سبب نزول سورة الفتح

'); }

سبب نزول سورة الفتح 

روي عن المِسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم أنّ سورة الفتح نزلت بين مكة والمدينة بشأن صلح الحُديبية من أولها إلى آخرها، ويُذكر في سبب نُزول الآية الأولى منها، وهي: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا)،[١] أنّه لمّا رجع النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- وصحابته الكرام من غزوة الحُديبية.[٢]

ومُنعوا من دُخول مكة لأداء نُسكهم، فكانوا بين الحُزن والكآبة، فأنزل الله -تعالى- على النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- الآية الأولى من سورة الفتح، وقال لصحابته: (لَمَّا نَزَلَتْ: {إنَّا فَتَحْنَا لكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لكَ اللَّهُ} إلى قَوْلِهِ {فَوْزًا عَظِيمًا} مَرْجِعَهُ مِنَ الحُدَيْبِيَةِ، وَهُمْ يُخَالِطُهُمُ الحُزْنُ وَالْكَآبَةُ، وَقَدْ نَحَرَ الهَدْيَ بالحُدَيْبِيَةِ، فَقالَ: لقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هي أَحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا).[٣][٢]

وذكر عطاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ اليهود شتموا النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- وصحابته، فأخبرهم النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- أنّه لا يدري ما يُفعل به أو بهم، فاستهزءوا به وقالوا: كيف نتبع من لا يدري ما يُفعل به، فثقُل ذلك على النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-، فأنزل الله -تعالى- عليه الآيتين الأولى من سورة الفتح.[٢]

'); }

وأمّا الآية الخامسة من سورة الفتح فقد نزلت بعد أن أنزل الله -تعالى- على نبيه الآيتين الأولى من سورة الفتح، فقال الصحابة الكرام للنبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: هنيئاً لك ما أعطاك الله، فما لنا، فأنزل الله -تعالى- قوله: (لِّيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّـهِ فَوْزًا عَظِيمًا).[٤][٥]

وأمّا الآية الرابعة والعُشرون منها، فقد نزلت بعد أن غزا ثمانين رَجُلاً من أهل مكة النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- وصحابته الكرام وهم عند جبل التنعيم، فأخذهم النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أسرى فاستحياهم، فنزل عليه قوله -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا).[٦][٧]

مكان وتاريخ نزول سورة الفتح

تُعدُ سورة الفتح من السور المدنيّة، نزلت على النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- وهو في الطريق بين مكة والمدينة وعند رُجوعه من الحُديبية، وأمّا عددُ آياتها فتبلُغ تسعةٌ وعشرون آية، وسبقتها في ترتيب المُصحف سورة مُحمد، وقد نزلت سورة الفتح في العام السادس من الهجرة.[٨]

مقاصد سورة الفتح 

توجد العديد من المقاصد من نُزول سورة الفتح، نذكر منها ما يأتي:[٩]

  • وعد النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- بالفتح والمغفرة، وإنزال السكينة عليه وعلى المؤمنين.
  • وعد المؤمنين بجنات النعيم، ووعد المُنافقين بعذاب الجحيم.
  • الثناء على النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-، وذكرها للعهد وبيعة الرضوان، وما جرى فيها من نصرة المؤمنين للنبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وخُذلان المُنافقين، وبيان العذر للمعذورين.
  • بيان صدق رؤيا النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-، وتصوير حاله وحال الصحابة الكرام بالزرع والزُّراع من حيث البهجة، والنضارة، والسيرة الحسنة.

المراجع

  1. سورة الفتح، آية:1
  2. ^ أ ب ت علي الواحدي (1992)، أسباب نزول القرآن (الطبعة 2)، الدمام:دار الإصلاح ، صفحة 382-383. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1786، صحيح.
  4. سورة الفتح، آية:5
  5. علي الواحدي (1992)، أسباب نزول القرآن (الطبعة 2)، الدمام:دار الإصلاح ، صفحة 383. بتصرّف.
  6. سورة الفتح، آية:24
  7. علي الواحدي (1992)، أسباب نزول القرآن (الطبعة 2)، الدمام:دار الإصلاح ، صفحة 384. بتصرّف.
  8. جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ، صفحة 193، جزء 8. بتصرّف.
  9. مقاتل بن سليمان (1423)، تفسير مقاتل بن سليمان (الطبعة 1)، بيروت:دار إحياء التراث ، صفحة 63، جزء 4. بتصرّف.
Exit mobile version