'); }
ما هي الرؤيا؟
الرؤيا هي ما يُرى في المنام،[١] وهي تختلف عن الحُلُم؛ كما روى البخاريُّ في صحيحه عن أبي قتادة الحارث بن ربعي أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الرؤيا الصَّادقةُ من الله، والحلم من الشّيطان).[٢]
أقسام الرؤيا
تنقسم الرؤيا إلى ثلاثة أقسام، فقد روى التِّرمذيُّ في سننه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الرُّؤيا ثلاثٌ، فَرؤيا حقٌّ، ورُؤيا يحدِّثُ الرَّجلُ بِها نفسَهُ، ورؤيا تحزين منَ الشَّيطان).[٣]
ويتبيّن لنا من الحديث السّابق بأنه ليس كل ما يُرى في المنام من الرؤيا الصالحة، فما يراه الإِنسان في منامه؛ من المُفزِعات والمُزْعجات فهو من الشيطان ليَحْزُنَ المؤمن بذلك، وما يراه مما يعرض له في يومه وليلته فتلك الأحلام، وأحاديث النَّفس تعرض له في اليقظة فيحلم بها في منامه.[٤]
'); }
تعبير الرؤيا
هل يستطيع أيُّ شخصٍ أن يعبِّرَ الرؤيا أم أنَّ هناك أشخاص معنيُّون بهذا الأمر؟ نعم؛ تعبير الرؤيا هو علمٌ شريفٌ خصّ الله -تعالى- به بعض أنبيائه، وأوليائه، كمحمد ويوسف -عليهما السلام-، وممن اشتهر بذلك من الصحابة: أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، ومن التَّابعين محمد بن سيرين، وغيرهم من الصالحين في كل زمان ومكان.[٤]
وثبت عن لقيط بن عامر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الرُّؤيا على رِجْلِ طائِرٍ، ما لم تُعَبَّرْ، فإذا عُبِّرتْ وقَعَتْ. قال: والرُّؤيا جُزءٌ مِن سِتَّةٍ وأربعين جُزءًا مِنَ النُّبوَّةِ، قال وأحسَبُهُ قال: لا يَقُصُّها إلَّا على وادٍّ، أو ذي رَأْيٍ).[٥] “ومن فوائد ذلك: ألا تُعبّر الرؤيا تعبيراً خاطئاً، أو بما يُحزن صاحبها”.[٦]
علامات الرؤيا المُبشِّرة
علامات الرؤيا الصالحة هي الأمارات التي يُستَدلّ بها ويُسْتَأنس بها على صلاح الرؤيا، وقد جاءت السنة المطهَّرة ببيان علامات الرؤيا الصالحة، فمن علامات صلاحها ما يأتي:[٧]
- التواطؤ عليها: أي توافق جماعة على رؤيا واحدة، ولو اختلفت عباراتهم.
- كونها من المبشرات: والمُبشّرات جمع مُبشِّرة، وهي البشرى بمعنى البشارة، يقول ابن الصَّلاح -رحمه الله- في بيان علامات الرؤيا الصالحة: “ومن أمارات صلاحها أن تكون تبشيرًا بالثواب على الطاعة، أو تحذيرًا من المعصية”، ويقول أبو العباس القرطبي -رحمه الله- في كتابه “المفهم”: “البشرى من الله أي مبشرةً بخير، ومحذرةً عن شر، فإن التحذير عن الشر خيرٌ فتضمَّنته البشرى”.
- كونها من أهل الصدق والصلاح: من علامات الرؤيا الصالحة التي تدل عليها كونُها من أهل الصدق والصلاح والاستقامة؛ فإن الغالب على رؤياهم الصدق؛ وذلك لقلةِ تسَلُّط الشَّياطين عليهم، ولكَثْرة الصِّدق في حديثهم، فمن كان أصدق الناس حديثًا كان أصدقهم رؤيا، وأسألّ الله -سبحانه وتعالى- أن يُرِيَكُم في منامكم ما يُفرِحُ قلوبكم ويّبشِّرَكم بالخير دائماً وأبدًا إنّهُ وليُّ ذلك والقادر عليه.
المراجع
- ↑ مظهر الدين الزيداني، المفاتيح في شرح المصابيح، صفحة 103. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:6984، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2280، حسن صحيح.
- ^ أ ب أمين الشقاوي، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 123. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن لقيط بن عامر، الصفحة أو الرقم:2278، حسن لغيره.
- ↑ أمين الشقاوي، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 124.
- ↑ سهل العتيبي، كتاب الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين، صفحة 139. بتصرّف.