إسلام

سيرة الإمام النسائي

صورة مقال سيرة الإمام النسائي

التعريف بالإمام النسائي 

اسمه ونسبه

هو أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان من بحر الخراساني،[١] وتعود نسبته بالنسائي إلى: نَسَأ بفتح النون والسين، وهي بلدة بخراسان.

يُذكر أنَّها سُمِّيت بذلك؛ وفقاً لحادثة دخول أهل الإسلام إلى خراسان، فلمَّا بلغ ذلك أهلها هربوا ولم يبقَ بها غير النساء، فلمَّا أتاها المسلمون لم يروا بها رجلاً، فقالوا هؤلاء نساء والنساء لا يقاتلن، فنَنسأ أمرها الآن إلى أن يعود رجالهن.[٢]

مولده ونشأته 

وُلد سنة خمسة عشرة ومئتين (215) في خراسان في قرية نساء، ونسب إليها، وهذا التاريخ ليس على وجه اليقين، حتى ورد أن النسائي سُئل عن مولده، فأجاب مشككاً: يشبه أن يكون سنة 215 هـ.[٢]

براعة النسائي في الحديث وشهادة العلماء له

برزت براعة الإمام النسائي بعدة جوانب منها:

حيث جمع الحديث النبوي وحفظه وطلب أسانيده العالية.

  • كان إماماً في الحديث وعلله.
  • كان أحد أئمة الجرح والتعديل.
  • يعد مرجعاً مهمّاً لكلِّ باحث عن الأحاديث النبويّة ورواتها.[٣]
  • اعتنائه الكبير بالعلم
فطلبه في سنٍّ صغير، واهتمَّ بالرحلة في طلب الحديث، وروايته بأسانيد عالية؛ وبدأ بمدن إقليمه خراسان، ثمَّ دخل العراق، والشام، والحجاز، والجزيرة، ومصر التي استقرَّ بها وسكنها وأقام بها، وكان قد دخلها طالباً قبل أن يكون عالمًا، وقد اشتهرت له في مصر قصَّة في طلبه للعلم تناقلها المحدِّثين،[٢] وهي: 

حين ارتحل النسائي إلى مصر طالباً للعلم والحديث، قصد مجلس الحارث بن مسكين عالم مصر، وقاضيها الحافظ، وكان النسائي حينذاك يرتدي قلنسوة وقباء، وكان الحارث خائفاً من أمور تتعلق بالسلطان، فخاف أن يكون عيناً للسلطان؛ فمنعه من حضور درسه.

فلم يتراجع النسائي أو يمتنع عن المجلس بل كان يجيء، ويقعد خلف الباب ويسمع، ولذلك نجده يقول دائماً: “أخبرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه، وأنا أسمع”.[٢]

وقد أثنى العلماء على النسائي وبراعته وحسن طلبه للعلم، ودقّة شروطه في طلبه لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومما قيل في ذلك :

  • قال الحافظ الذهبي: “كان النسائي من بحر العلم مع الفهم والإتقان، والبصر، ونقد الرجال، وحسن التأليف.
فجَالَ في طلب العلم في خراسان والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة، والشام، والثغور، ثمَّ استوطن مصر، ورحل الحفاظ إليه، ولم يبق له نظير في هذا الشأن، وكان شيخاً مَهيباً، مَليح الوجه، ظاهر الدم، حسن الشيبة".[٢]
  • قال المحدث الدارقطني: “أبو عبد الرحمن مقدَّم على كلِّ من يُذْكَرُ بهذا العلم من أهل عصره”.[٢]

سنن النسائي

سنن النسائي هو كتاب من كتب الحديث، جمع فيه الإمام النسائي ما صحَّ عنده من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بما وافق شروطه وضوابطه في جمع الحديث.

وهو بالأصل مُنتخبٌ ومُستخلصٌ من كتاب آخر كتبه النسائي سَمّاه السنن الكبرى، حيث انتخب منه كتاب المُجتبى الذى اشتهر بسنن النسائي.[٤]

أما مميزات كتاب النسائي ومكانته فهي:[٤]

  • أحد كتب الحديث السِّتَّة المشهورة.
  • تأتى مرتبته بعد الصحيحين؛ لما جاء فيه من الأحاديث الصحيحة.
  • له شروط شديدة وعالية في انتقاد الرواة؛ ليأخذ من الحديث ما صحَّ، فضبط رواته وشدَّد الثقة بهم، حتى كانت شروطه أشدّ من شروط أصحاب الكتب الثلاث غير الصحيحين من الكتب الستة المشهورة .
  • جمع الإمام النسائي فى سننه بين الفقه والإسناد؛ فنجد أنَّه رتَّب الأحاديث حسب الأبواب، ووضع لكلِّ باب منها عناوين، وجمع أسانيد الحديث الواحد فى مكان واحد.

اهتمام العلماء بسنن النسائي

نال كتاب النسائي عناية طلاب العلم والعلماء، فنجد عليه من الشروح ما يأتي:[٥]

  • شرح الشيخ سراج الدين عمر بن علي بن الملقن الشافعي، المتوفى سنة 804 هجري، وهو شرحٌ لزوائد السنن على ما جاء في الصحيحين.
  • شرح الحافظ جلال الدين السيوطي، المتوفى سنة 911 هجري، وهو عبارة عن تعليق على السنن كتعليقه على البخاري.

وفاة الإمام النسائي

ورد أنَّ النسائي خرج حاجَّاً، فمرَّ بدمشق، وأدرك الشهادة، فقال: احملوني إلى مكة، فحُمِل وتوفي بها، وهو مدفون بين الصفا والمروة.

وكانت وفاته في شعبان سنة 303 هجري، وهذا ما ورد بنصِّه عن الدارقطني في سَنَة ومكان وفاة النسائي.[٢]

وهناك غير هذه الرواية التي تُفيد بأنَّ النسائي تُوفي في فلسطين، فعلى ذلك يقول أبو سعيد بن يونس في تاريخه: “كان أبو عبد الرحمن النسائي إمامًا حافظًا ثبتًا خرج من مصر في شهر ذي القعدة من سنة 302، وتوفي بفلسطين في يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر سنة 303 هجري”.[٢]

المراجع

  1. عبد الفتاح المرصفي ، كتاب هداية القاري إلى تجويد كلام الباري، صفحة 625.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د محمد بن علي بن آدم الأثيوبي، كتاب ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، صفحة 13-19. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 361. بتصرّف.
  4. ^ أ ب [مجموعة من المؤلفين]، كتاب موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 128. بتصرّف.
  5. محمد رشاد خليفة ، مدرسة الحديث في مصر، صفحة 346. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى