محتويات
الصفات الخُلُقية لقوم عاد
تميز قوم عاد بصفات خُلُقية تدل على مقدار عتوهم وتجبرهم، منها ما سيأتي بيانه:
- الإجرام
كان مِن إجرامهم الكفر بالله والاعتداء على الضعفاء، وقد نهاهم نبي الله هود عن ذلك قائلاً: (وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)،[١] أي لا تستمروا على عادتكم من الإجرام.[٢]
- الاستكبار
بدلاً من استثمار قوتهم بما فيه فائدة للناس، كانوا يستكبرون على الضعفاء: (فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)،[٣] فزعموا العظمة على أهل منطقتهم -بما لا يستحقون عليه التعظيم حقيقةً-؛ بسبب قوّتهم وإجرامهم؛ فاستعلُوا في أرض الله، واستولوا على أهلها دون أن يستحقوا الولاية بالطرق الشرعية.[٤]
- السخرية والاستهزاء
فلم يُعمِلوا عقولهم باحتمال صدق وعيد نبيهم لهم؛ باقتراب وقوع العذاب عليهم ليتوبوا، لكنهم استهزؤوا به: (وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)،[٥] أي سخروا مِن نبيهم، وكانوا يطالبونه بالإسراع بنزول العذاب، وقد كانوا يطالبونه بذلك على سبيل الاستهزاء.[٦]
الصفات الخَلقية لقوم عاد وعاداتهم الدنيوية
تميَّز قوم عاد بعدد من الصفات الخَلقية في أجسامهم، وتمسكهم بالعادات الاجتماعية لديهم؛ وفيما يأتي بيان لذلك:
- قوة الجسم
تميزوا بقوة في عضلات أجسامهم: (وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً)،[٣]وقد بلغت قوتهم حدَّاً عظيماً؛ حتى كان الرجل ينزع صخرةً من الجبل ويقتلعها بيده.[٧]
- الطول الجسماني
بالإضافة إلى قوة عضلاتهم فقد بُسِط لهم في الأجسام،[٨] وقد ذكَّرهم نبيهم بضرورة شكر هذه النعمة: (وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً)،[٩] حتى قيل إن أطول شخص فيهم بلغ مائة ذراع، وأقصرهم بلغ طوله ستين ذراعاً، وهذه الزيادة في الطول كانت أكثر من أطوال آبائهم.[١٠]
- التمسك بالعادات والتقليد الأعمى
وقد تميزوا باقتفاء أثر من يوافقهم في أهوائهم، متمسكين بإرث آبائهم وأجدادهم: (وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ )،[١١]حيث كانوا يعملون بما يقوله كل جبار مقتفين أثره، ويقال: كانوا يأخذون بدين الجبارين -وهم الذين يضربون ضرباً شديداً يوصل للقتل عند الغضب-.[١٢]
أساطير العرب حول قوم عاد
قصص عاد وردت في كثير من الأساطير العربية التي تحدث بها الجاهليون، وزعم أهل الأخبار أنَّ عاداً كانت أعظم الأمم بطشًا وقوة في التاريخ، وكان زعيمهم -واسمه شداداً- قوياً جباراً مستهزئاً بنبي قومه؛ فحين سمع بوصف الجنة أراد بناء مدينة تفوقها حسناً وجمالاً، فأرسل عمّاله ليجمعوا له جميع ما في الأرض التي يصلون إليها من ذهب وفضة؛ فابتنى بها مدينة “إرم” باليمن.[١٣]
ولم يرتضِ ابن كثير هذا الزعم واستبعده، قال: “من زعم أن إرم مدينة تدور في الأرض، فتارة في الشام، وتارة في اليمن، وتارة في الحجاز، وتارة في غيرها، فقد أبعد النجعة؛ وقال ما لا دليل عليه ولا برهان يعول عليه..، ومن زعم أن إرم مدينة من ذهب وفضة، وهي تتنقل في البلاد فقد غلط وأخطأ؛ وقال ما لا دليل عليه”.[١٤]
كما وردت أخبار قوم “عاد” كثيراً في الشعر الجاهلي، وكان الجاهليون يتصوّرون أنَّ قومهم أقدم الأقوام؛ ولذلك ضُرب بقدمهم المثل في الأدب الجاهلي، حتى أنهم كانوا ينسبون الشيء الذي يريدون أن يبالغوا بقدمه إلى عاد، فيقولون: إنه “عادي”، وإذا رأوا أثرًا قديمًا أو أطلالًا قديمة عليها نقوش لا يعرفون صاحبها، قالوا إنها عاديّة، أي من أيام قوم عاد.[١٥]
المراجع
- ↑ سورة هود، آية:52
- ↑ أبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، صفحة 217. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة فصلت، آية:15
- ↑ الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، صفحة 192. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحقاف، آية:26
- ↑ فخر الدين الرازي، مفاتيح الغيب، صفحة 26.
- ↑ الطيبي، حاشية الطيبي على الكشاف، صفحة 585. بتصرّف.
- ↑ محمد رشيد رضا، تفسير المنار، صفحة 96. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:69
- ↑ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، صفحة 236. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:59
- ↑ السمرقندي، بحر العلوم، صفحة 157. بتصرّف.
- ↑ جواد علي، المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام، صفحة 299.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 282-292. بتصرّف.
- ↑ جواد علي، المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام، صفحة 308. بتصرّف.