إسلام

عمل الرسول عندما كان يعيش مع عمه

صورة مقال عمل الرسول عندما كان يعيش مع عمه

مقالات ذات صلة

عمل الرسول برعي الغنم

كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يعمل برعي الغنم عندما كان يعيش مع عمّه، حيث كان عمّه فقيراً قليل المال، وكثير الأبناء، فكان ذلك دافعاً للنبيّ حتى يساعده، وقد كان العمل برعي الغنم مهنة قام بها جميع الأنبياء -عليهم السلام-، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما بعثَ اللَّهُ نبيًّا إلَّا رعى الغنمَ قالوا: وأنتَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: نعَم كنتُ أرعاها علَى قراريطَ لأَهْلِ مَكَّةَ)،[١] وقال -عليه الصلاة والسلام-: (بُعِثَ مُوسَى عليهِ السلامُ وهوَ رَاعِي غَنَمٍ، وبُعِثَ دَاوُدُ عليهِ السلامُ وهوَ رَاعِي غَنَمٍ، وبُعِثْتُ أنا وأنا رَاعِي غَنَمِ بِأَجْيادٍ).[٢][٣]

وقد كان في العمل برعي الغنم للأنبياء حِكم وفوائد عديدة؛ فهذه المهنة تتطلب الصبر، والعدل والمساواة، وتحمّل مسؤولية الرعية وقيادتهم، وفي ذلك تمهيد لحمل الرسالة والصبر على الدعوة ومشاقّها.[٣]

وقد اجتهد النبيّ في هذه المهنى في صباه؛ فكان يقوم برعي الغنم لأهله ولأهل مكّة، وضُرب فيه المثل في كسب رزقه وإعالة نفسه وسعيه منذ صغره.[٤]

عمل الرسول بالتجارة

عَمِل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالتجارة برفقة عمّه أبي طالب، واشتغل بالتجارة لخديجة -رضي الله عنها- داخل مكة وخارجها،[٥] وشاءت إرادة الله أن يشتغل الأنبياء بالمِهن التي يشتغل بها باقي البشر، وعَمِل رسول الله بالتّجارة قبل البعثة.[٦]

ثم جاء الإسلام وشرع التجارة، ودلّ على مشروعيّتها بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والإجماع، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ)،[٧] كما عمل بالتّجارة معظم الصحابة ومنهم العشرة المبشرين بالجنة، وتُعدّ من أفضل أنواع الكسب.[٨]

أحداث حصلت للرسول أثناء رحلته مع عمه

خرج رسول الله مع عمّه أبي طالب في تجارةٍ إلى الشام، فلمّا وصلوا إلى مكانٍ يسكن فيه بحيرا الرّاهب، خرج إليهم على خلاف عادته، وأخذ يتفقّد القوم حتى دخل بينهم، فلمّا وصل إلى رسول الله أخذ بيده وقال: “هذا سيّد العالمين، هذا رسول ربّ العالمين”، فسأله سادة قريش كيف عرف ذلك، فأخبرهم عن الغمامة التي تظلّه ولا تفارقه منذ أن رآهم، وأنّ ذلك مكتوبٌ عندهم في كتبهم، وأنّه يعرف محمّداً من خاتم النبوّة الذي في كتفه، ثم ذهب وصنع لهم طعاماً، وطلب بحيرا الراهب من عمّه أبي طالب أن لا يرسله إلى الرّوم حتى لا يقتلوه، وحذّره من اليهود.[٩][١٠]

وبينما هو يطلب ذلك إذ أقبل رجالٌ من النصارى؛ ليصدّوا محمّداً، فدافع عنه بحيرا الراهب وصدّهم،[١١] وناشد عمَّه حتى يرجعه، فردّه إلى مكة، وهذا دليلٌ على أنّ سيدنا محمداً كان قد ورد ذكره في الكتب السابقة، ممّا دفع بحيرا الراهب أن يعرف ما يتميّز به -صلّى الله عليه وسلم-.[٩]

وقد رافق رسولَ الله في رحلته إلى الشام في يومٍ من الأيام غلام خديجة بنت خويلد مَيْسرة، فلمّا عاد أخبر خديجة بما رآه من تظليل الغمام له، وصدقه،[١٢] وأمانته، فلمّا طلب منه رجلٌ أن يحلف باللّات والعزّى لأغراض التجارة؛ رفض محمّدٌ ذلك وأخبره أنّه معرِضٌ عنهما، فوافق الرجل وأتمّ البيع، وكسب النبيّ أرباحاً كثيرة مباركة، وقد أخبر راهبٌ مَيسرة أن هذا الرجل قد ورد ذكره في الكتب السابقة، وأنه نبيُّ آخر الزمان، ولمّا وصل النبيّ إلى خديجة رأت الغمامة التي تظلّه، فسألت مَيسرة عن أمره، فحدّثها عمّا واجهه في الرحلة.[١٣]

وبسبب أمانته وحسن أخلاقه طلبت السيّدة خديجة منه الزواج، فوافق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ذلك، وتزوّجها.[١٢]

المراجع

  1. رواه الألباني، في غاية المرام، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:161، صحيح.
  2. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبدة بن حزن، الصفحة أو الرقم:3167، إسناده صحيح.
  3. ^ أ ب أحمد أحمد غلوش (2003)، السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي (الطبعة 1)، صفحة 216-218. بتصرّف.
  4. محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (الطبعة 8)، دمشق:دار القلم، صفحة 209، جزء 1. بتصرّف.
  5. محمد المنجد (2009)، الإسلام سؤال وجواب ، صفحة 117، جزء 9. بتصرّف.
  6. عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح، صفحة 76. بتصرّف.
  7. سورة النساء، آية: 29.
  8. سعيد بن مسفر، دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 17، جزء 60. بتصرّف.
  9. ^ أ ب محمد المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 15-16، جزء 255. بتصرّف.
  10. نور الدين الحلبي (1427)، السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 173، جزء 1. بتصرّف.
  11. بَحرق اليمني (1419)، حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار (الطبعة الأولى)، جدة: دار المنهاج، صفحة 101. بتصرّف.
  12. ^ أ ب بَحرق اليمني (1419)، حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار (الطبعة الأولى)، جدة: دار المنهاج، صفحة 101-102. بتصرّف.
  13. عبد العزيز بن إبراهيم (1993)، المختصر الكبير في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (الطبعة الأولى)، عمان: دار البشير، صفحة 30. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى