قصة سيدنا يعقوب للأطفال

'); }

خروج يعقوب عليه السلام إلى بلد خاله

كانت الملائكة قد بشرت نبي الله إبراهيم -عليه السلام- بقدوم يعقوب من نسل ابنه إسحاق؛ فإبراهيم الخليل -عليه السلام- هو جد يعقوب -عليه السلام، ويُسمى أيضًا “إسرائيل”؛ أي عبد الله، وقد خرج يعقوب -عليه السلام- إلى بلدة حران؛ للبقاء عند خاله مدة من الزمن، وكان سبب ذلك أنّه اختلف مع أخيه “عيصو”، فاقترح عليه والداه الذهاب إلى خاله، والزواج من إحدى بانته.[١]

خرج سيدنا يعقوب -عليه السلام- إلى بلد خاله وهي حران؛ بسبب اختلافه مع أخيه.

زواج يعقوب عليه السلام وأولاده

عندما وصل يعقوب -عليه السلام- إلى خاله طلب منه الزواج بابنته الصغرى بسبب جمالها، وقد كان عنده ابنتين؛ فوضع عليه خاله شرطًا لزواجه بها وهو أن يرعى الغنم عنده مدة سبع سنوات، وبعد انقضاء هذه المدة زوجه خاله بابنته الكبرى؛ وذلك لأنّهم كانوا لا يزوجون الصغيرة قبل الكبيرة.[١]

'); }

ثم عرض عليه خاله أن يرعى له الغنم سبع سنوات أخرى مقابل ان يزوجه بالصغرى؛ وكان الجمع بين الأختين جائزًا في شريعتهم بخلاف الشريعة الإسلامية، ولما انقضت السبع سنوات تزوج من الصغرى، وأهدى خاله لابنتيه جاريتين، فصار ليعقوب أربعة نساء، وأنجب منهنّ اثني عشرَ ولدًا، منهم نبي الله يوسف -عليه السلام، وقد رجع يعقوب إلى أهله هو وزوجاته بعد ذلك.[١]

تزوج يعقوب عليه السلام من الأُختين معاً وكان ذلك مباح، وأنجب منهن اثني عشر ولداً.

قصة يعقوب وابنه يوسف عليهما السلام

أنجبت راحيل يوسف -عليه السلام- عندما كان يعقوب -عليه السلام- يبلغ من العمر إحدى وتسعون سنة، فقد كانت عاقرًا وتأخرت في الإنجاب، وحملت بعده بأخيه بنيامين، وتوفيت بعدما أنجبته، وكان عمر يوسف -عليه السلام- آنذاك سنتين، وكان يوسف أحبّ أبناء يعقوب إليه، ولما بلغ عمر يوسف سبع سنين رأى منامًا وأخبر والده به، وكان قد رأى في منامه إخوته في صورة الكواكب، ورأى أباه وخالته كأنهما الشمس والقمر، وكان جميعهم قد سجدوا له.[٢]

فقد يعقوب لابنه يوسف عليهما السلام

كان يوسف -عليه السلام- هو وريث النبوة في بني إسرائيل؛ فهو ابن النبي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلام-، وهذا ما دلّت عليه الرؤيا التي رآها؛ وقد علِم يعقوب أن ابنه يوسف سينال منزلةً رفيعةً وقدرًا كبيرًا في الدنيا والآخرة، فطلب يعقوب من يوسف أن لا يُخبر أحدًا برؤياه هذه؛ خوفًا عليه من حسد إخوته وغيرهم،[٣] لا سيما وأنّ يوسف وأخيه بنيامين كانا هم الأحبّ والأقرب لأبيهم، وكان إخوتهم يحسدونهم على ذلك، ويرونَ أنَهم أحق بمحبة أبيهم منهم.[٤]

ومن شدة حسدهم له اجتمعوا على أن يتخلصوا من يوسف -عليه السلام-؛ إما بقتله أو بإبعاده عن أرضهم، واقترح أحد إخوته أن يرموه في البئر، ووافقوا على ذلك، ثم ذهبوا إلى أبيهم وطلبوا منه أن يرسل يوسف ليلعب معهم، لكن يعقوب أخبرهم أنه يخاف أن يرسله معهم، فينشغلوا عنه ويأتي الذئب ويأكله؛ لأنّه صغير لا يستطيع حماية نفسه، لكنهم أخبروه أنّهم سيحموا يوسف، وهم جمعٌ كبير يقدرون على ذلك.[٤]

فذهب يوسف مع إخوته، وألقوه في البئر، وعادوا في المساء إلى أبيهم وهم يتظاهرون بالحزن ويبكون على يوسف، وأخبروا أبيهم بأن الذئب قد أكل يوسف وهو يحرس متاعهم، بينما هم كانوا مُنشغلين عنه بالسباق واللعب، ولكي يصدقهم أبوهم أحضروا معهم قميص يوسف وقد وضعوا عليه دمًأ مكذوبًا؛ فقد قاموا بذبح شاة صغيرة ولطخوا بدمها قميص يوسف، لكن نبي الله يعقوب -عليه السلام- كان يعلم أنّها مكيدة منهم، وعزمَ على الصبر في أمرهم حتى يُظهر الله -تعالى- الحق.[٥]

