'); }
مفهوم الولد الصالح
الولد لغةً يُطلق على الذكر والأنثى، والابن يختص بالذكر ويقابله البنت، قال تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ)،[١] والولد في الآية يطلق على الذكر والأنثى، والولد الصالح: ابن صالح أو بنت صالحة يبرّان والديهما، وهما الأقرب والأولى في الدعاء للوالدين، وهما جزء من كسب والديهما.[٢]
والولد الصالح غنيمة للأهل في حياتهم وبعد مماتهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له).[٣] وصلاح الولد هبة من الله.[٢]
صفات الولد الصالح في الإسلام
إنّ ما يفعله الولد الصالح من أعمال صالحة يكون بسببها لوالديه الأجر مثل أجره، لا ينقص من أجره شيء؛ لأن الولد الصالح نتيجة كسب الوالدين وتربيتهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّه مِن أطيَبِ ما أكَلَ الرَّجُلُ مِن كَسْبِه، وولَدُه مِن كَسْبِه)،[٤] ومن صفات الولد الصالح في الإسلام ما يلي:[٥]
'); }
- البر بوالديه في حال حياتهما والإحسان إليهما، وعدم التقصير في حقهما.
- طاعة والديه فيما يأمران ما لم يأمراه بمعصية.
- التأدب في الكلام مع والديه: حيث يخاطبهم برفق ولين، وهذه هي نتيجة تربية الولد على البر بوالديه، فيعلم الولد الصالح أن بر الوالدين ليس فيه إهانة ولا مذلة.
- الإنفاق على والديه وتلبية احتياجاتهما: حيث إن الولد الصالح يطعم والديه ويكسوهما ويقوم بذلك إذا احتاجوا إليه.
- الدعاء لوالديه في حياتهما أو بعد مماتهما: حيث إن الدعاء هو حق للوالدين، والولد الصالح يدعو لوالديه بالرحمة سواء كانوا أحياء أو أمواتاً.
- الصدقة عن والديه في حال موتهما: إن أجر الصدقة وثوابها يصل للوالدين بعد مماتهما، وهذا شكر لهم وتأدية لحقوقهم، وواجب لهم على تربيتهم الصالحة؛ لأن الولد الصالح هو أكثر من يتذكر فضل والديه عليه.
- صلة الأرحام: ويعلم فضل صلة الرحم، وأن من وصل رحمه سيصله الله، ومن قطعها سيقطعه الله.
كيف نربي ولداً صالحاً؟
تربية الولد الصالح تكون بتنشئته وتربيته تربية إيمانية، وذلك بتعليمه أصول الإيمان منذ بدء فهمه، وتنمية حب الله عز وجل فيه؛ بذكر نعم الله التي أعطانا إياها والتي لا تعد ولا تحصى، وحب الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكذلك معرفة الحلال والحرام؛ لكي يفعل الحلال ويتجنب الحرام، وأنْ يعلم أنّ الله عز وجل يراقبه في كل قول أو عمل، بالإضافة إلى تقوية جانب العقيدة في الولد، وهذه مهام الوالدين في تربية ولد صالح يصلهما أجره، وأن يكون هيناً ليناً سمحاً.[٦]
المراجع
- ↑ سورة النساء ، آية:11
- ^ أ ب عطية سالم، شرح بلوغ المرام، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1631، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:3528، صحيح.
- ↑ أزهري أحمد محمود، بر الوالدين، صفحة 7-11. بتصرّف.
- ↑ وحيد عبدالسلام بالي ، الطريق إلى الولد الصالح، صفحة 37-41. بتصرّف.