إسلام

أول من دوّن الفقه

أول من دوّن الفقه

أبو حنيفة النعمان أول من دون الفقه

أنَّ أول من دوّن في الفقه هو الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت التيمي -رحمه الله-، والإمام أبو حنيفة -رحمه الله- كان متقناً في علوم الفقه، وكان ورعاً، وزاهداً، وقد قال عنه الإمام الشافعي:”الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة”.[١]

وقد وضع أبو حنيفة -رحمه الله- فروعاً لكل بحثٍ من أبحاث الفقه، ونظّم الأبواب والفصول فيه، حتى بات الوصول إلى أحكام المسائل الفقهية يسيراً ومنظماً.[١]

وبذلك يكون علم الفقه قد سبق في تدوينه علم أصول الفقه، ولكن هذا لا يعني عدم وجود علم أصول الفقه في تلك الفترة؛ بل إن علم الفقه وعلم أصول الفقه قد تزامنا في الظهور، ولكن الفقه سبق في التدوين على أصول الفقه.[٢]

طريقة أبو حنيفة في تدوين الفقه

إنَّ تدوين الفقه الإسلامي قد سبق تدوين علم أصول الفقه، بالرغم من تزامنهم معاً في القرن الهجري الثاني، إلا أن أنا حنيفة قد بدأ في تدوين الفقه قبل أن يتم البدء في تدوين أصول الفقه، وقد كانت طريقة أبو حنيفة في التدوين تبدأ أولاً بذكر مسائل الفقه على شكل أسئلة، وبعد ذلك يقوم بوضع الإجابة المناسبة لكل سؤال فقهي فيها.[١]

تطور تدوين الفقه وانتشاره

تطور تدوين الفقه على مر الزمان؛ فكان تدوين الفقه أول ما بدأ ممتزجاً بالآثار والسنة، وبعدها ظهر مستقلاً على الوجه الذي دوَّن فيه الإمام أبو حنيفة؛ أي على شكل المسائل الفقهية والجوامع، والتي كان التركيز فيها على الفروع وصور المسائل لا على القواعد العامة والمبادئ.[٣]

وبعد ذلك تلا هذه المرحلة في التدوين مرحلة أخرى متطورة أكثر؛ ألا وهي مرحلة تأليف المدونات وأمهات الكتب، وهي الطريقة التي تم حفظ المذاهب الفقهية من خلالها.[٣]

وتميزت المرحلة التالية في تدوين الفقه وتصنيفه بالأسلوب العلمي والدقة المتناهية، بالإضافة إلى استخدام العبارات المتينة والتي يصعب على غير المتخصص فهم المراد منها، وذلك من خلال تأليف ما يُعرف بالمتون، والتي تطلبت -لصعوبة عبارتها- وضع شروح لها، وتعليق الحواشي عليها، وبذلك ظهر أيضاً ما يُعرف بالشروحات والحواشي في علم الفقه.[٣]

وفي العصور المتأخرة ظهر حديثاً نوع متطور في طريقة تدوين الفقه وهو ما يعرف بالموسوعات الفقهية؛ والتي حملت هذه الاسم بسبب شمولها، وممَّا تتميز به هذه الموسوعات -بالإضافة إلى شمولها- الترتيب السهل، والأسلوب المبسط والذى أدى إلى عدم اقتصار الاستفادة من الموسوعة على الفقيه المتخصص فقط؛ بل شمل عموم الناس لبساطة العبارات الواردة في الموسوعة.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت أمير باد شاه، تيسير التحرير شرح كتاب التحرير في أصول الفقه، صفحة 48. بتصرّف.
  2. محمد الزحيلي (2006)، الوجيز في أصول الفقه الاسلامي (الطبعة الثانية)، سوريا: دار الخير للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 62، جزء 1. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 51-53 جزء 1. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى