إسلام

قصة نزول الوحي (للأطفال)

صورة مقال قصة نزول الوحي (للأطفال)

مقالات ذات صلة

قصة نزول الوحي على النبي في غار حراء

إنَّ قصة نزول الوحي على سيدنا محمد قصة عظيمة ولابد أن تروى لكل أطفال المسلمين؛ وبدايتها أنَّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة ظهرت له دلائلُ وعلاماتٌ تُهيّئهُ لأمر النبوّة العظيم، فقد ورد عن أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (أوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيا إلَّا جاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إلَيْهِ الخَلاءُ، وكانَ يَخْلُو بغارِ حِراءٍ فَيَتَحَنَّثُ فيه -وهو التَّعَبُّدُ- اللَّيالِيَ ذَواتِ العَدَدِ قَبْلَ أنْ يَنْزِعَ إلى أهْلِهِ).[١]

كان -صلى الله عليه وسلّم- يحبُّ أن يَختلي بنفسه ويعتزل الناس، ليبتعد عن الباطل وأهله، وكان يصعد إلى غار حراء ليتعبّد فيه ويلبث هناك عدّة أيام يتفكّر فيها في خلق الكون ويتأمّله، وينظر إلى البيت الحرام من هناك، وعندما يقع في نفسه الشَّوق يرجع إلى أهل بيته، وهذه من دلائل نبوّته، كما أنَّه كان لا يرى مَناماً إلاّ ويتحقّق كما رآه؛ وفي ذلك دِلالةً على أنّه يتجهز للنبوّة وأنّه ليس كبقيّة البشر.[٢]

وفيما يتعلق بكيفية نزول الوحي؛ فعندما بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعين عاماً، وبينما هو في غار حراء يتعبّد ويتفكّر في خلق الله، أتاهُ جبريل -عليه السلام- على هيئةِ بشرٍ، فدخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في خلوتِه فلم يعرفه، فقال له: “اقْرَأْ”، فأجاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما أنا بقارِئٍ)،[٣] أي أنا شخصٌ أمِّيٌّ لا أستطيع القراءة، فقام بِضمِّه إليه ضمَّة قويةً فأتعَبَته.[٤]

ثم كرّر ذلك عليه فقال: "اقرأ"، فأجاب -صلى الله عليه وسلم- بالإجابة ذاتها فضمّهُ جبريل إليه مرة أخرى، فكرّر سؤاله فقال: "اقرأ"، فأجابه الرسول الكريم للمرة الثالثة ما أنا بقارئ، فضمَّهُ ضمَّةً أخيرة، ثمّ قال جبريل -عليه السلام-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)،[٥][٤] وبهذا يتضح لنا متى نزل الوحي على الرسول وكم كان عمره آنذاك صلوات ربي وسلامه عليه. 

رجوع النبي إلى بيته خائفا

بعد الذي حصل مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الغار، دبّ في قلبه الخوف وأصبح يرتجف برداً من شدّة ما لاقاه في الغار، فأسرع إلى زوجته خديجة -رضي الله عنها- فدخل وقد ظهر على ملامحه الخوف الشديد، والارتجاف وكأنما واجههُ خطبٌ ما، فقال لها: (زمّلوني، زمّلوني)،[٣] أي غطّوني، فلمّا غطَّته -رضي الله عنها- وهدأ خوفه -صلى الله عليه وسلم- وسَكَن، روى ما حصل معه لزوجته خديجة، فطمأَنتهُ وهدّأَت من روعِهِ وأخذت تُعدّدُ خِصالَهُ وتقول له أنّ من يُغيث الملهوف، ويساعد الفقير، ويصِلُ الرّحم لن يخذله الله أبداً.[٦]

كان لزوجة النبي -صلى الله عليه وسلم- خديجة -رضي الله عنها- ابنُ عمٍّ يُدعى ورقة بن نوفل، وكان قد اعتنق النصرانية، فذهبوا إليه ليسألوه عمّا حصل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: “قدّوسٌ، قدّوس، والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس الذي كان يأتي موسى” ثم قال: “ولَتُكَذَّبَنّ، ولَتُؤذَيَنّ، ولَتُخرَجَنّ، ولَتُقاتَلَنّ، ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرنّ الله نصراً يعلمه”، فاندهش النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قاله ورقة من معاملة قومه وعشيرته له، وأكّد له ورقة ذلك بأنّ كلّ نبيٍّ يبعثه الله -تعالى- لعباده تكون هذه هي معاملة قومه له.[٦]

أول ما نزل من الوحي

إنّ أول ما نزل من الوحي هو صدر سورة العلق، وهي الآيات الكريمة الآتية: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ).[٧][٨]

نزل الوحي على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غار حراء أثناء تعبده فيه، وقد كان عمره آنذاك أربعون عاماً، وقد خاف خوفاً شديداً من هول الموقف، وعاد بعدها إلى السيدة خديجة، والتي أخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وأوضح له أن هذا وحيٌ من الله -تعالى-، وأنه نبي مرسل.

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3، صحيح.
  2. حمزة قاسم (1990)، كتاب منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري، دمشق- الطائف:مكتبة دار البيان- مكتبة المؤيد، صفحة 34، جزء 1. بتصرّف.
  3. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3، صحيح.
  4. ^ أ ب راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية، صفحة 6. بتصرّف.
  5. سورة العلق، آية:1-5
  6. ^ أ ب محمد القادياني (1390)، كتاب حياة محمد ورسالته (الطبعة 2)، بيروت:دار العلم للملايين، صفحة 69، جزء 1. بتصرّف.
  7. سورة العلق، آية:1-5
  8. عبد القادر منصور (2002)، كتاب موسوعة علوم القرآن (الطبعة 1)، حلب:دار القلم العربى، صفحة 16. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى