قصة هارون عليه السلام

'); }

نشأة هارون عليه السلام

هارون بن عمران هو أخو نبي الله موسى -عليه السلام- وشقيقه وهو الأخ الأكبر له، وقد ورد ذكره في كل من القرآن الكريم والكتاب المقدس، فقد أرسله الله -تعالى- مع موسى -عليه السلام- إلى فرعون وبني إسرائيل، فكان معيناً ومساعداً ووزيراً له خلال دعوته لفرعون وخروج بني إسرائيل من أرض مصر.[١]

بني إسرائيل والسامري

ذهب موسى -عليه السلام- لتلَّقي الوحي وترك أخاه هارون -عليه السلام- يتولى أمر بني إسرائيل، وفي غياب موسى -عليه السلام- قام رجل من بني إسرائيل اسمه السامري بصنع عجل من ذهب وتحول عدد من بني إسرائيل لعبادته، حاول هارون -عليه السلام- منعهم من ذلك ولكنه عجز عن صدهم وردعهم عن فعلهم بسبب عنادهم وكفرهم، وكانوا يعتقدون أنَّ موسى -عليه السلام- لن يعود.[٢]

ولمَّا رجع موسى -عليه السلام- إلى قومه من بني إسرائيل وجدهم قد عبدوا العجل من دون الله -تعالى- وانحرفوا عن الطريق الصحيح، فعاتب موسى -عليه السلام- أخاه هارون -عليه السلام- بسبب موقفه منهم وعدم منعهم من عبادة العجل والتصدي لهم، فكان جواب هارون -عليه السلام- أنَّه خاف من أن يؤدي إنكاره عليهم إلى ضرر أكبر من ذلك كوقوع الفتن والنزاعات بين القوم.[٣]

'); }

قال -تعالى-: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي ۖ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ۖ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ۚ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ* قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ ۖ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).[٤][٥]

وفاة هارون عليه السلام

قصة موت هارون -عليه السلام- هي: أنَّ الله -تعالى- أوحى إلى موسى -عليه السلام- بواسطة جبريل -عليه السلام- أنَّه سيُميت هارون -عليه السلام- فذهب موسى وهارون -عليهما السلام- إلى مكان وكان موضع حسن وجميل يوجد فيه شجر جميل وفيه بيت حسن المظهر.[٦]

وفي هذا البيت يوجد سرير عليه فرش عندما نظر هارون -عليه السلام- إليه أعجبه المكان فقال لموسى -عليه السلام-: “أحب أن أنام على هذا السرير”، فقال له موسى -عليه السلام-: “نم عليه”، فقال هارون -عليه السلام-: “إني أخاف أن يأتي صاحب البيت فيغضب مني”، فقال له موسى -عليه السلام-: “لا تخف”، فقال لموسى -عليه السلام-: “نم معي”.[٧]

فلما ناما -عليهما السلام- مات هارون -عليه السلام- وقُبضت روحه، ورُفع البيت ورُفع السرير وبه هارون -عليه السلام- إلى السماء، رجع موسى -عليه السلام- إلى قومه بني إسرائيل، وسألوه عن هارون -عليه السلام فأخبرهم بأنَّه توفي، فاتهموا موسى -عليه السلام- بقتله فدعا الله -تعالى- فاستجاب الله -تعالى- دعائه، فجاءت الملائكة بالسرير ووضعته أمامهم، فصدقوا موسى -عليه السلام- وعرفوا صحة قوله.[٨]

المراجع

  1. محمد بن أحمد عقيلة، الزيادة والإحسان في علوم القرآن، صفحة 240. بتصرّف.
  2. مجموعة مؤلفين، موجز دائرة المعارف الإسلامية، صفحة 10024. بتصرّف.
  3. مناهج جامعة المدينة العالمية، أصول الدعوة وطرقها، صفحة 153. بتصرّف.
  4. سورة الأعراف، آية:150-151
  5. مناهج جامعة المدينة العالمية، أصول الدعوة وطرقها، صفحة 153. بتصرّف.
  6. محمد بن أحمد عقيلة، الزيادة والإحسان في علوم القرآن، صفحة 241. بتصرّف.
  7. أبو اسحاق الثعلبي، الكشف والبيان عن تفسير القرآن، صفحة 260. بتصرّف.
  8. ابو اسحاق الثعلبي، الكشف والبيان عن تفسير القران، صفحة 260. بتصرّف.
Exit mobile version