'); }
رثاء الرسول
كان لموت رسولنا الكريم أثراً بالغ الحزن و الأسى على المسلمين جميعاً ، كيف لا و قد مات خاتم الأنبياء و أشرف الخلق و المرسلين ،و قد تسابق الشعراء في رثائه صلى الله عليه و سلم ، و قد اخترنا لك عزيزي القارئ بعضاً مما قيل في رثائه عليه الصلاة و السلام
أرقت فبات ليلي لا يـــــــزول وليل أخي المصيبة فيه طـول
وأسعدني البكاء وذاك فيمـــا أصيب المسلمون به قليـــــل
فقد عظمت مصيبتنا وجلــت عشية قيل قد قبض الرسول
فقدنا الوحي والتنزيل فينــــا يروح به ويغدو جبرئيــــــل
'); }
وذاك أحق ما سالت عليــــه نفوس الخلق أو كادت تسيل
نبي كان يجلو الشك عنــــــا بما يوحي إليه وما يقــــــول
ويهدينا فلا نخشى ضــــلالا علينا، والرسول لنا دليـــــــل
فلم نر مثله في الناس حيـــا وليس له من الموتى عديــل
أفاطم إن جزعت فذاك عـذر وإن لم تجزعي فهو السبيـل
فعودي بالعزاء فإن فيــــــه ثواب الله والفضل الجزيــــل
وقولي في أبيك ولا تملـــي وهل يجزى بفضل أبيك قيـلُ
فقبر أبيك سيد كل قبــــــر وفيه سيد الناس الرســـــول
و مما قاله أبو العتاهية في رثائه عليه السلام
لِيَبكِ رَسولَ اللَهِ مَن كانَ باكِيا وَلا تَنسَ قَبراً بِالمَدينَةِ ثاوِيا
جَزى اللَهُ عَنّا كُلَّ خَيرٍ مُحَمَّداً فَقَد كانَ مَهديّاً دَليلاً وَهادِيا
وَلَن تَسرِيَ الذِكرى بِما هُوهَ أَهلُهُ إِذا كُنتَ لِلبِرِّ المُطَهِّرِ ناسيّا
أَتَنسى رَسولَ اللَهِ أَفضَلَ مَن مَشى وَآثارُهُ بِالمَسجِدَينِ كَما هِيا
وَكانَ أَبَرَّ الناسِ بِالناسِ كُلِّهِم وَأَكرَمَهُم بَيتاً وَشِعباً وَوادِيا
تَكَدَّرَ مِن بَعدِ النَبيِّ مُحَمَّدٍ عَلَيهِ سَلامُ اللَهِ ما كانَ صافِيا
فَكَم مِن مَنارٍ كانَ أَوضَحَهُ لَنا وَمِن عَلَمٍ أَمسى وَأَصبَحَ عافِيا
حسان يرثي رسول الله صلى الله عليه و سلم
ما بالُ عَيني لا تَنامُ كَأَنَّما كُحِلَت مَآقيها بِكُحلِ الأَرمَدِ
جزعاً على المهدِيِّ أصبحَ ثاوِياً يا خيرَ منْ وطئَ الحصا لا تبعدِ
جنبِي يقيكَ التربَ لهفَى ليتنِي غيبتُ قبلكَ في بقيعِ الغرقَدِ
أأقيمُ بعدَكَ بالمدينة بينهُمْ يا لهفَ نفسي ليتني لم أولدِ
بأبي وأمِيّ منَ شهدتُ وفاتهُ في يومِ الاثنينِ النبيّ المهتدِي
فظلِلْتُ بعدَ وفاتهِ متلدِّداً يا ليتني أسقيتُ سمَّ الأسودِ
أوْ حلَّ أمرُ اللهِ فينا عاجلاً من يومنا في روحةٍ أو في غدِ
فنقومُ ساعتنا فتلقَى طيباً محضاً ضرائبُهُ كريمَ المحتدِ
يا بكرَ آمنةَ المبارَكُ ذكرهُ ولدَتْكَ محصنةٌ بسعدِ الأسعُدِ
نورٌ أضاءَ على البريةِ كلها من يهدَ للنورِ المباركِ يهتدِي
يا ربِّ فاجمعنا معاً ونبينا في جنةٍ تنبِي عيونَ الحسدِ
في جنةِ الفردوسِ واكتبْها لنا يا ذا الجلالِ وذا العلى والسؤددِ
واللهِ أسمعُ ما حييتُ بهالكٍ إلاَّ بكيتُ على النبيِّ محمدِ
ضاقتْ بالأنْصارِ البلادُ فأصبَحُوا سوداً وجوههمُ كلونِ الإثمدِ
ولقدْ ولدناهُ وفينا قبرُهُ وفضولُ نعمتهِ بنا لمْ تجحدِ
صلَّى الإلهُ ومن يحفُّ بعرشهِ والطيبونَ على المبارَكِ أحمدِ
فرحتْ نصارى يثربٍ ويهودُها لمّا توارَى في الضريحِالمُلْحدِ