤]
- ما كان بين المهاجرين والأنصار -رضي الله عنهم- من تعاونٍ ومؤاخاة؛ حيث شارك الأنصار الماجرين حين قدموا من مكّة في البيوت والأموال والرزق.[٦]
- ومن أبرز قصص التعاون في الإسلام مواقف عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ حيث كان ينفق ماله في سبيل الله؛ لمعاونة المسلمين، وممّا ورد عنه أنّه جهّز جيش العسرة، وأسهم في توسعة المسجد النبويّ؛ حتى رُوي أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال فيه: “جاء عثمانُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بألفِ دينارٍ في كُمِّه –حينَ جهز جيشَ العسرةِ– فنثَرها في حِجرِه فرأيت النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُقلِّبُها في حِجرِه ويقولُ ما ضَرَّ عثمانُ ما عمل بعدَ اليومِ مرتينِ”.[٧][٨]
آثار التعاون في الإسلام
إنّ للتعاون في الإسلام فضائل وآثارٌ إيجابيّةٌ كثيرةٌ، تعود بالنفع على الفرد والمجتمع كلّه بالخير والنفع، ومن آثاره ما يلي:[٩]
- تطهير المجتمع من الحقد والفساد.
- نشر المحبة بين الأفراد المتعاونين.
- التقليل من السرقات والجرائم.
- يؤلف قلوب الناس على بعضهم.
- إدخال السرور والسعادة على قلوب المسلمين؛ بتفريج كربتهم.
المراجع
- ↑ سورة المائدة، آية:2
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، موسوعة الأخلاق الاسلامية الدرر السنية، صفحة 140-141. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:2585، حديث صحيح.
- ^ أ ب احمد أبو عيد (16/1/2016)، “خطبة عن فضل التعاون في الاسلام”، الالوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/2/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن انس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2835، حديث صحيح.
- ↑ محمود محمد الخزندار، هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا، صفحة 174. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الرحمن بن سمرة، الصفحة أو الرقم:3701، حسن غريب.
- ↑ محمد نصر الدين عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 477. بتصرّف.
- ↑ عبد الحق حميش (3/7/2017)، “وتعاونوا على البر والتقوى”، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 24/2/2022. بتصرّف.