اجتماع يعقوب بابنه يوسف وبقية أولاده

وبعد مرور ثلاثة أيام نزلت قافلة قرب البئر، وأقدموا على شرب الماء، فلما أنزلوا الدلو بالبئر تعلق به يوسف -عليه السلام-، فأخذوه وباعوه في مصر لعزيز مصر والأمين على خزائنها،[٦] وقد حصل الكثير من الأحداث مع يوسف -عليه السلام- في مصر، حتى أصبح حاكم مصر وأمينها.[٧]

وآخر تلك الأحداث كانت مجيئ إخوته إليه في قافلة، وطلبه منهم أن يبقى بنيامين عنده، بعدما وضع صواع الملك -كأس من ذهب- في رحله -متاعه-، وبعد مرور الأحداث وتعرّفهم عليه، سألهم عن أبيهم، وعلم أنّه قد عميَ من شدة بكائه على بنيامين، فطلب منهم أن يذهبوا إليه بقميصه، فيلقوه على وجهه حتى يعود إليه بصره، فعاد به أخوه البشير فألقاه على يعقوب فرجع بصره إليه.[٧]

وبعدها ذهب يعقوب -عليه السلام- إلى مصر، خرج يوسف -عليه السلام- لاستقباله، فلما وصل يعقوب إلى مصر، سجد يعقوب وزوجته وهي خالة يوسف؛ فأمه قد ماتت كما سبق، وسجد معهم إخوته جميعهم، وكان هذا السجود عبارة عن انحناء وتواضع يُفعل للملوك، وليس السجود الذي توضع به الجبهة على الأرض، فعلم يوسف أنّ هذا تأويل الرؤيا التي قد رآها في صغره، وكان هذا اجتماع يعقوب بابنه يوسف وبقية أولاده بعد غياب طويل، ولمّا توفيّ يعقوب -عليه السلام- ترك وصية ليوسف أن يدفنه عند أبيه إسحاق، وقد نفذ وصية والده بعد وفاته ودفنه في الشام بجانب قبر أبيه إسحاق -عليهم السلام-.[٨]

كان لسيدنا يعقوب اثني عشر ولداً، وكان أحبهم إلى قلبه يوسف -السلام-، وكان إخوته يرون أنهم أحق منه بهذا الحب، لذلك رموه في بئر وزعموا أن الذئب قد أكله، حتى وجده قوم وباعوه لحاكم مصر، ومرت به الأيام حتى أتوه إخوته في تفاصيل ذكرناها، وجاء بعدها يعقوب عند يوسف -عليهما السلام- واجتمعا.

ما يستفاد من قصة يعقوب عليه السلام

يستفاد من قصة يعقوب -عليه السلام- ما يأتي:[٩]

  • لضبط النفس فضيلة وأثر عظيم يلقاه المسلم في حياته.
  • تمييز بعض الأولاد أكثر من الآخر يولد لديهم شعور الغيرة، والحسد، والحقد، إلا أن يعقوب -عليه السلام- قد فضل يوسف وأخيه بالمحبة، وهذه من الأمور التي ليس بمقدور البشر التحكم فيها أو السيطرة عليها.
  • التصديق والإيمان بالله -تعالى- يجعل صاحبه متوكلًا على ربه ويعينه على الصبر؛ حتى يلاقي الفرج الذي وعد الله -تعالى- به عباده.

يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليه السلام- من أنبياء الله الصالحين، ومنه تناسل أنبياء بني إسرائيل، وكان قد ارتحل عند خاله، وتزوج من ابنتيه، وأنجب إحدى عشر ولدًا، منهم الصديق يوسف -عليه السلام- الذي ابتلاه الله -تعالى- بغيابه عنه، بسبب غيرة إخوته منه لأنّه الأحب إلى أبيه، وقد وردت هذه القصة في سورة يوسف، وحزن يعقوب حزنًا شديدًا على فراق يوسف، ومنّ الله عليه بأن جمعه معه في مصر هو وبقية أولاده، وذلك بعدما أصبح ابنه يوسف عظيمًا وذو منصب في مصر.

المراجع

  1. ^ أ ب ت أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 185. بتصرّف.
  2. محمد الأمين الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، صفحة 315. بتصرّف.
  3. ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 199. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 200. بتصرّف.
  5. محمد علي الصابوني، مختصر تفسير ابن كثير، صفحة 243. بتصرّف.
  6. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، صفحة 126. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ابن الأثير، الكامل في التاريخ، صفحة 136. بتصرّف.
  8. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، صفحة 137. بتصرّف.
  9. وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 215. بتصرّف.
Exit mobile version