محتويات
'); }
التعارف بين الخلق
خلق الله سبحانه وتعالى البشر متنوعين في الجنس والعرق واللون، وجعلهم شعوباً وقبائل مختلفة في العادات والتقاليد والأعراف لتحقيق هدف التعارف فيما بينهم لما فيه مصلحة الإنسانية جمعاء، وجعل سبحانه معيار التفاضل بينهم التقوى فقط دون النظر إلى الاعتبارات الأخرى، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13] .
وحتى يتعارف الناس فيما بينهم فلا بد من وجود عنصر التواصل الذي لا غنى للناس عنه، فالتواصل هو أسلوب ومهارة يستخدمها البشر حينما يريدون التحدث أو الاستماع إلى بعضهم، مستخدمين ما حباهم الله به من نعمة البصر فيما يسمى بالتواصل البصري، وحاسة النطق فيما يسمى التواصل الشفهي، وحاسة السمع فيما يسمى التواصل السمعي.
'); }
ضوابط التواصل في سورة الحجرات
ضوابط خاصة بتواصل المسلمين مع نبيهم الكريم
- ألا يقدّم أحدٌ من المسلمين كلامه أو حديثه قبل كلام النبي الكريم وحديثه، فالمسلمون تبع لنبيهم يقتفون أثره، ويلتزمون هديه وسنته، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيم) [الحجرات: 1] .
- عدم رفع الأصوات أو المجاهرة بها فوق صوت النبي عليه الصلاة والسلام في مجلسه أو في حضرته، فمكانة النبي عليه الصلاة والسلام تستدعي احترامه وإجلاله بخفض الصوت، والتأدب في حضرته.
- عدم مناداة النبي الكريم من وراء الحجرات، بل انتظاره حتى يخرج إلى الناس، فكان من عادة بعض الأعراب أن يأتوا إلى حجرات النبي الكريم فينادونه بأسلوب تواصل خاطىء لا يحترم مكانة النبي عليه الصلاة والسلام وخصوصيته.
ضوابط عامة في تواصل المسلمين مع بعضهم
- ألا يتلقف المسلم كل خبرٍ يتلقاه بالتصديق، فإما أن يكون الخبر من رجلٍ مسلم صادق، وهذا يؤخذ به، وإما أن يكون من رجل كاذب، وهذا يرد، وإما أن يكون من رجلٍ فاسق وهذا يتوقف فيه، حيث يكون المطلوب حينئذ أن يتبين المسلم من خبر الفاسق حتى لا يظلم قوماً أو يصيبهم بجهالة.
- أن يستخدم المسلم وسيلة الإصلاح بين الفئات المتناحرة من المسلمين، والإصلاح هو نوعٌ من أنواع التواصل الإيجابي بين الناس التي تزيل أسباب الشحناء والبغضاء بين المسلمين .
- أن يبتعد المسلم عند تواصله مع أخيه المسلم عن كل ما أن يهينه أو يحقره، مثل: السخرية والاستهزاء، والتنابز بالألقاب، وأن يسعى لحفظ أخيه المسلم بترك الظن السيئ به، وترك الغيبة والتجسس.