محتويات
يوسف عليه الصلاة والسلام
أكرم الخلق وأعلاهم منزلة وأشدهم عبادة وطاعة لله عز وجل الأنبياء، فهم صفوة الخلق اختارهم الله تعالى لحمل رسالة التوحيد وتبليغها للناس، فهم الأمناء على ذلك، لتحمل الأعباء والأذى والصبر على ذلك، فما من أمةٍ إلا خلا فيها نذير.
لاقى الأنبياء من التكذيب والتنكيل الكثير وكذلك من تبع سبيلهم، ولا سيّما من أقرب النّاس إليهم، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ناصبه العداء عمه أبو جهل. أما سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام فمنذ صغره حاول إخوته قتله والتخلص منه، لما له من محبةٍ ومكانةٍ عظيمة عند والده، فكادوا له ورموه في غيابت الجب.
نسب سيدنا يوسف
النبي يوسف عليه الصلاة والسلام من سلالة الأنبياء الكرام، فوالده النبي يعقوب عليه السلام، وجده النبي إسحاق عليه السلام، والنبي إسحاق ابن النبي إبراهيم خليل الله أبو الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهو نبي ابن نبي ابن نبي، من أطهر النسب وأشرفه.
عدد إخوة النبي يوسف
(وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ) { يوسف: 8 }، للنبي يوسف عليه السلام أحد عشر أخاً، حيث قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم في سورة يوسف: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) [يوسف: 4]، كما وقد ذكر المفسرون أسماء إخوة يوسف فجاء في تفسير القرطبي أنهم: لاوي وشمعون، وروبيل ويشجر، وزيالون ويهوذا، وأشر ودان، وجاد ونفتالي، وأصغرهم بنيامين، والنبي يوسف وبنيامين من أمٍ واحدةٍ واسمها راحيل.
مقتطفات من حياة النبي يوسف
ترعرع النبي يوسف عليه الصلاة والسلام في حضن والده يعقوب النبي، حيث كان أحب الأبناء لديه وأعزهم، وهذه المحبة كانت ظاهرة على والده، مما استدعى غيرة أخوته الذكور وحقدهم عليه، والتربص به شراً.
في أحد الأيام رأى النبي يوسف رؤية صادقة، حيث رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر له ساجدين، وقد تحقق منامه هذا بعد عشرات السنين، حيث أصبح عزيز مصر بعد أن رماه إخوته في الجب، وظنّوا أنهم قد تخلصوا منه للأبد، وبذلك يفوزون بحب أبيهم لهم.
أخبروا والدهم أن الذئب قد أكله، ولكن حكمة الله شاءت أن يلتقطه بعض الأشخاص ويبيعوه، فاشتراه أحد المسؤولين في بلدٍ آخر، وقال لامرأته أن تكرم مثواه، ولكن بسبب جمال سيدنا يوسف وقعت هذه المرأة في حبه، وكادت له المكائد لينفذ لها طلباتها ورغباتها، ولكنّه رفض بسبب خوفه من الله تعالى وعفته، فانتهى به الأمر إلى السجن.
في السجن كان يدعو إلى التوحيد ويفسر المنامات، فوصل خبره لملك بلاده، فاستدعاه لتفسير حلمه، وأخبره بقصته ومن بعدها ظهرت براءته، وقرّبه الملك منه، وصار أميناً على خزائن الأرض، وبعد فراقه عشرات السنين عن والده وأهله أذِن الله عز وجل أن يجتمع شملهم، فخرّ الوالدان والإخوة سجداً تكريماً لعزيز مصر يوسف عليه السلام.
آيات من سورة يوسف
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ*إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ*قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ*وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [يوسف: 3-6]. هذه الآيات الكريمات تحكي لنا قصة سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام وباختصار.