إسلام

فضائل صلاة الجماعة

فضائل صلاة الجماعة

الصلاة وفضلها

إنّ الصلاة ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضةٌ من الفرائض التي فرضها الله -سبحانه وتعالى- على عباده، قال تعالى في كتابه الكريم: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)،[١] وهي الركن الأول من أركان الإسلام بعد نطق الشهادتين، وأوّل الأعمال التي سيحاسب عليها الإنسان ويُسأل عنها يوم القيامة؛ فإذا صلحت الصلاة صلح جميع عمل الإنسان، وإذا فسدت الصلاة فسدت جميع عمله.[٢]

وقد خصّ الله -سبحانه وتعالى- صلاة الجماعة بمزيد فضلٍ عن صلاة الفرد لوحده، وآتيًا في هذا المقال حديثٌ عن فضائل صلاة الجماعة، وبيانٌ لبعض شروطها.

فضائل صلاة الجماعة

لصلاة الجماعة فضائل كثيرة، وفيما يلي بيانٌ لأبرزها:

  • إنّ من فضل صلاة الجماعة أنّ ثوابها يزيد عن ثواب صلاة الفرد بخمسٍ وعشرين درجةً؛ فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “صَلَاةُ الرَّجُلِ في الجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ علَى صَلَاتِهِ في بَيْتِهِ، وفي سُوقِهِ، خَمْسًا وعِشْرِينَ ضِعْفًا، وذلكَ أنَّهُ: إذَا تَوَضَّأَ، فأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إلى المَسْجِدِ، لا يُخْرِجُهُ إلَّا الصَّلَاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً، إلَّا رُفِعَتْ له بهَا دَرَجَةٌ، وحُطَّ عنْه بهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا صَلَّى، لَمْ تَزَلِ المَلَائِكَةُ تُصَلِّي عليه، ما دَامَ في مُصَلَّاهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عليه، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، ولَا يَزَالُ أحَدُكُمْ في صَلَاةٍ ما انْتَظَرَ الصَّلَاةَ”.[٣][٤]
  • صلاة الجماعة وسيلةٌ لمعرفة أحوال الناس، وزيادة التوادّ والتحابب بينهم؛ إذ إنّ الناس في أدائهم للصلاة جماعةً يكونون على تواصلٍ واتّصال؛ فيعرفون عن مرض أحدهم؛ فيزورونه، ويعرفون عن موت أحدهم؛ فيشيّعون جثمانه ويؤدّون صلاة الجنازة عليه.[٥]
  • تساعد صلاة الجماعة على تقوية العلاقات الاجتماعيّة وزيادة الترابط بين المسلمين.[٥]
  • إنّ ذهاب الناس إلى المسجد لأداء الصلاة جماعة يسهم في إظهار شعيرةٍ من شعائر الإسلام؛ ففي خروج الناس إلى المسجد لأداء الصلاة إظهارٌ لهذه الشعيرة.[٥]
  • دخول المسجد والخروج منه يظهر عزّة المسلمين أمام أعدائهم وأعداء الدين والكارهين له.[٥]
  • تُمكّن صلاة الجماعة الجاهل من تعلم بعض الأحكام الشرعيّة المتعلّقة بالصلاة وغيرها من الأحكام التي غفل عنها؛ وذلك من خلال الذهاب إلى المسجد وأداء الصلاة جماعةً؛ فيستفيد عند رؤية الإمام وغيره من المصلّين.[٥]
  • تلعب صلاة الجماعة دورًا كبيرًا في تعزيز قيمة المجتمعات؛ من خلال المساعدة في تلاحم أفرادها مع بعضهم، وعدم التفرقة بينهم، فصلاة الجماعة تعدّ من قَبيل الولاية؛ فالحاكم يحكم شعبه، ويتبعه فهذه ولايةٌ كبرى، بينما الإمام هو بمثابة وليٍّ عن المصلّين؛ فيتّبعون ما يقوم به باعتباره قدوةً لهم، وهذه تعدُّ ولايةً صغرى.[٥]
  • تسهم صلاة الجماعة في مساعدة الإنسان المسلم على ضبط نفسه، ويظهر هذا من خلال متابعته الدقيقة للإمام أثناء الصلاة.[٥]
  • تلعب صلاة الجماعة دورًا كبيرًا في تحطيم الفوارق الاجتماعية بين الناس، فيجتمع كلٌّ من الفقير والغنيّ في المسجد لأداء الصلاة؛ ممّا يؤدي إلى احتكاك الفئات المختلفة في المجتمع مع بعضها، وهذا يسهم في إشعار المسلم الفقير أنّه متساوٍ مع المسلم الغنيّ، وإشعار المسلم الغنيّ بأنّه متساوٍ مع المسلم الفقير.[٥]
  • تساعد صلاة الجماعة الإنسان المسلم على المحافظة على أوقاته وضبطها، ويظهر هذا بذهابه إلى المسجد في أوقاتٍ معيَّنةٍ، وهي أوقات الصلاة.[٥]
  • يحوز من أدّى صلاة العشاء جماعةً صلاة أجر قيام الليل، وهذا ما رواه لنا عثمان بن عفان عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: “من صلَّى العشاءَ في جماعةٍ كانَ كقيامِ نصفِ ليلةٍ ومن صلَّى العشاءَ والفجرَ في جماعةٍ كانَ كقيامِ ليلةٍ”.[٦][٧]

شروط صلاة الجماعة

إنّ لصحة صلاة الجماعة شروطًا لا بدّ من توافرها، وآتيًا ذكرها:[٨]

  • أن يكون عدد المصلين في صلاة الجماعة اثنين فأكثر، وما دلنا على ذلك الحديث “أنَّ رجلًا دخلَ المسجدَ وقد صلَّى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال ألا رجلٌ يقومُ إلى هذا فيُصلِّيَ معهُ فقام أبو بكرٍ فصلَّى معهُ وقد كان صلَّى تلكَ الصلاةَ”.[٩]
  • قدرت الإمام على قراءة ما يجب أن يتم قراءته في الصلاة مثل قراءة سورة الفاتحة، فلا تصح الصلاة بدون سورة الفاتحة؛ لذلك لا بد أن يكون الإمام متقن لها، بحيث لا يكون إبدال حرف مكان حرف إلا إذا كان هناك خلل في النطق ولا يستطيع التخلص منه فتصح الصلاة لنفسه ولغيره، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).[١٠]
  • أن يكون إمام الرجل رجل فلا يصح إمامه الأنثى للرجال.

حكم صلاة الجماعة

اختلف الفقهاء في حكم صلاة الجماعة على أقوالٍ، فيما يلي بيانها:[١١]

  • القول الأوّل: أنّ صلاة الجماعة سنَّةٌ مؤكدَّةٌ، وهو قول جمهور العلماء.
  • القول الثاني: أنّ صلاة الجماعة فرضٌ على الكفاية، وإلى هذا القول ذهب الشافعيّة.
  • القول الثالث: أنّ صلاة الجماعة واجبة، وهو قول الحنابلة.

المراجع

  1. سورة النساء، آية:103
  2. د. أمين بن عبدالله الشقاوي (30/01/2010)، “الصلاة ومكانتها في الإسلام”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 09/02/2022. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:647، حديث صحيح.
  4. ” المَبحَثُ الأوَّل: فَضلُ صلاةِ الجَماعةِ “، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2022. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ “فضل صلاة الجماعة”، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2022. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:555، حديث صحيح .
  7. ” فضل صلاة الجماعة”، الألوكة، 27/9/2018، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2022. بتصرّف.
  8. ” الشروط اللازمة لصحة صلاة الجماعة “، إسلام ويب، 19/6/2003، اطّلع عليه بتاريخ 4/2/2022. بتصرّف.
  9. رواه الألباني ، في إرواء الغليل ، عن الحسن البصري، الصفحة أو الرقم:2/317، خلاصة حكم المحدث مرسل وإسناده إلى الحسن صحيح.
  10. سورة البقرة، آية:286
  11. “مذاهب العلماء في حكم الجماعة في المسجد “، إسلام ويب، 20/11/2012، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى