الشعر الجاهليّ
الشعر الجاهليّ هو الشعر الذي كُتب في الزمن الجاهليّ، ويُعدُّ من أقدم الأشعار العربيّة، حيث يجمع هذا اللون الشعريّ عدداً كبيراً، وصوراً متنوعة، وأوزان الخليل بن أحمد الفراهيديّ، والتي بلغت 15 وزناً، ووزناً آخراً للأخفش، وبهذه الصورة فإنَّ الشعر الجاهليّ يدلُّ على جمال الذوق الفنيّ، ورفعة الإحساس العربيّ القديم، فهذا الشعر استغرق وقتاً طويلاً، وهو شعر عريق النشأة، حيث لا يقف عمره على 200 سنة قبل مجيء الإسلام، بل إنَّه موغل في القدم، وسلك تجارب عديدة، حتّى استطاع أنْ يصل إلى ما وصل عليه.[١]
مكانة الشعر الجاهليّ
احتل الشعر الجاهليّ مكانة رفيعة لدى العرب، حيث يقول ابن سلام الجمحيّ في ذلك: (كان الشعر في الجاهليّة عند العرب ديوان علمهم، ومنتهى حكمهم به، وبه يأخذون، وإليه يصيرون)، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه)، ونتيجة لهذه القيمة المرموقة جعل العرب الشعر أعلى منزلة من منزلة الخطابة، فقد كان الشاعر الجاهليّ يُقدّم على الخطيب؛ وذلك بسبب زيادة حاجتهم إلى الشعر الذي كان يُعلي من شأنهم، ويُرعب أعداءهم، ويزيد من هيبة فرسانهم،وغير ذلك من ميزات الشعر الجاهليّ.[٢]
نشأة الشعر الجاهليّ
لا يُعرف تاريخ النشاة الأولى للشعر الجاهليّ؛ فلم تذكر أيّ مصادر تاريخيّة عن بداية نشأته، كما لم ترد أي أشعار جاهليّة تُحدد بدايته وأصوله، وإنما ما يظهر من هذا الشعر، وخاصة المعلقات؛ والتي تبدأ بالمقدمات الطللية؛ حيث يتم وصف الأطلال، وبكاء الديار، ووصف الرحلة الصحراويّة، وما يركبونه من خيول وإبل، ويغلب على شعراء العصر الجاهليّ تصوير الناقة بالحيوانات الوحشيّة، وبعد ذلك ينتقل الشاعر الجاهليّ إلى الغرض الرئيسيّ في قصيدته، والذي يكون إما المدح، أو الفخر، أو الغزل، أو الرثاء، أو غيرها من الموضوعات الشعريّة، وعلى الرغم من تباين القصائد الجاهليّة في طولها؛ إلّا أنَّها تتفق في الأوزان والقوافي.[٣]
المراجع
- ↑ علي الجندي (1991)، في تاريخ الأدب الجاهلي (الطبعة الطعة: الأولى)، القاهرة: مكتبة دار التراث، صفحة 275-276، جزء الجزء الأول . بتصرّف.
- ↑ محمد بنلحسن (27-7-2007)، “الشعر والتلقي في الجاهلية”، www.diwanalarab.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2018. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف ، تاريخ الأدب العربي (الطبعة الطبعة: الحادية عشرة)، القاهرة: دار المعارف ، صفحة 183-184. بتصرّف.